ص1
اجتماع حكومي يبحث هيكلة الشركات المملوكة للدولة
مختصون: سياسة اقتصادية رأسمالية
وإجراءات تلغي دور الدولة
بغداد - طريق الشعب
بحث اجتماع للجنة العليا لإعادة هيكلة الشركات العامة المملوكة للدولة، أخيرا، الخطوات المتخذة من قبل الجهات المعنية في ضوء المقررات السابقة، وناقش ملف الشركات العامة المطروحة للتصفية وآليات ذلك، الى جانب القرارات الساندة لهذه العملية.
كما تناول الاجتماع إعادة دمج عدد من شركات وزارة التجارة، وناقشت إعادة تصنيف عدد من شركات وزارة الموارد المائية!
وشهد الاجتماع الذي عقد يوم الأحد الماضي حضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزراء النفط، والكهرباء، والنقل، والتجارة، والإعمار والإسكان والبلديات العامة، والزراعة، والموارد المائية، والاتصالات.
اطلع المجتمعون على التقدم الحاصل بشأن إعادة هيكلة شركات (حمورابي، وآشور، والفاو، والفاروق) التابعة الى وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة.
وجدّد عدد من المهتمين والمختصين رفض القرارات المتخذة بهذا الخصوص كونها ستؤدي الى تخريب الاقتصاد العراقي وزيادة أعداد العاطلين عن العمل، فضلاً عن تداعياتها الاجتماعية والانسانية.
تهديد خطر
في هذا الصدد، اكد عضو لجنة الاقتصاد النيابية ياسر الحسيني، ان هناك عدم ثقة في الإجراءات الحكومية الحالية وتوجهاتها الاقتصادية.
واوضح لـ"طريق الشعب"، انه "ثبت لنا وللعديد من النواب والمختصين في الشأن الاقتصادي، عدم اهلية الحكومة في ادارة المشاريع الاستراتيجية والحيوية"، مبينا انها "أظهرت عجزًا واضحًا عن تحقيق الإدارة الحقيقية والفعالة".
وأشار الحسيني إلى أن تغلغل الفساد في مخرجات الحكومة يمثل تهديداً خطراً يتفاقم مع مرور الوقت"، مستشهداً "بالفضائح التي تظهر بين الحين والآخر والمتعلقة بمسؤولين حكوميين رفيعي المستوى".
وخلص الى القول: أن هذه الفضائح "تدل على أن جميع الدراسات والعقود والقرارات التي تُتخذ لا تزال تعاني من شبهات فساد واضحة، ما يجعل من الصعب الاطمئنان على مستقبل البلاد في ظل هذه الإدارة".
اجراء يدعم بورصة البطالة
الخبير الاقتصادي صالح الهماشي قال: ان "الشركات العاملة في العراق المملوكة للدولة، كانت شركات رابحة وخاصة شركات وزارة الاعمار والاسكان، اذا ما نظرنا للمنجزات والمشاريع الكثيرة سواء بالمشاركة او التنفيذ المباشر من قبلها".
وتابع قائلاً لـ"طريق الشعب"، ان "المشكلة تكمن في السياسة العامة للدولة، و التوجه نحو الرأسمالية وخصخصة القطاع العام، والا فإن الحكومة بإمكانها تنفيذ هذه المشاريع الموجودة مثل مشاريع الاسكان والمجمعات السكنية والطرق والجسور والانفاق وشق الطرق وبناء السجون، والكثير من المشاريع الضخمة".
ولفت الى ان" سياسة الدولة نحو الخصخصة ادت الى اهمال هذه الشركات، اضافة لدخولها ضمن المحاصصة السياسية والتوظيف المباشر، واصبحت مجرد دائرة رسمية لا تقوم باية مشاريع، سوى بعض المشاريع البسيطة جداً. ومن ناحية ثانية، فإن الدولة عملت على اضعاف رأسمال هذه الشركات، سواء من الموارد البشرية او حتى من رأسمالها العامل، وهذا ما أدى بالنتيجة الى تراجعها".
وواصل القول: ان "ما نعيبه على الحكومة هو انه كان يفترض بدل ان تذهب الى الخصخصة، ان تطرح أسهماً لهذه الشركات في سوق الاوراق المالية، وتحول هذه الشركات الى شركات مساهمة وتدخل في سوق الاوراق المالية كما في الكويت والامارات والبحرين وتركيا"، مبيناً ان "خصخصة تلك الشركات واعادة هيكلتها بهذه الطريقة، تعني الغاء دورها او انهاء خدماتها".
وعزا الهماشي ما يحدث الى "عدم وجود رؤية اقتصادية واضحة، وعدم وجود فهم كافِ، فالحكومة وصناع القرار والمسؤولون عن الملف الاقتصادي، ليس لديهم تصور واضح او رؤية واضحة بشكل صحيح عن الوضع العام في البلاد".
واكد ان "خصخصة الشركات المملوكة للدولة تمثل عملية تسريح لموظفي الدولة وعدم خلق فرص عمل، فربما لو طرحت على شكل اسهم، فستزدهر وتنمو و تطرح وظائف جديدة تحتاجها وتساهم على الاقل بسوق العمل في العراق، و لكن خصخصتها ستزيد عبئا على سوق العمل الذي يعاني اصلا من بطالة مفرطة، اضافة الى بطالة اخرى واحالة للتقاعد، وستكون العملية كأنه اشبه برفد سوق البطالة ببطالة جديدة".
الخلل في سياسة الحكومة
من جهته، قال الامين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار: إن "فكرة اعادة هيكلة الشركات العامة ليست بجديدة، وانما هي مشروع قديم طرح بعد العام 2003، من قبل هيئة المستشارين في رئاسة الوزراء، بحجة ان هذه الشركات خاسرة ولا تلبي احتياجات الصناعة الوطنية".
وأضاف الصفار في حديث مع "طريق الشعب"، ان هناك تعطيلا متعمدا لهذه الشركات، وعدم دعم واختيار ادارات سيئة لها، حتى اصبحت معبأة بالفساد والمحاصصة ونفوذ الكتل المتنفذة في السلطة ورهن التعيين بهذه المؤسسات بحسب نفوذ هذه القوى".
ونوه الى أن ذلك ادى الى "اضعاف هذه الشركات، وتحويلها الى شركات خاسرة فعلاً بسبب السياسات الاقتصادية التي انتهجت في التعامل مع الصناعة الوطنية العراقية، كما يجب الانتباه الى موقف العمال في هذه الشركات، حيث اكدوا في اكثر من مرة وتظاهروا رفضاً لإعادة هيكلة هذه الشركات، وكان موقفهم الوطني واضحا وثابتا".
ونوه الى ان "كل من واجه او تصدى لهذه السياسات من العاملين بهذه الشريكات، واجه وتعرض لملاحقات او نقل من مكان الى آخر او عقوبات اخرى"، مشيراً الى ان "موقف اتحادنا العمالي من السياسة الخاطئة ثابت، ورافض، ونظمنا في اكثر من مرة تظاهرات من أجل النهوض بواقع هذه الشركات".
وخلص الى القول: ان "موقفنا واضح، وتدعونا المرحلة الراهنة الى الدفاع عن صناعتنا الوطنية واقتصادنا الوطني، وعن مصالحنا ومصالح العمال في هذه الشركات، الذين يفتقدون ابسط الحقوق فيها، ناهيك عن احالة قسم كبير منهم الى التقاعد المبكر وعدم التزام العديد من الشركات بتسديد التزاماتها المالية لهيئة التقاعد الوطنية".
راصد الطريق
قوانين تبرّئ الفساد وتكرس الانقسام!
يواجه مجلس النواب صعوبات جدية في تمرير القوانين الخلافية ذات التوجهات المصلحية الخاصة والطائفية. ويأتي هذا استمراراً لفشل الدورة البرلمانية الحالية في تمثيل شعبنا، وتغييب الدور التشريعي والرقابي للبرلمان.
في الشهور الاخيرة برز الخلاف عميقاً حول تمرير تعديل قانون الاحوال الشخصية. فجرى طرح قوانين اخرى خلافية مقابله: قانون العفو العام وقانون إعادة العقارات الى أصحابها المشمولة ببعض قرارات مجلس قيادة الثورة (المنحل)، فيما كُشف عن مساومات لتأمين إدخال مادة تسوية لقضايا فساد المتهم نور زهير، وهناك توافق للكتل حول ذلك، بجانب المساعي للإفراج عن 9 آلاف محكوم، ومنح 300 الف دونم، مقابل اقرار تعديل قانون الاحوال الشخصية.
وبات واضحا ان مجرد انتخاب مجلس النواب لا يحرك ساكناً، ولا يعالج الضعف البنيوي الذي يعاني منه البرلمان بسبب بنيته والنهج الذي تختطه القوى المهيمنة على المجلس. كما ان بدعة اقرار القوانين بسلة واحدة ستكلف شعبنا اعباء إضافية، بجانب صعوبات تأمين اللقمة والعيش بكرامة واستقرار.
بعد هذا الذي يحصل في مجلس النواب، المطعون بشرعية تمثيله للشعب، نتساءل: هل ستُدفع الأمور لحدّ تمرير قوانين خاصة بكل من يريد الحصول على حصة من الكعكة؟
ص2
سعدون: الشجاعة في حومة النضال
جاسم الحلفي
في الذكرى العشرين لاستشهاد وضاح حسن عبد الأمير(سعدون)، نستعيد بفخر طيب ذكراه وعاطر سيرته، التي تجسد الشجاعة والتضحية. فلا يسعني إلا أن أستذكر بعض المحطات التي جمعتنا، حيث كانت علاقتي به أكثر من مجرد معرفة عابرة، كانت صداقة ورفقة متجذرة نشأت منذ لقائنا الأول في فصيل "أشقولكه" بمنطقة "بشتاشان" في منتصف عام 1982.
اكتشفت فيه طيبةً صادقةً، وشجاعةً لا تعرف التراجع، وإخلاصاً نادراً. كان شخصاً واضحاً وبسيطاً، بعيداً عن أي تصنّع. ومنذ ذلك الحين توحدت آمالنا وأهدافنا، ومضينا معاً، مدركين أن الطريق أمامنا مليء بالمخاطر. لكنه كان أيضا محفوفاً بإيماننا الراسخ وإصرارنا على التحرر من الدكتاتورية والظلم.
بعد معارك "بشتاشان" واصلنا الكفاح، واخذ كل منا دوره في الحركة الأنصارية؛ سعدون في مناطق شقلاوة، وأنا في سرية "قره جوغ" وضواحي أربيل. كانت تلك المرحلة مفصلية، واجهنا فيها تحديات جسيمة، لكن تواصلنا وتعاضدنا جعلا صمودنا أقوى. كنا نتكئ على بعضنا في الأوقات العصيبة، مدركين أن كلاً منا سند للآخر في لحظات المحنة.
عقب كارثة عمليات الأنفال، التي جسدت أبشع صور القمع على يد النظام، تسللتُ في الأسبوع الأول من نيسان 1989 إلى أربيل في واجب سياسي بعد انتهاء الحركة المسلحة. كان سعدون أول من استقبلني هناك، حيث أقمنا مع رفاق آخرين في بيت سري. ومثّل لقاؤنا لحظة أمل متجدد، يدفعنا للاستمرار في النضال رغم توقف الحركة الأنصارية. فواصلنا العمل بروح لا تستسلم أمام المحن.
في شباط من ذلك العام، ومع هبوب نسائم الربيع، انطلقنا إلى بغداد في مغامرة محفوفة بالمخاطر، وكان سعدون معنا، إلى جانب ماموستا هوكر، ملازم هزار، كاوه جاوشين، شيرزاد، سيار، وأحمد شاهين. وفي تلك الرحلة قررت زيارة أهلي في مدينة الثورة (الصدر اليوم) بعد فراق طويل امتد منذ خريف 1978. حضر معي سعدون ورفاق آخرين، وكانت لحظة لقاء فاض بالشوق والحنين، وخفف سعدون بوجوده وقع تلك اللحظات عليّ، وأعانني بدماثته وخفة ظله التي أثّرت كثيرا في أهلي فعدّوه واحدا من أبنائهم.
اجتمعنا مجدداً بعد اندلاع انتفاضة آذار 1991، وحينها أوكل إليّ الرفيق حميد مجيد موسى مهمة ترتيب الاتصال بسعدون، الذي كان يعمل مع قيادات الحزب الأخرى في تنظيمات الحزب السرية ببغداد، ومن بينهم عمر علي الشيخ، عادل حبه، حسان عاكف، وبخشان زنكنه. وانسحب الجميع بسلام من بغداد بخطة ذكية ومحكمة، رغم شدة ملاحقة أزلام النظام وأمنه. غير أن سعدون بقي محاصراً بجواسيس السلطة. وضعنا خطة أخرى خاصة لتهريبه، ومع انها كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر، تمكّنا من تخليصه وإيصاله بأمان إلى إقليم كردستان. كانت لحظات قاسية وشديدة الخطورة، لكنها عكست عزمنا وثباتنا في مواجهة التحديات.
لم يكن سعدون مجرد رفيق عابر، كان تجسيداً حياً للبسالة والاقدام، يتصدر صفوف الكفاح الأمامية، يتحدى المخاطر بتصميم لا يتزعزع، مؤمناً بأن الثمن الذي يدفعه هو جزء من واجبه المقدّس تجاه قضيته ورفاقه وشعبه.
ويبقى الحديث عن سعدون استعادة لروح النضال والإصرار، وتذكيرا لنا جميعاً بأن ما كان يحلم به لا يزال حيا، وأن المسيرة التي بدأها ستبقى مستمرة، إنها مسيرة الحرية والعدالة والكرامة.
الشيوعي العراقي يجدد رفضه تعديل قانون الأحوال:
يفرز مشكلات طائفية
بغداد _ طريق الشعب
جدد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ياسر السالم، امس الأول الثلاثاء، رفض الحزب تعديل قانون الأحوال الشخصية، مبيناً أن التعديل يقسم المجتمع على أساس طائفي، ويمكن أن يحد ذلك من الزيجات المختلطة مستقبلاً، إضافة إلى مشكلات عديدة أخرى.
وقال السالم في تصريح صحفي، إن “الاشكالية التي واجهت دعاة تعديل قانون الأحوال الشخصية، هي رفض المكونات الأخرى لكتابة مدونة (طائفية).. بل والتأكيد على أن القانون النافذ يلبي احتياجات المجتمع. هذا الموقف أحرج النواب الشيعة الذين يرون في التعديل انتصاراً لطائفيتهم”.
وأضاف، أن “تشريع قانون مبني على مدونة مجهولة، غير مكتوبة مسبقاً، يمثل مثلبة على مجلس النواب الذي سيضع نفسه في موقف يجسد تخليه عن دوره التشريعي لصالح مؤسسات أخرى، دوائر الأوقاف مثلاً”.
وتساءل السالم، أن “لماذا لا تتم كتابة المدونة قبل تعديل القانون؟ ذلك ما على دعاة التعديل الإجابة عليه بصراحة”.
احتجاج مطلبي مستمر:
فرص العمل والخدمات أبرز المطالب
بغداد ـ طريق الشعب
شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية طالبت بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما جدد العشرات من خريجي المجموعة الطبية، حراكهم الاحتجاجي، قرب المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، مطالبين بشمولهم بالتعيين المركزي وفقًا لقانون 6 لسنة 2000.
بغداد
وأكد المتظاهرون، أن حقهم في التعيين المركزي هو حق دستوري يكفله الدستور العراقي، مشيرين إلى أن هذا الحق لم يُنفذ بشكل كامل منذ توقف تعيين أصحاب المهن الصحية والطبية في عام 2022.
وقال أحد المتظاهرين: “نحن خريجو الاختصاصات الطبية والصحية والتمريضية لعام 2023 نطالب بشمولنا في التعيين المركزي اسوة بزملائنا في السنوات السابقة”.
وأضاف، “أعدادنا في تزايد مستمر، وان اعتصامنا قرب الخضراء لن يفض قبل ان تتم الاستجابة لمطلبنا”.
ميسان
ونظم العشرات من سكان حي المصطفى شمالي شرق مدينة العمارة، تظاهرة احتجاجية، على طريق الطيب المحاذي لمنطقتهم، مطالبين بإدراج منطقتهم ضمن التصميم الأساس والتوسعة الخاصة بمدينة العمارة لتشملها الخدمات والتوطين.
وأشار المتظاهرون إلى أنهم يعيشون في حي المصطفى منذ عشرات السنين، وأن بعضهم يقيم في المنطقة منذ قبل سقوط النظام السابق.
وأوضحوا أن المنطقة قد تم إيصال الماء وشبكة الصرف الصحي إليها على أمل أن يتم إدراجها ضمن التصميم الأساس للمدينة، بحيث يتم تمليك المنازل لسكانها، إلا أنهم فوجئوا مؤخرًا بعدم إدراج منطقتهم ضمن التصميم الأساس لمدينة العمارة.
وفي تصريحات أدلى بها عدد من المتظاهرين، أكدوا أن عدد سكان المنطقة يقدر بحوالي 1000 شخص، وأنهم يطالبون بحقوقهم في الحصول على الخدمات الأساسية والتوطين. كما أشاروا إلى أنهم سيواصلون احتجاجاتهم السلمية.
وهددوا بأنهم سيتوجهون للاعتصام أمام ديوان المحافظة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم وإدراج حي المصطفى في التصميم الأساس للمدينة.
ونظم العشرات من المشرفين التربويين في محافظة ميسان، وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرتهم، احتجاجًا على الطريقة التي تعامل بها مجلس المحافظة معهم.
وطالبوا الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات الصحية والسليمة لمتابعة الشكاوى المتعلقة بأعمالهم.
وقال عدد من المشرفين إنهم لا يعترضون على الدور الرقابي لمجلس المحافظة، لكنهم يرفضون الطريقة التي ظهر بها رئيس المجلس، والتي وصفوها بـ “الاستفزازية”.
وأوضحوا، أن دورهم كمشرفين تربويين يُعد بمثابة دور خبراء في وزاراتهم، وأنهم يرفضون أن يتم التعامل معهم بهذه الطريقة.
وأعرب المحتجون عن استيائهم من الأسلوب الذي تم اتباعه في التعامل مع شكاواهم واحتياجاتهم، داعين الى متابعة شكاواهم بشكل جدي وبالطرق المشروعة.
و طالب المشرفون ايضا بتوفير بيئة عمل تليق بمستوى خبراتهم المهنية، مؤكدين أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم وتحقيق مطالبهم المشروعة.
المثنى
الى ذلك، جدد خريجون في محافظة المثنى، احتجاجاتهم قرب مبنى المحافظة، مطالبين بشمولهم بالتعيين في وزارة التربية، بعدما ظهرت أسماؤهم كاحتياط في قائمة التعيينات الأخيرة.
وقال عدد من الخريجين إن مطالبهم تركزت حول ضرورة استغلال حصة التربية من التعيينات بشكل كامل، خصوصاً وأن وزارة التربية لم تعلن عن جميع الأسماء المؤهلة للتعيين في المحافظة.
وأوضحوا، أنهم ضمن قائمة الاحتياط لكن لم يتم إدراج أسمائهم في التعيينات النهائية، مما يتركهم في حالة من الترقب والانتظار.
وأضاف الخريجون، أنهم يأملون أن يتم تنفيذ مطالبهم بسرعة، خاصة في ظل الحاجة الملحة إلى تعيين الخريجين الجدد، الذين يمثلون أعدادًا كبيرة في المحافظة.
السليمانية
هذا ونظم العشرات من طلبة الجامعة التكنولوجية في محافظة السليمانية، وقفة احتجاجية، أمام مبنى الأقسام الداخلية، مطالبين بتحسين الخدمات وتعديل نظام دخول الطلبة وخروجهم من المجمع.
وأعرب الطلبة عن استيائهم من الأوضاع المتدهورة التي يعانون منها داخل مجمع الأقسام الداخلية، خاصة في فصل الشتاء، حيث يعانون من نقص في بعض الخدمات الضرورية مثل التدفئة والمرافق العامة.
وذكر عدد من الطلبة المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، أن نظام الدخول والخروج الحالي غير ملائم ويشكل عبئًا عليهم، مطالبين بتعديله لتسهيل حياتهم اليومية داخل الحرم الجامعي. وأكدوا أنهم مستمرون في احتجاجاتهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم وتحسين أوضاعهم في الأقسام الداخلية.
وفد تحالف 188 يبحث مع رئيس البرلمان
مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية
بغداد _ طريق الشعب
زار وفد من تحالف ١٨٨، يوم امس، رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني، بحضور النائبتين سروة عبد الواحد وساهرة الجبوري، لبحث سبل رفض تعديل قانون الأحوال الشخصية. وعرض الوفد جانباً من نشاطات التحالف المتنوعة، وقدموا عرضاً عن المؤتمر الوطني الرافض لتعديل الأحوال الشخصية الذي خوّل التحالف صياغة الرؤية المناسبة بهذا الخصوص، وتطرق الى الإشكاليات القانونية والمخالفات الدستورية والالتزامات الدولية التي يتضمنها التعديل المقترح. كما قدموا ورقة اعتراضات قانونية تم تسليمها سابقًا إلى اللجنة القانونية مع البيان الختامي للمؤتمر الموقع من قبل عدد كبير من الأحزاب والقوى والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني. وأشاروا إلى ضرورة أن تكون تشريعات البرلمان قادمة من الحكومة.
من جانبه، أشار رئيس البرلمان إلى وجود اعتراض كبير من شريحة واسعة على القانون الحالي، منوها الى ان البرلمان ينتظر صياغة المدونات لغرض عرضها ومناقشتها الى جانب التعديل. مؤكداً على ضرورة اعتماد المواد الدستورية والنظام الداخلية والسياق النيابي لتشريع او تعديل أي قانون.
واوضح، أن القانون النافذ يحتاج الى تعديل في عدد من مواده، مبيناً وجود خيارات تتيح للأطراف التعاقد وفق قانون رقم 188 أو اعتماد المدونات. واعتبر أن تقديم القانون بصيغة المدونات الشرعية لا يعد إثارة للنعرات الطائفية، وأن الاعتراضات على القانون المقترح تتطلب ضغطًا نيابيًا.
واختتم بأن القانون الحالي جيد من وجهة نظره، لكنه يقترح تعديل بعض فقراته الخلافية.
مجلس السلم العالمي يجدد تأييده لنضال الشعب الفلسطيني
بغداد – طريق الشعب
أصدرت اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي على هامش اجتماعها الذي انعقد في العاصمة النيبالية كاتماندو، بياناَ جدّدت فيه تضامن المجلس المطلق مع نضال وحقوق الشعب الفلسطيني، ومع المعاناة التي يعيشها جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عام، مؤكداَ إدانته للمجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون، والتي ادت إلى أكثر من 43000 شهيد وشهيدة من ضحايا هذه المجازر البربرية.
وقال البيان الذي حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه: إن هذه المجازر المستمرة تجري بدعم كامل من قبل الإدارة الأمريكية والبريطانية والاتحاد الأوروبي وبتواطؤ من بعض الدول العربية التي تدعي المطالبة “بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.
وأعرب مجلس السلم العالمي عن دعمه الكامل لمبادرة وشكوى جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية.
ودعا إلى الوقف الفوري للعدوان الاجرامي الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والمجازر التي يتعرض لها.
كما أكد المجلس ضرورة وسرعة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحق عودة اللاجئين، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. كما دعا الأمم المتحدة إلى قبول فلسطين عضوا عاملا في الأمم المتحدة.
وخلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي، جرى تكريم الرفيق الدكتور عقل طقز ممثل اللجنة الفلسطينية للسلم والتضامن، وعضو سكرتارية المجلس ومنسق منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بجائزة ميدالية السلام “رومش شاندرا” المرموقة من قبل منظمة السلم والتضامن لعموم الهند (AIPSO)، وذلك تقديرا لجهوده المتواصلة في تعزيز قضية السلم والتضامن العالمي.
ص3
انتقادات لمشاريع فك الاختناقات:
التخطيط الاستراتيجي غائب.. ومعه الجودة!
بغداد – تبارك عبد المجيد
يستمر سيناريو الزحامات المرورية بالرغم من مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، حيث يتطلب من المواطن في اي منطقة داخل العاصمة قضاء ساعة كاملة للوصول إلى وجهة لا تتعدى مسافتها 10 كيلومترات. وفي ظل استمرار هذه المشكلة، يشكك البعض في فاعلية وجودة المشاريع الحكومية في معالجة الأزمة.
فاطمة علي، طالبة في كلية اللغات بجامعة بغداد، توضح معاناتها قائلة: "غالبًا ما تفوتني المحاضرات الأولى بسبب ازدحام جسر الجادرية، حيث أقضي وقتي في الطريق أكثر مما أقضيه في الجامعة".
وتضيف لمراسل "طريق الشعب": ان "تقسيم أوقات الدوام أرهق الطلبة؛ إذ نخرج من المنزل صباحا، ولا نعود إلا مع حلول الليل".
وتشير إلى أنه "في كثير من الأحيان لا تتوفر سيارات الأجرة أو وسائل النقل العام بسبب الازدحام، ما يجبرنا على الانتظار لساعات أو البحث عن وسيلة لنقلنا إلى نقطة قريبة".
الاعمار والإسكان ترى العكس
وزارة الإعمار والإسكان، تؤكد أن مشاريع فك الاختناقات المرورية قد أحدثت تحسنًا ملحوظًا في حركة السير.
وذكر نبيل الصفار، المتحدث باسم الوزارة، أن "افتتاح عدة مشاريع من الحزمة الأولى ساهم بشكل إيجابي في تحسين الانسيابية"، موضحًا أن هذه المشاريع تعتمد على بعضها لتشكيل منظومة متكاملة.
وفيما يتعلق بخطة مشاريع الحزمة الثانية، ذكر الصفار لمراسل "طريق الشعب" أنها ستكون استكمالًا لمشاريع الحزمة الأولى، مشيرًا إلى ان مشروع جسر الصرافية الثاني الجاري العمل به حاليًا، سيعزز الانسيابية نحو مجسر الشالجية الذي تم افتتاحه سابقًا.
وأضاف الصفار، أن "هناك عدة مشاريع تشمل طريق مطار المثنى، إلى جانب أربعة مشاريع أخرى على محور قناة الجيش، من بينها مشروع جسر الجادرية الثاني، والذي سيربط مناطق الكرخ بالرصافة ويمتد إلى سريع القادسية وصولًا إلى ساحة النسور التي تشهد حاليًا أعمالا تطويرية".
وتوقع الصفار أن تدخل مشاريع جديدة الخدمة قبل نهاية عام 2024، ما قد يسهم في تقليل الزحامات وتحسين حركة السير في بغداد.
لا تعتبر حلاً
في حديثه عن الحلول المقترحة لمعالجة الازدحام المروري في العاصمة، افاد المهندس سلوان الآغا بأن "مشاريع المجسرات التي أطلقتها الحكومة تهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية للشوارع، لكنها لا تعد حلاً نهائيًا للمشاكل المرورية". وأوضح الاغا لـ "طريق الشعب"، أن "مدينة تتمتع بكثافة سكانية وأنشطة عالية لا يمكن أن تُحل مشكلاتها المرورية عبر بناء المجسرات والتقاطعات فقط. ورغم أن هذه المشاريع قد تُحسن حركة المرور بشكل مؤقت، فإن فائدتها قد تقل بمرور الوقت إذا لم يتم العمل على حلول أخرى أكثر استدامة".
وأشار الآغا إلى "ضرورة تنفيذ شبكة من الطرق الحولية لتقليل الازدحام، بالإضافة إلى تحسين وسائل النقل العام، ومنها مشروع المترو الذي تم الحديث عنه منذ الثمانينات، لكن لم يتم تنفيذه حتى الان".
وأكد "أهمية إعادة توزيع المراكز الإدارية والاقتصادية في المدينة، بحيث لا تتركز المؤسسات في مكان واحد، بل يتم تقسيمها وربطها إلكترونيًا لتسهيل الوصول إليها وتخفيف الضغط على الشوارع الرئيسية".
وشدد على أن الحلول طويلة الأمد يجب أن تقوم على دراسة استراتيجية أعمق، تُعرف بدراسة النقل الشامل، والتي تعتمد على توزيع الأنشطة السكانية والإدارية في المدينة بشكل مدروس؛ ومن خلال هذه الدراسة، يمكن تحديد الحلول الأنسب لتوسيع بعض الشوارع والتخفيف من الاختناقات بناءً على بيانات دقيقة عن حركة الناس والكثافات السكانية.
شكوك في فاعلية المشاريع
وتعبر هدى أسعد، مختصة في هندسة الطرق والجسور، عن شكوكها تجاه فاعلية مشاريع فك الاختناقات المرورية، مشيرة إلى أن "رغم افتتاح العديد من هذه المشاريع، فإن مشكلة الزحام لا تزال مستمرة وربما تزداد". وتقول سعد في حديث لـ "طريق الشعب" أن "هذه المشاريع تتطلب رؤية استراتيجية واضحة، كونها ترتبط بالتصميم الأساسي لمدينة بغداد، إلا أن المواقع التي تُنفذ فيها بعض المشاريع تعكس غياب التخطيط المدروس".
وتشير سعد إلى شكوكها في جودة المواد المستخدمة في بعض المشاريع، التي تحتاج إلى إعادة تأهيل رغم افتتاحها حديثًا".
وتسترسل بالقول: ان جسر قرطبة، تسربت منه المياه عند أول هطول للأمطار، داعية إلى التركيز على إنشاء طرق حولية ونقل الدوائر الحكومية والمراكز التجارية إلى أطراف بغداد.
وتعرب عن أملها في وضع خطط استراتيجية وواقعية من قبل أصحاب الشأن والمختصين لتخفيف الزحام وتحسين جودة البنية التحتية في العاصمة.
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
تراجعات خطيرة
في حقوق المرأة والطفل
كتب روني رييس مقالاً لصحيفة نيويورك بوست، أشار فيه إلى قرب تشريع قانون جديد للأحوال الشخصية في العراق، يُخفض فيه سن زواج الفتيات إلى 9 سنوات فقط ويسمح للرجال بالزواج من الفتيات الصغيرات، مما يمكن اعتباره رخصة لاغتصاب الأطفال، حسب تعبير الكاتب.
تراجع مريع
ووصف المقال التعديلات على قانون رقم 188 للأحوال الشخصية، والتي يكاد مجلس النواب أن يصادق عليها، بالتراجع الخطير عما يضمنه الدستور العراقي والاتفاقيات الدولية من حقوق للمرأة في الطلاق وحضانة الأطفال والميراث وغيرها، وبشكل يذّكر المرء بما يحدث في أفغانستان.
نظام محاصصة مأزوم
وأعادت الجريدة الإشارة إلى أن النظام المحاصصاتي القائم الآن، والذي جاء ثمرة لغزو عسكري أمريكي، أطاح بدكتاتورية صدام حسين الوحشية، وكلّف واشنطن ثلاثة تريلونات دولار، فشل في إعادة بناء المؤسسات الحكومية ونظم التعليم والخدمات، خاصة بعد سنوات من القتال الطائفي والاعتماد على التقاسم الإثني والديني.
وفي الوقت الذي أثنى فيه الكاتب على شجاعة المقاومين للتعديلات وتمسكهم بحقوق المرأة والطفل، المضمونة في القانون النافذ حالياً، أكد على أن هناك ثقافة ذكورية متطرفة تهيمن على المجتمع وحتى على النواب، الذين يتساءل بعضهم بضيق أفق شديد، عن الخطأ في الزواج من قاصر!
قانون عادل
ولجريدة التلغرام اللندنية كتبت ليليا سيبوي تقريراً حول الموضوع أشادت فيه بالقانون 188، باعتباره أحد أكثر التشريعات تقدمية في الشرق الأوسط، والتي توفر مجموعة شاملة من القواعد التي تحكم شؤون الأسر العراقية، بغض النظر عن طائفتهم الدينية.
تعديل جائر
وذكر التقرير بأن أصحاب التعديلات المزمع إقرارها، والتي سيُخفض بموجبها سن الزواج القانوني وتقلص على ضوئها حقوق المرأة في الطلاق وحضانة الأطفال والميراث، يدّعون بأن الهدف منها حماية الفتيات الصغيرات من "العلاقات غير الأخلاقية".
وذكرت الصحيفة بأن القوى المتنفذة في البرلمان تريد من التأكيد على الجانب الديني، استعادة بعض الشرعية الإيديولوجية التي راحت تتضاءل على مدى السنوات القليلة الماضية، مستشهدة برأي العديد من الخبراء الذين أكدوا على أن التعديلات من شأنها أن تمحو فعليًا أهم حقوق المرأة في البلاد.
كما نقلت الكاتبة عن منظمة هيومن رايتس ووتش، قولها بأن هذه التعديلات ستضفي الشرعية على الزيجات الدينية، مما يعرض الفتيات الصغيرات لخطر متزايد من العنف الجنسي والجسدي، فضلاً عن حرمانهن من الوصول إلى التعليم والتوظيف.
وأبدت ناشطات عراقيات، تحدثن مع الصحيفة، عن مخاوفهن الشديدة من أن تؤدي التعديلات إلى تعميق الانقسامات الطائفية بالفعل، وهو ما يجب أن يسعى الجميع لتجنبه ومنع تفكك النسيج الاجتماعي، وعدم السماح بالتمييز بين النساء، عبر منح بعضهن ممن ينتمين إلى طوائف معينة امتيازات أكبر واستقلال اقتصادي، وبقاء أخريات محاصرات في الفقر أو الزيجات المسيئة.
ورغم أن التعديلات المقترحة تمنح نظرياً المواطنين الحق في اختيار قانون الأحوال الشخصية الحالي المدني إلى حد كبير، أو القانون الديني - حسب طائفتهم - كأساس لحكم شؤونهم الشخصية، أشار التقرير إلى أنه وفي نهاية المطاف، سيقع هذا القرار بيد الرجال فقط، الذين سيقررون كيف يتم حل أي نزاع بين زوجين من مذهبين مختلفين، وهو ما يقوض مبدأ المساواة أمام القانون.
قانون مجحف
ولموقع فوكس نيوز كتب سكوت ماكدونالد تقريراً حول التعديلات المزمع تشريعها على القانون 188 للأحوال الشخصية، أشار فيه إلى أن إقرار القانون سيسمح للوالد ترتيب زواج ابنته الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها التسع سنوات، شاءت ذلك أم أبت. كما سيسمح للسلطات الدينية بإجراء الزيجات، بعيداً عن سلطة القضاء.
وذكر الكاتب بأن العراق يخلو حتى الآن من نظام وصاية الذكور الذي يشترط على الأنثى الحصول على إذن الأخ أو الأب أو أي وصي ذكر آخر، لاتخاذ قرارات حاسمة في الحياة، كالزواج مثلاً، وهو ما تريد التعديلات استحداثه.
مقاومة متواصلة
وجاء في التقرير قيام العديد من أعضاء البرلمان من النساء والرجال ونشطاء الجماعات المدافعة عن حقوق الانسان والحريات والدولة المدنية ببذل الكثير من الجهود والقيام بالكثير من الفعاليات لمنع تمرير هذه التعديلات، مما أدى إلى تعرض الرافضين لحملات تشويه وتخوين وتهديدات بالقتل والسجن والإختطاف وحتى التكفير، على يد المتنفذين الذين يخيفهم نشاط المنظمات الشبابية والنساء وكل نشاطات المجتمع المدني.
عين على الأحداث
في القرن الحادي والعشرين
سجّل العديد من المراقبين تفاقم ظاهرة التحرش بالنساء وابتزازهن في الفضاءات العامة والخاصة والرقمية، مما أدى إلى تعرضهن لمشاكل عائلية رافقتها حالات خطيرة من العنف الأسري، إضافة إلى انزواء الضحايا عن الحياة العامة أو اضطرارهن إلى الانتحار خلاصاً من القلق والخوف. هذا وفي الوقت الذي تكرس فيه منظومة المحاصصة كل ما يسلب من المرأة حقوقها المشروعة وتسعى لقنونة ذلك، تهمل سلطاتها عمداً معالجة هذه الآفة الدنيئة التي تخرب المجتمع، وتتهاون في تشريع وتنفيذ قوانين تحرم انتهاك الدستور، الذي لا يعتبر المرأة ناقصة عقل ودين وعاراً يجب إخفاؤه عن أعين الناس!
المخفي أعظم
اعلنت الحكومة بأن تكاليف استيراد الأدوية والمواد الطبية بلغت أكثر من 3 مليارات دولار سنوياً من دول وجهات مختلفة، وهو ما يعّد حسب وصفها بغير المنطقي. ويأتي هذا الإعلان متزامناً مع مساعي دول الجوار مثل الأردن وإيران لتغطية السوق العراقية بمنتجاتهم الطبية، التي تدخل عبر وزارة الصحة أو شركات ومذاخر يمتلكها القطاع الخاص. هذا ورغم كل هذه الأموال وإبقاء باب الاستيراد مشرعاً أمام الجميع، يعاني القطاع الصحي من شحة الأدوية والمستلزمات أو من رداءة نوعيتها، فيما تصادر السلطات دورياً أطنانًا من الأدوية غير الصالحة، تسللت للسوق ملحقة أضراراً جسيمة بصحة الناس قبل اكتشاف أمرها.
نعم للسيادة والدستور
أكد أحد النواب على تلقي العراق معلومات ومؤشرات عن نية الكيان الإسرائيلي شنّ عدوان على أراضيه وانتظاره الفرصة والوقت المناسب لتنفيذ ذلك. وذكر النائب بأن الدولة تستعد على المستوى الأمني والعسكري لمواجهة أي عدوان أو طارئ قد تتعرض له البلاد، رغم مساعيها لإحباط محاولات الصهاينة جر العراق للحرب. هذا وفي الوقت الذي يرى فيه الناس اتساق تلك التوقعات مع الطبيعة العدوانية لحكومة نتنياهو الفاشية، ويدعمون كل ما يحافظ على أمن وسيادة الوطن، يطالبون بأن يكون السلاح وقرار الحرب والسلم محصوراً بالدولة ومؤسساتها فقط وفق ما نص عليه الدستور.
كان غيركم أشطر!
رفضت مراكز إعلامية وصحفيون، محاولات نقل مكتب إعلام مجلس النواب خارج مقره، واصفين ذلك بمخالفات قانونية ودستورية وبالسعي لعزلهم عن ممثلي الشعب، تزامناً مع الكثير من القيود المفروضة على العمل الإعلامي والصحفي. ويشير هؤلاء إلى أن هذه القيود باتت تمثل نذر شؤم لعودة الاستبداد السياسي، التي تتمظهر بداياته بغياب المساواة بين المواطنين أمام القانون، وهيمنة المتنفذين على مفاصل الدولة الإدارية لضمان ولائها لهم، واللاابالية تجاه التفاوت الطبقي المريع في المجتمع، وإغراء وترهيب المثقفين والمبدعين والناشطين السياسيين، وهي مؤشرات تدفع الناس لقلق جدي من مخاطر حدوث كارثة خراب جديدة.
استقالة وفرصة ولكن!
استقال وزير البيئة من منصبه ليتفرغ لمهام خاصة دون أن تعّرفُ الحكومةُ الشعبَ بأسباب تخلي الوزير عن مهامه، خاصة وقد حدث ذلك في وقت تصاعد فيه غضب الناس من فشل هذه المؤسسة في تحسين المعايير البيئية بعد إرتفاع معدلات تلوث المياه والهواء وتأثيراته الخطيرة على صحة المواطنين وتفاصيل حياتهم اليومية. هذا وفي الوقت الذي يتطلع فيه الناس لتطبيق استراتيجية بيئية تقلل الكوارث التي تعاني منها بيئتنا، يؤكد المراقبون على أن اختيار بديل عن الوزير المستقيل سيكون ضمن آلية المحاصصة باعتبار الوزارة ملكاً صرفاً لحزب الوزير المغادر، ناجحاً كان أم مقصّرا.
ص4
مشجعون صهاينة احتفوا في أمستردام بالعدوان على غزة
الأمم المتحدة: مستويات غير مسبوقة
في قتل المدنيين
متابعة – طريق الشعب
عبرت عدة دول في المنطقة العربية عن إدانتها الشديدة، لتصريحات للوزير الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي قال انه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الدفاع) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة" ويقصد بذلك ضم الضفة الغربية المحتلة. وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سموتريتش قضية فرض السيادة على الضفة الغربية.
ويتساءل مراقبون عن معنى تجديد إدانة دول المنطقة العربية لتصريحات وجرائم الاحتلال الصهيوني، دون اتخاذ موقف حازم من حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني.
استشهاد 17 ألف طفل في الضفة
تحدثت المقررة الأممية للوضع في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي عن حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة التي خلفت 150 ألف شهيد وجريح ومعاق ومدفونين تحت الأنقاض، وذلك خلال محاضرة لها في جامعة لندن.
وذكرت ألبانيزي أن عدد الشهداء الذين سقطوا في الضفة الغربية يزداد عددهم على 10 أضعاف المتوسط في العشرين سنة الماضية، مؤكدة وقوع 150 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح بينهم معاقون ومدفونون تحت الأرض.
وأشارت إلى أن" 70 في المائة من الشهداء نساء وأطفال ويوجد أيضا من بينهم 17 ألف طفل، 700 منهم لم يبلغوا عامهم الأول. كما تيتم عشرات الآلاف وبترت أطراف أعداد كبيرة من الناس".
وقالت المقررة الأممية أيضاً أن الحرب دمرت البيئة في قاطع غزة، كما تظهر الصور في الأقمار الصناعية مشيرة إلى أن غزة صارت خالية من الأشجار والأراضي الزراعية".
وحشية يومية
وفي مداخلة رئيسة مكتب تنسيق وكالة الشؤون الإنسانية (أوتشا) جويس مسويا في مجلس الامن الدولي، نددت بـ "وحشية يومية" تواجه سكان قطاع غزة المحاصر والذي يقصفه الاحتلال.
وأكدت مسويا، إن "مدنيين طردوا من منازلهم واضطروا لمشاهدة أفراد أسرهم يقتلون ويحرقون ويدفنون أحياء" في غزة التي وصفتها بأنها "أرض أنقاض قاحلة". وتساءلت "ما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها، إذا كان أكثر من 70 في المائة من مساكن المدنيين إما متضررة أو مدمرة؟". وتابعت "نحن نشهد أعمالا تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية". وشدّدت على أن "الوحشية اليومية التي نشهدها في غزة لا حدود لها".
وانصب التركيز في الاجتماع الذي تحدثت فيه مسويا على تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة صدر مؤخرا وحذر من أن "احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة".
تطورات الحرب على غزة ولبنان
شن الاحتلال الإسرائيلي، أمس، سلسلة غارات على مناطق عدة من لبنان، في حين رد حزب الله بإطلاق مزيد من الصواريخ والمسيرات نحو شمال المدن الفلسطينية المحتلة، وسمع دوي انفجارات واعتراض صواريخ في الجليل الغربي جراء ذلك.
وأدت إحدى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية بمحافظة جبل لبنان، إلى استشهاد 8 أشخاص، وإصابة آخرين واندلاع النيران في المبنى المستهدف.
وفي وقت متأخر من الثلاثاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استشهاد أكثر من 2000 مدني فلسطيني في شمال القطاع خلال 38 يوما من المجازر المروعة وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة. وبحسب وزارة الصحة فأن الاحتلال ارتكب 7 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، وصل جراؤها إلى المستشفيات 47 شهيدا و182 مصاباً.
احتفاء بالعنف ضد غزة!
وعن الأحداث التي حصلت في أمستردام من أعمال شغب وعنف من قبل مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي، حملت عضو مجلس إدارة منظمة "إرف راف" اليهودية الهولندية المناهضة للصهيونية، آنا جوزيف، مشجعي الفريق مسؤولية أعمال الشغب والعنف التي اندلعت في العاصمة الهولندية أمستردام قبل وبعد مباراته أمام أياكس أمستردام في الدوري الأوروبي لكرة القدم.
وبينت أن "أحداث الشغب جاءت على خلفية هتافات عنصرية واستفزازات مباشرة ضد الفلسطينيين والعرب، إضافة إلى تمزيق العلم الفلسطيني وتخريب الممتلكات العامة، ومن ذلك عبارات تحتفي بالعنف ضد الفلسطينيين، منها "لا توجد مدرسة في غزة لأنه لم يعد هناك أطفال"، مشيرة إلى أن مثل هذه العبارات تشجع على العنف وتزيد من حدة التوتر.
وفي ردود الفعل الرسمية، أعربت السلطات الهولندية عن قلقها من تصاعد وتيرة العنف والشغب، لكنها وجهت اتهامات بالاعتداء والشغب إلى مشجعين عرب وفلسطينيين فقط، واعتقلت 57 شخصا منهم، في حين لم يُعتقل أي من المشجعين الإسرائيليين، بحسب ما أكدت جوزيف.
هل ستقيّم الوضع فعلاً؟
وبعد أكثر من شهر على الحصار الجائر الذي تستمر به حكومة الاحتلال الصهيوني على قطاع شمال غزة المحاصر، بدأت الولايات المتحدة بمراجعة التعهد الذي وضعته على نفسها لحض الصهاينة على تخفيف الحصار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، في حين قالت منظمات إغاثية إن إسرائيل "فشلت في الوفاء بالتزاماتها القانونية" بتيسير الإغاثة الكافية للمدنيين في القطاع.
وذكرت الخارجية الامريكية بعد لقاء وزيرها مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، أنه جرى الاطلاع على التغييرات العملياتية والقرارات السياسية التي اتخذتها إسرائيل بناء على رسالة الولايات المتحدة.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فإن الوزير "شدد على أهمية ضمان أن تؤدي هذه التغييرات إلى تحسن فعلي في الوضع الإنساني المتدهور بغزة، وأن تشمل توصيل مساعدات إضافية للمدنيين في جميع أنحاء القطاع ".
في الأثناء، ركزت صحف عالمية على عدم وفاء الكيان الصهيوني بالأمور التي طلبتها الولايات المتحدة منها قبل شهر بشأن تسهيل إدخال المساعدات لشمال قطاع غزة، وقالت إن الإدارة الأميركية التي يمكنها التأكد من ذلك لن تفرض أي قيود عليها.
وشددت الصحف على أن الولايات المتحدة لن تقيّم الوضع أصلاً ولن تفرض قيودا على تصدير الأسلحة إلى الصهيوني الكيان في المرحلة الحالية.
حزب الشعب الفلسطيني:
لا لإبعاد عائلات المقاومين
القدس – طريق الشعب
أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته الشديدة لإقرار برلمان الاحتلال الصهيوني قانون إبعاد عائلات المقاومين إلى غزة أو أي مكان حسبما جاء في القرار الفاشي.
وذكر الحزب في بيانه الذي حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، أن القرار يشمل إبعاد أي من عائلات المقاومين وأبناء يعلمون بأعمال المقاومة حتى لو لم يكونوا مشاركين فيها أو يعبرون عن تأييدهم لها نظريا.
ودعا الحزب الفلسطينيين والقوى السياسية كافة إلى التصدي لقوانين وممارسات الاحتلال الإجرامية، وطالب من الهيئات الدولية بالتدخل للجم تلك القرارات والإجراءات الإسرائيلية وتجريمها.
الأمم المتحدة: حرب السودان تزداد عنفاً واتساعاً
الخرطوم - وكالات
حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن الحرب الأهلية المتواصلة في السودان بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع تزداد عنفا واتساعا مع وقوع مجازر مروعة وأعمال عنف جنسي جماعية.
وأفاد مسؤولون أمميون في جلسة لمجلس الأمن بأن قادة الصراع لا يظهرون أي رغبة في التفاوض، بل يبدو أنهم يراهنون على حسم المواجهة عسكريا.
وأوضح مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، راميش راجاسينغهام، خلال تقريره أمام مجلس الأمن، أن "النزاع في السودان يهدد بمزيد من التصعيد"، وأن تصاعد الأعمال العسكرية من الطرفين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المدنيين الذين يعانون من نقص في الغذاء والأمن.
وأشار التقرير إلى أن المواجهات تسببت حتى الآن في مصرع الآلاف وتشريد الملايين، كما أصبحت المجازر والعنف الجنسي سمة مروعة لهذا النزاع.
في الأثناء، كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - في تقرير حديث - أن نحو نصف سكان السودان، أي حوالي 26 مليون شخص، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد.
الولايات المتحدة.. جهود لتعيين قضاة قبل تولي ترامب السلطة
واشنطن – وكالات
تخوض الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، حملة قوية للتصديق على تعيين أكبر عدد ممكن من القضاة الاتحاديين الجدد الذين رشحهم الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن لتجنب ترك أماكن شاغرة قد يملؤها الرئيس المنتخب الجمهوري دونالد ترامب بعد تولي الرئاسة في 20 كانون الثاني القادم، وذلك عقب خسارة هذه الأغلبية إلى الجمهوريين في الانتخابات التي جرت الأسبوع الفائت.
ومن المنتظر أن يجري المجلس تصويتا للتصديق على أحد مرشحي بايدن من القضاة، وهي المدعية العامة السابقة أبريل بيري، لتكون قاضية محكمة جزئية أميركية في ولاية إلينوي، فيما أعلن بايدن عن 31 مرشحا قضائيا ينتظرون إجراء تصويت للتصديق على ترشيحهم في مجلس الشيوخ.
وأوضح تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ في بيان "سنصدق على أكبر عدد ممكن منهم"، في وقت يواصل فيه ترامب اختيار مسؤولي إدارته المقبلة.
قوات الدفاع الجوي تقوم بعمليات. ابقوا في الملاجئ". ولم تبلغ السلطات عن وقوع إصابات أو أضرار.
لتجميع القوى في المواجهة مع اليمين المتطرف
بودابست تضيّف منتدى أوربياً لقوى يسارية وتقدمية
رشيد غويلب
في أيام 8 – 10 تشرين الثاني، استضافت العاصمة الهنغارية بودابست الدورة الثامنة لمنتدى قوى يسارية وخضراء وتقدمية أوربية، وساهم في المنتدى ممثلو النقابات والحركات الاجتماعية. وقد مثل المشاركون بالإضافة إلى هنغاريا والبلدان المحيطة بها، بلدان مثل الدنمارك واليونان وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وإيطاليا وقبرص وألمانيا وغيرها. ومن بين المشاركين في هذه الدورة وجوه قديمة وأخرى جديدة وشبابية.
طبيعة التحديات
وارتباطا بصعود اليمين المتطرف، بحث الحضور عن إجابات على سؤال: كيف يمكن تعزيز مقاومة التخفيضات الاجتماعية والعسكرة والهجمات على الحقوق الديمقراطية في أوربا؟ إن الظروف السائدة تحدد طبيعة التحديات التي تواجهها القوى البديلة. وإن انتخاب اليميني المتطرف دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة يرسل إشارات صادمة، والحرب في أوكرانيا على إثر الغزو الروسي ستنهي قريباً ألف يومها الألف، وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني تتسبب في دمار استثنائي وسقوط عدد هائل من الضحايا المدنيين. وليس بين المشاركين في أعمال المنتدى من يتوقع أن تقدم قمة الاتحاد الأوروبي التي عقد في نفس الوقت في العاصمة الهنغارية إجابات لحل الأزمات الدولية المتعددة: في السياسة الاقتصادية، والتحول البيئي والاحتياجات الاجتماعية لسكان.
رمزية المكان
لقد تم اختيار مكان انعقاد المنتدى بوعي تاريخي ورمزية واضحة، وكان هذه المرة مبنى اتحاد عمال المعادن "فاساس"، التي تأسس عام 1905 ويرتبط بتقاليد الحركة العمالية. ويقع المقر وسط المنازل ذات الواجهات المهدمة في شارع جانبي في المنطقة الثامنة بالعاصمة الهنغارية، وأوضاع المنطقة تعكس بوضوح المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الراهنة التي تعاني منها هنغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي.
المشتركات
ساد أجواء المنتدى إجماع بشأن وجود بدائل يسارية لمسار الاتحاد الأوروبي في عهد المفوضية الجديدة بزعامة اليمينية المحافظة الألمانية أورسولا فون دير لاين. وكذلك فإن الاتحاد الذي تشكل لخدمة مصالح رأس المال يحتاج إلى إصلاحات جوهرية. ويهدف الاجتماع في بودابست أيضًا إلى تعزيز العلاقات مع الشركاء في بلدان أوروبا الشرقية.
قالت غوردانا بالوني من نقابة المستخدمين الإيطالية: "من المفارقة أن ضحايا المشاريع الليبرالية الجديدة يبحثون في نفس الوقت عن حلول لمشاكلهم عند الأحزاب التي تريد دفع تطرف السوق إلى أبعد مدى ممكن ". وبين تي جارك السلوفيني من اتحاد النقابات الأوروبية كيف أن خصخصة الخدمات العامة واستغلالها في منصات الخدمات العامة تجعل العمل غير مستقر وتهاجم النموذج الاجتماعي الأوروبي.
لقد أصبح واضحاً في بودابست أن طريق القوى اليسارية للخروج من الوادي طويل ووعر، يحتاج تنظيم على المدى الطويل، وكما أكدت أتيلا فاجناي من حزب العمال المجري، على الاستجابات التي تعتمد في الواقع على المشاكل اليومية الملموسة التي يواجهها الناس. ووصفت فاجناي سياسة الرئيس الهنغاري فيكتور أوربان بأنها أشبه بمختبر لليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم. وتكرر التأكيد في بودابست على الحاجة أيضاً إلى المزيد من تضامن اليسار المادي، ارتباطا برعاية حكومات الأوليغارشية لقوى اليمين المرتبطة بشبكات دولية.
حزبان يساريان أوربيان
انعقد المنتدى في ظل وجود حزبين يساريين أوربيين، فإلى جانب حزب اليسار الأوربي الذي مثل إطارا جامعا لأكثر من 40 حزبا شيوعيا ويساريا بين عضو ومراقب وشريك، تأسس في أيلول الفائت حزب يساري أوربي جديد باسم "تحالف اليسار الأوروبي من أجل الناس والكوكب".
إن تأسيس هذا الحزب الجديد لا يعود إلى الانقسام في المواقف تجاه الحرب، حيث لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الأحزاب المؤسسة نفسها، وخصوصا بشأن الموافقة على تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا وسياسة التضامن مع فلسطين، وهذه الخلافات والتباينات موجودة في حزب اليسار الأوربي والحزب الجديد، لكن تأسيس الحزب الجديد يعود إلى الرغبة في كسر أنماط معينة في حزب اليسار الأوروبي. بالإضافة إلى القلق المتزايد لبعض الأحزاب بشأن قدرة حزب اليسار الأوربي على التمثيل الفعال لقوى اليسار الأوربي التي أصبحت أكثر تنوعاً في أساليب عملها وآليات صنع القرار. ويلعب التنافس والخلافات بين أحزاب اليسار في البلد الأوربي المعين دورا في عملية ولادة الحزب الجديد.
حاول رئيس حزب اليسار الأوربي والقيادي الشيوعي النمساوي فالتر باير عدم تعميق الصدع في بودابست. وأكد على أهمية أن تظل جميع القوى اليسارية في حوار مع بعضها البعض حتى تتمكن من التغلب على هذا الانقسام في المستقبل.
في قاعة المنتدى سادت الوحدة، فيما يتعلق بالصراع الأوكراني، هناك تأييد لخفض التصعيد وإحلال السلام، كما يتم انتقاد الدور الذي يلعبه الغرب في الصناعات الدفاعية، ورفض استخدام روسيا للقوة بشكل واضح. إن شعب أوكرانيا هو ضحية الصراع بين الأوليغارشية. وليس هناك وسطية في إدانة جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وقد أعرب العديد من المشاركين في بودابست عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
من الجدير بالذكر ان المنتدى تأسس في مرسيليا عام 2017 بمبادرة من الحزب الشيوعي الفرنسي تبناها حزب اليسار ألأوربي، في سعي لإيجاد إطار واسع بين قوى اليسار والتقدم في اوروبا، بعد أن عجز المنتدى الاجتماعي الأوربي عن تغطية هذه المهمة.
ص5
في الذكرى العشرين لاستشهاده
حميد مجيد موسى: سعدون بطل ومثال يفخر به الشيوعيون
بغداد – طريق الشعب
قال الرفيق حميد مجيد موسى، ان ذكرى استشهاد الرفيق الشيوعي البطل وضاح عبد الأمير (سعدون – أبو كفاح) ابن كربلاء الباسلة، يوم حزين علينا نحن الشيوعيين، فقد ارتكب ارهابيو النظام الدكتاتوري المنهار المتحالفون مع التنظيمات الإرهابية هذه الجريمة النكراء، ونحن لم نستطع ملء هذا الفراغ الذي خلفه الرفيق سعدون طوال هذه السنوات، فقد كان الفقيد شعلة من النشاط والحركة والجرأة والعمل الدؤوب لأجل خير الحزب والطبقة العاملة والكادحين.
وتحدث الرفيق موسى عن عمله مع الشهيد سعدون عن قرب أيام كفاح الأنصار الشيوعيين في سنوات 1986 و1987 و1988 حينما كانا بالقرب من بعضمها في مدينة أربيل وقراها واريافها وجبالها وفي موقع زيوه، حين كان الرفيق سعدون متطوعاً للعمل داخل الوطن وهو النصير الشاب الذي ترك الدراسة في الاتحاد السوفيتي مبكراً ليسهم في بناء ونشاط ومهمات حركة الأنصار، وليعمل على تهيئة وتوفير مستلزمات إعادة بناء التنظيم داخل الوطن في بغداد ومدن العراق الأخرى.
الذكرى العشرون لاستشهاد أبو كفاح
وجاء حديث الرفيق أبو داود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي سابقا في الذكرى العشرين لاستشهاد الرفيق سعدون، في حوار اجراه معه المركز الإعلامي للحزب، والذي سوف يعرض اليوم فيديويا في حفل استذكار الرفيق الشهيد أبو كفاح.
وذكر الرفيق حميد موسى، ان “الرفيق سعدون مميز في مثابرته وجرأته في تنفيذ المهمات التي توكل اليه، ففي ذلك الوقت وصل الى بغداد، وهيّأ لنفسه ولرفاقه أماكن الاختفاء والعيش في بغداد لإعادة تنظيم الحزب وترتيب الصلة بالرفاق المقطوعين عنه ولبناء الجديد من التنظيم. وقد نجح الرفيق مع رفاقه في تدبير ذلك برغم مواجهتهم صعوبات كثيرة، في مواجهة نظام وحشي سافل وقاس، بل هو مجرم وإرهابي يبطش بكل حركة معارضة، لذلك كان يصعب التحرك بسهولة من قبل الرفاق في بغداد”.
وتابع القول: “مع ذلك استطاع الرفاق الوصول، واستطاعوا الإبقاء على شعلة الحزب وهاجة وحيّة، في مدن العراق المختلفة، وابتكروا أساليب عمل بارعة للتملص من مراقبة الامن”، لافتاً الى ان “الرفاق نجحوا في بعض الأحيان ولم ينجحوا في أحيان أخرى، حيث كانت الخسائر كبيرة في تلك المهمة الصعبة”.
دوره في إعادة بناء تنظيمات الداخل
وأضاف، ان “للرفيق سعدون خبرة جيدة - وهي موضع اعتزاز الحزب وتثمينه - في إعادة بناء تنظيمات الداخل حتى سقوط النظام، إذ كان الرفيق يعيش في بغداد بعد ان غادر كردستان لفترة طويلة. وبعد انتفاضة 1991 وامتدادها الى مدن العراق المختلفة وفي إقليم كردستان، الذي تحررت مدنه وقصباته من قبضة الدكتاتورية، وبات منطقة تديره وتحكمه قوى الحركة الوطنية، وحينها ونتيجة للمضايقات والمصاعب التي عاناها التنظيم الذي يديره الرفيق سعدون في بغداد، قرر الحزب سحبه الى كردستان، لكي يكون بعيدا عن متناول أيدي الأجهزة الأمنية الاجرامية، حيث كلف بعد انتقاله الى شقلاوة إدارة مقر الحزب المركزي هناك”.
وعن تلك المرحلة، يقول الرفيق حميد مجيد موسى إن الرفيق سعدون “أظهر خلال عمله في شقلاوة مهارة وكفاءة إدارية جيدة لإعادة الاتصال بتنظيمات الحزب في مدن العراق الأخرى والرفاق الذين يعملون علنياً في إقليم كردستان، وساعد على تجميع الرفاق في منظمات ديمقراطية ومهنية في الإقليم وايصال صوت الحزب عبر إذاعة صوت الشعب العراقي الى محافظات الوطن، فكان عمله بمشاركة الرفاق الآخرين مأثرة كبيرة يعتز بها الشيوعيون بعد أن طبّل النظام واشاع انه قضى على الحزب الشيوعي”.
وواصل حديثه، ان “الشيوعيين بجرأتهم المعهودة واخلاصهم _ ومن ضمنهم الرفيق سعدون الذي كان في مقدمة الصفوف _ استطاعوا ان يبرهنوا ان الحزب لا تستطيع اجتثاث جذوره أي قوة غاشمة سوداء، ويستطيع إعادة بناء تنظيماته رغم كل المحن والصعوبات سواء كانت الخارجية او المحلية الداخلية، فالمعروف اننا حين باشرنا العمل العلني في شقلاوة، كانت الأوضاع العالمية وبالخصوص الحركة الشيوعية عصيبة، بعد انهيار الدول الاشتراكية والاتحاد السوفيتي، واهتزت قناعات شخصيات غير قليلة، ودب اليأس في نفوس البعض والتشاؤم، لكن الشيوعيين الاصلاء ثبتوا وبرهنوا على ان بالإمكان، وبالتضحية والوعي والتنظيم الجيد يستطيعون إعادة بناء تنظيم الحزب ومواصلة مسيرتهم النضالية لخلاص الشعب من شر الدكتاتورية وأجهزتها الأمنية القمعية”.
منظم بارع
وعن صفات الرفيق وضاح عبد الأمير “سعدون” يقول الرفيق أبو داود: أنه كان “منظماً بارعاً وشخصية جذابة ومحبوباً بين الرفاق، ويساعد الجميع ويتعاطف مع مشاكلهم، ويفرح لأفراحهم ويحزن لأحزانهم فاكتسب موقعاً خاصاً في قلوب الرفاق وهيبة واحتراما لدى جماهير شقلاوة واربيل، حينما شاع وذاع اسمه اثناء تصديه لقوات الحكومة التي ارادت ان تعيد غزو كردستان واستباحة أربيل بعد انتفاضة اذار 1991”.
وتابع، لقد “صمد سعدون مع رفاقه صمود الابطال، وتحملوا كل المعاناة وشظف العيش والمضايقات ومحاولات التخريب والتسميم التي شنها النظام وأصبح الحزب صوتاً هادراً يبشر الشعب بإمكانية الانتصار وعدم جعل الرعب والإرهاب سيفاً مسلطاً على رقاب المناضلين، وتجرعوا المر في سبيل إعادة بناء تنظيمات الحزب في أغلبية مدن العراق ليقيموا الصلات المناسبة في تلك الظروف العصيبة كي تعمل منظماتنا بسلاسة ومقدرة، مراعين الظروف الصعبة ومتطلبات ظروف العمل السري”.
الانتقال إلى مرحلة أخرى في العمل
وانتقل حديث الرفيق حميد مجيد موسى، الى مرحلة أخرى من حياة الشهيد وضاح عبد الأمير، خصوصاً مرحلة انتخابه الى عضوية اللجنة المركزية ومن ثم في المكتب السياسي للحزب، وعن ذلك يقول: لقد تطورت الأمور وكان الشهيد سعدون من أبرز الرفاق المناضلين، وحين وصلنا الى نقطة إعادة الشرعية لمؤسسات الحزب توجهنا الى عقد المؤتمر الوطني الخامس، وحينها كان شهيدنا مثابراً في التحضير والنشاط لإنجاز هذه المهمة الجليلة بعد انقطاع مؤسسات الحزب عن النشاط منذ فترة طويلة، أي منذ المؤتمر الرابع حيث لم نعقد مؤتمراً، رغم انها فترة طويلة نسبياً، وكان النظام الداخلي ينص على عقد المؤتمر كل اربع سنوات، وفي فترة التحضير للمؤتمر الخامس، استجمع الحزب قواه في داخل الوطن وخارجه وفي كردستان وجمع الشيوعيين المؤهلين المنتخبين شرعياً وديمقراطياً من منظمات الحزب لعقد المؤتمر، الذي انتخب فيه الرفيق سعدون عضواً في اللجنة المركزية الجديدة التي تشكلت مما يقرب من 50 في المائة من الشباب الجدد والذين وضعوا انفسهم تحت قرار الحزب وجنّدوا طاقاتهم لإعادة بنائه في أي مكان يتطلبه الأمر، للعمل في الداخل او الخارج، في حركة الأنصار او خارجها في العمل المدني.. هكذا كان المناضلون اشداء وبارعين في تجاوز كل الصعوبات والعقبات التي تحول دون انتشار منظمات الحزب في داخل الوطن وحوله”.
ويتابع “بعد حين وحيث كنا نسعى جاهدين لترجمة قرارات المؤتمر الخامس على أرض الواقع، بدأت الأجواء العراقية تكفهر أكثر والازمة تشتد وحاجات النضال تتزايد، كان التدخل الخارجي بيناً بسبب ممارسات النظام المتهورة وكان قمعه للشعب فاضحاً ومكشوفاً ومؤلماً، فصارت الاعدامات والقتل والمطاردات على قدم وساق وحينما نمت لدى الشعب حاجة بضرورة الخلاص من النظام الدكتاتوري، واجترح الحزب في وجهته شعار ( لا للحرب .. لا للدكتاتورية) وطالب أيضا برفع الحصار الاقتصادي عن الشعب، وربط ربطاً ديالكتيكياً بين هذه الأوجه فالذي يناضل ضد الدكتاتورية لا يعني انه يؤيد الحرب والغزو، ولا يعني انه يريد الحصار الاقتصادي ضد الشعب، بل نحن كنا نسعى ان يكون الحصار ومفاعليه مكرسة مباشرة على النظام الدكتاتوري وازلامه وقياداته، ووضعنا البرامج التفصيلية لتحركات الحزب في هذه الميادين، بحيث لا تختلط وتتداخل المشاعر المضطربة في ذلك الوقت بترجمة وتفسير هذه الشعارات”.
وعن تلك الفترة يواصل الرفيق حميد مجيد موسى حديثه، ان “سعدون كان عضوا نشيطا في اللجنة المركزية، وانتخب لاحقاً عضواً في المكتب السياسي فهو أحد المساهمين الجديين في صياغة سياسة الحزب التي أصبحت منهجا لكل الشيوعيين العراقيين، وصيغت السياسة بديمقراطية وعبر الرأي الجماعي، عملاً وتطبيقياً وتوسيعاً لحرية الرأي بعد المؤتمر الوطني الخامس الذي اطلقنا عليه (مؤتمر الديمقراطية والتجديد)، فالشيوعي شعر بميدان اكبر للمساهمة في صياغة سياسة الحزب، وهكذا تطورت الأمور داخل الحزب الشيوعي العراقي”.
إعادة بناء تنظيمات الحزب
ويشير الى ان الرفيق سعدون كان يساهم مع لجنة التنظيم المركزية في إعادة بناء التنظيمات والاتصالات والبحث عن الأساليب والوسائل التي تمكن تلك التنظيمات من توسيع صفوفها وتفعيل وتكثيف نشاطها، وان تكون في الصدارة في نشاط الجماهير المعادي للدكتاتورية الفاشية، واستمر في ذلك العمل الذي كان حساساً جداً بسبب الظروف آنذاك وكان عليه ان يسهم ايضاً في عمل العلاقات الوطنية وهو الشخصية الاجتماعية المعروفة في الوسط السياسي والحزبي، كممثل للحزب في الكثير من المناسبات، فمع كل هذه الكفاءات كوّن الشهيد تجربة شخصية فذة، في الإدارة والتنظيم والعلاقات الوطنية، وكان هذا عاملا أساسيا لنجاحه في ان يسهم مساهمة فاعلة ومثمرة في صياغة سياسة الحزب وحياته عموماً”.
اما عن “مرحلة سقوط النظام الدكتاتوري الذي كنا نتمنى ونعمل على اسقاطه والخلاص منه، ولكننا كنا نسعى ان ينجز ذلك ليس عبر الغزو والتدخل الأجنبي، وانما عبر تفعيل العامل الداخلي وتوحيد القوى الوطنية العراقية وقوى الشعب والجيش وكل الشرفاء في الوطن، لأننا كنا ندرك أن للغزو الخارجي اثمانه وابعاده الخطرة والمؤثرة، ونحن مقتنعون _ كما اشرنا الى ذلك قبيل السقوط في وثائق الحزب _ ان الغزو والاحتلال لا يجلب الديمقراطية ولا يسهل التنمية الاقتصادية، ولا يجلب الاستقرار في البلد. وكنا ندرك هذه الحقيقة، لكن توازن القوى على الصعيدين العالمي والعراقي لم يكن في أيدينا، بل كان لصالح القوى الأخرى التي خطت طريقاً خاطئاً”.
ويذكر الرفيق أبو داود، ان “عملنا منذ الأيام الأولى ونحن نميز الحزب عن باقي القوى في رفض الغزو والاحتلال والتدخل الأجنبي وكنا نميزه بانه يسعى لاعادة بناء العراق مستقلاً ذي سيادة ونجمع القوى الوطنية على أساس برنامج وطني موحد يتلخص في بناء القاعدة المادية والسياسية والفكرية لتهيئة مستلزمات جلاء القوات الأجنبية وإعادة السيادة والاستقلال للوطن العراقي، ولم نخض كفاحاً مسلحاً في تلك الفترة لشعورنا ان الأوضاع غير ملائمة، وان توزان القوى ليس لصالح الحركة الوطنية، لكننا كنا نسعى الى تهيئة المقاومة السياسية، اذ ان المقاومة ليست عسكرية فقط، انما فيها أوجه عديدة سياسية وفكرية وثقافية وجماهيرية ، هكذا هي سياسة الحزب واسعة الافاق ومنفتحة الأركان لكي تصل الى النتيجة المرجوة وهي: استعادة استقلال العراق وإعادة بنائه على أسس وطنية سليمة تنفع الشعب وتفتح الطريق واسعا لإعادة بناء البلد بما ينسجم مع مصلحة الشعب العراقي الجذرية، ويفتح آفاق التطور”.
ويواصل الرفيق حديثه عن تلك الفترة التي جرت فيها تهيئة التدابير مع السعي الى نقل مركز الحزب الى بغداد، منذ بداية نيسان اذ بدأت طلائع التنظيمات تتحرك الى بغداد من كردستان ومن الخارج، ونجحنا في فتح مقرات للحزب، وكان الرفاق أبو حياة وجاسم الحلفي وملازم ماجد من الأوائل الذين وصلوا وبعدهم الرفيق أبو رافد وغيرهم من الكوادر التي كانت متهيئة ومؤهلة لإعادة بناء منظمات الحزب وتجميعها في بغداد والمحافظات الأخرى”.
“طريق الشعب”
ويضيف “جرى استجماع قوانا لفتح المقرات في بغداد والمحافظات وللتعبئة للاحتفال في الأول من أيار، وكان لهذا الحدث مذاق كبير للشيوعيين وغيرهم، وتأثير نوعي، وقبل ذلك كانت (طريق الشعب) توزع في شوارع بغداد حاملة اسم الحزب. وكان لذلك صدى كبير خارجيا وداخليا، وكانت تنجز بنشاط الرفاق أبو نيسان واكرم وماجد زيدان وسامي خالد ومجموعة أخرى كانت تساعد في تهيئة المواد الإعلامية للجريدة والإذاعة، وكان سعدون حاضرا ولولباً في كل هذه الناشطات، اذ كان يساعد الاعلام والعلاقات، ويدعم التنظيم، وكان عضواً في المكتب السياسي فضلاً عن مسؤوليته في إدارة مقر شقلاوة.
ويؤشر الرفيق موسى، ان الحاجات في تلك الفترة ليست قليلة لاعادة التنظيم، وكذلك تهيئة الوسائل المادية في ظل الظروف والامكانيات الشحيحة التي كانت تحتاج الى براعة وتدبير وعقلية إدارية راجحة حتى تنجح في تسهيل مهمة الرفاق في نقلهم وسكنهم وتوفير وثائقهم وغيرها من الأمور والمستلزمات في وقت كان الحزب جريحا لما ارتكب النظام بحقه من جرائم، لكن الشيوعيين بارعون في التضحية وتجاوز الصعاب وإعادة بناء المنظمات”.
ويشير الى انه بعد ان تهيأت الظروف سافرنا الى بغداد يوم 25 نيسان للاحتفال في مناسبة يوم العمال العالمي، وكي نسهم في تكريس وجود الحزب رسمياً في المقرات. وكان مقرنا في ساحة الاندلس هو المركز الأساسي. وسعى رفاق الحزب من الداخل والقادمون من الخارج والعائدون من كردستان لإعادة ترميم ما يجب ترميمه وتهيئته لبناء مقر جديد لائق للحزب، ولكثرة الجماهير التي التفت حوله بعاطفة جياشة وبنفس ثوري كبير ومفرح، فكان الأول من أيّار باكورة النشاطات الجماهيرية التي تعرف فيها الحزب إلى الكثير من الرفاق والأصدقاء المنقطعين عن الحزب في ذلك الوقت. وبدأ إعادة بناء التنظيم حسب المناطق، وحسب الهيئات، وشكلت اللجان المحلية. وكان الرفيق سعدون مسؤولاً عن المركز الحزبي في بغداد. وهذه مأثرة كبيرة في التعاون مع بقية الرفاق الذين يزيد عددهم على المئات. وبعد ذلك تمكنا من تذليل الكثير من الصعاب لكي يكون الحزب في موقع الصدارة. وهنا بدأنا نستعد للتحضير لنشاطات الحزب الأخرى الرسمية وغير الرسمية وفي اطار الحكومة والجمعيات والمؤسسات الشرعية مثل مجلس الحكم والمجلس الوطني والجمعية الوطنية والبرلمان.
المؤتمر الثامن للحزب
ويؤكد الرفيق موسى، ان الشهيد سعدون كان حاضراً في كل هذه النشاطات بفاعلية، لا يهاب الموت، كما كان في حركة الأنصار وتنظيم الداخل، وساهم في إعادة بناء الحزب عملياً وصمد بوجه كل الشدائد والصعاب. ونحن نحضر لإعادة بناء منظمات الحزب والتهيئة للمؤتمر الثامن كان سعدون من النشطاء الأوائل فيه.
ويذكر ان الرفيق سعدون كان مساهماً ايضاً في التحضير الى فعالية المؤتمر الثامن في ظل هذه الظروف الجديدة، واعدنا الاتصال بكل تنظيمات الحزب في المحافظات، وعشرات الاقضية والنواحي، ولم تعد هناك أي محافظة لا توجد فيها محلية للحزب الشيوعي، وباتت مؤسسات الحزب تنشط بعد إقرار الخطط والتوجهات للعمل.
خسارة الرفيق سعدون
اما عن جريمة اغتيال الرفيق الشهيد سعدون ورفاقه، فقال الرفيق حميد مجيد موسى، ان الحزب كان يهيئ لعقد اجتماع اللجنة المركزية، وصادفت في تلك الفترة مناسبة عيد، وكنا نحرص على إنجاز الوثائق مبكراً لتوزيعها على الرفاق الذين يقومون بمناقشتها، وحينها تأخر الرفيق عن الالتحاق بعائلته التي سبقته بالسفر الى شقلاوة، حيث مقر العائلة وبيتها الأساسي. تأخر عنهم الى ان اكمل كامل المهمات وشعر بأن العمل سيجري بشكل طبيعي بعد غيابه، وقرر السفر مع وجود معارضة لسفره، مع ان الحالة الإنسانية العاطفية لا يمكن ان تمنع رفيق وهو يصر ويعتقد ان هذا حق من حقوق عائلته عليه ان يكون معهم في أيام العيد.
ويكمل الرفيق حميد موسى حديثه: سافر الرفيق سعدون وهو مليء بالفخر والانجاز والثقة بالحزب وبإرادته وقدرته على المواصلة، سافر وكان العراق يمر في أيام عصيبة مع الأسف وكذلك أيام صعبة على الحزب والشعب. وفي طريق أربيل حصل ما حصل على يد الإرهابيين القتلة من بقايا النظام المتحالفين مع قوى الشر الظلامي مما سمي في آنذاك بتنظيم القاعدة، قبل ان يصل الرفيق سعدون ورفاقه الى إقليم كردستان.
واختتم الرفيق حميد مجيد موسى حديثه عن خسارة الرفيق سعدون بالقول بمرارة: قد تسنّم الشهيد مهمات كبيرة في الحزب وفي العلاقات الاجتماعية والوطنية، واصبح عضواً في المجلس الوطني العراقي وكان لفقدانه صدى خاص، لان سعدون كان ملء السمع والبصر في إعادة بناء الحزب والاتصال بمنظمات الحزب والحزبيين وبالقوى الوطنية والاجتماعية. لسانه جميل وكما يقولون بالعامية (يقطر عسل). صادق في اخلاصه للمشاعر المتضامنة مع رفاقه، يساعد ولا يتكاسل، شجاع بحق وحقيقة، وتسنم مهمات لم يستطع الكثير القيام بها بدلاً منه، لهذا نشعر على المستوى الحزبي أولا وعلى المستوى الاجتماعي ثانياً والشخصي بهول الخسارة وهول الفقدان. وسنبقى نتذكر سعدون البطل رمزاً من رموز الشيوعية العراقية الى ابد الدهر. نحبه ونعشق نضاله ونقتدي بخطواته فهو مثال ونموذج يفخر به الشيوعيون في كل مكان وازمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه: في مناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد الرفيق سعدون.. تنشر طريق الشعب في الاعداد المقبلة لقاءات أخرى عن الشهيد وحياته الحزبية.
عشرون عاماً.. مرت كلمح البصر
تحل اليوم الذكرى العشرون لوداع وضاح.. وأتذكرها كأنها حدثت أمس.. فلقد جاءني تلفون من الرفيق أبو رافد (بسام محي) يبلغني به، بأن أخي وضاح قد وقع في كمين معادٍ على طريق الخالص-كركوك. وقد تم نقل جثته إلى أربيل. وقبل هذا التلفون بساعات، حدثني وضاح من مقر الحزب في بغداد لغرض معايدتي بالعيد، وأعلمني بأنه سيقضيه مع زوجته وابنه في شقلاوة في البيت الذي أتم بناءه هناك.. وكان متشوقا للقاء زوجته وابنه.. بعد أن قضى وقتا في بغداد طريح الفراش.
لكن حدث ما كان متوقعاً. فلقد أطفأ نور وضاح، تاركا خلفه تأريخا حافلاً بالتضحيات، والمعارك، والمطاردات.. اتصلتُ بزوجته دنيا.. فكان حزنها يمنعها من الكلام.. وابنه كفاح ينتظر أباه الذي وعده بالاحتفال بالعيد معه.. ثم اتصلت بوالدتي في كربلاء.. كانت رابطة الجأش.. ولكنها عاتبتني.. حيث ذكرتني بأنهم تركوا وضاح عندي في بيروت أمانة في رقبتي، ولكنني لم أحفظ الأمانة..
عشت هذه اللحظات لوحدي.. وكأنني في يوم العاشر من محرم في كربلاء.. ولحظات عشاء الغرباء (شامي غريبون).. وصوت حمزة الصغير يهزني..
- يبن أمي عالتربان عفتك رميه
عين العمى ولا شوف ذيج المسيه..
ورغم الحزن الذي عشته تلك اللحظات.. إلا أنني شعرت بالفخر.. بأخ تحول باستشهاده إلى رمز يقتدى به.. لقد ولد وضاح من جديد.. ولد ليبقى خالدا.. فهو يلتحق بمن سبقه من أبناء عائلته، ومدينته، وشعبه، وحزبه.. يلتحق بعمه الشهيد مجيد أبو دكه.. يلتحق بمربيه الشهيد علي النوري.. يلتحق بالشهيد خدر كاكيل.. يلتحق بالشهيد توفيق حريري.. يلتحق بالشهيد توفيق سيدا.. يلتحق بالشهداء الذين سبقوه.. وعلينا واجب مواصلة مسيرته.. فهذا هو خيارنا.. وربما مصيرنا..
يبقى وضاح في ذاكرتي ذلك الأخ الصغير المدلل.. ذلك الذي يجلس مستمعا لنقاش زوار الوالد السياسية والفكرية والثقافية.. ذلك الشاب اليافع المليء بالبهجة والتفاؤل وهو يتعلم من زوار كربلاء وسوق العلاوي قوانين الحياة وخوض المصاعب.. ذلك الشاب الشفاف الذي يعشق الموسيقى وقراءة الكتب.. وضاح الذي يفرح بتقديم خدماته للناس غير مبالٍ بالتعب والإرهاق.. إنه معي.. وكأنه يحدثني في ساعاتي الحرجة وأنا أواجه الهموم والمشاكل.
لقد أسعدني الحب المزروع في قلوب الناس له.. حتى تحول عندهم إلى أسطورة في الشجاعة والجرأة.. لقد كسب حب الفقراء والمضطهدين.. وحتى أعداؤه يتحدثون عنه بإعجاب.
كفاح حسن
أربيل
منتصف تشرين الثاني ٢٠٢٤
ص6
في مهرجان «طريق الشعب» التاسع
رائد فهمي: نسعى لبناء حركة واسعة
قادرة على إحداث تغيير جذري في بلادنا
بغداد – علي شغاتي
ضمن فعاليات مهرجان "طريق الشعب" التاسع، ضيّفت خيمة الندوات الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، للحديث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في العراق، وتطورات العدوان الصهيوني على دول المنطقة.
أدار الحوار معه الإعلامي صالح الحمداني.
تحدث الرفيق فهمي عن أبرز التحديات التي تواجه الشيوعيين والقوى الوطنية والديمقراطية على طريق تحقيق التغيير المنشود في منهج إدارة الدولة وبناء مؤسساتها، كما أشار إلى القلق من امتداد العدوان الصهيوني ليشمل دولًا أخرى، من بينها العراق. وفي أدناه نص الحوار:
صالح الحمداني: في هذه المناسبة الجميلة أقول: تُعتبر جريدة طريق الشعب واحدة من أهم الصحف، إن لم تكن الأهم في تاريخ العراق. نحن كصحفيين وإعلاميين نعتز بهذه الصحيفة المهمة، بكتابها وأساتذتنا والرجال المناضلين الذين كتبوا فيها. اللقاء مع الشيوعيين له طعم خاص.
أنا صالح الحمداني، صحفي في قناة العراقية، وأَنحدر من سوق الشيوخ ومدرس في أحد الأحياء الريفية في كربلاء، أشعر بأني قريب من الشيوعيين، أصدقائي وأساتذتي. هناك من يقول لنا إننا يساريون بالفطرة بسبب ميولنا ومطالبنا، ولذلك نشعر بأنهم الأقرب إلينا، وقد لا نصل إلى نضالهم، لكن نحاول أن نقتدي بهم.
هذا لا يعني أن الندوة ستكون فيها مجاملات للأستاذ رائد فهمي، فهي ندوة إعلامية سنطرح فيها الكثير مما يخص الحزب ومستقبله وحرية التعبير والأحداث التي تجري الآن. وكما تعلمون، كما للسياسيين كواليسهم، فإن للصحفيين والإعلاميين أيضاً كواليس. وبسبب ما يحصل في العراق الآن، لا يُنقل الكثير من الأحداث ولا يعلم بها الناس، وهذه النقطة التي سنفتتح بها الجلسة مع رائد فهمي، عن رؤية الحزب الشيوعي بما يخص وضع حرية التعبير في هذه الأيام والسنتين الأخيرتين.
هناك خشية من الكلمة الحرة
رائد فهمي: شكراً للأستاذ صالح الحمداني على مقدمته الرائعة. هذا الاحتفال فرصة للاستمتاع بما هو موجود من فن وثقافة، ونأمل أن تكون الندوة غير ثقيلة على الحضور.
واقع الحريات وانحسارها يعززه الكثير من المعطيات، ولا يزال الصحفيون يتعرضون لأشكال متعددة من التضييقات، تصل إلى حد صدور عقوبات بحقهم وكذلك الدعاوى، وكأن هناك من يقف لهم بالمرصاد على الكلمة، ويحاسَب المتحدثون من الإعلاميين وغيرهم. نلاحظ أن أشكال حرية التعبير الأخرى، سواء التظاهرات أو الاحتجاجات، تتعرض للعنف غير المبرر، بالرغم من أنها تحمل الطابع السلمي.
السؤال المطروح هنا: حينما نتحدث عن الوضع الراهن والاستقرار الذي تؤكده الحكومة، وهي حكومة خدمات، وكذلك الحديث عن توجيه البلد إلى الأفضل، لماذا هذه الخشية من الكلمة الحرة والتعبير الحر؟ هذا يقودنا إلى أن هذا التضييق على الحريات لا يأتي عبثاً، حيث يبدو أن شبح تشرين يطوف في عقول قوى السلطة، ولذلك يخشون أن أي بدايات لظهور أي نشاط احتجاجي أو نشاطات حرة أو كلمة حرة يمكن أن يتطور إلى حركة أوسع. فلماذا يخشون من ذلك إذا كان الحديث الحكومي يؤكد أن الوضع مستقر وأن هناك إعمار وتنمية ومشاريع متتالية؟
هذا يعبر عن حقيقة أن الوضع السياسي والمنظومة الحاكمة في أزمة، ورغم كل هذا الحديث عن التطور والنمو والمشاريع وغيرها، نلاحظ أن الكثير من القضايا التي أطلقتها انتفاضة تشرين لا تزال حاضرة.
بالتالي، هم يخشون من الكلمة الحرة التي تسلط الضوء على الأوضاع وهموم الناس ومشاكلهم وتطلعاتهم، وتكشف الفجوة الكبيرة بين ما يقال ويتم تداوله وواقع الحياة. هذه الفجوة بدأت تنعكس في الثروة ونمط الحياة، فنحن لسنا أمام فجوة فقط، بل أمام واقعين مختلفين. ويبدو أن المنظومة الحاكمة تعيش في أبراج عاجية لا ترى الناس، هم ينظرون فقط إلى الواقع من خلال التمثيلات الذهنية، لكن ليس لديهم تصور عن الواقع المعيشي. في مناطق معينة، أصبحت لقمة الخبز صعبة على الناس، ناهيك عن توفير مدرسة جيدة أو تطبيب جيد وخدمات وسكن مناسبين. هذه النواقص يعاني منها الملايين. إذا أخذنا فقط العشوائيات، فإن أكثر من ثلاثة ملايين يعيشون هذا الواقع المزري.
أعتقد أن هذه الخشية من الكلمة الحرة ومن الحريات والحقوق الدستورية التي هم من وضعها، أصبحت يُنظر إليها كقيد عليهم خوفاً من إزاحتهم.
صالح الحمداني: بمناسبة ذكر انتفاضة تشرين ٢٠١٩، برأي الحزب، أين أخطأ وأين أصاب ممثلو تشرين الذين فازوا في البرلمان، وكذلك المستقلون؟
أهمية التواصل مع العمق المجتمعي
رائد فهمي: الانتفاضة ليست ملكًا لأي طرف، حزب أو شخص، فهي أكبر من الجميع بأبعادها المختلفة، وشهدت مشاركة جمهور واسع أعتقد أنه بالملايين، جزء منهم كان في ساحات الاحتجاج، وجزء تضامن بأشكال مختلفة. أما من فاز من الشباب في البرلمان، فالسؤال هو: هل كانوا أوفياء كليًا للانتفاضة؟ وهل أدّوا دورهم كاملاً في موقعهم كنواب من أجل تبني تشريعات تلبي مطالب تشرين؟
في الواقع، هناك فجوة بين التوقعات حول ما يمكن تحقيقه، وبين الممارسات الفعلية. السلطات القائمة حاولت خلال الانتفاضة وما بعدها قمع المحتجين بطرق مختلفة، منها العنف والاختفاء القسري والتهجير، إضافة إلى أساليب الترهيب الأخرى. يبدو أن للسلطة استحقاقاتها، ولا أعتقد أن المستقلين يمكن اعتبارهم جميعا ضمن صفوف المنتفضين التشرينيين. بعض النواب ربما كانوا مشاركين، وكنا نتوقع منهم مقاومة أكبر للإغراءات وتفاعلاً أفضل مع الحركة الاحتجاجية.
إذا لم يكن هناك ترابط بين العمل البرلماني والحراك الاحتجاجي، فمن الصعب تحقيق تقدم؛ فالعمل البرلماني وحده غير قادر على مواجهة الضغوط السياسية والمال السياسي الذي استقطب العديد من أنصار السلطة إلى البرلمان، بالإضافة إلى حالة العزوف الواسعة. لكن، الصوت لا يقاس بالعدد، وإنما بقدرته على التعبير عن هموم الناس ومطالبهم، وبعمق مجتمعي، مما يمنحه قوة مضاعفة تفوق الكم العددي.
هذه العلاقة بين العمل البرلماني والعمق المجتمعي، سواء من حيث القضايا التي يتبناها أو طريقة التواصل مع المجتمع، لم تتحقق بالشكل المطلوب. نعتقد أن أي عمل برلماني مستقبلي لن يتمكن من تحقيق شيء بمفرده؛ التغيير الجاد يتطلب تواصلاً مستمرًا مع العمق المجتمعي وضغطًا شعبيًا.
صالح الحمداني: ضمن الأربعين نائباً الفائزين في انتخابات ٢٠٢١، هناك شخصية بارزة تستحق الذكر، وهي النائب سجاد سالم، الذي تميز بمواقفه الشجاعة والصلبة، وهو من القلة الذين لم ينجرفوا إلى السلطة ومالها. فما هو رأيكم كحزب في هذه الشخصية البارزة بين المستقلين؟
نحذر من إغراءات السلطة
رائد فهمي: نحن خلال الحديث السابق لم نقلل من دور أي نائب في البرلمان، وقلت إنه كان من الممكن بذل جهد أكبر. قسم منهم استطاع أن يعبر عن مواقف معينة، منهم سجاد سالم، ونحن من الداعمين له، سواء فيما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة أو التجاوزات على الحقوق. نحن ندعم هذه المواقف سواء كانت من سجاد أو غيره. على سبيل المثال، بعض النواب برزوا في دعم مطالب تحالف 188 وكان لهم موقف جيد، وهذا نرحب به وندعمه ونتفاعل معه. نحن نؤيد أي شخص يتبنى مطالب الناس، سواء كان سجاد أو غيره.
الآن، حين تكون هناك مساومات وحسابات أخرى، نحن نحذر منها، وقد تكون هناك خطورة وإغراءات السلطة. حصانة النائب تكمن في أن تكون صلته وثيقة بالوسط الشعبي، وهي قوة مضافة ستعزز وجوده. حيث لا يُنظر له كنائب فرد أو يُحاصر بوسائل الدولة، أما النائب أو النائبة ذو الامتداد لعمق شعبي فسيكون له حساب آخر وكلمته مؤثرة، وحتى يكون عنصر ردع لمن يحاول الضغط عليه.
صالح الحمداني: تعديلات قانون الأحوال الشخصية التي وصلت إلى مرحلة التصويت بسلة واحدة مع قوانين أخرى وتأجلت الأمور، برأيكم بعيداً عما قيل في مختلف الوسائل والإعلام التعبوي والتحشيد للضغط، وهذه القضية تمس العائلة، ما الذي يجعل أعضاء البرلمان في 2024 يطرحون تعديلات على قانون الأحوال الشخصية؟ هل يوجد شيء نحن غير فاهمين له؟ هل فعلاً هناك مشاكل موجودة ونحن لم نطلع عليها أو هناك قضية معينة؟ سابقاً كانت القوانين تفصل على مقاسات المسؤولين، فهل هذا القانون له نفس الشيء؟ ما الذي يدعو إلى الإصرار على تغيير مثل هذا القانون؟
المنظومة الحاكمة تسعى
إلى الهيمنة الثقافية أيضا
رائد فهمي: يبدو أن هناك نوعاً من محاولة الثأر من قانون 188 لعام 1959، فقد لاحظنا على مدى هذه العقود محاولات كثيرة لتغييره. إلى جانب ذلك، هناك نظرة إلى بناء المجتمع طائفياً وتكريس ذلك في بنية المجتمع ونقله إلى بنية الدولة. دعنا ننظر إلى زاوية أخرى، حيث أن المنظومة تمتلك العديد من السلطات، وتكاد تملك كل مفاتيح السلطة السياسية. وكذلك السلطة المالية في قطاع الدولة والقطاع الخاص لديهم المليارات، وحتى في الإعلام لهم اليد العليا، دون الحديث عن السلاح. لكن ما ينقص هؤلاء هو نوع من المشروعية. فمثلاً، حين لا يشترك أكثر من 80 في المائة في الانتخابات، فهو نوع من الرفض. ولا نقول إنهم كلهم يعبرون عن الرفض، لكن جزءا كبيرا منهم رافض لهذه المنظومة. وبالتالي فان القاعدة الاجتماعية للمنظومة لا تمثل أكثر من 10 في المائة، لأن الـ 20 في المائة قد صوتت لكل البرلمان ولكل الكتل. والملاحظ هنا رغم كل هذا النفوذ والصلاحيات، لكن قاعدتها ضيقة.
إذن، هم يريدون إلى جانب الهيمنة السياسية والمالية، يريدون الهيمنة الثقافية. هذا صراع مجتمعي موجه ضد هذا القانون، يدعون أن التعديلات لتلبية حاجة "الشيعة" وليس موضوع فئة معينة، ويريدون تكريسها قانونياً لتصبح سلطتهم لا ترتكز على السلطة السياسية فقط، بل هيمنة أيضا على البعد الثقافي.
يريدون التأسيس للبقاء ليس بناءً على الأغلبية في السلطة، بل بالعقول أيضاً. نحن لذلك نخوض صراعاً متعدد الأبعاد ليس في الجوانب السياسية فقط، وتحالف 188 أخذ هذه المهمة اليوم.
نذكر أن في هذا القانون بعد للدولة، ويردون إدخال عنصر المكونات الطائفية، وفي هذا الوقت يدفعون البلد والمجتمع إلى توسع قاعدة الهيمنة. لذلك، الصراع أوسع بكثير من موضوع النساء والحضانة أو غيره أو سن الزواج، وهي مهمة لكنها أوسع.
لذلك نلاحظ أنهم يمكن أن يقدموا تنازلات في هذه الجوانب، حيث بدأوا يتحدثون عن أنهم ليس لديهم مانع في أن يبقى سن الزواج الموجود في قانون 188، لكن لا يتراجعون عن وجود التعديلات التي تهدف إلى تقسيم المجتمع طائفياً. هذا هو الهدف الرئيسي، وهذا يبتعد عن مفهوم الدولة والمواطنة والدولة المدنية، وهذه خطورة التعديل.
صالح الحمداني: هل يؤكد هذا وجود بيئة حاضنة للتغيير السياسي في المنطقة أو في العراق؟ فالجميع يسمع عن تغييرات قادمة، وقد سمعنا ذلك مرارًا، لكن التغييرات تأتي غالبًا بطريقة سلبية. هل هذه القوانين تهيئ لحاضنة متشددة؟ وهل التغيير الذي يحدث قد يؤدي إلى انتكاسة إلى الوراء؟ هل هناك مؤشرات على أن الأطراف تستعد لتوجه أكثر تشددًا، وأن العراق وجنوبه قد يصبحان أكثر عزلة؟
مساع لتاجيج الصراعات الطائفية
رائد فهمي: عندما يحتدم الصراع، تضيق المساحة الوسطية ويحدث استقطاب مع تطرف الأطراف بمشاريعها الكاملة. حتى الصراع العربي الإسرائيلي، على مدى سنوات، كان يُدار في حدود تراعي الإمكانيات السلمية وقواعد اشتباك معينة لا يمكن تجاوزها. حتى عندما كانت إسرائيل تهاجم، كانت تضطر إلى التوقف عند حد معين. لكن اليوم، بعدما تم تجاوز جميع السقوف، أصبح هناك كلام يُقال لم يكن يقال سابقًا، حيث يقومون الآن بخطوات تضرب عرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان.
إذا اعتبرنا الصراع صراع وجود، فإنك في هذه الحالة تحاول جمع قواك للحفاظ على مشروعك الأساسي، عندما تضيق المساحات الوسطية؛ فإما يحدث استقطاب، أو يكون هناك فرز. أرى أن هذه الخطوات إما أنها دفاعية أو أنها تحمل إشارات إلى ما هو أسوأ. دفاعية بمعنى أن سلطتهم مبنية على قاعدة ضيقة، ومع وجود رياح إقليمية ودولية وأزمات داخلية، يصبح هذا البناء هشًا. وبالتالي، يسعون لتوسيع هذه القاعدة بتأسيسها على أساس طائفي أوسع، يقفز على التمايزات الاجتماعية ويؤجج الصراع الطائفي، وذلك لتأمين الصمود أمام أي محاولات للتغيير. كما أن دفاعهم يظهر عبر تطبيق برنامجهم ورؤاهم بصورة تبدو أكثر حماسة واندفاعًا مما كانت عليه سابقًا.
صالح الحمداني: في سياق الحديث عن الصراع العربي الصهيوني، هناك حديث في الأوساط الصحفية لا يمكن الاستهانة به، حيث ظهرت معلومات تفيد بأن الإيرانيين قد يحاولون ضرب إسرائيل من العراق، وأن الإسرائيليين قد يردون على هذه الضربة. كما يتم الحديث عن وجود ورشة عمل في أربيل تستعد بالتعاون مع الأمم المتحدة لاستقبال النازحين من سنجار بسبب التحشيد هناك. هذه المعلومات قد تكون إعلامية فقط وربما غير دقيقة، إلا أن الحديث يدور حول تحشيد لضرب إسرائيل، وقد ينتج عن ذلك نزوح من هذه المناطق. ما هو رأي الحزب في كيفية تصرف الحكومة العراقية حيال هذا الوضع القادم حتى لا يصل الأمر إلى استهداف العراق بسبب توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي؟
مقاومة الاحتلال الصهيوني مشروعة
رائد فهمي: نناقش هذا الموضوع من زاويتين: مبدئية وتكتيكية. أولاً، من الناحية المبدئية، إذا كان الحديث عن مقاومة الكيان الصهيوني، فإن المقاومة مشروعة، لأن الاحتلال الإسرائيلي يمارس العنف وينتهك أبسط المبادئ الإنسانية وحقوق الشعب الفلسطيني. والمقاومة تتعدد أشكالها، ونحن لا نرى ضرورة لحصرها في شكل واحد من أشكال النضال، كالكفاح المسلح، بل يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف والإمكانيات ولا تكون مجرد إرادة فردية. المقاومة ليست انتحارية، بل يجب أن تكون مستدامة.
إسرائيل لم تفتح أي إمكانية للشعب الفلسطيني للوصول إلى حلول سلمية، بل أغلقت الأبواب أمام المبادرات التي كانت قد وافقت عليها سابقاً، ما دفع الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه، وخاصة بعد موجة التطبيع في دول المنطقة العربية. بذلك، إذا انعدمت البدائل السلمية، فإن الكفاح المسلح يصبح مشروعاً لعدم وجود خيارات أخرى. ولكن هل هذا يعني أن على كل الدول العربية خوض هذا الكفاح؟ بالتأكيد لا، فالشعب الفلسطيني نفسه لم يقتصر على الكفاح المسلح، بل تبنى أشكالًا مختلفة من النضال.
أما بالنسبة للنقطة التكتيكية، فيتعلق الأمر بكيفية تقديم العراق الدعم والتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني. نحن نؤمن بإمكانية العراق استخدام أدوات الضغط السياسي والاقتصادي، مثل استغلال حجم استيراداته الكبيرة وعلاقاته التجارية مع الدول الكبرى، لتشكيل وسيلة ضغط لدعم حقوق الشعب الفلسطيني. هناك العديد من الوسائل المتاحة لتقديم الدعم حيثما أمكن.
قرار الحرب والسلم يتوجب
حصره بيد الدولة
وفيما يخص قرار الحرب والسلم، فهذا القرار يعود للدولة، ومن غير المعقول أن تقوم جهة معينة بعمل ما دون أن تتحمل وحدها نتائجه، بل يتحملها البلد بأكمله. مثلاً، إذا ادعت إسرائيل وجود عمليات من داخل العراق، يجب على الدولة أن تكون واضحة بشأن استعدادها لتحمل هذا الأمر، سواء بالتأكيد أو النفي، فمن غير المنطقي أن تحدث عمليات من دون علم الدولة وقد تؤدي إلى ردود أفعال أشمل.
نحن نرى بضرورة التنسيق مع الدولة العراقية، وإذا كانت هناك شكوك حول جدية الحكومة أو اعتبارها متواطئة، فلابد من اتخاذ موقف تجاهها، كما حدث في فترات سابقة حين كان يُنظر إلى الحكومة على أنها متحالفة مع الاستعمار. أما أن يكون هناك تعاون معها في جوانب متعددة ثم تُتخذ إجراءات تؤدي إلى نتائج معينة يتحملها الشعب العراقي، فهذه معادلة غير منطقية.
حاليًا، يبدو أن الموقف الرسمي للحكومة العراقية وحتى قوى الإطار التنسيقي هو النأي عن المواجهة المسلحة مع تقديم أشكال أخرى من الدعم. ومن غير الواقعي أن تتبنى جهة أخرى موقفًا مختلفًا تمامًا دون موافقة الدولة، فهذا وضع غير مستقر.
إيران أعلنت أنها لن تستخدم الأراضي العراقية في عملياتها ضد إسرائيل، لكنها أكدت أنها سترد على أي اعتداء دون تحديد طبيعة الرد. هذا الوضع يتطلب وضوحًا؛ إذ لا يمكن أن يتحمل العراق ازدواجية الخطاب أو التحركات غير الرسمية. إذا كان هناك موقف مقاوم، فيجب أن يكون من الشعب العراقي ودولته، وليس من تنظيم أو جهات محددة.
صالح الحمداني: المشكلة في السياسة الإسرائيلية هي أنها تتبع أسلوبًا عدوانيًا غير متوقع، على عكس ما شهدناه من الجانب الأمريكي الذي يتبع نهجًا مختلفًا في ضرب الأهداف. فعندما نشاهد الاعتداءات على لبنان وغزة، نجد قسوة في تعامل إسرائيل بلا احترام لأي معايير، حيث دمرت أكثر من 30 بلدة بالكامل. ولو أن مواجهتنا معها تشبه طريقتها، ستكون التكلفة البشرية عالية للغاية.
ندعم مقاومة مشروع
الشرق الأوسط الكبير
رائد فهمي: إحدى سمات الحرب الحالية أن نتنياهو، في ظل الواقع الجديد وأحداث صراع أكتوبر وطوفان الأقصى، يسعى إلى تصفية جذرية للقضية الفلسطينية، وليس مجرد تسويات، بما يحقق أهدافًا صهيونية. يعتقد أنها فرصة تاريخية للقضاء على القضية الفلسطينية بشكل يخدم مصالحه، متجاوزًا القيود الدولية، مما أدى إلى حرب إبادة بخصائص تلائمهم. في لبنان، يسعى إلى تهجير المنطقة الفاصلة بالكامل، وهو ما سيترتب عليه تكلفة بشرية كبيرة.
يستغل نتنياهو الظروف الحالية، إذ أن الموقف العربي ضعيف وغير قادر على اتخاذ موقف قوي، بينما حصل على دعم دولي من الولايات المتحدة وجزء كبير من أوروبا، وانشغال روسيا بأوكرانيا، والصين بقضايا أخرى. كل ذلك يعطيه نافذة سياسية للقضاء على القضية الفلسطينية. نحن ندعم أي شكل من أشكال المقاومة ويجب أن تستمر القوى المقاومة مثل حزب الله، لمنع تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يسعى لتحويل الصراع إلى بوابة اقتصادية تهيمن عليها إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة. هذا المشروع يشمل العراق، ويحظى بدعم قوى سياسية محلية نظرًا لمصالحها.
صالح الحمداني: رسالة السيد علي السيستاني الأخيرة، هناك اختلاف في تفسيرها. البعض يراها داعمة للحكومة، بينما يراها آخرون ناقدة للأداء الحكومي في الفترة الأخيرة، مشيرين إلى أنها توجيه لعدم استيفاء الالتزامات المطلوبة.
ما زال الفساد يعصف بمشاريع الدولة
رائد فهمي: رسالة السيد السيستاني الأخيرة، إذا أخذناها في سياقها، تدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ومراعاة مصالح الناس، وتقديم الخدمات، وانتقاد التدخلات الخارجية. رغم أن هذه المبادئ موجودة منذ 20 عامًا، فإنها تبرز كأن الحكومة الحالية لم تقم بشيء حيالها. فبينما يدّعون تحقيق الاستقرار وحل المشكلات، لا يزال الفساد يعصف بالمشاريع، ولا يمكن لأي حكومة جديدة النجاح دون تصحيح الهيكل الذي يمنع أي إدارة سليمة.
الحكومة قدمت إحصاءات تزعم تقليل الفقر وتوسيع برنامج الرعاية الاجتماعية، لكن هل وفروا للمواطنين العلاج المجاني، النقل، التعليم، والصحة؟ إن الفقر منظومة تتطلب تأمين متطلبات العيش الكريم، بينما نلاحظ اليوم تفاوتًا هائلًا، حيث يعيش بعض الأفراد حياة الترف، بينما يواجه آخرون ظروفًا معيشية صعبة.
نحتاج إلى تغيير شامل
ما نحتاجه ليس إجراءات جزئية بل تغييرا شاملا للنهج، خصوصًا مع بدء تشغيل مشاريع صناعية، فهذا جيد ولكنه لا يكفي. يجب إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي بحيث لا يعتمد على النفط وحده. تنويع الموازنة عن طريق الضرائب والرسوم يضيف عبئًا على المواطن ولا يحل المشكلة بعمق.
المواطن بدء يفقد الثقة بالديمقراطية والمؤسسات ويشعر بعدم جدواها، فالحكومة تتشكل بناءً على توافق بين قادة، وليس وفق نتائج الانتخابات الحقيقية. هناك خطورة على مستقبل الديمقراطية في البلاد، حيث تتآكل الثقة الشعبية بالنظام الحالي، وقد يكون اللجوء لأساليب غير سلمية وديمقراطية خيارًا متاحًا للبعض.
مستقبل العراق في خطر ما لم يحدث تغيير جوهري في النهج. البلد يعاني من ظواهر فساد واسعة، حيث تحال المشاريع بتكاليف باهظة ويذهب الفارق إلى جيوب الفاسدين، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الوطنية دون تحقيق تطور فعلي في بنية الدولة.
صالح الحمداني: السؤال حول الحزب الشيوعي العراقي يشمل مستقبله وتحدياته الداخلية، بالإضافة إلى الحديث عن دماء جديدة تتواجد في بغداد والمحافظات، إذ نرى شبابًا يتبنون حكمة الكبار ونضالهم وصبرهم الذي اشتهر به الشيوعيون. فما هو المخطط للمستقبل وللمؤتمر القادم؟
علينا الوصول إلى شرائح مجتمعية أوسع
رائد فهمي: نعتقد أن البلاد بحاجة إلى حزب كالحزب الشيوعي، وهذه حاجة موضوعية وسط محاولات تكريس الانقسام والتفكك. العراق بحاجة إلى تبني المواطنة والمشروع الوطني والعدالة الاجتماعية، ويملك الحزب الشيوعي سجلًا نضاليًا طويلًا، ورجالًا خالين من الشوائب التي تلوث العديد من العناصر السياسية الحالية، وهذا ما يجعل الحزب حاجة موضوعية أحيانًا يشير إليها حتى غير الشيوعيين.
لكن هذا لا يعني أن الحزب الشيوعي لا يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع واقع متغير سريعًا على الصعيدين العراقي والعالمي. نحن كشيوعيين نتبنى نظرية وفكرًا ثوريًا، لكننا لا نتعامل معه كفكر نصي ثابت يمتلك خارطة طريق أبدية، بل لدينا منهج تحليلي للواقع يقف في كل مرحلة ليرسم برامج وأهدافًا ووسائل لتغييره نحو الأفضل. لذلك، سياساتنا في حالة مراجعة دائمة من ناحية الأهداف والحلول، ومن ناحية الآليات والتكتيكات والاستراتيجيات؛ أي هناك عملية تجديد مستمر.
التجديد لدينا لا يقتصر على الشباب فقط؛ فليس كل شاب يحمل روح التغيير الإيجابي، ونرى حركات كثيرة يقودها شباب لكنها قد لا تحمل ديناميكية البناء الإيجابي. نرى التجديد كعملية تشمل ضخ دماء جديدة، وفي نفس الوقت تحديث النظرية، مع الحفاظ على منطلقاتها وثوابتها الأساسية، ولكن بناءً على دراسة دقيقة للواقع العراقي وإيجاد الحلول المناسبة واعتماد التكتيكات الملائمة.
الحزب الشيوعي هو من أكثر القوى ثباتًا في الدفاع عن عراق وطني وديمقراطي موحد، عراق يحترم جميع أطيافه ومكوناته ويوفر مشاركة متكافئة في إدارة شؤون البلاد. نحن ندعو إلى مفهوم المواطنة الذي يراعي التركيب القومي للعراق، بحيث يؤمّن مشاركة عادلة لكل القوميات، ويعكس الدستور العراقي جزءًا من هذه المفاهيم. إننا حريصون على ترسيخ المواطنة في إطار مشروع مدني وطني ديمقراطي.
لا لتنويع الاقتصاد على حساب المواطن
أما الاقتصاد العراقي، فإنه يسير باتجاه الرأسمالية بوتيرة متصاعدة، لكنها رأسمالية تعتمد على اقتصاد سوق غير منظم وتفتقد لآليات الإنتاج، ما يخلق التفاوت ويهدر العدالة التي تتحقق عادة من خلال دور الدولة، حتى في الدول الرأسمالية. وهنا يكمن الخطر؛ فالدولة في العراق ضعيفة، وكذلك ضوابط السوق غائبة، مما يحوّل السوق إلى مافيات، وهناك آليات لمركزة رأس المال والسلطة تُنتج أوليغارشيات تتحدث بالديمقراطية لكنها تستغلها بشكل جائر.
في ظل هذه المتغيرات، الحزب الشيوعي يواجه تحدي الانفتاح، فهو حزب منفتح، لكن ربما لم يكن انفتاحه بالقدر الكافي لخلق رأي عام مؤثر يحقق طموحات وآمال القواعد الشعبية. هناك مسؤولية على الحزب الشيوعي لتحقيق انفتاح أوسع للوصول إلى هذه الشرائح المجتمعية.
ما نعنيه بالانفتاح هو استهداف شريحة واسعة من المجتمع لها مصلحة حقيقية في التغيير، لكن هذه الشريحة مشتتة ومبعثرة، والمنظومة الحاكمة تسعى لمنع تجمعها عبر فرض قيود وضوابط تكبح حرية التعبير والتنظيم. لدينا تصور حول كيفية خلق توافق بين هذه الشرائح، ليتمكنوا من التعبير عن أنفسهم كقوة سياسية ومادية.
وفقًا لدراسة أعدها أحد الرفاق، شهد العراق ما بين 900 إلى 1000 حركة احتجاجية خلال العام الماضي، ما يدل على أن المجتمع يحاول التعبير عن نفسه، لكن لم يتحقق التعبير الكامل بطريقة سياسية متكاملة. إذا استطعنا جمع هذه الأصوات وتحويلها إلى تيار واحد وحركة واسعة، سنحصل على قدرات هائلة قادرة على إحداث تغيير جذري في البلاد.
ص7
كرم البصرة تألق في المهرجان التاسع
البصرة – طريق الشعب
تألقت خيمة مجلة "الغد" - تصدرها لجنة البصرة المحلية للحزب الشيوعي العراقي - في مهرجان "طريق الشعب" التاسع، إلى جانب الخيمات الأخرى التي توزعت السبت الماضي على حدائق أبي نؤاس قرب نصبي شهرزاد وشهريار.
ومع بعد المسافة وعناء الطريق، لم يدخر شيوعيو البصرة جهدا في حضور المهرجان والمشاركة فيه، رغم كونهم حضروا في الموعد السابق أيضا، الذي أرجئ بسبب أحوال الطقس.
ومن خيمة "الغد"، أهدى البصريون أعدادا من المجلة لجمهور المهرجان. كما أهدوه نسخا من رواية "واستقبلت الجبال الرجال" للرفيق الفقيد عبد الزهرة حسن، إلى جانب نسخ من كتاب "كتابات في التعليم" للرفيق الباحث شاكر الشاهين.
ولم يتوقف نشاط شيوعيي البصرة عند هذا الحد. إذ أقاموا معرض رسم للفنان صديق الحزب عباس السعد، ضم 23 لوحة. وقد أهدى الفنان 7 لوحات إلى الذين أرادوا شراءها، كرما منه، أضيف إلى كرم أبناء مدينته الآخرين، الذين قدموا واجب الضيافة لزائري خيمتهم، بتوزيع القهوة والشاي عليهم.
أما المصور الرفيق جاسم بصراوي، فقد ساهم في توثيق وقائع المهرجان بأكثر من 800 صورة فوتوغرافية ومقطع فيديو. وقام ببث مباشر لغالبية الفعاليات والندوات، فضلا عن حفل الختام، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أسعد الرفاق الذين لم يتسنّ لهم الحضور، سواء في داخل الوطن أم خارجه. حيث عاشوا لحظات المهرجان عبر الشبكة العنكبوتية.
ص8
مع ارتفاع أعداد المعنفات
تشريع قانون مناهضة العنف الأسري بات ضرورة ملحة
بغداد – نورس حسن
يشهد العراق ارتفاعاً في أعداد النساء المعنفات، في ظل غياب قانون واضح يجرّم العنف الأسري، وسريان العمل بقانون العقوبات الذي يعطي الحق للأزواج "بتأديب زوجاتهم"، مما يشكّل عائقاً كبيراً أمام تقديم الشكاوى وطلب الحماية من الجناة. وعلى الرغم من وجود أقسام لحماية الأسرة والطفل في وزارة الداخلية، إلا أن العديد من النساء يواجه صعوبات عند الإبلاغ، ما يضطرهن أحياناً إلى اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة او يفضلن الصمت وتحمل الواقع وعدم تقديم الشكوى.
تشريع القانون ضرورة ملحة
تؤكد الناشطة ميس الرمادي لـ "طريق الشعب" على ضرورة تشريع قانون خاص لمناهضة العنف الأسري، موضحة بأن "الحملات السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة والتي تتبناها الحكومة غير كافية". وتشير إلى أن النساء والأطفال هم الفئات الأكثر عرضة للتعنيف، وأن العراق بحاجة إلى حملات توعية أوسع وأكثر استمرارية للمطالبة بتشريع قانون يحمي هذه الفئات.
وتتحدث الناشطة ميس عن تعدد أشكال العنف الذي تتعرض له النساء في العراق؛ حيث يُّحرم بعضهن من التعليم ويُّمنع البعض الآخر من العمل وتُجبر القاصرات على الزواج، في ممارسات تنتهك الحقوق الآدمية للنساء.
صعوبة الإبلاغ عن العنف الأسري
وتشير الناشطة الرمادي إلى صعوبة الإبلاغ عن العنف الأسري، حيث يوجد قسم شرطة واحد فقط مختص بحماية الأسرة في كل محافظة، باستثناء بغداد التي تضم قسمين. وتوضح أن النساء يواجهن مخاطر كبيرة عند الإبلاغ، حيث لا توجد أماكن آمنة لهن بعد تقديم الشكاوى، مما يضطر العديد منهن إلى العودة لمواجهة المعنّفين داخل منازلهن.
التأخير في معالجة قضايا العنف الأسري
وفي هذا السياق، ذكرت بعثة الأمم المتحدة في دراسة بعنوان "المساءلة عن العنف الأسري في العراق.. وتعزيز العدالة وعدم التمييز" بأن العديد من قضايا العنف الأسري في العراق يتأخر لسنوات قبل صدور حكم نهائي، مما يسبب الإحباط للضحايا. وفي كثير من الحالات، تضطر النساء إلى التنازل عن قضاياهن بعد طول انتظار.
أين القانون؟!
ينتظر الكثير من النساء تمرير قانون العنف الأسري، حيث ترى المحامية والناشطة النسوية سماح الطائي أن "المرأة تعاني من الظلم القانوني والمجتمعي منذ عقود، وأن الوقت قد حان لكي تنتفض وتطالب بتشريع ينصفها". وأكدت الطائي على أن التكنولوجيا لم تستطع القضاء على بعض العادات الاجتماعية المتخلفة والقوانين التي تحد من حرية المرأة وتقلل من فرص تطورها، مما يجعل الحاجة ملحة لسنّ قوانين توفر الحماية الكافية للمرأة وتدعم دورها في المجتمع.
عين المرأة
لندافع عن مكتسباتنا
ولنكافح من أجل السلام والعدالة
انتصار الميالي
بينما يتفاخرون بالحرب، باردة كانت أم مدمرة، باعتبارها من الفضائل التي ينبغي أن يتباهى بها الرجال، تكشف الحياة عجزهم تماماً عن إحلال السلام والأمان والاستقرار على أرض الرافدين. لا يغادرون منازلهم أو يفارقون الأهل لأجل الوطن والشعب، لكنهم يحاربون بكل عنجهية طائفية مقيتة، دفاعاً عن مصالحهم الضيقة!
يكون هذا هو الحال، حين تستولي مجموعة من الأفراد على هرم القرار ومواقع التشريع وترفع بكل أنانية، شعار (الأغلبية)، فتضع الشعب أمام أقدار مجهولة ومستقبل وخيم ينذر بالعبودية والاستغلال والبطش والدكتاتورية من جديد.
لا يعني الحديث عن حقوق المرأة شيئاً لهم، ولا يفهمون معنى النضال من أجل حقوقها في العيش بكرامة وبدون التعرُّض للعنف والتمييز المجحف، وبالتمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة الجسدية والنفسية، وبالحصول على التعليم والسكن والرعاية الصحية والمشاركة السياسية والعمل اللائق وبأجور متساوية. يتناسون تماماً، حين يرفعون شعارات ويطلقون أوهاماً، بأن نساء بلادي لا يتمتعن بحقوق الأنسان كاملة، ويتعرضن للتمييز والعنف في كل مكان، بل يتم الاتجار ببعضهن بطرق مختلفة، لاتظهر للرأي العام صورها الحقيقية البشعة.
ناضلت النساء العراقيات على مدى 100 عام من أجل التصدي لمظاهر الحيف والتهميش والنيل من حقوقهن، ودافعن وما زلن بشراسة عن قوانين تضمن حقوقهن وتحمي حياتهن الخاصة والأسرية، وما زلن يواصلن الكفاح للعيش بعدالة وكرامة ويستخدمن كافة الوسائل المشروعة لكسب التأييد والضغط على أحزاب السلطة من أجل احترام حقوق المرأة.
قد تبدو المسألة بديهية، ولكن لا يمكن أن يكون لدينا مجتمع حر وتسوده العدالة ما لم تتمتع النساء بكامل حقوقهن الإنسانية كما الرجال، والعدالة هي المفتاح للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والسلم والأمن، وأن المجتمع يصبح أفضل للجميع عندما تُحترم حقوق المرأة وتؤخذ على محمل الجد.
إن إصرار البرلمان العراقي على تدمير مكتسبات حققتها المرأة العراقية على مدى قرن من النضال، وذهابه لمشاريع قوانين تحتقر المرأة بذريعة احترام الشريعة والقيم، يسبب ويبرر العنف، وما خطاب الكراهية المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي يحاول وصف مواقف البرلمان بأوصاف الالتزام الوطني أو الديني، الا مثال على بث الفرقة والتضييق على الحريات، ومسعى البعض لعرض أنفسهم أغلبية، وهم لا يعّدون سوى متسلطين على الأغلبية المسحوقة المبتلاة بالفقر والمرض والحرمان.
كما لا تمثل حربهم الأخيرة على حقوق المرأة العراقية، الاّ وسيلة لخدمة غاياتهم السياسية والانتخابية، يستفيدون منها في تفتيت المجتمع إلى طوائف، ليحققوا المزيد من المنافع، مستغلين نفوذهم السياسي وما يدره عليهم الفساد المالي والاداري.
لا بد إذن من صحوة للضمير. إن هدفنا ليس إقناع الخصوم، بل الكفاح للحفاظ على مكتسبات مشروعة حققناها بجهد كبير أولاً، ودفع الدولة ومؤسساتها لتوفير العدالة الاجتماعية للجميع ثانيا، باعتبارها شرطاً لتحقيق الاستقرار والسلام للوطن وللمجتمع.
رابطة المرأة في ريف آل بدير النجفي
ندوة حول سرطان الثدي
النجف – ملاذ الخطيب
عقدت رابطة المرأة العراقية، الأحد الماضي في ريف آل بدير بمحافظة النجف، ندوة صحية توعوية حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي. الندوة التي حضرها جمع من النساء، جرى فيها الحديث عن سرطان الثدي باعتباره أكثر السرطانات شيوعا بين النساء، مع تبيان أن نسبة الشفاء منه عالية تصل إلى 90 في المائة. كذلك جرى شرح أعراض المرض وعلاماته ومراحله والعوامل التي تزيد من الإصابة به. فيما تم التطرق إلى خطوات الفحص الذاتي للمرض، والتشديد على أهمية الإسراع إلى مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي عرض يشير إلى احتمالية الإصابة، فضلا عن إجراء الفحوصات الدورية في المستشفيات المتخصصة.
وتخللت الندوة استفسارات طرحها العديد من النسوة الحاضرات، وتمت الإجابة عليها.
سبأ عامر تنشر ثقافة اللياقة البدنية
بين نساء الموصل
متابعة – طريق الشعب
في حي المهندسين بالجانب الأيسر من مدينة الموصل، أسست الشابة سبأ عامر، المدربة المتخصصة في اللياقة البدنية وبناء الأجسام، مشروعها الخاص الذي أصبح مركزاً لاستقطاب السيدات من داخل الموصل وحتى من خارج العراق، بهدف تقديم تدريبات احترافية تلبي احتياجات النساء. وتقدم سبأ تدريباتها داخل قاعتها الرياضية وأيضاً في الساحات المفتوحة، وتحرص على زيارات دورية لمناطق سهل نينوى، مثل بعشيقة، لتدريب النساء على رياضة كرة القدم.
سبأ بدأت مسيرتها الرياضية في مرحلة الثانوية العامة، حيث شاركت في بطولات محلية على مستوى العراق ومثلت أندية عديدة، فيما تواصل اليوم مسيرتها كعضو في الهيئة الإدارية لنادي الفتاة الرياضي وكمدربة متخصصة في اللياقة البدنية وألعاب القوى، مع تركيز على تدريب كرة القدم.
تقول سبأ، التي تبلغ من العمر 24 عاماً، "أمارس التدريب منذ سبع سنوات وأركز على اللياقة البدنية وكرة القدم. أدير نادياً رياضياً لتدريب النساء على الرياضات البدنية والبناء، وهناك إقبال متزايد من النساء في الموصل وخارجها على الرياضة، مع رغبة كبيرة في الحفاظ على صحة الجسم واللياقة".
وتضيف سبأ: "رغم النجاح الذي حققناه، إلا أننا نعاني من ضعف في الأندية النسوية في الموصل، ونأمل أن يسهم هذا المشروع في تشجيع الفتيات والنساء على تبني أسلوب حياة صحي ورياضي".
وفي أبو الخصيب
ندوة صحية حول سرطان الثدي
البصرة - صلاح العمران
في مناسبة الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي (تشرين الأول)، نظمت رابطة المرأة العراقية في البصرة بالتعاون مع فريق "بصمة نقاء" التطوعي، أخيرا، ندوة صحية توعوية حول المرض، ضيّفت فيها د. زهراء عبد الرضا.
وخلال الندوة التي نُظمت في مبنى منتدى شباب ورياضة أبي الخصيب، قدمت د. زهراء نبذة تعريفية عن مرض سرطان الثدي وأعراضه، وطريقة فحصه ذاتيا، فضلا عن الفحوص الدورية في المستشفيات، وذكرت عددا منها في البصرة، والتي تجري تلك الفحوص بالمجان.
وعلى هامش الندوة التي حضرها جمع من النسوة، قدمت سكرتيرة الرابطة ربيعة الحمزة، نبذة تعريفية عن رابطة المرأة العراقية ومبادئها ونشاطاتها. كما تطرقت في مداخلتها إلى مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية، والذي تصر بعض الكتل البرلمانية على تمريره، شارحة ما يتضمنه التعديل من مواد لها أشد الضرر على الأسرة والمجتمع.
ارتفاع معدلات الولادة القيصرية
تعرض الأمهات للابتزاز المالي
جراء إهمال صالات الولادة في المستشفيات الحكومية
بغداد - طريق الشعب
كانت حنين علي، البالغة من العمر 34 عامًا، تستعد بفرح لاستقبال مولودها الأول، خاصة بعد أن أكدت لها الطبيبة المتابعة حتى الأسبوع 36 من حملها، أن وضع الجنين طبيعي وستكون الولادة الطبيعية. لكنها فوجئت في بداية الشهر التاسع بالطبيبة وهي تخبرها بأن "ماء الجنين" انخفض كثيرًا، مما يستدعي إجراء عملية قيصرية فورًا. تقول حنين: "صدمنا أنا وزوجي بقرار الطبيبة، فلم نكن مستعدين لتكلفة عملية قيصرية في مستشفى خاص".
تكاليف كبيرة
اضطر زوج حنين لبيع بعض المصوغات الذهبية لتأمين تكلفة العملية في مستشفى خاص، والتي بلغت نحو مليوني دينار، بالإضافة إلى تكاليف الأدوية وإبقاء الطفل على جهاز التنفس ليومين، بكلفة 100 دولار لليوم الواحد.
من جهتها، تتحدث المواطنة زهرة خزعل، التي رافقت ابنتها خلال عملية قيصرية في إحدى المستشفيات الخاصة، لـ "طريق الشعب" فتقول: "إلى جانب جشع المستشفيات الخاصة بفرض مبالغ باهظة مقابل إجراء عمليات الولادة القيصرية، هناك بعض الممرضين ممن يطلبون مبالغ إضافية مقابل خدماتهم".
إهمال للرضاعة الطبيعية
في نفس السياق، تقول ساندي كمال، التي أنجبت طفلها الأول في إحدى المستشفيات الخاصة ببغداد منذ 3 أشهر، إنها لم تتمكن من إرضاع طفلها طبيعيًا بعد العملية القيصرية بناءً على نصيحة الطبيبة، مما دفعها للجوء إلى الحليب المصنع.
وتشير إلى أن الطبيبة المتابعة طلبت من زوجها شراء حليب معين بسعر 70 ألف دينار، وهو ما أثار شك ساندي من وجود تواطؤ بين المستشفى والصيدلية لتحقيق الربح على حساب صحة الأمهات والأطفال خاصة وأنه وجدت حالات مشابهة في الصيدلية المجاورة للمستشفى.
ارتفاع أعداد العمليات القيصرية
ووفقًا لتقرير وزارة الصحة العراقية لعام 2023، تشكل الولادات القيصرية نحو 46 بالمائة من الولادات في المستشفيات الحكومية والخاصة، مع تجاوز المعدل الطبيعي في بعض المحافظات مثل بابل (100 في المائة) والديوانية وكركوك (99 في المائة) فيما سجلت محافظة البصرة أدنى نسبة (53 في المائة).
وعن الأسباب التي تدفع معظم أخصائيات جراحة النساء إلى توجيه النساء نحو مستشفيات القطاع الخاص، تقول د. رشا البياتي، أخصائية جراحة الأمراض النسائية والتوليد ورعاية الحوامل، لـ "طريق الشعب": "تعاني المستشفيات الحكومية من نقص حاد في الكوادر الطبية، إضافةً إلى غياب النظافة في صالات الولادة، والتي تُعد عنصراً أساسياً للحفاظ على حياة المولود والأم". وتضيف البياتي: "كما تعتمد المستشفيات الحكومية على القابلات في توليد النساء، وهناك الكثير من السلوكيات غير المقبولة تصدر منهن دون رادع، مما دفع العديد من النساء إلى تفضيل القطاع الخاص، الذي يعمل بحرص شديد على توفير أفضل الخدمات حفاظاً على سمعة المستشفى".
مطامع مالية و رغبات شخصية
وحول ارتفاع حالات الولادة القيصرية في المستشفيات الأهلية، توضح البياتي: "هناك عدة عوامل تساهم في زيادة الطلب على الولادة القيصرية، منها الرغبة في تجنب الآم المخاض، والتخطيط لموعد الولادة أو اختيار تاريخ مميز، والخوف من المشاكل الصحية أو التشوهات، وتأثير الموضة والتقاليد التي يتم التشجيع عليها بشكل مبالغ فيه، والضغط النفسي أو الاجتماعي على الأمهات".
وتنوه البياتي إلى عوامل أخرى لغرض إجراء عمليات الولادة القيصرية في المستشفيات الاهلية، منها الربحية العالية للأطباء والمستشفيات الخاصة جراء ضعف الرقابة الصحية على مستشفيات القطاع الخاص وفرضها مبالغ كبيرة على المراجعين، خاصة وأن أغلب الخدمات التي توفرها فندقية وليس من الصعب توفيرها في المستشفيات الحكومية.
في الولايات المتحدة
13 امرأة حاكمة
متابعة – طريق الشعب
شهدت الولايات المتحدة سابقة تاريخية بتولي 13 امرأة منصب حاكمة ولاية، بعد فوز المرشحة الجمهورية كيلي أيوت بانتخابات نيوهامشير، لتصبح أول حاكمة جمهورية للولاية. ويعد هذا الرقم القياسي الأعلى للنساء الحاكمات في الولايات المتحدة، متجاوزاً الرقم السابق في انتخابات عام 2022 حينما كانت هناك 12 حاكمة.
وأيوت، البالغة من العمر 56 عاماً، فازت على منافستها الديمقراطية جويس كريغ لتصبح ثالث امرأة تتولى منصب حاكمة نيوهامشير، إذ سبقتها جين شاهين وماغي حسن من الحزب الديمقراطي. وبهذا الفوز، يرتفع عدد الحاكمات من الحزب الجمهوري إلى خمس، بينما يوجد ثماني حاكمات من الحزب الديمقراطي.
وتعكس هذه الانتخابات تقدماً تدريجياً في تمثيل المرأة في السلطة التنفيذية، خاصةً في الولايات المتحدة التي لم تشهد تولي امرأة لمنصب الحاكمة في 18 ولاية حتى الآن.
مديرة الأبحاث في مركز "روجرز للنساء والسياسة الأميركية"، كيلي دتمار، وصفت هذا الرقم القياسي بأنه خطوة "مهمة جداً"، مشيرة إلى أنه يعزز تطبيع صورة النساء في القيادة السياسية. ومع ذلك، ترى دتمار أن هذا التمثيل لا يزال غير كافٍ بالنظر إلى العدد الكبير من الرجال في مناصب حكام الولايات.
ويتزامن هذا الإنجاز مع تقدم عدد من النساء لأول مرة في المناصب السياسية على مستوى الولايات المتحدة.
ص9
سينر يقترب من نصف نهائي البطولة الختامية
بفوز مستحق على فريتز
لندن ـ وكالات
حقق الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول عالميًا، فوزًا مهمًا في البطولة الختامية للتنس، بعدما تغلب على الأمريكي تايلور فريتز بمجموعتين دون رد 6-4 و6-4. وبتلك النتيجة، اقترب سينر خطوة كبيرة من التأهل إلى نصف نهائي البطولة التي تعتبر من أقوى المنافسات في موسم التنس. ورغم تحقيقه فوزين في البطولة، لا يزال أمام سينر تحدٍ كبير في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، حيث سيواجه الروسي دانييل ميدفيديف غدًا الخميس في مباراة حاسمة لتحديد المتأهلين إلى نصف النهائي. وبتلك النتيجة، سيحتاج سينر للفوز أو الحصول على نقطة مهمة لضمان تأهله. ويحتاج فريتز إلى الفوز على الأسترالي أليكس دي مينور في مباراته الأخيرة لبلوغ نصف النهائي، مما يجعل المجموعات النهائية في البطولة الختامية مثيرة للغاية ومفتوحة على كل الاحتمالات.
العراق يضيّف الأردن في تصفيات المونديال
كاساس يشدد على دعم الجماهير للمنتخب من أجل تحقيق الانتصار
بغداد ـ طريق الشعب
اختتم منتخب العراق الوطني لكرة القدم أمس الأربعاء، تحضيراته لمباراته المرتقبة ضد منتخب الأردن في الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026. ستُجرى المباراة اليوم الخميس في ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة، في مواجهة تعتبر حاسمة في مشوار أسود الرافدين نحو التأهل.
أكد مهدي كريم، المدير الإداري لمنتخب العراق، أن مباراة الأردن تعد من المواجهات الهامة التي قد تكون "مفترق طرق" في مسيرة المنتخب نحو التأهل لمونديال 2026. وقال كريم إن المنتخب الوطني يواجه أحد أبرز منافسيه على بطاقة التأهل، مما يضاعف من أهمية المباراة. وأضاف: "الجميع يدرك أن الأردن هو أقوى منافس للعراق في هذه التصفيات، لذا يجب استغلال جميع الفرص لضمان الفوز وحصد النقاط الثلاث."
وأعرب كريم عن تفاؤله بشأن تأثير عاملَي الأرض والجمهور في دعم المنتخب، خصوصاً بعد القلق الذي ساد الشارع الرياضي بعد المباريات الأولى في البصرة ضد سلطنة عمان وفلسطين. وأكد أن هذه المباراة ستكون مختلفة، متمنياً أن يحقق المنتخب نتيجة ترضي الجماهير العراقية وتزيد من آمالهم في التأهل.
من جهته، أكد الإسباني خيسوس كاساس، مدرب المنتخب العراقي، أن المباراة أمام الأردن في غاية الأهمية، لكن الفوز بها لن يكون حاسماً في رحلة التأهل. وقال كاساس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في قاعة المؤتمرات في ملعب البصرة الدولي: "الفوز في هذه المباراة سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام، لكن الخسارة لا تعني نهاية الطريق. نحن على أتم الجاهزية، وسنتعامل مع جميع الظروف المحيطة بالمباراة."
وأشار كاساس إلى أنه كان يفضل أن يكون المعسكر التدريبي أطول، إلا أنه أبدى تفهمه للوضع الراهن ورفض توجيه أي أعذار. وأوضح أن اللاعبين يعرفون جيداً أهمية المباراة، مؤكداً ثقته في قدرتهم على تقديم أفضل أداء ممكن. كما تحدث عن استعداداته لمواجهة منتخب الأردن، قائلاً إنه ناقش مع اللاعبين نقاط القوة والضعف في صفوف المنتخب الأردني، مشيراً إلى أن ظروف المباراة تختلف عن اللقاء السابق بين الفريقين في كأس آسيا.
من جانبه، أكد لاعب منتخب العراق، أمجد عطوان، أن الفريق في حالة جاهزية تامة لخوض هذه المباراة المصيرية. وأشار عطوان إلى أن الضغوطات التي ترافق مثل هذه المباريات طبيعية، مؤكداً أن جميع اللاعبين مستعدون لتقديم أقصى جهدهم. وأضاف: "المدرب كاساس يمنحنا الثقة الكاملة، وهو ما يزيد من مسؤوليتنا للظهور بمستوى يليق بتطلعات الجماهير العراقية."
على صعيد آخر، وصل وفد منتخب الأردن إلى محافظة البصرة أمس الأربعاء، استعداداً لملاقاة المنتخب العراقي في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
من المتوقع أن تشهد المباراة أجواء حماسية، حيث يعوّل منتخبنا الوطني على دعم جماهيره في البصرة لتحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث التي تعزز فرصه في التأهل إلى كأس العالم 2026.
مباريات الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم
متابعة ـ طريق الشعب
تتواصل الإثارة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث تنطلق منافسات الجولة الخامسة غداً الخميس وبعد غد الجمعة، بمباريات حاسمة للعديد من المنتخبات التي تسعى لتحقيق آمالها في التأهل للبطولة العالمية. ومع اقتراب التصفيات من نهايتها، لا يزال أمام الفرق العديد من الفرص والآمال، ما يزيد من أهمية المباريات المقبلة.
المجموعة الأولى
يدخل منتخبا إيران وأوزبكستان الجولة الخامسة وهما يتقاسمان الصدارة برصيد 10 نقاط، مع تقدم إيران بفارق الأهداف. إذا تمكن الفريقان من تحقيق الفوز في مبارياتهما، فسيتمكنان من تعزيز مكانتهما في صدارة المجموعة، مما يقترب بهما خطوة نحو التأهل إلى كأس العالم.
إيران، التي فازت 4-1 على قطر في الجولة الرابعة، ستلتقي مع كوريا الشمالية في فيينتيان، حيث يسعى المنتخب الإيراني لتأكيد تفوقه وحصد ثلاث نقاط جديدة. وفي الوقت نفسه، يحل منتخب أوزبكستان، الذي يفتقد خدمات مدربه سريشكو كاتانيتش بسبب المرض، ضيفاً على قطر في الدوحة، في مواجهة تعتبر حاسمة للمنتخبين.
وفي مباراة أخرى بالمجموعة، يواجه المنتخب الإماراتي نظيره قرغيزستان في مباراة قد تكون حاسمة لمواصلة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل، حيث يسعى المنتخب الإماراتي لتحقيق الفوز للتمسك بأمل التأهل، في حين يطمح قرغيزستان في تحقيق مفاجأة جديدة.
المجموعة الثانية
في المجموعة الثانية، يعود نجم كوريا الجنوبية سون هيونج-مين بعد غيابه عن آخر مباراتين بسبب الإصابة، ويأمل المنتخب الكوري في مواصلة الانتصارات بعد فوزه على العراق والأردن في الجولتين السابقتين. كوريا الجنوبية، التي تتصدر المجموعة برصيد 6 نقاط، ستسافر لملاقاة الكويت في مباراة مهمة لتمديد فارق النقاط عن أقرب منافسيها.
أما منتخب الكويت، فيحتاج إلى الفوز للبقاء في السباق نحو التأهل، حيث يتخلف بفارق 6 نقاط عن كوريا الجنوبية وأربع نقاط خلف العراق والأردن.
من جهة أخرى، يسعى المنتخب العماني لتعويض خسارته أمام الأردن بالفوز على فلسطين، حيث يدرك الفريقان أن أي نتيجة غير الفوز قد تعني نهاية حلمهما في التأهل.
المجموعة الثالثة
في المجموعة الثالثة، يسعى منتخب اليابان للحفاظ على صدارته عندما يواجه إندونيسيا يوم الجمعة في ملعب "جيلورا بونج كارنو". اليابان، التي تتصدر المجموعة بفارق خمس نقاط، ستسعى لتحقيق فوز جديد يعزز من فرصها في التأهل، خاصة بعد تعادلها 1-1 مع أستراليا في الجولة الماضية.
من جانب آخر، يأمل منتخب إندونيسيا في تحقيق فوز تاريخي على أرضه بعد سلسلة من التعادلات والهزائم، حيث يسعى لتحقيق مفاجأة أمام المنتخب الياباني المتفوق.
في مجموعة أخرى، ستشهد مباراة السعودية وأستراليا في ملبورن ريكتانجولار قمة مثيرة، حيث يسعى المنتخب السعودي بقيادة المدرب هيرفي رينارد لتحقيق بداية قوية في التصفيات بعد رحيل المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني. المنتخب السعودي يمتلك خمس نقاط من أربع مباريات، ويأمل في تحسين وضعه في المنافسة على أحد المراكز المؤهلة.
وفي الوقت نفسه، يواجه منتخب البحرين تحدياً صعباً عندما يستضيف منتخب الصين، حيث يسعى الفريق البحريني لتحقيق أول انتصار له منذ الجولة الأولى بعد تعادله في المباريات الثلاث الماضية.
ديكو: برشلونة سيجدد عقد بيدري
برشلونة ـ وكالات
أكد أندرسون لويز دي سوسا ديكو، المدير الرياضي لنادي برشلونة، أن النادي سيجدد عقد لاعب الوسط بيدري، مشيرًا إلى أن اللاعب يعتبر جزءًا أساسيًا من خطة الفريق المستقبلية.
وفي تصريحات لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، قال ديكو: "عند الحديث عن تجديد العقود، نعلم أن كل اللاعبين يسعون للحصول على أفضل العروض، بينما تسعى الأندية بدورها للاحتفاظ بأفضل اللاعبين." وأضاف: "لكن الأهم بالنسبة لي هو معرفة ما يريده اللاعب نفسه."
وأوضح ديكو أن بيدري يرغب في البقاء مع برشلونة: "أعتقد أن تجديد عقد بيدري سيتم لأنّه يريد صنع تاريخ مع النادي. هو يشعر بالراحة هنا، سعيد، ويرغب في الفوز بالألقاب. لقد عاد إلى أفضل مستوياته بعد عمل شاق."
وأشار المدير الرياضي إلى التحديات التي مر بها بيدري في السنوات الماضية: "لقد عانى من كثرة المباريات والإصابات، لكنه أدرك ضرورة بذل جهد أكبر، وعمل على تحسين نفسه بشكل مختلف."
وختم ديكو بالقول: "بيدري لا يزال أمامه هذا الموسم والذي يليه. نحن نركز على الفوز بالبطولات هذا الموسم، وفي الوقت نفسه نضمن مستقبل اللاعبين المهمين، وبيدري أحدهم."
بهذا التصريح، يبدو أن برشلونة يضع بيدري في قلب خططه المستقبلية، ويؤكد نيته في ضمان استمرار اللاعب الموهوب مع الفريق لعدة سنوات قادمة.
العراقيون قادمون
إلى كأس العالم
منعم جابر
نعم وبكل ثقة نجد أن فريقنا الوطني مؤهل ومستعد لتقدم الصفوف إلى نهائيات كأس العالم 2026 والتي ستقام في الولايات المتحدة الامريكية وكندا والمكسيك، والفرق التي تشاركنا المجموعة لديها ذات الطموح والتطلع حيث لم يسبق لها التأهل إلى هذا العرس العالمي الذي تتمنى كل شعوب الأرض أن تحظى بهذا الشرف لبلدانها، حيث حقق الكوريون الجنوبيون هذا الشرف ولأكثر من مناسبة، وكذلك كان لنا أبناء الرافدين شرف تمثيل القارة الآسيوية لمرة واحدة عام 1986، أما الآخرون من المتنافسين فإنهم يسعون لتحقيق هذا الحلم الجميل. لذا نجد نحن وفي ظل هذه المنافسة الشديدة والنتائج الإيجابية والتطور الإيجابي بواقع الكرة العراقية والدعم الكبير الذي يقدم للاعبي الكرة العراقيين ومشاركة لاعبينا مع فرق محترمة وبمستويات عالية، هذه العوامل تؤدي إلى نجاح لاعبينا وتقدمهم في العطاء والأداء المتميز وأنهم اليوم تحت قيادة طاقم تدريبي عالي المستوى ومطلع جيد على مستوى فرق مجموعتنا مما يساعده على كسب الجولتين الخامسة والسادسة، حيث سنلاعب المنتخب الأردني الشقيق على ملعب البصرة الدولي وبحضور جماهيري كبير سيقدم كل الدعم والإسناد للفريق الوطني العراقي، وسيحاول المنتخب الأردني كسب نقطة واحدة من هذا اللقاء، إلا أننا يجب أن نقدم مباراة متوازنة بين الأداء الدفاعي والهجومي، وأن نفرض الأسلوب والأداء الضاغط على الأشقاء، وان تكون هذه المباراة هي الفرصة الذهبية لكسب نقاطها الثلاث، لأن ذلك سيدفع بفريقنا إلى الأمام خطوات مهمة. وهذا لا يتحقق إلا من خلال أداء هجومي كثيف يقابله حذر دفاعي وشدة بالمراقبة وعدم التهاون في الواجبات المرسومة من قبل المدرب ومساعديه. إننا على ثقة تامة وكبيرة بلاعبي منتخبنا الوطني وهم يخوضون تجربة وعلى ملعبنا مما يعطيهم زخماً قوياً ودافعاً وحماساً لكسب المباراة يساندهم جمهور عاشق ومتيم بكرة القدم ومتعطش للنتائج الإيجابية وللتأهل إلى منافسات كأس العالم. إنه من خلال عقود وسنوات طويلة على أول وآخر مشاركة في كأس العالم، لهذا نطالب أحبتنا في المنتخب الوطني أن يكونوا على قدر المسؤولية والثقة التي أعطيناها لهم وأن يقدموا المستوى المشرف الذي يليق بالعراق وأهل العراق، وأن يسعوا لتحقيق الإنجاز الكروي المهم والذي يشكل شرفاً وأملاً للعراقيين. إنها اليوم فرصة ذهبية للكرة العراقية بأن يسجل اسمها في سجل الشرف عندما تتأهل إلى نهائيات كأس العالم وللمرة الثانية. أملنا أن تقدموا المستوى المشرف والذي يليق بأسمائكم وتاريخكم ومستوياتكم، وأن تبذلوا كل الجهود من أجل تحقيق آمالكم في نصر كروي مشرف والآمال معقودة عليكم. وأن ما يتحقق لكم وبأيديكم سيكون شرفا لنا نحن العراقيين وطموحاً لكم أنتم يا أبطال الكرة العراقية ورموزها. أما جمهورنا الكبير والذي سيحضر للمباراة فعليه أن يؤكد دعمه وتشجيعه لمنتخبنا الوطني في هذه المباراة، وعلى جمهورنا الوفي أن يدعم ويشجع الأداء الجميل للفريقين الشقيقين، وان يتجاوز ما حصل في بطولة الأمم الآسيوية من غبن وحيف بالمنتخب العراقي. ونتمنى أن يظل هاجسنا تقديم مباراة شيقة وجميلة تليق بالمستوى الفني للفريقين. أملنا كبير بمشاهدة مباراة كبيرة تليق بفرق ساعية للتأهل إلى كأس العالم القادمة، وندعو للأشقاء الأردنيين طيب الإقامة في البصرة الفيحاء وأن يبقى نشامى الأردن إخوة وأحبة لنا نحن أبناء وأهل العراق الكرام.
ص10
وهران تكرم رائد السينما السياسية بعد ثلثي قرن من «زد»
إبراهيم العريس
قبل أسبوعين وأكثر قليلاً حل دور مدينة وهران الجزائرية الملقبة بـ”عروس المتوسط” كي تحتفل خلال مهرجانها السينمائي العائد من بعد غياب، بواحد من كبار سينمائيي الضفة الأخرى من ذلك البحر الذي لا تتوقف سواحله عن إدهاش العالم بقدرة بلدانها على ضخ هذا العالم بالمبدعين. صحيح أن كوستا غافراس يعتبر سينمائياً باريسياً، بل فرنسياً، غير أنه لا يترك مناسبة إلا ليؤكد فيها أصوله اليونانية، المتوسطية كما يحلو له أن يضيف. وهو على أي حال كان أكد ذلك عملياً قبل ما يقرب من ثلثي قرن، حين حقق ذلك الفيلم الذي يُعتبر في تاريخ الفن السابع بداية ما سيحمل اسم نوع في ذلك التاريخ، “السينما السياسية”، “زد” وهو بالتحديد الفيلم الذي تحتفل به وبمخرجه، وهران الجزائرية اليوم. وها قد يخيل إلى القارئ أن موضوع الفيلم جزائري أو أن مخرجه ذو أصل جزائري ما، أو أنه، حتى، صُوّر في الجزائر، ولكن أبداً لا هذا ولا ذاك ولا أي شيء من هذا القبيل. وهو أمر يقر به السينمائي المخضرم اليوم وهو بكل هدوء في ركن اختاره للجلوس طوال أسبوع زيارته الجزائر وتكريمه فيها في فندق “لو رويال” التاريخي وسط المدينة. ففي الوقت الذي يقول فيه كوستا غافراس إن من بين التكريمات العديدة التي يُحتفى به من خلالها كمؤسس لهذا النوع السينمائي ربما يكون “تكريمي في وهران هو الأحب إلى قلبي والأكثر تذكيراً لي بتاريخي السينمائي. وهو على أي حال تصرف في غاية اللطف من قبل هذا الشعب الطيب والبلد الأريحي الذي مكنني خلال النصف الثاني من ستينيات القرن الـ20 من تحقيق حلم كان عزيزاً عليَّ، وهو بالتحديد هذا الفيلم الذي لم يرد أحد في أوروبا إنتاجه على رغم اسم إيف مونتان في بطولته”. أما السبب الذي قد لا يحب كوستا غافراس اليوم الخوض فيه فيكمن في أن الفيلم يريد فضح ممارسات حكم المجموعة العسكرية المتعسفة في يونان الكولونيلات الانقلابيين في حينها. لكن الجزائريين قبلوا.
الحقيقة أن الجزائر كانت بعد نيلها الاستقلال عن الحكم الاستعماري الفرنسي قد عقدت العزم على دعم أنواع جديدة من السينمات التقدمية في العالم بصرف النظر عن جنسيات أصحابها، منشئةً من أجل ذلك بنى وهيئات إنتاجية، وكانت واحدة من أهدافها من ذلك، رد التحية بما هو أجمل منها. ولقد كان سرور الجزائريين كبيراً بتقاطر السينمائيين إلى بلدهم ليحققوا أفلامهم الجديدة بعدما كان كثر منهم، من “البلد المعادي” أي فرنسا قد وقفوا إلى جانب الثورة والقضية الجزائريتين.
المهم أن الجزائريين لم يخرجوا خاسرين من ذلك الحراك ولو من خلال سمعة نظيفة سينمائياً، كان “زد” على أي حال واحداً من علاماتها، هو الذي راح يدور في العالم محققاً نجاحات كبيرة وبوصفه جزائرياً وهو بهذه الجنسية نال حين ظهوره في عام 1969 واحدة من أرفع الجوائز ذات الطابع الثقافي الإبداعي التي نالها أي منتَج إبداعي في العالم: أوسكار أفضل فيلم أجنبي في هوليوود، وهي الجائزة التي فشل في الحصول عليها أي فيلم عربي من بعده على رغم مشاركة دول عربية عدة في الترشح منذ ذلك الحين.
ومهما يكن من أمر هنا لا بد من أن نكرر أنه لئن كان كوستا غافراس قد عُرف على نطاق ما في خارطة السينما العالمية من قبل “زد”، فإنه يعلن اليوم أنه يدين وسيظل يدين للجزائر بالمكانة التي باتت له منذ ذلك الحين. أما إذا سألته عن ذاك من أفلامه الذي حقق السجالات الأكبر في تاريخه السينمائي وهو المعروف عادةً بأن سينماه السياسية تحقق من السجالات ما يفوق أحياناً ما تحققه من نجاحات، يبتسم مشيراً إلى شاشة تلفزيونية تحتل زاوية في صالة الشاي الوهرانية مدمدماً ويده تشير إلى الصور المعروضة لدمار غزة: “إنه فيلمي الذي لا شك في أن هذه الأخبار المعروضة أمامنا تشير إلى فشل رسالته التي حاولت إطلاقها فيه”.
من الواضح أن كوستا غافراس إنما يحيلنا هنا إلى فيلمه المنسي بعض الشيء اليوم الذي لم يذكره أحد ولا حتى خلال الجلسات معه في وهران، “هانا ك.”، وهو واحد من أقوى الأفلام الروائية الفرنسية التي حققت عن القضية الفلسطينية من بطولة محمد بكري في ما يمكن اعتباره أول ظهور له على شاشة عالمية، ولكن أيضاً من بطولة جيل كليبرغ، النجمة الأميركية الكبيرة التي دفعت غالياً ثمن تمثيلها دور المحامية اليهودية المدافعة عن القضية الفلسطينية في الفيلم. فمن بعد الفيلم قاطعتها الشركات المصنعة للنفوذ الصهيوني في هوليوود مما أوقف مسيرتها السينمائية التي كانت قد انطلقت قبل ذلك لأدوار كبيرة. طبعاً يحاول كوستا غافراس ألا يتحدث عن تلك الحال أو حتى عن الفيلم لمجرد أنه لا يبدو اليوم راغباً في خوض سجالات حادة، قائلاً إنه تقدم في العمر إلى درجة يجد نفسه معها مجبراً على ترك السجالات لمن هم أصغر منه سناً، لافتاً إلى أن السياسة “في أيامنا كانت أوضح وأسهل أما اليوم فالسياسة باتت مجازر غالباً ما تكون من دون حدود ودونما أهداف”، وهو يقول هذا ناظراً إلى شاشة التلفزة من جديد وعلى وجهه غضب مذهل أمام ما يحدث.
ومهما يكن من أمر يبقى أن كوستا غافراس يبدو بالغ السعادة لتذكر الجزائريين وتكريم وهران له وبخاصة بالحب الذي أحاطه به السينمائيون العرب المشاركون وبخاصة أنهم جميعاً ذكّروه بتاريخه السينمائي الذي يبتسم وهو يقول إنه يكاد ينساه. هو تاريخ طويل ويجعل منه واحداً من أكثر المخرجين الفرنسيين نجاحاً، بل حتى من المساهمين في السينما الأميركية في بعض الأحيان. ويمتد ذلك التاريخ على مدى ما يصل إلى نحو 20 فيلماً كانت بداياتها شرائط بوليسية من أبرزها “قمرة القتلة”، و”رجل زائد” وكان يمكن له أن يحظى بتاريخ في النوع البوليسي لولا “الثورة التي أحدثها فيلمه السياسي الأول” والذي لا ينسى وهو طبعاً “زد” الذي لن يكون فريداً في مساره ولا حتى شراكة مع “هانا ك.” الذي سيحققه في عام 1983.
الواقع أن قسطنطين كوستا غافراس المولود عام 1933 وهو من أصل يوناني كما أشرنا، أتبع ذلك الفيلم بنصف دزينة أخرى من الأفلام السياسية وضعت سينماه وجمهوره في قلب سياسات العالم ودائماً من منظور متقدم، بل مناضل أصيل. فهو إضافة إلى فصح كولونيلات اليونان الانقلابيين في “زد”، تعامل مع تعقيدات القضية الفلسطينية في الفيلم الفلسطيني، “الاعتراف”، المأخوذ عن نص للمنشق التشيكي، آرتور لندن، الفار من القمع في بلده، وفي فيلم “حالة حصار” من نضالات التوباماروس في نيكاراغوا في أميركا اللاتينية. وفي فيلم “اختفاء” تناول تدخلات الاستخبارات الأميركية في تلك القارة. غير أن ذلك لم يمنعه لاحقاً من عيش فترة من الوقت في الولايات المتحدة حيث حقق عدداً من أفلام تجارية وارتبط هو وزوجته ميشيل التي التقيناها معه في وهران، بصداقات قوية. وكان ذلك حاله على أي حال ولو لأيام قليلة في وهران التي كرمه مهرجانها ذلك التكريم في حين دمعت عيناه مرات عدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 21 تشرين الأول 2024
جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء»
وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان
كريستين حبيب
من قلب الليل الحالك الذي يلف لبنان وفلسطين، تطل جاهدة وهبة لتعلن أنها تعيش مع الضوء. تستعير من شعر أدونيس لتشعل شمعة في العتمة، على هيئة أغنية. بالنسبة إلى الفنانة اللبنانية، الوقت صالح دائماً للغناء، لأن «الفن يقاوم الفناء».
تخبر جاهدة وهبة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنها، وبعد خروجها من «صومعة الحزن» الذي انتابها كما اللبنانيين جميعاً بسبب «صدمة الحرب»، تساءلت عن إمكانات النضال المتاحة أمامها. فتحت الصندوق الذي يخبّئ أغلى مقتنياتها وسحبت أغنية.
»أجمل ما تكون أن تُخلخل المدى
والآخرون بعضهم يظنّك النداء
بعضُهم يظنّك الصدى...
أعيش مع الضوء عُمري عبيرٌ يمرّ وثانيتي سنوات
وأعشق ترتيلةً في بلادي تَناقلها كالصباح الرُعاة
رموها على الشمس قطعة فجرٍ نقيّ
وصلّوا عليها وماتوا«
هذا بعض من قصيدتي أدونيس اللتين دمجتهما جاهدة في أغنية لحّنتها، وتعاونت فيها توزيعاً وعزفاً مع الثنائي ساري وعيّاد خليفة ضمن مشروعٍ من القصائد المغنّاة، يكتمل إصدارها قريباً في ألبوم يحمل عنوان «ملح وظلال«.
جرى تسجيل الأغاني قبل جائحة «كورونا»، غير أن كل الجوائح التي تلت أخّرت الإصدارات. لم يكن قرار استئناف النشاط الفني سهلاً على الفنانة في ظل ما يجري من قتل وتدمير وتشريد، لكن القصيدة فرضت نفسها حبل أمل أصرت جاهدة وهبة على أن تمده لأهل بلدها. تشرح أن هذه «الأغنية تحمل في طياتها صراعاً بين الحياة والموت، لكنها تنتهي بانتصار الضوء على العتمة».
أعطى الشاعر السوري أدونيس بركته للأغنية، كما يفعل مع سائر الأغاني التي تستعين فيها جاهدة وهبة بقصائده. أما اللحن الذي جاء من بنات أفكارها، فأرادته واسع المدى «يمنح أفقاً للصوت في ترجمة لمعاني النص وصوره». ولم تغب عن الأغنية إيقاعات الحنين إلى طفولة هانئة هي انعكاس لضوء الأمل، ليتكامل ذلك مع نغمات الصلوات المشرقية التي تضفي إلى «أعيش في الضوء» بعداً روحياً.
تلاقى الصوت واللحن مع بيانو عيّاد وتشيللو ساري. تقول إنها تؤمن بـ«موهبة الشابَين اللبنانيَين اللذين أضافا الكثير إلى قصائد الألبوم بإحساسهما وجديتهما واحترافهما»، وقد انضم إليهما شقيقهما زاد خليفة على الإيقاع. ثلاث آلات رابعتهما حنجرة جاهدة وهبة، بدت وكأنها «أوركسترا متكاملة لفرط التناغم الفني والانسجام الروحي بيننا خلال مرحلتي التحضير والتسجيل»، وفق تعبيرها. أما الميكساج والماسترينغ فقد تولاهما إيلي كلّاب.
«الأغنية لا ترد صاروخاً ولا تستطيع أن تكبح جماح الهمجية»، لكن في هذا الصراع الأبدي بين البناء والهدم، بين الجمال والقبح، تقف الفنانة على ضفة البناء والجمال. عندما شعرت بالحاجة للتواصل مع الناس، قررت أن تقدم جديداً يتجاوز الحدود ويذكّر العالم بإرث لبنان الثقافي والجمالي. بالنسبة إليها، «الأغنية هي مكان نقي نلجأ إليه لنرتاح من تعب الأخبار الدامية»، ومن هذا المنطلق فهي لم تقدم يوماً أغاني ظرفية، بل حمّلت كلاً من أعمالها زوادة روحية وإنسانية. يأتي ذلك تماشياً مع قناعتها التي تقول إن «الفن ليس ترفاً بل حاجة نفسية للناس، ولكرامتهم، ولصمودهم في وجه الخراب والبشاعة».
قد لا تصد الأغنية صاروخاً لكنها قادرة أحياناً على صد بعض عوَز وحرمان. لذلك، فقد استتبعت جاهدة وهبة الغناء بالفعل، مجهزةً نفسها لجولة تقودها من أثينا إلى باريس، مروراً بالمنامة، والدوحة، ودبي. تأتي هذه الجولة الموسيقية دعماً للبنان، على أن يعود ريع الحفلات إلى المؤسسات والهيئات الإغاثية العاملة في الميدان إلى جانب المتضررين من الحرب كـ«الصليب الأحمر» اللبناني، و«الدفاع المدني».
أما على برنامج الحفلات الممتدة من تشرين الثاني إلى كانون الأول، فأغانٍ وطنية، وأخرى صوفيّة، وترانيم، إضافة إلى أعمال جاهدة وهبة الخاصة وكلاسيكيات طربية وعالمية. «حرصاً على إيصال رسالة الأمل بلبنان إلى أكبر عدد ممكن من الناس، سأغنّي بالعربية، والفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، واليونانية، والفارسية»، تقول جاهدة وهبة.
تؤمن بأن الموسيقى والقصيدة والأغنية تداوي. «إذا بكى مستمع بسبب أغنية فهذا ليس بالضرورة حزناً إنما شفاء»، تؤكد الفنانة. ثم تتذكر تلك السيدة التي اقتربت منها بعد حفلها في بعلبك عام 2018، لتقول لها إن أداءها أغنية «أرض الغجر» في ليل القلعة التاريخية، أشعرها بأن ابنها المتوفى منذ شهرين جالس بقربها.
يعود هذا العلاج الموسيقيّ بالمنفعة على الفنانة كذلك، وليس على الجمهور فحسب. تقول إن «منطقة شفائها الخاص تتسع بوصول الصوت إلى الناس وتفاعلهم معه»، مفصحة بأنها تترقب في كل مرة تصدر فيها عملاً جديداً، هذا التضميد المجاني الذي يأتيها من جمهورها.
لا يمكن تصنيف أعمالها في خانة السهولة. هي بنفسها تقر بأن «الاستماع إليها يبدو مهمة صعبة أحياناً». إلا أنها، وبصبر نحّات، تواصل «الحفر في الجدار لفتح كوّة تأخذ المستمعين إلى القصيدة». فالشعر توأم أغنية جاهدة وهبة، وكأنها عاهدت نفسها بأن تنهل من نبعه. كلما راودتها الرغبة في إنجاب أغنية، غاصت في محابر الرومي، ودرويش، وأدونيس، ونزار قباني، وأحلام مستغانمي، وخليل حاوي، وغونتر غراس وغيرهم من كبار الكلمة.
في أحد أحدث إصداراتها «بيروت تفاحة للبحر»، دمجت 4 نصوص لكل من درويش، وأدونيس، وخليل حاوي، وبلند الحيدري. عن تجربة دمج القصائد تلك، التي تشكل البصمة الخاصة في ألبوم «ملح وظلال»، توضح جاهدة وهبة: «عندما أمزج قصائد لأكثر من شاعر في أغنية واحدة، أحرص على أن يكون ثمة خيط يربطها ببعضها وعلى أن يكون الإيحاء الشعري موحّداً».
غالباً ما تتمخض دهشة جاهدة وهبة أمام القصيدة عن ألحان تؤلفها بنفسها. تفرحها صفة «الملحّنة» رغم «المخاض الذي يسبق أحياناً اكتمال اللحن». أرادت التلحين لأنها وجدت في القصائد «مساحة للذرف اللحني» كما أنها شعرت بأن لديها الكثير لتقوله. غير أن تلحينها لأغانيها لا يعني أنها ستقفل باب التعاون مع ملحنين آخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الشرق الأوسط” – 31 تشرين الأول 2024
بابلو بيكاسو.. الطباعة من منظور شخصي
يحتضن “المتحف البريطاني” في لندن ابتداءً من الخميس، السابع من الشهر المقبل، معرض “بيكاسو: فنّان الطباعة”، والذي يتواصل حتى الثلاثين من آذار/ مارس 2025، ويضمّ نحو 347 عملاً طباعياً من أصل أكثر من ألفين وأربعمئة نفّذها الفنان الإسباني (1881 – 1973). أنتج بيكاسو أول مطبوعة احترافية عام 1904 خلال سنواته الأولى في باريس، وهي تصوير لشخصيتين نحيفتين، وصفتها الفنانة الفرنسية فيرناند أوليفييه ذات مرة بأنها “تعبير مكثف عن الفقر وإدمان الكحول”، ثم توالت أعماله الطباعية في فترت متقطعة من تجربته، لكن ظل مواصلاً العمل عليها حتى ستينيات القرن الماضي، حين كان يقضى أواخر عمره في الجنوب الفرنسي.
يضيء المعرض مرحلة طويلة جداً تنوعت خلالها أيضاً الموضوعات التي قدمها في الطباعة الفنية؛ حيث اهتم بالأساطير اليونانية والرومانية، وفي فترة لاحقة بموضوعات شغلته طوال حياته، وكذلك زوجته الثانية؛ جاكلين روك، التي ألهمته في أعمل عديدة، كفنانة وعارضة سيرك، وشراكاته مع الفنانين، كما اختلفت التقنيات المستخدمة، ومنها الطباعة الحجرية والطباعة على الخشب، والطباعة الملونة التي تعلمها بعد عام 1958.
لم يكن بيكاسو معنياً بإعادة إنتاج صور ومشاهدات، بل تعامل مع الورق (أي الطباعة) كونه الفضاء الذي يحتمل أفكاراً لا يمكن ترجمتها على القماش، وساهمت أيضاً في تطوير تجربته في الرسم كما في مطبوعاته الأولى التي مهدت الطريق للتكعيبية، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير أيضاً إلى أن سلسلة تتكون من مئة عمل أنتجها في الثلاثينيات تبرز تأثره بالفن الكلاسيكي وتعكس حياته الشخصية المضطربة.
تبدو أعمال الطباعة الأكثر كشفاً عن شخصية الفنان الإسباني وأفكاره ومخاوفه، ويمكن النظر إليها كمذكرات بصرية تحمل ذكرياته وملاحظاته ومشاعره، حيث كان يرتجل موضوعاً معيناً وينجز ما بين ست وثماني مطبوعات تمثله في يوم واحد، فيظهر بعضها كأنه متكرر أو متشابه إلى حد كبير.
الحميمية التي كان يمنحها هذا الوسيط جعلت بيكاسو مندفعاً لتقديم مزيد من الأعمال، رغم أنه تعلم الطباعة بنفسه كما حظي بمساعدة من بعض أصدقائه الفنانين. وفي فترة باكرة ظهرت أولى أعماله التي استعمل فيها تقنية الحفر الغائر والرسم بالنقاط الجافة ثم الحفر على الخشب، وجرب بعض التقنيات لكنه لم يتمكن من تنفيذ أعمال ذات قيمة عالية مثل الحفر بالإزميل، أو الحفر المائي الذي استغرق منه سنوات طويلة حتى تقدّم فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 27 تشرين الأول 2024
الفكر الموسيقي عند الفارابي
لم يغب اسم الفارابي (874 – 950) لدى كل تفكير، ليس في الفلسفة العربية الإسلامية فحسب، ويُعتبر مؤسسها لدى الكثيرين، بل في الموسيقى العربية أيضا، حتى يومنا هذا، لما له من تأثير واسع شرقا وغربا في طبيعة الموسيقى الفلسفية والروحية والعلاجية، وكذلك في تقنياتها.
في هذا الكتاب “الفكر الموسيقي عند الفارابي؛ مع ملحق معجم مصطلحات الموسيقى عند الفارابي”، الصادر مؤخرا عن (منشورات المتوسط)، يناقش الباحث والمؤرخ الموسيقي المغربي أحمد عيدون الفكر الموسيقي عند “المعلم الثاني”، ويؤكد أصالته، ويدحض عبر ذلك المقولات الاستشراقية التي نظرت إلى الفارابي على أنه ناقل وشارح فقط للمؤلفات اليونانية حول الموسيقى، فعقد مقارنات بين ما كتبه أولئك وما كتبه الفيلسوف المسلم، وأظهر ابتكاراته وتصحيحه لبعض المفاهيم وإضافاته الخاصة، الأمر الذي يجعل موسيقاه أصيلة بعيدة عن تلك المزاعم الغربية. ولجأ الكتاب لإيضاح فكر الفارابي الموسيقي إلى كتابات أخرى له، ولم يكتف بدراسة كتابه الأساس وهو “كتاب الموسيقى الكبير”، وذلك من طريق التأويل وليس الشرح والتفسير فقط، نظرا لأن كتابات الفارابي لا تسلم نفسها بسهولة للفهم. وأظهر أنه لم يقتصر في دراسته الموسيقى “على البيئة العربية فحسب، بل وسّع نظره إلى كونية الموسيقى لكي يتجاوز ما هو معلوم في زمنه، إلى استنباط ما هو أعم بتوليد إمكانات نظرية موسعة”.
غموض الفارابي أدى إلى أن يقوم المحققون لتراثه بعملية تأويل واسعة لعلهم يصلون إلى مراده، إلا أن الكاتب أحمد عيدون يعبر عن حذره إزاء ذلك بقوله إنه “لم يحتفظ من التأويلات إلا على ما يحافظ على تماسك الخطاب المنطقي عند الفارابي، ويحقق انسجامه مع جوانب أخرى من عرضه النظري والتطبيقي ضمن مؤلَّفاته الأخرى”.
الأمر الذي يعني أنه عرض لفلسفة الفارابي العامة وعلاقتها بالفلسفة اليونانية وأثرها في الفكر الفلسفي الإسلامي، كما بيّن تأثيره على تلاميذه وعلى الآخرين من المهتمين بالشأن الفلسفي، وذهب ليُظهر حضور فلسفته في أوروبا منذ القرون الوسطى وغير ذلك، مما ساهم فعلا في إيضاح الفكر الموسيقي عند هذا الفيلسوف العظيم.
جدير بالذكر أن المؤلف استنبط الكثير من المصطلحات الموسيقية التي استخدمها الفارابي، وبلغ عددها 678 مصطلحا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة “المجلة” – 15 تشرين الأول 2024
ص11
مسرحية «لا» اسقطت دكتاتوراً!
جاء في مقال ترجمه الأستاذ أسامة الزغبي، ونشرته جريدة “اخبار الادب” المصرية مؤخراً:
ان الفلم التشيلي “لا” للمخرج بابلو لارين والمأخوذ عن مسرحية “استفتاء” لأنطونيو سكارمينا؛ كان سبباً في استفتاء الشعب التشيلي ورفضه حكم الدكتاتور اوغستو بينوشيه والتصويت ضده بـ “لا”.
ويعد بينوتشيه المسؤول الأول عن اغتيال الرئيس التشيلي التقدمي المنتخب سلفادور الليندي.
يقول المؤلف سكارمينا: “انا اؤمن بالخيال وهو ليس حكراً على الفنانين ولا ينبغي ان يكون خطابهم عن التغيير طوباوياً”. وأضاف: “ الطليعي ليس الفنان الذي يركض الى الامام، بل هو الذي يجعل الآخرين يركضون الى الامام” وقال : “ قلبي ينبض بنفس إيقاع شعبي”.
وكان المؤلف سكارمينا قد اصدر من قبل اعماله الروائية: (ساعي بريد نيرودا/ حلمت بأن الثلج يتأجج/ صبر الملتهب/ عرس الشاعر/ وقصة النصر).
التأثير المزدوج للذكاء الاصطناعي على الدول النامية
د. عادل كنيش مطلوب
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل عالمنا، وإمكاناته لإعادة تشكيل التنمية، وخاصة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالحصول على الذكاء الاصطناعي للمساعدة في جدولة الاعمال أو توصيات لطرق عمل جديدة، بل يتعلق بالتحديات والتغيير والفرص الضخمة. بفضل السياسات الاستباقية والدعم الدولي، ويمكن للدول النامية تشكيل مسار للذكاء الاصطناعي وتعظيم فوائده.
انظر الى الوتيرة التي تغلغلت بها التكنولوجيا في حياتنا. استغرق الأمر 75 عامًا حتى وصل عدد الهواتف الثابتة إلى 100 مليون مستخدم على مستوى العالم، وعلى النقيض من ذلك، حققت الهواتف المحمولة هذا الإنجاز في 16 عامًا فقط واستغرق انتشار الإنترنت 7 سنوات فقط، بينما استغرق متجر أبل عامين. من اللافت للنظر أن جات جي بي تي وصل إلى هذا الرقم في شهرين فقط. لا يسلط هذا المعدل غير المسبوق من التبني الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي فحسب، بل يمهد الطريق أيضًا لتحول كبير في الاتصالات العالمية والأنظمة الاقتصادية.
القفز إلى المستقبل مع إمكانات الذكاء الاصطناعي
تخيل فصلًا دراسيًا يتلقى فيه كل طفل دروسًا خصوصية من أحد موارد الذكاء الاصطناعي، أو قرية نائية يمكنها الوصول إلى رعاية صحية من الطراز العالمي بفضل تشخيصات الذكاء الاصطناعي، أو حكومات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين التنبؤ بالفيضانات أو الجفاف حتى تتمكن البلدان من الاستعداد بشكل أفضل مسبقًا. هذا ليس تفكيرًا متفائلًا، بل هو القوة التحويلية لهذه التكنولوجيا. لندرج بعض من التجارب العالمية في المجالات التالية:
- التعليم: باستخدام الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، من الممكن سد الفجوات الحرجة الناجمة عن نقص المعلمين - هناك حاجة إلى 58 مليون معلم إضافي على مستوى العالم. في عام 2019 كان متوسط نسبة التلاميذ إلى المعلمين في المدارس الثانوية في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 13، وفي العراق 18، و22 في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض. إن أنظمة التدريس الذكية والتعلم الشخصي هي ابتكارات ضرورية لتحقيق المساواة التعليمية. في أوغندا على سبيل المثال، ساعد الذكاء الاصطناعي في توفير التعليم الرسمي المجاني والخدمات للمواطنين في المجتمعات الريفية الذين لا يتمكنون من الوصول إلى المدارس الرسمية. بينما في الهند، حصل الطلاب الذين يستخدمون أداة تعليمية شخصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي على درجات أعلى في اللغة الهندية والرياضيات.
- الرعاية الصحية: توصي منظمة الصحة العالمية بما لا يقل عن 45 طبيبًا وممرضة وقابلة لكل 10000 شخص. بينما في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض يكون لديها ربع هذا العدد فقط. هنا يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في معالجة هذا التحدي. على سبيل المثال، في جنوب إفريقيا تم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم التشخيص وتوصيات العلاج مما أتاح للأطباء قضاء المزيد من الوقت مع المرضى وتحسين الرعاية. بالنسبة للمناطق والبلدان التي يكون فيها المتخصصون الطبيون نادرون، فإن الذكاء الاصطناعي ليس مفيدًا فحسب؛ بل إنه منقذ للحياة.
- الخدمات العامة والشمول المالي: يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي العمود الفقري الجديد للحوكمة الفعالة والتمكين المالي، بدءاً من تبسيط تحصيل الضرائب إلى التحويلات المالية الاجتماعية وتوسيع الخدمات المصرفية في المناطق النائية. على سبيل المثال في توغو، حسّن الذكاء الاصطناعي استهداف برنامج التحويلات النقدية مما ساعد في التأكد من إنفاق الأموال على المجالات الأكثر احتياجًا.
- تعزيز الإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز نمو الإنتاجية عن طريق أتمتة المهام وتحسين العمليات والمساعدة في اتخاذ القرار. أفادت دراسة حديثة أن المستشارين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي أكملوا 12٪ من المهام في المتوسط وأكملوا المهام بسرعة أكبر بنسبة 25٪. في عام 2023.
الجانب الآخر من دور الذكاء الاصطناعي: مخاطر توسيع الفجوة
على الرغم من الفوائد، فإن موجة الذكاء الاصطناعي تجلب أيضًا موجة من التحديات. تستحوذ الدول الغنية وشركات التكنولوجيا الكبرى بشكل أساسي على مكاسب إنتاجية الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى إنشاء عدد قليل من الشركات العالمية الخارقة. وهذا يهدد بتوسيع فجوة الدخل، حيث تجني الدول الرائدة معظم الفوائد تاركة الدول النامية وراءها. علاوة على ذلك، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تآكل الميزة التنافسية للعديد من الاقتصادات النامية التي تعتمد على العمالة الرخيصة.
مع تقدم الأتمتة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، فقد تقلل من الحوافز الاقتصادية للتجارة والاستثمار، وتقوض القواعد الاقتصادية التقليدية وقد توقف التقدم نحو تضييق فجوة الدخل. اليوم تحتاج العديد من البلدان النامية إلى خلق ما يكفي من الوظائف الجيدة للشباب. من المتوقع أن يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة العديد من المهن مما يقلب نماذج النمو التقليدية واستراتيجيات التنمية، ويعطل الارتباط بين نمو الأجور والإنتاجية ويزيد من البطالة وعدم المساواة.
صياغة دليل جديد للذكاء الاصطناعي من أجل التنمية
يتطلب هذا الأمر وضع أسس متينة للجوانب التالية:
- البنية التحتية الرقمية: نطاق عريض قوي (ٍStrong Internet Broadband - Fiber Optics)، سعة استضافة للبيانات مع قدرات رقمية ضرورية لتوفير أسس النمو في هذا العصر الرقمي.
- أنظمة ذكاء اصطناعي محلية: تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحلية مع مراكز بحثية للذكاء الاصطناعي، إن إقامة شراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية وتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الحكومة يمكن أن يعزز من الكفاءة ويحفز الطلب ويدفع القبول المجتمعي.
- تطوير المهارات: من محو الأمية الرقمية الشعبية إلى أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يعد رفع المهارات وضمان دمج المهارات الجديدة في المناهج الدراسية والتدريب المهني أمرًا بالغ الأهمية.
- الاستراتيجيات القطاعية: يمكن للدولة أن تنحت مجالات جديدة للمزايا النسبية، مثل الاستعانة بمصادر خارجية لعمليات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المتخصصة التي يمكن تعزيزها من خلال الذكاء الاصطناعي.
- ضمانات الخصوصية: أثار ظهور البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية، وخلق مخاطر جديدة للتحيز الخوارزمي، وتضخيم نقاط ضعف الأمن السيبراني، والمعلومات المضللة. إن تطوير أطر الحوكمة التي تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي من خلال التوافق مع المعايير الأخلاقية والقيم الاجتماعية أمر حيوي.
يجب أن تكون هناك التزامات جدية لاستخدام الذكاء الاصطناعي؛ ويترتب على ذلك التمويل وتسهيل تطبيقه والتحول الرقمي من خلال البحث وبناء القدرات وتقديم المشورة السياسية، لأن ذلك يمهد الطريق لمستقبل شامل مدعوم بالذكاء الاصطناعي. إن التعاون مع الشركاء الدوليين وتعزيز الحوار العالمي بشأن تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول يشكلان عنصرين أساسيين في الأجندة الجديدة. إن المخاطر التي تكتنف ثورة الذكاء الاصطناعي عالية، مما يجعل التعاون عبر الحدود أمرا ضروريا. ولا يمكن للعراق أن يعالج هذه التحديات المعقدة بمفرده. ومن خلال السياسات الاستباقية والدعم الدولي، يمكن لبلدنا أن يشكل مساراً للذكاء الاصطناعي ويعظم من فوائده، ويتعين عليه اغتنام هذه الفرصة التحويلية الآن.
تشكيل
حكايا الطين/ الخامس.. ومحمولات الخطاب الدلالية
د. جواد الزيدي
منذ خمس سنوات متتالية يواصل معرض الخزف العراقي التخصصي الشامل عروضه تحت عنوان (حكايا الطين) ضمن فعاليات جمعية التشكيليين العراقيين السنوية، ونزوعها نحو معارض تخصصية للأجناس التشكيلية المنضوية تحت هذه الخيمة الإبداعية، بدلاً من معرض سنوي يشتمل على الأجناس كلها. ولهذا تتنوع القراءات وتنشطر بإتساع الرؤية والمرامي التأويلية لهذا الخطاب بما يتصل بإتساع دائرة (الخزف)، بوصفه جنساً موازياً للأجناس الأُخرى وإزدياد عدد المشاركين الذي تجاوز هذه المرة (الأربعين) خزافاً من جميع أنحاء الوطن بأعمال تصل الى (الستين)، فضلاً عن أهمية المعروضات وتكريسها على صعيد التجارب الإبداعية (الخزفيات)، أو صانعي الخطاب الجمالي أنفسهم وعملهم ضمن الإطار الإبداعي العربي والعالمي في ضوء المشاركات المستمرة ومختبرات الخزف وفعالياته التي أقاموها في (تونس، والكويت، والصين، وتركيا، وصربيا) وغيرها من المدن الحاضنة لمثابات الجمال.
وتتباين المشاركات في المعرض الجماعي، بين راسخة على صعيد إسم الفنان ومنجزه العياني، وبين دماء جديدة تتطلع لأن تنقش أسماءها ضمن هذا المشهد، إذ أن لكل منهم تقنياته وإشتغالاته، فضلاً عن الإحتفاء بتجربة الخزاف الراحل (طه حنش) جزءاً من الإستذكار والتأبين في الوقت نفسه، حيث يفتقده المعرض لأول مرة، وتم حجز موقع خاص به بداية المعرض. أما التجارب الأُخرى فتفاوتت بين رسوخ الأسم وأهمية التجربة وبين التطلعات للجديد الإبداعي المفارق. فتجلت تجارب (شنيار عبدالله، وماهر السامرائي، وقاسم حمزة) جزءاً من الطليعية التي تلحق بالريادة الخزفية، نزع كل منهم الى إشتغالات حداثية بعد أن وضع أساساته المتينة خلال سنوات الفعل الإبداعي المنصرمة والإطمئنان على صواب خطوات الطريق الذي سلكه. فكانت تجربة (شنيار عبدالله) تتصف بإضاءة محاولاته الجديدة التي إقترنت شكلاً بالشعب المرجانية وبتقنيات خزف الراكو على صعيد التمثل التقني، محاولاً تطوير ذلك داخلياً بفعل تحولات البنية الداخلية التي صورها في هذا المعرض، وكأنها تجربة جديدة في ظل التطور الداخلي للبنية نفسها، مجرياً تحديثاته على سطح اللوح الخزفي المعروض مع بقاءه على اللون (الأوكر) الذي يماثل في عنوانه الدلالي السطح المعماري في إشارة الى ذلك التكامل.
وعلى النحو ذاته المتصل ببنية التحديث الداخلي سار (ماهر السامرائي) على الطريق المؤدي الى الإبداع بإستثمار صيغه القديمة القائمة على الصحون، مجرياً عليها تحويراته الداخلية بمزاوجة الكتابات الكوفية والمصحفية القديمة مع أشكال لأسماك مغرّبة الشكل والحزوز الظاهرة على جسدها، معتمداً على الصبغة الذهبية والقيم اللونية الأُخرى في معالجاته. وبفعل التجديد والخروج على نمط التصيرات الخزفية التي إعتمدها سابقاً حاول كسر أُفق التوقعات بنهجه الجديد القائم على الماكنة التي كسر فيها سياقات الشكل واللون، حين إعتمد على اللون الأزرق الغامق مع الذهبي وتشييدات معمارية قائمة على التعارض بين (المحدب والمقعر) في شكله الخارجي، وتعد بنية زخرفية جديدة على طبيعة الإشتغال السابقة. بينما حاول (قاسم حمزة) الخروج عن معادلته القديمة القائمة على الصحون والكرات بمختلف أنماطها التي وظفت عليها (الأشكال الهندسية والكتابات الخطية) وتشكيل نسقه الخزفي هذه المرة على هيئة بسيطة لها حضورها في الفضاء الشعبي، وهي عبارة عن هدية مصنوعة من الورق الملون، لكنها تمتلك عمقها بفعل تفسيرات العلامة والمفارقة الشكلية السابقة.
ولعل السرب المحلق الآخر الذي إستثمر توصلات الرواد وإنطلق منها، والمساحات الجمالية التي تعلمها في الدراسة والمشاهدات والمشاركات الخارجية لخلق خطاب جديد يتواءم مع معطيات الخزف المعاصر، هذه المجموعة التي يمثلها (سعد العاني، وحيدر رؤوف، وعقيل مزعل، وتراث أمين، ووفاء الراوي، وهناء معلة) وآخرين يحاول كل منهم تكريس إشتغالاته، على الرغم من الإرتدادات السريعة في مجمل محاولاتهم الى طرائق اشتغالات متعددة، لكي تمكث طويلاً في الذاكرة الجمالية، يُمكن الإشارة الى إستقرارها النسبي مؤخراً في تجربة (العاني) القائمة على الكرات والجرار المتراصة على سطح الخزفية ومعالجاته اللونية المختلفة من أجل أن يخلق شكلاً جمالياً مفارقاً. وسعى (حيدر رؤوف) الى تكرار مضامين التجارب السابقة، لكي يحجز أُسلوبه الخاص داخل المشهد الخزفي العراقي، ومثله فعل (تراث أمين) بالذهاب الى اللعب الحر على السطح بإجتراح مفرداته الخاصة (الكرة والطائر) وتأويلات كل منهما عند وضعهما في دائرة التلقي الجمالي. بينما يُعلن (عقيل مزعل) استمراره على نهجه المختلف في الصياغة الخزفية الظاهرية والقلق الذي تُمثله نقط الإرتكاز، وهكذا يفعل (قاسم نايف) بإستثمار معرفته التفصيلية بتقنية اللون ومحاكاة الطين من أجل إنتاج خطاب يتسم بالجمالية، ويتقدم خطوات الى الأمام في كل محاولة. ويحاول (سلام جميل) تحقيق التماهي بين الأجناس حين ينقل البغداديات والشناشيل الى لوحه الخزفي، وإحتدام الأشكال والألوان على السطح الواحد.
وتعد محاولات (ماجد الرفيعي، وعلي صالح، وعلي قاسم، وإبراهيم الصايغ، وعلي خالد، وإدريس صابر) جزءاً من الدوران في فلك الحداثة الخزفية التي أسقطت الشكل التقليدي، بما سيكون له شأنه في الأيام القادمة من خلال النزوع الجمالي الخالص والرؤى التي تصنع خطواتها الواثقة على أرض المشهد الخزفي، فلكل منهم إشتغالاته على السطح الخزفي على مستوى اللون والمعالجة المضمونية التي تتصير خطاباً يختفي فيه التجنيس أحياناً في ضوء العلاقة القائمة بين الأجناس التشكيلية. أما التجارب الأُخرى فأنها تلمست خطواتها الأولى المتمثلة بإمكانية المشاركة الفعالة في معرض الخزف التخصصي، محاولة أن تبدأ من الأُصول الجمالية لصياغة الخزف التقليدية، ومن ثم الإنطلاق نحو أبعاده الأُخرى التي سيكون المنحى الدلالي أقصاها، والتعبير عن المضامين الإنسانية الكبرى التي يحملها جوهر الخطاب.
في الحلم
فاروق فياض
1
في الحلم
مطر اسود
فقد اعمى دخان الحروب
عيون السماء
وبكت
2
في الحلم
ينهض الاطفال من ركام المباني
يلملمون بقاياهم
وعويل الامهات
يسالون بحزن
ايهما اقوى مشيئة
السماء ام الطائرات ..!
3
في الحلم
يسلم الجنود سباباتهم
للأقلام .
يكتبون رسائل عشق
مثلنا ..!
يفكرون بالسلام .
4
في الحلم
يحضر الاصدقاء .
فأنسى جثتي جانبا
والهو مثلهم بالغناء .
5
في الحلم
يتخلص دجلة من خاطفيه
تتقمص امواجه
اجنحة الطيور
تطير اعلى
تطير ابعد
تلقي الارض على ضفتيه
تجاعيد الجفاف
فتخضر القلوب
ويبكي من فرح
فلاح بأقاصي الجنوب
6
في الحلم
بغداد احلى
بغداد اشهى
تنفض عنها غبار
الجهل والحروب .
ومثل اله
تغفر لمن اساء الذنوب .
7
في الحلم
المدينة صحراء .
ونسر يتتبع عطشي
تخذله ذراعاك
وهي تعانق وحدتي
واخذله حين اعانق
فيك الماء .
8
في الحلم
اكثر من قصيدة
لامرأة واحدة .
واكثر من امرأة
للقصيدة .
9
في الحلم
تشاركين شرفتي ازهارها
فازهر مثلكما
حقيقة
يحيى عبد حمزة
( 1 )
مَن منّا يظنّ ُ
المكوث َ أكثر َ من الوقت ِ
......
النهار ُ يودع ُ الدقائق َ
ممسكًا بالليل ِ ،
الظلام ُ يطأطئ رأسه ُ
لخيط الفجر ِ ،
العتب ُ يحمل ُ أوزاره ُ
على ظهور الراحلين َ
والليل ُ يحتسي خمره ُ
في طرقات الضَلال ِ !
( 2 )
ألم ُ الجريمة ِ
يغزو قلب َ الظلمة ِ
وهذه المساكن ُ المتراخية ِ
تنوح ُ تحت عناكبها الرقاب ُ
.............. . .
الشوارع ُ تنأى ، تتلوى
وحديث ٌ للأتين َ
ينمنم ُ كلَّ حوانيت َ الشرِّ
.................
الأيام ُ لمن لا تأتي
تضحك ُ كلامًا مبللاً بالبكاء ِ
وأنا الذي أحتسي ندمي
أقول ُ :
لا تبك مدينتي
فهذه الطرقات ُ تكفي
لابتلاع ِ خرائف َ الوطن ِ
وكلِّ ما أوتوا به ٍ
من خداع ٍ وفضيحةٍ
ص12
السبت على حدائق أبي نؤاس
"أنا عراقي.. أنا أقرأ"
45 ألف كتاب وفعاليات منوعة
بغداد – طريق الشعب
تنطلق بعد غد السبت على حدائق أبي نؤاس قرب نصب شهرزاد وشهريار، فعاليات الموسم الـ11 لمهرجان "انا عراقي.. انا اقرأ".
وفي هذا الموسم، يعتزم القائمون على الفعاليات توزيع 45 ألف كتاب مجانا على الحاضرين.
عضو الهيئة الإدارية لمؤسسة "انا اقرأ" الثقافية حسين نعمة، قال لـ"طريق الشعب" ان "المؤسسة قررت خلال هذا الموسم، ان يكون العنوان الرئيس للفعاليات في اطار مساندة ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، والدعوة لوقف الحرب الهمجية التي يسعى الكيان الى ادامتها وتوسيع رقعتها".
وأضاف، ان "العديد من الفعاليات ستكون حاضرة في هذا الموسم، في مقدمتها فعالية توزيع الكتب مجانا على الجمهور، والتي وصلت اعدادها الى 45 ألف كتاب، في مختلف التخصصات"، مبينا ان "زاوية التواقيع ستشهد توقيع 5 كتب من قبل مؤلفيها: د. خيال الجواهري، د. فارس حرام، زعيم النصار ومحمد غازي الاخرس. وهي آخر نتاجاتهم المطبوعة".
ولفت نعمة الى ان "فقرات متنوعة أخرى ستحضر هذا الموسم، منها زاوية (الجوائز الثقافية) وزاوية الطفل بما تتضمنه من تقديم فقرات (الحكواتي) والمسرح وتوزيع مئات القصص والهدايا".
وبين ان "المؤسسة حرصت هذا الموسم على الاهتمام بفعالية توزيع الكتب، وستكون مختلفة عن المواسم السابقة، لضمان وصول الكتب الى اكبر عدد من الحاضرين، وتنويع إجراءات توزيعها وتسهيل الوصول الى ممرات العرض".
في الذكرى العشرين لاستشهاده
وضاح عبد الأمير (سعدون).. باقٍ معنا
في الذكرى العشرين لاستشهاد الرفيق وضاح عبد الأمير (سعدون)،
عضو المكتب السياسي للحزب والقائد الانصاري،
تقيم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
أمسية استذكارية في الساعة الرابعة عصر يوم الخميس ١٤-١١-٢٠٢٤.
الأمسية تقام على قاعة جمعية المهندسين - تقاطع الجوازات - قرب مستشفى الشيخ زايد
الدعوة عامة للجميع
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- مائدة جميل نصيف (ام أنصار) 2 مليون دينار.
- جلال يوسف ججو 200 الف دينار.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
يوميات
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، أستاذ العلوم السياسية د. اياد العنبر، ليلقي محاضرة بعنوان "أزمة دولة أم أزمة سلطة".
تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
أما بعد ..
مهرجان الفرح
"كون نصنع بس محبه / يصير واحدنه سَمح / وكون بس فيروز نسمع / حتى كل غنوه صبح / انعوف كل طاري السلاح / انعيش كل احنه سوه / المدفع نبيعه ابمكانه /نجيب ديلاب الهوه .."
بعفوية وفرح غامر عشنا يوما جميلا حقا في مهرجان طريق الشعب التاسع، الذي أقيم السبت الماضي على حدائق أبي نؤاس، بدورته التي كرست شخصية الراحل المناضل والصحفي والأديب إبراهيم الحريري.
إلى جانب فعاليات المهرجان الجادة المتمثلة في الندوات السياسية، والاقتصادية، والثقافية العامة، انطلق الجمهور الذي تدفق من بغداد والمحافظات عارضا أجمل ما عنده من فقرات فنية وأدبية ورياضية مسلية. فها هو الشاعر الشاب حيدر الميالي يقدم رؤيته البهيجة بأبيات شعر شعبي نابعة من القلب، مكتنزة بأمنيات السلام والمحبة، مجسدة شعار "وطن حر وشعب سعيد"، وشعارالمهرجان "خبز .. حرية .. دولة مدنية" مثلما ألقى شعراء آخرون قصائد رائعة شعبية وحرة ..
وفي أحضان الطبيعة وشمس الخريف الدافئة الحنون، توزعت مجاميع فنية مختلفة ، احتفلت بمرح كل على طريقتها الخاصة، فمنهم من عزف على عوده وأطرب مستمعيه بأغاني السبعينات الشجية ، وفيهم من عزف مقطوعات كردية جميلة ألهبت حماس راقصي الدبكة من الشباب والكبار.. في حين شدت الانتباه تمارين العاب الجودو والكارتيه لفريق شبابي ناشئ، استعرض مهاراته الرياضية وسط دهشة الجميع..
معارض للكتب وللصحف المحلية، وللطوابع وللأشغال اليدوية، وطاولات للأكلات الشعبية، إلى جانب خيم المنظمات المهنية، وخيمة تحالف 188 الذي واصل جهوده في الدفاع عن قانون الأحوال المدنية النافذ، ورفض التعديلات المطروحة في البرلمان العراقي.
شخصيا، وبكل فخر واعتزاز، حصلت على جائزة الراحل شمران الياسري للعمود الصحفي. لم يسعني الفرح وبعينين مغرورقتين أطلقت كلماتي بعفوية وصدق أمام أنظار جمهور الحفل المتوجه إلي قائلة: " أنتم أهلي، شكلت "طريق الشعب" أولى عتبات مسيرتي المهنية، منها تعلمت الإخلاص والجدية والالتزام بالعمل، والحصول على المعلومة المفيدة..".
وقبل كل شيء يؤشر احتفالنا في المهرجان حقيقة وجودنا وتواصل نضال حزبنا، رغم كل ما واجهناه من قتل واضطهاد وتشتت في جهات الأرض الأربع.. واستذكرت هنا بيت الشعر الشعبي: " مثل الثيل عادتك ، تنحش ترد ردود"..
احتفالنا على مقربة من نصب شهرزاد وشهريار ربما له ميزة أخرى، وإن كانت غير مباشرة، تشير إلى تواصل حكاياتنا وتسطير أمجاد وبطولات شهدائنا وصمود مناضلينا، وتواصلهم في نشر مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في دولة مدنية راقية، ليس في ألف ليلة وليلة شهرزاد وشهريار حسب، بل على امتداد الزمن وسير التاريخ.
في لوند بالسويد
الجمعية المندائية تحتفل بعيدها الـ30
لوند - صلاح الصكر
أقامت الجمعية الثقافية المندائية في لوند – السويد، يومي 25 و26 تشرين الأول الماضي، مهرجانا ثقافيا وفنيا في مناسبة الذكرى الـ30 لتأسيسها.
ومنذ تأسيسها، نظمت الجمعية نشاطات منوعة، أمسيات ثقافية وفنية ولقاءات مع شعراء كبار وشباب، منهم الراحلان مظفر النواب وعريان السيد خلف، وحمزة الحلفي وعدنان الصائغ وعادل أدهم. كما نظمت جلسات للفنانين الراحلين خليل شوقي وزينب وفؤاد سالم وكوكب حمزة، فضلا عن الفنانة فريدة وفرقتها الموسيقية والكثيرين من الفنانين والأدباء العراقيين.
وتنوعت فعاليات المهرجان الأخير، منها معرض تشكيلي ساهم فيه الفنانون خليل ياسين، سعاد هندي، جعفر طاعون، نوري عواد وأزهار توفيق مهدي، ومعرض لفن المصوغات الفضية المطعمة بالأحجار، للمهندس الفنان عبد الإله سباهي، وآخر للكتاب أقامته "دار ميزر" للطباعة والنشر.
في اليوم الأول، وبعد إلقاء كلمة الجمعية في المناسبة، عُرض فيلم عن نشاطاتها طيلة 30 عاما، من انتاج وإخراج الأخوين لؤي وعدي حزام.
بعدها قدمت المحامية آذار علك، المتخصصة في القانون الأسري والأحوال الشخصية، محاضرة حول اللوائح القانونية الجديدة التي تؤثر على حياة الأشخاص.
ثم ارتقى المسرح الشاعر ماجد آل ياسين ليلقي قصيدة شعبية، تلاه المخرج السينمائي قتيبة الجنابي بعرض فيلم عن الفنانة الراحلة ناهدة الرماح، اتسم بجمالية الصورة ودقة الإخراج الفني، وأعاد الحضور إلى المسرح العراقي الأصيل الجاد، ومساهمات فنانيه في إرساء القيم الإنسانية.
وفيما قدمت "فرقة الشموس"، التي تشرف على تدريبها الفنانة ثريا بطي منذ تأسيسها قبل ثلاثة عقود، رقصات فلكلورية، ألقى الأستاذ صلاح جبار عوفي قصيدة شعبية.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بحفل غنائي للفنان توفيق التميمي، انتهى بتوزيع أوسمة على المساهمين في المهرجان.
وتلقى المهرجان رسائل تهنئة أشادت بدور الجمعية الريادي في تعزيز اللحمة بين الجالية العراقية والمندائية، وفي تعميق الثقافة العراقية الأصيلة.
أما اليوم الثاني، فقد كان برنامجه متنوعا. ففي البداية ألقى الشيخ قيس عيدان علك كلمة أشاد فيها بجهود الجمعية ودورها الثقافي وتقديمها الدعم للوافدين. ثم عرض المخرج قتيبة الجنابي، فيلما عن حياة الفنان الراحل خليل شوقي، أعاد بالذاكرة إلى المسرح العراقي الأصيل.
بعدها ألقى الأستاذ صلاح جبار عوفي قصيدة أرسلها الشاعر أجود مجبل من الناصرية، يرثي فيها الشاعرة الراحلة لميعة عباس عمارة. وقد رافق إلقاء القصيدة عرض فيلم يتضمن لقاءات مع الراحلة. كما قرأ الأستاذ علاء دهلة مساهمة للباحث نعيم عبد مهلهل، ليعتلي المسرح بعدها المغني الأوربي الشهير باولي راي ويقدم مجموعة أغنيات. ثم جاء دور "فرقة ينابيع" المسرحية لتقدم مسرحية بصوت الفنان عدنان سبتي، عنوانها "التفات والموت الجميل". وهي مونودراما عن قصة للكاتب أحمد محمد أمين، وإعداد صلاح الصكر وإخراج وتمثيل سلام الصكر، والموسيقى من اختيار أصيل المندوي وتنفيذ روزا سلام. ليأتي دور الباحث د. خزعل الماجدي، الذي تحدث عن الأخلاق المندائية بين الدين والدنيا، أعقبه الشاعر أحمد الثرواني بإلقاء مجموعة من قصائده.
وختم المطرب آشور المهنا وفرقته الموسيقية، المهرجان بأغنيات عراقية.
قف
طنطل المرحلة
عبد المنعم الاعسم
لكل مرحلة طنطلها، وطنطل مرحلتنا من عجائب ومفارقات السياسة في طور انحطاطها. سُمْعته اكبر منه (لا يهشّ ولا ينشّ) يتحدث عنه الرواة، باعتباره نكرةً، ولا وجود له على أرض الواقع. خيال المآتة. دمية من القماش تتقاضى راتبا من المال الحرام. اختيرت لاخافة العصافير والحيوانات السائبة كي لا تعبث بالمزرعة. لكن الظرفاء يستخدمون اسمه لإفزاع الاطفال، او منعهم من ارتكاب المخالفات. اما الراشدون، ممن خبروا الامور، فانهم يذكرونه فاصلة للنكتة. مسخرة. قصيرٌ في المرويات المكتوبة، لكن يفترضونه طويلا، فارعاً. إذا تكلم، فهو لا يتكلم في حقيقة الامر حول شيء مُحددٍ أو ذي أهمية، مع ذلك يحتاج السامعون حين يظهر (ولو نادرا) على الشاشات الملونة، الى مرشِدات تفكّ طلاسم ما يقول. شوهِد ولم يُشاهد. تقول قواميس الحكايات الشعبية انه يظهر في الليل، مع طناطل اخرى، وتفيد ان ممالك سومرية عريقة ضربتها الزلازل وصارت الى خرائب"أشن" فسكنها الطنطل بغرض حمايتها. وشاء حظ العراق العاثر ان يكون وريث تلك الممالك التي يحرسها صاحبنا الطنطل.. و"آخ من لساني".