الصفحة الأولى
تجدد الممارسات العنفية ضد المحتجين عبر بوابة الناصرية خمسة أعوام على انتفاضة تشرين: {نريد وطن} بلا فساد، ومحاسبة القتلة
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
خمس سنوات مرت على انتفاضة تشرين التي رفعت شعار "نريد وطن" في وجه قوى المحاصصة والفساد، التي تمسّكت بطابعها العنفي وإدامة الأزمات، لضمان المحافظة على الامتيازات التي اختنقت بها قوى السلطة، مقابل الحرمان المستمر والمتراكم الذي يواجهه طيف واسع من الشعب العراقي.
محاولة للتصفية
ومع استعادة هذه المناسبة ذكراها الخامسة، لا يمكن مغادرة الأزمات المستمرة في العراق، فضلا عن الأحداث اليومية التي تشهدها العديد من المحافظات، والتي ترتبط بلحظة تشرين وانتفاضتها، خاصة مع ما عاشته محافظة ذي قار من حملة اعتقالات، في الأيام القليلة الماضية، ووصفت بانها محاولة انتقام و"ثأر قديم" لا تستطيع قوى الفساد والسلاح مغادرتها، إذ تعمل على تصفية معارضيها قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، خوفا من فقدان الامتيازات التي كرسها لها المال السياسي والسلطة.
وقبل أيام، أشار تقرير المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولي، إلى ان الذكرى السنوية الخامسة لتظاهرات تشرين التي عمت أنحاء البلاد هي تذكير صارخ باستمرار مناخ الإفلات المستحكم من العقاب، والمصحوب بافتقار السلطات العراقية للإرادة السياسية لتحقيق العدالة، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أثناء التظاهرات وفي أعقابها.
ما هو مصير القتلة؟
وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، إنه "للأسف مرت 5 سنوات على انتفاضة تشرين، ولم تتم محاسبة قتلة المتظاهرين، إنما جرت تبرئة بعض المتهمين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية في الحكومة السابقة، وحاليا تمت تبرئتهم من هذه التهم"، لافتا الى ان "هذا يشير الى تساؤل حول مصير القتلة؛ اذ لم تكتف الحكومة بتبرئة قتلة المتظاهرين، وانما تقوم بملاحقة المتظاهرين، وخاصة ما يجري حاليا في الناصرية من خلال ملاحقات بقضايا رفعت بحق المتظاهرين سابقا، وهو ما يشكل استفزازا كبيرا للمشاركين في انتفاضة تشرين وللتضحيات التي قدمتها الانتفاضة الكبيرة في تاريخ العراق".
وأضاف، أنّ "الحكومة لم تتعظ من ان العنف والتهديد والترهيب سيكون له رد جماهيري وموقف ضد هذه الإجراءات، ويزيد من التوترات في العراق"، مبيناً أن "القوى المتنفذة التي تسببت بتدهور المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هي نفسها من تعيد انتاج نفسها اليوم، وتعمل على انتاج نفس الازمات السابقة، وتحاول ان تحتوي جزءا من هذه الازمات من خلال عملية التوظيف الزبائني والإجراءات الترقيعية".
الحاجة الى منهج بديل
وأشار فياض الى انه "ما لم يكن هناك منهج بديل عن منهج المحاصصة، ويأخذ بنظر الاعتبار المواطنة ومحاربة أسباب الفقر والبطالة بطرق جدية، بالاعتماد على الصناعة والزراعة والمساهمة في عملية التنمية الحقيقية وتقليل الاعتماد على الريوع النفطية، سيبقى العراق يعاني من أزماته البنيوية".
ونوه إلى أنّ "الطامة الكبرى هي أن الانتفاضة خرجت لمحاربة الفساد الذي أدى لانهيار مؤسسات الدولة الخدمية، لكن الفساد بقي كما هو، ولم يتغير شيء في هذا الملف، وسرقة القرن خير شاهد على هذا الامر"، لافتا الى ان هذه الآفة بدأت تأخذ منحى اكبر، ولم تكن هناك محاربة جدية للفساد، الذي يمثل نتاجا طبيعيا لنظام المحاصصة الطائفية".
وبين فياض ان "الانتفاضة كانت تحمل مطالب استقلال القرار السياسي من خلال رفع شعار (نريد وطن) وترفض التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية بالشأن الداخلي العراقي، وتسعى الى تعزيز القرار العراقي الداخلي وحصر السلاح بيد الدولة، وهذه الأشياء لم تتحقق ولا يمكن تحقيقها مع قوى متنفذة تضع مصالحها فوق مصالح الوطن والمواطنين".
تعهدات حكومية بلا نتائج
من جهته، قال أمين عام حركة نازل حقي، مشرق الفريجي، ان "خمس سنوات وحكومتان مرتا على انتفاضة تشرين، وكل حكومة تتحدث عن ضرورة محاسبة القتلة الذين استباحوا الدم العراقي، والكثير من الشهداء ارتقت ارواحهم للسماء ولم يحاسب مرتكبو المجازر والقتلة"، مبينا انه كلتا الحكومتين تعهدتا بمحاسبة القتلة وتشكيل لجان قضائية مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء للمتابعة، وتحدث رئيسا الحكومتين السابقة والحالية عن ضرورة انهاء هذا الملف، ومحاسبة القتلة، لكن في النهاية انتهت حقبة الحكومة الأولى والثانية لم يتبق لها سوى عام واحد، والى هذا اليوم لا توجد نتائج. وفي الوقت نفسه نشاهد ارتدادا في هذا الملف، من خلال تنفيذ اعتقالات ومداهمات كبيرة بتهم تتعلق بأيام تشرين، لنشطاء في أيام تشرين، وما يحدث في الناصرية خير دليل".
دعوة لاصطفاف تشريني جديد
وأوضح الفريجي، ان "هناك حلقة مفرغة لا نعلم ماهيتها، ولماذا وكيف وما هي الأسباب في تعيين قائد شرطة جديد، تكون مهمته بالذات إلقاء القبض، وإصدار الأوامر بمداهمة بيوت النشطاء، فقط لأنهم يمارسون حقهم بالتظاهر السلمي، وتفعيل دعاوى مرتبطة بأيام تشرين، تتعلق بغلق مقرات وقطع شوارع، وهذه الأفعال إذا جرت المحاسبة عليها، فعليهم محاسبة غالبية الشعب العراقي، باعتبار أن معظم الشعب العراقي شارك وتعاطف مع تشرين".
وتابع أمين عام الحركة، أن "هذه الأفعال تزيد من إصرار النشطاء والحركات السياسية والتنسيقيات والتنظيمات الاحتجاجية في تشرين، على ان تصطف مرة أخرى، وان تكون حاضرة في سوح الاحتجاج، وكذلك في تنظيم نفسها بشكل أكبر".
محاولات يتيمة من جانب السلطة
ويؤشر تقرير منظمة العفو المتعلق بالذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة تشرين مجموعة من النقاط، مع الأخذ بالاعتبار ان التقرير صدر قبل تجدد التظاهرات الحالية في الناصرية. وذكر ان السلطات لا تبذل سوى محاولات يتيمة لتحقيق العدالة بصورة مجدية بالقياس إلى نطاق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي التي ارتُكبت أثناء التظاهرات التي شهدتها البلاد في تشرين الأول 2019، وفي أعقابها. بما في ذلك الاستخدام غير المشروع للقوة المميتة من جانب شرطة مكافحة الشغب والقوات الأمنية الأخرى والأطراف المسلحة.
لكن السلطات الأمنية لم تتعظ من هذه المؤشرات المقلقة، محليا ودوليا، انما استمرت القوات الأمنية ذاتها باستخدام العنف بحق المتظاهرين، وعادت الى استخدام الخراطيش الدخانية والاطلاقات الحية، فضلا عن اعتقال المتظاهرين من دون مذكرات قبض، وبينهم احداث تم الافراج عن 22 منهم خلال فترة اعداد هذا التقرير. فيما يبقى مصير الكثير منهم مجهولا، لاسيما من اقتادتهم القوات الأمنية الى العاصمة بغداد.
*******************************************************
قوى سياسية وشعبية ونواب يشددون على ضرورة الوقوف بوجه السياسات القمعية
بغداد ـ طريق الشعب
عقد عدد من القوى والشخصيات السياسية في العاصمة بغداد، أمس الأول، مؤتمراً صحفياً لاستنكار حملة الاعتقالات التعسفية التي طالت المتظاهرين والناشطين المشاركين في ثورة تشرين، مستنكرين أيضاً الدعاوى الكيدية التي تمت إعادة تفعيلها ضدهم.
ووجّهت القوى رسالة إلى أبناء الشعب العراقي المتطلع للتغيير الحقيقي، خلال بيان صحفي أُلقي على هامش المؤتمر، جاء فيه: "في الوقت الذي نسعى فيه جميعاً لتحقيق الاستقرار والرفاهية لبلدنا العزيز، نتفاجأ بحملة اعتقالات تعسفية طالت عدداً من متظاهري وناشطي ثورة تشرين العظيمة بدعاوى كيدية قديمة أُقيمت إبان أحداث ثورة 2019. هذه الاعتقالات تمت بطريقة استفزازية وغير قانونية عبر مداهمة منازل المتظاهرين السلميين، بعيدًا عن الإجراءات القانونية المعمول بها".
رفض القمع والترهيب
وأوضح البيان، أنّ "أهالي الناصرية خرجوا في تظاهرات سلمية كبيرة رفضاً لهذه الممارسات، لكن رد السلطات كان القمع والترهيب، ما زاد من تأجيج الأوضاع. على الرغم من تدخل بعض النواب والشخصيات العشائرية والاجتماعية لمحاولة احتواء الأزمة، إلا أن قيادة الشرطة تمسكت بتعنتها واستمرت في حملة الاعتقالات، ما زاد من تفاقم الوضع".
وتطرق البيان إلى التصريحات المستفزة لقائد شرطة الناصرية، والتي كانت بمثابة "صب الزيت على النار"، حيث استهدفت أبناء محافظة ذي قار وحاولت شيطنة الشباب المحتج عبر اتهامات وُصفت بالجوفاء مثل "الجوكرية" و"أبناء السفارات" و"تظاهرات الكيان الغاصب"، مؤكدا أن الشباب المحتج قد أعلن مراراً وتكراراً براءته من هذه الاتهامات، مشدداً على دعمهم للقضية الفلسطينية.
كما وجّه البيان نداءً عاجلاً إلى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في البلاد، مطالباً بالتدخل السريع والعاجل لاحتواء الأزمة ومنع حدوث تداعيات خطرة تهدد استقرار البلاد.
ثمن الموقف والشجاعة
وقالت القوى، إنّ ما يحدث اليوم هو ثمن يدفعه المتظاهرون منذ أيام ثورة تشرين لأنهم وقفوا بشجاعة في مواجهة ملفات وطنية مهمة تؤثر على حياة المواطنين، معربين عن أملهم بأن يقوم القضاء العراقي العادل بمعالجة وحسم قضايا المتظاهرين ومحاسبة قاتليهم.
وجّه البيان دعوة إلى جميع العراقيين للتحشيد والتظاهر في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول، لإحياء ذكرى ثورة تشرين ورفض السياسات القمعية التي تطال المتظاهرين.
وختمت القوى السياسية بيانها بالتأكيد على ضرورة محاسبة الفاسدين ومعالجة قضايا الإرهاب وسرقة المال العام وغسل الأموال، معتبرة أن الصمت على هذه الممارسات التعسفية سيشجع قوى الظلم والفاسدين على المزيد من القمع، داعية إلى كسر الصمت والتصدي لهذه الممارسات التي وصفتها بأنها "ظالمة" و"تعسفية".
وحمل البيان تواقيع عدد من الأحزاب والقوى السياسية والنواب والتجمعات منها "الحزب الشيوعي العراقي، رابطة عوائل شهداء تشرين، حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، اللجنة المركزية للاحتجاج في بغداد، حركة امتداد، البيت الوطني، حزب الريادة الوطني، الحركة المدنية، تجمع الفاو زاخو/ النائب عامر عبدالجبار، النائب أسامة البدري، النائب د. فاتن القره غولي، تيار الوعد العراقي/ موسى رحمة الله، رابطة جرحى تشرين".
*****************************************************
الصفحة الثانية
الإعمار والإسكان تكشف مراحل تنفيذ الطريق الحلقي
متابعة ـ طريق الشعب
كشف وزير الإعمار والإسكان والبلديات العامة، بنكين ريكاني، امس الأربعاء، عن مراحل إحالة تنفيذ مشروع الطريق الحلقي حول مدينة بغداد.
وقال ريكاني في حديث صحفي إن “الوزارة باشرت إحالة تنفيذ مشروع الطريق الحلقي حول مدينة بغداد لمقطعين، هما الثاني والثالث اللذان تتضمنان فتح مسار فقط أي تجريف الأراضي وإزالة التجاوزات وجرد الممتلكات الخاصة لأغراض الاستملاك، أما المرحلة الأولى التي سيتم التنفيذ فيها 100 في المائة فهي الان في مرحلة الإعلان لتأهيل الشركات والتي سيتم الانتهاء منها خلال 45 يوماً”.
وأضاف ريكاني، أن “الوزارة وضعت مدة إعلان طويلة بهدف منح الفرصة للشركات العالمية كما تم نشرها في المواقع الإلكترونية العالمية والمجلات التي تنتشر في كافة أنحاء العالم حتى يصل العطاء الى جميع الشركات العالمية الرصينة للمشاركة”.
وتابع أنه “حال الانتهاء من هذه المرحلة سننتقل الى المرحلة الثانية وهي مرحلة تقديم عروض لهذا المقطع الذي يبلغ طوله 28 كيلو متراً والذي هو الأهم والمتاح للتنفيذ حالياً”.
*************************************
رائد فهمي لـ رووداو: لتكن المشاركة في انتخابات إقليم كردستان حافزا للناخب العراقي
متابعة ـ طريق الشعب
تحدّث الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الى شبكة رووداو الإخبارية، أول من أمس الثلاثاء (22 تشرين الأول 2024) عن الانتخابات الأخيرة لمجلس نواب إقليم كردستان، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها 72 في المائة وهو ما يعد مؤشراً مهماً قياساً إلى الانتخابات على مستوى العراق.
وفي حديثه نبّه الرفيق فهمي إلى أنه “في بدايات الحملة الانتخابية ربما طغت عليها خطابات فيها شعبوية وتبادل الاتهامات، على القضايا الرئيسية التي يواجهها شعب إقليم كردستان، ولم تتم مناقشتها خاصة من قبل الأطراف الرئيسية”.
وقال فهمي في حديثه، إنّ “اللوحة السياسية التي فرزتها هذه الانتخابات هي ظهور قوى سياسية جديدة يمكن أن تُحسب على المعارضة، مثل (الجيل الجديد) وقوى أخرى صار لها حضور سياسي، وبالتالي أصبح التنوع في إبداء الرأي أكثر حضوراً من السابق”.
وأكد أهمية وضرورة العمل على إجراء انتخابات عاجلة ومنظمة، وكلما تحقق ذلك “تتمكن الآراء المختلفة في المجتمع من أن تجد تمثيلها، ومن يعبر عنها على صعيد البرلمان”.
وواصل حديثه: “هذا على المستوى الكمي أو التنوع. أما على مستوى الجوهر ـ وأعني على مستوى السياسات الأكثر ظهوراً وبروزاً وهذا الموضوع الأكثر أهمية ـ فهل هذه القوى ستهتم بمعالجة مشاكل إقليم كردستان؟ أنا غير متأكد من هذا الموضوع لأن الطروحات والحملات الانتخابية كانت ذات هدف سياسي مباشر. بمعنى انها اهتمت بفضح الآخر والسعي للتقدم على حساب الآخر أكثر مما هو تقديم أفكار جوهرية في ما يتعلق باقتصاد كردستان ومعالجة المشاكل المهمة مثل إظهار الموقف الموحد في إقليم كردستان، واستقرار الإقليم أمام المؤثرات الخارجية، خصوصاً أن هناك نسبة كبيرة من البطالة بين الشباب، أدت إلى حدوث الهجرة إلى الخارج، وتفاوت كبير بالثروات، إضافة إلى حدوث استقطاب داخل الإقليم بين الحزبين الرئيسيين”.
ولاحظ الرفيق أن “القضايا الجوهرية لم تأخذ حقها الكامل في البرامج والطروحات الانتخابية، وبالتالي نحن الآن إذا نفكر بالحكومة الجديدة فلا بد أنه سيصار إلى معالجتها، وستظهر تحالفات تفضي إلى سياسات ومعالجات أكثر عمقاً، وتستخلص الدروس من تجارب السنوات الماضية ومعالجة هشاشة الوضع الاقتصادي الكردستاني، وتعرضه للضغوطات الخارجية واستكمال مقومات تماسك وضعه”، معرباً عن اعتقاده بأنه “كان يُفترض أن تكون هذه القضايا الكبيرة محور البرامج الانتخابية والنقاش، خاصة وأن إقليم كردستان كان متقدماً على صعيد الطروحات المدنية والحريات والموقف من المرأة. يعني هناك جملة من القضايا التي نتمنى أن تُكرس لصالح المواطن”.
وقال “لاحظنا أن حصة الأصوات للقوى الرئيسية، الحزبين الرئيسيين: الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين قد انخفضت مقابل ارتفاع نسبة أصوات قوى المعارضة، وهذا عكس المزاج العام المتوقع في إقليم كردستان، وعلينا أن نحسب حساب العوامل التي لعبت دورها، منها النفوذ السياسي وهذا سيبقى عاملاً مؤثراً”.
وأضاف، أن “اللهجة بين الحزبين الرئيسيين، البارتي واليكيتي، كانت حادة جداً، وإذا بقي هذا الوضع فهذا يعني أن على الديمقراطي أن يبحث عن قوى أخرى للتحالف معها، بدلاً من الاتحاد الوطني، وهذا يعني أن عملية تشكيل الحكومة ستأخذ وقتاً طويلاً وهذا سيفرض وضعاً جديداً في الإقليم وهو تشكيل حكومة بعيداً عن التحالف التقليدي بين البارتي واليكيتي”.
وبين رائد فهمي، أنه “إذا حدث ذلك فسوف تبرز مخاطر أخرى توسع الفجوة بين السليمانية وأربيل. ونخشى أن تتعمق، وبالتالي سيقود ذلك إلى تصدع أو تهشيم وحدة إدارة الإقليم. أما إذا ابتعدوا عن اللهجة الانتخابية الحادة والخطاب الذي تقتضيه المنافسة وتعاملوا وفق نظرة استراتيجية للحفاظ على مصلحة إقليم كردستان ـ هذا إذا كانوا يريدون تعزيز وحدة الإقليم وموقعه ـ فالمفروض أن يفكروا جيداً بهذا الموضوع”.
وأضاف، “أما إذا كرسوا هذا الانقسام وابتعد الاتحاد الوطني عن تشكيلة الحكومة، فعليهم أن يفكروا كيف ستكون التداعيات وموقف اليكيتي وموقف الإقليم من الحكومة الاتحادية؟ وهل سيكون هناك موقف موحد أم مختلف؟ فهذا يضعف موقف الإقليم عراقياً وإقليمياً وحتى دولياً. وهذا لا يشكل انقساما قويا إذا بقي في إطاره سياسي، لكنه أحياناً يمتد إلى أبعاد جوهرية تتعلق بالإقليم وعلاقاته عراقياً وخارجياً، وموقف في قضايا ملحة مثل الموازنة والرواتب”.
ولفت إلى أنّ “الموقف لا ينحصر بالحصول على 51 في المائة من الأصوات، بل بالموقف الاستراتيجي للإقليم، وستكون حلقة جديدة ضمن مسار ظهور فاعلين جدد، واتساع الشُقّة بين الحزبين قد تتخذ منحىً أكثر حدة، وهذه ستنعكس على مستوى إدارة إقليم كردستان، وسيفرض تحديات جديدة أمام الإقليم”.
وتوقع بأن “القيادات الرئيسية ستبقى هي الفاعلة في صناعة القرار في إقليم كردستان، لكن بالنسبة للفروع والوزراء فسيكون هناك تغيير بالتأكيد”.
مقارنة بين انتخابات إقليم كردستان بدورتها السادسة والانتخابات التشريعية العراقية، رأى الرفيق فهمي أنه “على مستوى المؤشرات فإن انتخابات إقليم كردستان أفضل من الانتخابات التشريعية العراقية؛ بمعنى أنها أمنت مشاركة أفضل، وهذا ما تؤكده الأرقام الرسمية، ففي الانتخابات التشريعية العراقية عام 2021، شارك 20% من الناخبين على مستوى العراق، بينما في انتخابات إقليم كردستان هناك أكثر من 70% من الناخبين شاركوا فيها”.
وأوضح، أن “المال والنفوذ السياسي والتهديد ووجود المليشيات ما زالت عوامل مخيبة لآمال الناخبين العراقيين ورادعة في الانتخابات التشريعية في العراق، ولا تشجع قطاعًا كبيرًا من الناخبين على المشاركة”.
وأعرب سكرتير اللجنة المركزية للحزب عن أمله بأن “تكون التجربة الانتخابية في إقليم كردستان محفزة للناخب العراقي لأن يخرج من حالة السلبية المطلقة، والمنظم للانتخابات لتطوير آلية العملية الانتخابية”، ملاحظا أن هناك “إرادة لدى أوساط الناخبين وأنهم يتطلعون إلى مشهد سياسي مختلف والمراهنة على التغيير”.
**********************************************
احتجاج طلابي مستمر أمام التعليم العالي متظاهرون في البصرة يرفضون ملاحقة المحتجين والتضييق على حرية التعبير
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظات عدة سلسلة من الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية، وسط استياء شعبي متزايد تجاه تعامل السلطات مع مختلف القضايا التي تهم المواطنين.
البصرة
ففي محافظة البصرة، نظم العشرات من المواطنين وقفة احتجاجية طالبوا خلالها السلطات بالتوقف عن ملاحقة الناشطين والمحتجين، وذلك ردًا على اعتقال عدد من الناشطين. المحتجون عبّروا عن استيائهم من الأساليب الاستفزازية التي تتبعها السلطات، مؤكدين أن تلك الأساليب لا تسهم في تعزيز الأمن، بل تؤدي إلى تصعيد حالة الاحتقان بين أفراد المجتمع، ودعوا إلى ضرورة احترام حقوق المواطنين وحرية التعبير.
وفي السياق، نظمت مجموعة من أولياء أمور طلبة مدرسة جهة البرجسية الابتدائية وقفة احتجاجية ضد قرار نقل بناتهم إلى مدرسة أخرى بعد استحداث مدرسة دولية في نفس موقع مدرستهم. وأعرب أولياء الأمور عن قلقهم بشأن مستقبل تعليم أبنائهم، مطالبين بوقف إجراءات النقل والتأكيد على ضرورة بقاء التلميذات في نفس المبنى.
بغداد
وفي بغداد، تجمعت عوائل السجناء في ساحة التحرير مطالبة بإصدار قانون العفو العام والإفراج عن المعتقلين الذين يعتبرونهم مظلومين، مشيرين إلى أن العديد من السجناء محكوم عليهم بتهم كيدية، مما يستدعي إعادة النظر في قضاياهم.
وفي العاصمة أيضًا، استمرت احتجاجات الطلبة أمام مبنى وزارة التعليم العالي على مدار ثلاثة أيام، وذلك احتجاجًا على نتائج القبول المركزي وللمطالبة بمنح دور تكميلي لطلبة الدراسات العليا.
الطلبة المحتجون أكدوا أنهم فوجئوا بعدم قبول الغالبية منهم، رغم استيفائهم الشروط المطلوبة، وطالبوا الوزارة بإعادة النظر في قراراتها. كما ناشدوا بإنصافهم عبر منحهم دورا تكميليا لتحسين نتائجهم.
كركوك
وفي كركوك، نفذ موظفو دائرة البلدية إضرابًا عن العمل احتجاجًا على عدم صرف الفروقات المالية لهم، حيث أغلقوا أبواب الدائرة ومنعوا خروج الآليات للعمل. المحتجون أوضحوا أن عدم شمولهم بالفروقات تسبب في استياء كبير بينهم، وأكدوا على استمرار الإضراب حتى تلبية مطالبهم.
المثنى
أغلق مواطنون من سكان منطقة “آل حناج” الطريق العام احتجاجًا على تدهور واقع الكهرباء في منطقتهم. المحتجون طالبوا بتحسين خدمات الكهرباء، مؤكدين أن نقل محطة متنقلة من منطقتهم زاد من معاناتهم. وأوضحوا أن قطع الطريق جاء للضغط على السلطات المحلية للاستجابة لمطالبهم. فيما جدد خريجو المحافظة ذاتها، ممن ظهرت أسماؤهم كاحتياط في تعيينات التربية، تظاهرتهم مطالبين بتطبيق التقاطع الوظيفي وشمولهم بالتعيينات. وأكدوا أن هذا الحراك يأتي بسبب تدهور فرصهم في الحصول على تعيين حكومي، خاصة وأن أغلبهم من مواليد التسعينات.
وفي محافظة المثنى أيضًا، استمر موظفو دائرة الخزينة في تنظيم إضرابهم الجزئي عن العمل مطالبين بشمولهم بنظام الحوافز والمخصصات، مؤكدين أن تحسين ظروف عملهم ضروري لتحقيق العدالة في توزيع الحوافز بين الدوائر المختلفة.
ميسان
وفي ميسان، جدد قراء المقاييس وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى دائرة توزيع الكهرباء مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم، مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم بالتثبيت وفقًا لقرار 315، مشيرين إلى سنوات خدمتهم المستمرة في الدائرة.
وتُظهر هذه الاحتجاجات تنامي الاستياء الشعبي في العراق نتيجة السياسات الحكومية الترقيعية، وسط مطالبات متزايدة بإصلاحات عاجلة لتحسين الخدمات وضمان الحقوق الأساسية.
*********************************************
كل خميس.. انتخابات الإقليم 2024: بين الشعبوية وتحديات الاستقرار
جاسم الحلفي
جرت انتخابات برلمان إقليم كردستان في 20 تشرين الثاني الجاري بسلام، رغم التوتر الذي أحاط بها في اجواء الحملات الانتخابية الحادة وتصاعد الخطاب الشعبوي الاستفزازي. فالأحزاب الكبرى بذلت جهودا غير مسبوقة في سعيها لاستقطاب أصوات الناخبين، وسط ساحة سياسية مليئة بالتناقضات والنقد المتبادل. وتباينت أساليب الحملات بين عرض الإنجازات والاعتماد على الإرث النضالي، وبين خطابات شعبوية تخاطب مشاعر البسطاء مباشرة. ورغم تأثير هذا الخطاب في كسب الأصوات، إلا أن شريحة كبيرة من الناخبين وجهت انتقادات لاذعة للأحزاب التقليدية الكبرى، متهمةً إياها بالركود وعدم معالجة القضايا الحقيقية التي يعاني منها الاقليم.
ولم تكن هذه الانتخابات حدثا عابرا في تاريخ الإقليم، فقد شارك فيها قرابة مليوني ناخب، أي نحو 70 في المائة ممن يحق لهم التصويت، في مؤشر واضح على أن الجماهير الكردستانية ما زالت تؤمن بالانتخابات كوسيلة للتغيير. وقد أسفرت هذه الانتخابات عن تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بحصوله على 39 مقعدا، بينما حلَّ الاتحاد الوطني الكردستاني ثانيا بـ23 مقعدا، فتمكن من الحفاظ على بعض التوازن السياسي رغم الفارق الكبير. وصحيح أنه لم يتصدر المشهد في مدينة السليمانية، إلا أنه تقاسم المقاعد مع بقية الأطراف، مما يعكس قوته التقليدية في المحافظة. لذا لم يتمكن الحزب الديمقراطي من الانفراد بإدارة الحكم دون حاجة إلى تحالفات، سواء مع الاتحاد الوطني أو مع قوى أخرى كحزب الجيل الجديد.
والخطابات الشعبوية التي كانت ظاهرة في الانتخابات، هي سلاح ذو حدين، وقد لعبت دورا محوريا في هذه الانتخابات، واستخدمها الاتحاد الوطني الكردستاني لجذب الناخبين المترددين، مما عزز شعبيته. إلا أن هذا الخطابات قد يكون لها ثمن باهظ في المستقبل، حينما يظهر العجز جليا عن تحقيق المطالب الشعبية الحقيقية.
وتبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني سياسة ضبط النفس، مركزا على وعود سياسية وحكومية ترسم مستقبل الإقليم. وقد نجح في استقطاب العشائر من خلال ترشيح شخصيات من شيوخها، خاصة في محافظة دهوك، وهو ما ضمن له الصدارة. ومع ذلك، فإن هذا النهج كشف عن تراجع في ترشيح كوادر حزبية ذات خبرة وكفاءة، وهو ما قد يحتاجه مستقبلًا في العمل البرلماني.
من جانب آخر فأن اليسار، الذي حصل على مقعد واحد فقط، عجز عن مواكبة اللعبة الانتخابية، رغم التزامه بها كوسيلة لا بديل عنها لإحداث التغيير. ومع عدم انجراره إلى الخطابات الشعبوية، فأنه لم ينجح في طرح خطاب نقدي تغييري جوهري يتميز به، ويكون بديلا عن خطابات القوى التقليدية. كما انه لم يتمكن من تبني احتياجات الناس من خلال حركة اجتماعية احتجاجية نشطة تعبر عن تطلعاتهم، مما أبقاه خارج دائرة التأثير السياسي الفاعل.
ومع انتهاء الانتخابات، أصبحت عملية تشكيل الحكومة المقبلة أكثر تعقيدا، ليس فقط بسبب التوازنات السياسية، بل لأن القوى الرئيسية، الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، تجد صعوبة في التراجع عن خطابها الاستقطابي، الذي تبنته خلال الحملات الانتخابية. وستجسد المفاوضات السياسية بهذا الخصوص الصراع على السلطة في مشهد يتسم بالتوتر وعدم اليقين.
ورغم كل ذلك تمثل انتخابات الإقليم لعام 2024 خطوة نحو الاستقرار السياسي، لكنها أيضًا تسلط الضوء على أزمة الثقة بين القوى السياسية المختلفة، ما يجعل التحديات المستقبلية أكثر تعقيدا وصعوبة. لكن التجربة ترجح ان نشهد خطابات يسودها التفاهم، وتفاهمات حول اقتسام السلطة، وترتيبات متفق عليها لتمرير الحكومة، وان طالت المدة، وأن يتم تجاوز النبرة الحادة للخطابات التي سمعناها خلال الحملات الانتخابية.
*******************************************************
الصفحة الثالثة
عين على الأحداث
ما يحتاج تعليق!!
كشفتت منظمة Freedom House عن تراجع حرية الإنترنت في العراق من خلال حجب مواقع أو تقييد الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي أو قطع الإتصال بالإنترنت بالكامل، إضافة إلى استخدام تعليقات مؤيدة للتوجه الحكومي لنشر معلومات مضللة عن العمليات الديمقراطية. وأشار التقرير إلى أن الصحفيين والناشطين والمدونين في العراق يتعرضون لأعمال عنف بشكل روتيني بالإضافة لعمليات اختطاف وحتى اغتيالات، بسبب منشوراتهم عبر الإنترنت، مستشهداً بحادثة قتل ناشط بارز في منظمات المجتمع المدني في تشرين الأول عام 2023 على يد مهاجم مجهول، بسبب تشجيعه للعراقيين على المشاركة في الاحتجاجات في منشوراته على الفيسبوك.
وين راح كعك السيد؟!
ارتفعت استيرادات العراق من الصناعات الغذائية والتموينية والثروة الحيوانية الأردنية بنسبة 7 في المائة متجاوزة حاجز المليار دولار حتى نهاية أيلول الماضي من هذا العام، ومتضمنة منتجات الشاي ومصنوعات السكر والشوكولاته ومركزات الأعلاف والمعجنات وغيرها. هذا وفي الوقت الذي اعلنت فيه الأردن بأن انتاجها من هذا المواد قد فاض عن حاجة أسواقها ودفعها للتصدير للسوقين العراقي والسعودي بشكل خاص، يتساءل الناس عن أسباب تخلفنا حتى في صنع المعجنات وفتح أبواب الاستيراد مشرعاً لتتسرب منه ثروة البلد بدل استثمارها في تنمية قطاعات وطنية انتاجية، تعالج مشكلة الاقتصاد الريعي وتقلل البطالة.
إجه يكحلها..
شهدت الأسواق المحلية تفاقم أزمة زيت الوقود، رغم إعلان وزارة النفط قبل مدة عن تحقيقها الاكتفاء منه ومن النفط الأبيض منذ العام الماضي وبدء تصدير بنزين الطائرات إلى الخارج. هذا وفي الوقت الذي تنذر فيه المشكلة بكارثة في موسم الشتاء حين يعجز الناس عن توفير التدفئة وحين تعجز المولدات الأهلية عن توفير الطاقة جراء افتقارها لزيت الغاز، يشير المختصون إلى أن سبب ذلك يكمن في قيام وزارة الكهرباء بتشغيل محطاتها الكهربائية باستهلاك مادة الكاز المتوفرة في السوق والتي تعرضت لتهريب متواصل إلى دول الجوار، في وقت لا تكفي فيه الكميات المنتجة أصلاً لتغطية احتياجات البلد.
فساد نظام الرعاية
كشفت السلطات المختصة عن وجود أكثر من مئة ألف متجاوز على نظام الحماية الاجتماعية في العام الواحد، من أناس غير معوزين أو من المتلاعبين بالقانون بطرق مختلفة، مما يحرم أعداداً مماثلة من المحتاجين حقاً للإعانة والذين بلغت أعدادهم 11 مليون عراقي ويكلف الدولة مليارات الدنانير. هذا وتجدر الإشارة إلى أن نظام الرعاية الذي دأب المتنفذون على استغلاله في شراء أصوات الناخبين، صار مدخلاً جديداً للفساد من خلال إجبار المحتاجين على دفع رشى والخضوع لمساومات بشعة للحصول على استحقاقهم الذي يُحجب عنهم إذا ما رفضوا الابتزاز مما يضطرهم للانتظار أعواماً في فاقة شديدة.
شلون الصحة؟
أعلنت وزارة الصحة عن بلوغ أعداد الإصابات بالأمراض السرطانية بين النساء في كركوك 6000 حالة، وعن تعرض 20 مواطناً لحالات تسمم جراء تسرب غاز الكلور من مشروع ماء ديالى، وعن إصابة 211 مواطناً بمرض الحمى النزفية، وبلوغ عدد الإصابات بالكوليرا 400 حالة وعن حاجة ما لايقل عن 3500 مواطن للعلاج النفسي شهرياً في وقت لا يوجد فيه سوى 150 طبيباً نفسياً وتفتقر البلاد لمستشفى متخصصة بذلك. هذا وفيما أغلقت القوات الأمنية أربعة مختبرات غير مجازة وصادرت لمرة اخرى أطناناً من الأدوية منتهية الصلاحية، لم نستمع ولا حتى من موظف صغير في الوزارة لأي اعتراف بالتقصير.
**************************************************
هل هناك حاجة لوجودها الآن؟ الدفاع البرلمانية: نجهل أعداد الشركات الأمنية العاملة في العراق.. بعضها يتمتع بـ"حصانة دبلوماسية"
بغداد ـ طريق الشعب
في ظل التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية، تتزايد التساؤلات حول استمرار وجود الشركات الأمنية الخاصة في العراق، ودورها المشبوه الذي يتجاوز أحيانًا حدود تقديم الحماية إلى الانخراط في أنشطة غير قانونية أو مشبوهة.
على الرغم من أن هذه الشركات نشأت في فترة غياب الأمن عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لتلبية الحاجة الملحة للحماية الخاصة، إلا أن المبررات لبقائها تلاشت مع عودة الاستقرار الأمني، وقدرة الأجهزة الأمنية على توفير الحماية اللازمة للمواطنين ومؤسسات الدولة.
ونظرا لما تملكه هذه الشركات من سجل حافل بالانتهاكات في العراق او العديد من دول العالم، تثار المخاوف من خطرها وادوارها المشبوهة.
حصانة دبلوماسية
وبالنسبة لأعداد هذه الشركات العاملة في العراق، لا توجد ارقام معلنة دقيقة او حتى تقريبية عن أعدادها. فيما اكد عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية محمد مهدي امرلي عدم امتلاك لجنته إحصائية دقيقة عنها، مشيرا إلى أن هناك شركات عديدة في بغداد وأخرى في جنوب العراق وغربه: بعضها يحظى بالحصانة الدبلوماسية.
فيما قال الخبير الامني عدنان الكناني: ان "الشركات الامنية الخاصة تحمي بعض المصالح الاجنبية والسفارات بضمنها السفارة الامريكية. كذلك بعض الشخصيات والمؤسسات الدولية العاملة في العراق، تحت غطاء شركات تعمل لإسناد الجيش او التعاون معه".
وأضاف قائلاً لـ"طريق الشعب"، أن "هذه الشركات هي في الحقيقة جهات مخابراتية دولية وعناصرها مدربون بمستوى عال جدا"، مبيناً انه "على الرغم من تأسيس مديرية حماية المنشآت والشخصيات في وزارة الداخلية عام 2006-2007 لكن بقيت هذه الشركات تعمل وتجني أرباحاً خيالية، وربما يصل الأمر الى ابتزازها جهات حكومية والقيام بأدوار قذرة في بعض الأحيان من أجل تحقيق مصالحها".
ولفت العميد المتقاعد الى أن هذه الشركات "تلعب دوراً في إثارة النزاعات في الدول وتغيير الحكومات ودعم الانقلابات، او إسناد حكومات حسب سياسة الدولة الراعية للشركة. كما انه تحت هذا الغطاء (شركة أمنية) اسست شركات عراقية، وهي جهات عسكرية لبعض الأحزاب المتنفذة".
وبيّن أن "بعض الشركات الدولية أسست وبنيت على هذا الاساس، لان تلعب دورا استخباراتيا مخابراتيا عبثيا. وفي بعض الاحيان يقومون بإثارة بعض المشاكل، وينظمون عمليات خطف واغتيال وجمع معلومات وتجسس".
وعد الكناني السماح لهذه الشركات بالعمل داخل العراق من قبل الحكومة العراقية هو "خطأ كبير"، مضيفا "لدينا دائرة حماية المنشآت والشخصيات وهي معنية بهذا الشأن، ولو افترضنا جدلاً ان بعض الشركات العالمية ترغب في تأمين الحماية اكثر، فمن الممكن ان تتعاقد مع هذه المديرية وتؤمن الحماية بواسطة منتسبي هذه المديرية لتلك الشركات".
ما أهميتها للولايات المتحدة؟
وفي مقال سابق نشرته الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، ذكر كاتبه أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة لديها رغبة قوية في التواجد النشط لهذه الشركات في العراق، إذ تشمل شركات الأمن أشخاصاً يقدمون خدمات احترافية، أي أنهم يدربون الجنود حيث يصبحون أشخاصا عسكريين معروفين فيما بعد في العالم.
ويشير المقال الى ان "هذه الشركات تقدم مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك الدعم الدبلوماسي، والعمليات التجارية، والأنشطة العسكرية والاستخباراتية، والمرافق الأمنية، وتقديم المشورة لقوات الأمن، وما شابه ذلك. كما تولت الشركات الأمنية الأمريكية مسؤولية حماية ومرافقة كبار الضباط العسكريين الأمریكيين، ونفذت العديد من المهام على مختلف المستويات في العراق".
ويلخص المقال اهتمام حكومة الولايات المتحدة باستخدام شركات الأمن في أربع قضايا مهمة كان اهمها هو ان: تأسيسها لا يتطلب أخذ موافقة الكونغرس، اضافة لارتباطها بعلاقات قوية مع الجهاز السياسي، كما انها الخيار الافضل لإرسال العسكريين الرسميين.
تشديد ورقابة
الى ذلك، قال الخبير الأمني فاضل ابو رغيف انه "في الآونة الاخيرة، جرى التشديد من قبل وزارة الداخلية على منح الاجازات لعمل هذه الشركات"، مبيناً انه "حين تمنح اي شركة اهلية خاصة اجازة ممارسة عمل الحماية الامنية، فأنها تمر بأشواط من بينها المعلومة الاستخبارية والمعلومة الامنية وسلامة الموقف والسلامة الامنية والتدقيق". واضاف ان "الاجازة لا تمنح للعمل الا بعد شروط متعددة وقيود كبيرة، فالتشدد اصبح مضاعفاً، لغرض فلترة وتنقية عديد الشركات التي تتقدم بطلب موافقات على عملها داخل العراق"، مشيراً الى ان "بعض الشركات مثل بلاك ووتر وغيرها عفى عليها الزمن، والوضع بعد العام 2014 قد تغير برمته".
وأوضح بالقول ان "مبرر تواجد هذه الشركات هو ان تكون عناصر داعمة، لتخفيف الثقل والحمل عن الاجهزة الامنية، وهناك بنوك ومصارف وشركات، ترغب في ان تؤمن وجودها ورعاياها وبيوتها في العراق بواسطة هذه الشركات"، مضيفاً ان "عملها يحظى برقابة مشددة، من قبل الاجهزة الاستخبارية والامنية لا سيما من قبل وزارة الداخلية".
*******************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
قانون ينذر بالويل
نشر موقع مركز ويلسن مقالاً لكيفين ميرتاخان حول محاولات القوى المتنفذة تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والذي أثار جدلاً كبيراً في المجتمع، جراء القلق الذي سببه إزاء مستقبل حقوق المرأة في العراق، والخوف من فقدانها ما أنجزته في هذا الصدد طيلة اجيال، إضافة إلى مشاعر الغضب وعدم التصديق التي سرت جراء ما ينطوي عليه هذا التعديل من سلب طفولة الفتيات وتجريدهن من تعليمهن وأحلامهن.
تراجع خطير
وذكر المقال بأن قانون الأحوال الشخصية الحالي والذي صدر في عام 1959، كان موضع ترحاب الأغلبية الساحقة باعتباره أحد أكثر القوانين تقدماً في المنطقة. وعلى الرغم من أنه لم يكن مثالياً، فأنه حدد سناً مناسباً للزواج ووفر الحماية للنساء في حالات الطلاق وحضانة الأطفال، فيما سيؤدي تمرير القانون الجديد، إلى تخفيض سن الزواج إلى تسع سنوات وحرمان الأمهات من حضانة الأطفال إذا تزوجن مرة أخرى، بغض النظر عن الظروف، وتشريع الزيجات التي تُعقد خارج النظام القضائي، والتي غالبًا ما تمرر دون تسجيل، مما يترك النساء عرضة للخطر دون حماية قانونية.
وأكد المقال على أن قلق النساء والفتيات العراقيات من هذه التغييرات المراد تمريرها في البرلمان العراقي يأتي من شعورهن من أن تفسيرات الأفراد للنصوص الدينية، وليست مباديء العدالة والمساواة، هي من سيتحكم بحياتهن في المستقبل، كما في إضفاء الشرعية على الزواج خارج المحكمة وخفض سن الزواج وإضفاء الطابع المؤسسي على زواج الأطفال وغياب العدالة في حالة انتهاك حقوق المرأة وحرمان الفتيات المتزوجات قبل بلوغ سن الرشد من الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وحقوق الإنسان الأساسية.
زواج الأطفال
وأشارت الكاتبة إلى أن الاقتراح الحالي سيزيد الأمر سوءاً، حيث يشرعن زواج الأطفال ويمحو أي أمل في حماية هؤلاء الفتيات المستضعفات، خاصة وأن العراق هو بلد يتزوج 28 في المائة من الفتيات فيه قبل بلوغهن الثامنة عشرة وفق إحصائيات منظمة اليونيسيف. وتنذر التعديلات المقترحة بحرمان الفتيات العراقيات من حقهن في أن يتمتعن بطفولة خالية من عبء المسؤوليات وبفرصة متابعة أحلامهن وبحماية قانونية مهابة ويضع مصيرهن في أيدي الآخرين، ويعزز نظاماً يتم فيه إسكات أصواتهن، ويرهن حياتهن بعادات وأعراف قديمة.
وأكدت الكاتبة على أن التعديلات تشكل قلقاً شديداً للمنظمات والأفراد الملتزمين بالدفاع عن الحقوق الإنسانية للمرأة لأنهم يتوقعون أن تؤدي إلى إعاقة عملهم، الذي يهدف للتوعية والتدريب وتزويد النساء، وخاصة الصغيرات، بالأدوات والمعرفة للتغلب على التحديات التي يواجهنها، والتأثير على القرارات، وبناء الأعمال التجارية، وفهم حقوقهن، وتحسين صحتهن. إن كل هذا التقدم يمكن أن يخرج عن مساره إذا تم تمرير هذا التعديل.
انتهاكات صارخة
وذكر المقال بأن التعديلات لا تمثل انتهاكاً واسعاً لحقوق النساء فحسب بل وعودة إلى مرحلة كانت فيها حقوق المرأة ثانوية بالنسبة للرجل، وكانت قيمتها تقاس بحالتها الزوجية بدلاً من مساهماتها في المجتمع. كما ترسل رسالة إلى الفتيات الصغيرات مفادها أن مستقبلهن ليس ملكهن ولا يتم تقييمهن على أساس ذكائهن أو مواهبهن أو إمكاناتهن، ولكن لقدرتهن على الوفاء بالأدوار التقليدية، مما سيحدث تأثيراً مؤلماً طويل الأمد في المجتمع ويحرمه من دور النساء كقائدات وصانعات قرار ومسؤولات.
وعبرت الكاتبة عن إعجابها بالاحتجاجات الواسعة التي قامت بها العراقيات لإحباط مشروع التعديلات وأكدت على ضرورة مواصلتها والعمل بقوة وبإرادة موحدة لمنع تمرير التعديلات، مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف مع النساء العراقيات في هذه المعركة، لمنع وقوع مأساة لكل امرأة وفتاة عراقية تحلم بمستقبل تكون فيه حرة في اتخاذ خياراتها والمساهمة في تنمية مجتمعها فجميع بنات العراق يستحقن الأفضل، على أمل أن يتمّكنّ معاً من ضمان تحول ذلك إلى حقيقة واقعة.
************************************************
الصفحة الرابعة
أزمات الطاقة مستمرة رغم المنخفض الجوي اقتصاديون: تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء يحتاج 10 سنوات!
بغداد ـ طريق الشعب
انعطافة "إنقاذ" سجلها انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، ساهمت في تخفيف الضغط على النقص المستمر في تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين، وتسببت بغضب شعبي واسع خلال الصيف الماضي، كون هذا الملف صنع حكاية "مؤلمة" مع العراقيين خلال العقدين الماضيين، فيما تستمر "حلول" النهايات المفتوحة قيد التقييم وبلا نتائج ملموسة، لا سيما أن الوعود التي قطعتها المؤسسات المسؤولة عن هذا الملف والتعاقدات التي جرى الإعلان عنها خلال ذروة الأزمة، ومع إعادة البحث فيها، نجد جانبًا منها قد أخذ مسارات إعلامية ولا حقيقة لتنفيذها في الواقع.
اتفاقية النفط مقابل الغاز الإيراني لم تنفذ!
في عودة إلى التعاقد الذي أعلنه العراق قبل يومين، مع الجانب التركمانستاني لتوريد الغاز، عاد الحديث عن الاتفاق السابق مع الجانب الإيراني الذي جرى توقيعه مطلع تموز 2023، لتبادل النفط الأسود بالغاز، لغرض تشغيل محطات الكهرباء العراقية، وتفادي عقوبات واشنطن المفروضة على طهران، إذ يؤكد الخبراء أن هذا الاتفاق لم يتحقق، بسبب الاعتراضات الأمريكية. بالمقابل، استمرت تصريحات الأطراف المقربة من الحكومة، تحت عناوين مختلفة، من بينها "مصادر" مطلعة على المشاورات الحكومية، باعتبار الاتفاق إنجازاً مهماً سيعود بالفائدة على العراق، وذهبت إلى وضع حلول مضافة، من بينها إرسال كميات نفط إقليم كردستان إلى إيران، مقابل الغاز، خاصة في ظل استمرار إيقاف صادرات النفط عبر تركيا، لكن في الحقيقة، لم يذهب نفط كردستان إلى إيران، واستمر توقف تصديره عبر ميناء جيهان التركي.
الخبير الاقتصادي، والتدريسي في جامعة المعقل بالبصرة، نبيل المرسومي، أكد أن اتفاقية تبادل النفط الأسود مقابل الغاز التي أبرمها العراق مع إيران لم تنفذ، بسبب الاعتراضات الأمريكية، والعراق يقوم حاليًا بتحويل أموال الغاز عن طريق مصرف في قطر لحل هذه الإشكالية.
وعود الاكتفاء في 2027 تبخرت
واستعرض المرسومي لـ"طريق الشعب" حيثيات الاتفاق مع تركمانستان، مبينًا أنه "جرى بأسلوب الدفع المسبق عن طريق فتح حساب في مصرف TBI ويدفع ثمن الغاز مقدمًا، مقابل توريد 20 مليون متر مكعب يوميًا من خلال الأنابيب الإيرانية"، لافتًا إلى أن "هذا الاتفاق جرى في الوقت الحالي، لكن الاتفاق حول استيراد الغاز القطري من خلال الناقلات لم يحدث لغاية الآن". وأضاف، أن "مشكلة الغاز لن تحل في العراق كون 60 بالمائة من المحطات الكهربائية في العراق تعتمد على الغاز، بالتالي حتى مع استثمار كامل الغاز العراقي المصاحب لن يكفي لسد الحاجة المحلية، وسيبقى العراق بحاجة إلى إيران وتركمانستان وربما قطر حتى يسد الحاجة المحلية".
الاكتفاء بعد 10 سنوات!
ويرى الخبير الاقتصادي، أنه "في حال توجه العراق لإنشاء محطات كهربائية تستخدم مصادر أخرى غير الغاز، خاصة الطاقة الشمسية ربما سيحقق العراق الاكتفاء الذاتي بعد 10 سنوات، وأيضًا عندما يستثمر ليس فقط الغاز المصاحب وإنما الغاز الحر الموجود في العراق بحقول المنصورية وعكاز وخرمور في كردستان". وأشار إلى أن "العراق، لو كان سيحقق الاكتفاء الذاتي خلال سنتين أو ثلاث، لما أبرم عقدًا جديدًا مع تركمانستان لاستيراد الغاز ولما بحث عن مصدر ثالث من خلال الغاز القطري"، لافتًا إلى أن "المسؤولين العراقيين يعرفون أن الغاز العراقي لا يكفي لسد الاحتياجات لتوليد الطاقة".
معالجة أزمة تخلق أزمة أخرى
وتطرق المرسومي، إلى بعض الوعود التي يتم إطلاقها دون أن يتحقق منها شيء، وتتضح فيما بعد بخلق إشكالات في قطاعات أخرى، آخرها أزمة "الكاز" في الأسواق المحلية. ولفت المرسومي، إلى أن "إعلان وزارة النفط بشأن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في عام 2027 كلام غير صحيح، وجرى لغرض الاستهلاك الإعلامي، وهو ما حصل أيضًا في أزمة (الكاز) عندما استعجل العراق بإعلان تحقيق الاكتفاء الذاتي، وعاد اليوم لإبرام عقد استيراد 150 ألف طن من مادة الكاز بسبب نقصه ووجود أزمة، وتحول محطات الكهرباء من استهلاك الغاز إلى استهلاك وقود الديزل".
الكهرباء تستهلك الخزين الاستراتيجي
وكانت لجنة النفط والغاز النيابية، قد كشفت عن قيام وزارة الكهرباء بتشغيل المحطات الكهربائية باستخدام مادة الكاز وبالتالي أثر سلبًا على المواطنين، حيث نفد الخزين الاستراتيجي في وزارة الكهرباء وفي وزارة النفط من مادة الكاز. وأشارت اللجنة إلى أن "العراق ذاهب لاستيراد مادة الكاز من الخارج وأقرب شحنة ستصل إلى العراق في تاريخ 25 من شهر تشرين الأول الجاري لتعويض الخزين الاستراتيجي الذي تم استنفاده من وزارة الكهرباء.
وعدت اللجنة ذلك مؤشراً سلبياً سينعكس على وضع المواطنين بشكل او بآخر، مشيرة الى ان عمليات الإنتاج من خلال المصافي الموجودة تشكل زيادة بسيطة جدا عن المستهلك، لان الانتاج يضاهي الاستهلاك، ولكن احتياج وزارة الكهرباء لهذه الكميات ادى الى حصول ازمة بالكاز.
معالجات جزئية للازمة
من جهتها، أفادت الخبيرة في مجال الطاقة، الدكتورة سامية العبيدي، بأن نقص إمدادات الغاز الإيراني دفع وزارة الكهرباء العراقية إلى البحث عن بدائل، من بينها استيراد الغاز من تركمانستان عبر الخطوط الإيرانية نفسها.
وأشارت العبيدي إلى أن الكميات المستوردة من تركمانستان لا تغطي سوى جزء بسيط من العجز الكبير في الطاقة الكهربائية، والذي يصل حالياً إلى أكثر من 10,000 ميغاواط، منوهة إلى أن الكمية المستوردة من تركمانستان تسهم في توليد أقل من ثلث العجز في إنتاج المنظومة الوطنية للكهرباء.
وتساءلت العبيدي عن مصير الكميات المستوردة من الغاز الإيراني، مشيرة إلى ما إذا كانت ستستخدم لتشغيل محطات الكهرباء التي تعتمد أساساً على الغاز الإيراني أو لتشغيل محطات جديدة.
وتابعت أن محطات العراق تولد الآن 27,000 ميغاواط، بينما الطلب على الكهرباء يتراوح بين 35,000 و40,000 ميغاواط، مما يجعل التعاقد مع تركمانستان مجرد حل جزئي للأزمة.
وأكدت العبيدي أن الحل الجذري يكمن في بناء محطات كهرباء جديدة وكبيرة واستثمار الغاز المحروق حالياً مع النفط.
الاعتماد على الطاقة المتجددة
كما انتقدت الاتفاقية مع تركمانستان، مشيرة إلى ضرورة اعتماد العراق على الطاقة الشمسية، التي لا تحتاج إلى وقود وتكلفتها وصيانتها أقل بكثير.
وأشارت الخبيرة إلى أن مذكرة التفاهم مع تركمانستان تتضمن استخدام أنابيب الغاز الإيرانية في نقل الغاز، وهو ما اعتبرته خطوة غير مشجعة، خاصة في ظل تدخل ثلاثة أطراف في العملية، من بينها شركة سويسرية مشغلة.
وأوضحت العبيدي أن الاتفاق مع تركمانستان ليس جديداً، حيث كان متوقفاً على موافقة إيران كون الغاز يمر عبر أنابيبها.
وأكدت أن هذا الغاز يخفف من النقص الحاصل في إمدادات الغاز الإيراني، إلا أنه لن يغطي كل احتياجات العراق من الطاقة، خاصة أن البلاد لا تزال تفشل في استغلال غازها المحلي الذي يحرق يومياً.
واختتمت العبيدي بتأكيدها على أن الحل الأمثل لأزمة الطاقة في العراق هو الاعتماد على الغاز المنتج محلياً، منتقدة الاستمرار في ما وصفته بالفشل المتكرر في هذا المجال.
******************************************
{بريكس} قوة اقتصادية كبرى أرقام تُظهر مكامن التفوق على مجموعة 7
قازان ـ وكالات
استضافت مدينة قازان الروسية قمة مجموعة "بريكس" لهذا العام، التي ركزت على موضوع "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين". وتعد هذه القمة من أبرز الأحداث الدولية في عام 2024.
تضم مجموعة "بريكس" 10 دول، بينها 3 دول عربية، وهي مصر والإمارات والسعودية التي انضمت مع بداية العام الجاري، بالإضافة إلى إيران وإثيوبيا، لتنضم إلى الأعضاء الأصليين: روسيا، البرازيل، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا.
تعكس مؤشرات عديدة القوة الاقتصادية المتزايدة لمجموعة "بريكس" مقارنة بمجموعة السبع الكبار (G7). فالمجموعة تسيطر على 33.9 في المائة من إجمالي مساحة اليابسة، مقارنة بـ 16.1 في المائة لمجموعة السبع. كما تشكل دول "بريكس" 45.2 في المائة من سكان العالم، في حين يمثل سكان دول G7 حوالي 9.7 في المائة فقط.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، تسهم "بريكس" بنسبة 36.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وفقًا لمعيار تعادل القوة الشرائية، مقارنة بـ 29.6 في المائة لدول G7. أما في مجال النفط، فتستحوذ "بريكس" على 45.8 في المائة من الاحتياطيات العالمية، بينما تمتلك دول السبع الكبار 3.9 في المائة فقط.
على صعيد الصادرات العالمية للسلع في عام 2022، بلغت حصة "بريكس" 24.9 في المائة، مقابل 27.9 في المائة لدول G7. وفي مجال الزراعة، أنتجت دول "بريكس" حوالي 44.7 في المائة من إجمالي محصول القمح العالمي، مقارنة بـ 19.7 في المائة لدول السبع الكبار، بينما سيطرت على 54.8 في المائة من محصول الرز العالمي، مقابل 2.4 في المائة لدول G7.
هذه الأرقام تؤكد الأهمية المتزايدة لمجموعة "بريكس" في النظام الاقتصادي العالمي، خاصة مع توسع عضويتها ودورها المتزايد في المجالات الحيوية مثل الطاقة والزراعة.
*********************************************
وقفة اقتصادية.. إعداد المهارات لبرامج التنمية
إبراهيم المشهداني
إن الحد من الفقر الذي تستند إليه الأهداف الإنمائية تقترب أكبر من نهج مرتكز على سوق العمل الذي يقوم على منطق أن العمل هو الأصل الوحيد الذي يملكه الفقراء وأن أي مسار نمو لا يخلق وظائف أكثر وأفضل مترافقة بالحماية الاجتماعية الكافية قد يفشل في الحد من الفقر فيما يشمل الكثير من الناس، ومن هنا فإن قوة عاملة متعلمة وماهرة تمثل احدى المكونات الأساسية للتركيز الجديد على أسواق العمل وأدائها.
ويتضح مما تقدم أن تطوير مهارات الأفراد الذين يمثلون الركن الأهم في قوى الإنتاج، يتطلب جملة من الأنشطة والفعاليات من خلال مقاربة لإعمام برامج خاصة توطد العمل المشترك في المجالات الوطنية والإقليمية والدولية وتهدف إلى مواجهة الأزمات الاقتصادية والهزات المالية التي تتعرض لها البلدان التي تعتمد بوجه خاص على الموارد النفطية وضعف القطاعات الاقتصادية الأخرى كما يجري في العراق، حيث لم تتوفر الضمانات الكافية في وجود وضع مالي ثابت ومستقر بسبب تذبذب أسعار النفط في الساحة الدولية، وفي مثل هذه الأوضاع يمكن الاستفادة من تجارب منظمة العمل الدولية التي ثبت نجاحها في العديد من البلدان التي حققت فيها إنجازات ملموسة في إطار وضع برامج خاصة لتدريب العاملين.
ويؤخذ من تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة حول تطوير قدرات الشباب من الجنسين من المزارعين ودور المرأة ومساعدة العوائل المتعففة وقضايا ذات صلة في البيئة، ويعكس هذا التقرير (نشرت تفاصيل وافية عنه في جردة المدى في 6 حزيران 2022) تنوعا في الأنشطة والفعاليات بعضها يتعلق بأساليب الزراعة الحديثة وتسويق الإنتاج وإلى تشجيع الصناعة المحلية تحت شعار (صنع في العراق) وبعضها يتعلق بتطوير قدرات الشباب من الجنسين على صناعة وتحضير منتجات غذائية من فطائر وأجبان ومنتجات أخرى، كما تشمل هذه الأنشطة تدعيم النساء النازحات من خلال إعطاء الجمعيات النسائية منحا صغيرة ومعدات مع تنظيم دورات تدريبية لتنفيذ مشاريع اقتصادية صغيرة وتقديم الدعم للمرأة العاملة لتمكينها من مصدر اقتصادي معيشي طويل الأمد، ويشمل البرنامج التعاون مع وزارة العمل والتخطيط في الحكومة المركزية والإقليم بالتعاون مع برنامج الغذاء الدولي لإصلاح نظام الحماية الاجتماعية ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المستمرة في مجال الامن الغذائي .
وعلى الرغم من الفوائد التي يوفرها برنامج الامم المتحدة المذكور إلا أنه يختصر على عينات شبابية ونسائية محدودة يمكن النظر اليها كتجربة قابلة للتوسع وتداول مخرجاتها المعرفية بين هذه الأوساط، غير أنها في كل الأحوال تبقى محدودة قياسا بالتخلف الاقتصادي والاجتماعي الواسع الذي لا يمكن حل طلاسمه إلا عبر خطط واستراتيجيات تنهض بها الدولة بالاستفادة من الفوائض النقدية المتحققة من ارتفاع أسعار البترول عبر صناديق سيادية خاصة شريطة أن تتوافر إرادة حكومية وتصميم سياسة اقتصادية شاملة وإسهاما في هذا التوجه نقترح الاتي :
- إعادة النظر في المناهج التعليمية وتوسيع البرامج التوعوية الخاصة بدور المهارات المعرفية والبدنية وخاصة التي تتماهى مع التطورات التكنولوجية الآخذة في التسارع كحق وواجب لإسهام الشباب من الجنسين في بناء الدولة والمجتمع وتطوير قوى الإنتاج النظرية والعملية وتمكينهم من الإدارة القيادية وتحليل المشكلات واتخاذ القرارات.
- إيلاء اهتمام كبير وجاد في توسيع وتعميق التعليم المهني وتطوير مؤسساته وربط مناهجها بالعملية الإنتاجية والخطط التنموية بجانبيها النظري والتطبيقي والاستفادة من التجربة السابقة من خلال إعادة مؤسسة التعليم المهني لإعداد وتخريج الكوادر المهنية المؤهلة في مختلف الأنشطة والاختصاصات.
- قيام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتنفيذ قرارات منظمة العمل الدولية باعتبار العراق عضوا في هذه المنظمة وتنفيذ قانون العمل رقم 37 لسنة 2015 ووضع البرامج لتوسيع التدريب المهني وإعداد الراغبين في العمل باكتساب المهارات بالتنسيق مع وزارات الدولة لتبادل البيانات وتقدير الاحتياجات للقوى العاملة في ضوء احتياجات سوق العمل والتنسيق مع الجامعات ومراكز الأبحاث لهذا الغرض.
*****************************************
الصفحة الخامسة
ترويجه مستمر عبر وسائل التواصل التدريس الخصوصي.. عنصر أساس للنجاح؟!
متابعة – طريق الشعب
يستثمر مدرسون كثيرون وسائل التواصل الاجتماعي في ترويج دروسهم الخصوصية، لغرض جذب عدد واسع من الطلبة، وبناء سمعتهم بطريقة جديدة بعيدا عن الوسائل الترويجية التقليدية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح فيه التدريس الخصوصي عنصرا أساسيا من عناصر التعليم، وبات الطلبة يتهافتون على المعاهد والمراكز التي تُقدم دروسا خصوصية، اعتقادا منهم بأنهم لن يحققوا النجاح دون تلك الدروس، في ظل تراجع التعليم الحكومي وتردي البيئة التعليمية وافتقارها للكثير من مستلزماتها ومقوماتها – حسب ما يراه متابعون.
وخلال العقدين الأخيرين اتسع التدريس الخصوصي بشكل كبير، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والنشر الالكتروني، صار المدرسون الخصوصيون يروجون دروسهم عبر تلك الوسائل الالكترونية، ويستعينون بفنيين ومصورين في إنجاز مقاطع إعلانية وصور ترويجية جذابة.
لا وجه شبه بين الأمس واليوم
تقول منى الحسيني، وهي تعمل مدرّسة منذ أكثر من 26 عاماً: “أنا على أبواب التقاعد، ولم أعد أرى أوجه تشابه بين التدريس اليوم والحال قبل عقدين”، واصفة نفسها في حديث صحفي بأنها “من مدرّسي الجيل القديم الذي يرفض التدريس الخصوصي، ويعطي خلاصة ما عنده خلال حصص التعليم في المدرسة”.
وتُبدي الحسيني أسفها لعدم بقاء إلا القليل من مدرّسي الجيل القديم، مشيرة إلى أن “هناك معلمين يتنافسون اليوم بشدة للحصول على أكبر عدد من الطلبة، لإعطائهم دروسا خصوصية، وباتوا يبتكرون طرقاً عدة لفعل ذلك، ويستغلّون التكنولوجيا الحديثة في تحقيق غاياتهم”.
ورغم أن التدريس الخصوصي يساعد الطالب في تحقيق النجاح، إلا ان الحسيني ترى أن “هذه الوسيلة تخرج عن سياق التعليم الرصين، وتقلل من أهمية وشخصية المدرّس داخل المدرسة، وتلغي الدور الحقيقي للمدرسة في تربية وتعليم وبناء الأجيال”.
ويتضمن نظام الدروس الخصوصية أسلوب التعليم الحضوري أو عن بعد.
ويستلزم الحضوري وجود الطلبة مع آخرين في قاعة ضمن مركز للتدريس الخصوصي.
أما التعليم عن بعد فيتم عبر إعطاء مجموعة من الطلبة حصة دراسية في وقت محدد من خلال تطبيق “تليغرام”.
وقد تمتد المحاضرة نحو ساعتين في نظامي التدريس الحضوري وعن بعد، وتُقدم عادة 3 مرات أسبوعياً.
دخل مالي كبير
توفر الدروس الخصوصية دخلا ماليا كبيرا للمدرس. ويعتمد الأمر على شهرته ونسبة النجاح التي يحققها طلبته. ويعني ذلك أن “المدرّسين يجب أن يملكوا ثلاثية الشهرة والتمكن والقدرة” - حسب ما يقول المدرّس المتخصص في مادة الرياضيات عماد الكروي في حديث صحفي.
ويقدم الكروي دروساً خصوصية حضورية وعن بعد، ويتقاضى 600 ألف دينار عن تدريس طالب واحد في العام الدراسي الذي يمتد نحو 10 شهور. علماً أنّ عدد الطلبة الذين يدرّسهم سنوياً قد يصل إلى 150 طالبا.
ويوضح الكروي أنّ “المدرّس يجب أن يملك كفاءة عالية، وقدرة على إيصال المعلومات للطلبة بأسهل الطرق وأبسطها، وأيضاً الشهرة التي تتقدّم اليوم على الكفاءة والقدرة على توصيل المعلومات”.
لكنّ مدرّسين آخرين يرون أن “ثلاثية الشهرة والتمكن والقدرة لم تعد الأساس في نجاح المدرّسين، ونيلهم عدداً كبيراً من الطلبة بما يحقق لهم مكاسب جيدة”.
وعن ذلك تقول مدرّسة مادة الفيزياء شيماء الحديثي، أن “مدرّسين كثيرين يفتقرون إلى الكفاءة، استطاعوا نيل سمعة جيدة بين الطلبة بفضل الترويج الالكتروني”.
وتضيف في حديث صحفي قائلة أنه “يجب أن يخصص المدرّس رأسمالا للترويج، ويستمر في الترويج لنفسه على مدار العام باعتماد أساليب متجددة ومبتكرة. لذا يلجأ كثيرون إلى إعلاميين واختصاصيين في الترويج وخبراء في الإعلام الحديث ومصورين محترفين كي يساعدوهم في كسب الشهرة. وقد نجح بعض هؤلاء المدرّسين في استقطاب أعداد كبيرة من الطلبة من خلال هذه الطرق، وحققوا مكاسب مالية بعد أن زاد عدد الطلبة الذين يدرّسونهم. علماً أن بعضهم لديه أكثر من 500 طالب وطالبة”!
ظاهرة التخريب!
وفيما يطرح السؤال نفسه في شأن كيف يمكن أن يستمر نجاح مدرّس حقق شهرة من خلال الترويج من دون أن يملك الكفاءة والقدرة على إيصال المعلومات للطلبة، تجيب ريم أحمد، وهي مدرّسة لمادة التاريخ، أنها تكتفي بالتدريس العام داخل المدرسة، وترفض أن تكون جزءاً مما تصفه بـ “ظاهرة التخريب عبر التدريس الخصوصي”.
وتوضح في حديث صحفي، أن “المدرسين الذين يبنون شهرتهم على الترويج يعتمدون على قدراتهم الشخصية في إيصال انطباع للطلبة بأنهم يملكون كفاءة عالية، وتوجيه الكلام الرقيق والمظهر الحسن وحس الفكاهة. فهؤلاء خبراء في التعامل النفسي مع الطلبة، ويحببونهم بالمواد رغم أنهم يقدمون شرحاً عادياً”.
وتؤكد مدرّسة التاريخ، أن “الطالب لا يحتاج إلى التدريس الخصوصي. فكل ما يحتاجه لفهم مادة دراسية هو الانتباه إلى المدرّس داخل المدرسة، والمراجعة الجادة في المنزل”، مستدركة “لكن الطلبة لا يطبقون ذلك اليوم. لذلك يلجأون إلى الدروس الخصوصية”.
المناهج الدراسية صعبة
وتنتشر في مختلف مناطق البلاد اليوم، مراكز للتدريس الخصوصي يديرها أشخاص غالبيتهم مدرّسون يعتمدون بشكل كبير على أساليب الترويج الحديثة. ويتحدث طلبة عبر وسائل إعلام، عن عدم استطاعتهم النجاح من دون الحصول على دروس خصوصية “لأن المناهج الدراسية صعبة، ولا وقت كافياً لاستيعاب المواد. في حين أن الكوادر التدريسية ضعيفة، لذا نبحث دائماً عن مدرسين من أصحاب الكفاءة الذين يعطون دروساً خصوصية”.
ويقول الطالب أسامة موسى، انه يكتفي بالمحاضرات الخصوصية ومختصرات المواد الدراسية. أما زميله زيد طارق، فيسأل: “كيف يمكن أن ندرس في يوم واحد خمس أو أربع مواد علمية، ونحفظ المواضيع المطلوبة منا. ربما المدرّسون يتعمدون عدم إيصال المعلومات بشكل صحيح كي نلجأ إلى دروسهم الخصوصية”!
**********************************************
بناء على احتجاج أولياء الأمور العدول عن قرار نقل مدرسة في البرجسية
متابعة – طريق الشعب
قال عضو مجلس محافظة البصرة حسن شداد، ان إجراءات نقل “مدرسة جنة البرجسية” الابتدائية للبنات في منطقة البرجسية بالبصرة، إلى مبنى آخر بديل، توقفت، وان الدوام سيستمر في المبنى الأصلي، رافضا نقل التلميذات إلى “مدرسة كرفانية”.
جاء ذلك على أعقاب وقفة احتجاج نظمها أولياء أمور التلميذات ضد قرار نقلهم الى مدرسة كرفانية، والذي صدر من أجل استحداث مدرسة دولية في بنايتها.
وطالب المحتجون إدارة المحافظة وتربيتي البصرة والزبير بإبقاء بناتهم في بنايتهن المدرسية، أو جعل المدرستين تداومان في البناية ذاتها بنظام الدوام الثنائي.
كما أكدوا انهم سيواصلون الاحتجاج، إلى حين العدول عن هذا القرار وإلغائه نهائيا.
********************************************
أهالي قرية في قضاء بلد: رائحة الطرشي تحرمنا من النوم!
متابعة – طريق الشعب
يحمل الهواء إلى أهالي قرية بني سعد في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين، منذ أكثر من عام، رائحة غريبة تبدو مزيجا بين رائحتي الثوم والخل، ما يخنق أنفاسهم وأحيانا يحرمهم من النوم – على حد ما أكدوا في حديث صحفي، مشيرين إلى ان مصدر الرائحة هو تصريف مخلفات بعض معامل الطرشي في شبكة مجاري القرية.
وكانت مجموعة من ممثلي أهالي القرية قد توجهت إلى حكومة بلد المحلية، وقدمت شكوى رسمية ضد المخالفين، وطالبت بإجراء كشوفا ميدانية على جميع معامل الطرشي في القضاء، وإلزام أصحابها بتركيب منظومات لمعالجة المخلفات وأجهزة لحجب الروائح، لكن المشكلة لا تزال متواصلة.
يقول المواطن سعد عطا الله، أن “بعض معامل الطرشي في بلد تصرّف مخلفاتها في شبكة مجاري القرية. وقد تواصلنا مع أصحابها أكثر من مرة وطالبناهم بالتوقف عن هذه المخالفة، لكن دون جدوى”.
ويؤكد أنه “أحيانا لا نستطيع النوم بسبب الرائحة الكريهة”!
أما المواطن محارب حسين، فيقول أن “الرائحة خنقتنا، وأثرت على حياتنا، وحتى على حيواناتنا”، مطالبا بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة.
*********************************************
اكول.. لماذا هذه الرسوم يا وزارة الداخلية؟!
آيات سعدون
راجعت في الآونة الاخيرة احدى محاكم التحقيق لتسجيل بلاغ بفقدان أحد مستمسكاتي الرسمية، وما أكثرها! وقد أحال القاضي المختص طلبي الى مركز الشرطة، بعد اكمال الاجراءات القانونية، وتسديد الرسوم المترتبة على ذلك، بوصل رسمي.
في مركز الشرطة استفسر الشرطي في الاستعلامات عن معلوماتي وسبب زيارة المركز. ثم سأل: هل لديك بطاقة دفع الكترونية لتدفع بها الرسوم؟
فوجئت بسؤاله. فهذا الإجراء لم يكن معمولاً به سابقاً. إذ ان الرسوم تستقطع لمرة واحدة في المحكمة. إلا ان ضابط التحقيق في المركز اكد لي أمر دفع الرسوم، وطلب مني جلب بطاقة الدفع الالكتروني!
جلبت البطاقة وعدت إلى المركز، فاستقطع الشرطي المسؤول مبلغ 5 آلاف دينار لقاء فتح تحقيق بخصوص فقدان المستمسك.
السؤال هنا: هل ان هذا الاجراء الجديد الذي اتخذته وزارة الداخلية لاستحصال تلك الرسوم، جاء بقرار من مجلس الوزراء، وهو الذي الغى قبل ايام قرار زيادة الضرائب الذي كان قد اصدره في وقت سابق، ام انه اجراء خاص بالوزارة؟!
ثم لماذا اصلاً يجري استحصال تلك المبالغ، والكل يعلم أن كافة المعاملات التي تُجرى في مراكز الشرطة كانت في السابق مجانية؟!
علما ان هناك تساؤلات شعبية كثيرة عن مصير تلك الرسوم الكبيرة التي تستحصلها جهات حكومية، كدوائر شرطة المرور والأحوال الشخصية من المواطن، في حين لا يلمس الأخير منها أي إنجاز يستحق الذكر، على صعيد الاعمار او تحقيق حياة افضل لعائلات الشهداء. وهذان أبرز سببين تبرر بهما الجهات الحكومية استحصال تلك الرسوم!
*******************************************
مواساة
- بمزيد من الحزن والاسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا الفقيد عصام عبد الواحد خلف، الذي فارق الحياة يوم الاثنين 21 تشرين الأول الجاري بعد معاناة مع مرض عضال. وهو من عائلة وطنية كرست حياتها في النضال من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب العراقي.
للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه وأصدقائه، وأخيه الرفيق هشام خلف، التعازي الحارة والمواساة.
- تتقدم رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في هولندا بأخلص التعازي والمواساة للنصير العزيز الرفيق هشام عبد الواحد (علاء الطريق) وعائلته الكريمة، بوفاة أخيه الفقيد عصام عبد الواحد خلف، بعد معاناة مع مرض عضال.
للفقيد عاطر الذكِر دوما، ولعائلته ورفاق دربه الصبر والسلوان على هذا الفقدان المؤلم.
- ببالغ الحزن والأسى تنعى رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، المناضل والمثقف والشاعر والإعلامي المعروف الرفيق النصير يحيى علوان (ابو علياء)، الذي توفي يوم الاثنين 21 تشرين الأول الجاري في ألمانيا، بعد معاناة مع مرض عضال.
التحق الفقيد بحركة الانصار عام 1983 وعمل في الاعلام المركزي للحزب، وكان مثالا للشيوعي المعطاء، الذي ضحى بكل شيء من اجل حرية وكرامة شعبه. كما واصل حتى ايامه الاخيرة نشر ثقافة التنوير خدمة لابناء بلده.
الذكرى الخالدة للفقيد والتعازي الحارة والمواساة الصادقة لعائلته وجميع رفاقه وأصدقائه.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط ومعها اللجنة الاساسية للحزب في قضاء الحي، الرفيق أحمد حسن منصور بوفاة جده كاظم عبد الحسن علي.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
*************************************************
الصفحة السادسة
خلال عام واحد.. 6 آلاف رحلة جوية عسكرية غربية لدعم حرب الإبادة الجماعية الكيان الصهيوني يواصل المجازر في غزة والمجتمع الدولي بين داعم ومتفرج!
متابعة ـ طريق الشعب
وسط دعم أمريكي مطلق واصل الكيان الصهيوني ارتكاب الجرائم في فلسطين ولبنان وسط تفاقم للأزمة الإنسانية والصحية نتيجة للحصار المفروض على قطاع غزة، حيث واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأربعاء ارتفاع حصيلة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع إلى "42 ألفاً و792 شهيداً و100 ألف و412 مصاباً" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك جراء ارتكاب الاحتلال 6 مجازر جديدة أسفرت عن 74 شهيداً و130 إصابة.
الأوضاع الإنسانية
وتزداد الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة سوءاً وتدهوراً، في ظل استمرار الحصار والإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، للأسبوع الثالث على التوالي.
وفي ظل هذه الظروف غير الإنسانية، ناشدت وزارة الصحة في غزة في بيان: "العالم الذي فشل في توفير الحماية والمأوى لشعبنا، ولم يستطع إدخال الغذاء والدواء، أن يبذل جهده لإرسال الأكفان لستر أجساد الشهداء".
واضطر النازحون الفلسطينيون في شمال غزة إلى دفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان جراء الحصار المطبق والقصف المكثف الذي يشنه جيش الاحتلال على المنطقة منذ 19 يوماً.
وتفاقمت حالة المجاعة وأزمة العطش بشكل كبير جداً في شمال القطاع، مع رفض الجيش إدخال أي شاحنات تحمل مواد غذائية أو مساعدات"، حسب مصادر عدة.
تأجيل اللقاحات
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال القطاع التي كان من المفترض أن تبدأ اليوم الأربعاء، قائلة في بيان إن "الظروف الحالية تجعل اصطحاب العائلات أطفالها لتلقي اللقاح ومهمة العاملين في المجال الصحي أمراً مستحيلاً".
وعلى الجبهة اللبنانية، نفذ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية واسعة على مساكن ومجمعات تجارية جنوب وشرق لبنان مساء الثلاثاء، أدت حتى الآن إلى استشهاد 19 شخصا وإصابة 35 آخرين، بينما جرى اعتراض طائرتين مسيرتين أطلقتا من الشرق واخترقتا منطقة إيلات.
قالت منظمة العفو الدولية إن من المرجح أن يشكل استهداف الجيش الإسرائيلي لفروع مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، وينبغي التحقيق فيه على أنه جريمة حرب.
ووفق المنظمة فإن مؤسسة القرض الحسن جمعية مالية غير ربحية لديها ما يزيد على 30 فرعا في مختلف أنحاء لبنان، وهي تشكل شريان حياة اقتصاديا لعدد لا يحصى من المدنيين اللبنانيين.
وشددت المنظمة على أنه، بموجب قوانين الحرب، فإن فروع المؤسسات المالية أعيان مدنية ما لم تكن تُستخدم لأغراض عسكرية، ولذا فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عليها "يرجح أن تشكل هجومًا مباشرًا على أعيان مدنية"، وفق المنظمة.
دعم لا محدود
سجلت البيانات الملاحية من موقع "رادار بوكس" أكثر من 6 آلاف رحلة عسكرية مرتبطة بالدول الغربية في المنطقة خلال عام من الحرب الإسرائيلية على غزة، مدعومة بجسر جوي دائم لإسناد دولة الاحتلال.
ومع مرور عام على أحداث 7 أكتوبر 2023، تستمر الولايات المتحدة والدول الغربية في تقديم الدعم الاستخباري واللوجستي، بالإضافة إلى شحنات المساعدات العسكرية لمساندة إسرائيل في حربها ضد غزة واعتداءاتها على لبنان.
رصدت وكالة "سند للرصد والتحقق" نشاط الرحلات الجوية العسكرية من 7 أكتوبر 2023 حتى مطلع الشهر الجاري، حيث تم تحليل البيانات باستخدام أدوات المراقبة الملاحية. تم رصد نحو 1900 رحلة نقل عسكري، توجهت أكثر من 70بالمائة منها إلى القواعد العسكرية في قبرص واليونان وإيطاليا، والتي دعمت إسرائيل، بينما توجهت البقية مباشرة إلى إسرائيل. كما رصدت "سند" أكثر من 1600 رحلة استطلاع جوي نفذت منها إسرائيل 20 بالمائة فقط، بالإضافة إلى 1800 رحلة لتزويد الطائرات بالوقود في المنطقة.
أمريكا وبريطانيا
تُظهر البيانات تقدم بريطانيا في رحلات الاستطلاع، حيث شكلت أكثر من 47 بالمائة منها، مستخدمة طائرات "شادو آر1" لمهام الاستخبارات. رُصدت 645 رحلة لهذا النوع من الطائرات، إضافة إلى استخدام طائرات "بي-8" في 6 رحلات. كما استخدمت بريطانيا طائرات "تايفون" في أكثر من 135 رحلة، لاعتراض مسيرات هجومية إيرانية.
فيما يتعلق بإسرائيل، استخدمت الطائرة "أورون" في 167 طلعة جوية. وتواصلت نشاطات الطائرات الإسرائيلية فوق الأراضي الفلسطينية، مع حركة نشطة قرب السواحل اللبنانية.
بالنسبة للولايات المتحدة، استخدمت طائرات "بوسيدن بي-8أي" و"ماريتايم باترول إيركرافت" في 167 رحلة استطلاع، بالإضافة إلى طائرات "بوينغ آر سي-135" و"لوكهيد إي بي-3" في 90 رحلة. وتم رصد 1800 رحلة تزود بالوقود، مع وجود 365 رحلة نقل عسكري إلى إسرائيل و840 رحلة إلى القواعد العسكرية.
تُظهر البيانات كذلك أن القوات الجوية الألمانية قامت بأكثر من 80 رحلة نقل عسكري، بينما اعتمدت القوات البريطانية على قاعدة "برايز نورتون" في أوكسفورد. وتستخدم الولايات المتحدة قواعد في كريت وقبرص وإيطاليا في رحلاتها.
**************************************************
شركات الطيران الدولية تمدد تعليق رحلاتها إلى لبنان وإيران
برلين ـ وكالات
مددت عدة شركات طيران دولية، بما في ذلك مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، تعليق رحلاتها الجوية إلى لبنان وإيران، بسبب المخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة.
وأعلنت "لوفتهانزا" اليوم الأربعاء أنها ستوقف رحلاتها إلى بيروت حتى 28 شباط 2024، مشيرة إلى أن القرار يشمل جميع شركات الطيران التابعة لمجموعة "لوفتهانزا"، مثل الخطوط الجوية النمساوية و"براسلز إيرلاينز" و"سويس" و"كارغو".
فيما يتعلق بإيران، أكدت المجموعة تعليق الرحلات إلى طهران حتى 31 كانون الثاني 2025، في ظل التوقعات بتعرض إيران لرد عسكري بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته على إسرائيل في بداية تشرين الاول. كما ألغت شركتا "الخطوط الجوية التركية" و"بيغاسوس للطيران" رحلاتهما إلى إيران حتى الأول من نوفمبر، بينما ذكرت وكالة الأناضول أن "بيغاسوس" ستوقف رحلاتها إلى طهران ومدينتي شيراز وأصفهان.
**************************************************
تقاسم النفوذ الأجنبي في السودان
الخرطوم ـ قرشي عوض
بات واضحا أن اللاعبين الأساسيين في السودان يدفعون البلاد للسير في طريقين لا ثالث لهما. هما (طريق الشعب) الذي يستجيب لطموحات الجماهير. والآخر الذي يعمل على إعادة انتاج النظام القديم بعد توسيع قاعدته الاجتماعية لتشمل القادمين الجدد من القوى المدنية والحركات المسلحة.
الطريق الاول
دعاة الطريق الأول، من تحالف قوى التغيير الجذري والتكتلات المهنية والشعبية، يتمترسون بكل وضوح خلف شعارات حل المليشيات وسيطرة الدولة المدنية على كامل القرار الاستراتيجي كمدخل لنصب ميزان العدالة والمساواة أمام القانون وعدم الإفلات من العقاب. ومن ثمة الولوج إلى المهمة التي قامت من أجلها الثورة وكل الثورات، وهي وضع سياسات مالية واقتصادية في مصلحة غمار الناس. وهذه عملية تتطلب سد العجز في الموازنة استنادا على الإيرادات الذاتية للفكاك من ربقة القروض والاستدانة من النظام المصرفي العالمي. ودون ذلك إصلاح الخدمة المدنية وفق المفوضيات التي قدمتها أدبيات الثورة قبل ان يختلط الحابل بالنابل. وبتلك الطريقة التي تمكن وزارة المالية من إحكام قبضتها على الايرادات العامة للدولة وتوجيه جريان انسيابها إلى أجهزة التحصيل التابعة للوزارة بدلا عن شركات التحصيل الطفيلية التي تستحلب ثدي الدولة، تاركة سداد العجز في الموازنة العامة بين المصروفات والإيرادات المنهوبة تتكفل به القروض الأجنبية مرتفعة الفائدة وواجبة السداد بآجال محددة.
وهذا عمل كان يتطلب ثورة مثل التي اجترحها الشعب السوداني في ديسمبر 2019. وما كان بالإمكان حدوثه في ظل النظام القائم وقتها، مما يجعل من البداهة الحديث عن قيام سلطة تمثل هذا التوجه، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.
الاتجاه المعاكس
على الضد تماما بل في الاتجاه المعاكس ينسرب الطريق الذي يقترحه المجتمع الدولي، والساعي لخلق دولة تعاني وهي في الحضانة من الازدواجية في مواقع صنع القرار، حتى يتعذر إصدار قوانين لإصلاح الخدمة العامة وجعلها تعمل في خدمة الناس الذين قاموا بالثورة.
والهدف من ذلك عدم المساس بالسياسات المالية والاقتصادية للنظام القديم التي تستجيب للمصالح الدولية، مثل رفع الدعم عن القمح والوقود وتعويم سعر العملة الوطنية.
لذلك يسعون لخلق تسوية للحرب الحالية بين من يحملون السلاح في الجيش والمليشيات، ومن ضمنها قوات الدعم السريع، وبين المكون العسكري والمدنيين الموزعين في أكثر من ثلاث جبهات، منها (تقدم) وفلول النظام السابق والكتلة الديمقراطية.
اللاعب الدولي
واللاعبون الدوليون، ومن خلال تجاربهم في مناطق أخرى من العالم، يعلمون جيدا ان دولة تتعدد فيها مراكز القوى ومواقع صنع القرار واتخاذه لا يمكن الحديث فيها عن اي معايير للحكم دع عنك من ان تكون رشيدة.
ورغم الفارق الكبير بين عصابات الارتزاق التي تساوم مصالحها بدماء الأبرياء في السودان وحزب الله الذي يقارع الامبريالية وربيبتها إسرائيل، إلا أن تعدد مراكز القوى قد قعد بالدولة اللبنانية. لكن الخطر الحقيقي يأتي من زاوية ان كل المليشيات في السودان، وكذلك بعض القوى المدنية بما فيها مجموعات النظام السابق التي عادت إلى العلن بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021، كلها ذات ارتباطات دولية وإقليمية بعضها يكاد يكون معلنا، مما يرجح بأن الاتفاق المتوقع بين القيادات الانتهازية (عسكرية ومدنية) التي تزحم الساحة حاليا هو بمثابة تقاسم للنفوذ الاجنبي في السودان.
*****************************************
بوتين: مسار تشكيل نظام عالمي متعدد القطب لا رجعة فيه
قازان ـ وكالات
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع قادة مجموعة "بريكس"، إن "مسار تشكيل نظام عالمي متعدد القطب جارٍ حاليا، وهو مسار دينامي ولا رجعة فيه".
وانطلقت الثلاثاء، في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، قازان، فعاليات وأنشطة قمة "بريكس" بنسختها الـ 16، بمشاركة نحو 40 دولة، وموضوع القمة الرئيسي هو "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين".
وفي كلمته حذر بوتين من أن اللجوء المتزايد للعقوبات الاقتصادية والحمائية يهدد بإثارة "أزمة" عالمية.
ورأى بوتين أن قمة دول مجموعة "بريكس" تشهد تشكيل "نظام عالمي متعدد القطب"، مؤكدا رغبة موسكو في مواجهة "الهيمنة" الغربية.
وقال بوتين إن "التجارة العالمية والاقتصاد العالمي ككل يشهدان تغيرات كبيرة، حيث يتحول تركيز النشاط التجاري تدريجيا نحو الأسواق الناشئة، ويجري الآن تشكيل نموذج متعدد الأقطاب، وهو ما يطلق موجة جديدة من النمو، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى بلدان الجنوب والشرق العالميين، وبطبيعة الحال، دول "بريكس".
******************************************************
بايدن يدعو إلى إيقاف ترامب سياسيا
واشنطن ـ وكالات
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إيقاف مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب "سياسيا" محذرا من أنه "يمثل تهديدا للديمقراطية".
وفي كلمة له في مكتب لحملة الحزب الديمقراطي في كونكورد بولاية نيوهامبشير طالب بايدن الديمقراطيين بـ "العمل الجاد" من أجل الفوز بالانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني.
ووسط تصفيق من الحاضرين، قال بايدن "يتعين علينا إيقافه سياسيا.. إبعاده. هذا ما يتعين علينا فعله"، مضيفا أن الرئيس الجمهوري السابق "يريد تجاهل ضمانات الدستور الأميركي".
وتابع بايدن محذرا "ستكون ديمقراطيتنا على المحك إذا فاز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس".
يذكر أن ترامب عندما كان مرشحا للرئاسة في عام 2016 قاد مرارا تجمعات ردد المشاركون فيها هتافات "أوقفوها"، في إشارة إلى مرشحة الحزب الديمقراطي آنذاك هيلاري كلينتون. ولم يطلب منهم التوقف عن ترديد هذا الهتاف.
*********************************************
الصين ترد على الدول الغربية: أين أنتم من جحيم غزة؟
نيويورك ـ وكالات
نددت الصين بالولايات المتحدة ودول غربية، وقالت إن هذه الدول تتجاهل "الجحيم الحي" الذي يشهده قطاع غزة الفلسطيني.
جاء ذلك على لسان السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ، الذي كان يرد على 15 دولة - تتقدمها الولايات المتحدة وأستراليا - انتقدت انتهاكات لحقوق الإنسان تمارسها السلطات الصينية في شينغيانغ والتبت.
وتشمل هذه القائمة من الدول الغربية أيضا فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا والدانمارك وفنلندا وآيسلندا واليابان وليتوانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد.
ووصف السفير الانتقادات الغربية بأنها "أكاذيب" مضيفا أن "وضع حقوق الإنسان الذي ينبغي أن يحظى بأكبر قدر من الاهتمام في اللجنة هذا العام هو بلا شك وضع غزة".
وقال فو إنه إذا لم يكن عدد القتلى في غزة كافيا "لإيقاظ ضمير بعض الدول الغربية.. فإن حمايتهم المزعومة لحقوق الإنسان للمسلمين ليست سوى أكبر كذبة".
وأضاف "لقد قللت أستراليا والولايات المتحدة، من بين عدد قليل من الدول الأخرى، من شأن هذا الجحيم الحي، في حين شنت هجمات وحملات تشويه فيما يتعلق بشينغيانغ التي تنعم بالسلم والهدوء".
*****************************************************
الصفحة السابعة
عمال عاطلون يشتكون من تعسّر الحصول على قروض وزارة العمل الميسرة
بغداد - طريق الشعب
اعتبر عدد من عمال المشاريع الصغيرة أن قروض وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الميسرة "تعجيزية"، مشيرين إلى وجود العديد من المحسوبيات والواسطات التي تعرقل عملية الحصول عليها. يقول ولاء مجيد، عامل أجر يومي في أحد المراكز التجارية، إنه حاول مؤخرًا تقديم طلب للحصول على قرض ميسر من الوزارة، إلا أن طلبه رُفض لكونه طالبًا جامعيًا. ويؤكد أنه "ليس من العدل استبعاد الطلبة من التقديم على القروض الميسرة للحصول على فرص عمل، خاصةً أن الكثير منهم يواجهون تحديات اقتصادية صعبة، حيث يكونون معيلين لعائلاتهم ويعملون أثناء دراستهم".
ساعات العمل الطويلة
وعن حاجته إلى قرض ميسر أوضح ولاء لـ "طريق الشعب" أن "أصحاب العمل في القطاع الخاص يفرضون ساعات عمل طويلة لا تتناسب مع أوقات الدراسة، بالإضافة إلى أن الأجور في هذه القطاعات غالبًا ما تكون منخفضة، مما تطلب السعي إلى تأسيس عمل شخصي يمكنني من الدراسة وتوفير متطلبات عائلتي اليومية".
من جهته، يرى المواطن مجيد العاصي أن قروض وزارة العمل غير ميسرة أمام الشباب العاطلين، بسبب الشروط التعجيزية مثل شرط وجود موظف كفيل. ويشير إلى أن "بعض الموظفين يستغلون هذا الشرط لابتزاز المواطنين، حيث يطلبون مبالغ كبيرة تصل إلى 50 بالمائة من قيمة القرض مقابل الكفالة".
وأشار العاصي إلى أن إطلاق قروض ميسرة خطوة إيجابية، لكنها بحاجة إلى معالجة تحديات عديدة، مثل إيجاد بديل عن شرط الكفيل.
إطلاق القروض
وفي السياق، أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن قرب إطلاق القروض الميسرة للعمال المسجلين في قاعدة بياناتها، مؤكدةً وصول عدد المتقدمين إلى 64 ألفًا، وأن قيمة القروض تتراوح بين 20 إلى 50 مليون دينار. وأوضحت وكيل وزير العمل، هدى سجاد، أن الوزارة تعمل على إطلاق إقراض العاطلين المسجلين خاصة وأن موافقة اللجنة المكلفة بمتابعة المشاريع تحققت". بدورها، أكدت سميرة ناصر مزبان، عضو المكتب التنفيذي في اتحاد نقابات عمل العراق، لـ "طريق الشعب"، أن عدد المستفيدين من القروض لا يتناسب مع حجم البطالة، مشيرة إلى وجود تقصير في الترويج للقروض الميسرة التي أطلقتها وزارة العمل. ولفتت إلى انعدام الثقة بين المواطنين والجهات الحكومية، مما دفع الكثير من الشباب إلى الامتناع عن التقديم على هذه القروض، على الرغم من الإعلان عن أنها ميسرة.
تسهيلات في السداد
وشددت مزبان على ضرورة تشديد الرقابة على القروض الحكومية وجعلها ميسرة حقًا، عبر تقديم فوائد صفرية وتسهيلات في عملية السداد، خاصةً أن معظم المستفيدين هم عمال عاطلون يسعون بشق الأنفس للحصول على فرص عمل توفر لهم ضمانًا اجتماعيًا.
من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي د. خطاب الضمان خلال حديثه مع "طريق الشعب" أن "هناك فوضى في إطلاق القروض الميسرة من قبل وزارة العمل"، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر سهولة مثل تمديد فترة السداد وإيجاد بديل لشرط الكفيل، بالإضافة إلى تخفيض فوائد القروض.
**************************************************
لحظة عمالية.. أمنّوا حق العمال في الضمان الاجتماعي
نورس حسن
تتزايد مطالبات عمال القطاع الخاص بشمولهم بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي، الذي حُرم منه الكثيرون بفعل شيوع الفساد وبسبب جشع بعض أصحاب العمل، الذين يمتنعون عن شمول عمالهم بالضمان الاجتماعي تجنبا لدفع ما يترتب على ذلك من مستحقات مالية.
في المقابل لا تهتم الجهات التنفيذية وفي مقدمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بمتابعة معامل وشركات القطاع الخاص لمعرفة مدى التزامها بشمول عمالها بالقانون، متحججة بعدم امتلاكها فرق تفتيش كافية وغير موضحة سبب عدم تشكيلها الفرق الكافية! ورغم ان جهات نقابية مستقلة عرضت التطوع لدعم فرق التفتيش، الا ان هذا العرض رُفض بحجة أن مرافقة فرق التفتيش حق للاتحاد النقابي الرسمي دون غيره، ما يعكس توجه الجهات الحكومية لتضييق حرية العمل النقابي المستقل، رغم مشروعيته القانونية.
المطالب لم تقتصر على عمال القطاع الخاص، بل امتدت لتشمل عمال المهن الحرة الذين يعانون أيضًا من ضعف دخولهم اليومية، ويطالبون بشمولهم بالرعاية الاجتماعية. هذا فيما لم تسع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى تطوير أقسام فرق التفتيش، المسؤولة عن متابعة انتهاكات العمل والابلاغ عنها.
يضاف إلى ذلك إن انخفاض دخول العمال، وتحديد حد أدنى واطيء لأجورهم ولا يغطي احتياجاتهم اليومية، يجعل من الصعب عليهم تحمل الاستقطاع المطلوب للضمان الاجتماعي.
ان اهتمام أغلب العمال ينصب طبعا على توفير لقمة العيش لعائلاتهم وليس على الضغط لدفع أصحاب العمل الى تأمين شمولهم بالضمان، وهذا يتيح لأرباب العمل التملص من تطبيق حق العمال في الضمان رغم أهميته. كما ان هناك عمالا يتجنبون الالحاح في المطالبة بحقهم هذا، خوفا من اقدام ارباب عملهم على تسريحهم من العمل بدلا من شمولهم بالضمان!
إن ما تقوم به وزارة العمل يعكس مدى التغاضي عن انتهاكات القانون من قبل أرباب العمل بحق العمال. وان مطلب شمول العمال غير الموظفين بالضمان الاجتماعي، يبقى شديد الالحاح بجانب تعديل الحد الأدنى للأجور بما يتناسب والواقع المعيشي في البلاد.
العمل 13 ساعة يوميا
فرضت إدارة المول التجاري الذي تعمل فيه الشابة سارة جمال، عليها العمل مدة لا تقل عن 13 ساعة يوميًا، مما فتضطر للعودة إلى منزلها متأخرة ولا تتمكن من الراحة والنوم الاً لساعات قليلة. ومما يزيد حال العاملة صعوبة عدم شمولها بالضمان الاجتماعي وكونها لا تتقاضى ىسوى 500 ألف دينار شهريًا، دون أن تتذكرها الفرق التفتيشية التي من المفترض أن ترسلها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لمتابعة المراكز التجارية والتدقيق في شمول العاملين فيها بالضمان الاجتماعي.
شوكِت تُحسم القضية؟
تفاجأ العامل الفني في إحدى الجامعات الأهلية، ليث ناصر، بإنهاء خدماته ودون إنذار مسبق بعد 10 سنوات من العمل، وبات عاجزاً وهو الذي يعيل أسرة كبيرة ويعيش في دار مؤجرة، من العثور على فرصة عمل أخرى بسهولة. وبسبب هذا الفصل التعسفي وعدم حصوله على مكافأة نهاية الخدمة رفع ليث دعوى قضائية ضد صاحب الجامعة، ليفاجأ ثانية بدعوى محامية الجامعة من أن عقد العمل الذي كان يعمل بموجبه يتيح انهاء خدمات العمال دون تعويضات مالية. المشكلة أن الدعوى قائمة بدون حسم منذ سنتين، دون أن ينتبه أحد لحال ليث وعائلته.
*****************************************************
العمل غير المنظم من أبرز تحديات سوق العمل
متابعة – طريق الشعب
عُقد المؤتمر الوطني حول العمل غير المنظم والمسارات نحو العمل اللائق مؤخرًا في العراق، بمشاركة ممثلين عن الاتحادات والنقابات العمالية. وقد ألقت وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، هدى سجاد، كلمة نيابةً عن وزير العمل أحمد الأسدي، حيث أكدت أن القوى العاملة في هذا القطاع ما تزال تفتقد الحماية التي يوفرها الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، وهي بحاجة إلى تشجيع أكبر على التسجيل في نظام الضمان الاجتماعي لضمان حقوق كل عامل وفقًا للقانون.
وأشارت إلى أن ظاهرة العمل غير المنظم تمثل إحدى أكبر التحديات التي تواجه سوق العمل، مُعبرةً عن حرص الوزارة على معالجة هذه القضية بشكل جذري، والسعي لتوفير بيئة عمل لائقة تضمن حقوق جميع العاملين في البلاد.
كما تم خلال المؤتمر عقد جلسات حوارية بإدارة منظمة العمل الدولية، شارك فيها ممثلون عن وزارات العمل، والتخطيط، والصناعة، ولجنة العمل النيابية، واتحاد الصناعات، ونقابات العمال، لمناقشة الاقتصاد غير المنظم، وتحديات الانتقال إلى الاقتصاد المنظم، والحلول المقترحة. وتم التركيز بشكل خاص على أهمية تسجيل الأعمال وشمولها بالضمان الاجتماعي.
وفي نهاية المؤتمر، تم اتخاذ عدد من التوصيات التي ستتم متابعتها للمساهمة في تنظيم مسارات عملية نحو العمل اللائق في العراق.
*****************************************
من أجل تشريع ضامن وفعال للحقوق والحريات النقابية
عدنان الصفار
إن وجود إطار قانوني يوفر الحماية والضمانات الضرورية للحقوق والحريات النقابية، ومؤسسات تسهل المفاوضة الجماعية وتعالج النزاعات المحتملة، وإدارة فعالة للعمل، ومنظمات للعمال وأصحاب العمل تتمتع بالمتانة والفعالية، يشكل عناصر أساسية لبيئة محفزة وتمكينية مؤاتية للحرية النقابية والمفاوضات الجماعية. ويتسم دور الحكومات بأهمية قصوى في توفير بيئة محفزة ضامنة للحقوق والحريات النقابية.
ما نصت عليه المادة (22 - ثانياً وثالثاً) والمادة (37 - أولاً) من الدستور العراقي لعام 2005، والمواد (2 و3 و4 و5 و8 / 2) من الاتفاقية الدولية رقم 87 لسنة 1948 (اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم) المصادق عليها بموجب القانون رقم 87 لسنة 2017، والمواد (1 و2) من الاتفاقية الدولية رقم 98 لسنة 1949 (اتفاقية تطبيق مبادئ حق التنظيم والمفاوضة الجماعية) المصادق عليها بموجب القانون رقم 59 لسنة 1962، والمواد (1 و3 و4 و5 و6 و8 و9 و10) من اتفاقية منظمة العمل العربية رقم 8 لعام 1977 بشأن الحريات والحقوق النقابية، المصادق عليها بموجب القانون رقم (8) لسنة 1979، وتوصيات بعثة الاتصال المباشر لمنظمة العمل الدولية بشأن تطبيق اتفاقية حق التنظيم والمفاوضة الجماعية نتيجة زيارتها للعراق ولقائها بلجنة العمل البرلمانية للفترة 2 - 4 أيار 2023، والزيارة التدريبية لممثلي الشركاء الاجتماعيين بمشاركة نواب لجنة العمل البرلمانية ومؤسسات حكومية مهمة إلى مقر منظمة العمل الدولية في جنيف للفترة 3 - 5 أيلول 2024، عملت على تضمين ملاحظات منظمة العمل الدولية. كان أبرزها ضمان توسيع نطاق الحرية النقابية، وهيكل النقابات العمالية، وحق النقابات في وضع قواعدها وتنظيم إدارتها وأنشطتها.
إن ما ذكر أعلاه يُعد مرجعية أساسية لأي تشريع يتعلق بالتنظيم النقابي في بلادنا، حيث يؤكد على حرية العمال وأصحاب العمل في تكوين النقابات والانضمام إليها دون تدخل. ولا بد، بل من الضرورة، الالتزام الحقيقي بهذه المرجعية الوطنية والعربية والدولية لتكون خطوة في الاتجاه الصحيح، مما سيتيح حق التنظيم النقابي في القطاع العام وقطاعات الإنتاج كافة. وجاء الآن دور النقابات العمالية للتمسك بهذه الحقوق ومطالبة الحكومة العراقية بالإسراع في تنفيذ ما نصت عليه الاتفاقيات ووضعها موضع التنفيذ، من خلال لجنة مشتركة تقوم بإعداد مسودة جديدة بمشاركة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وممثلي الاتحادات والنقابات العمالية واتحاد الصناعات العراقي، تعمل مع لجنة العمل النيابية من أجل تشريع قانون التنظيم النقابي، كونه يعد ركيزة أساسية لتنظيم العمل النقابي. وقد نص الدستور العراقي على حماية حقوق العمال في التنظيم النقابي والمشاركة في أنشطة جماعية تهدف إلى تحسين ظروف العمل. في العراق، تم التأكيد على هذه الحقوق في الدستور العراقي لعام 2005 الذي يكفل حرية التنظيم.
وضمن هذا الاتجاه العام، توجد قضايا جسيمة ورئيسية تنتظر حركتنا النقابية وعمالنا والعاملين في القطاع العام والمختلط والخاص، تشمل التهديد بتسريح واسع للعمال والنقابيين نتيجة فرض سياسات الخصخصة غير الممنهجة، ولسياسة الحكومة الاقتصادية التي يبدو أنها لا تمتلك رؤية واضحة لمجمل السياسات الاقتصادية والاجتماعية. سيما وأن هناك تحديات جديدة مع بروز أشكال جديدة من العمل وأنماط جديدة من علاقات العمل تقسم القوى العاملة بين عمال دائمين (موظفين) وعمال عقود وأجور يومية داخل نفس القطاع أو المؤسسة الإنتاجية، بالإضافة إلى العاملين في القطاع غير المنظم لما يمثله من ثقل عمالي كبير.
إن التغيرات الهيكلية في العمالة، ولا سيما تلك الناجمة عن الخصخصة والتكنولوجيات الجديدة، إلى جانب أنماط جديدة من علاقات الاستخدام، تؤثر في ممارسة مبادئ وحقوق الحرية النقابية والمفاوضات الجماعية. حيث إن النقابات لعبت وستلعب دوراً إيجابياً في رفع مستويات الأجور وتحسين ظروف العمل، وكان لها دور فاعل ومؤثر في صياغة التشريعات العمالية والنقابية. وإن من ينظر عكس ذلك يرى أنها تشكل خطرًا على مصالحه.
إن دور النقابات يجب أن يتعزز أكثر، وعلى النقابيين مهام باتت اليوم أصعب لأنها لم تعد شريكاً لأصحاب القرار، وما يتوجب ألا يكون قراراً حكومياً يصدر من دون مراعاة النقابات، سواء فيما يخص قطاعات الاقتصاد الوطني أو فيما يخص التحركات والشؤون العمالية، وحماية الطبقة العاملة، خاصة بعد الدور الكبير الذي من المؤمل أن يضطلع به القطاع الخاص وتوسعه في مختلف المجالات والقطاعات. وفي هذا المجال، لم تعد النقابات إلى حد كبير وفي العديد من الشؤون في الخندق ذاته إلى جانب الحكومة، لذلك عليها أن ترسم من جديد معالم هذه العلاقة واتجاهاتها وكيفية تأدية الدور المناط بها اقتصادياً واجتماعياً.
لا يخفى أن النقابات في الدول الرأسمالية تؤدي دوراً مهماً في مصلحة الطبقة العاملة، ومصلحة قضاياها الاجتماعية والصحية والمهنية وغيرها.
إضافة إلى الدور النقابي للاتحادات والنقابات العمالية، يجب أن يكون هناك دور سياسي لها، جوهره دعم النظام السياسي وحمايته كي يعبر عن مصالح العمال والكادحين وبقية فئات الشعب الذي تمثله نقاباته ومنظماته الشعبية واتحاداته المهنية. وأيضاً من بعض المهام التي يجب التأكيد عليها، إضافة إلى المهام المستجدة، حماية المكتسبات العمالية وتعزيزها كي لا تضيع، أو يتم التراجع عنها نتيجة ضغوط بعض أصحاب رأس المال الخاص أو المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومتابعة تحقيق الجانب الاجتماعي في اقتصاد السوق. لكي يكون وجود النقابات والاتحادات غير شكلي، وإنما نريده أن يكون له دور إيجابي يخدم الوطن وقضاياه الاقتصادية والاجتماعية والوطنية.
**********************************************************
الصفحة الثامنة
التيار الديمقراطي يزور مقر ائتلاف النصر
بغداد – طريق الشعب
زار وفد من التيار الديمقراطي العراقي، برئاسة المنسق العام اثير الدباس وبرفقته عدد من أعضاء المكتب التنفيذي، أول أمس الثلاثاء، مقر ائتلاف النصر في بغداد.
وكان في استقبال الوفد أمين الهيئة التنفيذية نوري العنزي، وعدد من أعضاء قيادة الائتلاف.
في بداية اللقاء، هنأ الوفد بنجاح انعقاد مؤتمر حركة "وطنيون" التي تنضوي ضمن ائتلاف النصر برئاسة د. حيدر العبادي. كما جرى التطرق إلى بداية تشكيل التيار الديمقراطي وانعقاد مؤتمراته الدورية ووجود تنسيقياته في معظم محافظات العراق، كذلك في الخارج.
وشدد الطرفان على أهمية الحفاظ على العملية السياسية وتجاوز حالة اللادولة التي تمر بها البلاد بسبب وجود السلاح المنفلت وتغول الفساد والمحاصصة الطائفية. كما تطرقا الى المخاطر التي تمر بها المنطقة بفعل العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، وإلى أهمية التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني وبطولاتهما النادرة في التصدي للهمجية والسلوك الاجرامي ضد المدنيين والبنى التحتية، فضلا عن ضرورة تقديم المساعدة المطلوبة للشعبين.
وجرى التشديد على أهمية ان تتبع الدولة، عبر مؤسساتها الدستورية، الطرق المناسبة في التعاطي مع هذه الاحداث.
هذا وضم الوفد إضافة للسيد الدباس، كلا من أعضاء المكتب التنفيذي د. علي مهدي وعبد الستار ربيع والسيدة كريمة الساعدي.
************************************************
شيوعيو النجف يزورون مدير زراعة المحافظة
النجف - طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أخيرا، مدير زراعة المحافظة منعم شهيد الفتلاوي في مكتبه الرسمي، وذلك للاطمئنان على صحته بعد عودته من رحلة علاجية.
وتمنى الوفد للفتلاوي الصحة والسلامة. واستمع منه إلى تفاصيل عن الواقع الزراعي في النجف، وكيف انه (المدير) ساهم في توظيف التقنيات الحديثة وطائرات الدرون، في وقاية المزروعات من الآفات الزراعية، فضلا عن استخدام الري بالرش، في تجربة رائدة لزراعة الشلب في بادية النجف.
وخلال اللقاء، قدم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق المحامي أحمد تويج، باقة ورد إلى مدير الزراعة، الذي شكر من جانبه الشيوعيين على زيارتهم. وتمنى لهم النجاح في عملهم.
وضم الوفد إضافة إلى السكرتير، كلا من مسؤول المختصة الفلاحية المركزية الرفيق كريم بلال، ومسؤول المختصة الفلاحية في محلية النجف الرفيق عليوي الميالي، وعضو المختصة الفلاحية الرفيق علي حسين عبود.
***************************************************
رابطة المرأة العراقية تكرّم المناضلة خانم زهدي
امستردام – طريق الشعب
زارت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران أوديشو، المناضلة خانم زهدي (أم ازاد)، في محل إقامتها في هولندا، وذلك في سياق زيارتها البلاد أخيرا للقاء زميلاتها المقيمات فيها.
وكرّمت أوديشو المناضلة أم ازاد، بلوح الرابطة. ورافقتها في زيارتها زميلاتها بشرى الحكيم وانتفاضة مريوش وسكرتيرة رابطة المرأة العراقية في هولندا باسمة البغدادي.
جدير بالذكر، أن السيدة خانم زهدي من جيل المناضلات الرائدات. حملت قضايا المرأة العراقية منذ سنوات صباها وشبابها، وناضلت من اجل حقوق الفقراء من العمال والفلاحين وسائر الكادحين. وهي من المدافعات عن المساواة والعدالة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق والواجبات. وقد ارتبطت مسيرتها مع مسيرة "رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية" التي تأسست عام 1952.
**************************************************
الصفحة التاسعة
إعفاء الجماهير العراقية من تأشيرة الدخول إلى سلطنة عُمان
بغداد ـ طريق الشعب
قررت سلطنة عُمان إعفاء بعثة منتخب "أسود الرافدين" والجمهور الرياضي العراقي من تأشيرة الدخول إلى السلطنة خلال مواجهة الفريقين في إطار الجولة السادسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم. وذكر عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم أحمد الموسوي، في بيان، أن هذا القرار يأتي بمناسبة المباراة المرتقبة بين المنتخبين الشقيقين في التاسع عشر من الشهر المقبل. وأعرب الموسوي عن شكره وتقديره لهذه "الخطوة الثمينة" التي تعكس عمق العلاقة الأخوية بين الطرفين، وتظهر الروح الرياضية رغم وجود التنافس. وأكد أن الاتحاد العراقي سيستثمر هذا القرار بشكل جيد، حيث سيبدأ مبكرًا بتأمين حضور الجماهير العراقية لمؤازرة المنتخب في المباراة. يُذكر أن هذا القرار يأتي بعد أن كانت السلطات العراقية قد قررت في الثاني من ايلول الماضي إعفاء الجماهير العمانية من رسوم تأشيرة الدخول إلى العراق، في إطار تعزيز العلاقات الرياضية بين البلدين.
****************************************************
استدعاء 21 لاعبا استعدادا للتصفيات الآسيوية المزدوجة منتخبنا السلوى يتجمع نهاية الشهر الحالي
متابعة ـ طريق الشعب
قرر الاتحاد العراقي لكرة السلة، أمس الأربعاء، تنظيم تجمع لمنتخب العراق في نهاية الشهر الجاري استعدادًا للتصفيات الآسيوية المزدوجة المقبلة.
وأكد حسين العميدي، رئيس الاتحاد، أن الجهاز الفني استدعى 21 لاعبًا لتمثيل المنتخب العراقي في النافذة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا وكأس العالم.
وأوضح العميدي أن تجمع اللاعبين سيعقد يوم 26 من الشهر الجاري في قاعة الشعب المغلقة للألعاب الرياضية للبدء في التدريبات. وأشار أيضًا إلى أن هذا التجمع يأتي في إطار الاستعداد لمواجهة الأردن يوم 22 تشرين الثاني المقبل في عمان، ومواجهة السعودية في جدة يوم 25 منه.
وتألفت قائمة اللاعبين الذين تمت دعوتهم من قبل الجهاز الفني من: عباس هادي عبد الرزاق، وعلي حاتم حميد، وعبد الله مجيد عبد الله، وميرنا ريمان نصر الدين، وذو الفقار فاضل، وعلي علاء حسين، ومحمد أمين عبد الخالق، ومحمد فالح ناهي، ومحمد صلاح مهدي، وعلي مؤيد اسماعيل، وحسان علي عبد الله، وزنار هوشيار سلمان، وحمزة إبراهيم كريم، ونورس ضرار ظافر، وريكان عثمان عبد الله، وعبد الله حيدر عبس، وإيهاب حسن عبادي، ومراد علي مراد، وفريد رعدي مهدي، وديماريو اكوان مايفيلد، وكرار جاسم حمزة.
*************************************************
عجلة دوري نجوم العراق تعاود الدوران
متابعة ـ طريق الشعب
تنطلق منافسات الجولة الرابعة من دوري النخبة العراقي لكرة القدم خلال الأيام الثلاثة المقبلة، حيث تُقام اليوم الخميس أربع مباريات مثيرة. سيتواجه نادي القاسم مع أربيل، والحدود مع الشرطة، والنفط مع نفط البصرة، بالإضافة إلى لقاء الطلبة مع الكرمة.
أما يوم الجمعة، فستشهد الملاعب العراقية أربع مباريات أخرى، حيث سيجمع الزوراء مع زاخو، والكرخ مع نفط ميسان، ونوروز مع النجف، وكربلاء مع الميناء. وفي ختام الجولة يوم السبت، ستُقام مباراتان: دهوك مع الكهرباء والقوة الجوية مع ديالى.
يُذكر أن الدوري قد توقف لأكثر من أسبوعين بسبب مباريات المنتخب العراقي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. وتتنافس الفرق الخمسة المتصدرة: الشرطة والقوة الجوية والزوراء وأربيل ونفط ميسان، لفك الشراكة في جدول الترتيب.
يسعى نادي أربيل للعودة إلى الانتصارات بعد تعادله الأخير مع الزوراء، بينما يهدف فريق الشرطة لتحقيق انتصاره الثالث على التوالي أمام الحدود. كما يأمل فريق النفط، الذي يحتل المركز السابع، في تجنب خسارته الرابعة على التوالي أمام نفط البصرة.
وفي المباريات المقررة يوم الجمعة، يهدف الزوراء إلى الفوز على زاخو، بينما يسعى نفط ميسان لاستغلال مباراته مع الكرخ لتعزيز نقاطه. وتعد مباراة نوروز مع النجف حاسمة للطرفين، حيث يسعى كل منهما للهروب من شبح الهبوط.
تختتم الجولة يوم السبت بمباراتين هامتين، حيث يأمل دهوك في تحسين موقفه أمام الكهرباء، بينما يواجه القوة الجوية ديالى الذي يتذيل الجدول دون أي نقاط.
********************************************************
منتخب الناشئين يتغلب على الصين - تايبيه بخماسية
متابعة ـ طريق الشعب
حقق منتخب ناشئة العراق أول انتصار له في تصفيات كأس آسيا تحت 17 عامًا، بفوزه الكبير على منتخب الصين تايبيه بنتيجة 5-0، ضمن الجولة الأولى من المجموعة الخامسة المؤهلة للنهائيات المقررة في عام 2025.
أقيمت المباراة امس الأربعاء في ملعب جامعة فو جين بالعاصمة تايبيه، حيث انتهى الشوط الأول بتقدم العراق بهدفين نظيفين سجلهما اللاعب زين العابدين جاسم في الدقيقتين (38 و45+3). شهد الشوط الأول أيضًا طرد مدافع الصين تايبيه في الدقيقة 43 بعد تدخله العنيف على زين العابدين وهو في حالة انفراد.
وفي الشوط الثاني، واصل المنتخب العراقي تعزيز تقدمه، حيث أحرز مرتضى مخلص الهدف الثالث في الدقيقة 56، تلاه حيدر عقيل الذي سجل الهدف الرابع في الدقيقة 77، قبل أن يختتم أمير فلاح الخماسية بتسجيله الهدف الخامس في الدقيقة 83. بهذا الفوز، حصد العراق أول ثلاث نقاط في التصفيات.
*************************************************
رحيل نجم البيسبول العالمي فالنسويلا
لوس أنجليس ـ وكالات
توفي نجم لوس أنجليس دودجرز السابق، المكسيكي فرناندو فالنسويلا، عن عمر يناهز 63 عامًا، وفقًا لبيان صادر عن النادي المنافس في الدوري الأمريكي للبيسبول.
يُعتبر فالنسويلا أحد أكثر اللاعبين المحبوبين في تاريخ الرياضة، حيث لعب 17 موسمًا في الدوري الأمريكي مع ستة أندية، إلا أن تجربته الأبرز كانت مع دودجرز، خصوصًا خلال موسم 1981 الذي قاد فيه الفريق للفوز على نيويورك يانكيز في السلسلة العالمية.
حقق فالنسويلا شهرة واسعة خلال هذا الموسم، حيث أُطلق عليه لقب "فرناندومانيا" بسبب أدائه المذهل وما أحدثه من حماس بين الجماهير، مما ساهم في تعزيز شعبية النادي بين الجماهير المكسيكية. وأعرب رئيس نادي دودجرز والرئيس التنفيذي ستان كاستن عن حزنه العميق لرحيل فالنسويلا، مؤكدًا أنه كان أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في تاريخ النادي.
************************************************
وقفة رياضية.. الأندية الرياضية دورها وواقعها
منعم جابر
إن أهم الأذرع الرياضية التي تنشط في الساحة العراقية هي الأندية الرياضية التي يتطلب واقعها الرياضي إصلاحاً جذرياً بسبب الترهل في عملها والفشل في واقعها، مما يتطلب منا أن ندرس هذا الواقع ونعمل على إصلاحه. فالأندية الرياضية تخلفت عن أداء واجباتها ودورها الأساسي في القدرة على صنع أبطال الرياضة والألعاب وغاب الكثير من ألعابها واقتصرت في مجملها على لعبة واحدة هي كرة القدم او لعبتان او ثلاثة، وغاب أثرها ودورها المجتمعي وتأثيرها الرياضي والثقافي.
ولما كانت الأندية الرياضية هي مؤسسات اجتماعية وثقافية ورياضية كما هو الحال في العقود الماضية، لذا يتطلب منا أن نساهم في تفعيل دورها وتنشيط واجباتها وهذا لا يتحقق إلا من خلال إعادة تنظيم الأندية الرياضية، وهذا التنظيم يتطلب منا أن نفرق بين نوعين من الأندية وحسب التطور الجديد الذي تشهده الساحة الرياضية العراقية وهذا التطور يتطلب أندية للهواة وأندية للمحترفين، حيث أن اندية الهواة تكون بإشراف وزارة الشباب والرياضة وأن يحدد عددها ومناطق تواجدها بين مراكز المحافظات والأقضية والنواحي والأندية الريفية وأندية خاصة بالمحترفين تمثل بعض الألعاب المنظمة والجماعية وتضم رياضيين محترفين لألعاب محددة لها مجالس لإدارتها وينظم مسيرتها ولها هيئات إدارية تضم كوادر رياضية متخصصة ومجلس إدارة والذي يضم أعضاء من المستثمرين ورجال الأعمال، أما أعضاء الهيئة الإدارية فمنهم المسؤولون عن الجانب الرياضي والفني، وتوزع المسؤوليات والصلاحيات بين مجلس الادارة والاستثمار والهيئة الإدارية للنادي. وهنا سنحقق إمكانية تنظيم العمل والإشراف ونتمكن من السيطرة المالية والقضاء على الغش والتلاعب والفساد، ومن خلال هذا التوزيع لواقع الأندية الرياضية يجب أن يكون هناك قانون خاص بالأندية الرياضية الخاصة بالهواة ومن ثم إجراء انتخابات هيئاتها الإدارية والتي يتطلب تواجد الكفاءات والطاقات والمختصين من الرياضيين في هذه الأندية وضمان نشر تواجد هذه الأندية الرياضية حسب الواقع الجغرافي ما بين مراكز المدن والمحافظات والاقضية والنواحي والأندية الريفية لضمان نشاطها ودورها في هذه المناطق.
أما أندية المحترفين فأنها تشمل في مرحلتها الأولى تلك الأندية التي تمثل مؤسسات معرّفة وقادرة على تمشية عملها في المرحلة الأولى على ان يستطيع مجلس إدارتها والمستثمرون من أداء ذلك. وعلى الحكومة ان تقدم لهذه الأندية (المحترفة) ومن أجل تطورها ونهوضها مساحة من الأراضي لتسهيل بناء منشآتها وملاعبها وساحاتها مع إمكانية تقديم قرض مالي بلا فوائد على ان يقوم مجلس الإدارة بتسديده خلال 25 سنة وان تساهم إدارة المؤسسة الفائدة للنادي وتقديم التسهيلات العلمية واللوجستية أسوة بفرق العالم.
إن الأندية الرياضية هي الذراع القوي للقيادة الرياضية سواء في وزارة الشباب والرياضة او في اللجنة الأولمبية الوطنية، وحتى يستقر حال الأندية ويتطور شأنها ونقضي على الفساد والاخطاء فيها يجب تحريرها ومتابعة نشاطاتها وفعالياتها ومشاركاتها، وأن أي اخفاق او فشل في عمل هذه الأندية يجب على المؤسسة المسؤولة عن النادي سحب الترخيص وإبطال الإجازة او حل الهيئة الإدارية وعدم السماح لأعضائها بالترشيح مرة أخرى. أما أندية المحترفين فان مجلس إدارتها وهيئتها الإدارية مسؤولتان مسؤولية تضامنية عن مخالفاتها.
وبهذا نساهم في تنظيم الواقع الرياضي، ومن خلال ذلك نصلح القطاع الرياضي وننتقل به إلى واقع جديد يؤسس لرياضة عراقية متطورة تحقق الإنجازات والانتصارات اسوة بكل القطاعات الحياتية المختلفة.
************************************************
الصفحة العاشرة
برغمان بين المسرح «زوجته» والسينما «عشيقته»: لا مكان للغيرة
إبراهيم العريس
يعرف أهل السينما وجمهورها النخبوي أن المخرج السويدي الراحل إنغمار برغمان لم يكن مبدعاً سينمائياً فقط، بل كان مسرحياً أيضاً ومسرحياً بصورة خاصة على أية حال. فنحن إذا قارنا بين عدد الأفلام وعدد المسرحيات التي حققها، سنفاجأ بالتفاوت الكبير بين الرقمين. ففي مقابل كل فيلم كان يحققه مرة كل عامين كمعدل عام، نجده يقدم أكثر من 10 عروض مسرحية أحياناً لمسرحيات كان يكتبها بنفسه، ولكن غالباً من “الريبرتوار” العالمي، وبخاصة الكلاسيكي. ففي نهاية الأمر وعلى عكس ماكس رينهارت وبريخت وغيرهما، لم يكن إنغمار برغمان ليحفل كثيراً بالتجديدات الشكلية على الخشبة، بل كان أكثر ما يهمه هو أداء الممثلين وإيصال النصوص إلى جمهور يريده أن يعيش الحالة المسرحية معه، ومن هنا لم يكن صدفة أن يهتم برغمان أكثر ما يهتم بتقديم مسرحيات لشكسبير وموليير من الكلاسيكيين القدامى، وإبسن وسترندبرغ من الجدد.
العثور على سمات خفية
ولعل ما لاحظه مؤرخو عمل برغمان المسرحي وشددوا عليه دائماً كان ما رصدوه لديه من قدرة هائلة على العثور، ولا سيما في النصوص التاريخية الكلاسيكية، على سمات تكاد تكون خفية يعمل على تظهيرها والتركيز عليها في تعاونه الذي يكاد يكون صامتاً، مع ممثليه الذين يسند إليهم مسؤولية كبرى تكاد تجعل منهم ومنه كلاً واحداً. ومن هنا ما ينقله إليهم دائماً من “اكتشافاته الصغيرة” في ثنايا المسرحيات التي يشتغلون معاً عليها، طالباً منهم أن يحدثوه عما يمكن لهم هم أن يكتشفوه، مؤكداً لهم أنه يعتبر أن ها هنا يكمن جوهر العمل المسرحي بمقدار ما يكمن، وعلى عكس ما يحصل في السينما حيث يصور النص مرة وإلى الأبد، في ذلك الاكتشاف المتواصل الذي يمكن دائماً رفد العروض التالية للمسرحية به.
ومن المعروف تاريخياً أن اهتمام برغمان بالمسرح بدأ وهو في الـ11 من عمره حين كان شغوفاً بمسرح الدمى مستعداً لأن يمضي ساعات وساعات وهو يتفرج على عروضه، وهو ما بلغ سن المراهقة حتى راح يكتب نصوصاً لذلك النوع من المسرح سيعود ويحققها عائلياً ومع رفاق له، مطوراً ما سيسميه هو “أسلوباً تركيبياً جديداً”، سرعان ما سيكتشف عجز متفرجيه الصغار عن تلقيه “فأجلت ذلك لحين أصبح محترفاً”، كما سيقول.
ملكوت الاحتراف
وهو بالفعل أصبح محترفاً و”رجل مسرح” منذ النصف الثاني من سنوات الـ30، متأثراً خصوصاً بسلفيه الكبيرين ألف سيوبرغ وأولوف مولاندر. الأول الذي كانت مسرحيته “كلاس الكبير وكلاس الصغير” أولى تجاربه حين عمل معه في المسرح الدرامي الملكي، والثاني الذي اعتبر برغمان إخراجه لـ”مسرحية حلم” (1935) المهد الذي ولد منه ارتباطه النهائي بالمسرح. والحقيقة أن هاتين التجربتين قادتا برغمان إلى اتخاذ قراره النهائي بترك بلدته الأم وحياته العائلية للتفرغ في المسرح منتمياً إلى مجموعة ماستر أولوفسغارتن في ستوكهولم. ويبدو أنه أبدى منذ بداية انخراطه في العمل المسرحي، وبالأحرى ممثلاً أول الأمر، وصولاً إلى قيامه بدور في “ماكبث”، صرامة وتمرداً جعلا له سمعة بالغة السوء، لكن ذلك كان ما أسسه حقاً في وقت لم تكن السينما خطرت له على بال.
مهما يكن من أمر، بدأت مكانة برغمان تتألق في ذلك الحين إلى درجة أنه حين تأسس مسرح للأطفال في ستوكهولم عام 1941 جرى تعيينه مديراً له، ولقد تبع ذلك تأسيس فرقة مسرحية جديدة إنما صغيرة في الوقت نفسه، انضم إليها برغمان، فربطته فيها صداقة مع غونار بيورستراند الذي سيصوره لاحقاً في بعض أبرز أفلامه. وقبل ذلك سيدعمه بيورستراند دعماً كبيراً كما سيلتقي بإرلند جوزفسون وأولف جوهانسون وغيرهما من الكبار الذين سنلتقيهم لاحقاً في أفلام له ربما كتب بعضها من أجل واحد منهم أو آخر. وفي عام 1942 مع هذه الصحبة الطيبة وضمن إطار نشاطات المسرح الملكي، سيخرج برغمان أول مسرحية من تأليفه بعنوان “موت لكمة”.
اسم يجتذب الجمهور
في تلك الآونة كان برغمان بات مسرحياً معروفاً يكفي اسمه على ملصق أية مسرحية تعرض لاجتذاب الجمهور، وصارت له في كل موسم مسرحيات عديدة إما يقوم بإخراجها أو يكتبها ويخرجها معاً. كذلك بدأ يتنقل بين المدن الكبيرة والصغيرة وبين الفرق ويكتب مزيداً من المسرحيات التي كان بعضها يحقق نجاحات لم تكن متوقعة كحال مسرحيته “راشيل وبواب السينما” التي يبدو أنها كانت من أولى إشارات توسع اهتمامه نحو الفن السابع الذي كان على المسرح في تلك الأعوام بالذات أن يتقاسم معه اهتمام المعلم. وكانت تلك الفترة بالذات هي التي وسعت اهتمامته من ناحية اختيار المسرحيات، فقدم كامو (كاليغولا)، كما قدم المسرحية الوحيدة لبرتولت بريخت التي أخرجها في حياته “أوبرا القروش الثلاثة”. ولم يعد ثمة الآن حدود لنشاطه المسرحي، بخاصة أنه انطلق في الوقت نفسه في نشاط سينمائي، مما اضطره إلى أن يوازن الأمور أكثر وأكثر محاولاً أن “يعدل” أكثر وأكثر بين كبيرات المتعاونات معه من ممثلات يرغبن في خوض تجارب جديدة تنتمي إلى الفنين معاً.
ومن الجدير بالذكر أن معظم تلك الفنانات سيصبحن من “حريمه” الخواص في زمن أو في آخر: من هارييت أندرسن إلى إنغريد تولين، ومن غونيل ليندبلوم إلى بيبي أندرسن ونايما ويفستراند من دون أن ننسى الفنان الذي “اكتشفه” في تلك الآونة بالذات، وسيكون بطلاً لعديد من أفلامه الكبيرة لاحقاً، كما بطلاً لبعض شكسبيرياته المسرحية الكبرى: ماكس فون سيدو الذي سيخلد دور الفارس في فيلم برغمان اللاحق “الختم السابع”. ومع هؤلاء جميعاً راح برغمان يكثف من تقديمه للريبرتوار النسائي في مسرحيات لإبسن وسترندبرغ محاولاً تعديلات تخفف من “كراهية” هذا الأخير للنساء في مسرحياته بصورة عامة، معوضاً على ذلك بالإكثار من إبسن ومسرحه المناصر للمرأة وقضيتها عموماً.
مسرحي محترف
ومنذ ذلك الحين لم يعد ممكناً إحصاء ما يقدمه برغمان من مسرحيات في كل موسم، فهو أمعن في التحول إلى رجل مسرح محترف بصورة نهائية إلى جانب اهتمامه بالسينما اهتمام الرجل بعشيقته بفرح وإقبال في مقابل اهتمامه بزوجته، على سبيل الواجب في بعض الأحيان! من دون أن يفوتنا في السياق نفسه كم أن برغمان عرف مرتين في مساره في الأقل كيف يتبع نزواته الخاصة، فقام بإخراج عملين أوبرالين كبيرين رسما له صورة المبدع الأوبرالي. ونعرف أن ثاني هذين العملين، “الناي السحري” لموتسارت، سيصوره سينمائياً في فيلم يحمل العنوان نفسه. ومن اللافت أن برغمان أشار بعمق، ولكن بشيء من المواربة، إلى ازدواج تجربته هذه في واحد من أفلامه المتأخرة “بعد التمرين”.
لكنه عدا عن ذلك ظل يحرص على أن يكون ثمة حاجز سميك بين عمليه المسرحي والسينمائي، حتى وإن كان لا يفوت الراصد النبيه أن يجد في بعض أجمل وأقوى أفلام برغمان أصداء تقديماته المسرحية الرائعة التي جعلت له مكانة ازدادت رسوخاً في المضمار المسرحي في السويد كما في ألمانيا وغيرهما، لمسرحيات من تشيخوف وإبسن وآرثر ميلر، وبخاصة “من يخاف فرجينيا وولف؟” لإدوارد آلبي التي أطربته وأطربت جمهوره ونقاده، إلى درجة أن داعبته يوماً فكرة اقتباسها في فيلم سينمائي.
دور أساس للقطة المكبرة
مهما يكن لا يمكننا أن نختم هذا الكلام من دون التوقف أخيراً عند سمة أساسية من سمات التفرقة “البرغمانية” بين السينما والمسرح وتتعلق باللقطة المكبرة “الكلوز آب” التي اشتهر بالإكثار من استخدامها في أفلامه وبخاصة “النسائية” منها، إذ نجده يقول إن تلك اللقطات إنما كانت أجمل إعلان حب منحه لممثلاته الجميلات، مضيفاً “ولكن أجملها على الإطلاق كانت لقطة ’الكلوز آب‘ على الممثل والمخرج الكبير فيكتور سيوستروم في فيلم ’التوت البري‘، إذ تقترب الكاميرا من وجه الممثل العجوز، وهو يرى على ضفة النهر المقابلة والديه، على الهيئة نفسها التي كانا يتراءيان له فيها عندما كان طفلاً، ثم نراهما يلوحان له”. وسيقول برغمان دائماً إنه إذا كان يعطي فؤاده أولاً وأخيراً للمسرح “الذي هو المحك الحقيقي لقوة المخرج وتعمقه في التعامل مع النص”، فإن لقطات مقربة من هذا النوع تحققها السينما تبدو دائماً مبررة لحبه الكبير للفن السابع، “وحتى إذا افترضنا أن في إمكاننا باللعب التقني أن نستخدم مثل هذه اللقطات في المسرح فإننا نستخدمها بواسطة شاشة سينمائية نعلقها في مكان ما فوق الخشبة، مما يعني أننا حتى هنا نعود للسينما!”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 2 تشرين الأول 2024
*****************************************************
وداعاً أنطونيو سكارميتا: صوت تشيلي الرقيق
أحمد عبد اللطيف
كان غارثيا ماركيز وماريو يوسا وكارلوس فوينتس وخوليو كورتاثر، ومن قبلهم بورخس، يملؤون العالم بكتاباتهم في ستينيات القرن الماضي، بورخس في تيار الفانتازية الميتافيزيقية، حيث العالم مجرد وغرائبي، وحيث كل الأحداث يمكن أن تتحول إلى صور سوريالية، وماركيز مع كُتّاب الواقعية السحرية يروجون للثقافة الشعبية ومعتقداتها وخرافاتها، ليخرجوا بأدب جديد لم تعرفه الرواية من قبل، حين كان أنطونيو سكارميتا، المولود في تشيلي عام 1940، لأبوين مهاجرين من يوغسلافيا، يخطو خطواته الأولى نحو الأدب، بسؤال حول ما يمكن كتابته بعد ما كتبه العظام السابقون. لو أن أسلافك هم بورخس وكورتاثار وماركيز، باختلاف تصوراتهم الفنية وطرحهم الجمال، لا بد من أن تجد أمامك عثرات يصعب تخطيها، بالخصوص لأن هؤلاء لا يزالون شبابًا وينتجون ويملؤون سمع العالم وبصره. لكن الكاتب الذي درس الفلسفة، وأعد رسالة دكتوراه مبكرة عن الفيلسوف الإسباني المؤثر أورتيغا إي جاسيت، تبعتها رسالة أخرى عن أعمال خوليو كورتاثار، كان يعرف الإجابة. صحيح أن سكارميتا ابن قارة ساحرة، وابن بلد ساحر، لكنه كذلك متعدد الثقافات، شديد الغرام بالأدب الأميركي الحديث، بالخصوص جاك كيرواك. هذا الغرام الذي تلاقى مع ميوله ومنظوره للفن، ساهم في إنتاج أعمال أدبية فريدة، جمعت ما بين التجريبية والمتعة، السؤال الكبير والتفاصيل الصغيرة، فشغل بذلك مكانًا في تاريخ الأدب الأميركي اللاتيني لا يقل عن مكان أسلافه.
مبكرًا جدًا، في بداية عشريناته، قرر سكارميتا السفر إلى الولايات المتحدة، وحصل على منحة فولبرايت التي سمحت له أولًا بمعايشة الثقافة الأميركية وأدبها عن قرب، وثانيًا إعداد رسالة عن خوليو كورتاثار، كشفت، من ضمن ما كشفت، عن مدى تقديره لهذا الكاتب الأرجنتيني، بل وربما حدّدت مساره الأدبي. في هذه الرحلة التي استمرت لعامين، اكتشف سكارميتا كذلك شغفه بالسينما والمسرح، الذي درسه، وكتب هناك مخطوطاته الأولى التي غدت في ما بعد أعمالًا قصصية وروائية.
في عام 1967، ينشر سكارميتا مجموعة قصصية بعنوان “الحماس” بالتوازي مع نشاطه الثقافي والسياسي، عبر برامج تلفزيونية وكتابات صحافية. منذ لحظته الأولى كانت انحيازاته السياسية واضحة، وتحرك في تشيلي والعالم باعتباره مثقفًا عضويًا في خدمة الثقافة والمجتمع. وحدد لنفسه أن الكاتب بقدر ما يبدع في أعماله الأدبية عليه دور يجب أن يؤديه لمجتمعه. ما دفعه لتأييد الرئيس اليساري سلفادور الليندي في حملته الانتخابية، ثم فرض على نفسه المنفى الاختياري في الأرجنتين عند انقلاب بينوتشيه عام 1973 على الليندي.
في الأرجنتين واصل سكارميتا إنتاجه الأدبي، فصدرت له بعد “الحماس” و”عارٍ على السطح” مجموعة “طلقة حرة”، وكانت مجموعة حاسمة بالنسبة للنقاد، إذ تجلى فيها أكثر من غيرها أسلوبه الأدبي الفريد.
بعد عامين في بلد بورخس وكورتاثر، توجهت بوصلة سكارميتا نحو ألمانيا، ومن هناك واصل نشاطه السياسي بالانضمام لمجموعة مثقفين تشيليين كشفوا فضائح نظام بينوتشيه الديكتاتوري، وواصل نشاطه الأدبي بنشر رواياته “حلمت أن الثلج يتأجج”، “لم يحدث شيء”، “الثورة”، و”صبر متأجج” التي حققت نجاحًا لافتًا، وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتحولت إلى فيلم سينمائي بعنوان “ساعي بريد نيرودا”، ومسلسل إذاعي ومسرحية، وعمل أوبرالي.
15 عامًا قضاها سكارميتا في المنفى، ليعود عام 1989 بعد نهاية حكم بينوتشيه، ليؤسس برنامجًا ثقافيًا بالتعاون مع معهد غوته بتشيلي بهدف تأسيس ورشة أدبية تتيح للشباب التشيلي التعرف على طرق الكتابة المختلفة وفتح نافذة للثقافة العالمية، بعد 16 عامًا من الانغلاق الناتج عن ديكتاتورية بينوتشيه واحتقاره للثقافة. وتعتبر عودته مرحلة أخرى في كتابته، نشر خلالها “عرس الشاعر”، “فتاة الترومبولين”، “رقصة النصر”، و”أب سينمائي”، وفي عام 2011 نشر روايته الأخيرة “أيام قوس قزح”.
بدايةً من عام 2015، أصيب سكارميتا بسرطان المعدة، وانعزل تمامًا عن الحياة.
سكارميتا كمسرحي
مع القصة القصيرة والرواية، كتب المؤلف التشيلي خمس مسرحيات: “البحث” (1976)، “لم يحدث شيء” (1977)، “اللطخة” (1978)، “اللحن” (1979)، ما يعني أنه في بداية هجرته لألمانيا رأى أن المسرح هو المعبّر عنه أكثر من أي فني آخر. وبعد توقف، عاد في عام 2010 بمسرحية “عيار 18”. ثمة مسرحية وحيدة كتبها ولم تُعرض: “استفتاء” (1988)، وهي مونولوج مسرحي تحولت إلى فيلم سينمائي بعنوان “لا”، أخرجه بابلو لاراين ورُشِح للأوسكار في عام 2012. لم تكن هذه المسرحية مقاربته الوحيدة لفكرة الديكتاتورية. اللافت أنه بعد هذه المسرحية، صوّت التشيليون بـ “لا” ضد بينوتشيه، لتنتهي بذلك ديكتاتورية استمرت 15 عامًا.
وبدافع من الالتزام، كتب سكارميتا أدب الطفل، بتصور أن أطفال اليوم هم فنانو الغد، ومن حقهم أن نفتح خيالهم.
وبعد مسيرة تجاوزت نصف قرن، ودّع أنطونيو سكارميتا الحياة يوم الثلاثاء الماضي، 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، ليفقد العالم واحدًا من الأصوات الأدبية الهامة، وأحد الضمائر التي لم تكف عن قول “لا”، ولتظلّ أعماله نموذجًا للجمال والالتزام السياسي في آن واحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“ضفة ثالثة” – 18 تشرين الأول 2024
************************************************
80 عملاً لرموز الفن العربي المعاصر في «جذور وحداثة» بالشارقة
تنظم هيئة الشارقة للمتاحف، بالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، معرض «جذور وحداثة: الفن العربي المعاصر في منطقة البحر المتوسط»، الذي يقام خلال الفترة من 18 سبتمبر الجاري حتى 24 نوفمبر المقبل في متحف الشارقة للفنون، ويضم أكثر من 80 عملاً فنياً، ويشمل الرسم والنحت والفن المختلط.
ويقدم معرض «جذور وحداثة» للزوار أعمالاً فنية من المجموعات الدائمة للمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، بما في ذلك أعمال لفنانين بارزين مثل صليبا الدويهي من لبنان، وفاتح المدرس من سوريا، ومحمد مليحي من المغرب، وسليمان منصور من فلسطين، حيث تعكس الأعمال المعروضة التغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية العميقة، التي شكلت مشهد الفن العربي المعاصر في منطقة البحر المتوسط. وقالت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «يسعدنا أن نقدم هذا المعرض الرائد، الذي يعد ثمرة للتعاون الأول من نوعه، والذي يؤكد التزامنا بتعزيز التبادل الثقافي، وتسليط الضوء على التراث الفني الغني لمنطقة البحر المتوسط العربية».
وأضافت: من خلال هذا التعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة نهدف إلى تقديم فهم أعمق لزوارنا للفن المعاصر في المنطقة، وجذوره المتأصلة في التقاليد. وأشارت إلى أن الزوار على موعد مع مجموعة أعمال فنية فريدة، تمزج بين التأثيرات التقليدية والتقنيات الحديثة». بدوره قال الدكتور خالد خريس، مدير عام المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة إن «جذور وحداثة» معرض من المجموعة الدائمة للمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، ويمثل أعمالاً فنية تشكيلية لأهم رموز الفن العربي المعاصر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا، حيث يعكس المعرض التنوع والوحدة، ومحاولات البحث عن الهوية الفنية والمعاصرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“البيان” الاماراتية – 5 أيلول 2024
****************************************************
«المنتقى» 16: دراسات حول فلسطين والعراق والسودان والأردن
عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” و”معهد الدوحة للدراسات العليا”، صدر العدد السادس عشر (أيار - حزيران 2024) من الدورية العلمية المحكمة “المنتقى: منظورات جديدة في الدراسات العربية” باللغة الإنكليزية.
تضمن العدد دراسة بعنوان “بين الإمبراطوريات والأمة: ذكريات الحرب الكبرى والهوية الوطنية العراقية” لدينا خوري، التي تجادل بأنه خلال الفترة الملكية التي امتدت حتى سقوط السلالة الهاشمية عام 1958، لم يكن هناك إجماع وطني على معنى الحرب الكبرى بالنسبة إلى الهوية العراقية، وسعى الملوك الهاشميون لربط الحرب بتشكيل أولى الدول العربية العراقية الحديثة. وتهدف دراسة “فترة انتقالية مضطربة: تحولات التحالف الهجين في السودان” لحسن الحاج علي أحمد، إلى تحليل الاضطرابات التي أصابت الفترة الانتقالية في السودان بعد انتفاضة كانون الأول 2019، مركزة على تأثير التحولات التي طرأت على التحالف الذي تكوّن لإدارة الفترة الانتقالية.
أما دراسة “السلطة القضائية في العراق: إشكاليات الاستقلالية غير المقيدة” لفراس مكية، فتضيء الانحرافات والإشكالات التي نشأت في العراق منذ تجربة الانتقال الديمقراطي عام 2003، والتي نجمت جراء فصل السلطة القضائية بصورة تامة وغير متوازنة عن بقية السلطات، ومنحها استقلالية “مفرطة وغير مسؤولة”. وتبحث دراسة “صراع التكيف: حالة مواليد السعودية الفلسطينيين من جيل الألفية العائدين إلى الأردن” لعبد الله أبو لوز، في واحدة من السياسات التي اعتمدتها الحكومة السعودية منذ تموز 2017، والمتمثلة في فرض حزمة ضرائب جديدة على مرافقي العمالة الوافدة، وأثرها في الجالية الفلسطينية المقيمة في السعودية، ولا سيما الفلسطينيين من جيل الألفية المولودين في السعودية، والذين ينتمون إلى الجيلين الثاني والثالث من الأسر الفلسطينية المهاجرة للعمل. وتبين دراسة “الأبوية الاستعمارية في ظل الحكم العسكري الإسرائيلي (1967 - 1977):’الرعاية الاجتماعية’ أداة للتحكم” لأشرف عثمان بدر وعاصم خليل، كيف هدفت منظومة “الرعاية الاجتماعية” الإسرائيلية إلى تكريس سياسات السيطرة وضبط السكان الفلسطينيين واستغلالهم، والتدوير المالي وشراء المواد “المدعومة” من السوق الإسرائيلية، والظهور في الوقت نفسه بمظهر الراعي الحريص على مصالحهم. واشتمل باب “المؤشر العربي” على تحليل بعنوان “حرب إسرائيل على غزّة: الرأي العام في مصر والأردن ولبنان” ليارا نصّار، في حين تضمن باب “مراجعات الكتب” مراجعة بقلم ياسين حكان لكتاب “الهجرات النسائية الجديدة في أفريقيا: المحددات والديناميات” لرشيد بن بيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 2 تشرين الأول 2024
*******************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في الثقافة
- الروائي العراقي ضياء الجبيلي، فاز بجائزة كتارات للرواية التاريخية 2024 عن روايته غير المنشورة “السرد الدري في ما لم يروه الطبري- ثورة الزنج”.
كتب جديدة:
- ضياع في خمسة ميل/ قصص حسن السلمان. اصدار: دار الورشة/ بغداد.
- الهزل في قصص الازل/ تأليف ايتالو كالفينو، ترجمة نبيل رضا المهايني. اصدار دار المدى/ بغداد.
- مجرد حرب/ قصص د. ناظم مزهر. اصدار: دار ماشكي/ الموصل.
- الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي فاز بجائزة افضل نص مسرحي في مهرجان ظفار الدولي للمسرح في سلطنة عمان عن مسرحية “كوميديا الأيام السبعة” والتي عرضت بعنوان “كلب الست” اخراج الفلسطيني فراس أبو صباح.
****************************************
الفنان يوسف الناصر والمفهوم اللامكتمل في الرسم
شاكر لعيبي
جوهر الممارسة التشكيلية التي ينهمك فيها الرسام يوسف الناصر تقع في إصراره على عمل “لامكتمل”، رغم اكتمال أدوات الفنان وقدراته المشهود لها ومعرفته بتقنيات فن التصوير ومفاهيمه وسيطرته على مختلف أنواع الكتل والأشكال واللوينات. عرّض هذا الإصرارُ الفنانَ لبعض سوء الفهم والتقدير، خاصة من طرف من لا يتقبّل العمل الفني إلا مُكتِملاً، ومن طرف من يراه بعين أقرب للفهم التقليديّ (للكمال) المتفارِق قليلاً مع وعي حداثة.
في وقت سابق، كتبنا مطوّلا عن مفهوم اللامكتمل (inachevé أوunfinished) في العمل الفنيّ، ولا صرورة في السياق الحالي لاستعادة ما كتبناه.
مفهوم اللامكتمل: يقال له بالفرنسية inachevé وبالإنكليزية unfinished، في مقابل المكتمل achevé وfinished. نية الفنان بعدم اكتمال عمله عن قصد، هي المتوخاة في هذا المفهوم، وهي التي تدفعنا للتساؤل عن التأثير الذي تنتجته تقنية الـ “non finito” منذ دوناتيلو Donatello الإيطاليّ في نحت القرن الخامس عشر الميلادي، وحتى الفن الحديث والمعاصر.
سيقت العديد من الحجج والمبررات لتبرير انهماك الفنانين الحديثين باللامكتمل، وعلى رأسها اعتباره عملاً مفتوحاً، تشارُكياً ومتنوّعاً، ذا ذاتية قوية، احتمالياً، في تحدٍ جذري لمفهوم (الكمال) المثاليّ، كما أنه يعبّر وجودياً عن قلق الفنان وتساؤلاته ومخاوفه، ويضع للصدفة والآنيّ مكاناً في صلب عمله.
في كونه عملا مفتوحاً، تشارُكياً يعبّر عن قلق الفنان، تقع جُلّ اهتمامات يوسف الناصر باللامكتمل. ففي معرضه “الرسم من المسافة صفر” يقول مثلاً: “بعض الروائيين والشعراء وحتى الرسّامين يتركون منتوجاتهم فترات طويلة قبل ان يعودوا إليها لتقييمها وإعطائها صيغتها النهائية. عملتُ عكس ذلك تماما”. ويقول: “أن نرسم ونكتب ما يعتمل بالروح مباشرة أمام هول ما يمكن أن نراه، دون مراجعة ودون أكاديميا، أن نصرخ، أريد أن أصرخ “.
لفهم الأمر علينا ملاحظة أن الناصر لا يقدّم لوحة أو عملاً مُحْكَماً وفق القواعد وفيه عنصر أو أكثر تنقص عمداً، أو أن عنصراً أو أكثر مرسومة قصداُ بطريقة غير مكتملة. لا يتم الأمر بهذه الطريقة بالضبط، لأن غالبية أعمال الفنان تقوم على أساس الدفق الأول الذي يُنتِج خطاطة أوليةesquisse (لعملٍ لن يُنفّذ أبداً)، إنه بالأحرى كروكي croquis (رسمة مختصرة). في الخطوط الخارجية لهذه الرسمات نلاحظ توتر الفنان ودفقه الروحيّ وحماسه لموضوعه، حتى الأعمال الزيتية تقوم على هذا المبدأ لكن بالتلوين الذي يجري اختزاله لأدنى مستوى له، أو الاكتفاء باللون الواحد (المونو)، الغامق أو الأسود غالباً. الخطوط الخارجية عزيزة على قلب الفنان لكأنها بعض من أعصابه المتوترة المعروضة أمام عيون المشاهدين. في هذه العملية لا مكان أصلاً للكمال ولا مقام له لأنه ابعد من يكون عن هواجس عملية متراكبة مثلها مهمومة بأمر آخر: يشتغل الفنان عكس الصيغة المكتملة للعمل تماماً.
لذلك فإن يوسف الناصر بعيد جوهرياً عن مفهوم (الكمال) الأفلاطونيّ، وعن مفاهيم الأفلاطونية الجديدة، وهنا جوهر القضية.
********************************************
قصة قصيرة.. مطر.. مطر
داود سلمان الشويلي
(الليلة ممطرة،
والبرد احدّ من السكين
وصوت الريح ، وحشرجة المطر المتدفق ...
والشارع اقفر ، إلا من اصداء خطاها ،
لاشيء سوى هذا ،
وسوى اصداء خطاها وسواها ،
وحقيبتها المبتلة ، والشعر المتثائب في ملل ،
فوق الكتفين .. وانملها ،
وهي تدق الباب ليفتح ..
من سيكون الليلة ضيفي ..؟)
أرتاح كثيرا عندما أستذكر هذه القصيدة، وهي لصديقي شاعر الناصرية المرحوم رشيد مجيد، إنها لا تنطبق على وصف الليلة التي أنا فيها لكنني استذكرتها الآن، والآن فقط.
كان شهر كانون الأول، أو شهر شباط، هما الشهران اللذان ينزل فيهما المطر بعض الأحيان لأنهما من أشهر الشتاء في المدينة.
تجمعت الغيوم السوداء الكبيرة، وذابت مرة واحدة على المدينة، وغنت الأرض اغنيتها الموحلة، ليس كعادتها في السنوات التي مضت، كانت السماء بخيلة، وشحيحة، حد الجفاف. كان مزارعو الحنطة، والشعير، فرحين به، يرقصون طربا، فيما نحن على عكسهم نزداد غضبا كلما نزل المطر.
كانت ليلة ماطرة غير هادئة بامتياز نادر، جاءت بعد نهار رمادي، كالح، وبارد حدّ السكين، فقد كانت مضطربة، قلقة، غير مستقرة، وثابتة، على أمر واحد، بعد أن امتلأت السماء بغيوم سود داكنة أنبأت الناس عن هطول المطر بغزارة فجادت به كالشلالات التي يسمع لها صوت بهدير مضطرب، وكأن السماء راغبة به، والبرق تلمع سيوفه التي يتعارك الملائكة بها فيما بينهم، وكانت طبول الحرب بينهما لاتصمت، ترسل ضجيجا مدويا، وزمجرة حادة، ودموع الملائكة الآخرين تنهمر على الأرض مخلفة بركا آسنة عديدة، وطين لزج، وهذا يحدث فقط في فصل الشتاء.
كانت أمهاتنا سحابات مثقلة بالحنان، ممطرة حبا، في كل الفصول، وفي كل مكان، وزمان، فكنا نحتمي بهن من كل شر مستطير.
كانت قصيدة “ليلة ممطرة” لا تعكس الحالة التي نحن فيها بل تعكس الأجواء التي نحن عليها، كانت القصيدة رومانسية فيما ليلتنا سوداوية، مرعبة، ممطرة، بارقة، مرعدة. إذ في الشتاء، وعندما ينزل المطر، تصبح أرضية دارنا موحلة، وطينية، ومجموعة من المستنقعات الصغيرة، والبرد لا يرحم، فهو ينزل الى داخل عظامنا، كحد السكين، وفي الليل خاصة يصبح الظلام لا كما قال الشاعر بدر شاكر السياب جميلا، بل هو في أسوأ حالاته، فكل شيء أسود مثل النيل، وأشد، إذ لا كهرباء في صريفتنا، ولا في صريفة ابن عمتي المقابلة لها، والتي تقع على مسافة منها غير قليلة، بينهما ساحة طينية، لزجة، فيها مستنقعات مائية كثيرة. وأيضا ليس في الكثير من دور الحي، إلا النادر منها، وكنا شبه خائفين، ونحن نجلس القرفصاء نرتجف بردا داخل الصريفة في شبه دائرة محلقين حول أمنا خيمة الحنين، والحب. عيناها الواسعتان تشع نورا يهدينا الى الطريق الصحيح، وتبرقان حنينا، ونحن نقترب منها أكثر، فلا ملاذ لنا سواها، فهي التي سمعنا نبض قلبها، ونحن في رحمها، وآنسنا به، فكيف الآن، وهي جنبنا؟ وصوت الريح يخيفنا، وهي تعوي، وتصفر، دون من يردعها.
كانت الليلة باردة، صامتة، مخيفة، مرعبة. بدأت تفوح منا رائحة الخوف، فيما عتمة الصريفة ينيرها ضوء الفانوس الأصفر الخافت، والمتراقص، الذي تبعثة فتيلته المغمسة بالنفط. كنا نخاف الطنطل، والسعلوة، والمارد، ونخشى مجيئهما مع اللص الذي رآه والدنا. كانت أسماعنا تعكس صوت السكون المفروش في الصريفة، وساحة الدار الموحلة، وأبصارنا معلقة بوجه أمنا، والصمت المشوب بالخوف هو اللغة التي نعرفها فيما وجهها بشوشا قبالة وجوهنا التي تعكس ضوء الفانوس الأصفر المتراقص. كانت مشاعرنا قد اضطربت، تقلقل شيئا فيها، أزيل من مكانه. قالت أمي بحزم فيه شيء من الحنون:
- لا تخافوا.
كان بين دارنا، أقصد الأرض التي بنى والدي، وابن أخته، صريفتيهما عليها، وبين دار الحاج موسى الهايس المبني بالطابوق، والمسقف بجذوع الأشجار، والقصب، والبواري، والمعبّد بالفرشي، بابا خشبية، وفي ظلام تلك الليلة الممطرة شعر والدي، لا كما شعر الشاعر رشيد مجيد في قصيدته (ليلة ممطرة) بفتاة تطرق باب داره، وانما بحركة غير اعتيادية في وحل ساحة الدار، وعندما خرج من الصريفة، وهو ملثم بيشماغه من البرد، رأى شخصا يتحرك في كتلة الظلام الماطر ماء، وبرودة، كتلة سوداء تتجه نحو الباب الخشبي، فأسرع والدي، وأمسك به، كان لصا، وقد غطى نصف وجهه بيشماغه. صاح والدي بأعلى صوته:
- مهدي ... حاج موسى.
ظهر ابن عمتي أولا من صريفته مسرعا، وبرز الحاج موسى من الباب الخشبي مندهشا في هذا الظلام البارد، والممطر، وهكذا القوا القبض عليه، وأشبعوه ضربا، ثم تركوه يذهب الى المكان الذي جاء منه، لأنه لم يكن مثل “لصّ يوم السبت” في قصة غابرييل غارسيا ماركيز الذي أصبح صديقا لمن جاء يسرقها.
كان ابن عمتي مهدي، أو الحاج مهدي فيما بعد، كريم العين، “أعورا”، إذ كحلت عينه عندما كان رضيعا امرأة عوراء فأطفأت نور عينه، وظل كريم العين الى أن مات، دون أن يشتكي، أو يتذمر، أو يلوم أمه، أو المرأة العوراء التي تركته أعورا.
كانت أجواء دارنا حميمية، وكانت أمي، الذكر الطيب لها، تذهب الى سوق المدينة كل يوم صباحا، وبيدها الزنبيل المصنوع من خوص سعف النخيل، وكانت تعود منه، وهي محملة بما لذّ، وطاب، لنا نحن الأبناء، ولدين، وبنتين.
مرة رأيت أمي، وزوجة ابن عمتي، جالسات قرب باب صريفتنا، وهن يضعن (الديرم) على شفاههن يتزينن الى أزواجهن، ويمسحن خدودهن بمادة (السبداج) ، وكان كلامهن شيء مضحك لهن. فيما أنا لا أتذكر زواج أبي، وأمي، وهذا مؤكد، وغير قابل للنقاش، لأنني لم أكن مولودا عندما أحبها، وأحبته، إلا انني أتذكر قصة حبهما لبعضهما كما روته لنا أمي، فهو قد أحبها عندما رآها في بيت صديقه البصري عندما كان يعمل معه في البصرة، فطلب يدها من خالي جاسم، وتم الزواج، ولا أعرف الكيفية التي تم فيها الزواج، إلا انني أعلم من مجريات الأحداث انه أتى بها مع “صرة” ملابسها فقط الى مدينته الناصرية بالقطار، فتعرفت على جدتي لأبي، وعلى عماتي الاثنتين المتزوجات، وعاشت مع جدتي الذكر الطيب لها بإنسجام، ومودة حتى جاء مفرق الأحباب، ومهدم اللذات فأخذ معه جدتي لأبي.
كانت فتاة بيضاء البشرة، وجميلة، رقيقة، وبقلب ينبض بالطيبة، وذات جسم لا نحيل فينقطع بين يدي زوجها، ولا هو بالسمين الذي يمتنع عن الثني.
كان أبي رجلا عصاميا، وكان يتيم الأب، و”يكد” على والدته، ثم صار “يكد” على زوجته، ومن ثم على عياله، لانه كوّن بيتا، وعائلة، زوجة، وأولادا.
كنا في الدار القديمة نسكن في الأرض الخاصة بإبن عمة والدي الحاج موسى الهايس، والتي بنى عليها صريفة لتأويه، وزوجته الفتاة البصرية من قبيلة كنانة، وكذلك لابن أخته مهدي دحام الازيرجاوي صريفة ليأوي اليها مع زوجته ابنة عمه، ووالدته شبه العمياء، وكانت والدتي ترضع أخي الرضيع مالك بقنينة زجاجية تضع على فوهتها رأس مطاطي كمثري الشكل مثل حلمة الثدي ليرضع منه الحليب، وفي بعض الأحيان تضع في القنينة الماء فقط لعدم وجود حليب الأبقار. وفي فصل الشتاء، وعندما يتجمد الماء في “الحب” فانها تكسر الطبقة المتجمدة في الأعلى، وتملأ “الممة” بالماء البارد، والمثلج، وتعطيه لأخي الرضيع. هكذا روت لنا أمي، وهكذا عللت لماذا هو طويل القامة، ورفيع البنية كقصبة الأهوار لأنه رضع الماء المثلج.
كان أثاث بيتنا يتكون من “ݘرباية” خشب “جاوي” محاطة بسياج خشبي، مزخرفة، فيها صورتين إحداهما صورة لمريم العذراء، والأخرى صورة للمعيدية، ومحمل خشبي بثلاثة أبواب لحفظ الملابس فيه، ووضع نضيدة الأفرشة عليه، ومجموعة من الأفرشة، وحِب لتبريد ماء الشرب، ومسخنة لنقل الماء من الشط “نهر الفرات” الى البيت، و”سلبݘه”، و”لگن” لغسل اليدين، و”كاروك” خشبي لنوم الرضيع.
هذا آثاث بيتنا إلا انني لا أعرف متى ماتت جدتي لأبي، فأنا لم أرها، فقط رأيت عماتي فاقدات البصر، كنّ أكبر من أبي الذي فقد أباه، وهو صغير، وحتما فهو لا يعرف عنه شيئا.
عندما كان أبي صبيا كان يعمل أجيرا، وكان يأتي لأمه بما يحصل عليه من أجرة، ومرة كانت تجلس مع جدتي امرأة معروفة بالحسد، فقالت لجدتي:
- صار لك ابن يأتي لك بالفلوس.
يقول والدي، والعهدة عليه:
- فركت راحتى يديّ، ومن تلك اللحظة راحت راحتي يديّ في الشتاء يطفح جلدهما، ويأخذن بالحك فيحمرا، هكذا علل والدي سبب الحكة التي في راحتيه.
سألت أبي في فترة أنا واع لما أقول:
- هل تصدق في الحسد؟
قال مبتسما:
- يوجد الحسد في القرآن.
سكت، ولم أنبس بكلمة واحدة لأني لا أريد أن أناقش أبي أولا، ولا رجل أمي مثله ثانيا، وهو مؤمن بنا جاء به القرآن ثالثا. وأنا على ثقة بأن ما أصابه هو مرض جلدي ربما بسبب مواد البناء لبعض جاود الانسان. هذه محنة المثقفين في العالم الاسلامي.
***************************************
غزل شامي
د. هشام عبد الكريم
يا فردوسا ً
يتمشى ما بين العين
وبين الهُدب
يا نسغ الفرح ِ النابت ِ
في قلبي
كم بت أراني
مكتملا ً بحضورك
يا سيدة الأيام
ما ابهاني وهواك
تساقط ضوءا ً
وعذوبتك انتثرت
في حلو الأيام
قلت أحبك ِ
رددت ِ الأطيار ُ : ( أحبك )
والجدول أحنى رأسه
من فرح
والشمس هي الأخرى
قالت ما أبهى قمرين
يُطلان على أرض الشام
وما أحلا حبا ً ووصالا ً
يمتد من الغوطة حد النهرين
طوبى لك
سيدة َ المتوسط
سيدة القلب الذائب
في حب العينين
ما أجملك
يا روعة أيامي يا دفء الكلمات
مازلت أراني في حلم
يمتد من الحلوة ( صافيتا ) *١
صوب الموصل
وهي تلّوح لي
- طالت غيبتك كثيرا ً
يا ذا الوجه الأجمل
هل فكرت َ بمن مازلت لها
الأهل َ
ومازال تهواك حياة ؟
- سنعود كعصفورين
يُجيدان ترانيم َ الحب
ورسم َ مواسم ِ سَعد ٍ
في الطرقات
نحن خلقنا
كي نُضفي شارات ِ الفرح الحلو
نبدّد ُ احزانا ً ونفتت آهات
نحن مرايا لجنان زاهرة
وزهور تطلع
من بين حروف الدمعات
سنعود نعود
هذا عهد ٌ موصلنا
فانتظرينا
يا سيدة َ المدن الأولى
فبُعيد ليال سترينا
ننثرنا وردا ًفي **( اقليعات ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صافيتا : مدينة قريبة من ساحل المتوسط في سوريا
اقليعات: مدينة تاريخية تقع قي أيمن القلب اقصد ايمن مدينة الموصل في العراق .
***************************************************
الصفحة الثانية عشر
في "غاليري مجيد" ببغداد د. حميد يونس: أن يكون الطبيب النفسي أديبا
متابعة – طريق الشعب
ضيّف "غاليري مجيد" في بغداد، أخيرا، الطبيب الاستشاري والكاتب والمترجم د. حميد يونس، الذي قدم محاضرة بعنوان "أن يكون الطبيب النفسي أديبا"، وسط جمع من الأدباء والمثقفين.
أدار المحاضرة د. أحمد الزبيدي، واستهلها بتقديم نبذة تاريخية عن تطور مصطلح "الأديب"، مستذكرا قولا لابن خلدون يفيد بأن المرء إذا أراد أن يكون عالما، عليه أن يتقن فنا واحدا، وإذا أراد أن يكون أديبا عليه أن يتقن أكثر من فن.
وفي معرض حديثه، ذكر د. يونس أن محاضرته حلقة من سلسلة محاضرات يسعى إلى تجميعها في كتاب مرتقب عنوانه "فلسفة العيادة"، يوضح فيه الأثر المتبادل بين الطب النفسي والأدب.
ثم تحدث عن الحوار الجدلي الذي يجري بين الطبيب النفسي والمراجع، والذي يتطور صعودا ونزولا لحين صيرورته من الحكاية المحكمة التي يطرحها المراجع في التعبير عن حالته النفسية وسرد تفاصيل حياته للطبيب، إلى الرواية الأدبية التي قد يكتبها الطبيب فيما إذا كان أديبا إضافة إلى كونه طبيبا، مشيرا إلى ان مثل هذه الجلسات العلاجية يمكن أن تُصبح ينبوعا أدبيا واقعيا متوجا بأطر فنية.
ورأى المحاضر أن الأدب يحتاج إلى الطب النفسي، لزيادة ثرائه وغناه الفكري وواقعيته، وان الطب النفسي، هو الآخر بحاجة إلى الأدب، موضحا أن النظريات النفسية استقت من الأدب مفاهيم كثيرة.
وأشار إلى ان "أغلب المرضى النفسيين يعتقدون أن أسباب أمراضهم تعود إلى عوامل خارج إراداتهم، كالتنشئة الخاطئة والظلم، وغيرها. لذلك انهم يتعكزون على هذه الأسباب كمعرقلات أمام تحسن أوضاعهم النفسية"، مستدركا "لكن الطبيب النفسي يدعو المريض إلى ضرورة تحمل مسؤولية حالته، وربما يكون الأدب عاملا مساعدا في توسيع دائرة وعي المريض، وتغيير بعض قناعاته".
ووفقا لما يراه د. يونس، فإن "الطبيب النفسي كالأديب، بل من الضروري أن يكون الطبيب النفسي أديباً، لأن كليهما يقدمان أفضل ما عندهما حين يشاركان تجربة الإنسان الفرد، وفي الوقت نفسه، فإنهما ينظران إلى هذا الفرد في سياق حالته النفسية المصغرة وحالته الاجتماعية الأوسع".
***********************************************
في واسط.. حيدر العقابي يوقّع مجموعته الشعرية الجديدة
الكوت - نجم خطاوي
حتضنت قاعة قصر الثقافة والفنون في واسط، نهار الجمعة الماضية، حفل توقيع للمجموعة الشعرية "بكاء الماء"، جديد الشاعر حيدر حاشوش العقابي، الصادرة عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب.
الحفل الذي أقامه اتحاد الأدباء والكتاب في واسط، حضره جمع من الأدباء ومتذوقي الشعر. بينما أداره الأديب فيصل الدنيناوي.
وخلال الحفل، تحدث العقابي عن تجربته الشعرية واهتماماته الأدبية الموزعة بين الشعر والمقاصلة النقدية. ثم سلط الضوء على مجموعته الشعرية التي ضمت 54 قصيدة، وقرأ منتخبات من نصوصها.
وفي الختام، وقّع العقابي نسخا من مجموعته الشعرية ووزعها على الحاضرين.
*********************************************
"مكتبة الطفل العراقي" تستقبل التلاميذ مجددا
بغداد – مروة فاضل
تزامنا مع حلول العام الدراسي الجديد، فتحت "مكتبة الطفل العراقي" التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، أبوابها مجددا أمام التلاميذ، الراغبين في الانتساب إليها.
وتُعد هذه المكتبة، التي مضت على تأسيسها 13 عاما، من أهم مشاريع الرابطة طويلة الأمد. إذ تُقدم دروسا منهجية وتثقيفية وتوعوية للتلاميذ. وما يُميزها انها تقع في منطقة شعبية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، تُعرف أيضا بمدينة الفقراء والشهداء.
وبدأ كادر المكتبة استعداداته للعام الدراسي الجديد، واستقبال التلاميذ. حيث يُشترط أن تكون أعمارهم بين 4 و6 سنوات.
علما أن منهاج المكتبة يتضمن تقديم دروس في مواد اللغتين العربية والإنكليزية والرياضيات، فضلا عن الدروس التوعوية والتثقيفية. كما توفر المكتبة فرصة لمزاولة ألعاب التسلية وقراءة القصص والرسم الحر.
ولا يتوقف عمل المكتبة على تعليم الأطفال، إنما يتعدى ذلك إلى عقد ندوات صحية وقانونية للنساء، فضلا عن المساهمة في التكافل الاجتماعي وتقديم المعونات للعائلات المتعففة والأيتام، إلى جانب تنظيم سفرات ترفيهية للأطفال وأمهاتهم.
********************************************
في كركوك اكتشاف موقع أثري يعود إلى 4 آلاف عام
متابعة – طريق الشعب
أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث عن اكتشاف أثري مهم في "تل عرب كومبت" بمحافظة كركوك، موضحة في بيان صحفي أن التنقيبات الجارية في التل كشفت عن موقع أثري يعود إلى أكثر من 4 آلاف عام، ما يساعد في فهم تاريخ المنطقة الممتد بين عصر فجر السلالات والعصر البابلي القديم (الألف الثالث والثاني قبل الميلاد). وتقود الأعمال التنقيبية بعثتان، الأولى برئاسة السيد قصي سلطان محمد بطرس، وقد كشفت عن بقايا وحدات بنائية وورش وأفران لصناعة الفخار. وعثرت على نحو 100 قطعة أثرية متنوعة.
أما البعثة الثانية، التي يترأسها السيد وقاص محمد حمد عبد الله، فقد أسفرت تنقيباتها عن وحدات عمارية مشيدة باللبن. وعثرت على قبور ضمت هدايا دفنية مختلفة، ما كشف عمّا يقارب 150 قطعة أثرية.
**************************************************
موعد مع الأعسم
بدءا من يوم الأحد المقبل يطل الصحافي المعروف عبد المنعم الأعسم في عمود دائم، يعالج فيه بكثافة الأحداث والقضايا الراهنة.
ترقبوه في هذا المكان من هذه الصفحة.
*************************************************
يوميات
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، الكاتب والناقد التشكيلي جمال العتابي، ليتحدث في جلسة عنوانها "العلاقة الجدلية بين الفن والسياسة".
تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
*******************************************
فقيدنا الراحل يحيى علوان وداعا ..
تكبدنا الاثنين الفائت خسارة فادحة.. رحل الى الابد رفيقنا الغالي يحيى علوان، الكاتب والمترجم والصحفي، زميلنا الوفي في العمل سنين طويلة في جريدتنا وعملنا الاعلامي، رفيقنا في النضال السياسي، والكفاح الانصاري، والنشاط الثقافي ..
رفيقنا العزيز، تبقى حيّا معنا، في قلوبنا وعقولنا، وإن قلنا وكررنا: وداعا أبا علياء!
*********************************************
الثقافة الكردية تستعد للمشاركة في مهرجان "طريق الشعب"
بغداد - علاء عبدالله
تستعد دار الثقافة والنشر الكردية للمشاركة في مهرجان "طريق الشعب" السنوي التاسع، الذي سيُقام يوم الجمعة الأول من تشرين الثاني المقبل على حدائق أبي نؤاس، بالقرب من نصبي شهرزاد وشهريار. وبتوجيه من مديرها العام ئاوات حسن أمين، ستعرض الدار إصداراتها الجديدة باللغتين العربية والكردية، مع التركيز على الأدب والتاريخ والتراث الكردي، إضافة إلى مجموعة من الإصدارات الثقافية والفنية الأخرى. وتأتي مشاركة الدار في هذا المهرجان الثقافي المهم، جزءا من جهودها المتواصلة لتعزيز الحضور الثقافي الكردي في المشهد العراقي، ولتعزيز الحوار الثقافي بين مختلف مكونات المجتمع. ويسعى جناح الدار إلى تقديم فرصة للجمهور للاطلاع على أحدث الإصدارات التي تعكس تنوع الثقافة الكردية وإسهاماتها في إثراء الثقافة العراقية العامة.
**************************************************
أسماء عامركفيفة تتقن فنا لا يتقنه إلا البصير!
متابعة – طريق الشعب
لم يمنع فقدان البصر الشابة أسماء عامر من إكمال مسيرتها الدراسية وممارسة هواياتها الفنية. حيث حققت النجاح من السادس الاعدادي بامتحان خارجي. فيما تقضي معظم أوقاتها في صناعة الاكسسوارات والأشغال اليدوية والحياكة. ومع ان هذه الحرفة صعبة حتى على الكثير من المبصرين، لأنها تحتاج الى صبر طويل ونظر سليم، إلا ان لإرادة الشابة أسماء رأي آخر.
أسماء ذات الـ23 عاما، ابنة قضاء المنصورية شمال شرقي ديالى، تقول في حديث صحفي: "أعاني منذ الولادة ضعف البصر. وقد فقدته بالكامل عام 2021 بسبب ضمور العصب البصري".
وتضيف قائلة أنه "عندما فقدت البصر اضطررت إلى ترك الدراسة لمدة 3 سنوات، ثم عدت العام الماضي ونجحت من السادس الأدبي واستثمرت وقت الفراغ في الاشغال اليدوية، حتى صرت أشارك في بازارات ومعارض محلية لعرض أعمالي وتسويقها".
******************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- فكتوريا يلدا (ام عادل) 1000 دولار.
- حامد عبد الحسين شني 50 الف دينار.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
************************************
أما بعد.. اصطياد الفرح وعيد الهالوين!
منى سعيد
على الرغم مما نعيش من أوضاع مأساوية تحفل بها المنطقة، من حروب وتهجير وتهديد يومي بكوارث قادمة، لابد لنا من الإمساك ولو ببعض الأمل الذي قد يشكل جزءا من دواء لعللنا ، ومصباحا يضيء بنوره دروبنا., وفي الوقت نفسه لابد من الإيمان بأن الفرح قرار وليس اختيار، أي لابد لنا من وضع خطط "لاصطياده" واكتشاف سبل لتوهج أرواحنا بحبور ينعش كل تفصيلات الحياة، وبما يحقق سعادات وإن كانت شحيحة، ربما تمنحنا طاقات مضافة للمواجهة.
قد نسعى أحيانا للترفيه عن انفسنا وإبعاد العبوس المخيِّم علينا ليل نهار، وكما يقال: "الناس لن ينظروا الى لباسك ما دمت تطل بابتسامة كبيرة" جاهدا لإضفاء سكينة روحية ما، قد تغيَّر من أمزجتنا وتمنحنا سعادات أخرى وإن كانت بسيطة، نهديها بدورنا للآخرين .. فالفرح كما الحزن مُعدٍ و"من جاور السعيد يُسعد"..
وعلى أهمية الفرح والترفيه والاجتهاد لتحصيلهما ، هناك من يحتفي بمناسبات ويمارس ألعابا مسلية لا يدرك حقيقتها، وقد تزجه في شراك مشاكل نفسية لا يعيها. وما أعينه هنا يخص الأطفال تحديدا. فالألعاب الالكترونية الحافلة بحيل الجرائم ودسائس المجرمين وكيفية تنفيذها، تستهوي الكثير من الأطفال والشباب، مما ينذر بعواقب نفسية واجتماعية مستقبلية وخيمة.
في هذا الشهر جرت وتجري احتفالات بـ "عيد الهالوين" في رياض الأطفال والمدارس الأهلية وفي بعض المجمعات السكنية، دون معرفة بحقيقة هذا "العيد"، واكتفاءً بتقليد أهوج لمظاهر متعلقة بالملابس الغريبة وبعروض الحلوى والألعاب، ولا أدري كيف سيفسر "تربويونا" لذوي الاطفال، إن كانوا يعرفون، حقيقة أنه أصلا مهرجان "ديني" يبث الرعب (وكأننا بحاجة ماسة للرعب!) لطرد الأرواح الشريرة وتكريس استذكار الموتى؟!
ربما تعلل بعض الهيئات التعليمية "الفهيمة" احتفالاتها الباذخة بهذه المناسبة، وهي تسعى لتقليد من يؤمنون بها من خلال تزيين البيوت والشوارع، وارتداء الكبار والصغار ملابس غريبة وأقنعة كي لا تعرفهم الأرواح الشريرة! فبحسب الأسطورة تعود كل الأرواح في ليلة 31 أكتوبر من البرزخ إلى الأرض، حيث تطغي وتتموج حتى الصباح التالي.
وفي الليل يتنقل الأطفال من بيت لآخر (وهذا ما شاهدته بنفسي في إحدى مجمعاتنا السكنية) في طقس يسمى "شكولاتة" وبحوزتهم أكياس وسلال مرددين عبارة "خدعة أم حلوى؟"، وهو ما يشبه تقليد "الماجينه" عندنا إلى حد ما. والبيت الذي لا يعطي الأولاد المتنكرين شكولاتة "ستغضب منه الأرواح الشريرة" كما يعتقدون!
ترى هل أطفالنا بحاجة لمثل هذه الخزعبلات؟ لمَاذا الترويج والتقليد الأعمى لظواهر سخيفة، يفترض ان نحمي أطفالنا ونبعدهم عنها؟ وياترى هل هناك من يحد من جشع أصحاب رياض الأطفال والمدارس الأهلية وألاعيبهم في الترويج وكسب الأموال؟
وبانتظار رد وزارة التربية والجهات المعنية..