شهدت بغداد والمحافظات خلال اليومين الماضيين، موجة من التظاهرات الشعبية التي تعكس معاناة المواطنين في مختلف المجالات. من محافظة بابل إلى بغداد والبصرة وكركوك، تظاهر الآلاف من الخريجين والموظفين وأهالي القرى احتجاجًا على قضايا تتعلق بتوفير فرص العمل، وانقطاع الكهرباء، وتردي الخدمات الأساسية.
خريجو بابل
وشهدت مدينة الحلة، تظاهرة حاشدة شارك فيها نحو ألف متظاهر، حيث أغلقوا تقاطعات رئيسية في المدينة احتجاجاً على آلية تعيين خريجي كليات التربية في بابل. هذه الاحتجاجات تأتي في إطار استمرار المطالب التي دخلت أسبوعها الثاني بعد إعلان الدرجات الوظيفية، والتي شملت استثناء 1600 خريج من التخصصات التربوية.
إحسان الخفاجي، ممثل رابطة الخريجين، أكد أن المحتجين قرروا التصعيد بسبب عدم استجابة الحكومة المحلية لمطالبهم، والتي تتضمن إعداد ملحق آخر لتعيين أكبر عدد ممكن من بين 10 آلاف خريج لم تشملهم قوائم التعيين.
وأوضح الخفاجي، أن الخطوة الأولى كانت إغلاق تقاطع باب الحسين وتقاطع الثورة وسط الحلة، مع استعداد المتظاهرين لتوسيع نطاق احتجاجاتهم إذا استمرت الحكومة في تجاهل مطالبهم، حيث تم التلويح بإمكانية إغلاق جميع الشوارع في مركز المدينة.
محاضرو كركوك
وبدأ المحاضرون المجانيون في مدارس تربية كركوك، إضراباً مفتوحاً عن الدوام، احتجاجاً على استمرارهم بالعمل لسنوات دون الحصول على أي أجور.
فيما قال المحاضر مصطفى محمد، أحد المشاركين في الاعتصام أمام مبنى تربية كركوك: "بدأنا منذ يوم الأحد بالاعتصام المفتوح والإضراب العام عن الدوام حتى تتم الاستجابة لمطالبنا من قبل تربية كركوك، وصرف رواتب السنوات المتأخرة، والتعاقد معنا مثل باقي المحاضرين في المحافظات العراقية".
وأكد محمد أهمية رفع الأسماء إلى مجلس محافظة كركوك بشكل رسمي، لتمهيد الطريق لإرسالها إلى وزارة التربية للتعاقد ضمن ملحق المحاضرين، كما هو الحال في بغداد ومحافظات الجنوب والوسط. (تفاصيل اكثر عن الموضوع في الصفحة 4)
طلبة جامعة البصرة
وتظاهر المئات من طلبة جامعة البصرة، احتجاجاً على سوء الخدمات المقدمة في الأقسام الداخلية، وذلك مع بداية العام الدراسي الجديد.
وعبر الطلبة في رسالة وجهوها إلى وزير التعليم العالي ورئيس جهاز الإشراف والتقويم العلمي عن معاناتهم، حيث أكدوا وجود نقص حاد في الخدمات الأساسية، ما يؤثر سلباً على المسيرة التعليمية.
وطالب المحتجون بمحاسبة المقصرين في تقديم الخدمات، مؤكدين أن هذه المناشدة تمثل خطوة أولى للمطالبة بحقوقهم. حيث أشار الطلبة إلى ارتفاع ملوحة مياه الشرب وتردي نوعيتها بسبب عدم صيانة محطة تحلية المياه، مما أثر سلباً على صحتهم.
كما أبدوا استياءهم من تدني مستوى النظافة في بعض الأجنحة، وحاجتها الماسة إلى صيانة المرافق الصحية مثل الحمامات والمطبخ.
أهالي الخمسة ميل
وطالب أهالي منطقة البلم في منطقة خمسة ميل بمحافظة البصرة بعدم كري النهر المقابل لمنازلهم، مشيرين إلى خطورته على حياتهم، خاصةً بالنسبة للمنازل المحاذية له.
ويأتي هذا الطلب بعد تلقيهم إشعارًا من جهة حكومية غير معروفة تفيد بكري النهر بدلاً من طمره وتوسيعه إلى ستة أمتار.
وأوضح الأهالي، أن النهر كان في الماضي نموذجياً ونظيفاً، لكنه أصبح الآن ممرًا لمياه المجاري بعد سنوات من الإهمال. أشاروا إلى أنهم قاموا بتركيب أنابيب وجسور لتسهيل العبور إلى منازلهم.
وأكد السكان، أنهم ليسوا متجاوزين على النهر، حيث أن بيوتهم ملكية أصلية، وأبدوا استعدادهم لإزالة أية تجاوزات على ضفافه، كالسقائف أو المباني. ومع ذلك، عبروا عن استغرابهم من قرار كري النهر بدلاً من طمره، معتبرين أن ذلك يشكل خطرًا كبيرًا على أطفالهم، ويزيد من انتشار الأوبئة والحيوانات الزاحفة والقوارض.
وناشد الأهالي محافظ البصرة النظر في مطالبهم والتوجيه بطمر النهر بدلاً من توسيعه، حفاظًا على سلامتهم وسلامة أطفالهم.
طلبة قرية الشريش
وتظاهر العشرات من أهالي قرية الشريش في قضاء الإصلاح شرقي مدينة الناصرية، احتجاجاً على قلة الكادر التدريسي في مدرسة الشهيد "مؤمل الصدر"، ما ينعكس سلباً على مستقبل أبنائهم.
وذكر مراسل "طريق الشعب" أن الأهالي قاموا بحرق إطارات السيارات في الشارع الرئيس للقرية، مطالبين بتوفير الكوادر التدريسية اللازمة لضمان تعليم جيد لأطفالهم.
وأكد الأهالي، أن أبناءهم لم يتمكنوا من الانتظام في الدراسة منذ بداية العام الدراسي الحالي، بعكس زملائهم في المدارس المجاورة. وطالبوا المسؤولين المحليين بالتدخل الفوري والاستجابة لمطالبهم لتحسين وضع التعليم في قريتهم.
خريجو المجموعة الطبية
وخرج المئات من خريجي المجموعة الطبية دفعة 2023، بتظاهرات أمام بوابات وزارة الصحة في العاصمة بغداد، احتجاجاً على عدم تعيينهم وعدم تطبيق الفقرة 6 من قانون سنة 2000.
وذكر مراسل "طريق الشعب" أن المتظاهرين طالبوا بتطبيق قانون التدرج الطبي وتوفير التخصيصات اللازمة للدفعة المتبقية من 2023.
المتظاهر محمد نعمة، قال: "نحن خريجي المهن الصحية والتمريضية للعام 2023، نطالب بالتعيين، وعدم ترحيل التعيينات إلى الأعوام المقبلة"، داعيا وزير الصحة الى "عدم المماطلة في التعيين، خاصة أن تعييننا يجب أن يكون مركزياً".
تظاهرات متفرقة
ونظم العشرات من موظفي وزارتي الكهرباء والإعمار والاسكان تظاهرة في منطقة العلاوي وسط العاصمة بغداد، مطالبين بشمولهم بقطع الأراضي السكنية.
وذكر المتظاهر أحمد منعم، أن المشاركين في التظاهرة يطالبون بحصولهم على قطع أراضٍ أسوة بباقي الشرائح التي مُنحت أراضٍ سكنية لهم، مشيراً إلى أنهم قدموا على مشروع "داري" وقد تم إعلان أسمائهم، ولكن لم يتم منحهم الأراضي.
وأضاف منعم أن الموظفين يناشدون رئيس الوزراء والبرلمان بتخصيص الأراضي لهم، كونهم من الشرائح الفقيرة المستحقة التي لا تمتلك أي دار سكنية.
وتظاهر العشرات من المواطنين في مجمع الزهور ببغداد الجديدة، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار التجهيز من المولدات.
وأكد المتظاهرون أن المنطقة تعاني من عدم توفر الكهرباء الوطنية، ما أدى إلى لجوئهم إلى المولدات الخاصة، التي تتجاوز أسعارها التسعيرة الرسمية للدولة.
كما تظاهر العشرات من أصحاب النوادي الليلية يوم الأحد أمام هيئة السياحة في العاصمة بغداد، مطالبين بإعادة فتح هذه الأماكن التي تعتبر مصدر رزقهم.
وقال أحد أصحاب النوادي، إنهم "يتظاهرون للمطالبة بإعادة النظر في قرار إغلاق محالهم، التي تمثل مصدر رزقنا".
وأضاف أن "النوادي هي مرافق سياحية لا تؤثر على الشوارع، كونها محصورة في مكان محدد"، مطالباً هيئة السياحة بإعادة فتحها كما هو الحال في دول الجوار.