اخر الاخبار

خرج الفلاحون في بغداد وعدد من المحافظات، صباح أمس، في تظاهرات سلمية، احتجاجاً على القرارات الحكومية المتعلقة بتخفيض أسعار شراء المحاصيل الزراعية، وللمطالبة بتوسيع الخطة الزراعية وشراء المحاصيل خارج الخطة ودعم الفلاحين بالماء والوقود الكافي للزراعة.

وعلمت "طريق الشعب" من مصادر مطلعة، أن "القوات الأمنية في محافظة ذي قار اعتقلت عددا من الفلاحين المتظاهرين سلمياً، بعد ان نظموا وقفة احتجاجية أمام سايلو المحافظة".

وبيّنت المصادر أن "فلاحي ذي قار الآخرين لم يخرجوا أمس في تظاهرتهم السلمية كما كان مقرراً، بسبب زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المحافظة، وبعد تلقي اتحاد الفلاحين في المحافظة اتصالا من احد المسؤولين في مجلس المحافظة، يطلب منهم تأجيل التظاهرة بسبب الإجراءات الأمنية التي ترافق زيارة السوداني". ويبدو أن الاعتداءات ستبقى تواجه كل فعالية احتجاجية سلمية، وباتت تمارس ببساطة مع كل من يرفع مطالب مشروعة وعادلة.  واعتدى نائب محافظ البصرة ماهر العامري على عدد من الفلاحين، أثناء تجمهرهم في تظاهرتهم السلمية أمام ديوان المحافظة. وتداول ناشطون مقطع فيديو له وهو يواجه المتظاهرين بطريقة غير مسؤولة.

وفي العاصمة بغداد، نظم الفلاحون تظاهرة حاشدة أمام مقر الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، مطالبين بدعمهم وبشراء محاصيلهم من الحنطة والشعير والرز بنفس القيمة المحددة للأسعار خلال العام الماضي.

حقوق وليس مطالب

وانطلاقا من أقصى جنوب العراق، نظم الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية بالاشتراك مع الفلاحين والمزارعين من عموم محافظة البصرة، وقفة احتجاجية أمام مبنى ديوان المحافظة.

وطالب رئيس جمعية الزبير الفلاحية رياض شداد الفارس، أن مسؤولي المحافظة بإنصاف الفلاحين، وتوفر الدعم الكافي لمزارعي الطماطم.

فيما وصف متظاهرون آخرون القرارات الحكومية الأخيرة بأنها "مجحفة"، خاصة وانهم انفقوا أموالاً طائلة لزراعة أراضيهم.

قرارات تعسفية

من جانبهم، تظاهر فلاحو ميسان أمام مبنى المحافظة، وطالبوا بحقوقهم المشروعة وبالتراجع عن القرارات الحكومية التعسفية في تسعيرة المحاصيل. كما طالبوا بالتراجع عن أسعار البذور والأسمدة والمواد الكيماوية التي وصلتهم في شهر نيسان الحالي، وليس في بداية الموسم.

وشارك عدد من أعضاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ميسان في هذه الفعالية الاحتجاجية، وأكدوا موقفهم الداعم لمطالب الفلاحين التي كفلها الدستور. كما دان الشيوعيون في ميسان قمع الفلاحين المحتجين في واسط.

الفلاحون يصعّدون في واسط

وفي محافظة واسط، استنكر الفلاحون الاعتداء الآثم الذي طال المتظاهرين منهم، على يد القوات الأمنية، مطالبين بمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات.

ولليوم الثاني على التوالي، خرج فلاحو واسط في مشهد تصعيدي رافضين الاعتداء الذي حصل يوم امس الأول، وطالبوا بمحاسبة مرتكبيه.

وتظاهر المئات من الفلاحين والمزارعين من جميع النواحي والأقضية، امس، أمام حقل الأحدب النفطي، وطالبوا رئاسة الوزراء بإقالة قائد شرطة المحافظة بسبب العنف المفرط الذي استخدم ضد الفلاحين المتظاهرين يوم أمس الأول.

وأفاد مراسل "طريق الشعب" شاكر القريشي، بأن "الفلاحين قرروا قطع طريق واسط ـ ميسان، وتطورت الاحتجاجات لاحقاً الى إغلاق حقل الأحدب النفطي لزيادة الضغط على المسؤولين من اجل تحقيق مطالبهم".

وقال المتظاهر احمد نوري لـ"طريق الشعب"، إن "الاعتداء على الفلاحين يتنافى مع حقوق المواطنين في التعبير عن رأيهم، ويجب الاستماع لهم وليس قمعهم بالقوة".

وأضاف انه "في حال عدم الاستجابة لمطالبنا فانه سيكون هناك تصعيد من قبلنا حتى تتحقق مطالبنا المشروعة".

العزيزية والصويرة

وفي العزيزية قال مراسلنا علي العزاوي، ان "العشرات من الفلاحين خرجوا صباح أمس مطالبين بدعمهم، واستنكروا الاعتداء الذي تعرض لهم الفلاحون في واسط أمام مجلس المحافظة"، مشيراً إلى ان قائم مقام القضاء التقى وفداً منهم ووعدهم بنقل مطالبهم إلى المحافظة.

كما تجمع المئات من فلاحي الصويرة أمام مقر الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية التعاونية، مطالبين بشراء الحنطة أسوة بالعام الماضي، وإدراج أراض زراعية ضمن الخطة الزراعية الوطنية فوراً.

وأكد مراسلنا، ان "شبيبة الحزب الشيوعي العراقي في الصورة شاركوا في تظاهرات الفلاحين، ووزعوا بيان محلية واسط الذي دان الاعتداء على الفلاحين".

ازدواجية المسؤولين

وفي المثنى، خرج الفلاحون في تظاهرة غاضبة أمام مديرية زراعة المثنى في السماوة، مطالبين بإنصافهم وتحقيق العدالة في أسعار شراء محاصيل الحنطة والشعير والرز.

وطالب أحد المتظاهرين ويدعى أبو غازي، في حديث لمراسلنا عبدالحسين ناصر السماوي، وزير الزراعة بالوقوف إلى جانب الفلاح وخاصة في ما يتعلق بالأسعار، متهماً مسؤولي المحافظة بالتعامل بازدواجية مع الفلاح، خصوصاً في وقت الحصاد.

واشتكى فلاحو الرميثة من عدم مصداقية وزارة الزراعة في تحديد الأسعار مقارنة بالأسعار العالمية. وقالوا إن الرميثة منطقة شلبية وان إجراءات الوزارة أثرت على المستوى الاقتصاد باعتبار ان تكلفة زراعة الشلب عالية. 

فيما طالب فلاحو الخضر بإنصافهم وعدم التعامل معهم بلامبالاة في الأسعار واعتماد السعر القديم للغلة، مؤكدين استمرارهم في التظاهر حتى تتحقق مطالبهم المشروعة.

وبيّن مراسل "طريق الشعب"، أن أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في المثنى، ساهموا في هذه التظاهرة، وأكدوا على أهمية إنصاف الفلاحين وتحسين وضعهم المعيشي، وطالبوا بتحقيق العدالة في الأسعار.

حرمان الفلاحين من أراضيهم

وطبقا لمراسلنا أحمد عباس الجنابي، فإن محافظة النجف شهدت تظاهرة كبيرة شاركت فيها مجاميع غفيرة من الفلاحين ساندها الفلاحون الشيوعيون ورابطة المرأة العراقية وممثلو عن الاتحادات والنقابات المهنية، ومنها نقابة المهندسين الزراعيين واتحاد نقابات عمال النجف.

ودعت التظاهرة في البيان الذي قرأه رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية محسن هدهود الحجامي إلى الإيفاء بمستحقات الفلاحين لمحصول الحنطة وتوفير الدعم اللازم، لتخفيض أسعار البذور والمواد الكيماوية وشمول جميع الأراضي الزراعية بالخطة الزراعية وإلغاء النسبة المئوية وتوحيد سعر الشراء لمحصول الحنطة، سواء كان ضمن الخطة الزراعية ام خارجها، فضلاً عن توفير حصة الفلاحين والمزارعين من مياه السقي والوقود اللازم لتشغيل المكائن الزراعية.

ودان أحمد سوادي مستشار رئيس مجلس المحافظة في حديث لـ"طريق الشعب"، الاعتداء على فلاحي محافظة واسط، واكد ضرورة محاسبة المتورطين.

وقال إن هذه التظاهرة خرجت للمطالبة بإنصاف الفلاحين والمزارعين وحماية حقوقهم وتوفير مطالبهم. كما طالب بإلغاء الإجراء التعسفي في الخطة الزراعية التي حرمت الفلاحين من الكثير من أراضيهم الزراعية.

حقوقنا مسلوبة

كما نظم العشرات من فلاحي محافظة كربلاء وقفة احتجاجية لمطالبة الحكومة بمساواة أسعار شراء الحنطة لهذا الموسم بأسعار العام الماضي، واستلام كامل المحصول المزروع سواء داخل الخطة الزراعية أو خارجها.

 وشدد المتظاهرون على أن "القرار الذي يجري تداوله بشأن تخفيض سعر شراء الحنطة خارج الخطة الزراعية يشكل ظلماً وغبناً واضحاً للفلاحين، رغم عدم تأكيده من الجهات الرسمية".

وطبقا لرئيس الجمعيات الفلاحية جواد الكريطي، يقدَّر عدد فلاحي كربلاء الذين يزرعون محصول الحنطة بما بين 8 آلاف و10 آلاف فلاح. ويعاني هؤلاء من ظلم وغُبن واضحين من قبل الحكومة الاتحادية، ويطالبون بحقوقهم المسلوبة، في الوقت الذي بذل فيه الفلاح جهداً كبيراً لتوفير السلة الغذائية لأبناء بلده، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول الحنطة.

بابل وديالى

وخرجت جمهرة واسعة من الفلاحين في محافظة بابل، في تظاهرة فلاحية نددوا فيها بالإجراءات الحكومية التي خفضت أسعار المحاصيل الزراعية، وشارك في التظاهرة أعضاء من مجلس المحافظة ومجلس النواب.

وطالب المتظاهرون بالعدول عن القرار الحكومي واعتبروه مجحفاً، وكذلك اكدوا أهمية استلام محصول الحنطة خارج الخطة الزراعية.

كما خرجت تظاهرات واسعة في ديالى، طالب الفلاحون فيها بإلغاء القرارات التي اتخذها الحكومة والعودة الى التسعيرة السابقة.