اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مالية البرلمان: إنفاق تخصيصات 2024 لم يتجاوز النصف حتى الآن مختصون: موازنة 2025 تواجه تحديات كبرى

بغداد ـ محمد التميمي

تواجه الحكومة تحديات كبيرة في إعداد موازنة العام 2025 في ظل الأوضاع الاقتصادية المعقدة وتفاقم العجز المالي. ومع عدم إرسال مشروع قانون الموازنة إلى مجلس النواب حتى الآن، تتجه الأنظار نحو شهر تشرين الثاني المقبل، حيث يُتوقع أن تبدأ وزارة المالية بإعداد الجداول التفصيلية للموازنة.

وشددت اللجنة المالية النيابية على أهمية أن تأتي جداول موازنة 2025 بأرقام واقعية بعيدة عن التضخم غير المنطقي، وذلك لضمان توافقها مع الإيرادات المتوقعة وتجاوز التحديات المالية الراهنة. ويبقى السؤال المطروح: هل ستكون الموازنة المقبلة قادرة على تلبية الاحتياجات الضرورية وتجاوز العقبات الاقتصادية المتصاعدة؟ وهل سيعاد بناؤها ويجري ترتيب الأولويات فيها؟

المبالغ المصروفة

وقال عضو اللجنة المالية النيابية، معين الكاظمي: أن الحكومة العراقية لم ترسل حتى الآن مشروع موازنة 2025 إلى مجلس النواب، ومن المتوقع أن يتم إرسالها بعد انتهاء العطلة التشريعية في شهر كانون الأول المقبل.

وأضاف الكاظمي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن الحكومة يُفترض أن تكلف وزارة المالية خلال الشهر القادم بوضع جداول موازنة 2025، مع احتمال إجراء تعديلات طفيفة على بعض النصوص، تمهيداً لإرسالها إلى اللجنة المالية لمناقشتها ودراستها مع بداية العام المقبل، لتكون جاهزة للمصادقة والتصويت.

وفيما يخص موازنة 2024، أوضح الكاظمي أن الجداول التي قدمتها الحكومة بلغت 211 تريليون دينار، ورغم أن تنفيذها سيؤدي إلى عجز يقدر بأكثر من 60 تريليون، إلا أن الحكومة لم تصرف حتى الآن سوى نحو 100 تريليون، نظراً لمحدودية السيولة المتاحة.

وبيّن أن الحكومة ستقوم بتسديد رواتب الموظفين والمتقاعدين وتكاليف الرعاية الاجتماعية والحصة التموينية وشراء الحنطة والشلب والمستلزمات الطبية، فضلاً عن تكاليف استخراج النفط، قبل نهاية العام.

وشددت اللجنة المالية على ضرورة أن تكون جداول موازنة 2025 واقعية وتتجنب الزيادات غير المبررة، حيث يُقدر أن الإيرادات للعام المقبل لن تتجاوز 160 تريليون دينار، وأن العجز يجب ألا يتجاوز 3%، لضمان أن تكون الموازنة عملية وقابلة للتنفيذ.

وأضاف الكاظمي، أن اللجنة المالية تعتزم مطالبة الحكومة بالإسراع في تقديم جداول الموازنة، بالتزامن مع التحضير لعقد ورشة عمل أولية للجنة التخطيط الاستراتيجي داخل مجلس النواب، تهدف لتقييم مدى تنفيذ البرنامج الحكومي لعام 2024، وتحديد متطلبات البرنامج للعام المقبل، لضمان أن تكون الموازنة الجديدة مستندة على ما تم تحقيقه هذا العام واحتياجات العام المقبل.

إعداد متأخر

من جهته، قال المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح، أن وزارة المالية بصدد إعداد جداول الموازنة العامة لعام 2025، فيما أشار إلى أهم الركائز التي ستعتمدها موازنة العام القادم.

وقال صالح، إن "المادة 77/ثانياً من قانون الموازنة العامة الاتحادية رقم 13 لسنة 2023، التي تنظم إعداد الموازنة الثلاثية، تنص على أن تقوم الحكومة بإرسال جداول الموازنة للسنتين 2024 و2025 إلى مجلس النواب للموافقة عليها قبل نهاية العام المالي السابق".

 وأضاف أن "وزارة المالية قد أعلنت أنها في طور إعداد جداول الموازنة العامة للعام 2025، وفق الآليات الدستورية التي اعتمدها قانون الموازنة الثلاثية آنفاً".

وأشار إلى أنه "استناداً لمؤشرات تنفيذ الموازنة عبر السنتين الأوليتين التي جاء بها القانون رقم 13 المذكور آنفاً، فإن السلطة المالية تمتلك الإمكانات الإدارية المالية اللازمة لتقديم جداول موازنة العام 2025 لتأخذ مسارها التشريعي عبر مناقشتها وإقرارها في مجلس الوزراء، وإحالتها إلى مجلس النواب قبل نهاية العام الجاري".

ونوه صالح الى أن "جداول الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2025 ستكون نابعة من ثوابت قانون الموازنة الاتحادية رقم 13 لسنة 2024، مع الأخذ بنظر بالاعتبار الظروف الاقتصادية الدولية والإقليمية وتبدلاتها، بما يضمن تكييف أحكام جداول الموازنة لعام 2025 ضمن النصوص القانونية المتوافرة، إضافة إلى الاعتماد على أداء مؤشرات جداول الموازنة العامة للعام 2024".

تحديات كبيرة

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي همام الشماع، أن موازنة العراق الثلاثية، تواجه تحديات كبيرة مع دخول سنتها الثالثة عام 2025، مبينا أن وزارة المالية لن تقدم سوى جداول جديدة، مشدداً على ضرورة استكمال المشاريع التي بدأت في السنوات السابقة والالتزام بتعهداتها.

وأكد الشماع في تصريح لـ"طريق الشعب"، أهمية تقليص النفقات وزيادة الإيرادات، مشيراً إلى أن هناك مجالا واسعا لتحقيق ذلك، لكن هذه الجهود تتطلب الأتمتة في الجمارك والضرائب، بالإضافة إلى حصر وتقييم عقارات الدولة، ومراجعة مبيعاتها، ومتابعة الأموال المسروقة وطرق استردادها.

وأوضح الشماع، أن هذه التدابير يجب أن تُنفذ بسرعة فائقة لتقليص العجز الحالي في الموازنة، الذي يُقدر بنحو 80 تريليون دينار. وحذر من أن هذا العجز سيشكل أعباءً على موازنة 2025.

وفي ما يتعلق بإيرادات النفط، دعا الشماع إلى اعتماد سعر متحفظ للبرميل، حيث توقع أن يتجاوز سعره 70 دولاراً في 2025، مشيراً إلى أن دول الخليج تعتمد أسعاراً تقديرية تتراوح بين 50 و60 دولاراً للبرميل لتجنب التضخم في العجز.

كما شدد الشماع على ضرورة عرض الموازنة على مجلس النواب لمنحه صلاحية تخفيض الإنفاق. وأشار إلى أن الأحزاب السياسية المتنفذة تسعى لتحقيق مصالحها، ما سيعقّد عملية تخفيض العجز، مشيراً إلى أن المطالبات بخفض العجز تبقى عادة مجرد وعود غير قابلة للتنفيذ.

*******************************************

راصد الطريق.. {خنگتونا}.. شوكت تنفذوها؟!

قال مستشار وزارة البيئة عمار جابر العطا، أن التوصيات العاجلة الصادرة عن اللجنة الحكومية لمواجهة التلوث البيئي في بغداد، والتي تتضمن: وقف الحرق العشوائي للنفايات، ومنع دخول "النباشة" إلى مواقع طمر النفايات، وإيقاف عمل أفران الصهر غير المرخصة بيئيًا، إلى جانب تحسين نوعية الوقود المستخدم في معامل الطابوق .. ان هذه التوصيات لم تُنفَّذ حتى الآن. وأعاد التأكيد أن تلوث الهواء المخيم على بغداد ناتج عن حرق النفايات وأفران الصهر، مشيرًا إلى أن الأمطار المتوقعة قد تسهم في تحسين الأجواء عبر "تنظيف الهواء من الملوثات.

تصريحات المستشار تؤكد مجددًا أن صحة المواطنين تأتي في آخر اهتمامات السلطات؛ ففي الوقت الذي تُشكَّل فيه اللجان وتصدر تعليماتها، نجد أن الجهة ذاتها المسؤولة عن تشكيل هذه اللجان تتقاعس عن تنفيذ توصياتها، في مشهد لا يمكن أن يحدث إلا في عراق اليوم.

وهنا نسأل الحكومة: متى ستتفضل الأجهزة الإدارية والأمنية بالاستجابة للمتطلبات البيئية، وإيقاف مصادر التلوث في الأجواء عند حدها، خاصة وأن مسبباته معروفة للجميع؟ أم أنكم أنتم أيضًا، تنتظرون هطول الأمطار لتطهر الهواء من التلوث؟!

**********************************************

الصفحة الثانية

العلاق: 100 مليار دولار احتياطيّنا من العملة الأجنبية

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن محافظ البنك المركزي علي العلاق، بأن العراق يملك احتياطيات نقدية أكثر من 100 مليار دولار.

وقال العلاق أمس الأربعاء، خلال أعمال اليوم الثاني من ملتقى “ميري 2024” في أربيل إنه “لا يمكن اختزال دور البنك المركزي من خلال النظرة الى نافذة بيع العملة فقط”، مؤكداً أن “البنك المركزي يمثل ركناً اساسياً من اركان الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلد”.

وأضاف، أنه “في عام 2020 كان حجم الكتلة النقدية 46 تريليون دينار وقفز في نهاية 2023 الى 100 تريليون دينار”.

وتابع، انه “ينبغي الا يكون هنالك تقلص في الموجود النقدي بما يؤدي الى الانكماش”، مردفاً أن “العراق بدأ في 2003 من احتياطيات مقدارها لاشيء”، مستدركاً: “لدينا الان أكثر من 100 تريليون دينار في التداول، واحتياطيات العملة الأجنبية تتجاوز 140% من العملة المصدرة، ما يشكل ضمانة كبيرة للاستقرار النقدي”.

واشار الى انه “لدينا خطة لاصلاح المصارف الحكومية وخطة لاصلاح المصارف الاهلية، وفي السنة القادمة سنشهد تحولات كبيرة في المصارف الحكومية واعادة هيكليتها، او بالنسبة للمصارف الخاصة يعاد ترخيصها الى أسس ومعايير الحوكمة والشفافية وتكون منسجمة مع المعايير الدولية”.

وارتفع الدين الداخلي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 80 تريليون دينار (61 مليار دولار). فيما يبرر العلاق ذلك بان الدين “يأتي من العجز. والعجز الكبير في الموازنة يأتي من ارتفاع النفقات بشكل مستمر ولا يقابله نمو في الايرادات، وخاصة الايرادات المحلية”.

كما يقدر الدين الخارجي بنحو 20 مليار دولار.

*********************************************

احتجاجات مستمرة.. اعتداء على المتظاهرين في بغداد  وملاحقات لناشطي البصرة

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجا على تردي الخدمات وغياب فرص العمل وتأخير صرف الرواتب، فيما جددت القوات الأمنية الاعتداء على حملة الشهادات العليا المتظاهرين أمام وزارة الكهرباء.

اعتداء جديد

وتظاهر العشرات من حملة الشهادات العليا الموظفين في وزارة الكهرباء، وأغلقوا الباب الرئيس لمبنى الوزارة، احتجاجًا على تأخير احتساب شهاداتهم.

وأكد المتظاهرون، أن اللجان التي شكلها الوزير لم تقم باحتساب شهاداتهم منذ أكثر من عام، مشيرين الى أن “الوزير والمسؤولين التقوا بممثلين عن المتظاهرين في عدة مناسبات، إلا أنه لم تصدر أوامر واضحة بشأن احتساب الشهادات”.

وأفاد مصدر أمني بإصابة 7 متظاهرين، بينهم امرأة، نتيجة استخدام قوات الأمن العصا الكهربائية والدونكي أثناء محاولة فض التظاهرة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر محاولة قوات الأمن تفريق المتظاهرين باستخدام العصا الكهربائية والدونكي، ما أثار ردود فعل واسعة من قبل المدونين.

ملاحقة مستمرة

وطالب عدد من ناشطي البصرة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل لوضع حد للاعتقالات والدعاوى الكيدية بحق عدد من نشطاء الحراك الشعبي. جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظموها في ساحة البحرية المجاورة لمبنى المحافظة، حيث هددوا بتنظيم وقفات أخرى، إذا لم تتوقف الإجراءات الأمنية “التعسفية” بحقهم.

وقال علي العبادي، مدير مركز حقوق الإنسان: إن “هناك اعتداءات وملاحقات ضد ناشطي البصرة وصلت إلى حد إطلاق النار ضد أحدهم في منطقة الزبير، ما أدى إلى ترويع الأهالي”.

وأضاف العبادي، أن الوقفة الحالية هي الثانية قرب فلكة البحرية، مشيرًا إلى إمكانية تنظيم وقفات أخرى إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.

من جانبه، أشار الناشط علاء الرماحي إلى أنهم يواصلون رصد المخالفات ونقلها إلى الإعلام.

وأضاف: “نطالب الحكومة المركزية ورئيس الوزراء بالتدخل الفوري والعاجل لإيقاف الحملات الأمنية ضدنا، فالأمور لا تستدعي هذا الحجم من الملاحقات والقمع غير المبرر”.

احتجاجا على إزالة المنازل

وتظاهر العشرات من ساكني شواطئ نهر دجلة في مدينة الكوت وأطرافها، أمام مجلس محافظة واسط، احتجاجًا على تبليغات تفيد بإخلاء الشواطئ وإزالة منازلهم في غضون 10 أيام.

 وأكد المحتجون، أن وجودهم قانوني، مشيرين إلى أن منتجاتهم الزراعية من الخضراوات والفواكه تمثل سلة غذائية لمدينة الكوت، وأن بعض العوائل تقيم في هذه المنطقة منذ 120 عامًا.

وأوضح حربي عبيد، أحد المتظاهرين، أن ساكني شواطئ نهر دجلة يعملون وفق قانون (59) لسنة 1987 الذي يتيح البناء على ضفتي النهر، مع مراعاة الخط المحدد من قبل وزارة الموارد المائية.

وأشار إلى أن بعض العوائل تسكن المنطقة منذ أكثر من قرن، مؤكدًا أنهم لم يتجاوزوا على النهر، وطالبوا بحضور لجان لتفقد أوضاعهم.

في السياق نفسه، ذكر محمد الزاملي متظاهر آخر أن قانون (117) الصادر في زمن عبد الكريم قاسم يسمح لهم بالبناء والزراعة دون الإضرار بجريان النهر.

وأشار إلى أن منازلهم تبعد بين 100 و150 مترًا عن حوض نهر دجلة، معبرًا عن استغرابه من قرار الإخلاء دون وجود لجنة أو قياسات توضح أسباب الإزالة.

وأعرب المحتجون عن قلقهم من هذا القرار الجائر، مؤكدين أن شواطئ نهر دجلة تمثل مصدرًا مهمًا للغذاء في المدينة، وينبغي الحفاظ عليها بدلًا من الإزالة القسري.

مطالبات بدعم المنتج المحلي

وتظاهر عاملون في معمل لإنتاج المواد الغذائية في منطقة النجمي بمحافظة المثنى، احتجاجًا على تدهور أوضاعهم نتيجة توقف المعمل عن العمل.

وأكد المحتجون، أن وظائفهم أصبحت مهددة، حيث طالبوا بدعم المنتج الوطني لتحقيق الاستقرار في القطاع الصناعي المحلي. وذكر عدد من المتظاهرين أن مطالبهم تشمل تعزيز الصناعات الوطنية وتفعيل الوعود الحكومية التي أطلقتها الجهات المركزية بشأن دعم هذه الصناعات وتوفير فرص عمل في القطاع الخاص.

ودعا العاملون الجهات المعنية إلى التدخل العاجل لتنفيذ الوعود الحكومية وتحقيق الدعم المطلوب للمنتجات المحلية، مؤكدين أن هذا الدعم ضروري لاستمرارية العمل في المعمل وضمان حقوقهم كعمال.

معاناة أصحاب العقود

ويعاني نحو ألفي معلم ومدرس من عقود محافظة النجف من تأخير صرف رواتبهم منذ ستة أشهر، رغم إكمالهم جميع الإجراءات ومباشرتهم العمل، متهمين الحكومة المحلية بالتسويف والمماطلة في معالجة ملفاتهم.

وأوضح بسام الغزالي، ممثل المعلمين المتظاهرين، أن العقود المنسوبة إلى دوائر ديوان محافظة النجف لم تتلقَ مستحقاتها المالية رغم بدء الخدمة منذ ستة أشهر. وأكد أن العديد من المعلمين تراكمت عليهم الديون بسبب حاجتهم لشراء مستلزمات المدرسة وأجور النقل.

وأمهل الغزالي الحكومة المحلية أسبوعًا واحدًا لحل المشكلة، مهددًا بالاعتصام المفتوح أمام ديوان المحافظة ومجلسها إذا لم يتم اتخاذ إجراء جاد.

من جهته، قال عامر نصر الله، أحد المتظاهرين، أن أصحاب العقود الذين حصلوا على استثناء من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يواجهون صعوبات في صرف الرواتب. وأكد أن التأخير لا يعود إلى الإجراءات المالية التي ينبغي أن تستغرق شهرًا إلى شهرين كحد أقصى.

وحذر نصر الله من أن الوضع المالي للعاملين بات حرجًا، حيث إن البعض منهم لا يمتلك حتى أجور النقل للذهاب إلى وظائفهم، مما يزيد من معاناتهم اليومية. وطالب من السوداني بمتابعة هذا الملف شخصيًا وإيجاد حلول سريعة.

إغلاق للطرق في السليمانية

واغلق سكان منطقة “قوله ريسي” بمحافظة السليمانية، الطريق الرئيس في خطوة احتجاجية، تعبيرًا عن استيائهم الشديد من نقص الخدمات الأساسية، خصوصًا في ما يتعلق بحالة الطرق والمواصلات.

وقال بختيار ستار، ممثل المنطقة، إن المنطقة تعاني منذ سنوات من تدهور الخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن السكان قاموا بإنشاء نظام الصرف الصحي بأنفسهم بعد جمع التبرعات، في حين يقتصر دعم الحكومة على توفير الماء والكهرباء فقط. وأكد أن أكبر المشاكل التي تواجههم هي سوء الطرق وعدم تعبيدها.

وذكر كامران أحمد، أحد سكان المنطقة، أن الطريق الرئيس لا يتجاوز طوله 600 متر، ورغم المطالبات المستمرة بتعبيده، لم تتلقَ المنطقة أي استجابة من محافظة وبلدية السليمانية. وأشار إلى أن الطريق يُستخدم بكثرة من قبل شاحنات الشركات الاستثمارية، في حين يعاني السكان من الأضرار الناتجة عن سوء حالته.

وعبّر السكان عن استيائهم من عدم وفاء الشركات الاستثمارية بوعودها لتعبيد الطريق خلال أسبوع كما تعهدت سابقًا، ما دفعهم لاتخاذ خطوات احتجاجية بقطع الطريق.

**********************************************

كل خميس..  أسئلة التلميذ وحيرة الحاخام

جاسم الحلفي

زار وفد من تلاميذ مدرسة في جنوب السويد كنيسا يهوديا، في إطار جولات ثقافية تهدف لتعريف التلاميذ بتنوع المجتمع السويدي وأطيافه الدينية المختلفة، واستكشاف قصص وطقوس مخبأة وراء الجدران الصامتة. وبينما كان أحد التلاميذ يتجول في أرجاء المكان، قاده الفضول  إلى الحاخام ليسأله: هل يمكنني أن أتحوّل إلى الدين اليهودي؟

ردّ الحاخام بالنفي، فباغته الطفل بسؤال آخر نابع من براءة ذكية: لماذا تحتكرون الدين والجنة لأنفسكم؟ أليس الجميع سواسية أمام الله؟ تعثرت كلمات الحاخام، وحاول إرضاء فضول التلميذ، لكنه لم يستطع تطمين رغبته في بلوغ الحقيقة. ولم يكتف التلميذ بل طرح سؤالا ثالثا، أعمق وأشد وقعا: ولماذا لا تضع اسرائيل حدودا لدولتها؟

للحظة، بدا الحاخام حائرا أمام السؤال، وحاول استخراج إجابة شافية لكنه وقف عاجزا. ولاحظ التلميذ تردده، فعقب بصوت تخالطه نبرة المنتصر: يبدو أنكم لا ترغبون في السلام على الأرض، وتريدون احتكار الآخرة أيضا.

هكذا جسد موقف الحاخام السويدي أمام أسئلة التلميذ الذكية أزمة فكرية وثقافية، تتجاوز إطار الحوار العابر لتكشف عن مأزق أعمق، يواجه الفكر المحافظ والمتطرف، الذي يقف في مواجهة مجتمع قائم على الشفافية والانفتاح. هذه الحيرة تردد صداها عند الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي ترى في الأزمة الأخلاقية مبررا للتوسع وسعيا محموما للهيمنة. أزمة تترجم نفسها على أرض الواقع في صراعات تتخطى حدود غزة وجنوب لبنان، وتتسع لتشكل مشهدا عالميا تسعى فيه قوى الهيمنة إلى فرض سيطرة أحادية، لا تعترف بالتنوع ولا تقرّ بأي حدود تعيق مدّها الأذرع الاستيطانية.

في هذا السياق، يبدو حلم السلام عبر مفاوضات تقود إلى استقرار دائم أقرب إلى السراب، في ظل إدارة اليمين الإسرائيلي المتطرف. فالسلام له شروط، ويتطلب إرادة صادقة وقيادة تحمل ثقافة سلام ورؤية خيارات سلمية، وإدراك أن السلام الحقيقي قائم على مصالح متبادلة لا تستند فقط إلى موازين القوى، بل أساسها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس. غير أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، بطبيعتها المتشددة واساليبها الفاشية، تمثل أزمة مركبة: أزمة حكم وأزمة فكر لا يقرّ بحدود للتوسع، ولا يدرك أن مصادرة شبر من الأراضي المحتلة، يزيد الأحقاد ويعمق النزاعات ويغلق بابا للأمل.

لكن .. ومهما بلغت قوّة إسرائيل، فستأتي لحظة تجد فيها نفسها محاصرة تحت وطأة ضغوط متصاعدة، تدين ممارساتها، وتدعوها إلى إحقاق العدل. ولعل تجربة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تقدم درسا عميقا للعالم؛ ذلك النظام الذي حظي بدعم واسع من دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، حتى بلغ نقطة تحوّل، أجبره فيها العالم على الاعتراف بعدم أخلاقية هذه السياسة، وعلى إعادة الحقوق للشعب المضطهد.

وفي ليلة فارقة في التاريخ، وبعد نضال طويل وتضحيات عظيمة، استرجع شعب جنوب أفريقيا  كرامته وحقوقه، واسترد حريته السليبة.

*******************************************

مواساة

الرفيق العزيز كاظم حسين الحسيني ( ابو محمد )المحترم نشاطركم الاحزان بوفاة شقيقكم قاسم (ابو فهد).

ولمناسبة هذه الخسارة الكبيرة نتقدم اليكم بأحر مشاعر التعازي والمواساة لكم وللعائلة الكريمة، راجين لكم الصبر والسلوان، وللراحل ابو فهد عاطر الذكر .

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٩-١٠-٢٠٢٤

*****************************************

مواساة

أحر التعازي والمواساة للرفيق باسم محمد حسين «أبو محمد» سكرتير المكتب الإعلامي في محلية البصرة لحزبنا، بوفاة شقيقه وليد محمد.

الذكر الطيب للفقيد وجميل الصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

لجنة الإعلام المركزي

٢٩-١٠-٢٠٢٤

**********************************************

الصفحة الثالثة

مجلس محافظة النجف يحصي 70 مشروعا متلكئا الفساد المالي والتأثير الحزبي  يعرقلان إنجاز المشاريع الخدمية 

بغداد – تبارك عبد المجيد

تعيش محافظة النجف واقعًا صعبًا في ظل تعثر مشاريعها التنموية، ما يزيد من معاناة سكانها، ويعكس فشلًا إداريًا متزايدًا.

وطبقا لمجلس المحافظة، هناك نحو 70 مشروعًا متلكئًا، تنقسم بين وزارية وأخرى بعهدة المحافظة، حيث لا تزال العديد من المشاريع الأساسية مثل معالجة مياه الصرف الصحي ومحطة تصفية الماء تنتظر التنفيذ.

وعلى الرغم من الوعود السابقة بإنشاء مشاريع جديدة، إلا أن التأخيرات المستمرة في التنفيذ، التي تعزى إلى عوامل إدارية ومالية وسياسية، أدت إلى تفاقم الأوضاع.

ويقول ناشطون وأكاديميون، ان هناك غيابا شبه تام للشفافية وهناك سوء توزيع للأموال، ما يعيق جهود تحسين الخدمات في النجف.

فيما تقول هدى اسعد، أكاديمية وأستاذة جامعية، إن المدارس في النجف تعاني من أوضاع متدهورة بسبب التكدس ونقص الأبنية المناسبة.

وتضيف: "في المناطق الشعبية، يوجد نقص كبير في الأبنية، حيث يصل عدد الطلبة في بعض المدارس إلى أكثر من ألف طالب، وفي الصف الواحد نحو 40 أو 50 طالبًا، ما يخلق بيئة صعبة وغير ملائمة للدراسة".

كما تشير إلى أن هناك تلكؤا في تنفيذ مشاريع بناء المدارس الجديدة التي تم الاتفاق عليها بين الجانب العراقي والصيني، والتي كان من المفترض أن تحد من اعتماد المدارس الكربانية (المؤقتة) وتوفر بديلاً مستداماً.

وتوضح، أنّ تأخر تنفيذ هذه المشاريع أدى إلى استمرار استخدام تلك المدارس المؤقتة دون أية حلول جذرية قريبة.

وتشير الى أن النقص لا يقتصر على الأبنية، بل يشمل أيضًا الكوادر التعليمية التي لا تغطي الأعداد المتزايدة من الطلاب، مضيفة ان "المدرسة التي أعمل بها أساساً كانت مخصصة للمرحلة الابتدائية، لكنها تُستخدم الآن كمدرسة ثانوية بسبب نقص الأبنية، ومع ذلك، لدينا نقص كبير في عدد الصفوف والمعلمين، ما يضطر الإدارة أحياناً إلى رفض تسجيل الطلاب من خارج المنطقة".

وتتساءل هدى عن الأموال التي خصصت لقطاع التعليم في محافظة النجف؟ معربة عن قلقها من أن عدم معالجة هذه المشاكل سيؤدي إلى إضعاف العملية التعليمية بشكل كبير، إضافة الى تلكؤ مشاريع أخرى مثل المجاري والصرف الصحي.

مشاريع متعثرة!

وكشف المحلل السياسي حسام زوين، رئيس مؤسسة صوتي لتحقيق الديمقراطية في محافظة النجف، عن تفاصيل معقدة بشأن تعثر المشاريع التنموية المدرجة ضمن موازنة عام 2024 في محافظة النجف، موضحا حجم المشاكل الإدارية والمالية والسياسية التي تعرقل تنفيذ هذه المشاريع وأثرها السلبي على الخدمات الأساسية.

ووفقا لزوين، تحتوي موازنة النجف لعام 2024 على 176 مشروعًا حتى الآن، غير أن 76 منها فقط تم الإعلان عنها للشركات المنفذة، بسبب أن المحافظ الجديد يطالب الشركات بتنفيذ المشاريع دون توفير السيولة المالية اللازمة، نتيجة لعدم وصول مخصصات الموازنة للمحافظة حتى الآن. وتفاقم هذا الوضع مع قانون الأمن الغذائي لعام 2023، حيث أُعطيت مبالغ نقدية كاملة لبعض المقاولين قبل الشروع في تنفيذ المشاريع، ما أدى إلى تباطؤ كبير في إنجازها.

وأشار زوين خلال حديثه مع "طريق الشعب"، إلى أن "العديد من المقاولين الذين استلموا الدفعات النقدية قاموا ببيع مشاريعهم لشركات أخرى. هذا التناقل في العقود أثر سلبًا على جودة التنفيذ، حيث أدى خصم نسب تصل إلى 5 في المائة من المقاولات إلى خفض الجودة في محاولة لتعويض الخسائر".

وأضاف، أن "بعض المشاريع أُنجزت بالمواصفات المطلوبة، بينما لم يكتمل تنفيذ مشاريع أخرى، خاصة في قطاع التعليم، حيث تعطلت مشاريع المدارس بشكل ملحوظ".

وتابع ان "تعثر بناء المدارس في قضاء الكوفة، الذي أُحيل تنفيذه إلى هيئة الإعمار منذ أكثر من سنتين، أدى إلى تراكمات أثرت على سير العملية التعليمية. إذ يضطر الطلاب في حي ميسان، بسبب قلة المدارس الجاهزة، إلى الدراسة وفقا لنظام دوام ثلاثي، ما يخلق ضغطًا على الطلبة والمعلمين ويفاقم من التحديات التعليمية".

ونبه زوين إلى تأثير التدخلات الحزبية الواضح في مشاريع المحافظة، حيث "تُحال المشاريع الكبرى إلى هيئات اقتصادية مرتبطة بالأحزاب السياسية. ويشكل هذا الارتباط تحديًا إضافيًا أمام هيئة الإعمار، إذ يُعتقد أن المصالح الاقتصادية للأحزاب تتداخل مع أولويات المشاريع التنموية، ما يعطل إنجازها ويزيد من نسبة الفساد فيها".

وسلط زوين الضوء على مشروع “جسم الإمام علي الثاني” الذي أُحيل إلى شركة كبرى منذ عام ولم يتم تنفيذ سوى جزء بسيط منه، بسبب مشاكل تتعلق بالأراضي المتنازع عليها من قبل بعض المتجاوزين. كما ذكر أن "هيئة استثمار النجف قد أدرجت مشاريع غير ضرورية للمحافظة، ما تسبب في مشاكل بيئية وتدخلات اقتصادية للأحزاب".

الحكومات تتفنن بهدر الاموال

حسين القاضي، وهو مواطن وناشط مدني في محافظة النجف، أعرب عن استيائه من تدهور المشاريع وسوء الخدمات في المحافظة، مشيرًا إلى قضايا تتعلق بسوء توزيع الأموال وغياب الشفافية في إدارة المشاريع.

وقال لـ "طريق الشعب"، أن "النجف حصلت على نحو 620 مليار دينار ضمن قانون الأمن الغذائي خلال فترة حكم المحافظ السابق، إلا أن نحو 450 مليارًا منها خُصصت لمشاريع بوابات المدينة، بينما تعاني أحياء سكنية كبيرة، مثل حي النداء، من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والتبليط".

وانتقد القاضي الطريقة التي تمت بها إحالة المشاريع إلى الشركات، حيث أُسندت إلى شركات بعينها دون مزايدة، مما ساهم في تعثر هذه المشاريع. كما أن "بعض المشاريع لم تكتمل حتى الآن، والشركات شبه متوقفة عن العمل نظرًا لعدم صرف السلف والمستحقات المالية، بسبب تأخر إقرار الموازنة العامة لعامي 2023 و2024، الأمر الذي يعزوه القاضي إلى الصراعات السياسية داخل البرلمان".

واشار القاضي الى ملفات فساد قديمة مرتبطة بمشروع “النجف عاصمة الثقافة الإسلامية”، حيث أُنفقت أموال ضخمة على مشاريع وهمية أو غير مكتملة، مستشهدًا بقصر الثقافة كمثال على مشاريع لم تحقق فائدة تُذكر للمدينة.

وأشار القاضي إلى مورد آخر مهم، وهو مطار النجف، الذي يُعتبر مصدر دخل كبير للمحافظة، حيث "يدر إيرادات ضخمة يوميًا، إلا أن هذه الأموال لا تنعكس على تحسين الخدمات في المدينة".

وأوضح، أن الطريق المؤدي إلى المطار يعاني من سوء الحال، مما يعكس ضياع الفوائد المحتملة من إيرادات المطار.

وانتقد المتحدث أداء المحافظ الحالي، مشيرًا إلى أن "مراقبته للمشاريع ضعيفة، وأن معظم المشاريع الممولة من قانون الأمن الغذائي لا تزال متوقفة".

وخلص القاضي إلى "عدم وجود أي مشاريع جديدة في عهد كناوي، وأنه لم يتم التوصل إلى حلول للديون العالقة بين الشركات والدولة، ما يترك المشاريع الحيوية في النجف في حالة من الجمود".

********************************************

 

عين على الأحداث

وين صارت الشكوى؟

تشير المعطيات الأخيرة إلى أن الصراع المتواصل منذ سنوات بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني قد أدى إلى مقتل الآلاف وتدمير 500 قرية عراقية وتهجير سكانها، لاسيما بعد أن احتل هذا الجيش مساحة عرضها 40 كيلومتراً وعمقها 15 كيلومتراً، وأطلق مئات الصواريخ والقذائف على المدنيين. كما كان هذا الاحتلال سبباً في زيادة معدلات الهجرة إلى الخارج بنسبة 40 في المائة. هذا ويتساءل الناس عن مصير شكوى، سبق وقدمتها الحكومة إلى مجلس الأمن الدولي وطالبته فيها بإصدار قرار يُجبر تركيا على سحب قواتها العسكرية من أراضينا ومحاسبة حكومتها على ارتكاب العدوان وإلزامها بدفع تعويضات لضحاياه.

حساب عرب

بمناسبة مرور عامين على تشكيل الحكومة، قام مراقبون ومختصون بجرد ما تحقق من المنهاج الحكومي الذي مُنحت بموجبه الوزارة الثقة بالبرلمان. وقد كشف الجرد عن اقتصار المنجز على تعبيد وشق الطرق والجسور وتوظيف أعداد ضخمة من العاطلين عن العمل في مؤسسات الدولة، فيما ما زال الناس بانتظار الوعود الأبرز كحماية استقلالية القرار الوطني، وتنويع الاقتصاد عبر تطوير القطاعات الإنتاجية، والمحافظة على قيمة العملة، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد، ومحاسبة قتلة منتفضي تشرين، وتشريع قانون النفط والغاز ومجلس الإتحاد، ومكافحة الفقر وتوفير فرص عمل حقيقية، وتحسين الخدمات الأساسية، وانتزاع حقوق العراق المائية، والقائمة تطول!

الناس تمشي گدام

كشفت مجلة ميد الانكليزية عن انكماش يضرب سوق المشروعات في العراق بنسبة 5.9 في المائة خلال الشهر الماضي، مما سبب خسائر للبلاد بلغت 23 مليار دولار، مقابل ارتفاع مؤشر المشاريع لدول مجلس التعاون الخليجي بعشرة مليارات دولار. هذا وفي الوقت الذي شمل الانكماش إيران أيضاً التي خسرت 2.5 مليار دولار، يشير المراقبون إلى أن الاستقرار الأمني الهش واعتماد الاقتصاد الريعي ومشاكل الفساد المالي والإداري وتعطل الإنتاجين الزراعي والصناعي وارتفاع نسب البطالة والعجز المتنامي في الموازنة في ظل الزيادة المفرطة في الإنفاق والخشية من تدهور أسعار النفط، أسباب تقف وراء هذا الإنكماش.

بقتْ عالبيئة؟

احتل العراق المرتبة الثالثة كأسوأ بلد حول العالم في الحفاظ على الطبيعة، بعد حصوله على 43.3 نقطة فقط على مؤشر الحفاظ على الطبيعة لعام 2024. ويأتي ذلك بسبب فشل "أولي الأمر" في معالجة ظاهرة التغير المناخي والعوامل الملوثة للبيئة كالتصحر وحرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط وانتشار النفايات ورميها في الأنهار و عدم تنمية الغطاء الخضري أو تطوير الإنتاج الزراعي وحماية الحياة البرية والثروة الحيوانية. هذا وكانت الحكومة التي اعترفت بتعرض 7 ملايين عراقي لآثار التدهور البيئي، قد أخلفت وعدها بمعالجة هذه المشكلة التي باتت تهدّد الأمن الغذائي والصحي والمجتمعي.

نصفها فقط عاطل

كشف خبير اقتصادي عن توقف 35 ألف مصنع من مجموع 67 ألف مصنع مسجّل في اتحاد الصناعات، بسبب قلة الدعم للوقود والعجز في تجهيز الطاقة الكهربائية والمنافسة الشديدة مع السلع المستوردة، التي تصل أسواقنا رخيصة بسبب حصول منتجيها على دعم من حكوماتهم لتشجيعهم على تصديرها. هذا وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات قرارات تُوقف بها الدعم عن القطاع الصناعي الخاص وترفع أسعار الوقود وتفشل في حماية سعر العملة الوطنية وتشرع أبواب الإستيراد، تتعطل العديد من المشاريع الإنتاجية، وخاصة الصغيرة والمتوسطة، مما يؤدي لزيادة معدلات البطالة والفقر وتكريس الاقتصاد الريعي.

*************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

كردستان

الانتخابات والمستقبل

كتب نيقولاي ملادينوف مقالاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، حول الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان، أشار فيه إلى أن هذه الفعالية التي تأجل إجراؤها عدة مرات منذ عام 2022، لا تعدّ مجرد تصويت روتيني آخر، بل قد تكون لحظة حاسمة للشعب الكردي وقياداته المتصارعة مع تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.

مخاطر قد تهدد الاستقرار

وأشار الكاتب إلى أن الإقليم كان من أكثر مناطق البلاد استقراراً وامتلاكاً لمؤسسات متقدمة، قبل أن تشهد الفترة الأخيرة، والتي سبقت الانتخابات، إتساع الشقوق في النظام السياسي من جهة واشتداد الضغوط والتدخلات من الدول والقوى المجاورة من جهة أخرى، إلى الحد الذي أثار مخاوف الكثيرين من انهياره.

مشاكل انتخابية

وسجل المقال ملاحظات سلبية على العملية الانتخابية، كان من أبرزها عدم تمكن ربع الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 3.7 مليون ناخب (أي ما يقارب 800 ألف شخص) من الإدلاء بأصواتهم، بسبب مجموعة من التحديات اللوجستية ونقص بطاقات تسجيل الناخبين، وكذلك بسبب الافتقار إلى الوعي أو القدرة على الوصول إلى مرافق التسجيل، وهي ما لا يمكن اعتبارها نتاجاً للبيروقراطية فقط، بل وأيضاً نتاجا لمشكلة مؤسسية، قد تغذي خيبة الأمل في العملية السياسية، وفق رأي الكاتب.

استقطاب سياسي

وذكر المقال بأن المشهد السياسي في كردستان يبدو منقسماً بشكل كبير، خاصة بين الحزبين الرئيسيين، وبروز قوى جديدة أو أخرى شهدت جماهيريتها نمواً كبيراً في الأونة الأخيرة. ورأى الكاتب بأن الحزبين الكبيرين يعتقدان بأنهما القادران الوحيدان على مواجهة التحديات التي يعاني منها شعب الإقليم، وأن وجودهما على رأس العملية السياسية شرط لتحقيق السلام والرفاهية. إلّا أن هناك من له رأي آخر كالكثير من الشبيبة العاطلة عن العمل، وخاصة من الخريجين الجدد، وكموظفي القطاع الحكومي الذين لم ينتظم حصولهم على رواتبهم، الأمر الذي دفع بالأحزاب التقليدية لبذل أقصى جهودها قبيل الإنتخابات من أجل تلبية مطالب هؤلاء وإقناعهم.

ما بعد الانتخابات

وتقاسم الكاتب الرأي مع العديد من المراقبين الدوليين، الذين يشعرون بالقلق من المستقبل، إذا ما جاءت نتائج الإنتخابات غير حاسمة في تحديد من سيتولى السلطة، خاصة مع تزايد الصراعات الداخلية في المنطقة وتفاقم تأثير النفوذ الخارجي، في ظل وجود مؤسسات غير قادرة على الصمود بقوة إذا ما هبت عواصف غير متوقعة، وكذلك في ظل اختلاف استراتيجيات التعامل مع بغداد والدول المجاورة لدى القوى الكردستانية.

كما حذر الكاتب من أن الإنقسام السياسي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على اقتصاديات الإقليم وثقة الشركاء الدوليين به كحليف مستقر وموثوق به في العراق. كما قد يمثل الانقسام فشلاً في التحدي الخاص بإضفاء الطابع المؤسسي على سياسة تخدم مصالح جميع المواطنين وتدير العلاقات مع بغداد والقوى الدولية بحكمة.

اهتمام بغداد

وأكد الكاتب على أن الاهتمام بانتخابات كردستان ونتائجها يمتد إلى بغداد، التي يعدّ استقرار المنطقة أمرا مهما لها، جراء الترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين أربيل، ولهذا فإن إجراء الانتخابات والقدرة على تشكيل إدارة مستقرة بوجود حكومة أقوى وأكثر وحدة في الإقليم، سيمهد الطريق لتعاون أفضل مع بغداد في مجالات رئيسية، منها عائدات النفط وتخصيصات الميزانية والأمن.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن القوى السياسية في الإقليم مطالبة بتحقيق توازن دقيق في إظهار الاستقرار الديمقراطي والإستجابة للمطالب المتزايدة بالإصلاح والمساءلة من جانب شعبهم، والارتقاء إلى مستوى الحدث وعدم الإكتفاء بإدارة الديناميكيات السياسية داخل المنطقة، بل وأيضاً الحفاظ على الثقة مع المجتمع الدولي ومع بغداد.

*****************************************************

الصفحة الرابعة

بين الشروط التعجيزية والفوضى العقارية متحدث حكومي: المشاريع السكنية والقروض لا تسد الحاجة المتزايدة الى السكن

بغداد ـ طريق الشعب

تتجه أزمة السكن في العراق الى التفاقم برغم الخطط التي تتحدث عنها الحكومة لـ"تخفيفها" عبر القروض والمجمعات السكنية؛ فمع تزايد الحاجة إلى وحدات سكنية لتلبية الطلب المتنامي، تظل القروض المقدمة عاجزة عن تحقيق الهدف المنشود بسبب الشروط التعجيزية والمبالغ فيها، ما يجعل الوصول إليها أمراً صعب المنال للكثيرين.

وبينما ينتظر المواطنون حلولاً جذرية ومنصفة، تعمّ الفوضى في سوق العقارات، ما يزيد من تعقيد المشكلة ويعزز التفاوت الاجتماعي.

عوائق كثيرة

ووفقاً للإحصاءات، تشير التقديرات إلى أن العراق بحاجة إلى أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية لسد العجز الحالي. وعلى الرغم من وجود برامج حكومية لتقديم القروض السكنية، فإن الشروط المرتبطة بها، مثل الدفعة المقدمة العالية وأسعار الفائدة الكبيرة، تقف حاجزاً أمام الكثير من المواطنين، خاصة أولئك من ذوي الدخل المحدود.

وقد أظهرت استبيانات أن نسبة استفادة الفئات المستهدفة من القروض السكنية الحكومية لا تتجاوز 15 في المائة، بسبب العوائق، في وقت يسجل فيه السوق العقاري ارتفاعاً سنوياً في أسعار الوحدات السكنية بنسبة تصل إلى 20 في المائة، وسط دعوات لإعادة النظر في السياسات الإسكانية، وتبني خطط شاملة قادرة على تحقيق العدالة السكنية وضمان حصول الجميع على سكن ملائم.

غير كافية 

وفي تصريح متلفز تابعته "طريق الشعب"، قال وزير الاعمار والاسكان بنكين ريكاني: ان القروض التي تسلمها الوزارة والتي كانت في السابق 30 مليون دينار، وارتفعت الى 50 و60 مليونا، لا تساهم بشكل ناجع في حل المشكلة.

وأضاف انه "برغم هذا الارتفاع، تعتبر هذه القروض قليلة وضعيفة بالنسبة لمعالجة ازمة السكن"، مبينا أن "صندوق الاسكان يمنح 8000 قرض في حين ان الحاجة الفعلية بحسب دراسة الوزارة هي 250 الف قرض سنوياً"، لافتا الى ان هناك "فرقا كبيرا بين الحاجة وبين ما يتم توفيره".

كم مواطن قادر على الاقتراض؟

وللحديث اكثر عن هذا الملف، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي بان هناك "مشكلة وازمة سكن وحاجة متزايدة للوحدات السكنية. ما يتم تنفيذه من مشاريع سكنية وما يقدم من تسهيلات لا يغطي الحاجة المتزايدة للسكن"، مشيرا الى انه "وفق هذه المعطيات تبقى الاسعار مرتفعة وتبقى الحاجة قائمة لوحدات سكنية جديدة".

وعن سبل معالجة هذه المشكلة قال لـ"طريق الشعب"، ان "القروض وما شاكل ذلك، هي جزء من معالجة المشكلة. نعم هناك مواطنون بإمكانهم الحصول على القروض وبإمكانهم بناء وحدة سكنية؛ ولكن المهم هو كم عدد المواطنين الذين يحصلون على قروض سكنية؟ بكل تأكيد ليس الجميع على اعتبار ان الطلب كبير ولا يمكن تغطيته".

واردف بالقول: ان "بناء مدن واسعة متكاملة و وحدات سكنية كبيرة، ستغطي جزءا كبيرا من المشكلة، وستحل مساحة كبيرة من ازمة السكن، لكتها لن تحل كامل المشكلة ولا تسد حاجة الناس للإسكان".

وأشار الى انه سيتم بناء 16 مدينة سكنية في بغداد والمحافظات. وفي المراحل المقبلة سيكون هناك المزيد من المدن السكنية عبر الانفتاح على اطراف المدن.

وعن امكانية سد هذه المدن الحاجة الفعلية اوضح الهنداوي ان "حاجة البلد تقدر بما يتراوح بين 2_ 3 مليون وحدة سكنية، ولكن هذا يبقى رقما تقديريا، ومن خلال التعداد العام للسكان الذي سيجرى الشهر المقبل، سنكون امام رقم حقيقي يؤكد لنا كم هي نسبة العجز، وحجم الحاجة للوحدات السكنية، ولكن المدن الثلاث التي من المخطط تنفيذها ستوفر اكثر من 200 الف وحدة سكنية".

ليست حلاً

من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الاعمار والاسكان، نبيل الصفار، في مستهل حديثه: ان "القروض التي تمنحها المصارف تكون ذات فائدة عالية، ولا تناسب دخل المواطن ووضعه الاجتماعي وحاجته"، مبينا ان "القروض التي تقدمها الوزارة، تختلف عن باقي القروض التي تمنحها المصارف، على اعتبار انه لا توجد نسبة فائدة، وان فترة التسديد تمتد الى 15 عاما".

وأضاف الصفار في حديث مع "طريق الشعب"، ان هناك "معايير وضوابط يتم على اساسها توزيع القروض، وتأخذ هذه المعايير بنظر الاعتبار الحالة الاجتماعية للفرد والرعاية الاجتماعية وعدد افراد الاسرة، ومدى الاستفادة السابقة، سواء للزوج ام الزوجة من القروض".

ونوه في سياق حديثه الى ان "القروض التي تُمنح من الصندوق هي لغرض بناء وحدات سكنية او اضافة بناء حصراً. وهذا يختلف عن باقي القروض التي تقدمها المصارف لشراء وحدات سكنية"، موضحا أن "سياستنا تهدف الى زيادة الرصيد السكني الموجود في البلد".

وذكر الصفار ان "المبالغ الموجودة للقروض محددة، وان الصندوق من اجل أن يغطي اكبر قدر ممكن، فهو بحاجة الى زيادة الرصيد المالي الموجود لدى صندوق الاسكان".

واشار الى ان "قروض الاسكان، هي جزء من حل المشكلة، وليست الحل"، مبيناً أن "الحل الناجع والاكبر هو التوجه نحو المدن السكنية التي ستوفر آلاف الوحدات السكنية".

وزاد بالقول: ان "تخفيف الفجوة السكنية الموجودة، يكون من خلال اطلاق المدن السكنية الخمسة في بغداد والمحافظات"، مشيراً الى ان هناك مدنا اخرى سيتم الاعلان عنها بحسب رؤية الوزارة.

معقدة وغير مرنة

الى ذلك قال الخبير الاقتصادي شوفند كرواني: ان "القروض عادةً تمنح من المصارف ليس لأجل الحصول على وحدة سكنية فحسب، بل من اجل مسائل كثيرة وعديدة، على ان تكون ميسرة؛ فالغاية منها هي جذب المقترضين، ومنحها بما يتناسب مع حجم دخل المقترض من المصرف وبضمان الراتب مثلاً".

وأضاف "في العراق وبما ان القروض تمنحها مصارف حكومية، فانه يفترض ان يتم تحديد سعر فائدة قليل مع منح تسهيلات عديدة للمواطن، بما يناسب قدرته، وبشروط ميسرة ومرنة غير تعجيزية. لكن للأسف الاجراءات معقدة جداً، ولا تتسم بالانسيابية والمرونة، والكثير يمتنعون عن تسلمها". واكد شرواني لـ"طريق الشعب"، على "ضرورة ان تنظر الجهات المعنية الى هذه المسألة بواقعية؛ فمن الملاحظ أن هذه الاجراءات معقدة وشروطها تعجيزية ومبالغ فيها". ونبّه الى أن "القروض العقارية قد تكون مفيدة جدا لأغلب المحافظات، لكن ليس بالنسبة لبغداد، بسبب الارتفاع الكبير في اسعار العقارات وحتى المجمعات السكنية التي رفعت اسعار الوحدات وحددت الاستفادة من الوحدات السكنية". واكد ضرورة ان "تنظر الدولة بشكل جدي الى الاسعار المرتفعة جدا بالنسبة للعقارات في بغداد، حيث ان القروض التي تمنح لا تكون كافية لتوفير سكن للموظف او المواطن ذي الدخل المحدود او المتوسط"، مشيراً الى أن "الدولة يجب ان يكون لها دور في بناء المساكن للمواطن بشكل ميسر يراعي المواطن البسيط والفقراء التي تعد شريحة واسعة جداً في المجتمع العراقي، ولكن دور الدولة لا يزال ضعيفاً في هذا الجانب".

**************************************************

وقفة اقتصادية.. أزمة معامل الطابوق وانعكاساتها

إبراهيم المشهداني

تشكل معامل الطابوق في بلادنا، التي أدمنت استيراد كل شيء كمن أدمن على التدخين رغم قناعته في الإضرار بصحته، قطاعا مهما من الصناعة التحويلية، فمادة الطابوق وهي المادة الأساسية في حل إشكالية السكن وإعادة إعمار القاعدة التحتية للمدن المخربة من القوى الإرهابية إلى جانب مواد الإسمنت والحديد وغيرهما في إطار استراتيجية متكاملة لإنعاش قطاع البناء والتشييد.

 ويبدو أن هذه الإشكالية لم تتعلق فقط بغياب التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص من قبل وزارة الصناعة ولكن غياب هذا التنسيق يشمل أيضا الوزارات الحكومية، فمشكلة الوقود وهي من مهمات وزارة النفط لم يقتصر تأثيرها على إنتاج الطاقة الكهربائية فقط  وإنما تنصرف امتداداتها أيضا على القطاع الصناعي الخاص، ففي هذه الأيام  تنقل الأخبار أن أصحاب معامل الطابوق في واسط نظموا وقفة احتجاجية على تقليص حصص الوقود المدعومة من وزارة النفط إلى ربع الكمية المخصصة لهم شهريا، فالخط الانتاجي الواحد مثلا  يتطلب 330 الف لتر من النفط الاسود، مما ترتب عليه توقف 70 معملا من معامل طابوق واسط و100 معملا  في ديالى  توقفا كليا اضافة إلى توقف جزئي في المعامل الأخرى متسببا بتسريح اكثر من عشرة الاف عامل، وهذه ليست الأزمة الأولى التي تواجهها هذه المعامل  مما تشي إلى أن الحكومة لم تأخذ الأزمة بعين الجدية والاعتبار.

  ويبدو أن اشكالية نقص الوقود لم تقتصر على معامل طابوق واسط وديالى وإنما عمت كافة معامل الطابوق في العراق بما فيها معامل النهروان، وفي الواقع أن هذه الأزمة لم تحدث لنزوة خاصة من أصحابها وانما لأسباب حقيقية على الأرض وهي لم تقتصر على ارتفاع أسعار الوقود وعدم كفاية الكميات المجهزة فحسب بل تقترن بأسباب أخرى اجتمعت مع بعضها ومنها على سبيل المثال التباطؤ في الإجراءات الخاصة بتجديد الرخص وغياب التخطيط لتنظيم عمل وإنتاج هذه المعامل بما يكفي لسد الحاجة المحلية والكف عن استيراد الطابوق الأحمر الإيراني الرديء والجوانب القانونية المتعلقة بحقوق العمال وألا فان استمرار هذه المشكلة سيتسبب بتسريح مليون عامل.

 إن هذه المشكلة، تحدث في وقت يتزايد المخزون من النفط المنتج في البلاد الذي يفترض زيادة حصص القطاعات الانتاجية المحلية، وأن تدعم أسعارها كي تتماشى مع تزايد الأسعار في السوق العالمية إلى جانب سياسة دعم القطاعات السلعية المحلية، وتنشيط عملية التنمية الاقتصادية في القطاعين الحكومي والخاص تماهيا مع البرنامج الحكومي المعلن  في بداية تشكيل الحكومة الحالية ، مع الأخذ بنظر الاعتبار متطلبات الاستعدادات الحكومية لإعادة إعمار القاعدة التحتية للمدن التي خربت من قبل الدواعش، وتنفيذ البرنامج الحكومي لحل مشكلة السكن وبناء المدن  السكنية الاقتصادية دعما للفقراء عن طريق الإقراض من صندوق الاسكان، إذ أن تقليص الحصص من النفط الاسود كما تقدم، لا يستقيم مع متطلبات  تنفيذ البرنامج الحكومي المعلن.

 لهذه الأسباب ومن أجل اظهار الجدية في حل اشكالية السكن، يتعين مراجعة الاستراتيجية المتعلقة بقطاع التشييد والبناء ومتطلبات تنميته من خلال منظومة من الاجراءات ومن بينها:

  • التنسيق الكامل بين وزارات الدولة، وتوحيد السياسات المشتركة وخاصة قطاع البناء والتشييد الحكومي والقطاع الخاص، عن طريق تزويد معامل المنتجة لمواد البناء بالكميات الكافية من الوقود المدعومة والطاقة الكهربائية، وتقليص كلف الانتاج.
  • حماية المنتجات الوطنية من مادة الطابوق والإسمنت وحديد التسليح والثرمستون والسيراميك، من المواد المماثلة المستوردة، وتشجيعها على زيادة الإنتاج وسد الطلب المحلي وتطوير مواصفاتها للاحتفاظ بالاحتياطي النقدي وتمكينها من دخول الأسواق الخارجية.
  • العمل على تشجيعها في إدخال التكنولوجيا وتمكينها من توسيع طاقتها الانتاجية واستيعاب الايدي العاملة العاطلة وخاصة المتخصصة في هذا النوع من الانتاج.
  • إيلاء اهتمام أكبر بالثروة المعدنية المطمورة تحت الأرض ومسح المناطق الجيولوجية والتوزيع الجغرافي والجيوفيزيائي ومعرفة مواطن الصخور الرسوبية والنارية والصخور الجيرية والجبسية وامتداداتها على طريق حركة تصنيعية عمرانية فاعلة.

***************************************************

فعاليات

الشيوعيون يزورون رفيقهم أحمد خزعل المشهداني

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الثلاثاء، الرفيق احمد خزعل المشهداني (ابو فراس) في منزله ببغداد، للاطمئنان على صحته بعد خضوعه إلى جلسات علاجية في إحدى مستشفيات العاصمة.

 ونقل الوفد إلى الرفيق أبو فراس تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنياتهم له بالشفاء العاجل ومزيدا من الصحة والعافية. فيما رحبت عائلته، بالوفد الزائر، وأعربت عن تقديرها العالي للحزب ومواقفه تجاه رفاقه وعائلاتهم، محملة الوفد خالص التحيات إلى قيادة الحزب ورفاقه، مع الأمنيات بالتقدم والازدهار.

ضم الوفد كلا من الرفيق فاضل الموسوي والرفيقتين خيال الجواهري ونهاوند.

*************************************************

شيوعيو أبي الخصيب يزورون الرابطية خديجة عبد العزيز

البصرة - صلاح العمران

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء أبي الخصيب/ اللجنة المحلية للحزب في البصرة، أخيرا، الرابطية المخضرمة خديجة عبد العزيز (أم علي) في منزلها، للاطمئنان على وضعها الصحي.

الوفد الذي رافقته سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في البصرة السيدة ربيعة الحمزة، تمنى للرابطية أم علي وافر الصحة والعافية.

وضم وفد المنظمة الرفيقين فالح الربيع وصلاح العمران.

**********************************************************

الصفحة الخامسة

أصحاب بسطات في مدينة الشطرة: نكافح في سبيل لقمة العيش رغمَ مضايقات السلطات

الشطرة – أحمد طه

في مركز قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، يتوزع أصحاب بسطات على الكثير من الأرصفة والشوارع الحيوية، عارضين بضائعهم المتنوعة من خضراوات وفاكهة ومواد غذائية، وملابس وأحذية وأدوات منزلية، وحتى مأكولات شعبية. ورغم بساطة ما يعرضون، تُعتبر هذه البسطات مصدر معيشة أساسيا للعديد من العائلات.. إلا أن أصحابها يعانون صعوبات شديدة تطاول لقمة عيشهم، أبرزها مضايقات السلطات والضغوط الاقتصادية.

ويضطر صاحب البسطة إلى تحمل تلك الصعوبات، ومواجهتها بشجاعة وإصرار، لأنه لا يمتلك سبيل معيشة آخر يساعده على تأمين قوت عائلته. وفيما تضغط السلطات على هؤلاء الكادحين كثيرا وتعدّهم متجاوزين، وتسعى إلى إزالة بسطاتهم، لا ينفون هم من جانبهم كونهم متجاوزين على الأماكن العامة، لكنهم يستغربون من عدم اكتراث السلطات لأوضاعهم الصعبة، وعدم شروعها بإيجاد سبل معيشة بديلة لهم، في ظل تفشي البطالة بين الشباب والكبار، وبلوغها مستويات غير مسبوقة.  

البسطات ملاذ للباعة والزبائن

تحت وطأة ارتفاع الأسعار، أصبحت البسطات ملجأً للفئات ذات الدخل المحدود. حيث توفر لهم بضائع بأسعار معقولة تناسب الجميع.

ويعمل أصحاب البسطات منذ الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل، عارضين بضائعهم على الأرصفة، فيتوافد إليهم الزبائن، ومعظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود.

فيما يحققون هامش ربح بسيط بالكاد يؤمّن لهم قوت العائلة.

ويتحدث صاحب البسطة الشاب محمد لـ”طريق الشعب”، عن محنته اليومية في عمله هذا.

ويقول أن “ضروفنا المعيشية القاسية هي من يجبرنا على امتهان هذه المهنة.

فنحن لا نملك خيارا آخر. مردود عملنا ليس كبيرا، لكنه يساعدنا على توفير متطلبات الحياة الأساسية”.

تحديات لا تنتهي

يواجه أصحاب البسطات تحديات عديدة، ابتداء من الطقس القاسي صيفا وشتاءً، باعتبار انهم يعملون في الهواء الطلق، وصولاً إلى حملات رفع التجاوزات التي تنفذها السلطات. إذ تتم إزالة بسطاتهم بذريعة انها غير مرخصة.

يقول أبو علي، وهو صاحب بسطة لبيع الأواني الزجاجية، أنه “في بعض الأحيان نفقد بضائعنا بالكامل بسبب حملات رفع التجاوزات المفاجئة، ونظل لا نملك ما يعوضنا عن خسائرنا”، مضيفا لـ”طريق الشعب” قوله أن “حملات التفتيش التي تجريها السلطات بين حين وآخر، مصدر خوف دائم للباعة الجوالين وأصحاب البسطات. فهم يضطرون دوما إلى البحث عن أماكن جديدة يزاولون فيها أعمالهم، بعد منعهم من مزاولتها في مواقعهم السابقة. وخلاف ذلك، يتكبدون خسائر فادحة، ويظلون بلا سبل معيشة”.

يحلمون بالحلول!

يحلم الكثيرون من أصحاب البسطات بوضع حلول تضمن لهم العمل بشكل قانوني، كأن تُخصص لهم أماكن ثابتة، أو يُمنحوا تصاريح رسمية تتيح لهم مزاولة نشاطهم دون خوف من حملات التفتيش. 

ويعيش أصحاب البسطات في حالة من عدم الأمان – حسب ما يؤكده أحدهم لـ”طريق الشعب”.

ويقول هذا الكادح: “نحن لا نطلب الكثير، فقط السماح لنا بكسب لقمة العيش بأمان ودون خوف. فلو اننا وجدنا مكانا نظاميا آمنا نعمل فيه، شرط أن يكون بدل إيجاره مناسبا، لتوجهنا إليه جميعا، ولاستطعنا العمل بسلام. وهذا الأمر لا يخدمنا نحن وحسب، إنما يخدم أيضا المواطن الذي يُفضل من جانبه الشراء منّا، لأننا نبيع بضائعنا بأسعار معقولة”.

ورغم كل تلك التحديات، يستمر أصحاب البسطات في كفاحهم اليومي من أجل لقمة العيش، معتمدين على دعم الناس لهم. ويُعتبر حال هؤلاء الكادحين شاهدًا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية التي يعانيها المواطنون أكثرهم، ومثالا بارزا للصعوبات التي يواجهها الباعة البسطاء في مختلف أرجاء البلاد، والذين دائما ما يطالبون بتنظيم عملهم وحمايتهم.

******************************************************

شكر وامتنان

بامتنان عميق، نتقدم بالشكر الجزيل لكل الرفاق والأصدقاء الأعزاء على تعازيهم الحارة ومواساتهم بوفاة شقيقتنا. والشكر موصول للرفاق الأعزاء في قيادة الحزب، وللأخوة الذين شاركوا في التشييع ومن تجشم عناء السفر لحضور مجلس الفاتحة، ولكل الأخوة الذين اتصلوا تلفونيا، متمنيا أن تكون الصحة والعافية والمزاج لكم جميعا أيها الأحبة، وألا ترون مكروها أبدا.

مع خالص الموّدة والاحترام..

عن العائلة

محمد جاسم اللبان

**************************************************

مواساة

  • تتقدم لجنة الإعلام المركزي في الحزب الشيوعي العراقي بأحر التعازي والمواساة للرفيق باسم محمد حسين (ابو محمد)، سكرتير المكتب الاعلامي في محلية البصرة للحزب، بوفاة شقيقه وليد محمد.

الذكر الطيب للفقيد وجميل الصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيق حسين مطر الشمري، الذي توفي بعد معاناة مع المرض. كان الفقيد من اللصيقين بالحزب والعاملين في صفوفه. له الذكر الطيب ولأسرته وأقاربه خالص العزاء والمواساة.
  • بمزيد من الحزن والألم تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق كاظم حسين الحسيني (أبو محمد)، بوفاة شقيقه قاسم (أبو فهد) نتيجة مرض لم يمهله طويلاً.

الفقيد ساعد العديد من الرفاق الشيوعيين اثناء تواجده في الكويت، عندما غادروا أرض الوطن إلى هناك إثر حملات البعث المجرم ضدهم.  للفقيد العزيز عاطر الذكر وللرفيق أبو محمد وأهله جميل الصبر والسلوان.

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء أبي الخصيب، بأحر التعازي واصدق المواساة للرفيق كاظم حسين (أبو محمد) عضو اللجنة المركزية سابقاَ، وذلك بوفاة شقيقه قاسم (أبو فهد) اثر مرض لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأسرته ورفاقه، ولشقيقه الرفيق أبو محمد.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة للرفيق عبادي حميد (ابو اصيل) بوفاة ابن عمه.للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

******************************************************

في قضاء الدبس التلاميذ يتقافزون بين السيارات!

متابعة – طريق الشعب

يبدي أهالي حي السلام في قضاء الدبس شمالي كركوك، قلقهم من تعرض أبنائهم التلاميذ لحوادث دهس اثناء ذهابهم إلى مدارسهم وعودتهم منها.

ويوضح عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن هناك مجمعا للمدارس يقع عند التقاطع القريب من مبنى البلدية، والذي يربط مركز القضاء بالقرى المحيطة به، مبينين أن السيارات تمر مسرعة في هذا التقاطع. وبينما لا يجد التلاميذ أماكن آمنة للعبور، يضطرون إلى العبور جريا والتقافز بين السيارات، ما يعرضهم إلى مخاطر كبيرة.

وطالب الأهالي الحكومة المحلية بإيجاد حل عاجل لهذه المشكلة، قبل أن تحل كارثة مشابهة لـ”فاجعة الهارثة” شمالي البصرة مطلع نيسان الماضي، حينما دهست شاحنة 20 تلميذا اثناء خروجهم من المدرسة.

**********************************************

في الرميثة شكوى من تأخر ردم حفريات الكابل الضوئي

متابعة – طريق الشعب

شكا مواطنون في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، من تأخر ردم حفريات مشروع الكابل الضوئي في بعض المناطق السكنية، خاصة منطقة الشرقي، مبينين في حديث صحفي أن الشركة المنفذة للمشروع، تقوم بحفر الأزقة والأرصفة لغرض مد الكابل، ثم تتركها أياما عدة دون ردم، الأمر الذي يضايق السكان ويشكل خطورة على المارة.  

ولفتوا إلى ان مواطنين عديدين انزلقت أقدامهم في الحفر، وتعرضوا إلى إصابات، لا سيما ان الشركة لا تضع علامات تحذير.

***********************************************

الزبيدية معاناة مستمرة من انبعاثات محطة واسط الحرارية

الزبيدية – شاكر القريشي

يشكو كثيرون من أهالي قضاء الزبيدية في محافظة واسط، من الانبعاثات الصادرة عن محطة كهرباء واسط الحرارية، التي تقع في القضاء، مبينين أنها أضرت كثيرا بصحتهم وحيواناتهم ومزروعاتهم.

ومعلوم أن الزبيدية محاطة بالبساتين والمشاريع الزراعية ذات الإنتاجية العالية للمحاصيل الاستراتيجية، كالحنطة والشعير والذرة الصفرة، لكنها في المقابل تعاني ضعفا في معظم الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء والبنى التحتية.

وتُعد محطة واسط الحرارية، من أكبر محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق والشرق الأوسط. وبسبب الانبعاثات الغازية الصادرة عنها، أصيب كثيرون من السكان بأمراض تنفسية وجلدية مختلفة، إضافة إلى الأمراض السرطانية – وفق ما يؤكده المواطن شاكر الخفاجي لـ”طريق الشعب”، الذي يوضح أن أهالي القضاء والقرى التابعة له يعانون كثيرا بسبب مخلفات المحطة.

ويضيف قائلا أن تأثير الانبعاثات لم يقتصر فقط على الإنسان، إنما أضر بالمزروعات وحقول الدواجن ومناحل العسل.

ويطالب أهالي الزبيدية وزارات البيئة والصحة والكهرباء، بإلزام الحكومة المحلية بمعالجة الانبعاثات السامة الصادرة عن المحطة، مع تعويض المواطنين المتضررين، ماديا ومعنويا، مؤكدين أن الدخان الأسود يغطي سماء القضاء باستمرار.  

*********************************************

توقف العمل فيه منذ 14 عاما مشروع مستشفى أبي الخصيب .. هل يندثر؟

متابعة – طريق الشعب

ناشد عدد من أهالي قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة، الجهات المعنية الإسراع في استكمال مشروع مستشفى أبي الخصيب أو ما يُعرف بـ “بالمستشفى الصيني” الذي توقف العمل فيه منذ 14 عامًا، وبات عرضة للاندثار - حسب قولهم.

وأوضح الأهالي في حديث صحفي، أن هذا المشروع لو اكتمل، سيعود بالفائدة الكبيرة على القضاء والمناطق القريبة منه، مثل السيبة وقضاء الفاو، لما سيوفره من خدمات طبية مهمة.

وأشاروا إلى ان العمل في المشروع توقف قبل 14 عاما، رغم وصوله إلى مراحل جيدة، وان المبنى مغلق حاليا، ومصيره مجهول “فالصينيون غادروا ولم يعودوا”!

ولا يزال الأهالي يجهلون سبب توقف المشروع، ويتساءلون عن الجهة المقصرة في إنجازه، هل هي الشركة المنفذة، أم الحكومة المحلية؟!

وفي آذار 2023، زارت فرق المتابعة الميدانية في دائرة البرامج الاستثمارية الحكومية التابعة إلى وزارة التخطيط، مشروع مستشفى أبي الخصيب المتوقف، وذلك ضمن سلسلة المتابعات الميدانية للمستشفيات المتلكئة في بغداد والمحافظات.

وعلى أعقاب الزيارة، دعت الوزارة في بيان لها، الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستئناف العمل في المشروع، والإسراع في تنفيذه بغية إدخاله إلى الخدمة، مبينة أن المشروع توقف بعد أن سحبته المحافظة من الشركة المنفذة، بسبب تلكؤها في الإنجاز وفق التوقيتات الزمنية المحددة.

وشيّد المستشفى على أرض مساحتها 23 ألف متر مربع، ويتألف مبناه من 5 طوابق بسعة 200 سرير، يجاوره مبنى آخر مؤلف من 4 طوابق، مخصص لسكن الأطباء، إضافة إلى أبنية الخدمات والمشرحة ومحطة المعالجة البيولوجية ومفرمة النفايات.  

ووفقا لبيان الوزارة، فإن نسبة إنجاز المشروع بلغت 69 في المائة.  

********************************************

لقطة اليوم

لماذا لا تفكر الجهات المعنية في تخصيص مواقع لرمي النفايات التي يمكن الاستفادة منها وتدويرها، كمخلفات المحال التجارية والبيوت من الكارتون والورق والبلاستيك والصفيح والزجاج، فضلا عن الأثاث القديم والملابس؟! مثل هذه المواد يجري رميها في الشوارع بكميات كبيرة، تفوق القدرة الاستيعابية لحاويات جمع النفايات. فيما تواجه فرق البلدية صعوبة في رفعها. الصورة تنقل نموذجا من تلك النفايات، في شارع حيوي قريب من “ساحة العامل” في مركز مدينة الكوت.

  عدسة: نجم خطاوي

*********************************************

الصفحة السادسة

الأورومتوسطي: صمت المجتمع الدولي يعكس بشاعة العنصرية والفساد السياسي والأخلاقي

متابعة – طريق الشعب

يواجه سكان شمال عزة الموت جوعاً وعطشاً بعد أكثر من شهر على فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً شاملاً ومحكماً ضد أي امدادات للمساعدات التي تساعدهم للبقاء على قيد الحياة.

ويواصل الاحتلال قصف مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال فلسطين، وتستهدف مسيراته أي شخص يتحرك على الأرض بحثاً عن الماء والغذاء.

وشن الجيش الإسرائيلي منذ، فجر أمس الأربعاء، غارات جوية استهدفت مناطق عديدة في لبنان، في حين أصيب مصنع في نهاريا بأضرار جراء سقوط مسيّرة لبنانية، وأعلن حزب الله أنه قصف تجمعات ومواقع إسرائيلية.

حظر الأونروا

قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، انه " يجب على إسرائيل أن تتراجع عن قرار حظر الوكالة" مؤكداً ان قطاع غزة تعرض للتدمير بشكل ممنهج.

واضاف لازاريني، ان "الهجوم على الوكالة دافعه سياسي للتخلص من اللاجئين الفلسطينيين". وتواصلت بيانات الإدانة الدولية لقرار الكنيست الإسرائيلي بحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة الأونروا في المدن الفلسطينية المحتلة، وطلبت النرويج من محكمة العدل الدولية توضيح واجبات إسرائيل حيال الفلسطينيين في ما يتعلّق بالمساعدات، غداة هذا القرار. وأشار رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور إلى ان بلاده ستقدّم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل تقديم رأي استشاري بهذا الخصوص.

وفي السياق، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتجاج على حظر إسرائيل الأونروا، وهي الوسيلة الرئيسة لتقديم المساعدات في غزة، حسبما أعلن المتحدث باسمه.

من جهته طالب موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند من مجلس الأمن الدولي، بـ "تغيير جذري" لتحسين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

شريكتان في الإبادة الجماعية

حمل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الدول التي تزود الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح، فضلاً عن الدول الصامتة التي لا تبادر في موقف حقيقي، لما عبر عنه بـ (السحق المتكرر للإنسانية) مسؤوليتها عن المجزرة التي ترتكب حالياً في بيت لاهيا، والتي قال عنها إنها (مروعة).

وبين المرصد توثيق استخدام جيش الاحتلال بشكل واسع سلاح الماتدور الألماني في قصف المنازل وإحراقها وقتل الفلسطينيين، فضلا عن استخدامه للألغام الألمانية في شمال قطاع غزة.

وشدد على أن تكرار استخدام الأسلحة الأميركية والألمانية في قتل المدنيين الفلسطينيين جماعيا وتدمير منازلهم يجعل من هذه الدول شريكة في جريمة الإبادة الجماعية.

واستغرب المرصد الأورومتوسطي من حالة البلادة التي يتعامل بها المجتمع الدولي ومنظومات العدالة الدولية والتطبيع والتآلف مع متوالية القتل والمجازر اليومية، حتى بات عداد القتل اليومي بالعشرات والمئات دون أن يصدر أي موقف واحد، في واحدة من أبشع صور تجسيد العنصرية والفساد السياسي والأخلاقي على المستوى العالمي.

يريد استمرار الحرب!

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يرفض إبرام صفقة مقابل إطلاق سراح المحتجزين، وقال صراحة في جلسة كتلة الليكود البرلمانية الأخيرة: " لست مستعداً لدفع ثمن لوقف الحرب".

أما في جانب الحرب على لبنان، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين اعتقادهم إلى امكانية التوصل إلى اتفاق ينهي القتال مع حزب الله في غضون أسابيع، مشيراً إلى ان زيارة آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل تدل على أن نتنياهو يؤيد المضي قدما في إبرام الصفقة، وأن هوكشتاين كان ينتظر أن يحسم الإسرائيليون موقفهم بشأن الصفقة قبل التوجه لإسرائيل.

وتقول قناة 12 العبرية، في شأن الحرب على قطاع غزة إن نتنياهو بدا وكأنه واثقاً من نفسه حينما قال: سأعيدهم جميعا حتى آخر واحد منهم"، في إشارة منه إلى الأسرى في قطاع غزة. وذكر أن" حماس ستواصل مطلبها بوقف الحرب مقابل الإفراج عن المخطوفين" لكنه لن يوافق على ذلك، بل على صفقات جزئية وذلك بحسب القناة.

فيما نقلت قناة 13 العبرية مقطعا من خطاب نتنياهو الذي قال فيه إن "حماس تضع شروطا لن نوافق عليها، وسأقدم لهم وقف إطلاق نار لعدة أيام، أي فرصة لكي يخرجوا من الأنفاق، وهذه إحدى الإمكانيات التي نناقشها حاليا". وأشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن نتنياهو أجل حفل زفاف نجله بسبب تخوفه من المسيرات التي يطلقها حزب الله بشكل يومي، وكذلك غيّرت الحكومة الإسرائيلية مكان انعقادها وقررت تغيير مكان وتوقيت اجتماعها الأسبوعي بصورة دائمة.

*********************************************************

حزب الشعب الفلسطيني يدين قرار حظر الأونروا

القدس – طريق الشعب

أدان حزب الشعب الفلسطيني بشدة قرار الكنيست الإسرائيلي، الذي أقر بشكل نهائي قانون يشرع حظر نشاط وكالة الأمم المتحدة أونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد أن "القرار يندرج ضمن المساعي المستمرة لنزع الشرعية عن دور الوكالة في تقديم المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين وتصفية قضيتهم".

وذكر بيان للحزب، حصلت "طريق الشعب"، على نسخة منه، أن "القرار يعبر عن السياسية الاستعمارية والفاشية لكل منظومة الاحتلال الصهيوني، وهو خطوة إضافية لجريمة حرب الإبادة والتصفية التي يتعرض لها شعبنا وقضيته الوطنية، فضلاَ عن انتهاكه السافر لقرارات الأمم المتحدة وللمواثيق والقوانين الدولية، وخصوصا القرار رقم 194 الصادر عن الأمم المتحدة والذي تقرر بموجبه حق عودة اللاجئين".

وطالب حزب الشعب الفلسطيني، من دول العالم والهيئات الأممية كافة، بسرعة طرد دولة الاحتلال الإسرائيلي من عضوية جميع الهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، باعتبارها دولة احتلال وإرهاب وتتصرف خارج إطار كل القوانين. داعياً إلى اصطفاف واسع رسمي وشعب للتصدي لقرار الاحتلال وإلى مقاومة مساعيه لشيطنة وكالة الأونروا وحظر انشطتها وشطبها تمهيداَ لتصفية قضية اللاجئين وحق العودة.

***************************************************

الأحزاب اليسارية الهندية تحتج على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل

نيودلهي – وكالات

نظمت أحزاب اليسار في الهند، أخيراً، احتجاجاً على تصدير الاسلحة إلى الكيان الصهيوني، واتهمت حكومة ناريندرا مودي بالتواطؤ مع الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

وطالب المحتجون الذين تجمهروا أمام مصنع اداني – البيت في حيدر آباد بولاية تيلانجان، بحظر فوري على امتدادات الاسلحة إلى الاحتلال، وحملوا صوراً تظهر صور المذبحة التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، مرددين شعارات تدين تعاون الهند مع النظام الصهيوني الإسرائيلي.

وقال س. فيراياه، وهو قيادي في الحزب الشيوعي الهندي الماركسي، في كلمته امام المحتجين، إن "الهند دعمت فلسطين تاريخياً، لكن حكومة مودي تقف الآن إلى جانب الإبادة الجماعية". وحث أحزاب المعارضة، بما في ذلك حزب المؤتمر، على التوحد ضد الهجمات الإمبريالية.

ويجري اتهام شركة اداني للدفاع والفضاء الجوي الهندية (ADA) التي جرى الاحتجاج أمام مصنعها، بتوريد كميات كبيرة من الأسلحة إلى إسرائيل، منتهكة بذلك القانون الدولي وموقف الهند المعلن بشأن فلسطين.

كذلك أن مشروع الشركة المشترك مع شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية للمقاولات الدفاعية، يعمل كمورد لطائرات هيرميس 900 بدون طيار، والتي يقال إنها استُخدمت في حروب إسرائيل في غزة ولبنان.

ويتهم المعارضون موقف الهند الرسمي الذي امتنع عن التصويت لصالح قرار لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في نيسان الماضي، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحظر الأسلحة، بسبب صادراتها من الأسلحة إلى إسرائيل. ورغم دعمها لوقف إطلاق النار في غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر العام الماضي، فإن موقف الهند يظل متناقضاً.

**************************************************

جريدة الميدان: ثلاث سنوات على الانقلاب.. قضايا السودان تُحل بالسلم وليس بالحرب

الخرطوم – طريق الشعب

تحدثت جريدة الميدان الصادرة عن الحزب الشيوعي السوداني، عن الانقلاب الدموي الذي شهدته السودان قبل سنوات، وتسبب بشكل مباشر فيما يشهده البلد اليوم من حرب طاحنة حصدت آلاف المدنيين وشردت الملايين، وارتكبت فيها جرائم مروعة.

وقالت الجريدة في مناسبة ذكرى الانقلاب الذي نفذه الجيش السوداني في 25 تشرين الأول 2021، إن الانقلاب "كان يهدف إلى القضاء على الثورة، لكن المقاومة الجسورة أدت إلى افشال مسعاه"، وكان يسعى إلى " إعادة حزب المؤتمر الوطني إلى الحكم مرة أخرى عبر الدبابة والبندقية بعدما خلعتهم الثورة" مما ادى إلى تعميق التناقضات الثانوية وإشعال الحرب بتشجيع ودعم المحاور الاقليمية والدولية.

وأكدت الميدان فشل انقلاب الجيش السوداني في تحقيق أهدافه بسبب اشتداد المقاومة الشعبية، وتصاعد العمل الجماهيري السلمي كالمواكب والاضرابات والاعتصامات التي لم تتوقف، وسقط شهداء كثيرون، وبرغم القمع والإرهاب كان الانقلاب محاصرا من كل مكان.

ولفتت إلى وجود امكانية للانتصار على الانقلاب لو لا التدخل الاجنبي الذي قطع الطريق عن الانتصار النهائي للثورة، نتيجة الاجتماعات في السفارات الأجنبية وسعيها إلى تنفيذ اجنداتها ومصالحها عبر ما سمي الاتفاق الإطاري.

وأشارت افتتاحية جريدة الحزب الشيوعي السوداني، إلى أن طرفي الانقلاب هم أعداء الثورة وهم يشكلون قطبي الحرب، وهم يديرون الحرب وكالة عن الآخرين، لعدم وجود نصر او هزيمة نهائية بين الطرفين بعد 18 شهر على اندلاع الحرب بينهما.

وتابعت: إن "طريفي الحرب يريدانها حرباً أهلية، بحشد القبائل وتجييش الأهالي، وإعلاء الصوت العنصري والجهوي، وإعادة إنتاج سياسة الاستعمار (فرق تسد)، وهي ذات سياسات نظام الإنقاذ البائد".

وأكدت الميدان وقوف الحزب الشيوعي السوداني ضد الحرب وطالب بحق الدماء وازاحة العسكر عن السلطة وحل المليشيات، وهو النداء الذي اتسع ليشمل قوى سياسية واجتماعية واسعة، ترفض الحرب وتدعو للسلام من أجل الحفاظ على الوطن.

وشددت على أن ما يحصل من جرائم "التي ترتكب حالياً باسم الحرب، واستباحة المليشيات للقرى والمدن وهي تقتل وتروع المدنيين وتقصف بصورة عشوائية بالبراميل المتفجرة، لن يفلت منها أي مجرم من العقاب" وأضافت: إن "الدعوات لتسليح المواطنين، في ظاهرها دفاع عن النفس لكنها في المستقبل خطر على الجميع، فالدول المستقرة واجب حمايتها على الجيوش القومية المهنية، والمواطن تحرسه الشرطة القومية المهنية.. وهذه هي الحلقة المفقودة في بلادنا".

واختتمت الافتتاحية بالقول: ستنتصر الثورة بإرادة الشعب، وقضايا السودان المصيرية ستحل سلما وليس حربا، ولن نعود أبدا للوراء.

**********************************************************

الحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى المئوية لتأسيسه..  دعوة إلى الصمود ومجابهة الاحتلال الإسرائيلي

بيروت – طريق الشعب

أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، رسالة، في مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب، تحدث فيها عن موقف الحزب من الأحداث السياسية الداخلية والحرب الجارية مع الكيان الصهيوني.

وبينت الرسالة التي تلقتها "طريق الشعب" أن "الشعوب العربية تمر في مرحلة تشتد فيها المخاطر الوجودية حيث يتعرض الشعب الفلسطيني إلى حرب إبادة جماعية غير مسبوقة في تاريخه، كما تتعرض القضية الفلسطينية لمحاولات التصفية".

وأضافت، إن " المشروع الصهـيوني يهدّد أيضاً بإخضاع المنطقة في حرب شاملة مدمّرة بما يعيد وظيفته التوسّعية التي فقدها إثر عملية 7 أكتوبر واستكمال مسار التطبيع بدعم أميركي – أطلسي".

وأكدت الرسالة أن "الاحتلال يستهدف لبنان بأسرها لا تصفية البنية العسكرية لحزب الله فقط، مشيرة إلى أن أخطر شيء في هذا الاستهداف هو دعوة اللبنانيين لاستغلال الفرصة بأن المقـاومة قد ضعفت وهذه فرصتهم للانقضاض عليها".

ولفت الحزب الشيوعي اللبناني إلى أن "اتساع العـدوان من دون وجود رادع دولي أو عربي أو إقليمي قادر على إيقافه، يستدعي العمل على إحداث تغيير فعلي في موازين القوى، محكوم بمبدأ التمسك بخيار المقاومة لمنع العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه التوسعية والسيطرة على الثروة الغازية والمائية وفرض التطبيع على لبنان عبر القرار 1701 بمندرجاته كافة إضافة إلى أهدافه الإقليمية في تصفية القضية الفلسـطينية بحيث لا يبقى من يدعم هذه القضية العادلة".

وشددت الرسالة على أن "الولايات المتحدة وحلفاؤها الأطلسيون يواصلون عبر أساطيلهم العسكرية بدعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ولبنان، كما انها تستمر في شن حروب عدوانية في بلدان أخرى ومنها دول العربية، مما أدى بشعوب المنطقة إلى دفع أثمان باهظة للحرب، مما يعكس حالة الهمجية المتوحشة التي تسود النظام العالمي المتهالك حيث تحاول الإمبريالية الأميركية الدفاع عنه في وجه صعود العالم المتعدد المراكز القطبية. وجاء في الرسالة: لقد تجذّرت أزمة الرأسمالية العالمية التي دخلت فيها عقب الأزمة العالمية الكبرى عام 2008 نتيجة تضافر التطور التكنولوجي والعولمة اللذين أديا إلى إحداث استقطاب كبير في الثروة والدخل، وإلى تراجع حصة الطبقة العاملة من الناتج المحلي. كل هذا أدى إلى خلق قوة دفع قوية لليمين المتطرف في العالم في تسعير النزعات العنصرية والفاشية وكره الآخر، لكنه في المقابل فتح فرصة كبيرة لليسار في العالم أجمع كي يستجمع قواه ويتوحد ويحقق أهدافه وتقدّمه على غير صعيد، وبخاصة على الصعيد السياسي. وفي الشأن اللبناني، قالت الرسالة إن " النظام اللبناني الطائفي بات عاجزاً عن إعادة إنتاج نفسه وهو غير قادر على حل الأزمات الوطنية والسياسية، مما يشكل عقبة أساسية أمام التغيير والإصلاح وإيجاد الحلول على جميع المستويات". وذكرت الرسالة أن الحزب الشيوعي اللبناني يجري عددا من اللقاءات السياسية لطرح رؤيته لمعالجة الأزمة وهو يرفض الشروط الأمريكية – الإسرائيلية التي حملها هوكشتين في زيارته الأخيرة.

وتتمحور رؤية الشيوعي اللبناني في موضوع الثوابت الوطنية بالتأكيد على أن "(إسرائيل) عـدو ولها أطماع توسّعية في لبنان والمنطقة، وأن من حق الشعب اللبناني أن يقاوم العدوان والاحتلال" أما في جانب الأهداف فإن الحزب يركز على: "فرض وقف إطلاق النار على العـدو والعمل لتعديل موازين القوى على الأرض، والتمسك بخط الهدنة مع فلسـطين المحتلة المثبّت بالاتفاقية الدولية المسجّلة في الأمم المتحدة منذ عام 1949، وعودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم من دون قيد أو شرط، وإعادة إعمار منازلهم والتعويض عن الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بهم".

اما في الإجراءات العملية، فان الحزب الشيوعي اللبناني يؤكد على "إعلان التعبئة الشعبية والوطنية الشاملة وتوفير السلاح لكل من يريد مقاومة العدو، وحشد الطاقات تنظيما وتدريبا في إطار مقاومة وطنية وشعبية شاملة، وتعزيز الوحدة الوطنية في مقـاومة العدوان والتصدّي الصارم لكل من يحاول نشر الفوضى والفتن".

وقالت رسالة الحزب الشيوعي اللبناني إن "مئوية الحزب تعني كل شيوعي ناضل في صفوف الحزب منذ تأسيسه، وهي مناسبة تدعونا إلى المزيد من الوحدة والالتزام بالنضال معا لا سيما في ظل الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان".

*****************************************************

الصفحة السابعة

سرطان الثدي ارتفاع معدلات الإصابة بسبب غياب الفحص المبكر

بغداد – نورس حسن

مع بداية شهر تشرين الأول من كل عام، تضج دول العالم بحملات التوعية الصحية، خصوصاً المتعلقة بسرطان الثدي.

وفي ظل معاناة الكثير من المواطنين بشكل عام من تدني مستوى الخدمات الصحية، سواء في ارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاجات الطبية في العيادات الخاصة وغياب أو نقص الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة وإهمال برامج التوعية الصحية، كذلك غياب ثقافة الفحص المبكر تشتد معاناة العديد من النساء، اللواتي يصبن بسرطان الثدي، إلى الحد الذي يستسلمن فيه للمرض، ولا يسعين لتلقي العلاج، فتزداد حالات الوفيات بينهن.

إهمال وغلاء

توضح الدكتورة رشا جبار، اختصاصية طب الأسرة، لـ"طريق الشعب" بأن "حملات التوعية الصحية من الجهات الحكومية فقيرة وغير كافية مقارنةً بانتشار الأمراض نتيجة ارتفاع التلوث"، ملقية باللوم على وزارات الصحة والبيئة والثقافة، التي تتحمل مسؤولية التقصير في هذا المجال.

وتضيف أن "معظم المرضى يكتشفون إصابتهم بالأمراض السرطانية متأخرة، أي بعد انتشار المرض ووصوله إلى مراحل متقدمة، مما يقلل فرص الشفاء ويؤدي إلى وفاة المصاب".

وفيما يخص الرعاية الصحية للنساء، أشارت الدكتورة رشا إلى أنها "تراجعت كثيراً بسبب ضعف الحالة الاقتصادية وارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاج، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، مما زاد من معاناة المرضى".

وأكدت على أن النساء هن الأكثر إهمالاً لصحتهن، لأسباب متعددة منها قلة التوعية وضعف الإمكانيات المادية، فضلاً عن تدني مستوى الرعاية الصحية للمرأة داخل العديد من المراكز الصحية الحكومية التي تعاني من الإهمال وقلة الرقابة.

وتابعت الدكتورة رشا قائلة "شهدت السنوات الخمس الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد النساء المصابات بسرطان الثدي والرحم، بسبب تزايد معدلات التلوث وسوء التغذية، إلى جانب غياب الفحوصات الدورية التي تساعد في الكشف المبكر عن السرطان، مما يساهم في زيادة فرص العلاج والشفاء".

وشددت على أن "المتابعات الصحية الدورية ضرورة حتمية، وتحتاج إلى حملات توعية واسعة لتحقيقها على مستوى المجتمع".

لأنك تستحقين

وفي سياق متصل، صرّح المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، أن "الوزارة أطلقت بداية الشهر الجاري حملة توعية تحت شعار (لأنك تستحقين) للكشف المبكر عن سرطان الثدي"، داعياً وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني لدعم هذه الحملة.

وأكد البدر أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين الإصابات السرطانية في العراق، مما يستدعي تكثيف حملات الفحص الدوري، خصوصاً للنساء اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر. وأضاف أن "ارتفاع نسب التلوث وقلة النشاط البدني وغياب الفحوصات الدورية هي من أبرز أسباب انتشار السرطان".

ضعف الرعاية الصحية

من جهتها، أوضحت الناشطة النسوية سجى السعدي أن "حملات التوعية التي تتبناها وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات ما زالت دون المستوى المطلوب، رغم تفاقم المشكلة في المجتمع وانتشار الأمراض والأوبئة".

وترى السعدي بأن مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية متدن، حيث يعاني المواطنون من نقص الخدمات الطبية وندرة العلاجات، مقابل توفرها بأسعار مرتفعة في المراكز الخاصة. وأضافت بأن "الحكومة تتجاهل بشكل مستمر واقع المواطنين محدودي الدخل، والذين يشكلون الأغلبية".

وفيما يتعلق بحملات التوعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، أكدت السعدي أن النساء في العراق بحاجة ماسة إلى حملات توعية مكثفة، خصوصاً في المناطق الجنوبية التي ترتفع فيها نسب الإصابة نتيجة للتلوث.

وشددت السعدي على أن "الوضع الصحي للنساء في تدهور مستمر، وهناك حاجة ملحة لمبادرات حكومية واسعة لإنشاء مراكز للكشف المبكر عن السرطان، مما يسهم في اكتشاف المرض في مراحله الأولى ومعالجته بشكل فعال".

وأشارت إلى أن تدهور الرعاية الصحية لا يقتصر على الأمراض السرطانية، بل إن هناك العديد من النساء اللاتي يعانين من أمراض مزمنة كالسكري، ويشملهن الإهمال المريع داخل المستشفيات الحكومية التي تشهد نقصاً في الخدمات والنظافة، خاصة في ردهات الطوارئ.

******************************************************

ورشة عهد سالم نجاح في بيع الورود من دون "زعل" ولا إرجاع

بغداد – طريق الشعب

في قلب الموصل، أثبتت السيدة عهد سالم، بائعة الورد الشابة، أن النجاح لا يحتاج إلا للعزيمة والعمل الجاد. عهد، وهي شابة موصلية في عقدها الثاني، بدأت رحلتها المهنية من الصفر، وانتقلت من العمل كموظفة في مجمع تجاري إلى تأسيس مشروعها الخاص لبيع باقات الورود الطبيعية والصناعية، التي تخدم جميع المناسبات والأعمار، ولها مقتنيها من الموصل ومن خارجها.

تقول عهد عن بدايتها إنها “انطلقت من راتب بسيط كموظفة، ولكن طموحي كان أكبر، فقررت أن أخوض هذا المجال بمفردي. وبدعم من أهلي، طورت مهاراتي في الطباعة على الورود وابتكرت تشكيلات تصلح كهدايا للأفراح والخطوبات والمناسبات المختلفة".

وتضيف عهد أنها تفتخر بخدمة التوصيل التي وفرتها لمختلف محافظات العراق، مؤكدةً أنه منذ انطلاق مشروعها قبل عامين، لم تتلقَّ أي طلبية مسترجعة، لأن عملها يتسم بالاهتمام الشديد بالتفاصيل والدقة في تنفيذ الطلبات.

وتستمر عهد في مواجهة التحديات بثقة، مؤكدة على أنها لا تعير الانتقادات حول عمل المرأة أي اهتمام، بل تعتبر نفسها نموذجًا لنجاح المرأة الموصلية العاملة، وتطمح لمواصلة تطوير مشروعها.

****************************************************

رابطة المرأة تشارك في اللجنة الحكومية لتفقد أوضاع النساء في معامل الطابوق

متابعة – طريق الشعب

بتنسيق من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، قامت اللجنة الحكومية التي تشكلت حديثًا بزيارة معامل الطابوق في منطقة النهروان يوم الاثنين 28 تشرين الأول 2024، لمتابعة أوضاع النساء العاملات فيها. وضمت اللجنة ممثلين عن وزارات العمل والشؤون الاجتماعية، والصحة والبيئة، والداخلية، والتعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى الدكتورة أبهى علي ممثلة عن رابطة المرأة العراقية.

وناقشت اللجنة خلال الزيارة، التسهيلات التي يمكن تقديمها للعاملات، كشمولهن بالضمان الاجتماعي وببطاقة الرعاية الاجتماعية إضافةً إلى التعليم. كما تم التطرق إلى قضية خريجي الإعداديات والجامعات من الشباب العاملين في معامل الطابوق، وعُرضت إرشادات صحية للعاملات لضمان سلامتهن.

هذا وقدمت الدكتورة أبهى تقريرًا شاملًا للجنة الحكومية، تطرقت فيه إلى نشاطات رابطة المرأة العراقية ودورها في متابعة أوضاع النساء العاملات في معامل الطابوق، موضحة بأن الرابطة تابعت هذه القضية لأكثر من ثلاث سنوات في بغداد ومحافظات أخرى. كما أوضحت أن الرابطة أعدت بحثًا شاملاً يتناول معاناة نساء معامل الطابوق من جوانب صحية، قانونية، واجتماعية، وسيتم إطلاق البحث قريبًا.

************************************************

رابطة المرأة تشارك في اللجنة الحكومية

لتفقد أوضاع النساء في معامل الطابوق

متابعة – طريق الشعب

بتنسيق من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، قامت اللجنة الحكومية التي تشكلت حديثًا بزيارة معامل الطابوق في منطقة النهروان يوم الاثنين 28 تشرين الأول 2024، لمتابعة أوضاع النساء العاملات فيها. وضمت اللجنة ممثلين عن وزارات العمل والشؤون الاجتماعية، والصحة والبيئة، والداخلية، والتعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى الدكتورة أبهى علي ممثلة عن رابطة المرأة العراقية.

وناقشت اللجنة خلال الزيارة، التسهيلات التي يمكن تقديمها للعاملات، كشمولهن بالضمان الاجتماعي وببطاقة الرعاية الاجتماعية إضافةً إلى التعليم. كما تم التطرق إلى قضية خريجي الإعداديات والجامعات من الشباب العاملين في معامل الطابوق، وعُرضت إرشادات صحية للعاملات لضمان سلامتهن.

هذا وقدمت الدكتورة أبهى تقريرًا شاملًا للجنة الحكومية، تطرقت فيه إلى نشاطات رابطة المرأة العراقية ودورها في متابعة أوضاع النساء العاملات في معامل الطابوق، موضحة بأن الرابطة تابعت هذه القضية لأكثر من ثلاث سنوات في بغداد ومحافظات أخرى. كما أوضحت أن الرابطة أعدت بحثًا شاملاً يتناول معاناة نساء معامل الطابوق من جوانب صحية، قانونية، واجتماعية، وسيتم إطلاق البحث قريبًا.

*****************************************************

المرأة العراقية في مواجهة التلوث البيئي دور حيوي وحلول مستدامة

ماجدة الجبوري

أصبح تلوث البيئة في العراق تحدياً رئيسياً يهدد الحياة والتنمية المستدامة في البلاد. فعلى الرغم من أهمية الموارد الطبيعية مثل الأنهار والتربة الخصبة، فإن سنوات من الحروب، والإهمال البيئي، والتلوث الصناعي، وسوء إدارة الموارد، أثرت سلباً على البيئة وجعلت الحياة اليومية للسكان عرضة للخطر. ويعتبر تلوث المياه واحداً من أخطر المشاكل البيئية في العراق، فنهرا دجلة والفرات، المصدران الرئيسيان للمياه في البلاد، يعانيان من تدهور كبير بسبب ما يرمى فيهما من الملوثات الصناعية والزراعية، حيث تلقي المدن والمصانع بمخلفاتها دون معالجة مناسبة، مما يزيد من التلوث الكيميائي والبيولوجي في الأنهار. بالإضافة إلى ذلك، يعاني العراق من نقص حاد في موارد المياه العذبة نتيجة بناء السدود على الأنهار من قبل دول المنبع، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة ندرة المياه وتدهور جودتها. وأخيراً يشكل التلوث الهوائي هو الآخر مشكلة متفاقمة، خصوصاً في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة.

ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى النشاط الصناعي المتزايد وغياب الرقابة البيئية الفعالة. فالمصانع، ومحطات توليد الطاقة، ومصافي النفط تطلق كميات كبيرة من الغازات السامة، مثل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين في الهواء. ولهذا التلوث تأثير مباشر على صحة المواطنين، حيث سجلت البلاد زيادة ملحوظة في حالات الأمراض التنفسية والسرطانات.

كما يواجه العراق مشكلة في إدارة النفايات، حيث يتم التخلص من النفايات بشكل غير منظم وفي كثير من الأحيان يتم حرقها في الهواء الطلق، مما يؤدي إلى انبعاث مواد كيميائية ضارة في الجو. إن غياب نظام فعال لإدارة النفايات الصلبة يؤدي إلى تراكم القمامة في الشوارع والمناطق السكنية، مشكلاً بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.

وتؤدي مشاكل التلوث أيضاً إلى تدهور القطاع الزراعي في العراق، حيث تُفقد الأراضي الصالحة للزراعة بسبب التلوث بالمبيدات الحشرية والمخصبات الكيميائية المستخدمة في الإنتاج الزراعي المحلي، كما يؤدي ذلك الاستخدام العشوائي إلى تلوث المياه الجوفية وملوحة التربة، ويفاقم من أزمة الأمن الغذائي.

 تأثيرات التلوث في العراق لا تتوقف عند البيئة فقط، بل تتعداها لتصل إلى صحة السكان ومستوى معيشتهم. فتزداد معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي والسرطان نتيجة التعرض المستمر للملوثات البيئية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تلوث المياه يؤدي إلى انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، التي شهدت البلاد تفشيها عدة مرات خلال العقد الماضي.

في ضوء هذه التحديات البيئية، على الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات فورية للتصدي لمشاكل التلوث، بدءاً من تعزيز التشريعات البيئية وفرض الرقابة على القطاعات الصناعية والزراعية لضمان الامتثال للمعايير البيئية الدولية، والاستثمار في البنية التحتية لمعالجة المياه والنفايات، إلى جانب توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة. كذلك، يمكن أن تلعب منظمات المجتمع المدني، مثل رابطة المرأة العراقية، دوراً مهماً في زيادة الوعي حول قضايا البيئة وتشجيع المشاركة المجتمعية في الحفاظ عليها، فالشراكة بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني مهمة لتطوير استراتيجيات طويلة الأمد تحمي الموارد الطبيعية في العراق وتضمن بيئة صحية للأجيال القادمة.

 تلوث البيئة في العراق ليس مجرد قضية بيئية بحتة، بل هو تحدٍ تنموي وصحي يجب معالجته بشكل مستدام ووفق خطة متكاملة تشمل جميع الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

******************************************************

عين المرأة.. البرلمان العراقي يقامر بدوره التشريعي

انتصار الميالي

ليس غريبا أن يواصل البرلمان العراقي سلوكياته الاستبدادية والتحجج بالأغلبية العددية داخل البرلمان، في وقت تقع فيه أغلبية السكان تحت طائلة العوز والفقر المدقع والمرض والبطالة والهجرة وراء لقمة العيش والتسرب من الدراسة وعمالة الأطفال والتسول، وهي مصائب لا تخلو جميعها من مظاهر العنف التي باتت تأخذ مساراً مرعباً، لايمكن التغاضي عنه.

ولا يختلف البرلمان العراقي اليوم عن أي رجل عنيف أو مجتمع منغلق، يمارس العنف الممنهج ضد المرأة والطفل، بدلا من دوره الرقابي والتشريعي الذي يفترض به أن يسمو إلى درجة عالية ويعمل بمستوى واحد دون أن يضر حتى ولا بفرد واحد، ذكراً كان أم انثى.

وعليه، يحق للناس أن تتساءل، هل بات البرلمان العراقي ممثلاً شرعياً للشعب ومدافعاً عن حقوقه؟! الجواب ببساطة، لا، فهو برلمان يعمل بمنهجية تنال من حقوق الإنسان والمرأة والطفل ويتدخل بحقوقهم الشخصية، ويذهب لأبعد من ذلك إلى المقامرة بنسف القوانين الرصينة بدلا من تشريع القوانين المهمة مثل قانون الحماية من العنف الأسري ومراقبة إنفاذ القوانين وتخليص قوانين أخرى من أي نصوص ومواد تكرس العنف وتقننه.

وعندما تغلق السلطة التشريعية الطريق وتستبد برأيها، يصير لزاماً على الحركات المدنية والمجتمعية التي تجسِّد أملَ الشعب وإصرارَه، مضاعفة حملات المدافعة والضغط على السلطة. ولهذا لا بد من الإسراع في تنظيم حملات متعددة ومتنوعة وبمستويات أوسع، ودعوة الشعب للتجمع والاحتجاج والتظاهر السِلْمي ضد نظام المحاصصة المأزوم.

يمكن لأي حملة الانتصار، إذا تمسكت بقوة مناصريها ومؤديها والداعمين لها، وعملت على إحياء الأمل في الفئات التي تواجه الظلم، فهذا من شأنه تحشيد المزيد من المواطنين العازمين على عدم تحمل جور السلطات المفروض عليهم، وعلى انتزاع حقوقهم عبر كفاح يومي مثابر وتعلم إدارةَ شؤونهم الخاصة.

وينبغي أن تضع حملات الدفاع عن الحقوق هدفها الأول في إجبار البرلمان على التراجع عن ظلم المواطنين بتشريعات مجحفة، لأن مصداقيةُ الردع المدني تكون فعليةً ومقنعة إذا ما أشعرت الخصم بالقلق وعرّضت نفوذه ومحاصصته ومساوماته لخطر جدي، وأحبطت أساليبه اللاديمقراطية في التعامل مع المختلفين معه.

لقد تمادى البرلمان وكتله المتنفذة في عدوانيته واستبداده، كما في سعيه لفرض تعديل قانون الأحوال الشخصية، وقام الأزلام والتابعون والموظفون بحملات ظالمة ومعادية ضد رافضي التعديل، وشكلوا كما يبدو شبكات تعمل على تسقيط المدافعات والمدافعين عن قانون 188. ولهذا صار مهماً اليوم تعزيز قوة حملات معركتنا القانونية المشروعة للحفاظ على مكتسبات النساء والأطفال والمجتمع بأسره، والتي جاءت بعد تضحيات كبيرة، وأن نواصل الضغط بما يزعزع نفوذ البرلمان المتسلط والمتزمت برأيه، مع مراعاة حجم وخطورة المواقف وحتى كلفتها النفسية والاجتماعية، دون أن نفقد الأملَ بالانتصار.

************************************************

600 مليون امرأة وفتاة يعانين من الحروب حول العالم

متابعة – طريق الشعب

أفادت الأمم المتحدة بأن النزاعات المسلحة تؤثر حاليًا على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالم، بزيادة وصلت إلى 50 بالمائة مقارنةً بالعقد الماضي. وقد أعرب المسؤولون الأمميون عن قلقهم إزاء إهمال المجتمع الدولي لمعاناة النساء والفتيات في ظل تصاعد التهديدات لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. كما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقرير حديث، من تراجع مكتسبات المرأة، مشيرًا إلى أن التقدم الذي تحقق خلال العقود الماضية بات مهددًا وسط ارتفاع غير مسبوق في النزاعات المسلحة والعنف.

وأظهرت البيانات الأخيرة تضاعف نسبة النساء اللواتي فقدن حياتهن في النزاعات المسلحة خلال عام 2023 مقارنةً بالعام السابق، وزيادة في حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات بنسبة 50 بالمائة، وارتفاع عدد الفتيات اللواتي تعرضن للانتهاكات الجسيمة في مناطق النزاع بنسبة 35 بالمائة.

وأوضحت سيما بحوث، رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن 612 مليون امرأة وفتاة متضررة من النزاعات يعشن تحديات جسيمة، حيث تواجه واحدة من كل اثنتين منهن خطر انعدام الأمن الغذائي، وجاءت 61 بالمائة من وفيات الأمهات في 35 دولة متأثرة بالنزاعات.

*******************************************************

الصفحة الثامنة

أدب وفن انتفاضة تشرين

ناهي العامري

ثورة تشرين الشبابية، ثورة سلمية بامتياز، هدفها إقامة دولة العدالة الاجتماعية، والسلم الأهلي، ولأنها كذلك حمل الثوار منذ لحظة انطلاقها، على صدورهم، شعار نريد وطن، كأمضى سلاح لمواجهة بطش السلطة وعنفها، وكان الأدب والفن أدوات التعبير عن ذلك الشعار، يسيران جنبا إلى جنب مع تحولات الثورة السياسية يوما بيوم، لا بل ساعة بساعة، كدليل قاطع على حضارة العراقيين وعراقة مدنيتهم.

ولو قيض لنا مقارنة ما أنجز على صعيد الثقافة، بين الوطن الصغير الأنموذج، الذي حرره الثوار في بغداد، والذي لا تزيد مساحته على أثنين ونصف أو ثلاثة كيلو متر مربع على أكثر تقدير، وإن شاء لنا رسم حدوده، فهي تبدأ من منتصف جسر الجمهورية غربا، انحدارا نحو ثغر الرصافة (ساحة التحرير)، ونفقها الذي يعانق شارع الجمهورية من جهة الباب الشرقي شمالا، وشارع السعدون من جهة ثانوية العقيدة وحي البتاويين جنوبا، يليها نصب الحرية الذي يظلل حديقة الأمة، وصولا لساحة الطيران شرقا، ومقتربات الأزقة والشوارع المحيطة بها، وبين بغداد العاصمة، بكل محافلها الثقافية، التي تتوزع على معالمها البارزة، من منتديات فخمة وجامعات ومعاهد واكاديميات فنية وكاليرات أهلية وحكومية متنوعة، لوجدنا أن ما أنتج من أدب وفن أصيل، خلال أشهر الثورة المعدودة، يفوق نتاج العاصمة على مدى أكثر من عقد ونصف. ولا عجب في ذلك، فمنذ أيامها الأولى عكف الشباب على إنشاء مجموعة من المكتبات، قسم منها في العراء الطلق، على مدرج نصب الحرية، مثل مكتبة الناشطة المدنية آسيا عادل، التي أفردت ركن المدرج بجانب قاعدة النصب من جهة الباب الشرقي، بعرض متر وطول مترين، لتجعل من سلالم المدرج رفوفا لكتبها المختارة، وقسم آخر نصب لها خيما، وتم عرض الكتب على بلاطها، مثل مكتبة الطالبين مختار عزيز وطه صالح، ومكتبة الطالب أنور محمد.

أما النشاطات الثقافية الأخرى فكانت تجري على قدم وساق، فقد خصص عدد من الخيم ليكون قاعات للمحاضرات والندوات والمؤتمرات الأدبية والفكرية والاجتماعية والعلمية والسياسية، في الوقت نفسة كانت هناك خيم لتقديم العروض المسرحية، وأخرى للعروض السينمائية، كما أن هناك قاعات للورش الفنية، لتعليم الرسم، للأطفال ولمختلف الفئات العمرية، والأجمل ما في تلك العروض والنشاطات انها أضحت محط إقبال الجميع بلا استثناء، أي كل الذين داخل سور الوطن المحرر، سواء الذين صنعوا الثورة والمدافعين عن حدود ها المحررة التي ذكرناها، او الجماهير التي دأبت يوميا، منذ طلوع الفجر إلى زيارة ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، وهذا التفاعل بين الجمهور والنشاطات الفنية، لم نشهد مثيله في المحافل الرسمية، إذ أن المدعوين سابقا كانوا محدودي العدد ويتم اختيارهم من النخبة، فيكون حضورهم لا لأجل إشباع الذوق الفني على الغالب، والتمتع بروائع الفن، بل لأجل تلبية دعوة رسمية، كشعائر بيروقراطية في تبادل الزيارات، أما تفاعل جماهير الثورة، كان أصيلا وحقيقيا، إذ يشعر المتلقي من جميع المستويات، أستاذ جامعي، موظف، عامل، شغيل، متسول، شيخ عشيرة، رجل دين، طالب، طفل أن ذلك الفن المعروض أمامه، نابع من بيئته، وعمل بأياد تمثله خير تمثيل، وأن هذا النتاج المبهر ولد من رحم الثورة التي جاءت من أجله، ولأول مرة تنشد جماهير غفيرة مع عروض فنية وأدبية بهذه السعة، اذ تحقق شعار الفن لأجل الفن، حيث أن كل فنان راح يعرض موهبته، ليس للشهرة أو لأغراض تجارية، بل حدث تماهي خلاق، بين الفنان والجمهور، وتحولت الموهبة إلى ملك الشعب ومن الشعب، كلاهما يتسامى مع الآخر، لأجل خلق مجتمع حضاري متطور، وأن أروع تفاعل بين الجمهور وبين الفن، هو ما جرى مع الأعمال الفنية المتنوعة، من جداريات ونصب، التي جسدها طلاب أكاديمية ومعهد الفنون الجميلة، على جانبي نفق التحرير، والتي تعد أروع جداريات، في تجسيد حيثيات الثورة، ومطالب الجماهير، بتوثيق فني لحقوق الانسان وارتباط عميق بحضارة وادي الرافدين، تلك الجداريات عكست ملحمة الثورة، وشكلت بانوراما عراقية خالدة، تضاهي نصب الحرية الذي يطل عليها من أروقة ومداخل النفق، كان عمل الطلاب دؤوبا وبشكل يومي، يستمدون الإلهام من شغف الجماهير المحلقة حولهم، انتظارا لولادة عمل استثنائي، من رحم الثورة الشبابية، لذا فإن الطلاب وخلال بضعة أشهر لا غير، حرقوا مراحل دراستهم الاكاديمية، اذ ما قلنا عبروها لسنوات، وبفعل الارتقاء لمستوى الحدث الثوري، خلقت آصرة متينه بين الجمهور وبين الأعمال الفنية، وهذا ما يفسر، كيف أن الجماهير ارتقت لشعارات الثورة، بين ليلة وضحاها، وتحققت العدالة الاجتماعية، هدف الثورة وقاعدة انطلاقها نحو التحرر والازدهار، والشواهد كثيرة على ذلك، منها التعاون الخلاق بين الشرائح والفئات الاجتماعية، إذ قام طلاب كليات الطب منذ اليوم الاول للثورة، بإقامة مراكز ومفارز طبية لمعالجة المرضى المصابين، كذلك اسعاف الجرحى وإرسالهم إلى المستشفيات إن تطلب ذلك، ولم يتوقف عملهم لهذا الحد، بل شكلوا فرقا لكلا الجنسين لإدامة النظافة في شوارع وأزقة المنطقة المحررة، فمنظر طالبات الطب بزيهن الأبيض، أصبح معتادا، وهن يزحن بالمعاول أكداس النفايات، ثم رفعها إلى الحاويات وإبعادها، وكأن هذا العمل فريضة وجزء متطلبات دروس الطب، ولا يمكن لأحد زار التحرير أن ينسى الهبة الإنسانية التي أبداها سائقو التكتك في التضحية وتحمل المخاطر، والتفاني لأجل إخلاء الجرحى من ساحة المواجهة بين المعتصمين والقوات الأمنية، ولا أحد لا يتذكر كيف يقف الجميع عند طابور توزيع الوجبة الغذائية دون تمييز، إذ لأول مرة يسري هذا العدل الاجتماعي، في وقوف طابور مكون من شرائح مختلفة وطبقات مختلفة، إذ وقف متسول أمام أكاديمي او موظف كبير او وجه اجتماعي او شيخ عشيرة دون حرج ولا شعور بالنقص، ولا أحد ينسى أبدا، أن الوطن الانموذج الصغير، لم يحدث داخله حالة تحرش، بالرغم من ان الاختلاط الجندري بين الجنسين فاق كل التصورات، واعتبره بعض الباحثين الاجتماعيين حالة لم تحدث سابقا في ظل الحكومات المتعاقبة، وهذا ما يدحض قول البعض، بأن التحرش وغيره من العادات الذميمة، طبائع متوارثة ليس من السهل محوها أو القضاء عليها، ونقول لهم، إن تلك الطبائع دخيلة على مجتمعنا العراقي، وما هي الا احتجاج وتذمر على وضعنا القائم على اللا عدل ، وتزول متى ما تحققت العدالة الاجتماعية، وما حدث داخل ساحات الاحتجاجات في ثورة الشباب خير دليل على ذلك.

إن هذا الارتقاء الذي أبدته الجماهير، لمستوى شعارات الثورة، لا يحدث إلا مع الثورات العظيمة، أمثال الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩، شمس الحرية التي اشرقت على العالم،  وثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام ١٩١٧، والثورة السلمية التي قادها غاندي في الهند، وأن الأدب والفن كانا الفاعل الأكثر تأثيرا على الحراك الجماهيري، جنب إلى جنب مع الحراك الثوري الذي قاده الشباب، وهذا دليل على أن شعبنا نهضوي، ليس متخلفا، بل وثابا ومتحفزا لكل ما هو حضاري، ومثلما انشد مع الأعمال الفنية الأصيلة، انشد مع الموسيقى وعروض البالية، فقد وقفت الجماهير منبهرة حول عرض بالية قدمته صبية من مدرسة الموسيقى والبالية، كان رقصها على بلاط الشارع، في نظر الرائي، كأنها بجعة تنزلق فوق صفحة بحيرة هادئة، وحين ختمت عرضها، أطال الجمهور التصفيق لفترة طويلة وغير مألوفة، كأنه يروم استمرارها في الرقص إلى حد الارتواء من فنها الجميل.

إن هذا العطاء السخي للأعمال التشكيلية والموسيقية، قابله عطاء للنتاجات الأدبية والثقافية، من شعر وقصة ورواية وغيرها من الأجناس الأدبية، وروايتي (زهر القرابين) واحدة من ثمار ذلك العطاء، كتب عنها نقاد كبار، أجمعوا على أنها مرجع ووثيقة تاريخية لثورة تشرين، ولا يسعني هنا سوى التحدث عنها باختصار في هذه المناسبة التاريخية التي نحتفل بها، فأقول إنها أجوبة لأسئلة ولدت من رحم ساحة التحرير، عاصمة الثورة ومركز الاحتجاجات، من هذه الاسئلة: لماذا هبت الجماهير عن بكرة أبيها لمساندة الثورة، مع أنها وقفت متفرجة في التظاهرات والاعتصامات السابقة التي رفعت نفس شعاراتها؟

لماذا لم تحقق الثورة هدفها على غرار انتفاضات الربيع العربي في مصر وتونس والسودان واليمن وغيرها، مع انها سجلت سابقة بين الثورات العراقية في وقت المطاولة وعدد الشهداء؟

لماذا ترك عدد من النازحات مخيمات النزوح، ولذن بمخيمات ساحة التحرير؟

وهناك اسئلة أخرى وأخرى عن ما هو مسكوت عنه…

**********************************************************

التحرش اللفظي وقانون العقوبات العراقي

سلام القريني

 يعد التحرش اللفظي أحد أنواع التحرش الجنسي كما يصفه المشرع، وهو أيضا شكل من أشكال العنف ضد افراد المجتمع إذ أنه يعبر عن اعتداء من خلال سلوكيات وتصرفات واضحة مباشرة او غير مباشرة تصدر من شخص يستغل نفوذه او قوته لتلبية رغبته الجنسية من خلال شخص يرفض الاستجابة لها.

وقد تتم عبر إطلاق وصف بعبارات او تعليقات بذيئة غير لائقة من قبل مراهقين او شباب جاوز بعضهم هذا السن حيث يقوم بالملاحقة وإصدار أصوات كالصفير والبسبسة مشفوعة بتلميحات عن الجسد والملبس والمظهر، وفي مكان آخر نجد من يطلق النكات الساخرة او توجيه أسئلة شخصية عن الحياة الجنسية بشكل كريه وخادش للحياء.

هذه التصرفات يراها المختصون بأنها جرائم تمس أمن واستقرار المجتمع، بمعنى أنها ماسة بكرامة الشخص وتثير اعصابه، ويعزوها علماء الاجتماع على انها ناجمة عن أسباب نفسية واجتماعية ترتبط بتراجع التنشئة الأسرية في البيت العراقي مع تفشي الطلاق وارتفاع معدلات نسب الفقر وتفشي البطالة وتدني مستويات التعليم والثقافة. هناك من يرى السبب الناجم عن التنشئة الاجتماعية التي ترى الفعل في هذا السلوك مقبولا في حين يجده فريق آخر أنه ناجم من الجهل ونقص الوعي. لقد صار التحرش اللفظي غير مقتصر على مكان بحد ذاته بل لوحظ انتشاره في بيئات متنوعة ونلمسه في الأحياء السكنية الفقيرة وفي الأزقة بدورها الملتصقة ببعضها والمزدحمة بالعاطلين عن العمل، بل أنها توجد بشكل فاضح وسط مناطق الأثرياء وفي الأماكن العامة مثل المولات والسوبر ماركت وأمام ابواب المدارس والكليات والتي تسبب حرجا وقلقا مزعجا للفتيات.

هذه العوامل مجتمعة تلعب دورا في التميز الجنسي ودور المرأة ومكانتها او ترهيبها لإبقائها في مواقع ضعف، ويمكن أن يلعب الإعلام الحالي دورا سلبيا في تعزيز سلوكيات التحرش اللفظي عبر إطلاق الصور النمطية وفي ظل انتشار المحتويات الهابطة على شاشة التواصل الاجتماعي.

الجدير بالذكر أن بعض المجتمعات عدت هذا الأمر جريمة ورفعت العديد من منظمات المجتمع المدني شعارات تحمل عنوانين تحث المرأة على عدم السكوت وفضح مرتكبيه.

ان قانون العقوبات العراقي لم يتضمن نصوصا شديدة او رادعة لمن يمارس التحرش الجنسي ومنه اللفظي تحديدا الذي يعزوه المختصون إلى افتقارنا لإحصائيات قانونية ثابتة تحدد حجم الجريمة في الوقت الذي شرعت دول عربية وأجنبية عقوبات تصل إلى السجن أكثر من خمس سنوات وغرامات مالية ضخمة. علينا واجب اليوم حماية الحرية الشخصية وعدم المساس بها في ظل أصوات قوى ظلامية تسعى إلى إجراءات تكرس الطائفية والايغال في تمزيق النسيج الاجتماعي.

*********************************************

حقوق الكرد الفيليين مرة أخرى

زهير كاظم عبود

إذا كان العراقيون متساوين أمام القانون دون تمييز، فهل معنى ذلك أن حقوق الكرد الفيليين لن تضيع؟ باعتبارهم عراقيين تعرضوا لأبشع أنواع الضرر والقمع القومي والمجازر التي أشار اليها الدستور العراقي في ديباجة المقدمة. قضية إنصاف المتضررين من النظام السابق لم تتم معالجتها بإنصاف وبضمير منفتح، وكان يقتضي النظر بقضية تعويض المتضررين بمنظار متساو يسري على جميع أبناء العراق مهما كانت قومياتهم ومذاهبهم وأديانهم، غير أن شريحة الكرد الفيليين تم ركنها جانبا فلم تعد تهم أحدا، ولا توجد أصوات مؤثرة تطالب بإلحاح للنظر بقضية الفيليين، ولا يوجد صوت منصف أو ساع لتحقيق العدالة في قضية تعويض الفيليين، في حين أن القوانين التي صدرت انصفت العديد من المتضررين من النظام السابق عدا الفيليين.

تم تشريع قانون للسجناء السياسيين في العراق من أجل تثبيت الامتيازات والحقوق المخصصة لهم او لذوي من توفي منهم، وأشار قانون السجناء السياسيين رقم ٤ لسنة ٢٠٠٦ وتعديلاته رقم ٣٥ لسنة ٢٠١٣ إلى شمول محتجزي (رفحاء) من العراقيين وأزواجهم وأولادهم ، والمتضررين في قضية (حلبجة)، وكان القانون قد عرف المعتقل السياسي وأشار إلى محتجزي (رفحاء) الذين اضطرتهم ظروف البطش والملاحقة لمغادرة العراق إلى المملكة العربية السعودية داخل مخيمات الاحتجاز،  كما شمل القانون أيضا ضحايا (حلبجة) الذين لجأوا إلى إيران بسبب قصفهم من قبل النظام البائد، و الكرد الفيليون تم إعدام شبابهم دون تهمة وسلبت ممتلكاتهم وتم تشريدهم دون وثائق رسمية تثبت شخصياتهم، وفي جمهورية إيران الإسلامية تم التعامل معهم كمواطنين مجهولي الجنسية وتم إسكانهم في مخيمات بعيدة عن المدن وتخلو من أية مواصفات إنسانية، ولم تزل بقاياهم تقيم بها حتى اليوم، ولم تقدم لهم أية معونة مادية شهرية كما فعلت المملكة العربية السعودية مع جماعة رفحاء، ولم تقدم لهم إيران مساعدات غذائية مثل ما قامت به السعودية، ولم تقدم لهم أية حماية مثلما تمتع بها غيرهم، وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد أشارت في قرار الحكم الخاص بقضية الفيليين بتاريخ ٢٩|١١|٢٠١٠ إلى اعتبار ما جرى عليهم من جرائم الإبادة الجماعية بكل المقاييس، وعلى ضوء ذلك أصدر مجلس الوزراء قرارا برقم ٤٢٦ لسنة ٢٠١٠ يقضي بتعهد المجلس بإزالة كافة الآثار السيئة التي نتجت عن القرارات الجائرة التي أصدرها النظام البائد بحق أبناء الشعب العراقي من الكرد الفيليين كإسقاط الجنسية ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة والحقوق المغتصبة الأخرى. مثل هذه المعالجات ستكون خاضعة لتوجيهات مجلس الوزراء وحسب الظروف، في حين أن مثل هذا القرار يتطلب تعديلا في قانون السجناء السياسيين يقضي بشمولهم مثل غيرهم. ونهيب باللجنة القانونية في مجلس النواب واللجنة القانونية في مجلس الوزراء الالتفات إلى هذه القضية لرفع الحيف والظلم الذي لحق بقضية الفيليين، واقتراح تعديل لقانون السجناء السياسيين وإضافة الفيليين إلى المتضررين المشمولين منهم. ونثق بان هناك العديد من أصحاب الضمير والحريص على إنصاف المظلوم والمتضرر من النظام السابق بعد كل هذه الفترة التي انشغل بها العراق بمشاكل واشكالات تخلص من أكثرها اليوم، فما عاد هناك سبب او مانع من طرح قضية حقوق الفيليين على بساط التدقيق والمناقشة، والنظر إليهم بمنظار المساواة بين العراقيين التي أكد وأشار اليها الدستور العراقي.

*****************************************************

الصفحة التاسعة

فرق بغداد الجماهيرية تتعثر في دوري نجوم العراق

متابعة ـ طريق الشعب

شهدت الجولة الخامسة من دوري نجوم العراق عدة مباريات مثيرة، حيث استمر التنافس بين الفرق على صدارة الترتيب.

تعادل فريق القوة الجوية مع مضيفه الكرخ بنتيجة 1-1، في المباراة التي جرت على ملعب الساحر أحمد راضي في العاصمة بغداد.

انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، قبل أن ينجح القوة الجوية في تسجيل هدفه في الدقيقة 75 من ركلة جزاء نفذها بنجاح اللاعب علاء عباس. ومع ذلك، لم يمضِ سوى أربع دقائق على هدف القوة الجوية حتى تمكن الكرخ من تعديل النتيجة عبر مصعب جمال.

وبهذا التعادل، رفع القوة الجوية رصيده إلى 9 نقاط في المركز الرابع، بينما رفع الكرخ رصيده إلى 4 نقاط في المركز 16.

وفي أبرز اللقاءات، فاز فريق الميناء على ضيفه الزوراء 1-0، بهدف سجله اللاعب أندريه السناطي في الدقيقة 26. هذا الفوز رفع رصيد الميناء إلى 6 نقاط، ليحتل المركز 14، بينما توقف رصيد الزوراء عند 7 نقاط في المركز التاسع.

وفي مباراة أخرى، تعادل نفط ميسان مع كربلاء بدون أهداف، مما أتاح لنفط ميسان تعزيز مركزه في المرتبة الثانية برصيد 11 نقطة، بفارق الأهداف عن النفط المتصدر. كما رفع كربلاء رصيده إلى 6 نقاط في المركز 12.

حقق فريق نوروز فوزًا على الطلبة 1-0، حيث سجل اللاعب مروان حسين هدف اللقاء في الدقيقة 36. هذا الانتصار رفع رصيد نوروز إلى 8 نقاط، ليحتل المركز السابع بفارق نقطة واحدة عن الطلبة.

وفي لقاء آخر، تمكن فريق القاسم من انتزاع تعادل مثير أمام الشرطة 2-2. تقدم القاسم بهدف الحارث حاتم، لكن الشرطة ردت بهدفين قبل أن ينجح القاسم في إدراك التعادل في الدقيقة 90+6. بهذا التعادل، وصل رصيد الشرطة إلى 11 نقطة، متصدرًا جدول الترتيب بفارق الأهداف.

كما حقق فريق الكرمة فوزًا كبيرًا على نفط البصرة 5-0، حيث سجل محمد مزهر الهدف الأول بعد 5 دقائق، وتوالت الأهداف عبر جون أوكلي ومحمد عدنان، وصولًا إلى فرانك سيدريك الذي أختتم الأهداف في الدقيقة 90+4. بهذا الفوز، ارتفع رصيد الكرمة إلى 7 نقاط في المركز العاشر، بينما استمر نفط البصرة في تذيل الترتيب برصيد 3 نقاط.

********************************************

تايلور فريتز يتأهل للبطولة الختامية

تورينو ـ وكالات

أصبح الأمريكي تايلور فريتز خامس المتأهلين للبطولة الختامية للموسم، والتي ستقام في تورينو خلال الفترة من 10 إلى 17 تشرين الثاني المقبل. انضم فريتز إلى قائمة المتأهلين التي تضم يانيك سينر، كارلوس ألكاراز، ألكسندر زفيريف، ودانيل ميدفيديف، ليشارك بذلك في البطولة للمرة الثانية في آخر ثلاث سنوات. حقق فريتز موسمًا مميزًا، حيث وصل إلى أول نهائي له في الغراند سلام خلال "أمريكا المفتوحة"، ليصبح أول أمريكي يبلغ النهائي منذ أندي روديك في ويمبلدون عام 2009. كما يعتبر الموسم الجاري الثالث على التوالي الذي يتوج فيه فريتز بأكثر من لقب، حيث فاز في ديلراي بيتش وإيستبورن. علاوة على ذلك، وصل فريتز إلى نهائي ميونخ ونصف نهائي بطولتي مدريد وشنغهاي، كما حقق ربع نهائي أستراليا المفتوحة وويمبلدون. سبق لفريتز أن شارك في البطولة الختامية قبل عامين، حيث حقق انتصارين في دور المجموعات ضد رافائيل نادال وفيليكس أوجيه ألياسيم، لكنه خرج من نصف النهائي على يد نوفاك ديوكوفيتش.

********************************************

استدعاء 22 لاعباً لكرة اليد استعدادا للقاء العراق وإيران

متابعة ـ طريق الشعب

استدعى الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني لكرة اليد، 22 لاعباً للمعسكر التدريبي الذي يسبق مباراتي إيران في السادس والثامن من شهر تشرين الثاني المقبل.

وأوضح عضو اتحاد اللعبة كاظم كامل، أن" الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب قتيبة أحمد وجه الدعوى لـ 22 لاعباً للالتحاق بالمعسكر التدريبي لمنتخبنا الوطني استعداداً لملاقاة المنتخب الإيراني يومي 6 و8 من الشهر المقبل". وأضاف كامل أن" القائمة ضمت كلاً من، مصطفى محمد أحمد ومحمد علي مهدي وزين العابدين محمد جاسم وسهند أشرف وأحمد طارق عبد الله وماجد عبد الرضا شعلان وجاسم غصاب محمد وطه فرقد زبير من نادي الكرخ، وأحمد مكي صالح وعبد الكريم حسن علي رؤوف وحسن إبراهيم صالح وعلي عبد الرضا من نادي الشرطة، وعلي رعد عبد الله نوار وعلي صلاح كاظم وجعفر صباح داود ومصطفى قحطان إبراهيم من نادي الجيش واللاعبين وائل حافظ نعيم ومنتظر قاسم جبر وسجاد ناصر حمودي وأحمد خالد عدنان وسجاد طالب شنته من نادي الحشد، بالإضافة إلى مصطفى محمد فائق وسجاد عامر صيوان من نادي الناصرية".

وتابع كامل أن" مباراتي منتخبنا الوطني مع المنتخب الإيراني ستقامان في محافظة النجف وبرعاية اللجنة الأولمبية العراقية خلال فترة الأسبوع الدولي والذي يمتد من 5 إلى 10 تشرين الثاني المقبل".

************************************************

ميسي يدعو إلى حماية الكوكب خلال قمة كوب الكولومبية

كالي ـ وكالات

دعا نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب إنتر ميامي الأمريكي، إلى "حماية الحياة والطبيعة والناس" خلال قمة (كوب 16) المنعقدة في مدينة كالي الكولومبية.

في مقطع فيديو تم عرضه خلال أعمال القمة، أكد ميسي البالغ من العمر 37 عامًا، والمتوج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبي العالم ثماني مرات، على أهمية الجهد الجماعي في الحفاظ على الكوكب، حيث قال: "ما بين يدي شيء مشابه للغاية، يساوي ذهبا، هناك واحد فقط، وبالجهد والشعور الجماعي، يمكننا الاعتناء به".

ميسي، الذي قاد منتخب بلاده مؤخرًا للفوز بلقب كوبا أمريكا 2024 بعد تتويجه بكأس العالم في قطر 2022، أكد أن "معًا سنلعب لعبة من أجل تغيير الكوكب. اللقب الأعظم هو التوصل إلى السلام مع الطبيعة". ودعا إلى توحيد الجهود خلال قمة (كوب 16) من أجل حماية الحياة والطبيعة.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو نشر المقطع عبر منصة (إكس) معبرًا عن دعمه، حيث قال: "أحسنت أيها الزميل ميسي، السلام مع الطبيعة". من جهتها، اعتبرت وزيرة البيئة الكولومبية، سوسانا محمد، أن ميسي "لم يكن بعيدًا" عن الدعوة للسلام من أجل الطبيعة التي أطلقتها الحكومة أثناء قمة التنوع الحيوي.

***********************************************

لا إضافات في قائمة كاساس وتحذير من ضغط مباريات الدوري

متابعة ـ طريق الشعب

تقترب موعد مباراتي منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام الأردن وعُمان، المقررتين منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، لكن حتى اللحظة لم تُضاف أي أسماء جديدة للقائمة الأولية المكونة من 50 لاعبًا.

وأكدت مصادر صحفية أن كل ما يُشاع حول الأسماء المطروحة هو عار عن الصحة، مما يثير تساؤلات حول استعداد الفريق.

ويُعبر المدرب السابق للياقة البدنية، سردار محمد، عن قلقه من ضغط المباريات المكثف في دوري نجوم العراق، الذي يؤثر سلبًا على جاهزية اللاعبين.

وأوضح محمد أن الموسم الماضي كان الأشد صعوبة، حيث كانت الفرق تلعب كل ثلاثة أيام، مما أدى إلى قلة الوقت المخصص للتدريب والاستشفاء.

وأشار إلى أن "عملية التنقل بين المحافظات شكلت تحديًا إضافيًا أمام الحفاظ على اللياقة البدنية، مما أثر سلبًا على أداء اللاعبين سواء في المنافسة المحلية أو مع المنتخب".

وعبّر محمد عن قلقه بشأن بعض اللاعبين الذين لم يحصلوا على فرصة اللعب مع أنديتهم سوى لبضع دقائق، ما يستدعي تقييمًا دقيقًا لمستوى جاهزيتهم للمشاركة.

على صعيد آخر، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن تعيين طاقم تحكيم إماراتي لإدارة مباراة المنتخب الوطني أمام منتخب عُمان. يتكون الطاقم من الحكم عمر محمد العلي حكمًا للساحة، بمساعدة محمد الحمادي وجاسم العلي كمساعدين، وسلطان الحمادي كحكم رابع. كما يُشرف محمد عبيد وصقر حمدان على تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).

*********************************************

ميادين وقاعات جديدة للرياضة وألعابها

منعم جابر

لقد قدمت الحكومة ملاعب وساحات لكرة القدم بشكل مقبول، وهذه حالات جميلة، ومشكورة كل الجهات التي ساهمت وشجعت على إنشاء هذه الملاعب والتي نفخر بها نحن أبناء الرياضة وبالأخص وزارة الشباب والرياضة ودورها الكبير.

إلا أننا نؤكد ونطالب بضرورة وأهمية البدء بإنشاء القاعات الرياضية والمسابح الدولية وميادين الساحة والميدان ومضامير سباقات الفروسية وغيرها، لأن هذه المنشآت ستساهم في إقبال الشبيبة على ممارسة مختلف الألعاب الرياضية، وهذا ما تقوم به كل البلدان المتطورة، حيث أن التنوع في المنشآت وتوفرها يساهم في خلق قاعدة رياضية لمختلف الألعاب.

إن اقتصار هذه الخطوات على ملاعب كرة القدم سوف ينعكس سلباً على بقية الألعاب الرياضية، وهنا نطالب أمانة بغداد ومجالس المحافظات والبلديات بأن تعطي اهتماماً استثنائياً لغرض إنشاء بعض المتنزهات وتوفير ملعب لكرة السلة أو الطائرة أو اليد من أجل تشجيع الشبيبة من كلا الجنسين على ممارسة هذه الألعاب وتطورها، وهذا ما يحصل في البلدان المتقدمة رياضياً، فمثلاً في كوبا (هذه الدولة المحاصرة" تميزت بوجود أبطال في لعبة الملاكمة والسبب يكمن في توزيع الحكومة الكوبية حلبات الملاكمة في الحدائق العامة والكثير من هواة هذه اللعبة يمارسونها ويتدربون فيها.

إن جميع الاتحادات الرياضية مدعوة للعمل الجاد في سبيل تنشيط ألعابهم في مختلف الألعاب الرياضية من خلال نشر ألعابهم في الحدائق العامة مع إمكانية تطوير هذه المبادرة وبطرق مختلفة، فقد ساهمت الرياضة في إبعاد الشبيبة الرياضية عن مكامن السوء والتجارب الخاطئة.

إن الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية مدعوين للمساهمة في نشر الفعاليات الرياضية في الأماكن العامة من أجل تنشيطها ولفت الانتباه إلى الألعاب الرياضية المختلفة، وعدم اقتصارها على لعبة كرة القدم فقط.

وهنا أناشد الجهات التنفيذية وقادة المؤسسات الرياضية بأن تولي اهتماماً خاصاً بمختلف الألعاب الرياضية من أجل توسيع قاعدتها على المستوى الشعبي والجماهيري مما يزيد من اهتمام الشبيبة بها وممارستها مستقبلاً.

****************************************************

الكشف عن خطة لتطوير منظومة التحكيم الكروية

متابعة ـ طريق الشعب

كشف رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم، محمد عرب، عن خطة شاملة تهدف إلى تطوير منظومة التحكيم في العراق، وذلك لتعزيز أداء الحكام وتحقيق النزاهة في المباريات.

في تصريح صحفي، قال عرب إن "المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ خطة تتضمن عدة محاور تشمل اختيار وتعيين الحكام، وتطوير مهاراتهم، بالإضافة إلى تقييم أدائهم في مختلف البطولات، بما في ذلك الدوري الممتاز ودوري المحترفين". وأضاف عرب أن "هناك اهتمام خاص بتنظيم دورات وورش عمل تحكيمية في جميع المناطق العراقية مع بداية كل موسم، بهدف إطلاع الحكام على أحدث مستجدات التحكيم الدولي وتعزيز قدراتهم الفنية والذهنية". وفيما يتعلق بالنزاهة، أكد عرب أن لجنة الحكام تتابع أداء الحكام لضمان الشفافية، مشدداً على وجود نظام "الثواب والعقاب" الذي يطبق على الحكام، حيث يتم إيقاف أي حكم يرتكب أخطاء مؤثرة لضمان عدم تكرارها وتعزيز الثقة في التحكيم العراقي.

وأشار عرب أيضاً إلى أن الاتهامات التي توجه أحياناً للحكام بالانحياز للفرق الجماهيرية غالباً ما تكون ناتجة عن العاطفة، مؤكداً أن الأخطاء التحكيمية هي جزء من اللعبة وغالباً ما تكون غير مقصودة.

*************************************************

 

الصفحة العاشرة

نساء ثلاث صنعن الأدب الشعبي الأميركي

إبراهيم العريس

لم تكن لأي منهن قامة إرنست همينغواي ولا مخيلة كارسن ماكالرز ولا لغة ويليام فوكنر ولا حتى صلابة أسلوب تينيسي وليامز، لكن فعل كل واحدة منهن في حراك المجتمع الأميركي وإنجازاتها في إضفاء قدر هائل من الشعبية إلى آداب القسم الشمالي من “العالم الجديد”، كان يفوق فعل هؤلاء الكتاب الكبار مجتمعين، ولا سيما حين حل عصر السينما ونقلت إلى الشاشات الكبيرة حكاياتهن الرئيسية، فإذا بكل حكاية من تلك الحكايات يتضاعف تأثيرها ليس في المجتمع الأميركي وحده بل في العالم أجمع. ولعل ما يؤكد على ما نذهب إليه هو أنه لم يشتهر لكل واحدة من هؤلاء الكاتبات الثلاث سوى عمل واحد خيل معه لكثر أن الواحدة منهن لم تكتب سوى ذلك العمل الواحد، ولم تحصل أي منهن على جائزة مرموقة تكشف عن مكانة كبيرة في عالم الأدب. ولعل ذلك كان على المستوى الشعبي خيراً لهن. وذلك لأن كل واحدة منهن فازت بجائزة أعظم كثيراً كما رأت أغاثا كريستي ذات يوم: جائزة جمهرة القراء، ومن بعدهم جائزة جماهير مشاهدي الأفلام السينمائية. ونتحدث هنا تباعاً، وفي ترتيب زمني، عن هيريت ستو (1811 - 1896)، وعن لويزا ماي ألكوت (1832 - 1888)، وعن مارغريت ميتشل (1900 - 1973) الوحيدة بينهنّ التي عاشت في القرن الـ 20، وأدركت عصر السينما التي اقتبست، وبشكل يكاد يكون أسطورياً، روايتها الكبرى والأشهر “ذهب مع الريح” في فيلم ظل حتى سنوات الـ 80 يحتل المركز الأول عالمياً بمردودات ضخمة حققها له مئات ملايين المتفرجين.

بدءاً من قضية المرأة!

حتى سنوات الـ 80 كان “ذهب مع الريح” من إخراج فيكتور فليمنغ وإنتاج ديفيد سيلزنيك يعتبر أعظم فيلم في تاريخ السينما، ويعتقد كثر أن كاتبته لم تكتب رواية أخرى غير تلك التي اقتبس منها. أما المصير السينمائي لـ “نساء صغيرات”، رواية لويزا ألكوت التي إذا كانت كاتبتها قد كتبت سواها، فإن ما كتبته بقي على الدوام تنويعاً على تلك الرواية يتابع حكايات بطلتها جو مارش التي لم تكن في حقيقتها سوى أنا/ أخرى للكاتبة نفسها. وهي كانت واحدة من أربع بنات أنجبتهن أسرة الدكتور مارش، وعرفت كيف تتوجه باكراً إلى الأدب جاعلة من حياتها انعكاساً موارباً لحلم العصامية والنجاح الذي منه صنع الحلم الأميركي في جانبه النسائي على الأقل، والحقيقة أن قضية المرأة كانت القضية التي أضفت هالة تقدمية على روايتي لويزا ألكوت ومارغريت ميتشل، ولو غالباً بصيغة مواربة.

ولا بد لنا من أن نذكر هنا أنهما عملان نسويان وليس فقط لأن امرأة تتولى البطولة في كل منهما. وتحديداً امرأة تعوض على افتقارها للحب والحنان بمكاسب أخرى: الكتابة وعيش الحرية بالنسبة لجو مارش، الشخصية المحورية في “نساء صغيرات”، والتعالي على بؤس المصير كما على الحب دفاعاً عن قضية الجنوب على الضدّ من الشمال في حرب الانفصال التي وقف فيها الشماليون مع تحرير العبيد من منطلقات مواقف الرئيس أبراهام لينكولن، فيما وقف الجنوبيون على الضدّ من ذلك.

ولعل من اللافت هنا أن سكارليت أوهارا، المرأة الجنوبية ومن خلال غرامها بالأرعن ريت بتلر، وهو يمثل عقلانية الشمال ودهاءه، تبدو مميزة في الرواية كما في الفيلم من خلال شخصية تحمل كل التباسات المرحلة.

من الشعبية إلى الشعبوية

مما تقدم يتبين لنا أن امرأة “ذهب مع الريح” تستمد شعبيتها، بل حتى شعبويتها إذا جاز لنا القول بالنظر إلى أنه لم يكن ثمة إجماع دائم من حول تلك الشخصية بين مؤيدين لمواقف أهل الجنوب وآخرين لمواقف أهل الشمال، علماً أن الرواية نفسها في تحليلها الأيديولوجي تتسم بقدر كبير من النزعة الرجعية “الجنوبية” حتى ولو أن الفيلم حين فاز بالعدد الكبير من جوائز “الأوسكار” تميز في هذا السياق، إذ أعطى للخادمة السوداء السعيدة لسعادة سادتها، أهل سكارليت، والتعيسة لتعاستهم، أول جائزة تعطى لفنان أسود في تاريخ السينما الأميركية ما اعتبر موقفاً “تقدمياً” يصبّ لمصلحة الفيلم في الزمن الذي باتت فيه قضية تحرر السود أمراً بديهياً، غير أن هذا ليس لبّ موضوعنا هنا. ليس من مهماتنا توزيع التقدم على هذا الفريق أو ذاك، كما أن مارغريت ميتشل نفسها كانت حين تُسأل عما إذا كانت قد أرادت من روايتها هذه رداً جنوبياً على رواية هيريت ستو “كوخ العم توم” التي ظهرت قبل ظهور “ذهب مع الريح” بما يقرب من قرن من الزمان، أنكرت ذلك تماماً بل حتى استنكرته معتبرة روايتها استكمالاً لرواية تلك الكاتبة المناضلة التي يمكن اعتبار روايتها واحداً من أول الأعمال الأدبية التي نصرت قضية السود.

نضال من طريق الأدب

بل إن ستو كانت تعتبر نفسها مناضلة في سبيل إلغاء كلمة العبودية من قاموس المجتمع الأميركي، وكانت دائماً ما تؤكد أن “كوخ العم توم” إنما هي سلاح في يدها أوجدته موهبتها الأدبية في سبيل دعم قضية تحرر أولئك السود. والحقيقة أن ملايين القراء الذين قرأوا هذه الرواية الفذة إنما قرأوها ليس من أجل الحصول على متعة أدبية، على غرار ما سيكون الأمر مع “نساء صغيرات”، أو على متعة عاطفية كما الحال مع “ذهب مع الريح”، بل على سبيل المشاركة في النضال التحرري الذي خيض في الولايات الأميركية منذ زمن مبكر من جانب السود ومن أجلهم. ومن هنا تلك الأعداد الضخمة لقارئي تلك الرواية التي سيقول المؤرخون إنها حققت غايتها بوصفها سلاحاً، وعلى الأقل في الولايات الشمالية الأميركية التي ستبقى دائماً أكثر تطوراً ونزعة اجتماعية من ولايات الجنوب، حيث حددت أسس محو العبودية فكانت “إنجيلاً” لنوع شديد الأميركية من التحرر الاجتماعي عرف كيف يدخل كل البيوت جاعلاً من العبودية ومحوها قضية كل بيت، ولا سيما تحت وقع تطور اقتصادي حوّل الشمال إلى مناطق صناعية تحتاج إلى أيد عاملة، بينما ظل الجنوب أراضي زراعية شاسعة يملكها إقطاعيون يحتاجون إلى أن يكون العاملون في خدمتهم عبيداً مملوكين لا ينفق عليهم سوى كلفة إقامتهم في المزارع وكلفة طعامهم وشرابهم التي يوفرها ما يجنى من خير الأراضي التي يزرعونها ويحصدونها وتذهب مردوداتها إلى السادة الإقطاعيين.

ولو إلى حين...

صحيح أن رواية لويزا ألكوت لا تهتم كثيراً بهذا الجانب السوسيو – أيديولوجي، لكنها إذ تركز همها على قضية المرأة وعلاقتها بالحلم الأميركي منتصرة للخيارات المناوئة لما يرتئيه المجتمع نفسه، في نضال قد يبدو أنه يتسم بقدر كبير من النزعة الفردية، من خلال التركيز على تحليل شخصية جو مارش نفسها، وانخراطها في فعل الكتابة كأداة تحرر ينطلق من الفرد (الكاتبة جو مارش) إلى المجتمع ككل، غير أنه وكما تم تلقي الرواية من قبل ملايين القراء، ثم تلقي اقتباساتها السينمائية ولا سيما على يد جورج كيوكور الذي عرفته هوليوود بوصفه مدافعاً عن المرأة ومكانتها في المجتمع في أفلامه، ولعل من أهمها هذا الفيلم الذي اعتبر منذ ظهوره عام 1938 صرخة من أجل المرأة وحلمها الأميركي، حتى النسخة الأخيرة التي ظهرت قبل أعوام قليلة لتعتبر إعادة تلك الرواية الفذة إلى الواجهة باعتبارها الرواية الأميركية بامتياز. علماً بأن ظهور هذا الفيلم شكّل مناسبة للعودة إلى الحديث عن “ذهب مع الريح”، ولكن أيضاً عن “كوخ العم توم” باعتبار ذكر الفيلمين الآخرين لا ينفصم عن ذكره، ومن جديد باعتبار أن هذه الروايات “النسائية” الأميركية الثلاث هي الأعمال المؤسسة للأدب الشعبي الأميركي على الضدّ من تلك الأعمال الأدبية النخبوية التي أعطت للأدب الأميركي بصورة عامة، وغالباً من خلال الجوائز الأدبية الكبرى وعلى رأسها جائزة “نوبل”، أكاليل الغار في وقت تنسى فيه ستو، وألكوت، وميتشل إلى حين تلوح في الأفق مناسبات تجعل ذلك النسيان منسياً... ولو إلى حين!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 20 أيلول 2024

**********************************************

المحلل السياسي كظاهرة كوميدية!

راشد عيسى

يباغتنا المحلل السياسي على شاشة التلفزيون الأكثر تغطية للحرب الإسرائيلية الدموية على غزة ولبنان بالقول: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».

لا أصدق ما أسمع، لا لأنني لست مؤمناً بالأمل، وهذه حكاية أخرى، ولا لأنني على عداء، لا سمح الله، مع مبدع القصيدة الطغرائي الأصفهاني، كل ما هنالك أن التحليل السياسي، المرفق غالباً بصفات أو ألقاب من قبيل إستراتيجي، وخبير وعسكري، لا يتحمّل كلاماً إنشائياً أو أدبياً، مهما كان حلو المذاق. التحليل السياسي عليه أن يقول بيانات، استنتاجات، إحصاءات، خرائط، مواقف دولية مستندة إلى معلومات، سيناريوهات محتملة، أما الحديث عن الأمل، فمكانه برامج المنوعات، و«بريد القراء» ، وبالطبع جلسات التحفيز وبرامج الصحة النفسية.

المشاهدون لا يذهبون إلى القناة التي تنوّرهم بالفعل، ولا ندري إن كانت هذه موجودة أصلاً، إنهم يذهبون إلى القناة التي تعزّز قناعات ما قبل الحرب

هذا هو شأن المحلل الذي ليس لديه ما يقول، تماماً كمذيع الفترة الجالس قبالته، إذ يتحوّل هذا إلى أقرب ما يكون إلى معلّق رياضي في مباراة كرة القدم، وعليه أن يملأ المشهد بأي كلام، ريثما تأتي اللحظة المناسبة للصراخ: تسجيل هدف، أو التحسر على ضياع هدف.

تضرب الطائرات الإسرائيلية ضربتها، فيمتلئ المشهد بنار هائلة. يقول مذيع الفترة، في انتظار أن يسعفه صوت مراسل، أو خبر عاجل من وكالات الأنباء: «يكثر الهرج هنا». ويستدرك، بعد صمت: «والمرج بطبيعة الحال»!

لم أصدق، مرة أخرى، أنني سمعت ذلك، فالعبارة كلها عادة تقال للحديث عن فوضى، أو تساؤلات الحشد عما يجري من دون العثور على جواب ما، وما إضافة كلمة المرج إلى الهرج، إلا نوعاً من ذلك الكلام، الذي بلا هدف، ركام حروف موزون، لكن بلا معنى. تمنيت حقاً أن يسعفنا المذيع بالمعلومة التي أضافها هنا في الحديث عن المرج.

عندما تأتي مراسلة الميدان، نتنفس الصعداء، سنقول ها هنا سنعثر على المعنى الحقيقي للعمل الصحافي. نصغي بكل جوارحنا: «غارة ضربت هذا الموقع، شفنا الانفجار الكبير، وكأنه في شي انفجر، ربما ذخائر وغيرها، لا أعرف لست خبيرة عسكرية. ولكن المشهد كان واضحاً. بلشت تروق».

لم نعرف ما اسم الموقع، ولا المستهدف، أو عدد الضحايا، لا شهود عيان، لا مستشفيات، لا جيران يدلون بانطباعاتهم، فقط هذه المراسلة المشغولة بتبديد شمل المشاهدين الطامعين بأي معلومة، والتي تبذل جهداً في إثبات حذرها بأن لا تعطي أي معلومة تفيد العدو.

نستنجد بمواقع التواصل الاجتماعي، فنفاجأ بالمحلل السياسي الأشهر الآن خارج الاستديو، في مقطع فريد من نوعه. يبدو أن الرجل أراد أن يستثمر شهرته في التحليل السياسي بشيء ذي فائدة. يطل الآن من محل أطقم (صاحب المحل سبق أن أرسل له مجموعة من الأطقم إلى فندقه، بعد أن لاحظ من ظهوره التلفزيوني المتكرر أنها تلزمه).

المحلل الآن ترك شؤون الحرب المدوّخة، وراح يتحدث، بلغة ومصطلحات التحليل السياسي نفسها، لكن عن أطقم صاحبه، يتحدث عن «تفصيل البدلات بمنتهى الأناقة والجمال، الذي يضاهي دور الأزياء المشهورة عالمياً»، ولا يفوته التحدث عن «مالكها الذي يتمتّع بكاريزما»، ولا ينسى «البعد القيمي والأخلاقي»، مستنتجاً عبارة أرادها أقرب إلى صياغات الفلسفة: «ليس المهم أن يبعث البدلات (الأطقم).. تخيّل أن صاحب المحل عنده آلاف الزبائن، يعرف مزاج وميول كل شخص، يعرف قياسه وميوله ورقبته، فهذا في البعد الفلسفي له دلالته، أنه محترف، ابن مهنة، وليس لديه جشع، بل تقديم خدمة متميزة». وختم المحلل السياسي بالدعاء لصاحب المحل، في الدنيا والآخرة.

علام نتفرج ما الذي نأخذه من التحليل السياسي، هل حدث حقاً أن قدّمَ لنا محللٌ سياسي كشفاً لا نعرفه، هل حدث أن نوّرَنا المحلل بالفعل؟

هنا صدقت أذني التي سمعته مرة يحلل فيقول: «نتنياهو يكذب، ويعلم أنه يكذب، ويعلم أنني أعلم أنه يكذب»! أدهشتني عبارة «نتنياهو يعلم أنني أعلم». قلت لنفسي اُنظر إلى أين يأخذ الغرور المرء، إلى أين تأخذه الرغبة بالتفلسف!

علام نتفرج ما الذي نأخذه من التحليل السياسي، هل حدث حقاً أن قدّمَ لنا محللٌ سياسي كشفاً لا نعرفه، هل حدث أن نوّرَنا المحلل بالفعل؟

على أي حال، بات واضحاً أن المشاهدين أيضاً لا يذهبون إلى القناة التي تنورهم بالفعل، ولا ندري إن كانت هذه موجودة أصلاً، إنهم يذهبون إلى القناة التي تعزز قناعات ما قبل الحرب. حاضنة الحزب لن يقبلوا أي بيان أو معلومة إلا عبر قناتهم، وأبناء الحركة كذلك، أما الضحايا فهم مضطرون للذهاب إلى قنوات العدو، التي يستمعون عبرها إلى التحذيرات بإخلاء هذا المربع أو ذاك، ثم لا ينجون، لأن العدو غدّار بما فيه الكفاية، وكل ما فعله عبر سنة من الحرب أن كان يطالب السكان، بل يجبرهم على التوجه إلى ما يسميها أمكنة آمنة، ثم يقصفها.

الضحايا الحقيقيون للحرب لا يستمعون إلى نشرات الأخبار، ولا إلى محلليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب من أسرة “القدس العربي”

“القدس العربي” – 8 تشرين الأول 2024

****************************************************

سابرينا نيلسون.. جيمس بالدوين بقلم الرصاص

ريم ياسر

حتى بعد مرور نحو أربعة عقود على رحيله، لا تزال كلمات الشاعر والناشط في مجال الحقوق المدنية جيمس بالدوين (1924 - 1987) ملهمة للعديد من الفنانين والكتّاب والنشطاء السياسيين. واحتفالاً بالذكرى المئوية لميلاده، يستضيف متحف تشارلز إتش رايت للتاريخ الأفريقي الأميركي، أعمال الفنانة سابرينا نيلسون (1967) التي يصفها بعضهم بأنها أكثر الفنانين المُعاصرين هوساً بسيرة الكاتب الراحل.

سابرينا نيلسون فنانة متعددة التخصصات، تغطي أعمالها مجموعة واسعة من الوسائط الإبداعية، من الرسم والنحت إلى التركيبات الفنية، وهي تعمل حالياً في تدريس الفن في عدد من الجامعات الأميركية.

ولد جيمس بالدوين في حي هارلم المعروف باجتذابه للأميركيين من أصل أفريقي، إذ خرج منه العديد من المبدعين السود في الأدب والموسيقى. وقد كرس الكاتب الراحل نشاطه الأدبي خلال حياته لكشف مساوئ التمييز العنصري في المجتمع الأميركي، ما عرّضه للعديد من المضايقات التي وصل بعضها إلى التهديد بالقتل. بسبب التهديدات التي تعرّض لها، فرّ بالدوين عام 1947 خارج الولايات المتحدة ليستقر في جنوب فرنسا، حيث قضى هناك أكثر من ثلاث سنوات. خلال إقامته في فرنسا، تحرّر بالدوين من الضغوط التي طالما كبلت إبداعه ونشاطه، ما ساعده على استكشاف هويته وصقل موهبته، فكتب العديد من أعماله البارزة. من بين هذه الأعمال التي ألّفها خارج أميركا روايته الشهيرة “أعلنوا مولده فوق الجبل” وكذلك “غرفة جيوفاني” و”وطن آخر”، وكلها أعمال تدور حول العرق والعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية.

يقام المعرض تحت عنوان “النبي في الخط الأمامي: جميس بالدوين” (Frontline Prophet: James Baldwin)  ويستمر حتى 28 شباط المقبل. يشير العنوان في جانب منه، كما تقول الفنانة، إلى الطبيعة التنبؤية التي ينطوي عليها العديد من كتابات بالدوين. يكشف المعرض عن إرث بالدوين عبر وسائل متعددة، من بينها مختارات من شعره مع أربعة شعراء معاصرين مكتوبة على مساحات طولية مُعلقة من السقف إلى الأرض. يقول بالدوين في إحدى هذه القصائد التي كتبها في ستينيات القرن الماضي: “يمكنك أن تصبح رئيساً يوماً ما.. ربما ليس الآن.. ولكن يوماً ما سيكون هناك رئيس أسود”.

يتيح المعرض أيضاً لزواره جولة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي يمكن من خلالها التفاعل مع شخصية بالدوين والاستماع إلى أحاديثه وخطاباته التي ألقاها في أثناء حياته. يضم المعرض أيضاً ورشة تلوين ورسم مخصصة لجميع الأعمار، إذ يمكن للزوار رسم وجه بالدوين وتلوينه باستخدام قوالب رسم جاهزة أنشأتها الفنانة سابرينا نيلسون لهذا الغرض.

تقول نيلسون إنها قبل العرض سألت، عشوائياً، مجموعة من الشباب عن مدى معرفتهم بجيمس بالدوين، وفوجئت بأن العديد منهم لا يعرفونه. من أجل هذا، حرصت الفنانة، كما تقول، على أن يتضمن عرضها العديد من الوسائط المختلفة التي يمكن أن تثير خيال هؤلاء الشباب وتحثهم على البحث عن سيرة هذا المناضل الراحل.

إلى جانب هذه الوسائط التفاعلية، يضمّ المعرض مجموعة كبيرة من الرسومات واللوحات التي أنجزتها نيلسون خلال تأملاتها في إرث جيمس بالدوين خلال السنوات السبع الماضية. بين هذه الأعمال، مجموعة من الرسوم الصغيرة بالأبيض والأسود على الورق، إلى جانب عدد من الوحات الزيتية وعمل فيديو وتجهيز في الفراغ.

يضم عمل الفيديو لقاءات متنوعة أجرتها نيلسون مع كتّاب ومفكرين معاصرين حول منجز بالدوين الأدبي والنضالي خلال فترتي الخمسينيات والستينيات. بدأ تعلق نيلسون بإرث الكاتب الراحل في عام 2016، في أثناء مؤتمر نظمته الجامعة الأميركية في باريس تحت عنوان “لغة للعيش فيها”، وكان مخصصاً لكتابات المبدعين السود، وعلى رأسهم جيمس بالدوين. في هذا المؤتمر، رسمت نيلسون وجه بالدوين في أثناء استماعها إلى إحدى المحاضرات التي ألقيت عنه. تقول الرسامة: “كان هذا هو المكان الذي اختارني فيه بالدوين، فقد شعرت بالتواصل المباشر معه”. حين عادت نيلسون إلى الاستوديو الخاص بها، استمرت في الرسم، كان وجه بالدوين يُحاصرها وكلماته تتردد في رأسها وقلبها كما تقول.

نجم عن انغماس سابرينا نيلسون في تجربة بالدوين 91 رسماً بقلم الرصاص، وعشرات اللوحات الزيتية الكبيرة. كانت هذه الأعمال حصيلة سبع سنوات قضتها الفنانة في تأمل كتابات بالدوين ومناظراته وتأثيره ونشاطه في مجال الحقوق المدنية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 5 تشرين الأول 2024

****************************************************

الصفحة الحادية عشر

فاتنة الفرات   

نصير النهر

سلاماً “ناصرية” انها شعبُ

وحبّاً .. لا يضاهي عمقه حبُ

هي الناسُ

هنا كل الأغاني والأماني

عند نبع الورد حرًاسُ

وتنبضُ، انها القلبُ وتزهو، انها الراسُ

وفاتنة الفرات الحلوة الحلوات لو نطقت

فما احلاه شلال الضياء، وصوتها عذبُ

ولو غضبت ,,.

فويل الويل من جرح الورود،

نسيمها وقدُ

وفارسها الفضاء، يبوحُ، ليس ينوشه حدُّ

هنا حقي... وليس لنيله بُدّ

هنا البسلاء اقراني وخلاني

وننسج من خيوط الشمس اشرعة

ونبحر في عيون الناصرية، قال شاعرها

بأجنحة الفراشة جاء مرسال الهوى،

وعلى وريقات الورود الحمر عنواني

سلاماً “ناصرية” فهي عنواني 

**************************************************

في وداع يحيى علوان.. التشبث بالأمل.. مقاومة الأوجاع !

رضا الظاهر

من أيام لهيب الإضرابات والمعارك الطلابية عامي 67 و68 من القرن الماضي، حتى أيام الشجاعة والعناد في مقاومة المرض الخبيث اللعين.. وبين هذين المَعلمين كانت هناك، في حياة يحيى علوان، الصديق والرفيق، محطات كثيرة، مفعمة بالتحديات والمرارات والآمال، امتدت عبر ما يزيد على نصف قرن من الأحداث العاصفة التي هزت العراق.

جمعتني مع يحيى أيام وسنوات قد يصعب علي أن أضيء تفاصيلها. فقد كنا على هتاف واحد في عنفوان الحركة الطلابية أواخر الستينيات، أيام كنا، نحن الاثنين، في جامعة بغداد ندرس الأدب الانجليزي. وكان يحيى، يومئذ، من الناشطين البارزين في هذه الحركة، وإن كان، كما هو حاله في معظم سنوات حياته، يعمل، بدأب ونكران ذات، خلف الكواليس.

وكانت المحطة الثانية التي عرفت فيها يحيى عن قرب هي سنوات السبعينيات، حيث عملنا معا في صحيفة “طريق الشعب”. كان يحيى محررا للصفحة الأولى، وكنت ألتقيه مساء عندما أكون في مطبعة دار الرواد للمساهمة في متابعة إصدار الصحيفة. وكانت لنا لقاءات غير تلك التي شهدتها دار الرواد، وأجواء المرح التي كان يشيعها كثر ممن عملوا في الصحيفة والدار، وبينهم أبناء مربينا وأستاذنا الجليل الراحل حسن العتابي، الذين كانوا عماد القسم الفني للصحيفة، وأخص منهم بالذكر الشهيد سامي العتابي.

وفي تلك السنوات كان يحيى من كوادر الحزب في الميدان الثقافي، حيث عمل في اللجنة المحلية للمثقفين (كانت تحمل اسم لجنة عادل). وكان ممن مارسوا دورا مؤثرا في نشاط الحزب في أوساط المثقفين.

أما المحطة الثالثة الأكثر تميزا فكانت سنوات الحركة الأنصارية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث عملنا معا في إعلام الحزب، وعشنا سنوات في غرفة طينية صغيرة، شهدت ما شهدت من حوارات وجدالات في القضايا السياسية، وفي قضايا الثقافة وجماليات الأدب والفن.

في تلك السنوات كانت ليحيى، كما لكل واحد منا نحن الأنصار، قصصه العجيبة التي قد يصعب على آخرين تصديقها. ففي تجارب الوصول إلى كردستان وفي تجارب الانسحاب منها بعد هجوم الدكتاتورية بأسلحتها الكيمياوية، قصص تبدو بلا نهاية، ومآثر تبدو بلا نظير.

كانت أياما مليئة بما هو جدير بالتذكر والكتابة، وهو ما فعله يحيى بروح صادقة منصفة، ولغة شفافة، وصور أدبية تنبض بالسمات الجمالية، وبثقافة وخبرة كاتبها.

وفي هذا السياق أجد نفسي راغبا في الاشارة، ولو على عجل، الى تلك النشاطات الثقافية، الفكرية والمسرحية والتشكيلية وسواها، التي كان ينظمها الأنصار في المواقع المختلفة في كردستان. وفي موقع (سفّين) الذي كنا فيه (وهو موقع الإعلام) كانت مثل هذه النشاطات دؤوبة، وكانت الأماسي تستقطب، أيضا، رفيقات ورفاقا من المواقع الأنصارية القريبة.

أتذكر، الآن، من بين فعاليات ثقافية كثيرة، تلك الفعالية التي قدمها الرفيق أبو علياء، الذي وصفه البعض، حباً، بـ”البطران”. فقد استمزج رأيي في أن يقدم أمسية في الموسيقى الكلاسيكية، فتحمست لمشروعه، واتفقنا على أن ينظم لنا جلسة استماع للسمفونية السادسة (الرعوية) لبيتهوفن. وكانت أماسينا في موقع الإعلام تقام، عادة، في الغرفة الطينية الكبيرة (كنت أمازحه بالقول إنك ستقدم السمفونية الرعوية في دار أوبرا فيينا!). كان هناك جهاز التسجيل الذي كنا نستخدمه في إذاعة (صوت الشعب العراقي)، ومجموعة من كاسيتات الموسيقى الكلاسيكية التي تبثها الإذاعة في الفواصل. غير أن الطريف في الأمر أن مهندسي الإذاعة ابتكروا طريقة لنصب مكبرات صوت في “قاعة أوبرا فيينا”، إذ جاءوا بعلب دهن فارغة وربطوها بأسلاك كهربائية وعلقوها في أعلى جدران الغرفة، فكانت تجربة فريدة في تكبير الصوت. ولم يكن ذلك غريبا في حياة الأنصار، فمن عاش تلك السنوات يعرف أن هناك “ابتكارات” عجيبة. وكان أن تحدث يحيى عن بيتهوفن وسمفونيته السادسة، مقدما شرحا وتحليلا لحركاتها، قبل أن يستمع جمهور النصيرات والأنصار، بإصغاء واستمتاع، لـ “الرعوية”.

أليس خيالا أن تستمتع كتائب من نصيرات وأنصار الحزب الشيوعي الى الموسيقى الكلاسيكية في جبال كردستان القصية والعصية، وفي ظل مخاطر مواجهة قوات الدكتاتورية الفاشية !؟ كانت تلك واحدة من مآثر يحيى علوان !

كانت ليحيى، شأن آخرين ممن ساهموا، بشرف، في الحركة الأنصارية مرارات، عبر عنها بطريقة متوازنة تتسم بالشعور بالمسؤولية، مميزا نفسه عن بعض “الرفاق” الذين قادهم جزعهم الى فقدان التوازن في الموقف من تاريخهم والتنكر لمآثر الشيوعيين.

ووجد يحيى، خلال سنوات مغتربه بألمانيا، في التسعينيات وما تلاها، فرصة أفضل لإنجاز مشاريعه التي يبدو أنها كانت مؤجلة لأسباب عديدة بينها انغماره في النشاط السياسي والصحفي والأنصاري. وبوسعنا أن نشير، في هذا السياق، الى كتابيه (الجنة لا تسبح ضد التيار) – 2003، و(تقاسيم على وطن منفرد) – 2012، وترجماته: (المشط العاج – رواية فيتنامية) صادرة عام 1969، و(الفاشية التابعة – نصوص ألمانية) – صادر عام 1984، و(حوارات المنفيين) لبرتولد بريخت – 2002، و(أيها القناع الصغير أعرفك جيدا) – 2005 للكاتب الغواتيمالي أوغستو مونتيروسو.

أما كتابه الأخير الموسوم (مطارد بين ... والحدود)، الصادر عن دار الفارابي عام 2018، فقد كان كتاب سيرة لحياته وتجربته وحياة وتجربة الأنصار وحركتهم. وفي هذا الكتاب وصف رحلة مغادرته كردستان الشاقة بـ “رحلة الضنى”، وقد كانت كذلك حقا.

ظل يحيى بعيدا عن الشعور بالندم على تجربته المريرة والغنية في الحركة الأنصارية والحزب. وقد كتب عن ذلك في (مطارد بين ... والحدود) قائلا: “هي، بالتالي، ليست كتابة نادمة على ما فات، بل نصوص مفتوحة، صببت فيها شيئا من نزف الروح، وما جف من حبال الحنجرة.. عصارة ما جنيته من خبرة حياتية متواضعة، أصبت فيها حينا وأخطأت أحيانا.. لا هي رواية ولا هي قصة ولا هي نص علمي ... بل هي نصوص أدبية تعرض لجانب فقط من تجربة شخصية لا تنفي غيرها”.

وربما كان تواضع يحيى وعزلته الاختيارية في العقود الأخيرة من حياته، وعدم لهاثه وراء حب الظهور والامتيازات، أثر بعيد في حرمانه من إضاءة النقاد لإنجازاته، إذ لم يكتب عنه سوى القليل. ولعل من بين ما أنصفه تلك الحلقة من برنامج (روافد) الذي كان يعده ويخرجه ويقدمه الصحفي أحمد علي الزين، وقد بثت على قناة (العربية) عام 2020، والمقالات التي كتبها الراحل الدكتور كاظم حبيب عن تجربة يحيى وإنجازاته.

ظل الرجاء متقدا.. ظلت المعاناة مريرة.. وظل يحيى مقاوما الأوجاع ومتشبثا بالأمل حتى لحظاته الأخيرة. وكانت آخر تجليات هذا الأمل أن نسمع صوته قبل ثلاثة أسابيع من رحيله وهو يجادل في حلقة من حلقات منبر (حوار التنوير)، الذي كان يحرص على حضور فعالياته والإسهام فيها على الرغم من معاناته من مرضه العضال.

كثر هم الذين يعرفون المثال الملهم الذي قدمه يحيى علوان طيلة عقود من حياته المفعمة بالألم والتحدي..

كان يحيى على حق عندما تشبث بالأمل .. صحيح أنه رحل، لكن هذا الأمل، الذي ظل رفيقه، هو الذي منحه الطاقة على مقاومة المأساة واجتراح المأثرة.. وحتى في لحظات اليأس كانت هناك جمرة تحت الرماد، وكان يحيى يعرف أن هذه الجمرة لن تخبو .. 

****************************************

سينما.. «جابوجا» عمق الفكرة ورهان السهل الممتنع

عدنان حسين أحمد

يشبه فيلم الأنيميشن “جابوجا” للمخرج المبدع أنس الموسوي قصيدة الومضة التي لا تغادر ذاكرة المتلقي بسهولة؛ ذلك لأنها مثل مياه النهر التي تحفر عميقًا في باطن الأرض وتترك أثرها الملحوظ الذي لا يمكن تفاديه أو غضّ الطرف عنه.

لا شكّ في أن فكرة هذا الفيلم “عظيمة” من حيث الصياغة والمقاربة والتنفيذ على الرغم من بساطتها الظاهرة ولكنها بساطة “السهل الممتنع” الذي يمكن أن تجاريه وتستوعبه بسهولة ولكنك لا يمكن أن تجترحه أو تأتي بمثله.

يأخذنا المخرج وصاحب الفكرة معًا إلى الإنسان البدائي الأول أو إلى طفولة البشرية، إن شئتم، قبل ملايين السنين ليتعاطيا مع فكرة الاستبداد والدكتاتورية والطغيان حيث تتمركز السلطات جميعها بيد شخص واحد يتجاهل أحلام الشعب وطموحاته وتطلعاته صوب حياة حرة كريمة لا يؤرِّقها الظلم والتعسّف ومُصادرة الرأي الآخر في أقل تقدير.

لم تنتهِ الفكرة التي اجترحها “علي ليث” عند هذا الحد وإنما تتعداها إلى تشظيات أخرى ترتدّ إلى الدكتاتور المتجبِّر ذاته الذي ينفرد بالرأي ولا يصيخ السمع إلى آراء الآخرين ألبتّة. فهو عنيد وطاغٍ ومتجبِّر ولا يعرف سوى أن يحكم “الرعية” بعنف ووحشية وقسوة مفرطة.

ولو تأمّل هذا الدكتاتور لبعض الوقت لربما لوجد طوق النجاة أو بعض الحلول الشافية الوافية عند أبناء شعبه ومواطنيه التي تجنّبه مصيره المحتوم الذي يُذكِّرنا عالميًا بمصير أودولف هتلر، وبينيتو موسوليني وجوزيف ستالين ويُحيلنا عراقيًا إلى صدام حسين ومن سبقوه من القادة العراقيين إلى المصير الأسود نفسه بسبب عنادهم وغرورهم وكبريائهم الأهوج. نخلص إلى القول بأن الثيمة الرئيسة والثيمات الفرعية لهذا الفيلم هي الاستبداد والدكتاتورية والعناد والتكبّر والغرور وهذه الصفات الخطيرة موجودة منذ الأزل ويمكن أن تستمر إلى الأبد وخاصة في البلدان المقموعة والمُضطهدة والتي تفتقر حتى الآن إلى أبسط المُعطيات الديمقراطية، ويعتقد المخرج  أنس الموسوي أنّ هذه الصفات قد تكون جينية تُولد مع الإنسان وليس بالضرورة أن تكون مُكتسَبة من البيئة أو المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه.

على الرغم من أنّ “جابوجا” هو فيلم ناطق لكن حدود الحوار لا يتعدى أكثر من كلمتين تتكرران لمرات قليلة تحمل في طيّاتها الكثير من الدلالات العميقة؛ دلالات تقودنا إلى النبع الأول وتُفضي بنا إلى الوقت الحاضر بكل تجلياته العلمية والتكنولوجية المتقدمة.

فكلمة “جابوجا” التي تبدو غامضة للوهلة الأولى وتُحيل إلى فجر البشرية وما تنطوي عليه من دهشة وغرابة وافتتان تعني باللهجة العراقية مع بعض التحوير “ يا بُويا” وهي العِبارة التي تُطلق في لحظات الخوف والذعر والاستغاثة. فحينما يؤكد الدكتاتور على كلمة “جابوبا” تردّد الشخصيات الست الباقية هذه الكلمة وترسّخها في الذاكرة الجمعية وكأنها تمحو التسميات والحلول المُقترحة التي يقدّمها المواطنون الآخرون من أبناء الشعب.

فالدكتاتور لا يستطيع إلّا أن ينظر في مرآة ذاته، ويسمّي الأشياء والظواهر بما تجود به مخيّلته الشخصية المريضة. أمّا كلمة “جاجيك” التي تبدو سمعيًا وكأنها تنتمي إلى “جابوجا” أو تجاورها في الأقل فهي معروفة لأبناء المجتمع العراقي فهي “مزّة ونوع من المُقبِّلات وهي تشير من طرف غير خفي إلى الكائنات النباتية التي تقف بالضد من الحيونات المفترسة، والضواري المُجنّحة، والزواحف العملاقة التي قدّمها لنا مخرج الفيلم وصانعه بحرفية عالية استطاعت أن تشدّ المتلقين وتُبهرهم رغم قِصر مدة الفيلم التي تجاوزت الخمس دقائق ببضع ثوانٍ لكنها انطوت على كثير من الرؤى والأفكار العميقة التي تلامس مشاعر الإنسان وتحثّه على إعمال الذهن والتفكير وتستدرجه إلى غابة الأسئلة المحرّمة في منظومة الدكتاتورية والاستبداد التي لا تستطيع أن تنتهك نرجسية القائد الأوحد الذي يفكر بالنيابة عن الجميع.

لا بد من الإشارة إلى أنّ أنَس الموسوي كاتب ومخرج وصانع رسوم متحركة.

أنجز حتى الآن 26 فيلمًا و”جابوجا” هو العاشر من حيث الإخراج، والسادس والعشرين من حيث الصناعة وثمة فرق ملحوظ بين وظيفة المخرج وصانع الرسوم المتحركة. ومن أبرز أفلامه “الفراشات تموت محلّقة”، “رقصة الثلج”، “هناك أجمل”، و “كلكامش العظيم”.

أصدر أَنَس كتاب “الفن الثامن” وهو أول كتاب متخصص في تقنية صناعة الرسوم المتحركة على الصعيد المحلي وسوف تصدر طبعته الثالثة في القريب العاجل.

****************************************************

قصة قصيرة.. سيرة قلب

موسى غافل الشطري

 بين كَمٍّ من الفسائل والنُخَيْلات المتواضعة الارتفاع، انفردت بامتياز، تلك النخلة الشاهقة الوحيدة . و كانت السحب الداكنة المثقلة بغيثها وبدمدمة رعدها، تمر تباعاً من فوقها من دون أن تَنتابها خشية. والريح الصرصر لا تلحق أي أذى ولو بواحدة من سعفاتها . والمزن البيض تلقي عليها التحية بظلالها الشفيفة وتمضي .

كان بودِّها أن تنحني لتُقَبِّل حفيداتِها وأحفادها جميعا. وتتفسح في الأرض الواسعة التي ملأتها نخيلاً وفسائل .

لكنها ـ كشأنها دائماً ـ  تدرك أن أمنياتِها لها حدود. وإن ذلك يتعذر عليها.

 في بداية ربيع العمر وحتى أطرافه، تنفرد بقامة مديدة دون انحناء. محتفظة برشاقة جذعها المجدور، رغم السنين العجاف وقسوة العابثين، و لم تدّخر وسعاً  لكي تزهو سعفاتُها وتجزل بعطاء عذوقها . ولكن صدمات الزمن والخواء ظلت تبصمُ جذعَها، بالأخاديد والفجوات طيلة الأعوام اللاحقة.

 مع كل ذلك .. لم تنشأ أية مناسبة إلاّ وفاح أريجُ طلعِها وعلى أبعد ما تستطيع من الفيافي،

واخضرت مرابع الواحات، واحة تلو اُخرى من فسائلها التي تحولت إلى أمهات مزدانةً بطلعها. فظل الربيع يفوح بالطيب مثل أزهار زكية العطر، لتجلب البستاني والطيور المُعَفَّرة بحبيبات اللقاح، وتستمر بإنشاء مستعمرات هنا وهناك .

 أجهدها وقت العطاء . وظلت تستهينُ بشكوى الأوجاع، التي هيمنت عليها بآهات القلب. ومع ذلك لا تفارقُها ابتسامتُها المثقلة بالإعياء .

  ثم تتمعن بقلبها  الذي ما عاد يمتلك قوتَه و تماسكَهُ .  بذات المكابرة والجلادة التي رقصت لها سعفاتُها، وازدادت عذوقُها شهداً. وهي صاحبة قرار كالقدر الذي من الصعب أن ينحني أمام عوامل الزمن . هكذا هو قلبُها بحبه، لا ينحني في مسيرته أمام المتغيرات . ولكنها تقر العوامل التي تُؤمن باختلاف ازدهار حياتها في الربيع، وذبولها لاحقاً في الخريف.  .

 أشد ما تخشاه أن يحوجها القدر لكي تجنح لغدر الخريف، أو تذعن إلى داعمٍ تتكئ عليه، لأنها في الغالب .. تحدسُ ما يخفيه الزمن من إجهاد قد يفاجئها في آخر المطاف .

 غير إن ما يواسيها، شعورُها  بأنها قد أعطت الشيء الكثير .  كم واجهت من عواصف وزمهرير! منذ أن كانت فتِيَّةً حتى شاخت .

وكم أعطت من ثمار! وكم رصدت من علوّها الشاهق، ما خفي على العين، من كبائر الأمور حتى أهوَنها! مع كل هذا .. هي غير آسفة على شيء . إنها راضيةٌ عن مسار عمرها .

 إنها أحياناً لا تكاد أن تتعرف على أُحاديات مكونات قلبها الذي وزعته نواةً نواة، وفسيلةً فسيلة، ربما بسبب جنوح العمر  ، هذا وارد، ربما فاض إناؤُها بوفرة أعداد فسائلها ومدياتها التي احَتوَتْ تلك المرابع العديدة المترامية. هذا هو الذي يشعرها بأن  قلبَها تَحَوّرَ إلى عطرٍ من الحبِّ والإنجاب. ربما عوامل الزمن والافتراق ، وومضات سفوح الذاكرة. وما أعذب غفرانها لمن يمازحُها مزاح المحبين ، بحيث لو رغبت فسيلةٌ من صلبها في الرحيل، وتمازحها :

ـ أيتها الجدة .. حان الوقت الذي أقول فيه وداعاً .

فتقول لها هامسة باسمة :

ـ وداعك يا بنيتي سيُحَتِّم عليّ أن أُسعد.

فتقول الفسيلة بعجب وهي تتمايل غنجاً :

ـ أما يحزنك رحيلي؟

فتقول الجدة :

ـ هكذا هي الحياة يا بنيتي، الرحيل إلى حيث العطاء. ستعثرين على سعادة من نوع آخر .

ـ لكنني يا جدتي .. ما زلت لم أبلغ سن الرشد بعد .. أتعرفينني ابنة من ؟

حينذاك تلجأ الجدة إلى النبش بكوابح إخفاقاتها، وبعناء.. تحاول استدراج ذاكرتها، فتصاب بالإخفاق، ثم تستكين إلى ما هو أشبه بهباء مسكيٍّ من الابتسامة والخجل . أو محاولة لإبداء عذر عن خيبتها :

 ـ أنا يا بُنَيَّتي نَثَرْت النوى والفسائل . فأمك حتماً من فسائلي أو نوى عذوقي إذن، أيتها الفسيلة الرشيقة الحلوة ، من الكرم أن تَغفري إخفاق ذاكرة الجدة المديدة العمر، الواهنة الذاكرة. لكنني أشم في الكل أريجاً ربيعياً، حيث كنت بهية بما رفدتُ وأفدتُ وأذكيتُ، وأنشأتُ مستعمراتً من القلوب ذات المشاعر الشذية، وإن قلبي أحسه يتدفق عبر نبضِكن .

كانت النخلة الجدة، دائماً تهيم في عالم من التأمل، عالم مزدحم بالواحات والجنائن ، عالم جوَّال في نبش الذكريات الغابرة وسنين العز . وما أُطْرِيَتْ به من إعجاب. والآن .. لا ترهقها قناعتُها بأنها ليست إلاّ زائرة سريعة الرحيل، أشبه بنسيمٍ سرعان ما يعود إلى مجرد ذكرى عابرة لا تترك سوى طيفَ شوقٍ  وإطراءٍ حميد . وعجالة استراحةٍ في عالم عِطْرِ عذوقها.

 تؤنسها، وتحرجها، مداعبات الفسائل . إنها تحب الجميع . ولكن الذاكرة أحياناً لا تُسْعِفها .

 خاتمة المطاف... وقف البستاني وولده ، تطلع إلى الجذع المديد، بعينين مُتبحِّرتين، واطرق يفكر.

حزرت الجدة النخلة :

ـ  نظرات الرجل مريبة !

نادَمَ البستاني وَلَدَه :

ـ إنها شاهقة جداً ومضنية التسلق، وما دمنا نحتاج إلى جسر فجذعَها يكفي، سنقطعه إلى أجزاء ونرصفِها بعضا لبعض كي ننشئ بستاناً عبر الجهة المقابلة. ابتسمت الجدة بحزن، اهتزت سعفاتُها كجناح طيرٍ يقاوم ما يُبَيَّت له، وسرحت بنظرها عبر المسافات الزاهية الخضرة، وقالت  لنفسها :

ـ ما أعطيته يكفي، وقد تطوّح بي الريح، فأنا ما عدت مُنشدَّة القوام كما كنت سابقاً، وأكاد أن أكون خاوية. وآنذاك ، ستكون وقعتي مهينة.

 لا أريد هزيمة من هذا النوع، وما دامت المسألة تتعلق بإنشاء بستان،  سيسعدني جدا أن أكون جسراً.

**************************************************

الصفحة الثانية عشر

قف.. داعش- نتنياهو

عبد المنعم الاعسم

 نظريا تُعد "داعش" عدوة للاحتلال الاسرائيلي الذي ينفذ خطة تدمير منهجية لمقومات الوجود الفلسطيني على ارضه، بالاضافة الى التدمير والابادة البشرية التي يرتكبها في لبنان، لكن هذه العداوة الافتراضية تنكشف عن  تحالف جهنمي غير مكتوب، حين تنفذ داعش الصفحة الاخرى من هذه "الغزوة" في العراق وبلدان اخرى.

ثمة من يقع في السذاجة، ولا يرى عناصر التعقيد والتشابه والتداخل في اللوحة فيذهب الى منطوقات سهلة، ولا يرى العلاقة بين صناعة الجهاد الارهابي وبين مصنوعات الالة الاسرائيلية المولغة بالجريمة. بين جيش نتنياهو وعصابات داعش، و الحال، ان الغزاة، من كل الاجناس والالوان والرطانات هم متشابهون في فصيلة الدم، والتعطش للدم.

****************************************

ملصقات مهرجان "طريق الشعب"  تزيّن محافظات العراق

بغداد- طريق الشعب

نشطت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في مختلف المدن العراقية، بتعليق ملصقات مهرجان "طريق الشعب" التاسع، في أماكن عامة.

وزيّنت الملصقات العديد من الشوارع الرئيسية في مختلف محافظات العراق، كدعوة للمشاركة في المهرجان، واحتفاء بجريدة الحزب ودورها التنويري ودفاعها عن مصالح الشعب والوطن.

**********************************************

أما بعد.. الذيبة زينب جواد

منى سعيد

سمّاها الإعلامي مهدي جاسم في حوار تلفزيوني أخيرا "الذيبة". فأنثى الذئب تعتبر داهية شجاعة ومناورة متميزة، وهي عزيزة نفس ومن أوفى المخلوقات على الأرض. لذلك يشبّه الانسان الشجاع والوفي بالذئبة.

الذئبة الدكتورة زينب جواد حملت لواء الدفاع عن حقوق المرأة مع غيرها من المحاميات الشجاعات، ممن وقفن بحزم وصلابة ضد التعديلات المراد إدخالها على قانون الأحوال الشخصية 188 لعام 1959.

وفي دفاعها عن القانون المذكور اكدت الدكتورة زينب عدم امكان تمرير التعديلات، لأن إقرارها يتطلب مساومةً تقضي بإقرار قانون العفو ايضا، وهذا يُعد مبررا للنقض، بجانب ما فيه من مخالفة لحقوق المرأة والطفل، وكونه انتهاكا للدستور، وتراجعا عن الحقوق المكتسبة للمرأة العراقية.

وأوضحت أن هذا التشريع مبطن بذريعة اختيار المذهب، ليأخذ الحضانة من الأم ويشترط النفقة بالمتعة ويحرمها من الميراثأ في حملات تضليل مستندة على لغة القوة واستعراض العضلات، بما فيها أيضا من تقنين زواج المتعة،/ دون إقرار قوانين تدعم القيمة الإنسانية للفرد.

انها مهزلة وليست قانونا مشرفا ان يتاح زواج متعة بطفلة عمرها 10 سنوات. يتم هذا بسياسة إقصاء وتكميم للأفواه في مجتمع ينهار اقتصاديا دون رؤية سياسية واضحة .. فهو العناد وفرض الرأي للسطو على حقوق المرأة، ومنحها بسخاء للرجال..

تؤكد الدكتورة زينب جواد انه إذا شُرّع التعديل، فستطعن بالقانون بعدما وكّلتها نساء كثيرات (وأنا منهن) وستتخذ جميع الإجراءات القانونية الاخرى وتخاطب المنظمات الدولية.