ص1
وعود في المنهاج الوزاري لم تغادر الورق
عامان على تشكيل الحكومة
التفاف على مطالب المحتجين وقضايا بلا حلول
بغداد ـ محمد التميمي
مرّ عامان من عُمر الحكومة الحالية التي مُنحت الثقة من مجلس النواب في 27 تشرين الاول عام 2022، بينما لم يلاحظ المراقبون أي تغيّر جدي في قطاع الخدمات الاساسية، كما لم تجد الحكومة التي بنيت على المحاصصة، حلولا للقضايا التي يطالب المحتجون ليل نهار بحلها، من بينها الفساد والبطالة والسلاح المنفلت والريعية الاقتصادية والمحاصصة الحزبية والسياسية في المناصب المهمة، والبناء المؤسسي للدولة وغيرها.
الفساد يبقى متفشيا
وقال عضو لجنة الاقتصاد النيابية ياسر الحسيني، إن الفساد المتفشي يشكل السبب الرئيس الذي يحرم العديد من الشباب من الحصول على فرص عمل كريمة.
وأضاف الحسيني في تصريح لـ "طريق الشعب"، أن "الحكومة التزمت بمواضيع ومشاكل أوردتها في منهاجها الوزاري، وتعهدت بمعالجتها، إلا أن هذه المشاكل أصبحت مجرد مواد إعلامية تُطرح لتبرير تأخر الحكومة في معالجة القضايا الكبيرة".
وأضاف الحسيني، أن الحكومة جعلت من مشاكل البطالة والتظاهرات والضغوط الجماهيرية والسياسية والنيابية أسباباً لعدم تحقيق تقدم ملموس في معالجة التحديات الاقتصادية، ما دفع بالمزيد من الشباب إلى خنادق البطالة.
وأشار الحسيني إلى أن المشاريع الوطنية الكبرى، التي كان من المفترض أن توفر فرص عمل للشباب، وتزيد من موارد الدولة غير النفطية، تم تسليمها إلى جهات سياسية تحت ذريعة "التشغيل المشترك"، ما حال دون تحقيق الأهداف المرجوة بتشغيل الأيدي العاملة العاطلة عن العمل.
واختتم الحسيني تصريحه بأن أداء الحكومة أسهم في تفاقم مشكلة البطالة، وعزز من مظاهر الفساد على حساب تحسين الموارد الاقتصادية والتنمية المستدامة في البلاد.
أداء غير مقنع
المحلل السياسي داوود سلمان، يرى أن "المؤسسات الحكومية ما زالت ضعيفة وغير قادرة على مواجهة الفساد بعد عامين من تشكيل الحكومة".
ويقول سلمان، إنّ أداء الحكومة بعد مرور عامين على تشكيلها غير مقنع حتى الآن، مشيراً إلى عدم وجود بناء مؤسساتي حقيقي في الدولة التي ما زالت ضعيفة، وغير قادرة على مواجهة مافيات الفساد.
ويضيف سلمان في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن "المؤسسات الحكومية، ورغم مرور عقدين من الزمن، لم تحقق النمو الذي يطمح إليه المواطن، ولم تصبح مؤسسات قوية تستند إلى القوانين وتنفذ قرارات الحكومة بفعالية دون خشية من أي جهة".
ويوضح سلمان، أن هناك جهات تستغل المؤسسات الحكومية لتوظيفها في خدمة أهدافها السياسية، ما يعيق تحقيق تقدم حقيقي على مستوى الإدارة وبناء مؤسسات دولة قوية، مشيرا إلى أن هذه الجهات تهتم بالعناوين الظاهرية فقط، فيما تعمل في جوهرها على خدمة مصالحها الخاصة.
وعبّر سلمان عن خيبة أمله إزاء الحكومة الحالية التي وصفها بعدم الجرأة في مواجهة نهج المحاصصة، حتى مع تعهدها بالالتزام بمعايير الكفاءة والمهنية والنزاهة. وأكد أن الحكومة لم تفِ بتعهداتها ولم تتخذ إجراءات حقيقية لمحاسبة الفاسدين، بل ساهمت سياساتها بشكل أو بآخر في زيادة انتشار الفساد.
وأضاف، أن الحكومة فشلت في تطبيق وعودها المتعلقة بضبط السلاح المنفلت، حيث إن السلاح ما زال بيد الجهات التي تحمله خارج إطار الدولة، مشيراً إلى أن حالة "الهدنة" التي أبدتها فصائل مسلحة جاءت بناءً على طلب الحكومة، وليس نتيجة تطبيق فعلي للقوانين أو اتخاذ قرارات صارمة.
واعتبر سلمان، أن هذا السلاح لا يزال خارج سيطرة الدولة وأن الحكومة تفتقر إلى الوسائل القانونية الجريئة لضبطه.
وختم سلمان حديثه بالإشارة إلى أن معدلات الفقر وتدني جودة الحياة وارتفاع مستوى البطالة وغيرها من المؤشرات الاجتماعية تعكس فشل الحكومة في تنفيذ وعودها، ما يدلل على أن الأداء الحكومي لم يرتقِ إلى مستوى التطلعات التي وعدت بها المواطنين.
مراجعة شاملة للسياسات
بدوره، أكّد المحلل السياسي د. نبيل العزاوي أن الحكومة الحالية تعمل على مراجعة شاملة لسياساتها بهدف تقليص الهوة التي أحدثتها السياسات الفاشلة طوال العقدين الماضيين بين الشعب والمنظومة السياسية، ما أدى إلى قطيعة واضحة وعزوف كبير عن المشاركة في العملية الانتخابية.
وقال العزاوي في حديث لـ"طريق الشعب"، إنّ "عملية البناء المؤسسي للدولة تتطلب رصانة وإرادة حقيقية"، مشدداً على "أهمية دعم هذه الجهود وتذليل التحديات التي تواجه الحكومة، خاصة في الجانب التشريعي، حيث يبرز نقص التناغم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية عائقاً أمام بناء مؤسسات دولة حقيقية، يمكنها استعادة ثقة المواطنين".
وعن نهج المحاصصة، أكد العزاوي أن "التوافقية بحد ذاتها ليست مشكلة، فكثير من الدول تعتمد عليها في تشكيل الحكومات، لكن المشكلة تكمن في أن المحاصصة المعتمدة هنا مشوهة، فالحكومة الحالية جاءت عبر نظام المحاصصة، والكتل السياسية لا تزال متشبثة بهذا النهج".
نهج المحاصصة يترسخ
وانتقد الصحافي منتظر بخيت أداء الحكومة الحالية في مسألة البناء المؤسساتي للدولة، مؤكداً أن النهج الذي تتبعه لا يختلف عن الحكومات السابقة، موضحاً أن الحكومة جاءت من ائتلاف "إطار التنسيقي" وتحالف "إدارة الدولة"، الذي يمتلك مناصب وزارية وإدارية في المؤسسات الحكومية.
وقال بخيت، أن رئيس الوزراء، رغم إعلانه عن تغييرات في المناصب العامة، لم يستطع تجاوز نهج المحاصصة، حيث تم توزيع المناصب بناءً على التحالفات الحزبية، ما أعاد الأزمة إلى نقطة الصفر.
وأضاف أن هذه الأساليب في توزيع المناصب لا تبني دولة حقيقية، مشيراً إلى الفوضى في بعض المؤسسات، مثل وزارة النقل والمنافذ الحدودية، حيث أدى تغيير إدارة هيئة المنافذ إلى تراجع في مستوى النشاطات.
وأكد بخيت، أن الحكومة الحالية تُعتبر الأكثر ترسيخاً لنهج المحاصصة، حيث يعجز رئيس الوزراء عن اتخاذ خطوات مستقلة دون الرجوع للأحزاب التي شكلت الحكومة، مشيراً إلى أن التغييرات الوزارية المقترحة ستبقى ضمن إطار المحاصصة الحزبية.
ورأى، أن الحكومة رغم ادعائها الشرعية تعتمد على أسلوب مشوه في بناء الدولة.
وفي ما يتعلق بتقييم الحكومة، أشار بخيت إلى أن لكل ملف إيجابيات وسلبيات؛ إذ زادت الحكومة من شمول المواطنين بالرعاية الاجتماعية، ولكن هذه الخطوة صاحبتها زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية وارتفاع في تكاليف المعيشة. أما في الملف الاقتصادي فقد وصف أداء الحكومة بأنه "فشل ذريع"، حيث لم تتمكن من ضبط استقرار سعر الدولار أو تقليل الفجوة بين السعر الرسمي والموازي، مؤكدًا أنها لم تفِ بوعودها في هذا الشأن.
واختتم بخيت قائلاً: إن "الحكومة أخفقت في أهم ملفين، وهما الملف الاقتصادي والأمني، بسبب العقلية المحاصصاتية التي تشكلت بها الحكومة، وهي عقلية لا تهدف إلى بناء مؤسسات حقيقية، بل تسعى إلى تحقيق مصالح اقتصادية للأحزاب".
وطبقا لإحصائيات صحفية، فان الحكومة أطلقت 71 وعدا، وردت في المنهاج الحكومي، والتي اشتملت على تقديم مشاريع قوانين عدة، إلى جانب ملفات تتعلق بالسياسة والأمن والاقتصاد والخدمة العامة، مشيرة الى إخفاقها بتنفيذ 40 وعدا (أي ما نسبته 56.3 في المائة من مجمل الوعود التي أطلقتها)، في حين نجحت بتنفيذ 31 وعدا (أي بنسبة 43.6 في المائة)، تنقسم إلى 16 وعدا أوفى بتنفيذها بشكل كامل (22.5 في المائة).
راصد الطريق
عندما تجرف مياه الأمطار وعودكم!
كما في المرات السابقة ومع أول زخة مطر، فاضت شوارع العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، وتبخرت معها الوعود المتكررة بحل مشكلة تصريف مياه الأمطار، في مشهد يتكرر سنويًا. ويأتي ذلك رغم التصريحات المتكررة من الدوائر المعنية، وعلى رأسها أمانة بغداد، بأنها متهيئة لاستقبال موسم الأمطار.
فموضوع تصريف مياه الأمطار، كما وصل إلى مسامعنا، لا يخلو هو الآخر من شبهات فساد. إذ يشير العديد من المواطنين إلى أن دوائر الصرف الصحي تقوم بإطفاء "المضخات" الخاصة بسحب مياه الصرف الصحي في محطات التصريف الرئيسية، ولا تشغلها إلا في ساعات محدودة، بهدف سرقة الوقود المخصص لتشغيل المولدات، التي تعتمد عليها في حالات الأمطار الغزيرة، وذلك بسبب انقطاعات شبكة الكهرباء الوطنية.
فهل هذا صحيح؟!
من جانب آخر، تعكس مشكلة طفح المجاري صورة أخرى من صور الفساد وسوء الإدارة وتهالك البنية التحتية، رغم الادعاءات بغير ذلك. والا كيف تفسر السلطات غرق المناطق رغم مرور وقت قصير على إنشاء مشاريع الصرف الصحي فيها أو تأهيلها؟
بعد عامين على تشكيل الحكومة الحالية، هل يعتبر غرق شوارع بغداد والمحافظات إنجازا لها؟
ص2
اتحاد نقابات عمال العراق يستنكر العقوبات التعسفية
بحق موظفي شركة ابن ماجد العامة
بغداد – طريق الشعب
استنكرت النقابة العامة للعاملين في الصناعة والطاقة والتعدين التابعة لاتحاد نقابات عمال العراق، العقوبات الصادرة بحق العاملين في شركة ابن ماجد العامة، مؤكدة أن القرار الإداري رقم ٣١/٩/٣٠٧١ الصادر في 8 آب 2024، والذي يقضي بنقل خدمات 11 عاملًا إلى ملاك الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية، جاء دون مبرر قانوني أو وظيفي. وأوضحت النقابة في بيان تلقته “طريق الشعب”، أن “القرار اتخذ بناءً على توجيه وزير الصناعة والمعادن، ويشمل نقل العاملين إلى مواقع خارج نطاق اختصاصهم المهني”، معتبرة أن “هذا الإجراء جاء كرد فعل على مشاركة العاملين في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة، التي كفلها لهم الدستور العراقي”. وأكدت النقابة “استنكارها لهذا الإجراء التعسفي”، مطالبة وزارة الصناعة والمعادن وإدارة شركة ابن ماجد العامة بـ”التراجع عن القرار وإعادة العاملين إلى مواقع عملهم ومنحهم حقوقهم”. كما دعت إلى “الابتعاد عن مثل هذه الإجراءات، التي تزيد العاملين إصرارًا على المطالبة بحقوقهم بالطرق القانونية”. واكدت النقابة مواصلة دعم مطالب العاملين والدفاع عن قضيتهم، من خلال مطالبة الاتحادات والنقابات العربية والدولية بالتضامن معهم، مشددة على دعمها الكامل أيضا للمطالب المشروعة للعاملين في شركة ابن ماجد العامة ورفضها للإجراءات التعسفية ضدهم.
مطالبات بفرص العمل وبالخدمات في البصرة والنجف
احتجاج خريجين وفلاحين في صلاح الدين وكركوك
بغداد ـ طريق الشعب
شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية طالبت بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما شهدت محافظتا صلاح الدين وكركوك تظاهرتين للخريجين والفلاحين.
فرص العمل
ونظمت تنسيقية الـ 1000 درجة وظيفية في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية أمام مجلس المحافظة، حيث طالبت بضرورة حسم ملف التعيينات بسرعة. ورفع المحتجون شعارات تطالب الجهات المعنية بإنهاء إجراءات التعيين في أسرع وقت ممكن.
وأكد المتظاهرون، أن الأسماء المرشحة للتعيين ظهرت منذ شهر آذار الماضي، وقد أُكملت جميع الأعمال الورقية المتعلقة بها. كما تسلموا قصاصات لأغراض المراجعة، إلا أن المتابعات أظهرت أن الملف لا يزال تحت أنظار محافظ البصرة.
وطالب المحتجون بالإسراع في الإجراءات لمعرفة الأسماء المقبولة، مشيرين إلى أن الملف الأساسي، بالإضافة إلى قوائم الاحتياط، قد تم نشره، لكنهم ينتظرون المزيد من الشفافية والإيضاح بشأن التعيينات.
ونظم العشرات من سكان مجمع الأمل السكني في البصرة، وقفة احتجاجية أمام بوابة المجمع، احتجاجاً على قوائم جباية الكهرباء المرتفعة. وطالب المحتجون وزارة الكهرباء بالتدخل لإيقاف هذه القوائم التي وصفوها بالمبالغ فيها.
وأفاد أحد المحتجين بأن القوائم تجاوزت 600 ألف دينار لكل منزل عن شهرين، مشيراً إلى أن هذه الأسعار كانت مفاجئة وبدون سابق إنذار.
وقال منظمو الاحتجاج، أن معظم سكان المجمع هم من المتقاعدين، مما يجعلهم غير قادرين على دفع هذه المبالغ المرتفعة.
وتساءل أحد المحتجين عن سبب فرض هذه الأسعار العالية في مجمع الأمل السكني، بينما تُفرض أسعار أقل في مجمعات أخرى، مطالباً بمزيد من العدالة في فواتير الكهرباء.
سوء الخدمات
ونظم أهالي حي النداء في شمالي النجف اعتصاما مفتوحا في شارع المجمعات، مطالبة بمعالجة وضع الخدمات الأساسية مع اقتراب فصل الشتاء. ودعا المحتجون المحافظ إلى الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بالكهرباء والماء والصرف الصحي، حيث تعاني المنطقة من تدهور ملحوظ في هذه الخدمات.
وقال المتظاهر حسن الكعبي، ان “الحي منكوب وسكانه يعانون من نقص خدمي لم يعد يحتمل؛ فالخدمات شبه منعدمة، والتيار الكهربائي في حالة سيئة منذ أيام دون معرفة السبب”، مطالبا المحافظ بالتدخل الفوري لحل مشكلة نقص الخدمات.
وشدد الكعبي على أن العديد من أبناء المنطقة يشاركون في الاعتصام، مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق المطالب، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتدخل الحكومة لتحسين الخدمات الأساسية في المنطقة.
التلاعب بالتعيينات
ونظم العشرات من الخريجين والمحاضرين في مدينة الضلوعية بمحافظة صلاح الدين تجمعًا احتجاجيًا، رافضين ما اعتبروه محاولات للتلاعب بقائمة الأسماء المستثناة من قبل رئاسة الوزراء.
وأشار المحتجون إلى أن هذه التلاعبات كانت سببًا في إقالة رئيس المجلس المحلي، عادل الصميدعي، بتهمة التلاعب بالدرجات الوظيفية المخصصة للمحافظة.
وفي كلمة له خلال التجمع، قال فهد الشمري، ممثل رابطة محاضري وخريجي صلاح الدين، ان “بعض السياسيين في المحافظة يحاولون بيع حقوق الخريجين”.
وحذر الشمري من التلاعب بأسماء الخريجين الذين تم استثناؤهم من قبل مجلس الوزراء، مؤكدًا أنهم سيتخذون إجراءات قانونية في حال حدوث أية تجاوزات.
فلاحو كركوك
من جهتهم، دعا نشطاء وفلاحون من القومية الكردية في كركوك، مجلس النواب إلى حسم التصويت على إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل المتعلقة بالأراضي الزراعية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد قرب قلعة كركوك وحضره عدد من النشطاء، حيث أكد الناشط ريكان فريدون أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم حقوق الفلاحين الكرد الذين تعرضت أراضيهم للسطو خلال فترة النظام السابق تحت مسمى التعريب.
وحذر فريدون من محاولات عرقلة التصويت على إعادة الأراضي لأصحابها الشرعيين، مؤكدًا أن الوقت قد حان لإعادة الحقوق الى أصحابها بعد الاستيلاء على آلاف الدونمات تم الاستيلاء ضمن سياسات التعريب والتغيير الديموغرافي.
تحالف 188 يدعو للتدقيق في تصريحات أعضاء في مجلس النواب
صرّح أحد أعضاء اللجنة القانونية النيابية، بعدم وجود خلافات سياسية على مسودة تعديل قانون الأحوال الشخصية، فضلاً عن تأييده من قبل مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية. وطالب من رئاسة مجلس النواب بإدراجه للتصويت بمعزل عن القوانين الخلافية الأخرى. ونود هنا أن نوضح الآتي:
- ان مجلس القضاء الأعلى، بيّن في ايلول الماضي انه لم يبد رأيه بخصوص تعديل القانون، انما (أوضح) في بيان حينها، ما اطلع عليه في جلسة نقاشية مع أعضاء من اللجنة القانونية النيابية.
- ان المحكمة الاتحادية كذلك، لم تؤيد تعديل القانون، انما اجابت على استفسار بخصوص ان التعديل يتناسب مع الدستور او لا، وبهذا هي لم تتدخل في شأن تعديل القانون، انما في ما يخص دستوريته من عدمها.
- إن ما طُرح، من عدم وجود خلافات سياسية حول مسودة القانون، ليس دقيقاً، اذ كان هناك اعتراضات واسعة سياسية، نيابية، اجتماعية، ولذلك جرت مقاطعة جلسات مجلس النواب بعد إدراج القراءة الأولى وكذلك القراءة الثانية، وهناك ١٢٤ توقيعا لنواب اعترضوا على عرض التعديل أمام المجلس.
- ان وجود ٦ نسخ تعديل على المسودة الاصلية، يبين وجود خلافات جدية وآراء عديدة في القضايا التي طرحها التعديل.
- ان القوى السياسية المتنفذة، المؤيدة لتعديل القانون، فشلت في بادئ الامر في تمرير المضي بإجراءات التعديل، لكنها تمكنت من ذلك، بعد مساومة القوى الأخرى في وضع قانون العفو العام وقانون إعادة العقارات وكذلك تقاعد متطوعي الحشد الشعبي.
- كانت هناك اعتراضات واسعة وجدية طرحتها العديد من القوى السياسية والاجتماعية والقانونية عبر وسائل الإعلام، وفي حضورهم الجلسات الحوارية التي عقدت في مجلس النواب وخارجه.
لقد عودتنا قوى المحاصصة والفساد المتنفذة، على تمرير القوانين التي تهم مصالحها السياسية والانتخابية الخاصة، دون مصلحة شعبنا العراقي وفئاته الاجتماعية، عبر صفقات سياسية مشبوهة، ولتحقيق مآربها تنزع الى عقد الصفقات والمساومات المشبوهة، كما يحدث الآن بدفع مقترح التعديل للتصويت عليه مع ثلاثة مشاريع قوانين اخرى في سلة واحدة وفق نهج المحاصصة سيء الصيت الذي جر بلدنا الى هذا الخراب.
في المقابل، نؤكد استمرارنا برفض هذا التعديل الذي يسيء للمرأة والطفولة والاسرة، وكذلك لكل ما لا يتناسب مع الدستور ومدنية الدولة.
ولذلك، نطلب من الجهات القانونية، اتخاذ الإجراء المناسب، حول ما نسبه السيد النائب عنها، وكذلك نأمل من الكتل السياسية المعترضة على التعديل، رفض التعديل حال إدراجه وحده او مع مجموعة القوانين الخلافية الأخرى. وإصدار بيانات تفنّد ما جاء في الكتاب الموجّه الى رئاسة مجلس النواب.
تحالف 188
بغداد 31-10-2024
إضاءة
«استحقاق مكوناتي»
أم استحقاق للشعب؟
محمد عبد الرحمن
بعد عام من الصراعات والتدافعات والانقسامات تم أخيرا وللمرة الثانية ،انتخاب السيد محمود المشهداني رئيسا لمجلس النواب.
جاءت هذه الخطوة المستحقة دستوريا والمتأخرة، لتنهي جدلا وتكهنات وتسريبات ووعودا ومواعيد تُحدد ثم يجري تجاوزها. ولكن الخطوة فتحت في آنٍ الأبواب لجدل ونقاش من نوع اخر .
الصفقة التي حصلت الخميس الماضي جديدة من دون ريب ، ودللت مرة ثانية على ان القوى المتنفذة على استعداد تام للقفز على كل مواقفها السابقة ان كان ذلك يخدم مصالحها، وانها ماضية في إدعاء تمثيل “ المكونات “، وفي احتكار هذا التمثيل، فيما هي واقعا لا تمثل الا نفسها ومصالحها . ولعل ابرز دليل على ذلك ما حصل في الانتخابات الأخيرة، حيث ان المشاركين فيها لم يتجاوز حجمهم خمس سكان العراق. وبالتالي فان من يتحدث عن تمثيل المكونات انما يتحدث عمليا عن نفسه ومقربيه ومريديه.
الصفقة الجديدة عكست أيضا توافقات “السلة الواحدة”، حيث ان احدهم وهو نادر الحضور الى مجلس النواب، تحدث بصراحة عن ان هناك قانونا سنيا يتوجب تمريره، ومثله قانون شيعي، ومثلهما آخر كردي. بل ان هذا المتحدث وهو غارق في نشوة الانتخاب - الصفقة ، عبر عن الشكر لكل المكونات ، ثم في النهاية تذكر الشعب العراقي فشكره ! فعندما يتم الحديث عن “قوانين المكونات” ويتم تبني ذلك، فمن الطبيعي ان تُنسى حتى كلمتا الشعب العراقي. اما المواطنة العراقية الجامعة، فيبدو ان لا وجود لها في قاموس أدعياء تمثيل المكونات!
ويشير سير الاحداث الى ان الصفقة يراد تمريرها بـ “سلة واحدة”، وهذا يعكس أجواء الشك والارتياب المخيمة، ويشكل خطأ جسيما يرتكب على حساب رصانة القوانين ودستوريتها والحاجة الفعلية اليها. الأمر الذي يحمل خطر تكريس ما يمكن تسميته “التشريع المكوناتي”. وقد برزت ملامح ذلك خصوصا في إقرار قانون العطلات الرسمية، الذي يعاني من ثغرات جدية. كذلك في ما يراد فرضه من “تعديلات” على قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ النافذ .
وبيّنت الصفقة من جديد افتقاد المتنفذين للصدقية في القول وفي الموقف، ما يزيد من بين أمور أخرى، من عدم ثقة المواطنين بهم .
ويبقى السؤال المهم هنا، والذي يشمل كل المواقع القيادية في الدولة: هل ان من يأتي عبر الصفقات والمساومات، ويتحكم به منطق ومنهج التحاصص التخادمي، قادر فعلا على ان يكون طليقا في أداء مهامه والابداع فيها؟ أم ان الضغوط واستحقاق الصفقة سوف يلاحقانه من كل حدب صوب؟
نكرر القول ان انتخاب رئيس مجلس النواب أمر مستحق وواجب، وكان يفترض ان ينجز في وقت أبكر، لكن من الوهم الاعتقاد او التصور ان ما حصل سيحقق نقلة نوعية في عمل المجلس وأدائه. فالمجلس محكوم بـ “معايير” المتنفذين وحاجاتهم ونفوذهم وهيمنتهم، وليس معايير مصلحة الشعب وأولوياته .
ص3
اليونسكو تؤشر عدم حسم 98 في المائة من الانتهاكات المرتكبة ضدهم
مرصد صحفي: مراكز الشرطة تسجل الجرائم بحق الصحفيين ضد مجهولين.. والقضاء ينتظر تحديد الفاعل
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
دعت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، السلطات العراقية إلى تفعيل التحقيق بالجرائم التي تطال الصحفيين وضمان حمايتهم، وفيما أشارت إلى أن العراق تصدّر دول العالم في نسب الإفلات من العقاب لقتلة الصحفيين، قال مرصد الحريات الصحفية في العراق، ان معظم الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين تقيد ضد مجهول في مراكز الشرطة، والقضاء لا يستطيع التعامل مع ملفات مقيدة ضد مجهولين.
وأصدرت المنظمة الأممية بيانا بالتزامن مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الموافق أمس السبت 2 تشرين الثاني 2024. وأشارت إلى تهديدات عديدة تتعرض لها حرية التعبير عن الراي والصحفيون في العراق.
وذكرت المنظمة، أن "النسبة العالية للإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين في العراق تعد من القضايا البالغة الخطورة التي تتطلب اهتماماً دولياً ومحلياً، إذ تتجاوز 98٪ مع بقاء أكثر من 500 صحفي قُتلوا منذ عام 2003 دون محاسبة القتلة، ولم يتم حل سوى 9 قضايا فقط".
تُسجل ضد مجهولين!
من جهته، قال رئيس مرصد الحريات الصحفية، زياد العجيلي، لـ"طريق الشعب" ان "الإفلات من العقاب سببه عدم وصول ملفات تحقيق متكاملة الى القضاء العراقي، وغالبية القضايا المرتبطة بتصفية وقتل والاعتداء على الصحفيين تقيد ضد مجهولين في مراكز الشرطة"، لافتا إلى ان "القضاء لا يرحم أحداً اذا ما تسلم ملفات التحقيقات بقضايا قتل الصحفيين وهو ملزم بمتابعتها ومحاسبة مرتكبيها".
وأضاف، ان "هناك من يتحدث عن تدخل سياسي في عمل القضاء وهذا قد يسهم بإضعافه في متابعة بعض الملفات، لكن بالحقيقة، ان قضايا قتل الصحفيين لا تصل القضاء ويتحمل مسؤولية هذا الأمر المسؤول عن التحقيقات الأولية التي تقيد هذه الجرائم ضد مجهولين".
وعن إمكانية دعم العمل الصحفي وتجنيب الصحفيين الاستهداف، عن طريق التشريعات والقوانين، أوضح العجيلي ان "القوانين لن توفر حماية للعاملين في الصحافة في العراق، وكاميرات المراقبة كانت أكثر تأثيرا وفعالية في تحديد مصير بعض الصحفيين الذين تم اختطافهم".
وكشف العجيلي عن معلومات تتعلق باختطاف الصحفية أفراح شوقي عام 2016 وكيف لعبت كاميرات المراقبة دورا مؤثرا في ملاحقة الخاطفين ومعرفة رقم اللوحة ونوع العجلة التي نفذوا فيها عملية الاختطاف، ومن ثم معرفة الجهات الخاطفة، وهذا الأمر سهل من عملية إطلاق سراح شوقي في حينها.
فتح تحقيقات شاملة بالجرائم ضدهم
اليونسكو دعت بهذه المناسبة العالمية "الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها في فتح تحقيقات شاملة وشفافة في جميع الجرائم التي طالت الصحفيين، وتقديم معلومات عن التحقيقات للمجتمع الدولي ولمجلس حقوق الإنسان"، مؤكدة أن "العراق يتصدّر قائمة الدول التي يعاني فيها الصحفيون من الإفلات شبه التام من العقاب، ويواجهون تهديدات واقعية وإلكترونية متزايدة، إلى جانب ارتفاع الدعاوى القضائية التي تهدف إلى تخويف الصحفيين وتكميم أصواتهم".
وكشفت المنظمة أنه في عام 2023 وحده، رفعت أكثر من 600 دعوى قضائية ضد الصحفيين، وقد أسقط القضاء حوالي 64٪ من هذه القضايا، بينما لا تزال العديد منها غير محسومة، مبينة أن نسبة الدعاوى في إقليم كردستان بلغت أكثر من 37٪، مع صدور أحكام قاسية في محافظات أربيل، دهوك، والسليمانية.
كما دعت اليونسكو السلطات العراقية إلى "مراجعة سياساتها بشأن حرية التعبير وسلامة الصحفيين"، حاثة "وزارة الداخلية على إعادة تفعيل دور الوحدة التحقيقية المتخصصة بجرائم الصحفيين، التي توقفت مؤخراً لأسباب غير معروفة"، مضيفة أن "القضاء العراقي يبقى جهة محورية في حماية الصحفيين عبر محاكم النشر والإعلام وعبر مجلس قضاة حرية التعبير".
وبحسب المنظمة، من المقرر أن يشهد عام 2025 إطلاق إطار تعاون جديد بين القضاء العراقي واليونسكو، لتعزيز حرية التعبير عن الرأي.
سلامة الصحفيين العراقيين
في الأثناء، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الى تطبيق القوانين المخصصة لحماية الصحفيين من الانتهاكات والخروقات المرتكبة تجاههم، وإجراء التحقيقات الشفافة والقصاص من مرتكبي الجرائم بحقهم.
وقالت المفوضية في بيان، "نجدد دعوتنا الى الجهات الوطنية كافة، والمجتمع المدني لمزيد من العمل وبذل الجهود لتطبيق القوانين المختصة لحماية الصحفيين من الانتهاكات والخروقات المرتكبة تجاههم، ومنع ممارسة أعمالها والاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال".
وأكدت المفوضية بحسب البيان، حرصها على "إيلاء هذا الأمر أهمية بالغة باتخاذ التدابير اللازمة وإجراء التحقيقات الشفافة والقصاص من مرتكبي مثل هذه الجرائم، ليشكل ذلك رادعا حقيقيا ويضمن سلامة الصحفيين".
عين على الأحداث
مو غريبة
فضح ثلاثة نواب في برنامج تلفزيوني عدداً من كواليس مجلسهم التشريعي، كان أبرزها عدم اطلاع النواب على النصوص النهائية للقوانين إلّا قبيل التصويت عليها أوأثناء ذلك، كما لا يستطيع عدد منهم فهم التغييرات التي يجريها المتنفذون على المقترحات في اللحظات الأخيرة. وكان أغرب تلك الكواليس اعتماد رئاسة المجلس على تصويت رؤوساء الكتل من الجالسين في الصف الأول عند إقرار القانون دون حساب أصوات الباقين. هذا ولم يثر البرنامج دهشة الناس، فأغلبهم لا يأمل خيراً في برلمان، عزف 80 في المائة من الناخبين عن المساهمة في إنتخابه ولم يلمسوا أي دور له في حل الأزمات المستعصية.
فاسدون "مهرة"
ذكر اقتصاديون بأن حجم الإيرادات الحكومية غير النفطية تبلغ 27 تريليون دينار، لايصل منها للدولة سوى 10 تريليونات دينار أي يتم هدر أو سرقة 63 في المائة منها، مشيرين إلى أن 80 في المائة من واردات الكهرباء لا تُجبى أو تختفي بعد جبايتها. هذا وفي الوقت الذي وعدت فيه الحكومة بإجبار جميع الوحدات الرسمية ووحدات القطاع الخاص باتباع التقنيات الإلكترونية في التعامل مع الزبائن من أجل السيطرة على المضاربين والتحويلات المالية والبضائع الوهمية والمواصفات غير المناسبة لاحتياجات المستهلك والمنتج، يشير واقع الحال بأن الفساد كان أقوى من أن تقهره الحكومة، لتفي بما وعدت به.
انتقالية أم انتقائية؟
في إطار الصراعات الحادة بين المتنفذين المتحاصصين، تقفز إلى الواجهة بين فترة وأخرى، قضية المساءلة والعدالة، التي يرى كثيرون بإنها حُرّفت عن هدفها في إبعاد أزلام البعثفاشية عن الدولة العراقية الجديدة، وباتت تستخدم لتصفية حسابات سياسية ولخدمة أجندات فرض السطوة والانفراد بالحكم، حتى صار البعض يُجتث ثم يُستثنى من الاجتثاث وُيجتث ثانية دون ذكر أية مبررات لهذه الحلقة المفرغة. هذا ويعتقد الناس بأنه قد آن الأوان لتطبيق نهائي لقوانين العدالة الانتقالية، التي لا يمكن أن تستمر إلى ما لانهاية، واعتماد الشفافية التامة في ذلك، واقتصار الحساب على من أجرم بحق الشعب، قبل وبعد سقوط الدكتاتورية.
خوش حريات
قامت ما تسمى قوات مكافحة الشغب، بسلسلة اعتداءات على المواطنين المتجمعين للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الحصول على فرصة عمل أو توفير الخدمات الأساسية التي يحددها لهم الدستور أو للبحث عن إنصافهم في قضايا عديدة مُورس ضدهم فيها تمييز مختلف الأشكال. وشملت هذه الإعتداءات مهاجمة تجمع لذوي المهن الطبية، وآخر للخريجات العاطلات عن العمل باختصاصاتهن، وثالث لطلبة قناة الوافدين، ولتظاهرات الشباب في الحلة والناصرية وكركوك وديالى والقائمة تطول. هذا ويطالب الناس المؤسسات المسؤولة عن تطبيق الدستور إلى التحرك العاجل لفرض إجراءات حماية الحريات التي يسعى البعض لانتزاعها واللجوء إلى سياسات القمع وتكميم الأفواه.
شقاوات القرن
تصاعدت في الآونة الأخيرة شكاوى الناس من الإتاوات المتزايدة التي يفرضها متنفذون مسلحون على أصحاب المهن والمشاريع الصغيرة. ففي كراج النهضة أعرب سائقو الأجرة عن سخطهم وغضبهم مما يفرضه هؤلاء عليهم دون أي اعتبار لموظفي هيئة النقل أو القوات الأمنية. وفي حي اليرموك شكا أصحاب المطاعم من إجراءات تعسفية وغير قانونية تتخذ ضدهم، إن امتنعوا عن دفع الإتاوات المطلوبة. هذا وفي الوقت الذي شهدت فيه عمليات الابتزاز ضد الشركات الإستثمارية تزايداً طفيفاً، فإن تواصل هذه المشكلة سيسبب المزيد من الإضرار بالمواطنين وبالاقتصاد، مما يستدعي معه إجراءات سريعة وحازمة من الحكومة والقضاء والجهات الأمنية.
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
انتفاضة تشرين تطفئ شمعتها الخامسة
في الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين، نشرت صحيفة ذي ناشيونال الناطقة بالإنكليزية، مقالاً للكاتب سنان محمود، أشار فيه إلى أن مجاميع الشبيبة التي أتعبها فشل النخبة الحاكمة واستشراء الفساد وتفاقم النفوذ الأجنبي وغياب فرص العمل وتدني مستويات الخدمات الأساسية، قد خرجت حينها إلى الشارع للاحتجاج، مواصلة حراكا جماهيريا، انطلق منذ عام 2011 ضد منظومة المحاصصة.
نريد وطنا
وذكّر الكاتب بأن شعار المحتجين العتيد (نريد وطن) جاء تكثيفاً لجميع أهدافهم، في قيام دولة مؤسسات وحريات وعدالة اجتماعية، ومحفزاً لآمالهم بالتغيير، رغم عدم تمكنهم من كسر قبضة النظام، في بلاد كانت وما تزال تتخبط بأزمة عميقة.
وأضاف بأن المنتفضين وهم يستذكرون تلك الأيام من خريف 2019، يواجهون ذات الحرمان من فرص العمل ومن عدم القدرة على إيجاد ما يكفي لإطعام أنفسهم، وهي ظروف قد يؤدي تراكمها إلى التحرك من جديد، إلى حد الاستعداد للتضحية بالنفس من أجل مستقبل أفضل.
وووجد الكاتب أسباباً أخرى تذكي أيضاً الجمر المتقد تحت الرماد، كاستمرار الفساد وتواصل التحاصص الطائفي وحمايته بقوة السلاح، الذي يقع قسم منه خارج الدولة، وضعف هيبة القانون وارتفاع مستويات التضخم وانتشار الفقر والجمود السياسي، إضافة لشعور بعض الشباب بضياع فرص التغيير الحقيقي.
القمع وجائحة كوفيد
وأعرب الكاتب عن اعتقادة بأن أول وأبرز العوامل التي أضعفت زخم الحراك الشعبي تمثل في القمع الشديد الذي واجهت به قوات الأمن وبعض قوى اللادولة، المحتجين، والذي شمل فرض منع التجول وتقييد الوصول إلى الإنترنيت وإطلاق الذخيرة الحية على الناس وهم عزل من السلاح، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات منهم، لاسيما بعد أن فقد المتنفذون صبرهم، وهم يرون استمرار الشباب بالتنسيق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدي السلطات، واعتماد نوع من التنظيم وإقامة الخيام وبروز نشطاء أصبحوا معروفين بين المحتجين. ولعبت الإجراءات الضرورية التي تم اتباعها لمواجهة جائحة كوفيد، دوراً سلبياً آخر، في تقليل زخم الإحتجاج.
لازالوا يريدون وطنا
وتوصل الكاتب في حواراته مع بعض النشطاء التشرينيين، إلى أنه وعلى الرغم من بعض النكسات، فإن المنتفضين مازالوا مؤمنين بإمكانية تحقيق التغيير، مستمدين هذه الثقة من تجربة تشرين، التي صمدت قوية لأشهر بوجه الرصاص ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع ومختلف اشكال المضايقات والاعتقالات والاغتيالات. كما وجد بأن الكثير من هؤلاء المحتجين يرى بأن تهالك الخدمات العامة وفضائح الفساد التي كشفت عن نهب المتنفذين لمليارات الدولارات، سيُبقي حركة الاحتجاج حية.
وتطرق الكاتب إلى النضال الذي يخوضه بعض هؤلاء النشطاء، ممن فازوا في عضوية مجلس النواب، لطرح صوت الناس داخل المؤسسة التشريعية، وما يتعرضون له من تشويه وتخوين ومضايقات ودعاوى قضائية وحتى تهديدات بالقتل من المتنفذين الحاكمين، مذكّراً بأن الكثير من هؤلاء النشطاء، مازال مفعماً بالأمل بالمستقبل، الذي سيلد من تراكم الاحتجاجات، ويُحدث انفجاراً لبركان جماهيري، لن تتمكن منظومة المحاصصة من احتواء حممه.
ص4
المشاريع الخدمية في الغراف: أين ذهبت المليارات؟
بغداد ـ طريق الشعب
تُعاني مدينة الغراف، الواقعة في محافظة ذي قار، تحديات كبيرة على صعيد الخدمات والبنى التحتية. فبرغم تاريخها العريق وجمال طبيعتها، لا تزال المدينة تواجه نقصًا حادًا في الماء وفي الكهرباء وفي الخدمات الأساسية، وهو ما دفع بالمواطنين إلى إطلاق نداءات مستمرة للحكومة المركزية من أجل تحسين الأوضاع.
معاناة مستمرة
يقول سعد محمد، أحد سكان الغراف، في حديثه لـ "طريق الشعب"، ان "مبالغ كبيرة تم صرفها لصالح الغراف لكن المعاناة لا تزال هي هي، إذ لا نعلم إلى أين ذهبت تلك الأموال"، مؤكدا وجود "حاجة ماسة إلى الخدمات الأساسية، فالنفايات تنتشر في كل مكان".
ويضيف محمد ان "مطالبنا واضحة، نريد خدمات، شوارع معبدة، كهرباء، ومجاري. لم يتم تنفيذ أي من هذه المشاريع حتى الآن"، ومناشد الحكومة المركزية والمحافظ أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاهنا."
ويتابع ان "حي الحرية، وسط مدينة الغراف، لا يزال سكانها ينتظرون تحقيق الوعود الكثيرة التي تلقوها سابقًا. التي بقيت حبيسة الكلمات"، واردف بالقول "وعلى الرغم من الثروات الطبيعية التي تمتلكها المحافظة، إلا أن الاستفادة منها تظل ضئيلة، مما يزيد من معاناة المواطنين.
ويوضح ان "العديد من الأقضية والنواحي تعاني في محافظة ذي قار من الإهمال الحكومي وسوء الخدمات، وهذا دفع أبناء المحافظة للخروج بتظاهرات أمام الدوائر الحكومية، مطالبين بأبسط حقوقهم في الحصول على خدمات حقيقية تُعيد لمدينتهم رونقها السابق".
استثناء للقضاء
يقول ناشط من مدينة الغراف، غانم خالد إن "هناك ثورة في الأعمار حدثت بعد تشرين، حيث لم يشهد قضاء الغراف أي إعمار في البنى التحتية على مدار 17 عامًا حتى عام 2020، مثل إعادة تأهيل الشوارع والمجاري، وحتى وصل التبليط إلى القرى والأرياف." ويؤكد أن "هذا لا يخفى على أحد، إذ يشهد بذلك القاصي والداني."
وفيما يتعلق بتولي منصب القائم مقام، يوضح خالد أن "تسنم منصب القائم مقام حسن الخفاجي كان نتيجة لاختيار متظاهري الغراف وساحة الحبوبي." كما يشير إلى أن "الغراف شهد تغيرًا جذريًا، حيث تم فتح العديد من الحدائق العامة والمشاريع التي تخص القضاء، مما جعله واحدًا من أجمل الأقضية في محافظة ذي قار." ويضيف: "كسب القائم مقام تأييدًا شعبيًا وحكوميًا كبيرًا، وأصبحت أرض الغراف خصبة للمستثمرين وأصحاب المشاريع الكبيرة."
ومع اقتراب الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات، يلفت خالد الانتباه إلى أن "هذا المنصب أصبح مطمعًا لجميع الأحزاب المشاركة في العملية السياسية." ويضيف: "لكن في نفس الوقت، تتحكم شيوخ العشائر في الأقضية والنواحي. فمثلًا، قضاء الشطرة يسيطر عليه شيخ عشيرة عبودة، حيث لا يقبل الشيخ حسين خيون بتنصيب أي شخص من خارج العشيرة. كذلك، فضاء الغراف هو منصب لعشيرة خفاجة برئاسة الشيخ عامر غني صكبان، الذين يرفضون أي شخص خارج أسوار هذه العشيرة."
وفيما يخص نتائج هذه الصراعات، يوضح خالد: "أصبح الصراع على المنصب بين عشيرة خفاجة وأهالي الغراف والأحزاب السياسية. انتصرت الأحزاب على إرادة العشيرة وأهالي الغراف وتم إقالة قائم مقام قضاء الغراف حسن الخفاجي." ويضيف: "رشحت الأحزاب السياسية بعض الأسماء، لكن الشيخ عامر رفضهم لأنهم من عشائر أخرى، وبنفس الوقت رشحت عشيرة خفاجة بعض الأسماء من أبنائها، لكن الأحزاب رفضتهم. وهذا الصراع مستمر حتى الآن منذ ثلاثة أشهر، والغراف بدون قائم مقام إداري، حيث سلم ملفاته إلى قائم مقام قضاء الدواية، وتوقفت جميع المشاريع بدون أي رقابة حكومية."
مجلس المحافظة يرد
يقول الحقوقي أحمد سليم، الناطق الرسمي باسم مجلس محافظة ذي قار، ان "الوضع الحالي للمشاريع الخدمية والبنى التحتية في المحافظة، حيث تواجه بعض المشاريع تأخيرات وتحديات مالية تؤثر على سرعة الإنجاز، بينما تمضي مشاريع أخرى نحو الاكتمال لتلبية احتياجات السكان.
أكد سليم لـ "طريق الشعب"، أن "مشروع مجسر الشهيد حسن نصر الله (المعروف سابقًا بمجسر الإسكان الصناعي) يُعد من المشاريع البارزة في محافظة ذي قار، وقد بدأ العمل فيه بالفعل، مما يمثل إنجازًا طال انتظاره من قبل الأهالي، ويعتبر الآن قائمًا دون أي عقبات تُذكر".
وأشار أيضًا إلى كورنيش الناصرية كأحد المشاريع الحيوية التي يجري العمل عليها حاليًا. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين المنطقة الترفيهية والنهوض بجمال المدينة وتوفير متنفس للسكان.
تحدث سليم عن بناية ديوان محافظة ذي قار، المشروع الذي يُقام بالقرب من مدينة الألعاب. هذا المشروع يواجه بعض الصعوبات والتأخيرات منذ سنوات، نتيجة للعوائق المالية والتحديات التي تواجه المقاولين، مما أثر على سير العمل فيه.
تطرق سليم إلى المشاريع القائمة في قضاء الغراف، مشيرًا إلى أن معظم المشاريع تم إنجازها أو هي قيد الإنجاز، باستثناء مشروعين يواجهان تأخيرًا، أحدهما مشروع كورنيش الغراف، الذي توقف حاليًا بسبب الحاجة إلى إعادة تقييم المشروع. ورغم هذا، أعرب سليم عن ارتياحه للوضع العام في قضاء الغراف، إذ تم إنجاز العديد من المشاريع هناك، مع استمرار الجهود لحل أي عراقيل متبقية.
أكد الناطق الرسمي أن المحافظة تسعى جاهدة لتجاوز التحديات المالية والإدارية التي تؤخر بعض المشاريع. وتبرز مشكلات السلف المالية المقدمة للمقاولين كأحد الأسباب الرئيسة لتعثر بعض الأعمال، ما أدى إلى التأخر في تسليم بعض المشاريع حسب الجداول الزمنية المحددة.
مزارعو البصرة يستسلمون لآفتي الملوحة والتلوث: أراضينا الزراعية تحولت إلى مناطق سكنية
بغداد – تبارك مجيد
"حتى الأمطار لم تعد مجدية لإنقاذ أرضي" بهذه العبارة، يصف سعد كاظم، مزارع من ناحية النشوة شمالي البصرة.
ويمثل كاظم نموذجاً لمزارعين كثيرين في البصرة، وجدوا أنفسهم في مواجهة تدهور التربة وارتفاع مستويات التلوث الناجم عن الصناعات النفطية، حيث تختلط الانبعاثات الكيميائية مع أمطار الشتاء، ما يجعلها تمطر كمواد حارقة تقتل البذور في المهد.
يقول كاظم: "كانت مزرعتي تكتسي بالخضرة وتغذي المنطقة بالبقول والخضراوات، مثل الفجل والحلبة والخيار والبطيخ وحتى النخيل، لكن كل شيء تحول إلى رماد".
ويضيف بأسى أن "محاولاته المتكررة لريّ الأرض بمياه الآبار لم تكن مجدية، حيث باتت المياه مالحة إلى درجة تفوق قدرة النباتات على التحمل. حتى مياه شط العرب، القريبة من مزرعته، لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المزارعين، بعد ارتفاع نسبة الملوحة فيها بشكل حاد، بسبب تأثير التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة".
أجبر تدهور الأرض وارتفاع تكلفة الزراعة سعد على ترك زراعته والتوجه إلى التدريس في مدرسة ابتدائية، مستثمراً شهادته الجامعية من كلية التربية بجامعة البصرة، ليضمن دخلاً يعين أسرته. لكن رغم ذلك، يبقى الحنين للأرض والمزرعة راسخاً في قلبه: "الزراعة في دمي، لكنها اليوم صارت مستحيلة"، يقول كاظم بصوت مفعم بالحسرة.
تحديات بيئية كثيرة
ولا تقتصر معاناة كاظم على فقدان أرضه، إذ يواجه مئات المزارعين في المحافظة تحديات بيئية مشابهة، من بينها التلوث الهوائي وزيادة مستويات الكبريت في الجو، الناتجة عن احتراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط. ويتسبب هذا الوضع في إصابة العديد من النباتات بالأمراض، ويزيد من صعوبة الزراعة في المحافظة التي كانت تعد من أخصب المناطق الزراعية في العراق.
يقول سعد، ان "هناك من استغل هذه الظروف وحول الأراضي إلى مشاريع استثمارية بشكل غير قانوني، مستغلين مناصبهم ونفوذهم".
وتواجه محافظة البصرة تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأراضي الجرداء، حيث تقول ظمياء أمين ناصر أن معظم هذه الأراضي تم توزيعها كقطع سكنية من قِبل المحافظة. وفي الوقت نفسه، قام العديد من الأهالي بتحويل أراضيهم الزراعية إلى سكنية بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، ما أدى إلى تدهور الإنتاج الزراعي، ودفع السكان لاستغلالها في البناء بدلاً من الزراعة.
وتضيف ظمياء، رئيس جمعية السياب لحقوق الانسان، أن "القوانين المتبعة سابقاً كانت تسمح بتحويل الأراضي من الزراعة للسكن، إلا أن التغيرات البيئية كالجفاف وارتفاع الملوحة أثرت بشكل كبير على الزراعة المحلية".
وتشير ظمياء الى أن الدولة اتجهت نحو استيراد المواد الغذائية بدلا من دعم الزراعة المحلية، مدفوعة جزئياً بالمصالح الاقتصادية والسياسية، ما أضعف دعم المزارعين المحليين، وتركهم دون مساندة فعّالة في مواجهة هذه التحديات.
إضافة إلى ذلك، تذكر ظمياء أن "هناك شريحة من الأهالي تعاني حالياً نتيجة رفض الدولة تحويل تصنيف أراضيهم، حيث أن هذه الفئة تعتمد على الزراعة التي لم تُدعم حكومياً سواء من ناحية توفير المياه أو الأسمدة".
وتختتم رئيس جمعية السياب لحقوق الإنسان حديثها بالتأكيد على "أهمية معالجة هذا الوضع عبر سياسات توازن بين الحاجة إلى البناء وتوفير السكن من جهة، ودعم القطاع الزراعي والمزارعين من جهة أخرى، لضمان حقوق جميع الأطراف وتحقيق التنمية المستدامة في البصرة".
الملوحة تحجّم الزراعة
د. جاسم المالكي، استشاري بيئي وعضو المكتب الاستشاري لنقابة المهندسين الزراعيين، يقول ان "الدراسات البيئية الحديثة تشير إلى أن محافظة البصرة تواجه تحديات كبيرة في استغلال الأراضي، وذلك بسبب التصحر المتزايد وارتفاع نسبة ملوحة التربة. بحسب التقديرات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية، فإن حوالي 89 في المائة من أراضي المحافظة، تصنّف كأراضٍ غير مستغلة. بينما لا تشكّل الأراضي الزراعية سوى 4.5 في المائة من المساحة الكلية، إلى جانب 2.5 في المائة من المسطحات المائية".
وبالنظر إلى المناطق الغربية من البصرة، التي يغلب عليها المناخ الصحراوي، يذكر المالكي لـ "طريق الشعب"، أن "الاعتماد على المياه الجوفية فيها يُتيح زراعة بعض المحاصيل المحدودة، مثل الطماطم. إلا أن الملوحة العالية في التربة تقف عائقاً أمام توسيع نطاق الزراعة".
وعند الحديث عن المناطق الجنوبية، بدءاً من الفاو وصولاً إلى شط العرب، يلاحظ الاسدي أن "هذه المناطق كانت مزدهرة زراعياً في السابق، لكنها تضررت بشدة مؤخراً بسبب زيادة ملوحة مياه شط العرب، ما أدى إلى تدمير البساتين وتدهور القطاع الزراعي. ومع تحويل مساحات من هذه الأراضي إلى مناطق سكنية، فقدت البصرة جزءاً كبيراً من قدرتها الزراعية في هذه المناطق".
أما بالنسبة للمناطق الشرقية، فيذكر المالكي أن "هناك ما يقارب 800 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة، التي تعاني من ملوحة التربة، إضافة إلى وجود منشآت نفطية في مساحات شاسعة منها، ما يمنع استغلالها زراعياً. ومع أنه يمكن استصلاح هذه الأراضي بإطلاق مشاريع مائية، إلا أن الجهات المعنية لم تولِ حتى الآن هذا الموضوع الاهتمام الكافي".
وعند النظر إلى الأراضي الزراعية المتبقية على ضفتي دجلة والفرات، يشير المالكي إلى أن "هذه الأراضي، في مناطق مثل القرنة والدير والنشوة، لا تزال تحافظ على نشاط زراعي محدود يتمثل بزراعة البساتين والخضراوات، إلا أنها تشكل نسبة صغيرة جداً من إجمالي المساحات".
وعلى الرغم من هذه التحديات، يؤكد المالكي أن "هناك إشارات إيجابية في الآونة الأخيرة، حيث شهدت المناطق الصحراوية الغربية توسعاً في زراعة الحنطة، مستفيدين من تقنيات الري الحديث. ومع ذلك، يُبرز المالكي أهمية الدعم الحكومي لتطوير البنية التحتية في هذه المناطق، ما من شأنه تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق الاستفادة القصوى من الأراضي المتاحة".
فعاليات
الحركة الديمقراطية لشعب كردستان تزور
مقر الحزب الشيوعي في كركوك
كركوك – طريق الشعب
استقبلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك، أخيرا، وفدا من الحركة الديمقراطية لشعب كردستان، ممثلا بسكرتيرها صباح شيخ بزيني وأعضائها خالد ولي وميروان خورشيد وطلعت خورشيد. وكانت في استقبال الوفد لجنة العلاقات الوطنية واللجنة المحلية. وقد تبادل الطرفان الحديث حول الانتخابات القادمة، وأهمية توحيد قوى اليسار والقوى الديمقراطية في المحافظة، للعمل ككتلة واحدة.
وتم استقبال الوفد من قبل سكرتير المحلية الرفيق قيس عباس، والرفاق أعضاء المحلية وائل محجوب وعماد الداودي وعلي حسين.
شيوعيو الحي يتفقدون الأديب موسى غافل الشطري
الحي – طريق الشعب
في إطار تعزيز الروابط الحزبية والاجتماعية بين الرفاق، زار وفدٌ من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، الرفيق الأديب موسى غافل الشطري (ابو عامر) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد عودته من السفر.
وخلال اللقاء تبادل الطرفان الحديث حول الأوضاع الراهنة والتحديات التي تواجه الحركة الوطنية. وقد أعرب الوفد عن تقديره لدور الشطري النضالي والثقافي، مشددا على أهمية استمرار العطاء والإبداع في ظل الظروف الراهنة.
كما أبدى الوفد إعجابه الكبير بنتاج الشطري الأدبي، مثمنا دوره الريادي في الحركة الثقافية.
من جانبه، رحب الشطري بالوفد، وأعرب عن شكره وتقديره له على زيارته التي تعكس عمق العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تربطه بزملائه ورفاقه.
وضم الوفد كلا من الرفاق خليل عبد الحسين وعلي عبد ياسين وهمام قباني.
ص5
“عوفوها” في الأنبار
حملة مجتمعية لمواجهة آفة المخدرات
متابعة – طريق الشعب
في ظل اتساع نطاق الاتجار بالمواد المخدرة وتعاطيها، شهدت مدن عراقية عديدة نشاطات وحملات مجتمعية لمواجهة هذه الآفة التي باتت تنخر بأجساد الشباب، وذلك من خلال التوعية بمخاطرها الكبيرة الصحية والمجتمعية والأمنية. ومن تلك الحملات، حملة عنوانها “عوفوها” أطلقها ناشطون في محافظة الأنبار.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت البلاد زيادة مقلقة في انتشار المخدرات على صعيدي الاتجار والتعاطي، ما فاقم مخاوف المجتمع، ودفعه إلى المساهمة مع السلطات المتخصصة، في مكافحة هذه الظاهرة الدخيلة على العراق، والحد من انتشارها.
وكانت المديرية العامة لشؤون المخدرات في وزارة الداخلية، قد كشفت في إحصاء نشرته أخيرا، عن اعتقال نحو 10 آلاف متهم بارتكاب جرائم تتعلّق بالمخدرات منذ مطلع العام الحالي حتى نهاية آب الماضي، وصدور أحكام قضائية بحق نحو 5500 منهم، من بينها 140 بالإعدام و500 بالسجن المؤبد.
وأكدت أن السلطات الأمنية فككت شبكات دولية متخصصة في تهريب المخدرات.
“عوفوها” انطلقت من البغدادي
قيس صابر الدليمي، المتحدث باسم حملة “عوفوها”، يذكر في حديث صحفي أن حملتهم أطلقها شبان ينتمون إلى “فريق شباب الإنسانية” التطوعي في ناحية البغدادي غربي الأنبار، بعد أن لاحظ تصاعد مخاطر المخدرات وويلاتها على الحياة المجتمعية.
ويوضح أن برنامج الحملة يهدف إلى توعية الشباب بخطر المخدرات. ويتضمن تنفيذ نشاطات كثيرة في هذا الشأن، من بينها ندوات ومؤتمرات في عموم المحافظة، مستدركا “لكننا نتطلع إلى إطلاق مبادرات في مختلف المحافظات، لتدارك مخاطر انتشار المخدرات”.
دعم حكومي ومجتمعي
تلقى حملة “عوفوها” دعماً من جهات عدة في الأنبار، لا سيما من الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية.
ووفقا للدليمي فإن “الحملة حققت نتائج جيدة فاقت المتوقع، واستطاعت إنقاذ مئات الشباب من الانجراف في المخدرات. وزاد تفاعل الناس ودعمهم نجاح هذه الحملة”.
وتُحظى الحملة بتأييد واسع من سكان المحافظة، المعروفة بطابعها العشائري، والتي كانت من بين أكثر المحافظات تضررا من إرهاب داعش، ما يجعل أبناءها متمسكين بالحفاظ عليها ليس فقط من الإرهاب، بل من أي ظاهرة دخيلة على مجتمعهم – حسب الصحفي قاسم محمد علي، الذي يُعرب عن تقديره الكبير لمطلقي حملة “عوفوها”.
ويشير علي في حديث صحفي، إلى أهمية هذه الحملة في مواجهة آفة المخدرات التي باتت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع. ويقول: “أصبحت المخدرات مشكلة حقيقية في مدينتنا. نرى شباباً ينحرفون بسبب الإدمان، وهذا أمر لا يمكن أن نقبله، لذا تأتي حملة (عوفوها) استجابة ضرورية لهذا الطارئ، لأنها لا تقتصر فقط على التحذير من المخدرات، بل تقدم توعية شاملة حول مخاطرها الصحية والاجتماعية، وتحث الشباب على الابتعاد عنها”.
ويبيّن أن “الحملة تساهم في توعية الأسر وتنبيهها بمخاطر المخدرات، لا سيما أن نسبة عالية من سكان المحافظة، هم من ذوي الثقافة البسيطة، ومن بينهم سكان القرى الذين تشغلهم أعمالهم في الزراعة وتربية الماشية عن معرفة ما يدور خارج إطار مجتمعهم البسيط”.
تجارة مربحة تنشر الهلاك
بحسب بيان أصدرته وزارة الداخلية، فإن عدد مضبوطات المخدرات من مختلف الأنواع، بلغ منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية تموز الماضي، نحو طنين و20 كيلوغراماً، ما يدل – وفقا للمواطن الأنباري طه العيساوي - على “الانتشار الواسع لتجارة وتعاطي المخدرات في العراق”، مبينا أن “الكثيرين يرون أن المتاجرة بهذه السموم توفر ربحاً سريعاً، ما يدفعهم إلى الانخراط فيها”.
ويشير العيساوي في حديث صحفي، إلى ان “تجارة المخدرات باتت شائعة بين الشبان، وظهرت في محافظة الأنبار تحديداً أنواع من الحبوب المخدرة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وسريعة الإدمان”، مضيفا أن “حبوب الكريستال والكبتاغون أكثر المواد المخدرة انتشاراً، وهي خطيرة جداً. فمن يتعاطاها يدمن عليها بشكل سريع. أما الذين يروجون لها فيستغلون فئة الشباب والمراهقين. وقد نبهت حملة (عوفوها) إلى الخطر الذي يحيق بالمجتمع جراء تفشي هذه الآفة”.
وكانت المديرية العامة لشؤون المخدرات قد أعلنت في آب الماضي ضبطها 100 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون المخدرة، مع تفكيك شبكة خاصة بالاتجار بالمخدرات الدولية في الأنبار.
الحفاظ على هوية المجتمع
ويشدد شبان من الأنبار على أهمية محاربة المخدرات والقضاء عليها للحفاظ على هوية المجتمع الأنباري وتقاليده العريقة، مبدين قلقهم من تأثير هذه الآفة على الأجيال القادمة، وعلى النسيج الاجتماعي.
وفي هذا الصدد يقول الطالب الجامعي عمر نايف، أن “المخدرات لا تضر فقط صحة متعاطيها، إنما تلحق أضرارا بمجتمعنا القائم على الاحترام المتبادل والتقاليد العشائرية. فقد نشأنا على قيم ترفع من شأن العائلة، ما يضع على عاتقنا مسؤولية حماية أنفسنا ومجتمعنا من أي شيء قد يهدد استقراره”.
فيما يلفت ماهر الزوبعي إلى أن “استمرار انتشار المخدرات بهذا الشكل سيتسبب في خسارة جيل كامل. نملك في الأنبار هويتنا الخاصة التي تمتد عقوداً طويلة، وهي ترتكز على احترام الذات والعمل الشريف. أما المخدرات، فهي تتعارض تماماً مع هذه المبادئ، ونحن مسؤولون بصفتنا شبابا عن الحفاظ على هذه الهوية، لذلك نواصل دعمنا حملات التوعية بمخاطر المخدرات، ومنها حملة (عوفوها)”.
إلى من يهمه الأمر
قبل أسبوع وجهت نداء إلى العقيد عزيز ناصر، لعله يساعدني على إنقاذ شابة فاقدة عقلها، باتت مشردة في الشوارع وعرضة لمختلف الانتهاكات. وهذه ليست المرة الأولى التي نتوجه فيها إلى اخواننا في وزارة الداخلية، خاصة النجدات المعنية، للتبليغ عن مثل هذه الحالات. لكن في كل مرة يكون الرد بأن السلطات ليست لديها إمكانية إيواء هؤلاء، أو تسليمهم إلى مستشفيات الأمراض العقلية. وهذا أمر غريب جدا من الأخوان في النجدات المعنية بهذه الحالات، والتي تقر بعدم قدرتها على التفاهم مع مستشفى الشماعية، التي أصبحت ملاذا لعقلاء يدعون الجنون خوفا أو هربا من الحساب!
بعد أن سمعت الاخوات في الشرطة المجتمعية ندائي، اتصلن بي لتوجيهي إلى الجهات المختصة، وقمن بإعطائي أرقام النجدات المعنية، لكن للأسف، كلهم اعتذروا لي واخبروني أن مساعيَّ لا فائدة منها. فهم غير قادرين على حل هذة المعضلة، الأمر الذي أثار استغرابي. فإذا كانت السلطة لا تستطيع إنقاذ شابة معاقة عقليا، فكيف نستطيع نحن المواطنين، التعامل مع ما يحدث في شوارع بغداد وأزقتها من تجاوزات وانتهاكات؟!
كوريا رياح
ناشطون في عفك:
نغرس الأشجار فيأتي عليها الماعز!
متابعة – طريق الشعب
أعرب ناشطون في حملات التشجير في قضاء عفك شمال شرقي الديوانية، عن استيائهم من هجمات قطعان الماعز على ما يغرسونه من شتلات في مركز القضاء، مبينين في حديث صحفي أن الكثير من شتلات الألبيزيا والأكاسيا التي قاموا بغرسها أخيرا، أتى عليها الماعز أمام أعين الرعاة، ما اضطرهم إلى غرس شتلات أخرى بدلا عنها.
وقال الناشط سيف علي، أنه “منذ بداية تشرين الأول الفائت أطلقنا حملة لتشجير قضاء عفك الذي يفتقر للغطاء النباتي، ونجحنا في غرس أكثر من 400 شجرة ألبيزيا وأكاسيا لغاية الآن، لكن المواشي السائبة أكلت الكثير من الأشجار”.
ويضيف في حديث صحفي أنه “تصلنا دعوات من أحياء ديّان والشرطة والوائلي، لغرس الأشجار فيها، لكننا لا نستطيع تنفيذ الحملة هناك نظرا لكثرة المواشي”، مشيرا إلى ان “العديد من الشباب الناشطين في حملة التشجير ناشدوا وضع حد لهذه الظاهرة، لكن بلا جدوى. فالحيوانات تسرح وتمرح وتأكل الأشجار كيفما تشاء”!
من جانبه، يقول مدير بلدية عفك أسامة حميد، أن البلدية أقامت 8 دعاوى قضائية ضد أصحاب مواشٍ سائبة، تأكل الأشجار الجديدة، مبينا في حديث صحفي أنه “ليست لدينا صلاحيات سوى الدعاوى القضائية. غالبية مربي المواشي يسكنون المناطق الزراعية في ضواحي المدينة، ويرعون مواشيهم في الصباح الباكر ووقت الظهيرة، مستغلين خلو الشوارع من المواطنين خلال هذه الأوقات”.
جسر مشاة أمام «مستشفى الزهراء» في الكوت ضرورة ملحة!
الكوت – نجم خطاوي
يراجع “مستشفى الزهراء” في مدينة الكوت، عدد كبير من ابناء المدينة والمدن والقرى القريبة، لا سيما من الطبقات الكادحة والفقيرة. ويضطر المراجعون إلى عبور الشارع الذي يقع عليه المستشفى، وهو شارع سريع رئيس (طريق الكوت – بغداد)، سيرا على الأقدام مخاطرين بأنفسهم، بسبب عدم توفر جسر لعبور المشاة.
ويذهب معظم المراجعين إلى المستشفى ويعودون منه، بسيارات الأجرة “الكيا”. ومن يكون موقع ركوبه السيارة أو نزوله منها هو السايد الآخر المقابل للمستشفى – حسب مرور خط النقل – سيتوجب عليه عبور الشارع مشيا. لذلك ان إنشاء جسر لعبور المشاة في هذه المنطقة، بات ضرورة ملحة، لا سيما مع تزايد حوادث الدهس، ناهيك عن المعاناة والمخاطر الكبيرة التي يواجهها المواطن عند عبور الشارع وسط سيارات تسير بسرعة جنونية!
أهالي الكوت يأملون من الجهات المعنية إيلاء هذا الموضوع اهتماما كبيرا، والإسراع في إنشاء جسر لعبور المشاة أمام “مستشفى الزهراء”.
في قضاء الخالص
ثانوية بلا كوادر تدريسية!
متابعة – طريق الشعب
شكا طلبة «ثانوية البو صعب» في ناحية دار السلام بقضاء الخالص غربي ديالى، من نقص الكوادر التدريسية في مدرستهم، وعدم تلقيهم محاضرات في المناهج الأساسية حتى الآن، وذلك في بيان قرأوه الخميس الماضي في ساحة المدرسة.
وقال الطلبة في بيانهم: «دخلنا في الشهر 11 من السنة وإلى الآن لا يوجد كادر تدريسي. إذ لا يوجد في المدرسة مدرسون لمواد الفيزياء والرياضيات واللغة العربية»، مضيفين القول: «لا أحد يسمع صوتنا أو يشعر بما نعاني ومستقبلنا سوف يضيع إذا لم ندرس ونتعلم. نطالب بحل مشكلتنا في أسرع وقت ممكن».
من جانبه، قال ليث علي، ولي أمر أحد الطلبة، أن هذه الثانوية مختلطة، وتضم المراحل الدراسية من الأول المتوسط حتى السادس الإعدادي، ويتعلم فيها مئات الطلبة من قرى الناحية.
وأضاف في حديث صحفي قائلا أنه «رغم دخولنا شهر تشرين الثاني، لا يزال أبناؤنا يذهبون إلى المدرسة ويعودون منها بلا دراسة للمواد المهمة، وهي الفيزياء والرياضيات واللغة العربية»، مبينا أنه «نحن وأولادنا ننتظر منذ فترة طويلة نقل طاقم تدريسي متكامل للناحية، لكن يبدو أن مديرية التربية منشغلة في الصراع السياسي وقضية تغيير المدراء كل فترة. فيما الضحية هم الطلبة».
وطالب علي بتدخل عاجل من قبل وزارة التربية والحكومة المحلية.
ماذا عن ثورة الاعمار؟!
الأمطار تُغرق أحياءً وسط الفلوجة
متابعة – طريق الشعب
مثلما حصل في عديد من المدن، غمرت مياه الأمطار التي بدأ هطولها أول أمس الجمعة على البلاد، أحياء سكنية عديدة في قضاء الفلوجة.
وعلى إثر ذلك، ناشد عدد من سكان القضاء الحكومة المحلية، استنفار كوادرها لسحب مياه الأمطار من الأحياء الغارقة، مبينين أن المياه دخلت إلى منازلهم مع أول زخة مطر. وقال الشيخ رائد عبد الدليمي، في حديث لوكالة أنباء “بغداد اليوم”، ان “ثورة الاعمار التي تشهدها مدن الانبار انكشف زيفها في اولى زخات المطر.
إذ غمرت المياه منطقة حي الجولان الثانية واحياء اخرى في الفلوجة، بالتزامن مع انقطاع تام للتيار الكهربائي وتوقف محطات تصريف مياه الامطار، ما ادى الى دخول الماء الى المنازل”.
واضاف قائلا ان “غرق الاحياء السكنية بعد الانتهاء من تأسيس شبكة مجار فيها، وإكساء شوارعها، يكشف حجم الفساد المالي والاداري في آلية اسناد ملف الاعمار وتأهيل شبكة الطرق الداخلية على يد شركات تعود لمتنفذين في الحكومة المحلية، ولا تمتلك الخبرة في هذا المجال”.
وبيّن التميمي ان” الحكومة المركزية مطالبة بفتح تحقيق موسع مع الحكومة المحلية، ومساءلتها عن تردي واقع الخدمات وفشلها في اول اختبار مع المطر”.
ومثل كل عام، تُعلن الجهات البلدية جاهزية البنى التحتية لمواجهة الموسم المطري، وفي النتيجة تغمر المياه الشوارع وتدخل إلى منازل المواطنين، مع أول زخة مطر!
مواساة
- تنعى هيئة الحزب الشيوعي العراقي في الشعلة/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق عبد الواحد صباح (ابو عادل الساعدي)، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.
ص6
اليونسكو: في فلسطين
الخطر الاكبر على الصحفيين
متابعة – طريق الشعب
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أمس السبت، تقريرها السنوي بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، موثقة تصاعدا في أعداد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال أداء واجبهم الإعلامي في الأعوام الأخيرة. وأشارت الإحصائيات إلى أن هناك صحفيا واحدا يقتل كل 4 أيام حول العالم خلال العامين الماضيين. وقالت المنظمة إن نسبة جرائم قتل الصحفيين ارتفعت بنحو 38 في المائة، مقارنة بالتقرير السابق، مما يمثل أعمق تراجع لأمان الصحفيين منذ سنوات. ووفقا للتقرير، فقد تم تسجيل 162 حالة قتل مؤكدة للصحفيين خلال عامي 2022 و2023، أكثر من نصفها في دول تشهد نزاعات مسلحة. وتصدرت الأراضي الفلسطينية قائمة الدول الأكثر خطرا على حياة الصحفيين لعام 2023، مع وقوع 24 حالة قتل، فيما شهدت المكسيك أعلى معدل خلال عام 2022، حيث سجلت 19 حالة قتل. كما أن أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى منطقة العربية، هي المناطق التي قُتل فيها أكبر عدد من الصحفيين.
الانتخابات الامريكية
تدخل مرحلة الحسم
نيويورك - وكالات
يواصل المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس خوض غمار الأمتار الأخيرة من حملتهما الانتخابية قبل يوم الاقتراع الحاسم، الثلاثاء المقبل. وسط ترقب عالمي وغموض متواصل بشأن نتائجها ومخاوف من أعمال عنف تليها. وستزور هاريس التي ستصبح في حال فوزها أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، الولايات الرئيسية التي قد تحسم نتيجة الاقتراع، مع تجمعات انتخابية في جورجيا وكارولينا الشمالية وميشيغان. وستحاول هاريس إقناع آخر الناخبين المترددين بأنها الحل الأسلم في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، كما قال الجمعة تيم والز الذي اختارته ليكون نائبا لها في حال فوزها بهذه الانتخابات التي وصفت بالأشد منافسة في التاريخ الأميركي. من جهته، يأمل ترامب، الذي يعتمد الخطاب الشعبوي والمدان والمتهم في قضايا جنائية ومدنية- في تحقيق حلمه بالعودة إلى البيت الأبيض للترويج لسياسته القائمة على شعار "أميركا أولا" و"لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". وتقام الانتخابات الثلاثاء المقبل خلال يوم عمل عادي، فيما أدلى 70 مليون أميركي بأصواتهم عبر البريد أو في صناديق اقتراع بشكل مبكر، وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة جدا كما تظهر استطلاعات الرأي المختلفة.
بيونغيانغ: نقف مع روسيا
حتى النصر
موسكو - وكالات
قالت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي، من موسكو، أن بلادها ستقف بجانب روسيا حتى تحقيق النصر بأوكرانيا، وأشادت بالهجوم الذي تشنه موسكو على أوكرانيا معتبرته قتالاً مقدساً. ويعتقد الغرب، أن 10 الاف كوري شمال على وشك المشاركة إلى جانب روسيا في الحرب مع أوكرانيا. من جهته، قال لافروف إن روسيا "ممتنة للغاية" لـ "الموقف المبدئي" لكوريا الشمالية بشأن أوكرانيا، قائلا: "إنني أقدر حقا فرصة اليوم للتحدث بصراحة وبطريقة ودية". في المقابل، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه بسبب تقاعسهم واكتفائهم بـ "المشاهدة" وناشدهم اتخاذ إجراءات للتعامل مع كوريا الشمالية.
بيان أممي: فلسطينيو شمال غزة معرضون لخطر الموت الوشيك
شمال غزة.. مستشفى وحيد وطبيب واحد لمعالجة مئات الإصابات اليومية
متابعة – طريق الشعب
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر 1200 فلسطيني، في قطاع غزة خلال 27 يوم فقط، وذلك بحسب مدير عام وزارة الصحة في القطاع، وتواصل القوات الصهيونية حصارها لشمال القطاع، وتمنع عن السكان الطعام والماء والدواء. وارتفع عدد الضحايا في عموم القطاع إلى أكثر من 43 ألف شهيد وأكثر من 102 ألف مصاب.
وضع صحي مروع
قال مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة محمد صالحة، إنهم يعملون بإمكانات محدودة جدا وبطبيب جراحة واحد، محذرا من نفاد الوقود، اليوم الأحد، مما يلقي بظلال سلبية تفاقم الوضع (الصحي المروع) منذ 29 يوما.
وبين صالحة أن المستشفى الوحيد الذي يعمل حالياً هو (العودة) في وقت ترتفع فيه أعداد المصابين التي تتطلب تدخلات جراحية دقيقة وعاجلة في المخ والأعصاب والأوعية الدموية والعظام، مع ذلك لا يوجد سوى طبيب جراحة واحد.
وتحدث مدير المستشفى عن صعوبة نقل المصابين من أماكن الاستهداف، نتيجة عدم توفر سيارات الإسعاف واستهداف الدفاع المدني وإخراجه عن الخدمة، مما يضطرنا إلى نقل الجرحى محمولين على الأكتاف او عبر عربات تجرها الحيوانات، لافتا إلى تعرض المستشفى إلى إطلاق النار بشكل مستمر مما يعرقل سير العمل ويهدد حياة المرضى والطاقم الطبي.
يواجهون موتاً وشيكاً
قال رؤساء الوكالات الإنسانية الكبرى التابعة للأمم المتحدة إن "الشعب الفلسطيني في شمال غزة معرض لخطر الموت الوشيك بسبب المجاعة والعنف، واصفين الوضع بالـ(مروع)".
ووقّع البيان رؤساء وكالات الأمم المتحدة المكلفة الشؤون الإنسانية والصحة والغذاء والحقوق والهجرة واللاجئين والتنمية والطفل والمرأة وغيرها. وأكدوا وجوب امتثال الاحتلال الإسرائيلي للأوامر المؤقتة ولقرارات محكمة العدل الدولية.
وذكر البيان أن "المنطقة تحت الحصار منذ نحو شهر، وهي محرومة من المساعدات الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة بينما يستمر القصف والهجمات الأخرى. وفي الأيام القليلة الماضية فقط، قُتل مئات من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتم تهجير الآلاف مجددا قسرا". ودعا الموقعون إلى وقف الهجوم على غزة وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون تقديم المساعدة.
إلغاء صفقة سلاح
ألغت الحكومة الإسبانية وبشكل فوري صفقة سلاح من شركة إسرائيلية لصالح وزارة الداخلية الإسبانية، احتجاجاً على استمرار العدوان الصهيوني على غزة.
وقالت الداخلية في بيان: "الحكومة الإسبانية لا تزال على تعهدها بعدم بيع أسلحة لإسرائيل منصذ بداية الصراع المسلح في أراضي غزة.. ورغم أن الأمر في هذه الحالة يتعلق بشراء ذخيرة، فإن وزارة الداخلية بدأت في الإجراءات الإدارية لإلغاء عملية الشراء". وأضافت أنه سيتم استبعاد الشركات الإسرائيلية من أي مناقصات لم يتم البتّ فيها بعد.
والخميس الماضي، أعلنت إسبانيا أنها لن تسمح للكيان وشركاته بالمشاركة في المعرض الدولي الرابع للدفاع والأمن (FEINDEF) المقرر إقامته في العاصمة مدريد عام 2025.
ضغط يحقق نتيجة
أعلنت مجموعة ناشطة داعمة لفلسطين، مقرها المملكة المتحدة، أن بنك باركليز تخلص من جميع أسهمه في شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية، بعد حملة استمرت عاما ضغطت على البنك لوقف تعامله مع الشركة المصنّعة للأسلحة.
وذكرت منظمة حركة فلسطين، أن أحدث تقارير بنك باركليز لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أظهرت بيعه كامل حصته بقيمة تجاوزت الـ 3.4 مليون دولار، في الشركة، التي تعرضت لانتقادات واسعة بسبب تزويدها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة.
وقال متحدث باسم الحركة: "لقد أثبت العمل المباشر، من خلال استراتيجية منظمة، نجاحه في الضغط على العديد من المؤسسات المتورطة لإعادة النظر في تعاملاتها".
الحرب على لبنان.. تشرين الماضي كان الأصعب على الصهاينة
بيروت - وكالات
قصف حزب الله، أمس، قاعدة عسكرية قرب يافا، وأصاب 19 شخصاً في قصف صاروخي على بلدة الطيرة وسط الكيان، في حين أوقعت الغارات الإسرائيلية عشرات الشهداء في بعلبك شرقي لبنان. وتعرضت المدن الفلسطينية المحتلة إلى 4 رشقات صاروخية، حتى ساعة الانتهاء من إعداد هذا الصفحة.
وقال الحزب في بيان إنه قصف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي يافا برشقة صاروخية نوعية، كما قصف مقر شركة ألتا للصناعات العسكرية بشمال شرقي مدينة حيفا بصلية صاروخية. وذكر انه هاجم بسرب من المسيرات الانقضاضية قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة التي اصابت الأهداف بدقة. ونقل إسعاف الاحتلال 19 مصاب من بلدة الطيرة، ووصف إصاباتهم بالمتوسطة والطفيفة، إثر سقوط صاروخ بصورة مباشرة على أحد المباني بصورة مباشرة. وبنفس السياق، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جديدة على بلدات بجنوب لبنان وشرقه. وأفادت تقارير بأن ربع المباني في البلدات الحدودية بجنوب لبنان تعرضت للتدمير. وفي سياق الحرب أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بأن الشهر الماضي كان (الأكثر دموية) منذ أكتوبر 2023، حيث قتل 88 إسرائيلياً بينهم 37 جنديا في مواجهات مباشرة مع مقاتلي حزب الله، في حين قتل 19 اخرون في قطاع غزة. فيما أعلن حزب الله، عن مقتل 95 جندياً وضابطاً اسرائيلياً وإصابة 900 آخرين منذ بدء محاولة التوغل في جنوب لبنان، فيما تم تدمير 50 آلية عسكرية إسرائيلية، معظمها دبابات.
وفي التطورات، أفادت هيئة بث الاحتلال، أن "الجيش يقترب من نهاية المرحلة الأولى من عمليته البرية في جنوب لبنان، بعد شهر على انطلاقها". وأنه يخطط لإنهاء المرحلة بعد تحقيق عدة إنجازات وفق مصادر عسكرية، مشيرة إلى بدء استراحة مؤقتة مع وجود خطة لإعادة الانتشار على الحدود اللبنانية وسط محادثات لوقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة، التي تتوسط في التوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل والحكومة اللبنانية. فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إحراز تقدم باتجاه إنجاز تسوية في لبنان تفضي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، وبينما أبدت مصادر أميركية تفاؤلا بالتوصل قريبا إلى اتفاق، ذكرت مصادر أخرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يوافق على أي اتفاق قبل معرفة نتائج انتخابات الرئاسة بأميركا.
قوى يسارية عالمية تدين حظر نشاط الأونروا
عادل محمد
صوّت النواب الصهاينة في (الكنيست) مساء الاثنين الفائت على حظر نشاط وكالة غوث اللاجئين (أونروا)، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تأسست منذ قرابة 8 عقود، تقدم المساعدة الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
وتم التصويت على مشروعي قانون: أحدهما "يحظر أنشطة الأونروا داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى القدس الشرقية التي تم احتلالها وضمها للكيان عام 1967. والمشروع الآخر يتضمن حظر تعامل سلطة الاحتلال مع الأونروا، وبالتالي إلغاء معاهدة عام 1967 التي تسمح للأونروا بتقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عمليا. ومن المقرر أن يدخل الحظر المفروض على الأونروا حيز التنفيذ بعد 90 يوما. وتم التخلي عن اعتبار الأونروا منظمة إرهابية الوارد في صيغة المشروع.
موقف الشيوعيين في الأراضي المحتلة
مرر الصهاينة القرار على الرغم من معارضة "كتلة الجبهة والتغيير" والضغوط الدولية الواسعة.
ورفض رئيس كتلة "الجبهة والتغيير" في "الكنيست" الفلسطيني الشيوعي أيمن عودة، مشروعي القانون، وقال أمام الجلسة العامة إنه من " السخرية" أن تعارض إسرائيل السماح لأحفاد اللاجئين الفلسطينيين بالاحتفاظ بوضعهم كلاجئين والمطالبة بحقهم في اللجوء وحق العودة، بينما يُزعم في الوقت نفسه أن اللاجئين اليهود الذين طردوا قبل 2000 عام لديهم "حق العودة" إلى أرض إسرائيل.
وقالت النائبة الشيوعية عايدة توما سليمان إن "مشاريع القوانين تنبع من رغبة اليمين الإسرائيلي الطويلة الأمد في تجريد اللاجئين الفلسطينيين من وضعهم". "لقد تأسست إسرائيل على أساس قرار للأمم المتحدة يرتكز على مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. لكنها تسن اليوم سياسات تقوض بشكل مباشر هذه القيم الأساسية وتتجاهل الاتفاقيات الدولية. إن الإجراءات التي تستهدف وكالات الأمم المتحدة، مثل التصويت اليوم على قانون يحظر نشاط الأونروا ووقف عملياتها، تحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه وخدماته الأساسية وتتعارض مع الالتزامات التي قام عليها تأسيس إسرائيل. إن مثل هذه السياسات لا تؤدي إلا إلى تعميق الظلم وتبعدنا عن إمكانية تحقيق سلام عادل ودائم. إن إسرائيل تنتج لاجئين كل يوم تقريبًا بينما تشكك في شرعية هذا الوضع بالذات".
وانتقد النائب الشيوعي عوفر كاسيف حقيقة أن قطاعات كبيرة من المعارضة دعمت "الائتلاف الحكومي لمجرمي الحرب". "ومن المخزي أن قطاعات كبيرة مما يسمى بالمعارضة الليبرالية قد دعمت هذا القانون، وسمحوا لحكومة نتنياهو الإجرامية بإحداث الفوضى. إن الجهود الإنسانية التي تبذلها الأونروا تعتبر حيوية لمنع الابادة الجماعية للفلسطينيين في غزة. في خضم هذه الإبادة الجماعية المتفاقمة، إنها على وجه التحديد ولهذا السبب مستهدفة من قبل الذين يريدون الإبادة الشاملة للفلسطينيين، لقد انتهى وقت الكلمات الفارغة، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك على الفور لمنع هذه الكارثة".
واندلعت الفوضى عندما وصف النائب عن كتلة "الجبهة والتغيير" أحمد الطيبي حظر الأونروا بأنه "تشريع فاشي". وهتف الطيبي أمام أعضاء الائتلاف الحاكم المشاغبين: "سوف يتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال".
واضطر القائمون على القاعة إلى منع وزير الأمن الفاشي إيتامار بن غفير عندما حاول الاعتداء على النائب عودة.
وردا على موقف كتلة "الجبهة والتغيير" القوي ضد الإبادة الجماعية في غزة ونظام الفصل العنصري، أعلنت حكومة نتنياهو أنها ستحظر نشاط "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، التي تمثلها الكتلة، متهمة إياها بدعم الإرهاب".
مواقف قوى اليسار العالمي
من المعروف أن الأحزاب الشيوعية واليسارية العالمية قد أدانت سلوك الكيان الصهيوني وقوانينه الموغلة في الفصل العنصري. أدناه، على سبيل المثال لا الحصر، نماذج لبعض ردود فعل قوى اليسار في أوربا:
قال فالتر باير رئيس حزب اليسار الأوربي: "الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق"... يا له من نفاق. إن نية الإبادة الجماعية للحكومة اليمينية في إسرائيل تصبح أكثر وضوحا مع مرور كل يوم، والاتحاد الأوروبي يشعر "بالقلق". إن الرد الوحيد المبرر هو فرض حظر فوري على الأسلحة وعقوبات اقتصادية ضد إسرائيل لوقف الجريمة. لكنهم في الواقع شركاء".
وقالت السكرتيرة العامة لحزب بوديموس الإسباني، يونا بيلارا، إنه يجب ممارسة جميع أشكال الضغط ضد إسرائيل، وان الإبادة الجماعية لا يمكن وقفها إلا من خلال "تفكيك القدرات العسكرية الإسرائيلية. إنها تمارس الإبادة الجماعية وتستمر في إبادة الشعب الفلسطيني من خلال حظر الأونروا في الأراضي المحتلة. وهو انتهاك آخر للقانون الدولي يترك الشعب الفلسطيني بلا حماية تمامًا. إنه أمر غير إنساني تمامًا. تنفذ إسرائيل "حلها النهائي" الخاص بها في غزة من خلال إنشاء معسكرات الاعتقال والبدء في الإبادة الكاملة لسكانها في شمال القطاع. لهذا يجب إيقافها الآن وتدمير قدراتها العسكرية. إن ما يجب أن يحدث لإسرائيل يشبه ما حدث للنازية أكثر مما حدث لجنوب أفريقيا. وعلينا أن نواصل الحديث عن فلسطين. وان التطبيع يعني الإفلات من العقاب".
إدانة واسعة
اتسعت إدانة غاضبة لحظر نشاط الأونروا لتشمل العديد من المنظمات والشخصيات مثل لمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني. وانتقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قرار الحظر بشدة. وكذلك مجلس الأمن الدولي، وحتى الاتحاد الأوربي وسبعة بلدان حليفة لدولة الاحتلال (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية)
على الرغم من الإدانات الصادرة من حلفاء الكيان الصهيوني والاتحاد الأوربي، إلا أنها تبقى مجرد حبر على ورق.
ص7
بداية النهاية لإسرائيل
لمناسبة مرور عام على حرب الإبادة الجماعية في غزة/ كريغ مخيبر
بقلم:
ترجمة: رشيد غويلب
بعد مرور عام، ما تزال نيران حرب الإبادة الجماعية مشتعلة، ولكن بعد عقود من الاضطهاد وسفك الدماء، ربما نشهد بداية النهاية للمشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين.
لقد وصلنا إلى منعطف قاتم. عام كامل من القتل الجماعي الإسرائيلي الوحشي. عام من المعاناة الفلسطينية الملحمية.
عام من التواطؤ الغربي المباشر. عام من التحريض الإعلامي المتواصل. عام من التقاعس المخزي من جانب المؤسسات الدولية.
على مدار اثني عشر شهرًا، شهدنا الاضطهاد المستمر للمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء الغرب لمجرد التحدث علنًا بشكل سلمي ضد الإبادة الجماعية والفصل العنصري. وعلى مدار اثنين وخمسين أسبوعًا، شاهد الرأي العام العالمي المذعور بلا حول ولا قوة عبر الشاشات أول إبادة جماعية في التاريخ يتم بثها مباشرة. إن المذبحة التي وقعت في العام الماضي لم يسبق لها مثيل. والدمار يكاد لا يمكن تصوره.
لكن هذه الإبادة الجماعية ستنتهي. ومما لا شك فيه أن الشعب الفلسطيني وأمته المحاصرة سوف ينهضان من رماد الإبادة الجماعية، ويستعيدان ويعيدان تأكيد حقوقهما الثابتة في وطنهما القديم.
لكن المؤسسات الدولية والنظام العالمي لحقوق الإنسان سوف يتعرضان للضعف ويدفع بهما بعيدا.
إن رأس المال السياسي الذي أنفقته الإمبراطورية الأمريكية وبلدان الغرب بشكل عام في الدفاع عن المذبحة، فضلاً عن مكانتهما وسمعتهما العالمية، لن يتعافيا أبداً.
ويكاد يكون من المؤكد أن هذا العام الذي يتسم بالقسوة والخروج على القانون سيكون بمثابة بداية النهاية للمشروع الصهيوني في فلسطين، ومعه "دولة إسرائيل" كما نعرفها.
اختصار لكارثة
بطبيعة الحال، لم تبدأ الإبادة الجماعية ولا الموجة الحالية من المجازر بحق الفلسطينيين في تشرين الأول 2023. فقد بدأت المجازر المنهجية والتطهير العرقي والإبادة بحق الشعب الفلسطيني الأصلي بشكل جدي مع نكبة 1947-1948 ولم تتوقف منذ تلك البداية الدموية. (وحتى سبقتها بعقود – المترجم)
وكان خطر الإبادة الجماعية واضحا دائما. إن أي عاقل يستطيع أن يرى، حتى قبل قيام "دولة إسرائيل"، أن المشروع الصهيوني الغربي سيأتي بالكارثة.
في اللحظة التاريخية التي تم تفكيك الاستعمار في جميع أنحاء العالم وتم تبني قواعد حقوق الإنسان العالمية في الأمم المتحدة، استثنى الغرب فلسطين.
في هذا التوقيت، قررت قوى الصهيونية مهاجمة فلسطين وقتل وإرهاب سكانها، وإخافة العديد من الناجين، والبدء في إبادة السكان الأصليين واستبدالهم بمستعمرة استيطانية أوروبية، أسسها غزاة أجانب، على أساس أيديولوجية سياسية عنصرية، اعتمدت العنف والتطرف.
كان ينبغي الحفاظ على المستعمرة تحت تهديد السلاح من خلال شن حرب مستمرة ضد السكان الأصليين والدول المجاورة. وتم بناء نظام تعليم استعماري ونظام إعلامي عرقي لتجريد السكان الأصليين والجيران من إنسانيتهم وغرس أيديولوجية عنصرية في نفوس المستوطنين.
لقد تمت عسكرة الدولة الاستيطانية واقتصادها ومجتمعها بالكامل، مع جر جميع البالغين إلى مشروع عنف الدولة، وجرى تسليحهم من الرأس حتى أخمص القدمين، بما في ذلك بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، وحتى تجريب أسلحة جديدة على السكان المدنيين الأسرى كجزء من نموذج صناعة الأسلحة في المستعمرة. لقد قاموا بتغطية المشروع بأكمله بنظرية الإفلات من العقاب الغربية، واوجدوا استثناءً لتطبيق قواعد القانون الدولي.
وقاموا ببناء ماكينة قمع شاملة، القوانين والسياسات والممارسات والتقنيات، لضمان القهر المستمر والتجريد من الإنسانية واضطهاد للشعب الفلسطيني. لقد كان كوكتيل ساما كاملا.
استمرار الدعم الغربي
لا شك أن إنشاء مستعمرة أوروبية مصطنعة في قلب الشرق الأوسط، والتي يتم الحفاظ عليها بالضرورة بالعنف، لا يمكن ان تحقق الاكتفاء الذاتي اطلاقاً. وأكثر من هذا كانت وستظل تعتمد دائمًا على الدعم الهائل من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. ويجب أن يصبح الحفاظ على هذا الدعم الحيوي هدفًا رئيسيًا للدولة الإسرائيلية وشبكتها العابرة للحدود الوطنية من جماعات الوكلاء (اللوبي). ولذلك، اتبع النظام الإسرائيلي في السنوات الأخيرة استراتيجية الإبادة الجماعية التدريجية، مع الاضطهاد ومصادرة الممتلكات، التي تتخللها مذابح صريحة منتظمة وترافقت مع مسار مستمر من التوسع.
لقد اثبتت هذه الاستراتيجية وتيرة نجاحها على مدى 75 عاماً، وكان رعاة النظام الغربيين راضين عنها لأنها سمحت لهم بالحفاظ على تدفق متواصل من الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي دون ضغوط كبيرة في داخل بلدانهم. وسمحت لوسائل الإعلام ذات التفكير المماثل بمواصلة نشر الدعاية المؤيدة لإسرائيل عقودا متوالية كستار من الدخان لإخفاء الحقائق المروعة التي تُرتكب ضد السكان الأصليين.
إبادة جماعية متسارعة
عندما تولت الحكومة الإسرائيلية الحالية الصهيونية المتطرفة السلطة في العام الفائت، تخلت فورا عن استراتيجية الإبادة الجماعية التدريجية. وبدلاً من ذلك، انتقلت إلى الإبادة الجماعية المتسارعة (بدءاً بموجات التطهير العرقي في القدس المحتلة والضفة الغربية)، مراهنة على أن رعاتها الغربيين (وساستهم الخاضعين ووسائل الإعلام المتواطئة معهم) لن يجرؤوا (أو يهتموا) باتخاذ الخطوات اللازمة لإيقافها، حتى عندما بدأت بمذبحة واسعة النطاق ضد السكان المدنيين في غزة. لقد كانت الحكومة الصهيونية على حق، لدرجة أن الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وألمانيا وغيرها سرعان ما تجاوزت مجرد التسامح مع الإبادة الجماعية وأصبحت مشاركة، بشكل مباشر فيها، ومسؤولة عنها.
ونتيجة لذلك، وبعد مرور عام، نشهد إراقة دماء غير مسبوقة في المنطقة، والعالم كله عالق
في صعوبات هائلة.
محور الإبادة الجماعية
إن إسرائيل ليست بمفردها في مسيرتها الإرهابية، بل يرافقها خطوة بخطوة ما يسمى بمحور الإبادة الجماعية. أربعة أعضاء في هذا المحور: إسرائيل، الولايات المتحدة، بريطانيا العظمى، وفرنسا، هم قوى نووية. وخامستهم، ألمانيا، هي دولة مرتكبة للإبادة الجماعية وقوة اقتصادية أوروبية كبرى. وتمتلك ثلاث دول منها (الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا) حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي. ويتفاقم الخطر بسبب حقيقة أن جميع الأعضاء يمتلكون أساسا أيديولوجيا مشتركا في النزعة العسكرية والاستعمار والتفوق الأبيض والصهيونية السياسية. ومعظمهم يحملون في تاريخهم، وصمة الإبادة الجماعية.
وأنظمة هذه البلدان السياسية خاضعة للمساومة والفساد بشكل كبير بسبب تأثير صناعة الأسلحة وطبقة المليارديرات واللوبي الإسرائيلي. وتتميز جميعها بمستويات مجتمعية عميقة من الإسلام فوبيا والعنصرية المعادية للعرب والتعصب ضد الفلسطينيين.
ودفاعاً عن مستعمرة استيطانية صغيرة قمعية وعنيفة في الشرق الأوسط، سارعوا جميعا إلى التخلي عن صرح القانون الدولي والمؤسسات العالمية التي بنيت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي زعموا ذات يوم أنه جزء مما يميزهم.
لقد بين التاريخ المعاصر، إن هذه التحيزات والروابط والحوافز أصبحت صيغة ليس فقط للإبادة الجماعية في فلسطين، بل أيضًا لكارثة ذات أبعاد عالمية.
أرقام قياسية
والحقيقة أن التكلفة التي تتحملها إسرائيل نتيجة، ضمان الغرب افلاتها من العقاب، باهضة إلى حد صادم. لقد سجلت إسرائيل خلال عام واحد أرقاما قياسية جديدة في وتيرة قتل المدنيين، ومعدلات تدمير البنية التحتية المدنية، وقتل الأطفال، وقتل الطواقم الطبية، وقتل الصحفيين، وقتل العاملين في المجال الإنساني، وقتل المدنيين العاملين في الأمم المتحدة.
وإن انحطاط تصرفات إسرائيل قد صدم العالم. العقاب الجماعي، وسلسلة من المجازر، والإعدامات الجماعية، ومعسكرات التعذيب، والعنف الجنسي المنهجي، وأساليب التجويع، وتشجيع انتشار الأمراض، وعمليات قنص الأطفال، ومنع المساعدات الإنسانية لتسهيل الموت جوعا.
لقد رأينا جميعا الصور: إبادة منظمة لأحياء سكانية بأكملها ومدارس ومستشفيات وجامعات ومحلات بقالة وملاجئ ومخيمات لاجئين وحقول زراعية وحتى مقابر. جثث الفلسطينيين المشوهة، وعيون الأطفال الخائفة، والرعب عندما تسقط القنابل على طوابير الساعين للحصول على رغيف خبز. وقتل الأبرياء بدم بارد، الأطفال العزل مثل هند رجب، وآلاف آخرين مثلها، الذين حوصروا في سيارة ذويهم لساعات خوفا من الموت ثم ذبحهم الجنود الإسرائيليون.
ورأينا الضحكات الباردة القاسية للجنود الإسرائيليين، والهتافات المختلة للمستوطنين الإسرائيليين العنيفين، ووعود الإبادة الجماعية التي يطلقها القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون.
وعد رئيس الوزراء بإبادة الفلسطينيين "مثل العماليق" (شعب قديم- المترجم)، وهي نص توراتي يدعو إسرائيل إلى "تدمير كل ما لديهم بالكامل وعدم الإبقاء عليهم؛ بل ليقتلوا الرجل والمرأة، والرضيع والمرضع، الأبقار والأغنام، الجمال والحمير".
ودعوات القادة الإسرائيليين إلى ارتكاب نكبة أخرى وتسوية غزة بالأرض وعدم التمييز بين المدنيين والمقاتلين. والعمل على "دفنهم". والآن أصبحنا جميعا نعرف النمط الهمجي المألوف للجرائم الإسرائيلية: استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، ثم استهداف عمال الإنقاذ الذين يأتون للمساعدة، ثم الاحتفال بالعبرية والادعاء باللغة الإنجليزية أنهم جميعا إرهابيون أو دروع بشرية أو أنهم كانوا أضرارا جانبية". والدعوة للتزود بالذخيرة مجددا وإعادة الكرة. إن الذنب الإجرامي المتراكم للجناة الإسرائيليين وشركائهم الغربيين المتواطئين معهم مذهل. ولكنه أيضاً فشل اخلاقي تاريخي للعالم أجمع، سواء الذين دافعوا عن الإبادة الجماعية أو الذين صمتوا أثناء ارتكابها بأموال ضرائبهم، أو بدعم سياسي من حكومتهم، أو باسمهم. لقد أصبح هذا معروفا للجميع. لا أحد يستطيع القول لم يتم تحذيرهم من الكارثة. ولا يمكن لأحد أن يقول إنه لم يكن على علم بالفظائع التي تلت ذلك، والتي تم بثها مباشرة للجميع.
بعد مرور 76 عاماً دموية على هذا المشروع الاستعماري، أصبح من الواضح للجميع أن ما بناه الغرب في قلب الشرق الأوسط ليس مشروعاً تنويريا، بل وحش فرانكشتاين غاضب يهدد بتدمير الشعب الفلسطيني، وتغرق المنطقة والعالم في حريق قد لا يتعافيان منه على مدى أجيال قادمة.
انتشار الظلام
السؤال المفتوح، إلى متى يمكن أن يستمر جنون القتل؟ مما لا شك فيه أنه سيكون هناك المزيد من الظلام قبل بزوغ الفجر.
تواصل إسرائيل، التي يوفر لها الغرب إمكانية الإفلات من العقاب، أعمال الإبادة الجماعية في فلسطين، وتعمل الآن على توسيع هجماتها في مختلف أنحاء المنطقة، مخلفة وراءها جبالاً من الجثث وأنهاراً من الدماء. وفي غضون بضعة أسابيع، نفذت هجمات إرهابية باستخدام معدات اتصالات مفخخة في لبنان، واغتالت قادة في جميع أنحاء المنطقة، وشنت هجمات عسكرية على غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن. وتحاول الآن احتلال الأراضي اللبنانية، وإشراك راعيتها، الولايات المتحدة، في حرب إقليمية شاملة للغزو والهيمنة.
من جانبها، لا تبدي الحكومات المتعاونة في الغرب اهتماماً كبيراً بكبح جماح الوحش الهائج الذي خلقته بنفسها في الشرق الأوسط، والذي تواصل تزويده بسيل لا نهاية له من الأسلحة والأموال والمعلومات الاستخبارية والغطاء الدبلوماسي والاستثناءات القانونية والمساعدات الأمنية. ان شرنقة للإفلات من العقاب لا يمكن اختراقها حتى الآن.
وعندما يأتي الحساب، كما ينبغي، فلابد من ضمان مساءلة إسرائيل وشركائها الغربيين حتى لا تتكرر هذه الفظائع في دورة لا نهاية لها من الفظائع والإفلات من العقاب والعود إلى ارتكاب الجرائم. إن إفلات إسرائيل من العقاب يقترب من نهايته، وهناك أشعة ضوء تخترق الظلام، وهي تتزايد.
لقد ألهمت قضية فلسطين العادلة وصمود شعبها الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم للنهوض والرفض، وأصبح العالم المتحضر الآن، معبأ أكثر من أي وقت مضى، ومنذ أجيال، لمعارضة الشر الفظيع الذي جلبته إسرائيل ورعاتها الغربيون إلى العالم.
يتحرر المزيد والمزيد من الناس من النسيج المشوه لوسائل الإعلام الغربية ويتجهون إلى وسائل الإعلام المستقلة والمصادر المباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يوجه ضربة قوية للتقارير الخاضعة للرقابة والمؤيدة لإسرائيل التي تقدمها المؤسسات الغربية الرسمية.
أمام محكمة العدل الدولية
واليوم، تمثُل إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم الإبادة الجماعية، وهناك مطالبة للمحكمة لإصدار أوامر اعتقال قادتها بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك جريمة الإبادة.
لقد أصدرت محكمة العدل الدولية بالفعل سلسلة من الإجراءات المؤقتة ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، ويصطف عدد متزايد من الدول مع فلسطين وجنوب أفريقيا لدعم اتهام إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية.
وتجري في الأمم المتحدة مناقشة إنشاء محكمة دولية خاصة. وقد تم بالفعل رفع دعاوى قضائية في المحاكم الوطنية في جميع أنحاء العالم، ومن المؤكد أن المزيد من الدعاوى القضائية ستتبع. وهناك أيضًا خطط لإنشاء هيئة دولية لمكافحة الفصل العنصري تركز على إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، قامت الأمم المتحدة وهيئاتها المستقلة المختصة بحقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والفلسطينية والإسرائيلية الرئيسية بجمع كميات هائلة من الأدلة، وأدانت إسرائيل بشدة بسبب جرائمها الصادمة، وتعمل على محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.
إن التظاهرات الحاشدة ضد إسرائيل لا تنظم يومياً في عواصم العالم المختلفة فقط، بل إنها تتزايد، دون أن تحد منها، في كثير من الأحيان، محاولات القمع الوحشية (وخاصة من قِبَل الحكومات الغربية).
دعت محكمة العدل الدولية جميع الدول للالتزام بوقف كل أشكال الاعتراف والمساعدات والاستثمار والتجارة والأسلحة واي نوع من الدعم للمشروع الاستعماري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد أصبحت إسرائيل معزولة بشكل متزايد على الساحة العالمية. وتنمو يوميا حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات العالمية.
وبعبارة أخرى، فإن عصر إفلات اسرائيل من العقاب بدأ يقترب من نهايته، على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الغربية المتواطئة معها.
وربما بعد عقود من الاضطهاد وسفك الدماء التي لا نهاية لها، نشهد بداية نهاية الاستعمار الاستيطاني الأوروبي في فلسطين.
وبعد مرور عام، ما تزال نيران الإبادة الجماعية مشتعلة. وفي هذه اللحظة المأساوية، من الصعب أن نرى بسبب الدخان الطريق المؤدي إلى الأمام. لكن الاستعمار الاستيطاني للتفوق الأبيض هُزم في جنوب أفريقيا وروديسيا وناميبيا والجزائر. وسوف يُهزم أيضًا في إسرائيل. وسينتهي ذلك من خلال النضال والتضامن، بواسطة القانون والسياسة والمقاومة والصمود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في 8 تشرين الأول 2024 في " أصوات يهودية من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط" على الفيس بوك
ص8
بغداد.. مدينة النجوم في الماضي والمستقبل/ سارة اي بوند - ستيفاني ونغ
ترجمة وإعداد: نادر رضا
شكل (1): مخطط لمراحل القمر للبيروني ، حوالي القرن العاشر /مكتبة ومتحف ومركز وثائق البرلمان الايراني
تحمل العواصم معتقدات وايديولوجيات الإمبراطوريات التي صممتها. وكثيراً ما تقدم العواصم صورة مصغرة للكون الذي قصده الزعيم. فإذا أسأنا فهم المدينة، فإن المرء يخاطر بسوء فهم المشروع الإمبراطوري ككل. وقد نظرت الإمبراطوريات الإسلامية، مثل غيرها، إلى النجوم لإضفاء المعنى والغرض على عواصمها.
في عام 750 م، أطاحت الأسرة العباسية بالأمويين، وانتزعت السيطرة على الخلافة من الأسرة التي حكمتها لمدة قرن تقريبًا. كان العالم الإسلامي تحت سلطة جديدة. وإدراكًا منهم أن الأمويين المهزومين أسسوا دمشق كمركز لقوتهم، شرع العباسيون المتوجون حديثًا في بناء عاصمة جديدة. في عام 762 م، أسس المنصور - الخليفة الجديد للأراضي الممتدة من تونس إلى شمال الهند - بغداد، مدينة السلام. ولإنشاء عاصمة تُنقش عظمتها بين النجوم، لجأ إلى المنجمين المتمرسين في العلوم القديمة.
في الولايات المتحدة وأوروبا، كثيراً ما يُنبذ علم التنجيم باعتباره علماً زائفاً، بدلاً من الاعتراف به كمجال له تاريخ عميق وتطبيق واسع. ومع ذلك، فإن أهمية علم التنجيم بالنسبة للإمبراطوريات الإسلامية في العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث لا شك فيها. وبالتالي، فإن فهم هذا التقليد أمر ضروري لرسم خريطة المعتقدات والقرارات والدوافع في العالم الإسلامي.
إن استخدام علم التنجيم يكشف لنا عن رغبة هذه السلالات في صياغة شيء عالمي حقًا ويكشف عن الأساليب التي استخدمتها لنقش أيديولوجياتها على مدنها. إن بغداد والقاهرة وأحمد آباد كلها شواهد على الفضول الفكري الهائل للمسلمين في العصور الوسطى - قدرتهم على دمج افكار ومعتقدات ما قبل الإسلام في مجتمعهم الإسلامي المعاصر، والروعة التي استلهموا فيها تصاميم مدنهم من الفلك.
ولم يكن قرار نقل عاصمة الخلافة من دمشق قراراً سهلاً. فمثل الأمويين من قبلهم، اختار العباسيون نقل مركز القوة داخل الإمبراطورية. ولكن على النقيض من أسلافهم، اختار العباسيون بناء عاصمة جديدة بدلاً من الاستقرار في مدينة قائمة بالفعل. ورأى المنصور فرصة لإنشاء مدينة مصممة لغرض إعلان مجد الله للعالم ــ وبالتالي مجد العباسيين أنفسهم.
استقر في بلاد ما بين النهرين القديمة، واختار أرضًا بالقرب من قطسيفون (المدائن)، عاصمة إلامبراطوريتين البارثية والساسانية الفارسيتين لانشاء مدينته الجديدة. كان الموقع بمثابة إشارة للعالم ليس فقط إلى ميلاد إمبراطورية جديدة، بل إمبراطورية صُنعت من شظايا العصور القديمة.
ولضمان مجد العاصمة الجديدة، استعان المنصور بمساعدة المنجمين المتمرسين في علم النجوم المحترم: كان نوبخت وماشاء الله بن أثري يعملان على تحقيق رؤية خليفتهما. وكانت خطتهما للمدينة تكرس النية الإلهية. كان نوبخت من أصل فارسي، ويدعي أنه ينتمي إلى سلالات الإمبراطوريات الفارسية القديمة. وكان ماشاء الله من أصل يهودي فارسي. وكان كلاهما خبيراً في أسلوب علم التنجيم الذي روج له الكتاب الهلنستيون مثل بطليموس وفالنس ودوروثيوس الصيداوي.
لقد استخدم نوباخت وماشاء الله معًا فرعًا من العلم يُعرف باسم "علم التنجيم الانتخابي"، حيث "يختار" الممارس لحظة ميمونة، بناءً على وضع الكواكب، لبدء مسعى ما. وقد انجذب المسلمون في العصور الوسطى إلى هذا النمط من التنجيم بشدة، لدرجة أنهم حددوا العديد من أنشطتهم العادية - من قص الشعر إلى ممارسة الجنس - بناءً على التوقيت الفلكي. يحذر أحد النصوص المقروءة على نطاق واسع قراءه من تجنب مثل هذه الأنشطة عندما يكون القمر في برج العقرب. ويشهد ابن النديم، عالم الببليوغرافيا وبائع الكتب الشهير، على شعبية مثل هذه الكتيبات الإرشادية.
إن هذه الشعبية تؤكد القبول الواسع النطاق لهذا العلم القديم وغزارة الإنتاج التي حققها كتاب علم التنجيم خلال هذه الفترة، توضح مدى سهولة الوصول إلى علم التنجيم. فقد أخذت النصوص التي كتبها علماء التنجيم مثل أبو معشر ما كان ذات يوم حكراً على الطبقات الكهنوتية والنخبة في العالم اليوناني، وفتحت أسراره لطبقات أخرى متعلمة. وأصبح علم التنجيم، مثل أشكال التعلم الأخرى، أحد السبل التي تمكن بها المسلمون والمسيحيون واليهود في الإمبراطورية من تحسين مكانتهم الاجتماعية في مجتمع كان يقدّر التعلم.
لقد نشأ الدافع إلى دمج الماضي ما قبل الإسلامي في الحاضر الإسلامي مع تأسيس هذه العاصمة الجديدة. وكان تأسيس بغداد بمثابة بداية فترة من الانخراط العميق والناقد في الماضي بالنسبة للمجتمع العباسي. وسعى المفكرون والفلاسفة والعلماء المسلمون إلى الحفاظ على المعرفة القديمة وتوسيعها وإعادة التفكير فيها. وكان دمج الماضي والحاضر يعكس النسيج الاجتماعي التكاملي للمجتمع العباسي. وكان منجمو المنصور من الفرس واليهود، مما يعكس التنوع الثقافي والديني للإمبراطورية. ولم يتم تصميم المدينة الجديدة وفقًا لمنظور ديني محدد، بل وفقًا لعلم التنجيم ما قبل الإسلامي، وهو تقليد ولد في بلاد ما بين النهرين واندمج مع الخصائص المصرية من قبل المنجمين الهلنستيين في الإسكندرية.
لقد جعلت الأسرة العباسية من عاصمتها ــ ثم إمبراطوريتها ــ موقعا عالميا حقيقيا، موقعا يتجسد فيه الماضي ما قبل الإسلامي، ويحافظ عليه، ويتكامل فيه مكانياً وفكرياً. ونتيجة لهذا، أصبحت المدينة الجديدة موطناً للمسلمين واليهود والمسيحيين على حد سواء، حيث يعيش العرب والفرس والأفارقة واليونانيون جنباً إلى جنب.
إن تواريخ التأسيس يمكن أن تحدد مسار الثروة لشخص أو حدث أو مكان. وقد أخبرنا العلماء اللاحقون ياقوت (جغرافي من القرن الثالث عشر) والبيروني (عالم من القرن الحادي عشر) أن نوبخت وماشاء الله اختارا يوم 30 تموز 762 ميلادي باعتباره اللحظة الميمونة فلكياً لبدء العمل في العاصمة الجديدة. ويتجلى في هذه اللحظة من المخطط الفلكي المشروع الإيديولوجي الذي كان المنصور يأمل في نقله إلى العالم: كانت الشمس في موطنها برج الأسد (lion)، وهو أحد الأبراج الملكية. وفي الوقت نفسه، كان كوكب المشترى، كوكب الثروة والعلم، يرتفع في الأفق في القوس (Sagittarius). وكان توقيت مثل هذه الأحداث يتطلب حسابات دقيقة وفهمًا متقدمًا لعلم الفلك الرصدي والهندسة المعقدة. كانت هذه العملية المعقدة والإنجاز التقني بمثابة دليل غير مباشر على الثقافة الفكرية الرفيعة التي كانت تتمتع بها الخلافة العباسية. وكانت المدينة بمثابة إمبراطوريتهم الفكرية التي تجلت في العلن.
سواء كانت اللحظة المختارة مناسبة حقا أو لا : فقد كانت بمثابة وعد وإعلان لما ستكون عليه بغداد كعاصمة ـ ملكة المدن، ومكان للثروة والعلم المجيد. كما عكس تخطيط المدينة الطموح السماوي لمؤسسيها. فقد صُممت على هيئة سلسلة من الحلقات المتحدة المركز، تعكس السماوات المنظمة التي تخيلها علم الكون الإسلامي.
شكل (2): مخطط بغداد المدورة في وقت المنصورGUY LE STRANGE
وفي غضون جيل واحد، أصبحت بغداد مركز العالم الإسلامي، وقلب حياته الفكرية والثقافية والسياسية. وبنى أحفاد المنصور بيت الحكمة: مؤسسة ضخمة تشبه المكتبة مكرسة للحفاظ على المعرفة القديمة وترجمتها وتوسيعها. وهنا، عمل العلماء المسلمون والحكماء اليهود والكتبة المسيحيون على توسيع حدود المعرفة ــ من العلوم اليونانية إلى الطب الفارسي إلى الأرقام الهندية ــ تحت إشراف رعاتهم المسلمين. وعلى مدى خمسمائة عام، ظلت بغداد مركزاً للتعلم.
وعندما أسس الخليفة الفاطمي الرابع المعز عاصمة جديدة في شمال أفريقيا، لجأ هو أيضاً إلى المنجمين، سعياً إلى بناء مدينة تنافس بغداد. فمد المنجمون في بلاطه حبلاً ضخماً عليه أجراس ورفعوا أسطرلاباتهم إلى السماء، في انتظار اللحظة المثالية لدق الأجراس والإشارة إلى بدء حفر الأرض. ولكن للأسف، في اللحظة الأكثر سوءاً، هبط غراب على الحبل، فأطلق الإشارة قبل الأوان. وبينما بدأ العمال في الحفر، نظر المنجمون إلى الأعلى ـ في رعب ـ وأدركوا أن كوكب الحرب) المريخ (كان يشرق. فاندفع أحد المنجمين إلى الأمام، صائحاً: "القاهر، القاهر!" (القاهر، القاهر! ـ وهو اسم آخر للكوكب). ولكن الخليفة أخذ هذه الإشارة على محمل الجد وأطلق على المدينة اسم المريخ: القاهرة.
شكل (3): برج تأسيس مدينة بغداد حسب البيانات التي قدمها ياقوت والبيروني استنادا الى هولدن (اعداد ALI A. OLOMI)
ولقد تبنى الخليفة المعز، الفاتح، اسم كوكب الفتح كاسم لعاصمته. وتدل هذه القصة، التي ربما تكون ملفقة، على أهمية العواصم في العالم الإسلامي، والطريقة التي استخدم بها مؤسسوها علم التنجيم كوسيلة لنقل أيديولوجيتهم. وليس من الواضح ما إذا كان كوكب المريخ قد ارتفع حقاً عند تأسيس القاهرة ـ ولكننا نعلم أن المعز وأتباعه أخذوا علم التنجيم على محمل الجد. وإذا كان المعز قد أنشأ عاصمة لمنافسة بغداد، فإنه كان ليعتمد هو أيضاً على الرمزية الفلكية.
وفي وقت لاحق، عندما أسست سلطنة غوجارات مدينة أحمد آباد، في ما يُعرف الآن بغرب الهند، استخدمت أيضًا الأبراج الفلكية لتحديد اللحظة المناسبة لتأسيسها، وذلك من أجل نقش رمزية السماء على عاصمتها. ويشير المؤرخ إتش جي شاستري إلى أن السجلات تحفظ تواريخ متنافسة لتأسيس المدينة، لكنها جميعًا تشهد على أهمية الأبراج الفلكية لبدء العمل.
ولعل التنافس بين التواريخ كان نتيجة لاعتماد المغول على المنجمين المسلمين والهندوس على حد سواء، حيث كان كل معسكر يستخدم تقسيمات رياضية مختلفة قليلاً للأبراج. ومع ذلك، فإن الوزن الممنوح لكلا التقليدين في علم التنجيم يشير إلى حقيقة أدراج المغول ــ مثل العباسيين من قبلهم ــ المعرفة التي سبقت الإسلام في مجتمعاتهم. والواقع أن علم التنجيم في الهند له جذور قديمة، سبقت المغول؛ وعلى هذا النحو، كان الخبراء الهندوس يتمتعون بمكانة إلى جانب المنجمين المسلمين. وكما كان الحال في الإمبراطوريات السابقة، كانت التقاليد المتنوعة في علم التنجيم موضع ترحيب في البلاط الإسلامي.
إن استخدام علم التنجيم في الماضي الإسلامي لما قبل الحداثة يشكل خيطاً فكرياً بالغ الأهمية من شأنه أن يساعدنا في تتبع علم الكونيات والسياسات المعقدة التي كانت سائدة عند السلالات الإسلامية الحاكمة. كما يخبرنا عن رغبات هذه السلالات الحاكمة في صياغة شيء عالمي حقاً. فعندما صممت الإمبراطوريات الإسلامية في العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث مدنها، لجأت إلى السماء طلباً للإلهام، فجلبت المعرفة القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام إلى مجتمعاتها الإسلامية، وبالتالي صممت شيئاً خالداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:https://www.publicbooks.org/baghdad-medieval-muslim-astrology/
سارة إي بوند هي أستاذة مشاركة للتاريخ في جامعة أيوا ومديرة الدراسات الجامعية. وهي مهتمة بالتاريخ الروماني المتأخر، وعلم النقوش، وقانون العصور القديمة المتأخرة، والعلوم الإنسانية الرقمية، والتاريخ العام، والخبرة الاجتماعية والقانونية للشعوب الهامشية القديمة. نُشر كتابها، التجارة والمحرمات: المهنيون سيئو السمعة في البحر الأبيض المتوسط الروماني، في مطبعة جامعة ميشيغان في عام 2016.
ستيفاني وونغ كاتبة ومحررة وفنانة وطالبة دراسات عليا. ظهرت كتاباتها في صحيفة نيويورك تايمز ومجلة لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس. كمحررة مساهمة في Public Books.
الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري وتأثيرها على العمارة
موفق جواد الطائي *
تاريخ العمارة هو رحلة مستمرة من التطور والتجديد تعكس الاحتياجات والتطلعات الإنسانية على مر العصور. هذه الرحلة ليست فقط عن تنويعات الأشكال والطرز، بل هي تعبير عن حياة ومعيشة الشعوب، وتهدف لتحقيق احتياجات وظيفية معينة. في العمارة، تتولد الطرز المعمارية عندما يحاول المصممون تقليد أو تطوير أساليب تصميم محددة، ولكن لا يمكن قبول كل الطرز أو رفضها بشكل مطلق، حيث يمكن أن يولد كل اتجاه جديد طرازاً خاصاً يعبر عن روح عصره، إلا أننا نقول هنا السؤال المركزي لمصلحة من هذه العمارة لخير الناس ام لخير الفاسدين من الناس مبيضي أموال السرقات ومحتكري سوق السكن وحياة الناس.
الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري
1.التركيز على البعد الاجتماعي والوظيفي
- بدأت الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري تهتم أكثر بالجوانب الاجتماعية والوظيفية للمباني، بهدف خلق بيئات معيشية تلبي احتياجات الأفراد وتعزز من جودة حياتهم.
- تطورت هذه الفكرة بشكل ملحوظ بعد الثورة الصناعية، حيث سعت الحركات المعمارية إلى المزج بين الابتكارات الفنية والمتطلبات الاجتماعية، مما أدى إلى ظهور مدارس مثل مدرسة "الباوهاوس" بقيادة والتر كروبياس، التي ركزت على الوظيفية والبساطة والنقاوة وأضحت العمارة تهدف إلى ما يسمى بالشعر السهل الممتنع وتبتعد عن البهرجة، واليوم جاءت حركة الحداثة الجديدة بعد ما بعد الحداثة استمرارا للنهج الذي كان ينتهجه الباهوس وسعيا الى دور المعماري في (عمل الكثير بالقليل) وهذا يجب ان يكون الشعار والهدف المركزي في التعليم المعماري للدول النامية وخصوصا العراق الذي بلغ الأمر فيه ان ربع الشعب دون خط الفقر وسينبذ الشعب كل من يسعى إلى تزييف عمارته النقية الرائدة الاصيلة بالكليشات الشعبوية التي تدعو إلى إغراق العمارة بنقوش وزخارف شعبوية باسم التراث، فالتراث سلسلة من القرارات تبدأ من تخطيط المدن وتنتهي بوظيفة المبنى واختزاله بمادة إنهاء او عنصر انشائي، انه التخلف بعينه في العمارة.
2- دمج الاستدامة في التعليم المعماري
- الاستدامة هي أحد الاتجاهات الحديثة البارزة في التعليم المعماري، حيث يتم تعليم الطلاب كيفية تصميم مبانٍ صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، مع التركيز على استخدام المواد الطبيعية وإعادة تدويرها.
ويلزمنا تعليم الطلبة الاقتصاد المستقل والتنوع الحيوي ومهارة في استخدام المواد المتاحة وخصوصا في المباني الريفية مثل الطين والقصب والقوغ والحجر المحلي وإدخال تدريس هذا الاتجاه يعكس توجهًا عالميًا نحو تقليل الأثر البيئي وتحقيق التوازن بين التصميم والبيئة.
3.التكامل بين التكنولوجيا والعمارة
- أدخلت التكنولوجيا تغييرات جذرية في التعليم المعماري، بدءاً من برامج التصميم الرقمي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم وتنفيذ المباني.
تتيح هذه الأدوات الحديثة للمعماريين استكشاف أشكال جديدة ومبتكرة، مع تحسين الدقة والكفاءة في التصميم والتنفيذ.
4.التركيز على تجربة المستخدم والتصميم المتمحور حول الإنسان.
الاتجاهات الحديثة تركز على أهمية التصميم الذي يراعي السلوك الإنساني والادراك المعرفي(الكوكنتف) وتجربة المستخدم، بهدف إنشاء بيئات مريحة ومستجيبة لاحتياجات الأفراد.
لذلك توجب ادخال مادة الادراك المعرفي في المناهج وكانت هناك تجربة رائده قامت بها الجامعة التكنلوجية واهملتها، وهذا هذا يشمل دراسة العلاقة بين البيئة المبنية والسلوك، مما يعزز من تصميم مبانٍ تعكس فهمًا عميقًا للطبيعة البشرية.
5.التجريب والابتكار كجزء من التعليم المعماري
شجعت المدارس الحديثة مثل المستقبلية والتعبيرية المعمارية على التجريب بالمواد والأشكال، مما يدفع الطلاب إلى تجاوز الحدود التقليدية والبحث عن حلول تصميم جديدة تلبي تطلعات المستقبل، الا ان الحركات الجديدة مثل البرمترية شجعت أسلوبا آخر جديدا وسلاحا ذا حدين، العمارة الرقمية, التخلف عنها يعني أننا ضد إرادة العصر وهي التطور الرقمي والرضوخ لها، الجانب غير المنضبط يعني أننا في فوضى عارمة في العمارة قد يتحملها بلد متقدم ولكن لا يتحملها بلد نامي بالكاد يجد قوته اليومي وربع شعبه دون خط الفقر، لذا نرى أن الحل في أن نجعل القسم المعماري بقلب نابض مركزي واحد يسمى مركز تصميمي ونلغي موضوعة الصفوف فالكل ينتمي لهذا المركز التصميمي المفتوح والتدريس يتم به وفق مجاميع قد تتضمن كل مجموعة من صفوفنا مجاميع من سنين مختلفة ومهن وحرف متنوعة في قاعة مركزية تسمى المركز التصميمي وهذا نصا ما يحدث الآن في الام أي اتي وهارفرد ويل، انها مناسبة أيضا للأقسام المعمارية الجديدة في المحافظات حيت سيتيح التعلم الرقمي لهم التعليم من الكوادر الكبيرة والمجربة والمنظمة في كل العالم وهذا يعني عدم إبقائهم على منهج جامعة بغداد التي صاغ كل مناهج الأقسام المعمارية المختلفة التي يجب ان تهتدي بالحاجة المحلية للمحافظة وليس بالضرورة لبغداد.
الاستنتاج
الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري ليست مجرد أساليب تدريسية، بل هي قوة دافعة نحو تشكيل المعمارية المستقبلية وتمثل إرادة العصر . من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية، والاستدامة، والتكنولوجيا، وتجربة المستخدم، يتحول التعليم المعماري إلى مختبر إبداعي (مركز تصميمي) جماعي (العمارة المتكاملة) يمكن أن يحدد شكل المدن والمباني في المستقبل، محققًا توازنًا بين الجمال، والوظيفة، والابتكار ويكون الهدف المركزي فيه عمل الكثير بالقليل.
ــــــــــــــــــ
* معماري واكاديمي
ص9
هومبيرت وخاشانوف يتأهلان لنصف نهائي باريس
باريس ـ وكالات
واصل الفرنسي أوغو هومبيرت عروضه القوية في بطولة باريس للأساتذة، بعد وصوله إلى نصف النهائي عقب التغلب على الأسترالي جوردان تومبسون. ونجح الفرنسي المصنف 15 على البطولة بعد التفوق على تومبسون بمجموعتين دون رد، بواقع (6-2) و(7-6)، ليواصل عروضه القوية بعد إقصاءه الإسباني كارلوس ألكاراز في الدور الثالث.
ويواجه الفرنسي في نصف النهائي الروسي كارين خاشانوف حامل لقب البطولة في عام 2018، والذي أقصى بدوره البلغاري غريغور ديمتروف بمجموعتين دون رد بواقع (6-2) و(6-3).
وبحسب أرقام "أوبتا" للإحصائيات، منذ انطلاق بطولات الأساتذة في عام 1990، أصبح خاشانوف رابع لاعب غير مصنف يصل إلى نصف نهائي بطولة باريس أكثر من مرة واحدة، وذلك بعد مايكل لودرا وجون إيسنر إضافة إلى ديمتروف.
يذكر أن نصف النهائي الآخر سيجمع بين الدنماركي هولغر رون والألماني ألكسندر زفيريف.
دوري نجوم العراق
القيثارة يتمسك بالصدارة
والصقور والنوارس يعودان إلى سكة الانتصارات
متابعة ـ طريق الشعب
شهدت الجولة السادسة من دوري نجوم العراق منافسات قوية، حيث تألق فريق الشرطة بفوزٍ عريض على مستضيفه النفط بنتيجة 2-0، ليحافظ على صدارته للبطولة.
وأحرز أهداف اللقاء اللاعب مهند علي في الدقيقة 23، تلاه زميله محمد داوود الذي أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 48. مع هذا الفوز، رفع الشرطة رصيده إلى 14 نقطة، بفارق 3 نقاط عن النفط الذي تراجع إلى المركز الثاني.
وعلى ملعب الكوت الأولمبي، تمكن فريق القوة الجوية من الفوز على ضيفه زاخو بهدف وحيد.
انتهى الشوط الأول بتقدم القوة الجوية بهدف وحيد سجله اللاعب علاء عباس من ركلة جزاء نفذها بنجاح في الدقيقة 21. واستمرت النتيجة على حالها في الشوط الثاني، حيث لم يتمكن أي من الفريقين من تسجيل أهداف أخرى، لينتهي اللقاء بفوز القوة الجوية.
بهذا الفوز، قفز فريق القوة الجوية إلى المركز الثاني برصيد 12 نقطة، بينما تجمد رصيد زاخو عند النقطة التاسعة وتراجع إلى المركز السابع في جدول الترتيب.
وفي سياق المنافسات، تمكن فريق الكرمة من الفوز على ضيفه القاسم 1-0، بفضل هدف محمود خليل في الدقيقة 80. هذا الانتصار منح الكرمة 10 نقاط في المركز الرابع، متأخراً بنقطة واحدة عن النفط ونفط ميسان أصحاب المركزين الثاني والثالث.
كما حقق فريق كربلاء فوزاً مهماً على الحدود 1-0، حيث سجل لوس محمد هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 30. ارتفع رصيد كربلاء إلى 9 نقاط، مما وضعه في المركز الثامن بفارق الأهداف عن الفرق الأخرى في جدول الترتيب.
في مباراة أخرى، أسعد الزوراء جمهوره بفوزٍ مثير على نوروز، حيث سجل مامادو نتانغا هدف الانتصار في الدقيقة 90. هذا الانتصار رفع رصيد الزوراء إلى 10 نقاط في المركز الخامس، بفارق الأهداف عن الكرمة.
أما فريق الحدود، فقد واصل سلسلة نتائجه السلبية بتذييله جدول الترتيب بدون أي نقاط، مما يزيد من الضغوط عليه في الجولات المقبلة.
لاعبو الدوري العراقي بين الاهتمام والإهمال
منعم جابر
قبل أيام اطلعت على تصريح للمدرب الاسباني كاساس، وقال إنه: "يسعى لأن يجعل المنتخب العراقي من أفضل الفرق الآسيوية وفي طليعة منتخبات العالم المتطورة، عن طريق استقطاب اللاعبين العراقيين المنتشرين في ملاعب العالم". وهذه خطوة جيدة، ولكننا نطالب السيد كاساس أن يضيف لمهمته مسألة أخرى وهي البحث عن الكنوز الكروية التي تتواجد في الساحات والملاعب العراقية، فقد عشنا أزمانا طويلة نعتمد على أبنائنا في داخل الوطن وتمكنا من تحقيق نتائج طيبة، أما اليوم فقد أصبحنا نعيش في مرحلة جديدة وتحقق لنا انفتاح كبير وعالم أوسع.
وهنا أناشد السيد كاساس أن يظل حريصاً على كل اللاعبين وان لا يهمل أحداً منهم، وان يتابع دوري نجوم العراق ففيه الكثير من المواهب، وحتى لا يشعر لاعبو الوطن بالإحباط او التهميش لأنكم تبحثون عن النجوم في الملاعب الخارجية فقط.
إن دوركم الأساس كمدرب هو البحث عن المواهب والمبدعين، وان تعطوا اهتماماً إضافياً للاعبي الدوري المحلي وتتابعوا مستوياتهم وإبداء الملاحظات لبعضهم لأن ذلك سيدفعهم للمنافسة والارتقاء بمستوياتهم الفنية، بما ينعكس على مستوى الفرق والدوري واللاعبين.
إننا نؤمن أن التدريب الصحيح يخلق لاعباً جيداً وأن الإشراف والتدريب العلمي سيخلق لاعباً بكفاءة عالية ومعرفة جيدة بأسرار اللعبة وتفاصيلها. وهذا ما يتحقق مع لاعبي المهجر من المغتربين بسبب تريبتهم الصحيحة ومعارف مدربيهم وعلوم أنديتهم، الأمر الذي سيدفع بهم إلى النجومية والتطور.
لذل نقول لأحبتنا اللاعبين العراقيين عليكم بالاجتهاد والعمل الصحيح والصادق من أجل رفع المستوى الفني والارتقاء بكفاءتكم. وأبواب المنتخب مفتوحة للجميع.
26 لاعبا في قائمة العراق لمباراتي الأردن وعُمان
بغداد ـ طريق الشعب
كشف خيسوس كاساس مدرب منتخب العراق، القائمة المستدعاة لمواجهتي الأردن وعمان، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026.
وضمت القائمة 26 لاعبا، وهم جلال حسن، فهد طالب، حسين حسن، مناف يونس، زيد تحسين، ريبين سولاقا، فرانس ضياء، علي فائز، مصطفى سعدون، حسين علي، ميرخاس دوسكي، أحمد يحيى، زيدان إقبال، أمير العماري، أمجد عطوان، محمد الطائي، إبراهيم بايش، يوسف أمين، منتظر ماجد، دانيلو السعد، أحمد ياسين، سعد عبد الأمير، علي الحمادي، مهند علي، أيمن حسين وعلي جاسم. وقال كاساس في تصريحات صحفية، إن التحضيرات ستبدأ من خلال تجمع لاعبي الدوري العراقي، يوم الجمعة المقبل في البصرة، قبل وصول المحترفين.
ومن المقرر أن يستضيف المنتخب العراقي، نظيره الأردني، الخميس 14 تشرين الثاني، على أن يحل ضيفا على نظيره العماني، يوم 19 من الشهر ذاته.
ويحتل المنتخب العراقي، المركز الثالث بجدول ترتيب المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، بفارق الأهداف عن الأردن الوصيف، و4 نقاط عن عمان صاحبة المركز الرابع.
ميدالية برونزية للعراق في بطولة العالم بكرة السرعة
بغداد ـ طريق الشعب
أحرز المنتخب الوطني العراقي بكرة السرعة، ميدالية برونزية في بطولة العالم الخامسة والثلاثين والتي أقيمت في جمهورية مصر العربية. وقال الاتحاد العراقي المركزي لكرة السرعة، في بيان، إن" لاعب المنتخب الوطني بكرة السرعة أنس عمر ذنون تمكن من إحراز المركز الثالث في فعالية الفردي لفئة الناشئين في بطولة العالم الخامسة والثلاثين والتي اختتمت فعالياتها في العاصمة المصرية القاهرة، مضيفا أن حصول العراق على ميدالية برونزية في بطولة كأس العالم يعد إنجازاً غير مسبوق طيلة المشاركات الماضية". وأضاف أن "المنتخب الوطني بفئتي المتقدمين والناشئين تمكن من إحراز التصنيف الرابع فرقياً على مستوى العالم، وهو يعد انجازاً يحسب للاعبي المنتخب العراقي وملاكاته التدريبية، مبيناً ان المنافسة كانت على أشدها بين لاعبينا ومنافسيهم من المنتخبات العالمية المشاركة في البطولة والذين يتمتعون بخبرات كبيرة". يذكر أن إحدى لاعبات المنتخب العراقي بكرة السرعة، سبق وأن حصلت على المركز الرابع في بطولة العالم الرابعة والثلاثين والتي أقيمت في مدينة اسطنبول التركية عام 2023.
الشرطة يواصل التحضير
للقاء الأهلي السعودي
متابعة ـ طريق الشعب
أكد مدير فريق الشرطة هاشم رضا أن فريقه وصل أمس الأول الجمعة إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية استعداداً لخوض مباراته المهمة أمام فريق الأهلي السعودي لحساب الجولة الرابعة من مسابقة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وقال رضا في تصريح خاص للوكالة الرسمية إن "الفريق في أتم الجاهزية رغم وجود غيابات لأربعة لاعبين وهم أحمد زيرو وعبد المجيد أبو بكر وأحمد فرحان وحسن رائد الذين لم يلتحقوا مع الفريق بسبب الإصابة وبقوا في بغداد لغرض التأهيل".
وأضاف أن " فريقه سيخوض اليوم الأحد وحدة تدريبية ثانية وأخيرة على الملعب الرئيسي الذي سيضيف المباراة قبل لقاء الأهلي السعودي".
وأتم أن " الكادر الفني للفريق يتأمل بأن يقدم اللاعبون مباراة تليق باسم الكرة العراقية ونادي الشرطة في هذا المحفل الآسيوي المهم".
يشار إلى أن نادي الشرطة خاض ثلاث مباريات في البطولة تعادل مع النصر السعودي بهدف لكل منهما وخسر في الثانية أمام الهلال السعودي بخماسية وتعادل في مباراته الثالثة مع فريق باختاكور الاوزبكي سلبياً.
ليونيل ميسي يخطط للعودة إلى برشلونة قبل الاعتزال
ميامي ـ وكالات
فجرت مصادر صحفية مفاجأة تتعلق بمستقبل الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، مهاجم إنتر ميامي، الذي ينتهي عقده مع الفريق الأمريكي في 31 كانون الاول 2025. وفقًا لموقع "Elgoldigital"، يخطط ميسي للعودة إلى الملاعب الأوروبية بعد انتهاء تجربته في الدوري الأمريكي، حيث قاد إنتر ميامي لتحقيق إنجازات محلية وقرب مشاركته في كأس العالم للأندية.
الموقع أشار إلى أن ميسي، الذي سيصبح لاعبًا حرًا بعد انتهاء عقده، لا ينوي الاستمرار في الدوري الأمريكي، بل ينتظر الفرصة للعودة إلى برشلونة والانضمام مجددًا إلى صفوف النادي الكتالوني. يحلم ميسي باللعب مع برشلونة لموسم أو اثنين قبل اعتزاله كرة القدم، بعد أن حقق أبرز أحلامه بالفوز بلقب مونديال قطر 2022.
ميسي يعد واحدًا من أبرز أساطير برشلونة، حيث قضى 17 عامًا في صفوف النادي، محققًا العديد من الألقاب المحلية والأوروبية. خلال مسيرته مع برشلونة، خاض 778 مباراة وسجل 672 هدفًا، بالإضافة إلى 303 تمريرات حاسمة. كما توج بلقب أفضل لاعب في العالم تسع مرات.
يعتبر ميسي الهداف التاريخي للنادي، حيث يبتعد بفارق كبير عن أبرز ملاحقيه، مثل سيزار رودريغيز ولويس سواريز. ومنذ مغادرته برشلونة عام 2021، ارتبطت شائعات عدة بعودته، خاصة بعد تجربته مع باريس سان جيرمان وإنتر ميامي. مع اقتراب نهاية عقده، تشتعل التكهنات حول مستقبل ميسي، وتبقى برشلونة الوجهة المفضلة بالنسبة له في رحلته الأخيرة قبل الاعتزال.
أوكلاهوما سيتي ثاندر يحقق فوزاً كبيراً
على بورتلاند ترايل بليزيرز
أوكلاهوما ـ وكالات
سجل شاي غيلغيوس ألكسندر 30 نقطة في 28 دقيقة، ليقود فريق أوكلاهوما سيتي ثاندر للفوز على بورتلاند ترايل بليزيرز بنتيجة 137-114، ضمن منافسات دوري السلة الأمريكي للمحترفين.
بهذا الانتصار، حافظ ثاندر على سجله خاليًا من الهزائم في الدوري هذا الموسم، محققاً انتصاره الخامس. وقد ساهم في الفوز كل من جالين ويليامز الذي سجل 22 نقطة، وكاسون والاس وآرون ويجينز برصيد 13 نقطة لكل منهما بعدما شاركا من على مقاعد البدلاء.
على الجانب الآخر، سجل جيرامي جرانت 17 نقطة لبورتلاند، بينما أضاف دياندري أيتون 14 نقطة، وتوماني كامارا 13 نقطة، وديني أفديغا 11 نقطة.
وفي مباريات أخرى من الدوري، حقق بوسطن سلتيكس انتصاراً على شارلوت هورنيتس بنتيجة 124-109، وكليفلاند كافالييرز على أورلاندو ماجيك 120-109، ونيويورك نيكس على ديترويت بيستونز 128-98.
كما فاز ساكرامنتو كينجز على أتالانتا هوكس 123-115، وبروكلين نتس على شيكاغو بولز 120-112، ولوس أنجليس ليكرز على تورنتو رابتورز 131-125، وتغلب نيو أورليانز بيليكانز على إنديانا بيسرز 125-118، ومينيسوتا تمبرولفز على دنفر ناجيتس 119-116.
ص10
ملاحظات حول الشعبوية من منظور يساري
أحمد الديين
أولاً: لماذا نهتم بطرح موضوع الشعبوية الآن؟
برز في أميركا وأوروبا منذ سنوات الاهتمام بالشعبوية، خصوصاً بعد انتخاب ترامب، وهناك من يتحدث عما يسمى “اللحظة الشعبوية” التي يمر بها العالم… والشعبوية تبرز أكثر في أوقات أزمات النظام الرأسمالي، وهذا ما حدث بعد أزمة ١٩٢٩ وأدى لتمكين النازية والفاشية… والآن هناك أزمة محتدمة يعانيها النظام الرأسمالي، وعندما تختفي الفوارق ويغيب التمييز بين اليمين واليسار ينفتح المجال أكثر أمام الطرح الشعبوي.
وفي الكويت مع تنامي الحس الطبقي المناهض للرأسمالية، الذي لم يتحول بعد إلى وعي طبقي، فقد تحول التذمر الشعبي البرجوزاي الصغير وأصبح يشكل توجهات شعبوية، مع ملاحظة أنها لا تمثل قطعاً مع النظام الرأسمالي ولا تقف على أرضية معادية للملكية الخاصة لوسائل الانتاج ولا تطرح البديل الاشتراكي، بينما برنامجنا كيساريين هو تحويل الحس الطبقي المعادي للرأسمالية إلى وعي طبقي يتبني البديل الاشتراكي.
ولعلنا لحظنا خلال السنوات الأخيرة بروز الخطاب الشعبوي المعارض، بل لحظنا كذلك بروز الخطاب الشعبوي العنصري اليميني.
وقد برزت النزعات الشعبوية في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها لبنان والعراق قبل سنوات في الموقف السلبي تجاه مشاركة الأحزاب ككل في الانتفاضة، بما فيها الحزب الشيوعي الذي اضطر للنزول كأفراد أكثر منه كحزب.
لهذا كله علينا أن نتداول أمر هذه الظاهرة المتنامية في العالم والممتدة إلى منطقتنا ومجتمعنا.
ثانياً: التعريف:
مع أن تعريف الشعبوية ما زال قيد البحث، وليس محسوماً، بل ربما هو مصطلح لا يخلو من غموض… وهنا أشير إلى معلومة نشرت مؤخراً عن اجتماع عقده خلال شهر آذار من العام ٢٠٢٠ عشرات الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم في كلية لندن للاقتصاد، وذلك بهدف تعريف الشعبوية، وفي النهاية فشل المجتمعون في الاتفاق على تعريف واحد، وخلصوا إلى أنه لا يمكن في الوقت الحاضر أن يكون هناك شك في أهمية الشعبوية، لكن لا أحد يعرف ما هي؟.
إلا أنه مع ذلك كله، فبالنسبة لي يمكن أن نحاول تعريف الشعبوية بأنها أولاً تمثل نزعة سياسية واجتماعية وأسلوب تفكير تبسيطي أحادي بالتزاوج مع أسلوب خطاب تهييجي يخاطب العواطف وأسلوب عمل وتحرك يركز على الفرز السياسي بين خندقين الشعب والنخبة أو الأقلية، أو نحن وهم، “الناس اللي تحت والناس اللي فوق”، أكثر من كونها تمثل اتجاهاً ايديولوجيا متكاملاً له أبعاده المعرفية والمنهجية، وبالطبع فإن الشعبوية لا ترقى لأن تكون فلسفة أو نظرية سياسية… أو لنقل في أحسن الأحوال أن البعد الأيديولوجي في الشعبوية هش وضعيف وغير متماسك.
وثانياً يمكن القول إنّ الجذر الطبقي للشعبوية يعود في الغالب إلى البرجوازية الصغيرة التي تتميز كطبقة اجتماعية بعدم التجانس من جهة، وبالإزدواجية من جهة أخرى لكونها طبقة مالكة وكادحة في آن واحد معاً، وبالتالي فهي ذات مواقف متذبذبة ليست معادية جذرياً للرأسمالية ولكنها تعاني من مزاحمة وضغوط الفئات العليا من الرأسماليين أو البرجوازية الكبيرة… بمعنى أن الشعبوية نزعة سياسية واجتماعية برجوازية صغيرة، تبرز في الظروف التي تعاني فيها البرجوازية الصغيرة من الضغوط والإفقار والتهميش.
وثالثاً فإنّ الشعبوية تنطلق من كون الشعب ككل له مصلحة واحدة، متجاهلة بأن الشعب ينقسم إلى طبقات اجتماعية مختلفة ولها مصالح متفاوتة ومتناقضة، وهذا الشعب أو الناس العاديون يقفون في مواجهة نخبة أو نخب فاسدة أو معزولة عن حياة الشعب أو الناس العاديين وواقعهم… والشعبوية هي المعبرة عن إرادة هذا الشعب أو إرادة الناس العاديين أو ما يسمى “الأغلبية الصامتة” وهي صوت الذين لا صوت لهم.
ورابعاً فإن الشعبوية مثل أي ظاهرة سياسية واجتماعية تتأثر بالتناقضات الدائرة داخل المجتمع، ولذلك تتجاذبها ميول مختلفة يمينية ويسارية، مع أن أحد أسباب أو عوامل بروز الشعبوية تتمثل في ضبابية الفروق بين اليمين واليسار، إلا أن هناك ميلاً يسارياً يضع الشعب في مواجهة الرأسماليين ويركز على المساواة والمظالم الاجتماعية والاقتصادية وأحياناً على الانقسامات الثقافية والمشكلات البيئية والميول الجنسية… وهناك في المقابل، وهذا هو السائد في أوروبا والولايات المتحدة ميل يميني يضع الشعب في مواجهة الأجانب مثلا ويركز على قضايا اجتماعية وثقافية أخرى مثل الهجرة والموقف ضد الأجانب، مثلما حدث في بريطانيا قبل أسابيع… ولذلك يمكن القول إن هناك شعبوية يسارية وشعبوية يمينية… بل هناك من ينظّر مثل شانتال موف إلى أن أفضل مواجهة للشعبوية اليمينية هي تطوير نوع من الشعبوية اليسارية… لسحب الجمهور من اليمين الشعبوي إلى اليسار الشعبوي (مع تجاهل أن غالب الجمهور قد لا يكون مصوتاً لليمين الشعبوي، بل ربما لم يصوت بالأساس).
ثالثاً: وقفات أمام ملامح شعبوية كويتية:
١- برز أمامنا التحدي الشعبوي في العام ٢٠٠٠ عبر كتلة العمل الشعبي، التي سحبت البساط من تحت أقدام الحركة الوطنية الديمقراطية كمعارضة تاريخية مع بروز الميل الليبرالي لديها… وفي المقابل أنشأ قسم من اليسار داخل المنبر الديمقراطي، وكنت أحدهم، التيار الشعبي في المنبر الديمقراطي كرد فعل، وكانت تلك محاولة لتأسيس يسار شعبوي كويتي واستمر ذلك التيار الشعبي في المنبر فترة من الوقت وعقد اجتماعات واصدر بيانات لكنه تلاشى، لأن المفقود حينذاك كان حزب الطبقة العاملة المستقل.
٢- يمكن القول بأنّ التحرك لإسقاط القروض يقدّم مثالاً نموذجيا للطرح الشعبوي في الكويت… من حيث تبسيط الموضوع والشعار والمطلب والحل…بينما نجد في المقابل أن الرأسماليين ومعهم الليبراليون ينكرون وجود المشكلة، ويرفعون في وجهها شعارات وماذا عن “العدالة”؟ …أما اليسار ممثلاً بالحركة التقدمية الكويتية فإنّه على خلاف الشعوبيين والليبراليين يبدي تفهمه لوجود مشكلة مقترضين معسرين ومتعثرين ويدعو إلى البحث عن حلول ومعالجات متنوعة.
٣- هناك أمثلة على النظرة للصراع السياسي من من منطلق شخصاني… كالخطاب السياسي التهييجي الشخصاني عند بعض أطراف المعارضة في السنوات الأخيرة الماضية وإطلاق تسميات ساخرة على الخصوم السياسيين، وهذه “فشة خلق” لا تنمي وعياً سياسياً، على خلاف ما يطرحه اليسار من أن المعارضة إنما هي بالأساس معارضة مصالح وقوى طبقية متنفذة، ومعارضة نهج وسياسات وقوانين وقرارات وليست معارضة أشخاص.
٤- وهناك مثال آخر على طبيعة النقد السياسي الشعبوي غير الجذري تجاه السلطة بالتعويل على طرف سلطوي في مواجهة طرف آخر، وتقديم أحد شخوص مراكز النفوذ المتنافسة داخل السلطة كمنقذ مع تجاهل كونه جزءا من الطبقة المسيطرة.
٥- الخطاب الشعبوي العنصري ضد الأجانب أو حتى ضد بعض فئات من الكويتيين.
٦- تقديس الزعامات الفردية وتبني موقف سلبي تجاه العمل السياسي المؤسسي المنظم.
رابعاً: كيف يجب أن نتعامل مع الشعبوية؟
بداية، فلعله من المهم بالنسبة لنا كيساريين أن نميز أنفسنا وتحليلنا وخطابنا وأسلوب عملنا على مستويات عدة، وليس تجاه الشعبويين فقط… وذلك عبر تمييزنا تجاه التوجهات الليبرالية والرأسمالية… وتمييزنا كذلك تجاه قوى الإسلام السياسي الرجعية الساعية لتقويض الدولة المدنية… وتمييزنا بالإضافة لما سبق عن الطرح الشعبوي التبسيطي الديماغوجي الغوغائي الانفعالي… بمعنى تمييز مضموننا الطبقي وانحيازنا الاجتماعي نحو الطبقة العاملة والفئات الشعبية والمهمشة… تمييز توجهنا الديمقراطي الحداثي العلماني.
ومن المهم أيضاً التوجه نحو الناس البسطاء وهذا يتطلب مراعاة ذلك في خطابنا السياسي على مستويات عديدة: نستوعب ونتفهم مشكلاتهم وهمومهم ومطالبهم ومخاوفهم وتحفظاتهم وتدني وعيهم السياسي… نبتعد عن الخطاب النخبوي المتأستذ الفوقي… ولكن مع مراعاة أنّ تبسيط خطابنا لا يعني الانجرار وراء التبسيط الشعبوي الضار، وإنما تبسيطه لتسهيل وصوله وتسهيل تقبله وتسهيل فهمه، مع مراعاة الدقة والموضوعية.
مع الانتباه والحذر من تقديم أنفسنا كيسار شعبوي إزاء اليمين الشعبوي، بل لعله من المفيد إبراز تناقضات الشعبويين وضيق أفقهم وعدم علميتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منصة “تقدم” – 17 أيلول 2024
لا بد من العودة إلى الفيلسوف غرامشي في أزمنة الحروب
موسى برهومة
في الليلة الظلماء يُفتقد غرامشي، وما أكثر ليالينا الظلماء الموحشة نحن، المنذورين، للعيش في طاحونة الحروب والآلام. يلمع أنطونيو غرامشي في الذاكرة كخشبة نجاة، ومرشداً، ومواسياً نفسياً، ورائياً، مع أن حياته كانت سلسلة لا متناهية من التحديات والعذابات. لكن عقله الذكي انتصر، على رغم تشاؤمه، وذلك بفضل إرادته المتفائلة.
ومن بين مختلف المثقفين والمنظرين اليساريين، يبرز الشيوعي الإيطالي والبرلماني والمناضل كنموذج لما يتعين أن يعيشه الإنسان التواق إلى النبل وغير المبالي بالإغراءات، والعاضّ على جرحه، والممسك بجمرته حتى لو أحرقت عظام كفه. نعم تلك صورة مثالية، ربما يكون تحققها متعذراً أو ذا حظ قليل، ولكن لا بأس فلتختبر الندرة تجربتها من إمكانية التحقق والتبلور، أو عدمه.
يعني استحضار غرامشي الآن، إنعاشاً لمقولته الخالدة في الانحياز للإرادة المقاتلة، وقهر المطارق التي تدق في العقل محرضة إياه على مزيد من القلق والقليل من المبادرة لحل المشكلات. العقل، وبخاصة الفلسفي الذي كان يقصده غرامشي في عبارته التي صارت مثلاً وعبرة، لا يؤول إلى حلول “منطقية” للمشكلات التي تؤرقه.
وإذا كان العقل منشغلاً بالقضايا الوجودية، والأسئلة المتصلة بالكينونة والعدم، فإن تشاؤمه يتضاعف، وهذا ما واجه غرامشي وهو يعيد ترسيم الخريطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلاده، والعالم أيضاً. إنه يتوق إلى زمن ينهي، ببطء، هيمنة السلطة على المجتمع استناداً إلى كفاءتها المالية، أو أصولها الرأسمالية. عقل غرامشي، وهو يفكك هذه المعضلة، كان يقود إلى موانع شاهقة، تكاد تكون مستحيلة.
بيْد أن تفجير العقل إلى حدوده القصوى ألهم غرامشي إلى القطع مع ماركس، وفي ما بعد التخلي عن ستالين، وقبلهما الاحتكاك الخشن مع أفكار لينين (في الثورة المسلحة بالضربة القاضية)، ليخلص إلى أن الثقافة، وليس الاقتصاد وحسب، يمكن أن تشكل أداة هيمنة مبتكرة ونظيفة (أي بلا استغلال رأسمالي متوحش). لذا يمكن للثقافة أن تصنع الفارق في التحول، من خلال المثقفين الذي وصفهم بالعضويين، تمييزاً لهم عن المثقفين التقليديين المتقاعسين المدافعين عن الموروث البالي والمتطلعين دائماً إلى مصالحهم الذاتية الضيقة.
الثقافة العضوية
هؤلاء المثقفون العضويون يمكن أن يشكلوا الرباط المتين الذي شبهه بـ”الأسمنت” الذي يشبّك البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية، ما ينتج “كتلة تاريخية”، بمعنى حشد كل القوى الاجتماعية الباحثة عن التغيير في مرحلة تاريخية معينة، تحت هيمنة الحزب الماركسي، من أجل تغيير النظام الرأسمالي القائم. واستخدم مفهوم “الكتلة التاريخية” في معانٍ شتى، حتى أنه أخرج عن سياقه الذي قصده غرامشي، وراح يُعتقد أنه محض تشكيل جبهة وطنية أو تحالف سياسي، مع أحزاب ربما تكون برجوازية، وهو أبعد من مظان غرامشي وتطلعاته. كما استخدم مفهوم “الكتلة التاريخية” من قبل محمد عابد الجابري في كتاباته عن القبيلة والغنيمة والعقيدة، حيث يتبنى المفكر المغربي هذا المفهوم للخروج من أزمة الحكم في العالم العربي، من خلال جمع كل القوى الاجتماعية الباحثة عن التغيير في مرحلة تاريخية معينة، منشئاً مقارنة بين حال الأمة العربية الحالية، وما كانت عليه إيطاليا الرأسمالية مطلع القرن الـ20، حيث التفاوت القهار بين شمالها وجنوبها.
غرامشي، المولود في جزيرة ساردينيا الإيطالية، ذات الاقتصاد الضعيف المستلب، أراد أن ينصف الطبقات المعذبة في جنوب بلاده، فكان ذلك دافعاً أساساً لانخراطه في الحزب الشيوعي الإيطالي، وتصدره المشهد السياسي المعارض الذي قاده، بعد انتخابه في البرلمان، إلى السجن بأوامر من الحكم العسكري المستبد لموسوليني الذي لم يرأف بأمراض غرامشي وتصلب شرايينه، وتركه يموت ببطء في معتقله الذي قضى فيه 10 أعوام خرج بعدها جثة، بعدما أصيب بنزف دماغي، وهو في الـ46. عذاب غرامشي ملهم أيضاً، لقد كان أول من منح للأفكار حيوية جبارة، واهباً الثقافة قوة لم يسبق لها أن نالتها في التاريخ. صار لها المقدرة على الهيمنة الاجتماعية. والهيمنة في الفكر الغرامشي تقوم على القبول الذي يؤسس لحال تشاركية واعية وطوعية للمحكومين في الهيمنة عليهم، وهذه الحال تقودها قيادة سياسية هدفها تعميم أفكار الطبقة الحاكمة، بصورة رضائية قائمة على توازن القوة والأفكار.
ويعد مفهوم “الهيمنة على الثقافة” من أكثر المفاهيم الجدلية التي صاغها غرامشي في كتابه الأشهر “دفاتر السجن” الذي يقال إن المفكر الإيطالي كتبه بلغة “مواربة” لضمان ألا يعترض عليه الرقيب العسكري أو يصادره، حيث إنه كان يكتب على كراسات ويهربها إلى الخارج، وهذا ما يقتضي النظر إليه بحسن نية من قبل ناقدي غرامشي الذين عابوا عليه تواطؤه مع السلطة الموسولينية وممالأته لها. وقد تأثر المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في فكرة الهيمنة الغرامشية، لكنه طوّر من هوامشها ووضعها في سياق خلاق عندما قدم تصوره لنقد الخطاب الكولونيالي وتفكيكه، كما تجلى في كتابه “الاستشراق”. بيد أن أثر ميشيل فوكو كان أبعد مدى من سعيد لا سيما في تصورات المفكر الفرنسي للخطاب والسلطة والمعرفة.
لقد آمن غرامشي، وهذا ما يجعل استدعاءه ملحاً الآن، بقوة المجتمع المدني الذي يضم إلى المثقفين العضويين، النشطاء وقادة الفكر والنقابيين ومروحة واسعة من الفاعلين الاجتماعيين. وهذا المجتمع هو أحد مكونيْ الدولة، إذ إن الأول يمثل المجتمع السياسي بأدواته الحكومية والتنفيذية والبيروقراطية. لم يدعُ غرامشي إلى القطيعة المطلقة بين المجتمعين، وراح يسعى إلى تجسير الهوة بينهما في خطوة لتمكين المجتمع الأول من الهيمنة بعيداً من مبدأ حرق المسافات الذي كان يتبناه لينين الداعي إلى المقاومة المسلحة التي تنقلب على النظام وتنسفه وتجتثه من جذوره.
المعايير المحلية التي كانت تحكم آليات النضال في إيطاليا تختلف عن روسيا، وهذا سر آخر من أسرار غرامشي الذي طور الماركسية وطوّعها لتكون بنت البيئة التي تستهدفها، مع ما يتطلب ذلك من تعديلات جوهرية على النظرية والممارسة. التغيير، خصوصاً في العالم العربي، مسيرة صعبة مزروعة بالألغام والأشواك، لكنها ليست مستحيلة.
مضى موسوليني إلى النسيان والغبار، وظل غرامشي يشع بأفكاره التي تصلح كمنهجيات عمل. في إحدى رسائل السجن الموجهة إلى والدته، يقول غرامشي “بطبيعة الحال، لا أطير فرحاً، لكني أيضاً لست كئيباً ويائساً، أنا أحس بالهدوء والسكينة كما يجب أن يكون عليه شخص يتمتع بضمير حي، وينظر إلى الحياة من دون أوهام.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 13 تشرين الأول 2024
ماركس من الألف إلى الياء
على الرغم من مرور أكثر من مئة وأربعين عاماً على رحيل كارل ماركس، ما يزال الفيلسوف الألماني (1818 - 1883) الأهم في مجال تحليل الاقتصاد الرأسمالي والأوثق صلة بقضايا العمل والثورة. ولذلك من الأهمية بمكان استخلاص أعماله من التعليقات والملاحظات الهامشية الكثيرة والعودة إلى النص نفسه من أجل جعل قراءته أكثر يسراً، وفي متناول أكبر قدر من القراء، خصوصاً غير المتمرسين منهم بفكره وعصره. هذا ما يرومه جون نيما ديكانج في كتابه (كارل ماركس من الألف إلى الياء)، الصادرة ترجمته عن “دار صفحة سبعة” بتوقيع المنتصر الحملي. ومؤلف الكتاب جون نيما ديكانج هو استاذ مساعد في جامعة روان-نورماندي في فؤنسا، يشغل منصب المدير المشارك لمجلة (أكتويل ماركس) التي تصدرها دار نشر بوف ومجلة (أوسترياكا) التي تصدرها دار نشر بيوره. ويعد ديكانج أحد افضل الباحثين في تاريخ الاشتراكية في فرنسا والمانيا والنمسا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 15 تشرين الأول 2024
سياسات عربية 67: انتفاضات مصر
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد السابع والستون من الدورية العلمية المحكمة “سياسات عربية”، التي تعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتصدر كل شهرين. وقد تضمن العدد الدراسات الآتية: “بين الثورة والديمقراطية: الخلفيات الفلسفية لفكر اليسار الراديكالي الفرنسي” لمنير الكشو، و”الاستقطاب المجتمعي والحرية الأكاديمية في زمن الليبرالية الرمزية” لساري حنفي، و”نحو إعادة النظر في الثقافة السياسية من خلال نظرية بيير بورديو السوسيولوجية: حالة فسلطين بعد الانقسام عام 2007” لحسن عبيد، و”سلطة التأريخ وتأريخ السلطة لحركات التمرد العنيف: ملاحظات نقدية عن انتفاضات 1968 و1977 و1986 في مصر” لنجلاء مكاوي، و”إشكالية الانقسام في العلاقات العسكرية - العسكرية في مرحلة الانفصال في سورية (1961-1963)” لرنا باروت.
وفي باب “التوثيق” أهم “محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربي”، و”الوقائع الفلسطينية”، في المدة 1/1 - 29/2/2024. وفي باب “مراجعات الكتب”، أعدت ياسمين الذوادي مراجعة لكتاب “الحراك الجزائري: نظرة إلى الخلف على حركة احتجاجية غير مسبوقة” لسليم شنة وعبد النور بن عنتر ولويزة إدريس-آيت حمادوش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” – 10 تشرين الأول 2024
ص11
الجديد في المكتبة
- للقاص حسين رشيد، صدر كتاب جديد بعنوان “سكيتشات” وصفها القاص بأنها مجموعة سردية جديدة اسماها: “بارادي لوما” تقديم الناقدة د. نادية هناوي بالقول: “لم يسبق صدور أي مجموعة بهذا التجنيس الذي يجمع بين الصورة والجملة المكثفة واللقطة السينمائية”. القاص سبق وان اصدر مجموعة قصص بعنوان “روشيرو”. “سكيتشات” صدرت عن دار اهوار- بغداد.
- جديد د. حكمت شبر: اصدر مؤخراً أربعة كتب جديدة هي: ايمان قلادة حبي/ شعر، محطات تستحق التوقف/ ذكريات الزمن الجميل في روسيا، العراق/ الامن المفقود (السيادة المنتهكة- الثروة المنهوبة، نوروز كردستان/ قصائد حب للإنسان للأرض، لجماد كردستان. الكتب الأربعة صدرت عن دار الزمان.
- مجلة “فواصل” المجلة المستقلة التي تعنى بشؤون الابداع والتي يرأس تحريرها غانم محمد البجاري، وتطبع في مؤسسة أبناء الموصل. صدر عددها المزدوج (2 و 3/ 2024) وفيه:
أبواب مدينة الموصل/ د. إبراهيم العلاق، لمن نكتب/ لا احد يقرأ/ رعد فاضل، التحكم الذاتي/ د. احمد البجاري، الريح تترك فوق الطاولة/ د. خليل شكري، ازمة السيرة المتداخلة/ أسامة غانم، خطوة والموت/ محمود سعيد/ الفكر السياسي المعاصر/ قاسم حسن علي وغيرها من الموضوعات.
مسرح
«السيرك» أو لعبة الحياة.. رؤية كونية للوجود مهمتها إلغاء الشطب
ياسين النصيِّر
من عظمة الفن أنه لا يستحي من الواقع، ولا يخشاه، ولذلك يمعن الفنانون في تعرية الواقع والكشف عن صوره المحتجبة وراء الظواهر المعيشة. السيرك ليس مجرد لعبة جماهيرية يعمل فيه الإنسان والحيوان، إنّما هو تكوين حركي يجمع بين الأقنعة التي تغرّب الواقع، والحضور الذي يمثل الواقع، بما فيه الحيوانات التي ما أن تحمل أسماء حتى تتأنسن، فالإنسان لا يعيش وحده، يعيش بمعية أشيائه أيضًا، فتشملها ما يشمله؛ السيرك نوع من ألعاب الحياة الجماعية، التي تتمظهر أشكالها بطرق المشاركة الجماعية، لتعيد لنا بعض الخيالات المنزوية في الذاكرة، أو تمرر عبر الحركة والجسد أفعالًا غائرة في الذاكرة، ثمة مواقف كاريكاتورية تستبطن التراجيديا عندما يقدمها السيرك. فهو معني كفن بتقديم الغرابة حين يغيّر ملامح الشخصيات ويرسم أفقًا تمثيليًا غرائبيًا لأفكارها، ولذلك يعد واحدا من فنون الحياة التي تمتهن الشطب على الوقائع القديمة، وتؤكد ظاهرة المعاصرة عبر الأقنعة. إنَّ حياتنا التي شطب عليها الزمن مرارًا وتكرارًا لا يمكن أن تلغى كلية، لابد من اثر تتركه، يمثل “الوجود” القديم لها، السيرك يُظهر ما هو مختزن في ظاهرة الأشياء عبر تغريبها، ومع ذلك تبقى تلك الحياة مقروءة، وغير قابلة للشطب أو المحو، وأنّها تعاد كلما تهيأت لها ظروف القراءة. هذا العرض الاستثنائي لمسرحية “السيرك” تأليف وإخراج د. جواد الأسدي، يعتمد على شخصيات سبق أن عاشت تجربة حية ومتشابكة، لكنها الآن مغتربة عن واقعها السابق محاولة منها أن تعيد تلك الصورة المأساوية التي انتهت إليها حياتهم: صورة المحو والشطب التي مورست من قبل قوى غامضة ضدهم. هو قراءة لماضي هذه الشخصيات الثلاثة ورابعهم كلبهم، يستعير المخرج/المؤلف من خلالهم أسطورة كهف أفلاطون كأرضية ميثولوجية للعرض، ليرينا أن ما ينعكس على الجدران التي شكلت ديكورًا محاطًا بأشجار منزوعة الحياة، ليس إلا خيال الشخصيات المشطوبة في الحاضر، أما ماضيها فسيروى عبر ظلال وانعكاسات النور والكلام: النص المركب رواية مرنة تعرض بأشكال تجسيدية يكون الجسد فيها فاعلًا، وهكذا شارك الغناء والصراخ والصخب والموسيقى والنباح والضوضاء والصمت بنية اللوحة الدرامية المفعمة بحياة آفلة لم يبق منها إلا شخصيات تحاول إعادة تشكيل نفسها عبر مرآة السيرك . فالمشطوب لا يلغى كليًا، كما لا يعود كاملا كليا، لذلك يعامل كأثر، لأنه يقرأ من وراء خطوط الشطب، قراءات متقطعة، ولا يظهر ثانية إلا لغة من خلال فعل يُجسد الكيفية التي جرى فيها امحاء الشخصيات، ليبق ما في أعماقهم صاخبًا. مرة أخرى نستعير إرادة القوة من نيتشه التي رافقت الإنسان حتى لو شطب من الوجود الظاهر. أنه هناك يمارس دورا في “الوجود” وأن هذا الإنسان سيعيد عبر الذاكرة نشيده الذي انقطع: أربع شخصيات مركبة من حيوات متناقضة سحقتهم التجارب، ( شذى سالم، بدور كاميليا، المرأة المزدوجة الحضور: الفاعلة عبر رسم مخيلة للروائي أحمد شرجي بدور لبيد، الذي قدم جزءاً من سيرته كمؤلف، وعلاء قحطان، بدور ريمون الزوج والكائن المهزوز القلق، والشخصية الأكثر غنى بالمخفيات، والكلب دودو الذي أصبح رمزًا للضحية وهو يحمي بيت اللعبة) بهذه الاضمامة من الشخصيات المركزة يعيد علينا المؤلف / المخرج جواد الأسدي، لعبة السيرك الاجتماعية عبر مشاهد/ كلامية مجسدة، وهم يعرضون ما وصلوا إليه من أوضاع تبدو أنّها الصورة المتراكمة عن حياة غامضة لممثلين في سيرك شطب عليه الزمن، وكاد أن يمحوهم لولا أنَّ اللعبة نفسها قادرة على إعادة بناء نفسها من بقايا أحجارها القديمة. يلخص العرض الدرامي: أن ما نفعله يفي الحاضر ويعيد تشكيل ما تهدم، ولكنه يبقى ناقصا، فالمخرج يستعير ذاكرة الطفل وهو يشيّد بيتًا من بقايا تجارب كادت أن تفلت وتضيع في زحمة الحياة اليومية، فشكلت إعادتها تكوينًا تمثيليًا لظاهرة “الوجود هنا”، ولسان حالهم يقول: مستحيل أن يُشطَّب كل ما فعلناه ما دمنا نمثل، وحكايتنا هي أنَّنا جزء من لعبة سيرك تحرك المجتمع كله، ولكن هذه المرة لعبة يشترك فيها الجمهور، فأنتم أيضًا -أيها المشاهدون- ثمة من لاعبكم وسيلاعبكم بخيوط لا ترونها، أنتم ممثلون مثلنا في سيرك الحياة اليومية، ولكنكم متقاعدون الآن حين جعلوا منكم السيرك كائنات مشطوبة أيضًا ، فهم وحدهم من يمسك خيوط اللعبة، فكان بعضكم ضحيةً أو قاتلًا، مادام قد خرّبوا أعشاشكم وباضوا بها، فكل النتائج نتائج تصب في سلتهم، فالفن لا يعالج إلا الأوضاع التي تشرف على النهايات، أو تلك التي تكون أو ما أسميته دراما “نصف حياة – نصف موت” وها أنتم أيها الجمهور تبلغون متوسط النهايات، حاملين أكفانكم راياتٍ مهاجرةً، كي يعيدها المسرح عليكم حكاية من حكايات الف ليلية وليلة. هذه الشخصيات التي تتقاسم خشبة المسرح كما لو كان بيتهم الرحمي الذاتي، يشعروننا بأحاسيسهم أنهم نحن، فهم يواجهون مباشرة ويخاطبوننا بألسنتنا التي نعرفها، وأن الدراما التي يمثلونها هي حياتنا المشتركة بين واقع معلق بخيوط متحركة، وأرض مرآوية يمكن أن نسقط عليها. مما يعني أنّ الفضاء الداخلي للمأساة يؤسس فضاء عموميًا للمشاهدين أيضًا، هنا داخل هذه القاعة الصغيرة الممتلئة بهم، أوهناك خارج المسرح الذي يمتلئ بحياتكم.
الفن يقظة كونية وليس لغة تستخدم لليقظة، إنَّه فعل محرك، وعليه أن ينفذ بطاقة أدائية شعرية يمتزج فيها باطن الشخصيات بفضائها المكاني وهو ما جسده الممثلون بطريقة فنية مركبة، أشعرنا المخرج ، والممثلون أنهم يعيشون فضاء حميميا فبدوا كاسرة يروون للجمهور انكساراتهم: هكذا بدأ العرض علاء قحطان واحمد شرجي، يتناوبان على سردية مركبة مع الماضي، سردية عن شخص ثالث مشترك هو المرأة : شذى سالم (كاميليا) وعن الكلب دودو، الذي كان بطلًا، وينتهي العرض بلقاء دموي، وبمفارقات جسدية، وبفضاء حميمي مؤلم، وبستار أحمر يغطي المرأة، بينما كان الوسط مشحونا بتفاعل النقائض، حيث نجد الوضع الدرامي ينقلب من كونه مسرحية تعرض إلى قصيدة تنشد، هذا النوع من العروض نادرًا ما يشرك كل الابعاد، حيث يتشكل هناك في الجذور، وما الممثلون إلا فواعل لعرض هذا الزمن المركب. ثمة مخرج يعيد تركيب الصور المشطوبة للظهور ضمن جدلية الحضور/الغياب، وممثلين يجيدون اظهار ما في داخلهم بحركات تجسد معاناة جماعية، وجمهور شعر أنه يرى دراما حياته، بل حكاية العمق الوجودي لكائنات جرى عليها شطب قسري، حيث العدد (أربعة اشخاص) يمثل مربعًا لدائرة أرضية يجري عليه الفن كما يقول هايدغر، الالتصاق بالأرض مهما حلقت بخيوط السيرك ستهبط ثانية عليها لتروي كيف أديت الدور بإتقان، الزمن الدائري أحد التكوينات الدرامية التي لا تنتهي إلى نهايات، بل يبقى السيرك مفتوحًا ويبقى الكلب حارسًا، وتبقى الشخصيات في دوامة دائرة الوجود، لاعبة، تعلو وتهبط بخيوط تدار في فضاء المسرح.، الكل يحكي، والكل يسرد، والكل محبط، والكل فاقد، والكل يشاهد الكل، وكأننا في لعبة نزعنا جميع ثيابنا فيها، وتعرينا بمواجهة مصير مجهول. وما من خلاص حين ابلغتنا المسرحية أن نهايتها استمرار يقظة الكلام.
كينونة علاء قحطان (ريمون) اشتغال فيما لا يمكن تصوره من العمل المذل والمشين، وكينونة احمد شرجي (لبيد) سرد لسيرة مؤلف لم تعد رواياته كما تصورها مهمة، وكينونة شذى سالم (كاميليا) كما لو كانت في قدر ساخن حين روت معاناتها المريرة مع زوج وصديق، كل شيء في هذا العرض تمت صناعته في الرؤية التكوينية لمجموعة من البشر فقدوا كما يقول النص: الذكورة، والشجاعة، والشرف، وما عاد بإمكانهم أن يمارسوا حتى الشعور بكلمة “حب” كي تكتمل الدائرة الانطولوجية لإنتاج أبنا ء لفضاء السيرك، في آخر العرض تلتف كاميليا برداء سيرك أحمر، وكأنها تعاود ممارسة لعبة تقطعت خيوطها ، لعبة معلقة في الفضاء. هذه الصياغات الجمالية المتفاوتة الحضور امتلأت بها خشبة مسرح فقير إلا من مصطبة يعلو صوتها كجزء من انفعالات الذات وهي تروي حكايتها أيضا وكقاعدة أرضية استوعبت عنف الشخصيات وانفعالاتهم، وعكس تضاريس زمن شامل سحق الجميع، فبدت الحياة مهملة ككتابات مشطوبة على جدار زمني. أمّا المسطبة فكانت ممرًا وحاجزًا ممتلئة بالحركة، كتابًا دون عليه الجميع شخصياتهم، كانت وجودًا أرضيا لكينونتهم، ولذلك نالت منهم ما نالت. لتصبح في آخر العرض فراغًا لا يعيّن المسافات: بين لبيد وكاميليا، بين ريمون وكاميليا، بين ريمون ولبيد، بين الجميع والكلب، بين الممثلين والجمهور، نحن في عرض يعتمد الدائرة الهندسية التي لا يخلو فعل درامي من حضورها كما يقول دريدا. تمدنا خطوط الأشياء التي صنعتها الطاولة بأصوات تدل على اشتباكات بين العرض والجمهور فالصوت الذي يصدر عنهم هو صوت الذات الداخلية للعرض، الصوت المشطوب بالقوة، ها هو يظهر على الايدي المجروحة دمًا، ووشمًا وعلى الذاكرة الجمعية للمشاهدين. فبالرغم من المحو العنيف للشخصيات الفاعلة، أحيا المخرج في الجمهور حاسة “إرادة القوة” التي من خلالها أصبح الجمهور مشاركًا كممثلين داخل مسرح الحياة.
يقول المخرج الكبير د. جواد الأسدي “أن الممثل هو الملاذ الحقيقي للعرض المسرحي” وهو هنا ينتمي للمخرجين والكتاب الكبار الذين يعتمدون على منشدين سواء أولئك في المسرح اليوناني، أو هؤلاء المخرجين والكتاب: بيتر فايس، وبيتر بروك، وجان جينيه، ومايرخولد، فالممثل لغة تكوينية للعرض وليس مؤديًا لما هو مكتوب، تختلط انفعالاته بتراكيب ذاكرته، حيث التمثيل ذاكرة تستعيد تاريخ الصورة، بينما الذكريات فردية، ذاتية لا تستعيد إلا نفسها، لذلك كان الممثلون متجردين من هوياتهم الشخصية ومندمجين في سيرك الذاكرة الجماعية التي تؤلف فضاء محلقًا بالزمن الإنساني، وعلى أرض تعيش مشكلات الغزو والاحتلال والقتل والعدوان والإلغاء، لتجد اختلاطًا بين ذاكرة عراقية وفلسطينية، معيشة ومستحضرة، مشطوب عليها وظاهرة تقرأ في وسائل الميديا، ليتكون العرض من مشاعرنا أيضًا نحن المشاهدين كممثلين وشهود على ما يجري، فما يروى هو حكايتنا التي لم نستطع تمثيلها لكثافة مفرداتها وتقطع خيوطها، حيث اللاعب الكبير ترك الممثلين يروون انكساراتهم، وتركنا نحن نشاهد ما يجري لهم، وقد شطب على تاريخهم وحياتهم بمرونة العجائن السماوية التي تختلط فيها الأشكالات. هذا العرض يعلمنا أن الكيفية التي نقرأ فيها الماضي هي الوعي باننا نعيشها في الحاضر، فالزمن يدور كما لو كان خيطا غير منقطع.
على مساحة بيضاء تم العرض حين تداخلت فضاءاته مع بقع مظلمة هي نقاط في حيوات الشخصيات، يجسدها مقتل الكلب الذي تم بعنف لم يدرك معناه بالكامل، مع أن الكلب كان غائبًا، إلا من دلالة الصوت، والكلام عنه لا يؤدي تجسيده. فالمخرج لا يحب الألوان ولا العاب الميزانسين، لأنه يشتغل على فضاء متجسد معاش ومحسوم المسافات، وكنت أفضل لو أن لبيد وريمون وكاميليا تناوبوا رواية مأساتهم الذاتية جماعيًا وبطريقة متداخلة فالأرضية المشتركة لا تسمح لأحد أن ينفرد برواية ما حدث، هذه الأصوات لو تجمعت لكونت حزمة من الوجود الصاخب، وبهذه الكفاء الأدائية العالية حيث يتناوب الكلام فيها يخرج العرض من الشخصي إلى الجماعي، بل يروي حياة ممثلين في سيرك لحيوات مختلفة، لذلك ستكون بينة الإخراج الجماعية المتداخلة الكلام هي البنية الاخراجية الملائمة لصوت اجتماعي مؤلف من عديد من الأصوات الفرعية، حتى أني شعرت ان العرض يكون أجمل لو الغيت المسافات الشخصية وتم كل شيء امامنا متداخلًا حميميا يستعير بنية السيرك الجماعية بحيث لم يختف أحد من المشهد ولم يبدأ أي ممثل بعد أن ينتهي الآخر ، الكل سيشترك في صياغة اللوحة الشعرية للعرض. خاصة وان هوى المخرج مع الجسد والمسرح الفقير، وعدم البهرجة ، لقد بدا المكان وكأنه فراغ بحاجة لمن يشغله.
عرض من هذا النوع كما أرى لا يكون إلا أمامنا بكليته، حتى مكياج الشخصيات يتم أمامنا، عرض متتابع الزمن ومتداخل الكلام، نشيدٌ جماعيٌ كما لو كانوا في سمفونية تعزفها آلات عديدة، فالأصوات ليست ثلاثة فقط، بل أصوات الجمهور أيضًا، هذه الجماعية الأدائية تعكس شمولية المأساة وعنفها، حتى السيرك لم يكن بأداء فردي، وإنما كان وما يزال اداءه جماعيًا، كنت أتمنى لو بقي الأشخاص كلهم على المسرح، فلا أحد منهم يخرج أو يدخل فالزمن معلب بالمكان، ولا ينوب أحد عن الآخر ، إنه السيرك الذي نرى شخوص لعبته كلها وهي تؤدى جماعية كشعرية كونية. ولكن يبدو أن حقيقة المسرح تبقى تمثيلًا للظاهرة، وليست تركيبًا لها من مشاهد ملتحمة لحياة يومية جرى تشييدها. هل يكفي القول أن الممثلين كانوا اكفاء ؟ نعم يمكن القول أنّ ذلك حدث عندما اشتركوا جميعًا مع المخرج في تجسيد رؤية كونية للوجود مهمتها الغاء الشطب الذي مورس ضدهم. عمل يغذي ذاكرتي لسنوات، بعد أن جف أو كاد أن يجف عطاء مسرحنا العراقي الرائد.
تحية للعاملين في هذا العرض الاستثنائي.
قصة قصيرة
اللعبة
حسب الله يحيى
في السجن.. أتقن اللعبة.
أتقن اللعبة، بعد أن عجز عن توفير كتاب يقرأه، أو سجين يحاوره، أو عمل ينجزه.
أتقن اللعبة، وبات ينافس من علمه اللعبة.
كانت به رغبة ملحة لمعرفة تفاصيل اللعبة، بوصفها لعبة الاذكياء.
لعبة من يفكر ويتأمل.
أتقن أولاً كيفية صناعة الأدوات من العجين، وميّز فريقاً عن آخر، بأن أبقى على العجين الذي تبقى من الصحون بلونه الأبيض، فيما لجأ إلى رماد السكائر وخلط ماتبقى من العجين، وتميز عن الأول بسواده.
كان يرقب اللاعبين، فاللعبة تحتاج إلى مراقبة دقيقة، والشطرنج لعبة من يخطط ويرسم ويعرف طريقة منافسه في اللعبة.
أسرار اللعبة، لا يعرفها إلا من كانت به رغبة للخروج من محنة أو مأزق أو دائرة..
خسر اللعبة مرات، وحالفه الحظ مرة، وقال منافسه، أنه قد أتاح له الفرصة لأن يربح، حتى لا يمل ولا ييأس ولا يتخلى عن مشاركة اللاعبين.
إذن.. هم كسبوا سجيناً ينضم إليهم.. وما دام قد شاركهم اللعبة فأنه سيشاركهم أفكارهم وخططهم وطريقة حياتهم.
أدرك هذا الأمر جيداً، وسار في مساره كمن يجهل كل شيء.
ألفوه.. ولم يألفهم، وثقوا به.. ولم يثق بهم، كسبوا صداقته، ولم يشعر يوماً أنه على وفاق معهم.. لكنه كتم كل شيء عنهم.
كان واعياً لما يدور حوله.. أتقن اللعبة، مثلما أتقن جيداً طبيعة ما يعملون من اجله.
وفي تفاصيل اللعبة، تبين أن كل لاعب فيهم يضحي بجنوده ولا يشغله امرهم.. فالمهم أن يبقى الملك ووزيره وقوته المتمثلة في الفيل والحصان، ولا عليه من القلعة إن خسرها أو تخلى عنها عن طيب خاطر.
كان اللاعب فيهم شديد الحرص على أن يظل الملك شامخاً إلى النهاية، حتى لو ضحى بكل جنوده وقلعته، وحتى وزيره.. المهم أن يكون حصانه سالماً، وفيله قوياً..
سأل أحد اللاعبين المحترفين:
- ما قيمة الملك.. بلا قلعة ولا جنود ولا وزير.. ملك على من؟
ضحك اللاعب المحترف.. قال:
- ولكنه محمي بقوة الفيل، وفي اسوء الأحوال، هناك حصان يمكن أن يمتطيه ويهرب سالماً.
- هذا ملك اناني..
- وهل كان الملوك.. ضحايا يوماً ما؟!
كتم غيظه، وتبين اللعب في واقع منكسر يعيشه..
كان قد دخل السجن بتهمة التحريض ضد الحكومة.. فيما كان زملاء السجن محترفو قتل وفساد مالي واغتصاب وسرقات.
كان الكل ضد الحكومة.. وكان على الحكومة أن تجمعهم ما داموا يشتركون في مسألة واحدة أنهم ضدها.
كانت الحكومة عادلة في توزيع ظلمها.. هكذا كان يقول لرفاق سجنه..
استمرت اللعبة.. واستمر تساقط الجنود ثم الوزير ثم القلعة، وجرح الفيل جراحاً بليغة، وهرب الملك بحصانه يطوي الزمان والمكان.
قضى الجميع محكوميتهم على حسب الأزمنة.. وصار الكل في الخارج لا يعرف الكل..
لكنه وحده كان يعرف رفاقه، يعرف من يفكر معه ويقف إلى جانبه في الملمات.. كانوا مثله.. لا شأن لهم بحياة الملوك ولا بالفروسية ولا بقوة الفيلة..
كان يعنيهم الجنود، هؤلاء الذين يساقون إلى حروب لا تعنيهم، ويموتون في ساحات غريبة عنهم، ويتركون أطفالهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم وحبيباتهم.. ثكالى، ترافقهم دموعهم وحسراتهم وذكرياتهم..
كان يلتقي اصحاباً، يفكر معهم سوية في إيجاد سبل يعيش فيها الجند بلا حروب، وطغاة لا وجود لهم في اضطهاد الجند وتوجيههم إلى حروب مفتعلة خلاصاً من معارضتهم.
كانت اللعبة شديدة الوطأة عليه، كان يفكر في ابعادها ونتائجها وعوالمها وسبل الخروج من مآزقها..
كان أصحابه يفكرون معه.. بحثاً عن سبل تنجيهم ومن معهم.. من ملوك اللعبة، الذين باتوا يغامرون بالجنود ويحتفظون بوزرائهم بوصفهم الأقرب اليهم.. ولا عليهم من قلاع يتم هدمها وتدميرها.
باتت لعبة الشطرنج ساخنة في أصابع اللاعبين.. راح الجنود يتساقطون والقلاع تتهاوى، والفيلة على ضخامتها تموت وتتعفن في معركة ضارية بين الجنود السود والبيض.. فيما الملوك يديرون المعارك من أمكنة آمنة..
كانا كلا اللاعبين، يحسان بنشوة النصر، فما داما أحياء.. فأن هذا يعني أنهما منتصران.. وحين يصل الأمر إلى المنافسة بينهما يتصالحان، ويتفقان على العيش المشترك.. على الرغم من إدراكهما أن اللعبة لم تنته وأن الخسائر فادحة لدى كل منهما..
المهم انهما ينعمان بالأمان.. ولتبق المعارك على أشدها.
تأمل اللعبة ذات خريف.. وراح يفكر في شتاء اللعبة، في صيف اللعبة، حمل تأملاته إلى رفاقه قالوا له:
- انت لا تعرف اللعبة.. سيموت الجميع، لكن رقعة الشطرنج باقية، وهي، هي وحدها من سيجيئ بالربيع.
حدق في وجوههم.. رأى ابتسامات تشق طريقها في عيونهم وشفاههم وملامحهم.. وشاركهم في ربيع آت.
29/10/2024
ص12
معًا لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعما للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- عبد الأمير العبادي 500 الف دينار.
- سمير الجادري 50 الف دينار.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة
الحزب لبناء مقره المركزي يف بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى اللقاء القريب ..تردي الطقس عطّل انطلاق مهرجان {طريق الشعب}
بغداد ـ طريق الشعب
حال تدهور الأحوال الجوية وهطول الامطار بغزارة ليلة الخميس على الجمعة الماضيين، دون انطلاق مهرجان "طريق الشعب" التاسع، الذي كان مقررا افتتاحه في الصباح التالي( أمس الأول الجمعة).
وكانت اللجنة التحضيرية للمهرجان قد أكملت الاستعدادات المطلوبة للافتتاح، عندما باغتت الأمطار الجميع بغزارتها، وأغرقت ارض الموقع المخصص للمهرجان عند نصب شهرزاد وشهريار في شارع أبو نؤاس.
وسبق ذلك انغمار الرفاق في اللجنة والمتطوعين معهم، على مدى 36 ساعة، في جهود كثيفة وحثيثة لاقامة الخيم وترتيب الموقع وتجهيزه بكل المستلزمات الضرورية، وسهرهم الليلة تحت الزخات المتوالية في مسعى لسحب المياه التي تجمعت في أرض الحديقة، قبل ان تتخذ اللجنة قرارها تأجيل المهرجان إلى موعد آخر قريب وفي أجواء مناخ مناسبة.
وتنوي اللجنة التحضيرية الالتزام الصارم بالموعد الجديد الذي ستختاره وتعلن عنه عاجلا، تقديرًا للضيوف الذين لبّوا دعوة المهرجان أصلا ونداءه، وللرفاق والأصدقاء الذين قدموا من مختلف محافظات الوطن وتحملوا متاعب السفر، عن رغبة في المشاركة فيه وحضور فعالياته، وذلك قبل ان يحبط المطر أملهم ويغلق أبواب المهرجان في وجوههم، ولو الى حين.
يوميات
تضيّف أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي، غدا الاثنين، القاص والروائي أمجد توفيق في جلسة يستعرض فيها محطات تجربته الإبداعية.
الجلسة التي من المقرر أن يساهم فيها عدد من النقاد، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبي نؤاس.
نساء المدحتية: لا لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية
المدحتية - مائدة جميل
عقدت رابطة المرأة العراقية في بابل، الخميس الماضي في قرية آلبو فارس بقضاء المدحتية، ندوة حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي 188، الذي يصّر بعض الكتل السياسية على تشريعه.
الندوة التي عُقدت في أحد منازل القرية، حضرها جمع من النسوة والفتيات. فيما جرى خلالها شرح حيثيات القانون النافذ وإيجابياته، مع تبيان السلبيات التي حملها مقترح التعديل، والتي تضر بالأسرة والمجتمع.
وساهمت في الندوة الرابطيتان حسينة بنيان وخولة الحار. كما تخللت الندوة مداخلات واستفسارات قدمها العديد من النسوة الحاضرات، وأكدن فيها رفضهن مقترح التعديل.
بعد تأهيله
افتتاح "سوق الأربعاء" التراثي في الموصل
متابعة – طريق الشعب
افتتحت محافظة نينوى، أخيرا، "سوق الأربعاء" التراثي النموذجي في الموصل، الذي يعد أحد معالم المدينة، وذلك بعد إعادة إعماره وتأهيله.
وكان السوق قد تعرض إلى دمار كبير خلال العمليات العسكرية لتحرير الموصل من إرهاب داعش.
ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، فإن "السوق سيعود لسابق عهده محطة اقتصادية وواجهة سياحية تعيد الق منطقة مركز المدينة وتنعش الحياة فيها".
ويضم السوق اكثر من 220 محلاً تجارياً وساحة لوقوف السيارات. ويتم الدخول إليه عبر 4 أبواب، يحمل كل واحد منها اسم أحد أبواب مدينة الموصل القديمة التسعة.
قف
المشهداني الذي..
عبد المنعم الاعسم
في كواليس طبخ الحصى لاختيار رئيس جديد لمجلس النواب، يقال ان رسالة عابرة الحدود، من مكان ما، بواسطة "رسول" ما، في قاعة ما من القاعات المحروسة جيدا في الطابق الثاني من مجلس النواب حسمت جدلا مضنياً دام 11 شهرا لتعيد مطرقة البرلمان "مجدداً!" الى يد الملازم الثاني- طبيب في الجيش السابق محمود المشهداني، وكانت نفس الجهات التي اعادته الى المنصب، (الآن) قد اسقطته العام 2008 في صفقة صخرية خشنة ابتلعتها العملية السياسية برهاوة، لكن ليس ثمة في هذا الفصل من المسرحية، سيئة الاخراج والتسويق، ما يثير العجب، فان عربة المحاصصات لا تكف عن التخلص من القش المُعالِج والمناديل الورقية المستعملة. بل ان الفضيحة في ما يقال بان المشهداني بكى بدمع غزير في لحظة إعلان النتائج واكتساحه للمنافسين بتصويت 182 نائبا له، وان حامل الرسالة إياها تولى مسح دموعه بورقة استلها من علبة المناديل الورقية، فيما عبّر بعض رؤوس الطبخة عن مشاركتهم لبكاء الرئيس القديم- الجديد، في مشهد يستعيد مفارقة نعرفها جميعا عن اخوة يوسف الذين "جاءوا اباهم عشاء يبكون"..
"شركة زها حديد"
تطلق مشروعا جديدا في قطر
متابعة – طريق الشعب
أعلنت "شركة زها حديد" للهندسة المعمارية في لندن، عن إطلاق مشروع جديد عنوانه "ذا غروف ريزيدنسز"، سيجري تنفيذه في قطر. ويعني اسم المشروع "البستان" أو "الواحة"، بما يعكس التزاما واضحا بالطابع الأخضر والاستدامة – وفق ما أفادت به الشركة في بيان صحفي. ويقع المشروع على شاطئ البحر. وهو حي سكني فني يتميز بممشى خلاب على الواجهة البحرية، وإطلالات مميزة على خليج قطيفان. ويضم 293 وحدة سكنية تتنوع مساحاتها بين غرفة واحدة وأربع غرف، ويوظف مصادر الطاقة المتجددة المحلية لتحقيق أعلى معايير الاستدامة العالمية.
كما يتضمن المشروع نظام ريّ متطور لجمع مياه الأمطار، إضافة إلى مضخات حرارية جوفية، وشبكة مبتكرة من الأشجار الكهروضوئية، فضلا عن واجهة زجاجية ذات تصميم جمالي.
وحسب ما ذكره المدير المساعد للشركة خوان إغناسيو في حديث صحفي، فإن المشروع مصمم وفق النهج المعماري المبتكر للمهندسة المعمارية الراحلة زها حديد (1950 – 2016).
جدير بالذكر، أن "شركة زها حديد" تأسست عام 1978 من قبل المعمارية الراحلة. وهي شركة متخصصة في مجال المشاريع الهندسية والإنشائية. وقد نفذت أكثر من 900 مشروع حول العالم.
اتحاد الأدباء العراقيين يختتم أيام الثقافة السورية
متابعة – طريق الشعب
اختتم الاتحاد العام للأدباء والكتاب، فعاليات الأيام الثقافية السورية في حفل احتضنته باحة مقره الثلاثاء الماضي، وحضره جمع من أدباء الوطن ومثقفيه، إضافة إلى الضيوف السوريين.
وشهد حفل الختام عرضا مسرحيا من إنتاج بيت المسرح في الاتحاد، عنوانه "تحت أميال الحب ماتت الحرب"، ناهض فيه الممثلون الحرب في العالم. كما شهد مقطوعات موسيقية لمجموعة من العازفين، وقراءات شعرية.
وانطلقت فعاليات الأيام الثقافية السورية يوم الأحد الماضي، على شرف ضيوف مهرجان الجواهري الـ15 من الأدباء والمثقفين السوريين. وتضمنت الفعاليات زيارة إلى بيت الجواهري، وجولات حرة في مواقع بغدادية مختلفة، فضلا عن أمسيات شعرية وجلسات نقدية.
وأقيمت فعاليات اليوم الثاني في مدينة بعقوبة، وتضمنت جلستين نقديتين، الأولى في جامعة ديالى وكان عنوانها "اتجاهات الشعر السوري الحديث"، والأخرى في مقر اتحاد أدباء وكتاب ديالى حملت عنوان "أثر الحرب في الرواية السورية".
300 فنان اسباني يطالبون بحظر تصدير الأسلحة الى الكيان الصهيوني
تابعة – طريق الشعب
وقّع أكثر من 300 فنان إسباني، ممثلين ومخرجين وتخصصات أخرى، على رسالة مفتوحة موجّهة إلى الحكومة الإسبانية، تطالب بفرض حظر شامل للأسلحة على الكيان الصهيوني.
ومن بين الموقعين على الرسالة: بيدرو ألمودوفار، كارلوس بارديم، سيليسيا روت، كلارا بيا، إليزابيث غيلابيرت، إيفا أورتيغا بويغ، إيفا بيدمار، فاتي بينيافيل، إيتزيار ألفاريز، خاومي روريس، خافيير بايون، وخافي رويز. وأعرب الفنانون في رسالتهم عن "القلق العميق إزاء حالات القمع والعنف الخطيرة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في ظل الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي". وطالبوا الحكومة بـ"فرض حضر شامل للأسلحة على إسرائيل. إذ يُعد ذلك إجراءً قوياً للمساعدة في الحفاظ على السلام. وقد أثبت فاعليته في عدد من السياقات، وكان أداة رئيسة لإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ونحن نعلم أن الأمر بين أيديكم، وهو ليس واجباً أخلاقياً فقط، بل هو أيضاً التزام بالقانون الدولي".
وأشارت الرسالة إلى أنّه "على المستوى الدولي، برزت إسبانيا كدولة أثبتت موقفها لمصلحة السلام والشعب الفلسطيني، لكن هذا ليس كافياً، وطالما استمرت إسبانيا في إقامة علاقات عسكرية مع إسرائيل، فإنّها ستظل متواطئة مع هذه المذبحة".
وذكّر الفنانون بأنّ "سكان إسبانيا يملأون الشوارع منذ شهور مطالبين حكومتهم باتخاذ إجراءات. وعلى الحكومة الاستماع للأشخاص الذين لا يريدون أن يكونوا متواطئين مع المذبحة. فحكومة مثل حكومتنا تُعرّف عن نفسها بأنّها تقدمية وتسعى إلى الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، يجب أن تفعل المزيد من أجل حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني عبر ضمّ صوتها إلى جانب الدول الأخرى التي أوقفت بالفعل تجارة الأسلحة مع إسرائيل".
وختم الفنانون رسالتهم بالقول: "سيحاكمنا التاريخ من خلال أفعالنا في لحظات حرجة مثل هذه، ولا يمكننا الاستمرار في السماح لإسرائيل بإزهاق المزيد من أرواح الفلسطينيين. دعونا نضع حداً لهذا الرعب، ونحن نتطلع إلى ردكم السريع والحازم على طلبنا، الذي يعكس الرغبة في بناء مستقبل تُحترم فيه حقوق جميع الناس وكراماتهم".