اخر الاخبار

يهدد قرار إلغاء الاعتراف بالجامعات الاهلية في اقليم كردستان، من قبل وزارة التعليم العالي في بغداد، مستقبل آلاف الطلبة الدارسين في تلك الجامعات.

ونتيجة لبقاء هذه الأزمة من دون إيجاد حلول تنصف هؤلاء الدارسين، صدر بيان طلابي عبروا فيه عما سببه القرار الاتحادي من ضرر لمستقبلهم، وحددوا فيه مطالبهم.

اربعة مطالب

وجاء في البيان الذي تسلمت "طريق الشعب"، نسخة منه: بعد سلسلة مخاطبات رسمية بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد واربيل في ما يخص التعاون الثنائي المشترك بكل ما يتعلق بالتعليم واعترافات كلا الطرفين بجامعات الطرف الآخر الحكومية منها والأهلية وامتيازات التعيينات لبعض التخصصات، حدثت خلافات بين الجانبين أدت الى نسف اتفاقية التعليم الثنائي المشترك حيث تم الغاء الاعتراف الرسمي بعدة جامعات اهلية خارج الاقليم".

واكد البيان، ان ذلك ادى الى "المعاملة بالمثل والغاء الاعتراف الوزاري بجميع جامعات الاقليم الأهلية، من دون مبالاة لمصير الطلبة المستمرين بالدراسة وخريجي هذه السنة وبدون تعليمات ومعالجات واضحة لهم، حيث ادى ذلك الى انتشار حالة من الذعر بين الطلبة كون اغلبهم سجلوا في هذه الجامعات بعد التأكد من الاعتراف الرسمي الصادر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/ الحكومة الاتحادية".

وطالب البيان بـ"اصدار معالجات سريعة لمصير طلبة جامعات الاقليم الاهلية، تشتمل على الاعتراف بشهادات الطلبة من خريجي هذه السنة والطلبة المستمرين بالدراسة، بناءً على الاعتراف الصادر من قبل الوزارة في فترة تسجيلهم وقبولهم، وشمول الطلبة الراغبين في إكمال دراستهم في محافظاتهم الأم او محافظات قريبة بضوابط النقل والاستضافة المفتوحة حالياً أسوةً بطلبة الجامعات العراقية في المحافظات الاخرى والطلبة الأجانب والطلبة الوافدين الدراسين في الخارج، كونهم طلبة عراقيين وابناء هذا البلد".

وكذلك "فسح المجال لمن يريد تقديم اعادة ترشيح قبول بالنسبة لخريجي المرحلة الاعدادية في السنوات السابقة ولمن يريد التقديم على القبول المركزي من خريجي الاعدادية لهذه السنة أسوة بباقي طلبة العراق".

جذور الخلاف والازمة

مدير الحملة محمد كريم، اوضح ان "الخلاف كان بسبب مسألة الاعتراف في الجامعات المحاذية للإقليم، مثل جامعة الامام الصادق والقلم والحدباء وغيرها، حيث طلبت وزارة التعليم العالي في بغداد من الاقليم الاعتراف بتلك الجامعات، لكن حكومة كردستان رفضت الطلب وقدمت مبررات بهذا الصدد، الامر الذي واجهته وزارة التعليم العالي في بغداد بقرار إلغاء الاعتراف بكل الجامعات الاهلية في كردستان".

ونوّه مدير الحملة في حديث مع "طريق الشعب"، بأن "هذه القرارات أثرت سلبا على مستقبل الطلبة، فهم المتضرر الوحيد مما يحصل، حيث حرمت وزارة التعليم العالي في بغداد طلبة الاقسام الطبية في كردستان من التعيين المركزي". واضاف بالقول ان هذا الخلاف "يؤثر فقط على الطلبة من جنوب البلاد ووسطها، الدارسين في الاقليم، حيث ان ثمار تعبهم وحصيلة اعوام من الدراسة، لم يعد معترفا بها في محافظاتهم".

وكشف كريم عن ان "اعداد الطلبة المتضررين كبير جداً، فعدد الطلبة المقبلين على التخرج والذين اثر فيهم هذا القرار ليس اقل من 5000 طالب. اما بالنسبة للطلبة في بقية المراحل فيصل العدد الى اكثر من 10 الاف طالب من كافة التخصصات، شملهم هذا القرار الجائر".

وزاد على حديثه انهم "اطلقوا حملة لجمع التواقيع، بعد ان اغلقت كل الأبواب امامنا ولم نتحصل على شيء سوى التسويف والتجاهل"، مؤكداً ان "خيار التصعيد مطروح، ولدينا تواصل مع عدد من الاتحادات في اقليم كردستان مثل اتحاد الطلبة العام لطلبة كردستان، واتحاد الطلبة التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني واتحاد الشبيبة الكردستاني، وفي بغداد يتم التواصل مع اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق".

وخلص الى توجيه الدعوة  للجهات المعنية ذات العلاقة، من اجل التعامل بمسؤولية مع هذا الملف، والاخذ بنظر الاعتبار ان مصير الالاف من الطلبة اصبح مجهولاً ومهددا".

خيارنا الاحتجاج الواسع

من جانبه، اكد نائب سكرتير الاتحاد الطلبة العام في اقليم كردستان، مارون عدنان، ان "الاتحاد يقف بالضد من هذه القرارات المجحفة من قبل وزارة التعليم في بغداد او الاقليم، ونتضامن بشكل كامل معهم ومع مظلوميتهم".

واكد في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "الاتحاد حاول معالجة هذا الملف مع وزير التعليم في الاقليم، ولكن الاخير لم يستجب مطلقاً"، مؤكداً ان "مصير هؤلاء الطلبة الدراسي، لا يجب ان يكون لعبة سياسية، وان يتحولوا الى ضحية للخلافات والصراعات السياسية".

ودعا مارون الى "معالجة وحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن، لأن مصير ومستقبل هؤلاء الطلبة اصبح على المحك".

واكد ان التسويف والمماطلة " سيقابلها احتجاج طلابي واسع، للضغط على المعنيين، في المركز والاقليم من اجل معالجة هذه القضية بشكل جاد ومسؤول".

وخلص الى القول: اننا بحاجة دائماً الى تذكير المعنيين بتجنيب الطلبة من صراعتهم او جعلهم وقودا لها، فمن المجحف ان يهدد مستقبل الآلاف من الطلبة بسبب عدم التعامل بمسؤولية وحل الخلافات بين وزارتي التعليم. ومن المعيب عدم تجنيب الطلبة مآلات هذه المشاكل وتركهم بدون معالجات".

مستقبل مجهول

من جهتها، اوضحت ممثلة اولياء امور الطلبة المتضررين، شهرزاد محمد انهم لاحظوا في بداية الازمة "وجود بوادر مشكلة بين الطرفين، ولكن تخيلنا وتوقعنا ان الوزارتين سيتعاملون بمسؤولية عالية مع هذه القضية، كونها تتعلق بمصير آلاف الطلبة، وكنا نتأمل ذلك، ولكنه تأزم بشكل غير متوقع، نتيجة تزمت الطرفين بآرائهم وبالنتيجة الطلبة هم الضحية الاولى والاخيرة لهذه الخلافات".

واكدت ان الاهالي تضرروا كثيرا لانهم انفقوا مبالغَ ليست هينة على دراسة أولادهم بعد التأكد من ان هذه الجامعات معترف بها. وفي لحظة واحدة اصبح مستقبل اولادهم مجهولا وغير واضح".

ولفتت المحمداوي الى ان "الخلاف والخطابات بين الوزارتين كانت غير معلنة، والكثير من الطلبة الذين سجلوا بعد الخلاف لم يكونوا على علم او المام بما يحدث، خصوصاً وان هذه الجامعات كان معترفا بها  في العام الماضي وقبله".

وتابعت حديثها بالقول ان "الطلبة الذين تخرجوا هذا العام غير معترف بشهادتهم، علماً انهم قد سجلوا ودرسوا قبل قرار الغاء الاعتراف"، لافتة الى ان "حدوث خلاف بهذا الحجم، يحتم على المعنيين ان يوجدوا معالجات ترفع المظلومية عن الطلبة سواء المتخرجين او المستمرين بالدراسة".

وفي ما يخص مطالبهم قالت المحمداوي انها تتلخص "بالاعتراف بالطلبة المتخرجين، وايجاد معالجات للطلبة المقبلين على التخرج والدارسين، فمن غير المعقول ان يطلبوا اعادة الدراسة هنا في جامعات الوسط والجنوب، او القبول على المعدلات الجديدة لأقسامهم، والتي تعتبر اعلى بكثير من المعدلات التي تم قبولهم فيها في سنواتهم الدراسية آنذاك".