وسط جمع كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين، عقدت منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب أول أمس الثلاثاء، جلسة احتفاء بالروائي عبد الستار البيضاني وتجربته الإبداعية وروايته الجديدة "نوائح سومر"، الصادرة عنها.
وحضر الجلسة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، إلى جانب عدد من الوجوه الرياضية أمثال فلاح حسن وكريم صدام وباسل كوركيس، إضافة إلى الفنانين سعدون جابر وعبد فلك وميمون الخالدي.
الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها د. حازم الشمري. وافتتحها بالحديث عن رواية البيضاني، مبينا انها "ليست مجرد حكاية، بل هي رحلة في الأزقة القديمة، ونافذة على الطفولة حين كان الحلم يتخذ هيئة درهم، وحين كانت الأسواق تفيض بشيء من ظهر الذاكرة ودفء الوجود".
بعد ذلك، قدم الدكتور جاسم الحلفي ورقة نقدية حول رواية "نوائح سومر"، التي وصفها بأنها "واحدة من أصدق وأعمق أشكال الاحتجاج، وتوثيق أدبي واجتماعي وثقافي له بكل أدواته وتفصيلاته".
وأشار إلى ان "الرواية واضحة وصادقة، وثقت لمرحلة مفصلية مهمة من تاريخ العراق. كما أنها وثيقة اجتماعية تمثل شعبا بأكمله، بل هي وثيقة وجدان شعبي رافقتها منذ أن كانت فكرة حتى طباعتها".
وتخللت الجلسة مداخلات نقدية حول الرواية، ساهم فيها عدد من الأدباء الحاضرين. إذ ناقشوا تحولات السرد في الرواية، من رواية اجتماعية تدور أحداثها بين مجموعة من الأصدقاء، إلى رواية سياسية تناهض الدكتاتورية والظلم وتنتصر للاحتجاج ولمعاناة الناس ونوائحهم التي ولدت بسبب الحرب والاضطهاد والحرمان.
ورأت المداخلات في معظمها أن النواح الذي تطرقت له الرواية مستمر. وانها (الرواية) تتحدث عن واقع قائم ومعاش في مدينة لا تهدأ ولا تنام. فيما لفت البعض إلى ان بلاغة الرواية تكمن في تجسيدها الواقع الذي تتناوله، حيث مدينة الثورة التي عُرفت بتكوينها وتركيبتها المبدعة.
هذا وأكدت المداخلات أن الرواية كُتبت بلغة سردية جديدة، ميزّت البيضاني عن غيره من الروائيين.
وقبيل الختام، تحدث البيضاني عن روايته. وقال أن "النص ملك الناس. فأنا لم أكتب الرواية بدافع سياسي أو ايديولوجي. لست ضد أحد، لكنها حياتي وواقعي وتفاصيلي، لا سيما ان النظرة لمدينة الثورة كانت وما زالت نظرة طبقية أسست لها السياسة في العراق. فهي مدينة تناقضات أنتجت الإبداع والجمال".
وأضاف قوله أنه "اعتدت في جميع أعمالي الروائية على صناعة شخصية تمثلني".
وأخيرا، قدم الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، مداخلة عن تجربة الضيف الروائي. وقال أن "الحديث عن عبد الستار البيضاني حديث مجروح. فهو عملة نادرة، وفي حديثه وكتاباته وعلاقاته يصنع الروايات والجمال والإبداع".