أقام "مركز شمران الياسري للثقافة والآداب"، أول أمس الجمعة على قاعة جمعية المهندسين العراقية في بغداد، "مهرجان شمران الياسري" الثقافي.
المهرجان الذي حضره جمع كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين والمدعوين الآخرين، تخللته فقرات مختلفة، منها عرض فيديوات توثيقية تلقي الضوء على مسيرة الكاتب والصحفي الفقيد شمران الياسري (أبو گاطع)، وتجربتيه الصحفية والأدبية. فضلا عن جلسات نقاشية حول مسيرته الإبداعية، بمختلف جوانبها الصحفية والإعلامية والروائية، وما يتعلق بالأدب الشعبي.
وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، افتتح المهرجان بكلمة، حيّا فيها المركز على إقامة المهرجان "استذكارا واحتفاءً بهذه الشخصية الوطنية والثقافية الفذة، شخصية ابو كاطع التي شغلت الناسَ طويلا وما زالت، بعطائها النضالي وبانجازها الاعلامي والادبي المتفرد، وبما تركت لنا من إرث حافل في ميدان القيم والمثل الوطنية والانسانية والتمسك بها، واعلاء شأن بسطاء الناس والذود عن حقوقهم وكراماتهم ومشاعرهم، والتسامي فوق كل ما يحط من قدر الانسان وآدميته".
وقال عن الفقيد أيضا انه كان "عصاميا بحق منذ حداثة سنّه، حين انكبّ على الحروف يتعلم نطقها وخطها، ثم يتقن الكتابة تماما ومعها القراءة، بجهده الخاص لا غير، وبعد ان كانت امه قد علمته قراءة شيء من القرآن وحسب. وبقي عصاميا في كل سعيه اللاحق".
بعدها ألقى ممثل رئيس الوزراء د. عارف الساعدي، كلمة، أشار فيها الى أن الياسري "حوّل الحكاية الشعبية إلى أدب عظيم، والسخرية إلى نقد لاذع لا يجرح، لكنه يوقظ. وفي زمن كانت فيه الكلمة ثمنها الحرية أو الحياة، ظلّ وفيّاً للحقيقة، لا يكتب إلا ما يؤمن به، ولا ينحاز إلا إلى الناس".
وكانت للاتحاد العام للأدباء والكتاب كلمة ألقاها أمينه العام الشاعر عمر السراي، أعقبه نائب رئيس جمعية المهندسين العراقية المهندس وسام الخزعلي، بكلمة قال فيها أن "هذا المهرجان لا يستحضر مجرد اسم كبير في ذاكرة العراقيين، بل يستحضر سيرة نادرة لشخصية استثنائية جمعت بين الكلمة والموقف، وبين الانحياز التام لقضايا الفقراء والمهمشين، وبين الإبداع الأدبي والالتزام الوطني".
واضاف قائلا: "كان أبو گاطع صوت الريف العراقي، وضمير الناس البسطاء، ومثقفاً عضوياً لم ينفصل عن مجتمعه ولا عن قضاياه، بل اندمج فيها، وكرّس قلمه وفكره من أجل تعرية الظلم والسعي نحو العدالة والتغيير".
بعد ذلك انطلقت أولى جلسات المهرجان، والتي ألقت الضوء على جوانب من حياة الياسري، ومسيرتيه الإعلامية والأدبية. وقد تحدث فيها رئيس المركز إحسان شمران الياسري، وأدارها المحاور خطاب عمر، لتتواصل بعدها الجلسات النقاشية، وتغطي محاور مختلفة من شخصية الفقيد وتجاربه، ونتاجه في العمود الصحفي والرواية وغيرهما.
وفي سياق المهرجان، ألقى الشاعر فالح حسون الدراجي قصيدة. بينما جرى تكريم المساهمين في فقرات المهرجان بشهادات تقدير.