اخر الاخبار

أثرت موجة الجفاف التي تعرضت لها البلاد منذ ما يقارب خمس سنوات على المساحات الزراعية، تحديدا زراعة الأرز (الشلب)، التي تم حظرها، وذلك لتطلّبها كميات كبيرة من المياه، لكن خلال هذا العام تم رفع الحظر عن 5 محافظات، فيما تم اكتشاف نوع جديد من الأرز المقاوم للجفاف.

وسمحت الحكومة بزراعة الأرز للموسم الحالي 2024 في خمس محافظات هي النجف والديوانية والمثنى وذي قار وبابل، وخصصت الحصة الأكبر للنجف.

وكان العراق يزرع معظم إنتاجه من الأرز ويصدّر القمح والشعير قبل عقود، وكان في وقت من الأوقات أكبر مصدر للتمور في العالم، إلى أن أضرّت ملوحة التربة وسوء أنظمة الري والجفاف وصراع على مدى عقود بقطاعه الزراعي، ليتحول العراق لمشتر رئيس في الأسواق العالمية.

نوع جديد!

مدير زراعة النجف منعم الفتلاوي، قال ان "موضوع زراعة صنف جديد من الأرز تم استنباطه في محافظة النجف، حيث أُجريت الدراسات في مركز أبحاث الأرز في المشخاب"، موضحاً أن هذا "الصنف يتحمل الملوحة والعطش، وهو مناسب للظروف المائية في المنطقة".

وأضاف أنّه "تمت زراعة هذا الصنف على مساحة 140 دونما، ويطلق عليه (الغري)، وتنتظر الإدارة النتائج النهائية لهذه الزراعة.

وأكد، أن الأبحاث مستمرة لاستنباط أصناف تلائم التحديات المائية والملوحة في الأراضي، وخاصة في محافظة النجف

ونوه الفتلاوي باستخدام طريقة الزراعة (شتال الميكانيكية) التي نفذتها مديرية زراعة النجف على مساحات جيدة، مبينا أن هذه الطريقة ليست جديدة، لكنها لم تكن منتشرة في زراعة المحاصيل في المنطقة، معربا عن أمله في أن تنتشر هذه الطريقة على نطاق واسع في المستقبل، حيث تمت زراعة 30 دونما بهذه الطريقة في العام السابق، وحققت نتائج جيدة.

وذكر، أن هذه الطريقة تساعد في معالجة شح المياه لأنها تقلل فترة الري إلى 45 يوماً، ما يوفر كميات كبيرة من المياه. واختتم حديثه بالإعراب عن أمله في أن يتبنى الفلاحون هذه الطريقة في السنوات القادمة، نظراً لفوائدها العديدة.

وبحسب تصريحات حكومية، فإن العراق خصص 150 كيلومترا مربعاً لزراعة الأرز هذا الموسم، ويتوقع إنتاجا قدره 150 ألف طن، وهناك ووعود بتدفق المزيد من المياه من تركيا.

الفضل للأمطار

وقال المزارع فياض عباس من محافظة النجف: ان "التحسن النسبي في مناسيب المياه ليس نتيجة لجهود الحكومة، بل يعود إلى الأمطار التي هطلت في نهاية الموسم الشتوي".

وأضاف عباس في حديث مع "طريق الشعب"، أن الحكومة لم تقدم الدعم الكافي للمزارعين، سواء من خلال توفير المواد اللازمة أو تقليل أسعار المواد الأولية للزراعة.

وأشار عباس إلى أنه بعد حظر الإنتاج لمدة عامين، عادت محافظة النجف إلى زراعة محصول الشلب، موضحاً: "تمكنا من زراعة أرز هجين من صنفي العنبر والياسمين، والذي يمكن زراعته باستخدام الرشاشات الثابتة بدلاً من الغمر"، ذاكرا أن "نطاق زراعة هذا المحصول لا يزال محدوداً، لكن هناك خططاً لتوسيع زراعته".

وذكر أنّ "المساحة المزروعة لهذا الموسم بلغت 80 ألف دونم، مؤكداً أن "هذه المساحة تمثل الخطة الزراعية للموسم الحالي".

وبيّن، أنّ الزراعة بدأت في نهاية شهر حزيران واكتملت تقريباً في منتصف تموز، مع توقعات بأن يبدأ الحصاد في الخامس من تشرين الأول ويستمر حتى نهاية الشهر.

وتمنّى عباس، أن تتمكن بقية المحافظات من العودة إلى زراعة الأرز، نظراً للأضرار الاقتصادية التي تعرض لها العديد من الفلاحين نتيجة حظر الزراعة.

في ديالى.. الحظر مستمر

بدوره، أكد مسؤول اعلام مديرية الزراعة في محافظة ديالى محمد المندلاوي أن "زراعة الأرز وتحديدا الشلب لا تزال محظورة، حيث لا توجد الى الان خطة لشمول الأرز في الزراعة"، معللا ذلك بـ"شح المياه".

وقال المندلاوي لـ "طريق الشعب"، ان "الفلاحين الذي كانوا يزرعون الأرز استمروا في زراعة الحنطة. وبالرغم من قلة المردود الاقتصادي لمزارعي الشلب، الا ان العام الحالي شهد ارتفاعا في أسعار الطن الواحد من الحنطة؛ حيث وصلت الى 850 ألف دينار عراقي".

واكد، أن "محافظة ديالى سجلت خلال العام الحالي اعلى نسبة انتاج في زراعة الحنطة"، مبينا أن "السماد متوفر بشكل مباشر. كما تم توزيع 18 مرشة جديدة، وبأسعار مدعومة للفلاحين".