وسط جمع من الأدباء والمثقفين، عقد نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، السبت الماضي، جلسة بعنوان "مرايا الشعر"، شارك فيها الشعراء د. رعد البصري وأحمد حسن مكطوف وعدي السراي ووليد البغدادي.
الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها الشاعر حماد الشايع. واستبقها بالإشارة إلى أن هذا النشاط يأتي لكشف تحوّلات القصيدة العراقية المعاصرة، ولإيجاد مساحة يرى فيها الشعر العراقي نفسه من خلال مرايا أربعة شعراء يمثلون اتجاهات مختلفة في الكتابة.
الشاعر البصري استهل القراءات الشعرية بقصيدة ارتكزت على ثنائية الوجود والبحث عن المعنى، معبرا عن قلق الإنسان الحديث ومحاولاته الدائبة لإعادة تعريف نفسه وسط عالم مضطرب.
أما مكطوف، فقد قدّم نصوصاً تميل إلى التجربة الحياتية المفعمة بالإحساس، وتقارب تفاصيل الإنسان اليومية وتحوّلاته الداخلية.
وفيما جاءت قصائد السراي مركزة على كسر الإيقاع التقليدي وبناء صور حداثية نابضة بالحركة والتمرد، قدم البغدادي نصوصاً اشتغل فيها على الرمز والسرد الشعري، مستحضراً المكان العراقي بوصفه ذاكرة جمعية تجسد علاقة الإنسان بأرضه وتاريخه.
وفي إضاءة نقدية، تناول د. اياد الحمداني جوانب متعددة من النصوص التي قُدمت في الجلسة، مبينا أن "عددا من تلك النصوص اتسم بطابع الأصالة ورسوخ البنية الشعرية. بينما برز في نصوص أخرى استخدام واضح للتدوير والضرورة الشعرية بوصفهما أدوات بنائية تستحضر تقاليد الشعر العربي وتعيد توظيفها في سياق حداثي".
وأشار إلى أن "القصائد قدّمت مزيجاً متنوعاً من الصور الشعرية، بعضها مبتكر يتكئ على الحس التجريبي والانزياح اللغوي، وآخر تقليدي وكلاسيكي يستدعي الإرث الشعري بوصفه مرجعية جمالية لا تزال فاعلة في تجربة الكثير من الشعراء".
وخلص الحمداني إلى أن "القصيدة العربية، كما تجلت في هذه القراءات، أصبحت صدى لقصيدة النثر من حيث اعتمادها على السردية والتمثيل البصري واللقطات السينمائية التي تمنح النص حركة داخلية، وتشكيلًا جديداً للمشهد الشعري".