اخر الاخبار

نظم "بيت المدى" للثقافة والفنون، أول أمس الجمعة على قاعته في شارع المتنبي، جلسة استذكار للكاتب والصحفي الراحل علاء حسن العتابي، الذي فارق الحياة مطلع العام الجاري بعد صراع مع المرض.

حضر الجلسة التي أدارها الكاتب رفعت عبد الرزاق، عدد من أفراد عائلة الراحل وأصدقائه وزملائه، فضلا عن جمع من المثقفين والصحفيين والأدباء. وقدم عدد من الحاضرين شهادات عن مسيرة الفقيد في الصحافة والمسرح، وعن أسلوبه المتفرد في تحويل الوجع اليومي إلى كوميديا ذكية.

د. فرات جمال العتابي، نجل شقيق الفقيد، استهل الجلسة بكلمة باسم العائلة، قال فيها أن "الفقيد ترك أثرا لا يُمحى في نفوس جميع أصدقائه وزملائه في العمل وأهله وأحبته"، مضيفا أن "عمي علاء كان يطل علينا دائما بوجهه المبتسم، فيؤنس وحشتنا ويزيل عنا كروب الأيام كلما داهمتنا. كان يرجم الشر والفساد بومضاته الساخرة، ويقاتل الأذى بالحب والوداد الصافي، وفي ذات الوقت كان متألقا في كتاباته، يحمل قضية وموقفا لا يساوم عليه، ملتزما بقضايا الإنسان والحرية". 

بعدها قدم المسرحي د. زهير البياتي، مداخلة تناول فيها بدايات معرفته بالفقيد نهاية الثمانينيات، حينما كان يتردد على فرقتي "المسرح الشعبي" و"مسرح اليوم"، مبينا أن علاء ألف نصوصا مسرحية عديدة، أحدها عن الكاريكاتيري الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، وعمل آخر بعنوان "الموت قسرا"، أخرجه البياتي نفسه بمعية الفنان الراحل كاظم العبودي، وتم تقديمه في منتدى المسرح بداية التسعينيات.

وتحدث في الجلسة أيضا، كل من الكاتب محمد غازي الأخرس، الناقد السينمائي علاء المفرجي، رعد كريم، اياد الملاح، زيدان الربيعي ود. حيدر عبد الخضر.

وفي حديث صحفي على هامش الجلسة، ذكر شقيق الفقيد د. فلاح العتابي، أن شقيقه بدأ حياته معلما. حيث تخرج في دار المعلمين ومارس التدريس قبل أن يختار أن يعلّم الناس بأسلوب مختلف عبر المسرح، ثم الصحافة، ثم الإذاعة.

وأوضح أن الفقيد كتب مسرحيات منذ أيام المتوسطة والإعدادية، وأبدع في النصوص الساخرة، التي تجمع بين الألم والفكاهة، مضيفا أن الراحل ترك بعدها سلك التعليم واتجه نحو الصحافة، وعمل في مؤسسات عديدة محلية وخليجية، قبل أن يستقر به المقام كاتب عمود يومي في جريدة "المدى"، تحت اسم "نص ردن".

أما مدير تحرير جريدة "المدى" الكاتب علي حسين، فقد ذكر أنه يرتبط بعلاقة قديمة مع الفقيد، تعود إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مبينا في حديث صحفي أن "علاء كان كاتباً مسرحياً متميزاً، كتب عدداً من المسرحيات، وفاز ببعض الجوائز آنذاك".

وأضاف قوله أن "والد علاء، حسن العتابي، كان من الشخصيات الوطنية المعروفة. وكل العائلة مشهود لها بالوعي والنضال. فهي عائلة شيوعية معروفة في مدينة الناصرية، اضطرت للانتقال إلى بغداد جراء ملاحقات الأمن".

وأشار حسين إلى أن "الفقيد كان كاتبًا ساخرًا يملك أسلوبًا خاصاً. يكتب النقد الاجتماعي والسياسي بسخرية راقية، غير مباشرة، لا تصل حد الجرح أو الفجاجة، وهو ما نفتقده كثيرًا اليوم".

وتابع قائلا أن "علاء عمل في الإذاعة، وكان مذيعا بارعا. كما قدم برامج تلفزيونية وإذاعية ذات طابع ثقافي وإنساني".