ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب أول أمس الثلاثاء، الكاتب والروائي المصري المعروف د. يوسف زيدان، الذي ألقى محاضرة بعنوان "مفهوم الرصيد الحضاري وأثر الماضي في رسم ملامح المستقبل".
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة قرطبة" في فندق المنصور ميليا وسط بغداد، استمع إليها جمع كبير من المثقفين والأدباء والأكاديميين والمهتمين في الشأن الثقافي. وأدارها رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، الذي قدم نبذة عن المحاضر، مبينا أنه مثقف إشكالي استطاع حجز مكانته في الثقافة العربية عبر كتبه وتنظيراته وآرائه في الدين والسياسة والثقافة والأدب.
وفي مفتتح محاضرته ذكر زيدان أن "بغداد تمثل عندي الرصيد الحضاري، وهي واجهة حضارية لا يمكن التغاضي عنها أو نسيان دورها في التراث العربي عموماً".
ثم تطرق إلى موضوعات كثيرة تخص التراث العربي ومدى تعلق العرب به، مشيرا إلى انه من الضروري الاحتكام للمنطق عند التنقيب في القضايا التراثية والتاريخية، ودراستها.
وعن عنوان محاضرته، قال انه يأتي في إطار عمله الساعي إلى إعادة بناء المفاهيم الكلية والتصورات الكبرى في الثقافة العربية.
وعرّج زيدان على بعض المفاهيم الكلية الراسخة في العقل الجمعي، مثل الفكرة، السياسة، المعنى وغيرها. فيما ألقى الضوء على بعض مؤلفاته، التي نوّه إلى انها تحمل طابعا صوفيا.
كما تحدث عن روايته "عزازيل" الفائزة بجائزة البوكر العربية 2009، موضحا أنها رواية تاريخية فلسفية بحتة.
جدير بالذكر أن أحداث هذه الرواية تدور في القرن الخامس الميلادي في صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية. كما انها تلقي الضوء على الصراع الذي كان دائرا وقتذاك بين آباء الكنيسة والمؤمنين الجديد.
هذا وأثارت المحاضرة مداخلات وأسئلة طرحها عديد من الحاضرين.