ضيّف "ملتقى لكش" الثقافي في بغداد، الجمعة الماضية، أستاذة العلوم السياسية د. بسمة الأوقاتي، التي تحدثت في ندوة سياسية حول "المتغيرات السياسية في المنطقة وآفاق المفاوضات الإيرانية – الأمريكية"، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي.
الندوة التي احتضنتها حديقة مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، أدارها الحقوقي محمد السلامي، فيما استهلتها الضيفة، وهي أستاذ مساعد في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد، بالحديث عن أربعة عوامل للمتغيرات السياسية في الوضع الدولي الحالي، هي: وصول ترامب إلى السلطة وما فرضه من ضرائب وتعريفات كمركية أربكت السوق العالمي، الحرب الروسية – الأوكرانية مع اعتبار ان إيران مساندة لروسيا، الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والملف النووي الإيراني.
وتطرقت د. الأوقاتي إلى قضية حرب التعريفات الكمركية التي شنها ترامب على صادرات الدول إلى الولايات المتحدة، لا سيما التعريفات التي فُرضت على قطاع الالكترونيات، مبينة ان نحو 90 في المائة من الالكترونيات يتم تصنيعها أو تجميعها في الصين، والمتبقي يُصنع في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأوضحت أنه من الملاحظ أن سياسة ترامب الحالية على المستوى الاقتصادي، أضعفت العولمة، التي تبنتها الإدارات الأمريكية السابقة.
فيما تناولت قضية تخصيب اليورانيوم في ايران، والذي كان قد أنجز بحدود 30 في المائة، لافتة إلى ان إلغاء ترامب الاتفاقية مع إيران في هذا الشأن، خلال الدورة الأولى لرئاسته، أدت إلى تسارع التخصيب ليصل إلى 60 في المائة، ما شكّل عنصرا جديدا خطيرا له حساباته في المفاوضات.
وأشارت إلى ان ما يخيف الولايات المتحدة وإسرائيل في موضوع الصناعة النووية الإيرانية، نابع من عدم اطمئنانهما لإيران، منوّهة إلى ان المفاوض الإيراني له نفس طويل في المفاوضات.
وتحدثت الضيفة عن الوضع الحالي في مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي اصبح لصالح الجمهوريين، موضحة أنه خلال سنتين ستجري انتخابات نصفية، وقد تتغير النسب، وربما يتغلب الحزب الديمقراطي على الجمهوري، وبالتالي لن يكون ترامب حرا في اتخاذ قرار الحرب.
وختمت الضيفة حديثها بالقول أنه "من المؤكد ان إسرائيل لا توافق على وجود دولة لها قدرة نووية في المنطقة".
وفي سياق الندوة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عقّبت عليها د. بسمة الأوقاتي بإسهاب.