العلاقات العراقية السورية بعد التغيير
حول التطورات الأخيرة في سوريا وتأثيراتها على الأوضاع في العراق، نشر موقع "أمواج" البريطاني مقالاً تساءل فيه عما إذا كانت بغداد ستتعامل بإيجابية مع المعارضة السورية، التي قطعت أثناء هجومها الخاطف ضد حكومة دمشق، وعوداً باحترام حدود العراق وسيادته وعدم تعريض أمنه للخطر.
آراء متباينة
وبعد أن أكد المقال على مراقبة الحكومة العراقية لتطورات الوضع في الجارة الغربية وإعلانها بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي دفاعاً عن استقرار بلادها، نقل عن الأطراف السياسية المختلفة أراءً وردود فعل متباينة مما يجري، تراوحت بين تحذير من "المؤامرات" التي تحيكها القوى الغربية والدعوة إلى النأي بالنفس عما يحدث، وبين السخرية المّرة من دعوات "حسن الجوار" مع اعتبار الأحداث في سوريا بداية لمشروع جديد، لابد من مواجهته بحماية الوحدة الوطنية والحذر من الخلايا الإرهابية النائمة، إضافة إلى تبني موقف داعم لوحدة سوريا وأمنها واستقرارها واحترام سيادة أراضيها.
ذكريات مرّة
وأشار المقال إلى أن ما يجري في سوريا من تدهور سريع يستدعي ذكريات مرّة عما جرى في العراق قبل عقد من الزمان، حين سيطر تنظيم داعش الإرهابي على ثلث مساحة البلاد، ويثير الكثير من المخاوف على مستقبل تحالف إقليمي، تعدّ سوريا كعب أخيل فيه، وقد تحاك هناك مؤامرة لجر التحالف أو بعض أطرافه في صراع غير ذي جدوى، يسبب لهم ضرراً كبيرا.
لا للتدخل
ولمجلة نيوزويك الأمريكية، كتب توم انغور مقالاً أكد فيه على أن بغداد لم يكن لديها خطط لإرسال قوات إلى سوريا المجاورة ولكنها سعت بدلاً من ذلك لحل سياسي، لاسيما عند اقتراب تحالف المتمردين من دمشق، مهددين بالإطاحة بالحكومة في تحول دراماتيكي بالحرب الأهلية التي اندلعت منذ 2011. واستدرك الكاتب بالقول إن متحدثاً باسم الحكومة العراقية ذكر للمجلة بأن بلده يعمل بجد لإيجاد حل سياسي متوازن للتداعيات الأخيرة، وأن ما يحدث في سوريا مرتبط بشكل مباشر بالأمن الوطني العراقي، وبالتالي لا يمكن لبغداد أن تظل بعيدًا عن فهم التطورات ودراسة مدى تأثيرها عليها الآن وفي المستقبل. وأضاف الكاتب بأن العراق لا يزال جزءًا نشطًا من التحالف الدولي لهزيمة داعش، الأمر الذي يمنحه تفويضًا دوليًا للدفاع عن أمنه وسيادته إذا فكر أي طرف في التعدي على حدوده.
تغيرات في طبيعة المتمردين
وأشارت النيوزويك إلى أن هيئة تحرير الشام، والتي كانت فرع داعش السوري وتُعرف بجبهة النصرة سابقاً، تعّد اليوم أقوى جماعة متمردة في سوريا، مضيفةً بأن الحركة رفضت في حينها الاندماج في داعش ثم ألغت علاقاتها مع تنظيم القاعدة، معلنة تخليها عن أية تطلعات "جهادية" لتوسيع أهدافها خارج حدود سوريا. ولهذا سعت مع تقدمها العسكري لتطمين العراق وقوات سوريا الديمقراطية، التي يمثل الكرد أغلب مقاتليها، من نواياها، وهو أمر ستظهر حقيقته الأيام القادمة.
مخاوف مشروعة
ولموقع "ميدل إيست آي" كتبت سؤدد الصالحي مقالاً أشارت فيه إلى تزايد القلق في العراق من التطورات المتسارعة في سوريا، وذلك بسبب الخشية من تكرار ما حدث في عام 2014، عندما اجتاح مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي شمال وغرب العراق من سوريا، مما أسفر عن مقتل ونزوح عشرات الآلاف من الناس، وتطلب الخلاص منه صراعاً مسلحاً على مدى أربعة أعوام ودعم التحالف الدولي. وادّعى الموقع بأن مسؤولاً عراقياً كبيراً، قد زار دمشق وأنقرة في مسعى للتقريب بين الجانبين، على الرغم من نأي بغداد بنفسها عن المشاركة في الصراع، لكن مهمته لم تحقق أهدافها.
ونقل موقع (المنطقة الجديدة) عن عضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب العراقي قوله بأن العراق لا يستطيع التعامل مع الجماعات المسلحة التي تسيطر حاليًا على سوريا ولكنه سيعمل مع حكومة دمشق التي تحترم المعايير الدولية، لاسيما وإن زعيم هذه الجماعات أبو محمد الجولاني محكوم عليه بالإعدام في العراق بسبب تورطه في أنشطة إرهابية مختلفة ضد البلد. وذكر الموقع أن السبب وراء هذا الحكم بحق الجولاني يكمن في مشاركته بنشاطات تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي ارتكب العديد من الجرائم ضد العراقيين بعيد سقوط نظام صدام في 2003.