اخر الاخبار

مستقبل {يونامي} في ظل المتغيرات

كتب علي المولوي مقالاً لموقع مركز ويلسون الأمريكي أشار فيه إلى أن قرار العراق بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة (يونامي) مع حلول نهاية العام الماضي يمكن التراجع عنه على ضوء التطورات الدراماتيكية التي شهدتها وما زالت منطقة الشرق الأوسط.

بعثة للمساعدة

وذكر المقال بأن البعثة كانت قد أنشأت قبل 22 عاماً بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500 لسنة 2003، من ممثلي 22 وكالة وصندوقًا وبرنامجًا، وذلك بهدف مساعدة العراق على تحقيق أهدافه التنموية المستدامة وتعزيز الحوار السياسي والمصالحة، وتقديم المساعدة الانتخابية، وتعزيز حقوق الإنسان والإصلاح القضائي، والتواصل مع الدول المجاورة، على أن تُجدد ولايتها سنويًا بناءً على طلب الحكومة العراقية، وتُقدّم تقاريرها إلى إدارة الشؤون السياسية في نيويورك. وأضاف الكاتب بأن بغداد رأت بأن دور يونامي لم يعد ضروريًا، نظرًا للتحسن الكبير في الوضع الأمني والمناخ السياسي المستقر نسبيًا، وللتخلص من فكرة الاعتماد على المساعدات الدولية، والتأكيد على قدرة العراق على حل نزاعاته الداخلية والخارجية بشكل مستقل دون وساطة يونامي. وطلبت بغداد أن تقتصر أنشطة يونامي على الإصلاح الاقتصادي، وتقديم الخدمات، والتنمية المستدامة، وتغير المناخ، وغيرها من المهام غير السياسية.

مراجعة دقيقة

وذكر الكاتب بأن مجلس الأمن الدولي قد قرر قبل عامين إجراء مراجعة استراتيجية مستقلة لبعثة الأمم المتحدة هذه، وذلك عبر التشاور مع مجموعة من الجهات المعنية، بمن فيهم مسؤولون حكوميون وطنيون ومحليون، وقادة أحزاب سياسية، وأعضاء من المجتمع المدني، وتم على ضوئها تقييم الوضع بثلاثة مجالات رئيسية: التهديدات الحالية لسلام وأمن العراق، وتوصيات لتحسين ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، وسبل دعم العراق في تعزيز التعاون الإقليمي. وصدرت نتائج المشاورات في تقرير، خلص إلى أن النظام السياسي العراقي أصبح أكثر قدرة على إدارة الأزمات الداخلية والخارجية بعنف أقل، وإن دور أي طرف ثالث قد يُثبط الحلول الوطنية، موصّياً بتقليص ولاية يونامي تدريجيًا لتقتصر على الأنشطة الإنسانية والإنمائية قبل نقل تلك المسؤوليات إلى فريق الأمم المتحدة القطري على مدى عامين كجزء من "إعادة هيكلة منظّمة".

تصاعد الصراع الإقليمي

وأشار الكاتب إلى أن التطورات التي حدثت لاحقاً في المنطقة، سرعان ما تجاوزت افتراضات القرار، مما أعاد تشكيل المشهد الأمني الذي كانت يونامي تستعد لتركه. فعلى الرغم من أن المراجعة الاستراتيجية للتهديدات التي تواجه السلام والأمن في العراق قد تضمنت تحذيراً من عودة محتملة لتنظيم داعش وانتشار الجماعات المسلحة، فإن القائمين بالمراجعة لم يتوقعوا – حسب الكاتب - المدى الذي بلغته تداعيات الصراع في غزة وتصاعد المخاوف من أن يوسع الكيان الإسرائيلي من هجماته لتشمل العراق، خاصة في ظل مزاعم تل أبيب وتهديداتها، وهو ما نجحت بغداد في تجنب المزيد منها من خلال جهود سياسية ودبلوماسية متضافرة، لعب الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسن، دوراً كبيراً فيها.

إعادة تعريف ولاية يونامي

وأثنى المقال على جهود العراقيين وقدرتهم على الحفاظ على السلام والأمن الداخليين - سواء من خلال المفاوضات مع أربيل بشأن تقاسم الإيرادات، أو تنظيم انتخابات محلية طال انتظارها في محافظة كركوك المتنازع عليها، أو التفاوض على ترتيبات أمنية ثنائية مع الولايات المتحدة لمنع عودة داعش، قبل أن يستدرك بالقول بأن خطر عدم الاستقرار الإقليمي لا يزال مرتفعًا، مما يتطلب الإستفادة من وجود طرف ثالث محايد، مثل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، التي تتمتع بوصول مباشر إلى مجلس الأمن الدولي، ففي ظل ديناميكيات إقليمية معقدة، يمكن أن يكون وجود بعثة ذات تفويض محدد ومحدود بمثابة قوة استقرار، مما يساعد على تهدئة التوترات الخارجية قبل أن تتفاقم وتتحول إلى تهديدات مباشرة. ولن يوفر وجود يونامي نفوذًا دبلوماسيًا في إدارة الضغوط الخارجية فحسب، بل سيوفر أيضًا منصة منظمة للتواصل مع أصحاب المصلحة الدوليين الرئيسيين، مما يضمن تمثيل مصالح العراق بفعالية على الساحة العالمية، ويمنع مساعي عزله أو المساس باستقلاله الوطني.