حذر مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأميركي إلى العراق، من أن البلاد تقف عند "لحظة حاسمة"، داعياً القادة السياسيين والدينيين إلى اتخاذ قرارات موحدة لضمان مستقبل مزدهر وتجنب الانزلاق مجدداً نحو "التشرذم والانحدار".
وفي تدوينة نشرها، الخميس (11 كانون الأول 2025)، قال سافايا إن العراق، "بعد 23 عاماً من سقوط الديكتاتورية"، يواجه تحدياً رئيسياً يتمثل في تنافس الجماعات المسلحة مع سلطة الدولة، وهو ما أدى إلى إضعاف مكانته العالمية وخنق اقتصاده.
وكتب المبعوث الأميركي: "لا يمكن لأي أمة أن تنجح بينما تتنافس الجماعات المسلحة مع الدولة وتقوض سلطتها. لقد أضعف هذا الانقسام مكانة العراق العالمية، وخنق اقتصاده، وحدّ من قدرته على حماية مصالحه الوطنية".
وأشاد سافايا بالنهج الذي اتبعته الحكومة العراقية خلال السنوات الثلاث الماضية، معتبراً أنه أثبت إمكانية تحقيق الاستقرار، مردفاً: "لقد أثبت العراق أن الاستقرار الحقيقي ممكن عندما تتبع الحكومة نهجاً واقعياً ومتوازناً يُبقي البلاد بعيدة عن الصراعات الإقليمية ويعيد التركيز على الأولويات الوطنية. يجب عدم تعطيل هذا المسار الناشئ".
ومع تزامن الذكرى الثامنة للانتصار على تنظيم "داعش" وإتمام الانتخابات البرلمانية، شدد سافايا على أن المسؤولية تقع الآن على عاتق القادة العراقيين. وأوضح أن "قرارهم في الفترة المقبلة سيحدد ما إذا كان العراق سيتقدم نحو السيادة والقوة، أم سيتراجع مرة أخرى إلى التشرذم والانحدار".
وأضاف أن اتخاذ "خيار موحد وعقلاني سيرسل إشارة واضحة لا لبس فيها إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأن العراق مستعد لاستعادة مكانته التي يستحقها كدولة مستقرة ومحترمة في الشرق الأوسط الجديد"، محذراً من أن البديل هو "تدهور اقتصادي، وارتباك سياسي، وعزلة دولية".
واختتم سافايا تدوينته بتأكيد دعم واشنطن لبغداد في هذه المرحلة، قائلاً: "تحت قيادة الرئيس ترمب، تقف الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم العراق خلال هذه المرحلة الحرجة. إنني وفريقي المكون من مهنيين ذوي خبرة عالية ملتزمون بالعمل عن كثب مع القادة العراقيين في الأسابيع والأشهر المقبلة للمساعدة في ضمان قيام دولة قوية، ومستقبل مستقر، وعراق ذي سيادة قادر على رسم مصيره في الشرق الأوسط الجديد".