الصفحة الأولى
قد تصل إلى 15-16 ترليوناُ اقتصاديون: زيادة الإيرادات المالية غير النفطية إلى 30 ترليون دينار {مجرد وهم}
بغداد ـ محمد التميمي
تتصاعد الشكوك حول دقة الأرقام المعلنة من قبل اللجنة المالية البرلمانية بشأن الموارد غير النفطية المتوقعة في موازنة العام المقبل، إذ قالت اللجنة إن موارد الدولة غير النفطية ستبلغ 30 تريليون دينار.
ويظهر الواقع فجوة واضحة بين التقديرات والتطبيق الفعلي من قبل دوائر ومؤسسات الدولة، إذ لم تتجاوز الإيرادات غير النفطية المتحققة حتى الآن 8 تريليونات فقط، بينما تأتي هذه الفجوة في ظل استمرار العراق في الاعتماد على القطاع النفطي، دون تنويع حقيقي في القاعدة الاقتصادية والإنتاجية، ما يعكس غياب الاستراتيجيات الفعالة لتعزيز مصادر الدخل البديلة وتطوير القطاعات الأخرى كالزراعة والصناعة والنقل والخدمات.
الايراد الحقيقي
وبالنسبة للأرقام، تشير البيانات الرسمية حتى منتصف العام الحالي إلى أن الإيرادات غير النفطية الفعلية تراوحت بين 7 إلى 8 تريليونات دينار، ما يعكس ضعف الأداء في تحصيل هذه الموارد مقارنة بما كان متوقعاً في خطط الموازنة السابقة، التي كانت تستهدف أرقاماً أعلى بكثير لتحقيق تنويع اقتصادي حقيقي.
المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح، قال إنّ "تعظيم الموارد غير النفطية يمثل أحد مستهدفات البرنامج الحكومي"، مؤكدا انه تضمن السعي لتقليص الاعتماد على الإيرادات النفطية الى 80 في المائة، وهذا يتطلب رفع الإيرادات غير النفطية، وأبرزها إيرادات الجمرك والضرائب وأرباح الشركات الحكومية، ومبيعات أموال الدولة، اي الإيرادات الأخرى التي تسمى نفقات نقدية.
وعدّ صالح في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان رفع الإيرادات غير النفطية الى 30 ترليون دينار في الموازنة العامة في 2025، يشكل "رقما طموحا".
إجراءات لم تطبق
قال عضو اللجنة المالية النيابية، معين الكاظمي، إن "الإيرادات النفطية تشكل 90 في المائة من إيرادات الدولة، وهذا يسبب وضعًا اقتصاديًا غير مستقر".
وأضاف أن "تعظيم الإيرادات غير النفطية يحتاج إلى تفعيل الجباية في وزارات الدولة الخدمية، مثل الكهرباء والبلديات وأمانة بغداد وبقية الدوائر ذات الطابع الخدمي، إضافة إلى المنافذ الحدودية والكمارك".
تفاؤل مفرط
من جهته، قال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، إنّ الـ 30 تريليونا لا تعكس فهما لطبيعة الإيرادات العامة، مبرهنا على ذلك بأن "المتحقق لغاية تموز 2024 هو 8 تريليونات فقط، بينما كان المخطط في موازنة 2024 ان تصل الإيرادات غير النفطية الى 27 تريليونا".
وأضاف المرسومي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "الرقم بعيد عن المتحقق وبعيد عن المخطط (27 ترليون دينار)"، مردفا "نعم، من الممكن أن تصل الإيرادات في نهاية السنة الحالية الى 15 او 16 تريليونا، لكن مضاعفتها الى 30 تريليونا، لا تبدو منطقية ولا معقولة".
وأشار الى ان العراق يفتقد "قاعدة إنتاجية متنوعة، نستطيع من خلالها ان نفرض ضرائب متنوعة. كما لا توجد لدينا إيرادات جمركية كثيرة"، مبينا أن "الجزء الأكبر من الضرائب اليوم يفرض على الموظفين من أصحاب الدخول الثابتة. أما بقية الانشطة فالضرائب اما لا تجبى بشكل صحيح او انها قليلة".
وعد المرسومي "مضاعفة الموارد غير النفطية من دون تنويع اقتصادي يمثل وهما وتفاؤلا مفرطا"، مكررا أن "تنويع الايرادات يحتاج الى زيادة حصيلة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، وهذا صعب تحقيقه في ظل وجود منافذ غير شرعية، وعدم وجود سيطرة كاملة للسلطة المركزية على المنافذ الحدودية".
كيف نعظم مواردنا؟
وقال الباحث في الشأن الاقتصادي حمزة الحردان: إن "الرقم المعلن طموح جداً، فنحن نعتمد فقط على ايرادات الضرائب والجمارك، وهذان المنفذان لا نسيطر عليهما بشكل صحيح".
وأضاف الحردان في حديث مع "طريق الشعب"، ان "هذه الارقام من المستحيل ان يحققها العراق، لأننا لا نملك سلعا او منتجات او مصادر دخل للدولة، عدا الواردات النفطية، حيث اننا مع كل انخفاض في اسعار النفط نسمع ناقوس الخطر يهدد رواتب الموظفين".
ونبه الى انه "من الضروري اولاً جباية رسوم الكهرباء بشكل صحيح بعد تقديم خدمات مناسبة تستحق الجباية، الى جانب تنشيط القطاعات غير النفطية، كالزراعة والصناعة والصحة والنقل والتعليم"، مبينا ان "كل هذه القطاعات ليس لها اي دور في واردات الدولة، انما هي شبه معطلة".
****************************************************
راصد الطريق.. .. وما ذنب المواطن في هذا كله؟
شهدت الأيام الماضية تراجعًا كبيرًا في ساعات تجهيز الكهرباء. فرغم انخفاض الحرارة الملحوظ، انخفض انتاج المنظومة الوطنية إلى حدود 17 ألف ميغاواط بعدما كان حوالي 27 ألفا. السبب؟ نقص إمدادات الغاز المستورد ومادة الكاز.
لطالما كان تأمين الوقود لمحطات التوليد محور أحاديث المسؤولين. ولكم وعدوا بتوفيره، ولم يفوا بالوعد. وبدلاً من الحلول الفعلية، أطلقوا التطمينات المجردة، لتهدئة الشارع تارة ولتضليله تارة أخرى، كما حدث في مرات سابقة.
نعلم أن 60 في المائة من محطات التوليد عندنا تعمل بالغاز، ولو أن العراق استثمر جميع غازه المصاحب فلن يتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي، خلافًا لما تذكر التصريحات الحكومية. أما بقية المحطات العاملة بالكاز، فقد استُنزف الوقود المخزون لها في المستودعات، ويجري التوجه للاستيراد. ويتوقع أن تصل أولى الشحنات يوم الجمعة القادم. ولهذا السبب ارتفع سعر أمبير المولدات الأهلية إلى 15 ألف دينار، مقارنةً بـ 10 آلاف او اقل عادة في مثل هذا الشهر.
هذا الحديث أصبح مألوفًا لمعظم العراقيين، الذين ينتظرون معالجات حقيقية .. وينتظرون!
فهل يكمن الحل في استيراد الغاز التركمانستاني، وعبر إيران ايضا؟!
*************************************************
نقص المستشفيات وتهالك البنى التحتية
بغداد ـ طريق الشعب
يواجه العراق أزمة صحية متفاقمة تعكسها المشاهد اليومية للمراجعين والمرضى داخل المستشفيات والمؤسسات الصحية الحكومية، التي تشهد تهالكاً واضحاً ونقصاً في التجهيزات الأساسية والخدمات الطبية وقلة عدد الاطباء في بعض المستشفيات، بينما تشهد اخرى ترهلا في اعدادهم نتيجة لسوء التوزيع، ناهيك عن غياب الرؤى والتخطيط.
ويعود هذا الوضع إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة، إضافة إلى غياب رؤية واضحة للتخطيط الصحي. وعلى الرغم من الوعود الحكومية المتكررة بتحسين قطاع الصحة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة وتؤثر على حياة الملايين من العراقيين الذين يجدون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة واللائقة.
*************************************************
الصفحة الثانية
مالية البرلمان: موازنة 2025 تصلنا مطلع العام المقبل
بغداد ـ طريق الشعب
قال رئيس اللجنة المالية النيابية عطوان العطواني، امس الإثنين، أن الحكومة شرعت في اجتماعات هيكلة بنود موازنة العام 2025، فيما خمّن وصولها إلى مجلس النواب مطلع العام المقبل.
وذكر العطواني في بيان، ان “اللجنة المالية النيابية، وفي إطار حراكها الدائم وسعيها المتواصل لتعظيم الإيرادات غير النفطية، تعكف حالياً على تعديل قانون الهيئة العامة لمراقبة تخصيص الواردات الاتحادية، ليأخذ دوره في تقييم ومراقبة واستحصال هذه الإيرادات بصورة سليمة ومنتظمة، فضلاً عن تضمين القانون مهمة جديدة تتعلق بتقييم أداء الموازنة والمصروفات”.
وواصل، أن “اللجنة تجري دراسة معمقة لقانون سوق الأوراق المالية والسلع الذي تعتزم تشريعه خلال الفترة المقبلة، وتعقد ورشاً تخصصية بغية تحفيز المصارف الإسلامية على الدخول ضمن النشاط المصرفي والمالي”.
وبخصوص موازنة 2025، خمّن العطواني وصولها إلى مجلس النواب مطلع العام المقبل، مبيناً أن “الحكومة شرعت في اجتماعات هيكلة بنود الموازنة”.
ونوه بأن “الخلاف النفطي مع اقليم كردستان يشكل أحد أبرز المشكلات التي تواجه إعداد موازنة العام المقبل”.
**************************************************
مهلة متظاهري الناصرية تنتهي اليوم.. نواب ومراقبون يرفضون القمع والتضييق على ميادين الاحتجاج
بغداد ـ طريق الشعب
من المقرر ان تنتهي المهلة التي منحها المحتجون في محافظة ذي قار الى الحكومة المركزية للاستجابة لمطالبهم المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين واقالة قائد شرطة المحافظة، فيما أشار نواب الى ان الاحداث الجارية في المحافظة تمثل استفزازا لمشاعر المواطنين، ويجب وضع الحلول اللازمة لمعالجة الازمة الراهنة.
4 مطالب لإنهاء الازمة
المتظاهرون في محافظة الناصرية، استمروا في تنظيم التظاهرات الغاضبة في ساحة الحبوبي لثلاثة أيام على التوالي، على خلفية تنفيذ حملة اعتقالات من قبل قائد الشرطة الجديد، والذي تصدر مطلب إقالته قائمة مطالب المحتجين.
وخلال تجمعهم وسط ساحة الحبوبي، قرأ ناشطو الحراك الاحتجاجي بيانا أشاروا فيه إلى أربع نقاط، على رأسها ان يكون قائد الشرطة من أبناء المحافظة، بسبب الخصوصية التي تتمتع بها ذي قار، وان يكون عصيا على المجرمين والمبتزين وتجار المخدرات والقتلة، ومساندا للتظاهرات السلمية.
وأعلنوا أيضا تأييد مبادرة عدد من نواب المحافظة، بسحب يد المحافظ بسب سوء ادارته، كونه مكفلا عن دعوى قضائية أقيمت ضده بعد استلامه إدارة المحافظة أمنيا، على أن تدار الناصرية مؤقتاً من قبل القائد العام للقوات المسلحة، لحين صدور الحكم في الدعوى، مشددين على ضرورة اعتماد القانون فيصلا بين الجميع.
وطالبوا بترفع الدعاوى أمام مراكز الشرطة وليس لدى اقسام الإرهاب أو الاستخبارات، وأن لا ينقل الموقوفون إلى بغداد.
قمع مرفوض
بدوره، أكد النائب عن المحافظة داود العيدان، خلال مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب، أن ما يحدث في المحافظة، يعد قمعاً للمتظاهرين الذين أسهموا بشكل فعّال في تحسين الخدمات.
وقال العيدان، ان شخصية قائد الشرطة في المحافظة وتصريحاته الاستفزازية، فاقمت الأوضاع وإثارت الشارع، محمّلا الحكومة المركزية مسؤولية سلامة المعتقلين وضرورة الحفاظ على أرواحهم.
فيما عدا ان ما يجري في المحافظة الآن من اعتقالات “استفزاز حقيقي للمحتجين”.
أعداد المعتقلين
من جهته، أفاد مدير مكتب حقوق الإنسان في محافظة ذي قار، داخل المشرفاوي، بأن أحداث التظاهرات الأخيرة في الناصرية أسفرت عن اعتقال 60 شخصاً، منهم 38 متظاهراً و22 من الأحداث.
وأوضح، أن الاعتقالات جاءت نتيجة مصادمات بين المتظاهرين والقوات الأمنية.
وأكد، أن الجهات الأمنية والقضائية تتابع الإجراءات بشكل قانوني، وقد بدأت عملية تكفيل 22 من الأحداث المعتقلين وإطلاق سراحهم، مع استمرار الإجراءات القضائية لاحقاً حسب توجيهات الجهات المختصة.
إدانة واسعة
من جانبه، دان المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان، أعمال القمع التي تعرض لها المتظاهرون في مدينة الناصرية.
وطالب المنتدى الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لحماية حرية التعبير والإفراج عن المعتقلين من ناشطي انتفاضة تشرين.
وأشار المنتدى في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، إلى أن محافظة ذي قار شهدت حالة من الهدوء خلال الفترة الماضية، إلا أن تعيين قائد شرطة جديد أدى إلى حملة اعتقالات واسعة استهدفت شباب انتفاضة تشرين.
وأكد البيان، أن هذه الحملة تهدف إلى زج الناشطين خلف القضبان قبل الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين في 25 تشرين الأول 2019، مبينا أن أن أهالي ذي قار، ومعهم القوى الديمقراطية والمدنية، خرجوا في تظاهرات احتجاجية ضد الاعتقالات الواسعة، مشيرًا إلى أن السلطات المحلية والاتحادية تلقت إنذارًا لمدة 48 ساعة للإفراج عن المعتقلين وإبعاد مدير الشرطة الجديد.
وشدد على أن السلطات ترتكب انتهاكات متواصلة بحق المتظاهرين، حيث تطارد الناشطين وتنتهك حق التظاهر السلمي المكفول دستورياً وفق المادة 38، مطالبًا بإطلاق سراح كافة المعتقلين من شباب تشرين، وتغيير قائد شرطة ذي قار لتهدئة الأوضاع.
ودعا المنتدى الى احترام حق التظاهر السلمي دون استخدام أساليب قمعية، وشدد على ضرورة محاكمة المسؤولين عن قمع الاحتجاجات في 2019، والكشف عن مصير المختفين قسرياً، مثل الناشط سجاد العراقي.
واختتم المنتدى بيانه بالتأكيد على أن ضمان حقوق الإنسان في ذي قار هو مفتاح استقرار المحافظة.
*********************************************
مطالبات مستمرة والسلطات لا تمتلك الحلول الاحتجاج يتحول إلى سلوك يومي لدى المواطنين
بغداد ـ طريق الشعب
شهد عدد من المدن العراقية، احتجاجات وإضرابات في قطاعات مختلفة، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وتحقيق العدالة في الأجور للموظفين في القطاع العام.
القبول المركزي
وفي العاصمة بغداد، تظاهر حشد من المواطنين أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، احتجاجاً على عدم ظهور أسماء أبنائهم في نتائج القبول المركزي.
وأعرب المحتجون عن استيائهم من نتائج القبول المركزي التي تسببت بتقليل فرص قبول أبنائهم في الجامعات الحكومية.
إساءة للمعلمين
وتظاهر العشرات من معلمي ومدرسي قضاء الزبير غربي البصرة أمام مبنى قسم التربية، شجبا للإساءات التي تعرضوا لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفهم من قبل أحد موظفي التربية بالـ”أذلاء”.
وقال المعلمون، إن وقفتهم تأتي شجبا للإساءات التي حصلت عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسيء للعملية التربوية ولكرامة الكوادر التربوية في القضاء.
وبيّنوا أنهم تعرضوا إلى الإساءة المتعمدة في وصفهم خلال منشور على الواتساب بالأذلاء، والتي تسيء للعملية التربوية ولكرامة الكوادر التربوية بصورة عامة.
وأكدوا في بيان لهم تلاه أحد مدراء المدارس على حقهم القانوني والإداري برفع دعوى أصولية من خلال الممثل القانوني إلى مديرية التربية، مطالبين اياها بضرورة الإنصاف وتوفير الحماية لهم وردع المتجاوزين وكذلك تشكيل لجان مع المحافظة لمتابعة قطع الأراضي في مقاطعة طلحة.
سرقة الملف 11
ونظم العشرات من المحاضرين المجانيين وقفة احتجاجية أمام مجلس محافظة البصرة، بسبب عدم ظهور أسمائهم ضمن ملف 35 ألف درجة وظيفية.
وأعرب ممثل المتظاهرين إياد سامي عن استياء المحاضرين إزاء ما وصفه بسرقة ملفهم الخاص، الذي يحتوي على 689 محاضراً، والذي يحمل اسم “ملف الـ 11”.
سامي أكد أن الملف تم التصديق عليه وتسليمه بشكل رسمي إلى مديرية التربية في البصرة، إذ يحتوي على بيانات ومعلومات ورقية وقُدم بقرص مدمج، لافتا الى أن الاحتجاج جاء بعد أن تأخرت اللجنة الفرعية في التربية منذ الشهر السادس في معالجة ملفاتهم، ما أدى إلى حرمانهم من التعيين.
المحتجون طالبوا بإعادة النظر في ملفهم المفقود وإدراج أسمائهم ضمن قائمة التعيينات المعلنة، مؤكدين ضرورة تحقيق العدالة في توزيع الفرص الوظيفية.
الخدمات الأساسية
وتظاهر مواطنون في منطقة “آل عزام” شمال السماوة بمحافظة المثنى، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم وشمولهم بخطط المشاريع.
وقال عدد منهم، إن مطالبهم تتركز على تحسين الخدمات الأساسية في منطقتهم المهملة من قبل الجهات الحكومية، مشيرين إلى أنها تفتقر للحد الأدنى من الخدمات منذ سنوات، وتحديدا في قطاع الطرق والماء والكهرباء.
ونظم منتسبون في وزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب وقفة احتجاجية أمام مقر ديوان محافظة المثنى، مطالبين بإكمال ملف توزيع قطع الأراضي لهم.
وقال عدد منهم، إن هذه الوقفة تمثل رسالة واضحة للحكومة المحلية بضرورة الإسراع في توزيع قطع الأرض عليهم أسوة بباقي الشرائح، مشيرين إلى أنهم سبق وان نظموا وقفة احتجاجية قبل عدة أشهر، لكن دون أن تلقى مطالبهم أي استجابة.
موظفو الخزينة يضربون عن الدوام
المثنى
من جانبهم، نظم موظفون في دائرة خزينة المثنى، إضرابا جزئيا عن العمل، مطالبين بشمولهم بنظام الحوافز والمخصصات أسوة بباقي المديريات التابعة لوزارة المالية.
وذكر عدد منهم أن إضرابهم عن العمل تم بناء على التنسيق مع زملائهم في دوائر الخزينة في باقي المحافظات، مشيرين إلى أن هذا الإضراب يهدف إلى إيصال المطالب لوزارة المالية، ودعوتها إلى عدم التفرقة بين موظفيها بشكل عام.
النجف
وشهدت مديرية خزينة النجف، اعتصاماً للعشرات من الموظفين، مطالبين بالحصول على “الحوافز وقطع الأرض” وتحسين رواتبهم بما يتناسب مع مستوى المعيشة المرتفع.
وأوضح غيث صاحب، أحد موظفي خزينة النجف، أن الموظفين يعانون من إهمال متكرر من قبل وزارة المالية ومدير عام الدائرة، مشيراً إلى أن الحوافز قُطعت عنهم منذ عام 2003، في حين حصلت دوائر أخرى على قروض تصل إلى 180 مليون دينار.
وأكد صاحب، أن معظم الموظفين لديهم سنوات طويلة من الخدمة، وبعضهم يُحال على التقاعد دون الحصول على حقوقه، مثل قطعة الأرض أو الحوافز، وأشار إلى أن الإضراب سيستمر حتى تحقيق المطالب.
من جانبها، أكدت جنان جبار محمد، معاونة مدير خزينة النجف، أن الاعتصام تم بالتنسيق مع المحافظات الأخرى، مشيرة إلى أن سلم الرواتب الحالي لا يزال يعتمد على نظام عام 2008، رغم ارتفاع تكاليف المعيشة. ولفتت إلى أن مديريات الخزائن هي الوحيدة المستثناة من الحوافز التي تستفيد منها دوائر وزارة المالية الأخرى.
واسط
وفي محافظة واسط، ترك موظفو مديرية خزينة المحافظة مكاتبهم وقرروا الاعتصام أمام الدائرة، معبرين عن مطالبهم بالحوافز والمخصصات التي حصل عليها زملاؤهم في وزارة المالية.
وقد أكد الموظفون أنهم يؤدون مهاماً مالية مهمة منذ 20 عاماً، لكنهم يشعرون بالألم نتيجة التفاوت غير المبرر في الحقوق المالية مقارنة بدوائر الوزارة الأخرى.
ديالى
وفي ديالى، أفاد مصدر محلي بأن موظفي دائرة الخزينة أضربوا عن العمل احتجاجاً على عدم منحهم امتيازات مثل قطع الأراضي السكنية، وطالبوا أيضاً بمخصصات مالية بنسبة 50 في المائة وشمولهم بالقروض المصرفية.
*****************************************
مواساة
الأستاذ الباحث ناجح المعموري المحترم
نتوجه اليكم بخالص المواساة وانتم تودعون رفيقة حياتكم الفقيدة ام وهب، ونقاسمكم الاحزان لهذا الفقدان الجلل.
نرجو لكم جميل الصبر وللغالية الراحلة عاطر الذكر في كل حين.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
20/10/ 2024
*****************************************
الصفحة الثالثة
شبكات المراقبة تسجل 327 مخالفة.. وأطراف سياسية تقدم 124 شكوى المفوضية تعلن النتائج الأولية لانتخابات برلمان إقليم كردستان
بغداد ـ طريق الشعب
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، امس الإثنين، النتائج الأولية لانتخابات إقليم كردستان العراق، مبينة أن العدد الإجمالي للأصوات بلغ مليونين و87 ألف صوت.
وذكرت المفوضية في المؤتمر الصحفي لإعلان النتائج الأولية لانتخابات برلمان إقليم كردستان، أن "النتائج الأولية غير قابلة إلى الطعن"، مضيفة أن "نسبة المشاركة بانتخابات إقليم كردستان بلغت 72 في المائة".
وتابعت أن "النتائج الأولية تشكل نسبة 99.63 في المائة من النتائج الكلية"، منوهة بأن "عدد المحطات البالغ 7044 محطة للاقتراع العام والخاص".
وبيّنت المفوضية أن 2.087.975 ناخباً أدلوا بأصواتهم في الاقتراعين الخاص والعام بانتخابات برلمان كوردستان من مجموع 2.899.578.
نتائج الانتخابات وجاءت النتائج على مستوى المحافظات كالتالي:
في أربيل حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 345822 صوتًا، فيما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 110353 صوتًا، وحصد الجيل الجديد 103684 صوتًا، بينما حصل الاتحاد الإسلامي الكردستاني على 24065 صوتًا، وحصلت جماعة العدل الكردستانية على 20191 صوتًا، بينما حصل تيار الموقف الوطني على 16736 صوتًا، وجاءت جبهة الشعب بعدد أصوات بلغ 9735 صوتًا، في حين حصل رامي نوري عوديش على 6752 صوتًا، ومنى نبي نادر على 3664 صوتًا.
وفي السليمانية تصدر الاتحاد الوطني الكردستاني بعدد أصوات بلغ 256813 صوتًا، وحصل الجيل الجديد على 136131 صوتًا، بينما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 57832 صوتًا، وحصد الاتحاد الإسلامي الكردستاني 42622 صوتًا، وجاءت جماعة العدل الكردستانية بعدد أصوات بلغ 36627 صوتًا، وحصل تيار الموقف الوطني على 29346 صوتًا، فيما حصلت جبهة الشعب على 20300 صوت، وحركة التغيير على 9721 صوتًا.
أما في دهوك فقد حقق الحزب الديمقراطي الكردستاني أعلى الأصوات بحصده 400603 صوتًا، بينما حصل الجيل الجديد على 46444 صوتًا، وحصل الاتحاد الإسلامي الكردستاني على 42447 صوتًا، والاتحاد الوطني الكردستاني على 28445 صوتًا، وحصل تيار الموقف الوطني على 8410 صوتًا، وجاء جيمس حسدو هيدو بعدد أصوات بلغ 5533 صوتًا، وجماعة العدل 3677 صوتًا، وجبهة الشعب 2605 صوتًا.
وفي حلبجة تصدر الاتحاد الوطني الكردستاني بعدد أصوات بلغ 12530 صوتًا، وحصل الاتحاد الإسلامي الكردستاني على 7847 صوتًا، وحصد الحزب الديمقراطي الكردستاني 4940 صوتًا، بينما حصل الجيل الجديد على 4732 صوتًا، وجماعة العدل 4215 صوتًا، والحركة الإسلامية 1596 صوتًا، والموقف الوطني 1283 صوتًا، وجبهة الشعب 725 صوتًا.
ووفقًا للأرقام المعلنة فقد حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 40 مقعدًا، تلاه الاتحاد الوطني الكردستاني بـ24 مقعدًا والجيل الجديد على 15 مقعدًا. أما الاتحاد الإسلامي فقد حصل على 7 مقاعد وتيار الموقف على 4 مقاعد وجماعة العدل الكردستانية على 3 مقاعد وجبهة الشعب على مقعدين. أما تحالف إقليم كردستان وحركة التغيير فقد حصل كل منهما على مقعد واحد.
نسبة المشاركة
وبلغت نسبة المشاركة في التصويتين العام والخاص في أربيل 74.53 في المائة؛ حيث أدلى 762929 ناخبًا بأصواتهم من مجموع 1023606 ناخبين مسجلين، بينما في السليمانية بلغت نسبة المشاركة 65.81 في المائة؛ حيث أدلى 715499 ناخبًا من مجموع 1087192، وفي دهوك بلغت نسبة المشاركة 78.14 في المائة؛ حيث أدلى 564494 ناخبًا من مجموع 722397 ناخبًا مسجلًا، أما في حلبجة فقد بلغت نسبة المشاركة 69.16 في المائة؛ حيث أدلى 41671 ناخبًا من مجموع 60252.
وأعلنت شبكات مراقبة الانتخابات في مؤتمر صحفي مشترك عن نتائج مراقبتها لانتخابات الدورة السادسة لبرلمان كردستان، مشيرة إلى 124 شكوى من جانب الأطراف السياسية.
تقرير شبكات المراقبة
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد امس الاثنين، قال رئيس شبكة شمس لمراقبة الانتخابات، هوكر جتو: "تم تسجيل عدد من المخالفات في مراكز تصويت مختلفة منها مخالفات تتعلق بالدعاية الانتخابية في وقت التصويت".
وأشار جتو إلى أن 1600 مراقب من المنظمات راقبوا العملية الانتخابية وأشاروا على مجموعة مخالفات، مثل استخدام الهواتف المحمولة وتصوير التصويت، وتأخير فتح أبواب محطات التصويت، وإبعاد وكلاء أطراف سياسية وممثلي منظمات، إضافة الى مشادات بين موظفي المفوضية والمنظمات ووكلاء الأطراف والناخبين وعدم التعرف على بصمات الناخبين.
وأكد رئيس شبكة شمس لمراقبة الانتخابات، أن "الأطراف السياسية كان لديها 124 شكوى على مجمل عملية الانتخابات العامة لبرلمان كردستان".
وفي المؤتمر الصحفي، قال رئيس شبكة العين لمراقبة الانتخابات، سعد البطاط، إن تعليمات المفوضية الخاصة بسير العملية الانتخابية لم تطبق، وكانت هناك دعاية في يوم الانتخابات بالقرب من مراكز التصويت وبصوت عال، وسجلت 327 مخالفة.
وجرت عملية التصويت الخاص في انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كردستان يوم الجمعة (18 تشرين الأول 2024) فيما جرى الاقتراع العام يوم الأحد (20 تشرين الأول 2024).
وشارك في هذه الانتخابات 14 حزباً وتحالفاً، فيما بلغ عدد المرشحين 1191 تنافسوا على 95 مقعداً عاماً وخمسة مقاعد كوتا للمكونات.
في هذه الدورة، تم تقسيم إقليم كردستان في هذه الانتخابات إلى أربع دوائر انتخابية، لكل محافظة دائرة، حيث تم تخصيص 34 مقعداً لدائرة محافظة أربيل و38 مقعداً للسليمانية و25 مقعداً لدهوك و3 مقاعد لحلبجة.
من مجموع 1191 مرشحاً خاضوا المنافسة في هذه الانتخابات كان هناك 949 مرشحاً ضمن قوائم الأحزاب و123 ضمن قوائم التحالفات و119 مرشحاً مستقلاً.
**********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
حول الانتخابات التشريعية في الإقليم
لموقع المجلس الأطلسي، كتب شيفان فازل مقالاً حول الانتخابات التشريعية التي جرت في إقليم كردستان، أشار فيه إلى أن هذه الانتخابات التي طال انتظارها، تأتي في ظل انهيار ترتيب تقاسم السلطة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، والقائم منذ العام 1991، والذي حقق الكثير من الاستقرار السياسي خاصة في الفترة التي انزلقت فيها أجزاء العراق الأخرى في حرب أهلية طائفية بُعيد الاحتلال الامريكي للبلاد، مما صار معه الحزبان الكردستانيان وسطاء في هذه الحرب وساهما في إخماد نيرانها.
أجيال جديدة
وجاء في المقال بأن هذه الانتخابات تأتي في سياق نزاعات استمرت عقودًا من الزمان بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الفيدرالية، التي تتهمها حكومة الإقليم بالمسؤولية عن مصائبها وعن سعيها لتقليص الحقوق والامتيازات التي منحها الدستور لكردستان، واستخدام المحكمة الاتحادية العليا والأغلبية في مجلس النواب، للوصول إلى هذا الهدف.
وربط المقال انهيار تقاسم السلطة بين الحزبين مع صعود جيل جديد من القادة داخل كليهما، وفشل الشباب أو عدم رغبته في إيجاد حل وسط، يُظهر الطرفين في جبهة موحدة في بغداد لمنع تدهور المصالح. وما زاد الأمر تعقيداً تحسن مواقع الحزب الديمقراطي الكردستاني مقابل خلافات حادة وانقسامات في الاتحاد الوطني الكردستاني دفعته نحو بغداد لموازنة قوة منافسه، في وقت لا يزال إرث الحرب الأهلية فيه قائماً ويلوح في الأفق.
تحدٍ كبير
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن الاتحاد الوطني الكردستاني يواجه تحدياً مهماً في هذه الانتخابات، بعد نجاحه في تحقيق وحدته الداخلية. ويتمثل هذا التحدي بتأمين معاقله في شرق الإقليم والتغلب على أية منافسة من الجبهة الشعبية، التي كانت جزءاً منه فيما سبق، لاسيما بعد ما طرحته هذه الجبهة من وعود باللامركزية داخل المنطقة ومحاربة الفساد والانتهاكات من قبل السلطات، وهي وعود ربما يكون لها تأثير قوي على الناخبين الذين يتوقون لتصحيح مسار الحكم في المنطقة، حسب رأي الكاتب.
القانون الجديد
كما رأى الكاتب بأن التغييرات في النظام الانتخابي الذي قسم كردستان إلى أربع دوائر انتخابية، واستبدال نظام الدائرة الانتخابية الواحدة وإعادة توزيع المقاعد (بما في ذلك مقاعد الأقلية - الكوتا) على المحافظات الأربع في المنطقة، قد تؤدي إلى إعادة توزيع بعض الأصوات والمقاعد في البرلمان المقبل، وأن يحافظ الحزب الديمقراطي الكردستاني على أغلبية أصواته بسبب انضباطه الحزبي الداخلي وتماسكه.
مخاطر يجب تجنبها
وأشار المقال إلى أن هناك أسئلة كبرى تبقى معلقة، حول عملية تشكيل الحكومة في أعقاب الانتخابات التي جرت في العشرين من تشرين الأول، حيث يُخشى أن يعجز الحزبان الرئيسيان عن التوصل إلى تسوية، مما سينذر بأن تكون العملية طويلة ومحفوفة بالمخاطر، وقد يؤدي ذلك إلى الجمود والخطوات الخاطئة، مما ينبغي السعي لتجنب الوقوع فيها.
*************************************************
أفكار من أوراق اليسار.. الانتخابات الرئاسية واليسار الأمريكي
إبراهيم إسماعيل
في خضم المنافسة الشرسة بين المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، أعلنت مؤسسة غالوب بأن 51 في المائة من الشباب في الولايات المتحدة يدعمون طيفاً يسارياً ما.
وأطياف اليسار في الولايات المتحدة متعددة ومختلفة في الشكل والمضمون والموقف من هذه الانتخابات، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الحزب الشيوعي على المساهمة الجادة في إلحاق الهزيمة بترامب وما يمثله من خطر فاشي، يبقى محافظاً على استقلاليته ومواقفه الجذرية الرافضة لكلا المرشحين، باعتبارهما ممثلين للعولمة الرأسمالية المتوحشة، فيما تلجأ قوى يسار الوسط، من ليبراليين وخضر وأحرار، إلى تأييد هاريس، أو ترشيح ممثلين عنها، لا يتوقع أحد حظوظاً ملموسة لهم.
ويقف الاشتراكيون الديمقراطيون (DSA)، الذين يشكلون أكبر قوى اليسار، في مواقع لايحسدون عليها، بعد أن تعقدت إلى حد كبير علاقتهم بالمرشحة هاريس في وقت اشتد فيه عداؤهم التقليدي لترامب. ويعّد الموقف من غزة أبرز أسباب خلافهم مع هاريس إضافة إلى قضايا الرعاية الطبية لكل المواطنين وتوفير فرص عمل وإلغاء الرسوم على الدراسة الجامعية وإنهاء خصخصة السجون وإصدار تشريعات تحد من إنتشار السلاح. وانعكست هذه الحيرة في التعامل البارد لناشطي DSA مع الصراع الانتخابي، لاسيما بعد حملات السخرية التي شنوها ضد اتهام ترامب لهاريس من أنها ماركسية في إشارة إلى والدها، رجل الاقتصاد الماركسي دونالد جيه، وضد هاريس عندما افتخرت بتأييد بعض كبار الجمهوريين لها. وهناك خشية من أن تنتهي هذه السخرية بعزوف الكثير منهم عن التصويت.
لقد تأسس حزب الاشتراكيين الديمقراطيين في عام 1982، من دمج منظمتين هما لجنة التنظيم الاشتراكي الديمقراطي (DSOC) والحركة الأمريكية الجديدة (NAM). وكان من بين المؤسسين شخصيات يسارية مثل دوروثي راي هيلي ومايكل هارينجتون. وحقق الحزب نمواً جيداً في أعقاب الأزمة المالية، حتى تجاوز عدد أعضائه المئة الف عضو. ويعتمد الحزب، في نضاله على المزج بين النشاط البرلماني والحراك الشعبي الاحتجاجي.
ورغم وجود معارضة داخل الحزب للمشاركة في النشاط البرلماني في ظل هيمنة الحزبين الرئيسيين، فإن الأغلبية ترى في الحملات الانتخابية وسيلة جيدة للتواصل مع الناس، والمهمشين سياسياً بشكل خاص، وكسب أعضاء جدد وتدريبهم، فيما أثبتت التجارب إمكانية الاختراق لاسيما في المدن الصغيرة حيث يكون الحزبان الرئيسيان أقل رسوخاً وحيث تلعب شخصية المرشح دوراً أكبر. ولهذا يركز الحزب على تقديم النشطاء النقابيين والقادة الشعبيين على قوائمه، ويستفتي سكان المناطق قبل تحديد مرشحيه. كما لا يمانع الحزب في ترشيح بعض أعضائه على قوائم الحزب الديمقراطي لضمان فوزهم كما حدث مع أبرز قادته ألكساندريا أوكازيو كورتيز، التي تعّد ثاني أهم يساري في الكونغرس، كان له تأثير ايجابي على سياسات بايدن البيئية، رغم معارضة الأقلية داخل الحزب، والتي تعتبر هذا التوجه تصرفاً برغماتياً لا يليق بهم.
ولا تقتصر برامج هذا الحزب على الحديث عن مصالح الملونين والسود بل تتسع بقوة للتعبير عن مصالح ووحدة الشغيلة الأمريكية بعيداً عن العرق والخلفية الأثنية وغيرها، مقيمة أوثق العلاقات بالحركات الاجتماعية مثل حركة (حياة السود مهمة).
وأخيراً، كان لأغلب أعضاء هذا الحزب مواقف تضامنية رائعة مع الشعبين اللبناني والفلسطيني، لم تقتصر على التظاهرات وتقديم المساعدات المادية فحسب، بل وفي فضح أكاذيب الإعلام الصهيوني المهيمن في الولايات المتحدة. ولهذا صار عليه أن يدفع ثمناً لهذه المواقف، حيث منح اللوبي الصهيوني ملايين الدولارات لخصوم مرشحيه في الانتخابات، مما أدى لفقدانه بعض من مقاعده، كمقعد أحد قادته جمال بومان.
******************************************
الصفحة الرابعة
التخصيصات المالية تغذّي جيوب المسؤولين لا مشاريع البنى التحتية! في الديوانية.. صفقات الفساد تُحوّل المحافظة
إلى مرتع للشركات الفاشلة
بغداد – تبارك مجيد
تصنف محافظة الديوانية، أحد أفقر مدن البلاد، حيث تعاني غالبية مناطق المحافظة، من نقص حاد في البنية التحتية، بما في ذلك غياب الطرق المعبدة وقلة المرافق الترفيهية. فيما ترتفع معدلات البطالة بين شبابها الذين يكافحون لتأمين لقمة العيش.
وبرغم تخصيص ميزانيات مالية كبيرة لدعم مشاريع المحافظة، لا يزال السكان يتساءلون: أين ذهبت تلك الأموال؟
سوء إدارة في عموم البلد
عضو مجلس محافظة الديوانية، إياد الميالي، قال في تصريح لـ "طريق الشعب"، أن "الأوضاع الخدمية في المحافظة وكذلك مشكلة البطالة تعود بالأساس إلى سوء الإدارة، سواء على المستوى المحلي أم المركزي"، مؤكدا أن العديد من المشاريع المتلكئة هي مشاريع وزارية، تم إقرارها من قبل الوزارات، وبموافقة رئاسة الوزراء.
وأضاف الميالي، ان مشروع مجاري الديوانية الكبير الذي انطلق منذ عام 2012، لا يزال متوقفاً بنسبة إنجاز تتراوح بين 70 - و75 في المائة، مضيفاً أن هذا التلكؤ على مدى 12 عاماً جعل المحافظة تعاني من تدهور كبير في البنية التحتية، حيث أن الشوارع محفرة وغير صالحة للاستخدام بسبب عدم اكتمال أعمال المجاري، ما يمنع البلدية من إكساء الشوارع.
وتابع، أن المشروع أُحيل في البداية على شركة الرافدين التي توقفت عن العمل منذ عام 2008، ثم نُقل إلى شركة نور الأفق الحكومية التي لم تتمكن أيضاً من إكمال المشروع حتى الآن، حيث اكتملت بعض الأحياء بينما بقيت أحياء أخرى متوقفة.
وأشار إلى مشاريع أخرى مثل المجسر الجمهوري، الذي لم يكتمل منذ أكثر من عشر سنوات، والمجمعات السكنية التابعة لوزارة الإسكان، التي توقفت في قضاء الحمزة الشرقي والشامية وعفك ومركز المحافظة.
وبالنسبة للمشاريع الوزارية المركزية الأخرى، ذكر الميالي أن هناك مشروعاً لتأهيل البنية التحتية في 42 حياً ضمن مركز المحافظة، مؤكدا ان الحكومة المحلية تنوي احالة المشروع على شركة واحدة.
ووصف الميالي إحالة المشروع الضخم على شركة واحدة “طامة كبرى”، حيث أن الشركة بدأت العمل بشكل متواضع وبمعدات قليلة، وهو ما يعكس بطء الإنجاز، مبينا أن اللجان المشرفة على هذا المشروع تم تشكيلها من قبل بغداد، وبالتالي لا توجد سيطرة للحكومة المحلية عليها.
وأردف، أن الإدارة المحلية لديها تلكؤ واضح في إدارة الملف الخدمي، مبينا أن العمل على تغيير مديري بلدية الديوانية بشكل متكرر يؤثر على استقرار الدائرة وأدائها.
ورأى أن "هذه التغييرات تعكس ضعفاً في قرارات المحافظ، وربما تدخلات من أعضاء مجلس المحافظة".
وختم بالقول إن "هذا الوضع يؤدي إلى انعكاسات سلبية على أداء الدوائر الخدمية الأخرى في المحافظة، مثل مديرية المجاري التي تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة".
دعوات لتوحيد الجهود
ويقول عضو سابق في مجلس محافظة الديوانية، ان "الديوانية تعاني من التهميش والاخفاق بسبب ضعف المطالبة من قبل المسؤولين المحليين في الحكومة المركزية"، مضيفا أن "المحافظة تعد من المحافظات الاكثر فقرا، لكن رغم ذلك لا نشهد تحركات جادة لتطوير البنية التحتية او تحسين الخدمات".
ويضيف المتحدث الذي رفض الكشف عن اسمه لـ "طريق الشعب"، ان "من اكبر المشكلات التي تواجهها المحافظة هي عدم وجود مطالبة حقيقية بحقوق ابناء المحافظة سواء من ممثليها في الحكومة او المسؤولين المحليين"، مشيرا الى ان "الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية متوقفة او لا ترقى لمستوى الطموحات، فعلى سبيل المثال أن مشاريع المجاري والتبليط بدأت منذ سنوات طويلة، لكنها لا تزال غير مكتملة".
ويشدد المتحدث على ان "هناك استهانة واضحة بالمحافظة وبأبنائها وانه لو كان هناك صوت حقيقي لدى ممثلي الديوانية في المحافظة والبرلمان، لما تجرأ المسؤولون التنفيذيون على هذا التجاهل"، مبينا أن مشاريع المستشفيات متوقفة وكذلك المدينة الرياضية لم تكتمل حتى الان، ومشاريع شبكات الاسالة وتصريف المياه متهالكة، وحتى المدارس التي تم هدمها، بقيت على حالها".
ويؤكد، ان "المشاريع تنفذ بشكل عشوائي، كما ان المرافق الحيوية لا تدار بكفاءة. المدينة كلها تعتمد على الاجتهادات ولا توجد خطط طويلة الامد لتطوير اي مجال"، مشيرا الى ان صفقات الفساد تتوزع على جميع دوائر المحافظة، فلم يتم اتخاذ اية اجراءات للاطاحة بالمسؤولين الفاسدين.
ويشير الى ان "الزراعة في الديوانية متدهورة بسبب نقص المياه".
ويخلص الى القول: ان "الحل يكمن في توحيد جهود المسؤولين المحليين والنواب"، مؤكدا ان هؤلاء يركزون في عملهم على الاستجابة للطلبات الفردية الحزبية وغيرها، بينما تغيب عنهم المطالب العامة والمشاريع التي تعود بالنفع على الجميع.
ورغم أن محافظة الديوانية تمتلك أراضي زراعية خصبة، إلا أنها تواجه أزمة شح المياه، ما دفع العديد من المزارعين إلى ترك الزراعة وتحويل أراضيهم إلى قطع تجارية وسكنية لضمان دخل مادي لعائلاتهم. وتعتمد الديوانية بشكل رئيس على الزراعة، وخاصة زراعة المحاصيل المهمة مثل الرز (الشلب) والقمح. ومع ذلك، تفتقر المحافظة إلى المقومات الاقتصادية مثل المصانع التي تستقطب الأيدي العاملة والوظائف العامة التي أصبحت شبه معدومة، ما زاد من الاعتماد على الزراعة. إلا أن الحكومة منعت مؤخراً زراعة المحاصيل الأساسية بحجة نقص المياه، الامر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية في المنطقة.
أين هويتها الزراعية؟
يقول الصحفي محمد جاسم، ان محافظته التي تقع في وسط جنوب العراق، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون وثلاثمئة نسمة، كانت تشتهر بكونها محافظة زراعية حيث يعتمد خمسة وستون في المئة من سكانها على الزراعة كمصدر رئيس للعيش، وذلك بسبب الاراضي الخصبة والموارد المائية، لكنها اليوم فقدت هويتها بسبب سوء الادارة والتخطيط وشح المياه وتخلف وسائل الزراعة.
ويضيف جاسم في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "المحافظة تعاني من نقص حاد في الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية والتعليم، كما ان الطرق والمواصلات تحتاج الى تطوير، ما يسبب معاناة كبيرة لدى السكان، بخاصة في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل اكبر على الزراعة".
ويؤكد جاسم، أن "الموازنة المخصصة للمحافظة من الحكومة العراقية غالبا ما تكون غير كافية، لتلبية احتياجات السكان، اضافة الى سوء ادارتها، ما يفاقم من أزمات الناس الحياتية".
منكوبة
رامي الشلبي، أحد سكان منطقة غماس في محافظة الديوانية والمشارك في الاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات، قال إن الاحتجاجات التي تنظم في الديوانية، ترتبط بأسباب متعددة، منها مطالبة الفلاحين بتوفير حصص مائية لأراضيهم، مشيرا الى ان الديوانية تُعد عاصمة زراعية للعراق، لكن هذا الوصف لا يعكس الواقع، بسبب نقص المياه الحاد الذي يعاني منه الفلاحون.
وقال الشبلي لـ"طريق الشعب"، أن "الخريجين الذين يتظاهرون في الديوانية يحتجون على قلة فرص التعيين وانتشار المحسوبية في توزيع الدرجات الوظيفية"، موضحا أن المشاريع المتعثرة في الديوانية كثيرة، وأن مستوى تنفيذ هذه المشاريع ليس بالمستوى المطلوب.
وأكد، أن الشركات الوزارية تحتكر العمل في المحافظة، مثل شركة نور الأفق، التي يصف الاهالي عملها بأنه غير مرض، حيث أنها تتولى مشاريع كثيرة، من بينها الجسور والشوارع الرئيسية، لكنها لا تقدم عملاً بمواصفات جيدة.
وأضاف قائلاً: "المحافظة منكوبة على مستوى الخدمات وجميع القطاعات الأخرى، رغم تخصيص المليارات لمشاريعها على مدى 20 عاما"، مبينا ان تلك المشاريع يجري توزيعها بحسب رؤى الأحزاب والكتل السياسية، دون مراعاة للجدوى الفنية أو الاقتصادية لها. كما ان الشركات المنفذة تخضع للابتزاز، ما يشجعها على تجاهل كفاءة العمل والتنفيذ.
**********************************************
الكلمة الفصل لحسابات الربح والخسارة، وصحة المواطن آخر ما يشغل المتنفذين الواقع الصحي بين نقص المستشفيات وتهالك البنى التحتية
بغداد ـ طريق الشعب
يواجه العراق أزمة صحية متفاقمة تعكسها المشاهد اليومية للمراجعين والمرضى داخل المستشفيات والمؤسسات الصحية الحكومية، التي تشهد تهالكاً واضحاً ونقصاً في التجهيزات الأساسية والخدمات الطبية وقلة عدد الاطباء في بعض المستشفيات، بينما تشهد اخرى ترهلا في اعدادهم نتيجة لسوء التوزيع، ناهيك عن غياب الرؤى والتخطيط.
ويعود هذا الوضع إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة، إضافة إلى غياب رؤية واضحة للتخطيط الصحي. وعلى الرغم من الوعود الحكومية المتكررة بتحسين قطاع الصحة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة وتؤثر على حياة الملايين من العراقيين الذين يجدون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة واللائقة.
ماذا عن المعايير العالمية؟
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد المستشفيات في العراق يبلغ حوالي 272 مستشفى حكومياً، أي بمعدل مستشفى واحد لكل 160,000 نسمة، وهو معدل منخفض مقارنة بالمعايير العالمية. وتعاني هذه المستشفيات من نقص حاد في المعدات الطبية الحديثة والأسرة، حيث يوجد فقط 14 سريراً لكل 10,000 نسمة، في حين يصل المعدل العالمي إلى 27 سريراً لكل 10,000 نسمة.
إضافة إلى ذلك، يشكل تهالك البنية التحتية تحدياً كبيراً، إذ أن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات تعاني من مشاكل تتعلق بصيانة المباني وتوفر المياه النظيفة والكهرباء.
تعليق من الصحة النيابية
انتقدت عضو لجنة الصحة النيابية، كفاح السوداني، تدهور الواقع الصحي في العراق، مشيرة إلى أن وزير الصحة يرفض الحضور إلى البرلمان للإجابة عن أسباب التراجع الكبير وانهيار البنية التحتية للنظام الصحي في البلاد.
وقالت السوداني إن "العراق بحاجة إلى بناء مدن طبية جديدة مشابهة لمدينة الطب في بغداد، بالإضافة إلى إنشاء مستوصفات صحية في أطراف المدن"، لافتة إلى أن "الإحصائيات تشير إلى نقص كبير في عدد المراكز الصحية في البلاد".
وأضافت أن "الفساد والمحاصصة الحزبية تسببا في منع تحسين الوضع الصحي على مدى السنوات الماضية"، مشيرة إلى "تردي الخدمات في المستشفيات الحكومية وعدم الاهتمام الكافي بالمرضى".
كما أكدت أن "نقص الوعي الصحي لدى أغلب المواطنين أدى إلى فوضى انعكست سلبًا على الواقع الصحي في البلاد".
ودعت السوداني إلى "تقنين عدد كليات الطب الأهلية وإبعاد المال السياسي والاستثمار عن هذه المهنة الإنسانية وإبعاد هذا القطاع عن حسابات الربح والخسارة"، مطالبة بـ"ضرورة دعم الواقع الصحي في القرى والأرياف عبر إنشاء مراكز ومستشفيات جديدة، وتسيير فرق جوالة لمراقبة الأوبئة ومعالجتها قبل انتشارها".
الحاجة إلى نظام صحي متكامل
وفي هذا الصدد، يقول الطبيب والاستاذ في كلية طب الكندي سعد الخزعلي: إن "الخدمة الصحية، تعتبر من الخدمات الأساسية الحياتية في كل المجتمعات، واكد عليها وضمنها دستور العراق، واعتبرها حقا اساسيا من حقوق المواطن على الدولة".
ويضيف الخزعلي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان هناك "تحديات صحية كثيرة وامراضا مختلفة مثل الامراض الانتقالية والجراحية والباطنية وغيرها الكثير مما يقاسيه العراقيون، الامر الذي يجعل من المستحيل الموازنة بين الواقع الصحي الراهن وهذه التحديات".
ويشير الخزعلي الى ان هناك "زيادة في عدد السكان، وهذا يضيف اعباء على القطاع الصحي، الذي يحتاج اولا بنى تحتية ومؤسسات متكاملة، وكوادر واجهزة وادوية ومستلزمات وخبرات متنوعة تستطيع ان تغطي الحاجة الصحية التي يفرضها الواقع"، لافتا الى ان هناك مشكلة رئيسة كبيرة، وهي عدم وجود نظام صحي يستطيع ان يقدم افضل خدمة بأقل مقدار ممكن من الهدر في الموارد. حيث لا يوجد لدينا نظام صحي حقيقي يستطيع ان يستوعب هذا الكم من المراجعين ويقدم افضل خدمة يتمناها الاطباء.
وذكر الطبيب ان "المريض قد لا يجد تحاليل او يعاني من زخم المراجعين على طبيب واحد، او ان هناك عمليات لا يمكن اجراؤها في القطاع العام وان كانت متوفرة فانه قد يضطر لان ينتظر فترة طويلة لإجرائها على نفقة الدولة، وهذا يعني ان هناك خللا يحتاج الى معالجة حقيقية".
ويؤكد الخزعلي ان هناك حاجة الى نظام صحي متكامل وفيه جانب تأميني ايضاً، وتوفير بنى تحتية متكاملة، والاهم هو وجود رؤية للتخطيط الصحيح لغرض زيادة اعداد المؤسسات الصحية العامة والتخصصية.
إهمال مقصود
من جهته، قال الطبيب زهير العبودي، ان "القطاع الصحي هو جزء من هذه الدولة التي تعاني مختلف قطاعاتها على مختلف المستويات من مشاكل عديدة، نتيجة الاهمال المتراكم وغياب التخطيط والرؤى الواضحة".
وأضاف في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "اهمال الحكومة للقطاع الصحي، يبدأ من اهمال كوادر وعمال هذا القطاع وصعوداً"، معتبرا ان البنى التحتية، وهي ابسط متطلب يحتاجه هذا القطاع، نراها متهالكة وان كان هناك ترميم في بعضها، لكن بشكل عام هذه البنى التحتية تعاني كثيراً، فالمستشفيات متهالكة و قديمة واغلبها مشيدة منذ الثمانينات ولا يوجد اي تطور او توسعة لها، في ظل ما يسميه الاقتصاديون الانفجار السكاني والتنامي الكبير في أعداد الناس.
ويلخص المتحدث مشكلة القطاع الصحي بـ"غياب الرؤية والتخطيط السليم المبني على دراسات وأرقام"، مشيرا الى ان "سوء التوزيع والادارة والفساد المستشري تمثل عوامل سلبية تؤثر بشكل كبير في أداء هذا القطاع الخدمي".
ويعتقد أن هناك اهمالا متعمدا ومقصودا للقطاع الصحي من قبل الحكومة، كما هو حال قطاعي الصناعة والزراعة، ومن قبلها السياحة والتعليم.
تجدر الاشارة الى ان الفساد المالي والإداري يعد عامل رئيسي في تدهور القطاع الصحي، حيث أشارت تقارير دولية إلى أن العراق يُصنف ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم، مما ينعكس على كفاءة استخدام الأموال المخصصة للصحة، فيما خصص بين عامي 2003 و2023، مليارات الدولارات للقطاع الصحي، لكن أغلب هذه الأموال ذهبت لجيوب الفاسدين بدلاً من تحسين الخدمات.
********************************************
الصفحة الخامسة
من أعرق مناطق الكرخ الوشاش.. تدهور خدمي ومعاناة لا تنتهي
بغداد - أحمد علي عبد الله
تعاني منطقة الوشاش، إحدى أعرق مناطق جانب الكرخ من بغداد، تدهورا واضحا متواصلا في مختلف القطاعات الخدمية: النظافة، البنى التحتية، الصحة، البيئة، الكهرباء وغيرها. وبالرغم من مرور سنوات طويلة على هذا الحال الخدمي البائس، لم يلمس الأهالي أي بادرة حكومية جادة لتأهيل منطقتهم ورفدها باحتياجاتها الخدمية الأساسية المطلوبة، وبالتالي انهاء تلك المعاناة التي طال أمدها.
وتحيط الوشاش أربعُ مناطق، هي: علي الصالح شمالا، الإسكان غربا، حي العربي في المنصور جنوبا والبيجية شرقا، ما يعني انها في قلب الكرخ. فيما تضم المنطقة أربع مناطق رئيسة، هي: الوشاش الصغيرة وتسمى “العتيكة”، السوق الشعبي “سوق مفتن”، منطقة الحكام والوشاش الجديدة.
ولا يوجد في الوشاش التي تمتاز بتقادم منازلها، سوى شارع رئيس واحد، للدخول إليها والخروج منها، وهو ضيّق ومزدحم باستمرار بالسيارات والستوتات. بينما اختفت أرصفته الصغيرة تحت بضائع أصحاب المحال التجارية وكراسي وطاولات المطاعم والمقاهي الشعبية!
غالبية سكان الوشاش من الفقراء والمعدمين والكسبة وذوي الدخل المحدود.
فيما يعاني الكثيرون من الشباب، البطالة، الأمر الذي يجعل المنطقة مظلومة من الناحية المعيشية، إضافة للخدمية!
أكوام النفايات مشاهد مألوفة!
المواطن طارش محمود، يتحدث لـ”طريق الشعب” عن مشكلة ضعف خدمات النظافة في الوشاش.
ويوضح أن النفايات تتراكم في الأزقة الفرعية وعلى الشارع الرئيس ورصيفيه، بشكل لافت للنظر، مرجعا الأمر إلى نقص حاويات جمع النفايات.
ويتابع قوله أن “الوشاش تزورها كابسة واحدة يوميا، تدخل إلى المنطقة في الساعة السادسة صباحا، وتسير مسرعة. لذلك لن يتمكن المواطن من اللحاق بها لتسليمها نفاياته المنزلية، وبالتالي يضطر إلى رميها في الطرقات”. ويؤكد محمود أن أزمة النظافة أضرت كثيرا بواقعيهم البيئي والصحي.
المركز الصحي.. منزل!
يتحدث المواطن سيد محمد، أحد أبناء الوشاش، عن الواقع الصحي في منطقتهم، مشيرا إلى انه ليس بالمستوى المطلوب “حيث يوجد مركز صحي واحد لا يغطي حاجة المنطقة نظرا لكثافتها السكانية العالية، الأمر الذي يضطر الكثيرين من المواطنين لمراجعة المركز الصحي في منطقة دور السود، أو مستشفى الطفل في الإسكان، وهما بعيدان عن المنطقة”.
ويلفت المواطن في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن مركزهم الصحي لا يبدو أبدا مركزا صحيا. إذ يشغل منزلا تم استئجاره مقابل بدل إيجار شهري، منذ أن هُدمت بنايته قبل 7 سنوات لغرض إنشاء أخرى جديدة!
ويؤكد أن ما يُطلق عليه “مركز صحي” يعاني شح العلاجات، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة، ويفتقر لأجهزة الفحص الطبي، كالأشعة والسونار، فضلا عن الكثير من الفحوص المختبرية، الأمر الذي يضطر المرضى إلى الاعتماد على الصيدليات والمختبرات الخاصة، ما يحمّلهم مبالغ طائلة، وهم في معظمهم فقراء وذوو دخل محدود.
مكبات نفايات بدلا من الحدائق!
يذكر سيد محمد أن الوشاش تضم مساحات فارغة واسعة محاذية لمنطقة البيجية، بدلا من تحويلها إلى حدائق أو أماكن ترفيهية، أصبحت مكبات للنفايات، مبينا أن أصحاب الستوتات الذين يعملون في جمع النفايات، يفرغون أحمالهم في تلك الساحات، ليأتي بعدهم “النباشة” فيعبثون فيها بحثا عن معادن ومواد قابلة للبيع، ما يتسبب في تلوث بيئي وأضرار صحية خطيرة.
ويؤكد أن الوشاش تخلو من أي متنفس للعائلات وأطفالها، كالحدائق العامة والمتنزهات وما إلى ذلك.
جشع أصحاب المولدات معاناة أخرى!
يشكو المواطن عبد الله جاسم، من جشع العديد من أصحاب المولدات في الوشاش، مبينا لـ”طريق الشعب”، أنه “بسبب تدهور التيار الكهربائي، أصبحنا تحت رحمة الجشعين والانتهازيين من أصحاب المولدات”.
ويوضح أن “الدولة حددت سعر الأمبير للخط الذهبي بـ12 ألف دينار، وللخط العادي بـ8 آلاف دينار، في حين عمد أصحاب المولدات إلى تحديد التسعيرة بين 18 و20 ألف دينار للأمبير الواحد، وذلك في ظل غياب الرقابة الحكومية”.
وفي السياق، يتحدث محمد حسن علي، وهو صاحب محل لكيّ الملابس، عن اتفاقات تُبرم بين أصحاب مولدات وجهات رقابية، فضلا عما أسماه “المجلس العشائري”، مبينا لـ”طريق الشعب”، أن “هذه الاتفاقات يجري وفقها تحديد سعر الأمبير مخالفا للتسعيرة المقرة من قبل لجنة النفط والغاز البرلمانية”.
ويضيف قائلا أن الاتفاقات تحدد أيضا أوقات تجهيز الكهرباء الوطنية وقطعها، بالشكل الذي يجعل أصحاب المحال بحاجة دوما إلى المولدات الأهلية”!
ويؤكد علي ان الأهالي قدموا شكاوى عديدة ضد أصحاب المولدات المخالفين، لكن دون جدوى!
الفساد أس البلاء!
إلى ذلك، يرى علي كاظم، وهو صاحب ورشة خياطة في الوشاش، أن معاناة الناس في منطقته وغيرها من المناطق، سببها الأساس “استشراء الفساد والطمع والجشع والاستغلال، في ظل ضعف إجراءات الدولة، وعدم مقدرتها على محاسبة من يستغل المواطن”.
ويضيف لـ”طريق الشعب” قائلا أن “شكاوى الناس لا تجد آذانا صاغية. إذ ان المواطن لا يعلم إلى أي جهة حكومية يلجأ. فالغالبية غارقة في الفساد المالي والإداري”!
وعبر “طريق الشعب”، يناشد الكثيرون من أهالي الوشاش، الجهات المعنية النظر إلى حال منطقتهم “المظلومة”، ومعالجة مشكلاتها الخدمية والتخفيف من معاناتهم.
***********************************************
بين الفساد وشحّ الكاز ارتفاع تسعيرة المولدات الأهلية في بغداد
بغداد – طريق الشعب
يشكو مواطنون في مناطق بغدادية مختلفة، من ارتفاع تسعيرة المولدات الأهلية لشهر تشرين الأول الجاري، مبينين أن سعر الأمبير الواحد يتراوح بين 15 و20 ألف دينار، في حين ان السعر الرسمي هو 11 ألف دينار للتشغيل الذهبي، و8 آلاف دينار للتشغيل الاعتيادي.
ويبرر أصحاب مولدات زيادة التسعيرة، بعدم تزويدهم بمادة الكاز المدعومة من الدولة، رغم كثرة انقطاع الكهرباء الوطنية، مؤكدين انهم يشترون الكاز من السوق السوداء بسعر مرتفع، ما يضطرهم إلى زيادة سعر الأمبير ومخالفة التسعيرة الرسمية.
ويتابعون القول أنهم في الوقت ذاته يدفعون مبالغ كبيرة إلى سماسرة ومتنفذين في الحكومة المحلية، لضمان عدم منعهم من تشغيل مولداتهم باعتبارهم يخالفون التسعيرة الرسمية، الأمر الذي يزيد من مصاريفهم، وبالتالي يضطرون إلى تعويضها من جيوب المواطنين!
ويوضح أصحاب المولدات لـ”طريق الشعب” أن “جهات متنفذة واعضاء في مجلس المحافظة، تقاسموا مهمة متابعة عمل المولدات في ما بينهم، بهدف فرض اموال معينة على أصحابها، لدواعي الكسب المالي والانتخابي”. ويضيفون أن “هؤلاء المتنفذين يوجهون مكاتبهم لزيارتنا بين حين وآخر، لا سيما في فصل الصيف، وتصويرنا دون موافقتنا، بغية نشر الصور على مواقعهم الرسمية، والادعاء بأنهم يتابعون عملنا ويرصدون المخالفات خدمة للمواطن، لكنهم في الحقيقة يقومون بمساومتنا على رزقنا”!
ويتحمل المواطن أعباء ذلك الفساد، وعدم إيفاء الحكومة بوعودها سواء بتوفير الكهرباء الوطنية، أم بتجهيز المولدات بالكاز المدعوم!
************************************
السماوة منطقة «آل عزام» تفتقر لأبسط الخدمات
متابعة – طريق الشعب
يشكو أهالي منطقة “آل عزام” في مدينة السماوة، من افتقار منطقتهم لأبسط الخدمات، وعدم شمولها بخطط المشاريع.
وأوضحوا في حديث صحفي، أن المنطقة مهملة من الجانب الحكومي، وانها تعاني منذ سنوات تدهورا خدميا في مختلف القطاعات، كالبنى التحتية والطرق والماء والكهرباء، مطالبين الجهات الحكومية المعنية، بمتابعة واقع المنطقة، وتزويدها بالخدمات المطلوبة.
وقبل أيام نظم أهالي “آل عزام” وقفة احتجاج، طالبوا فيها بتحسين واقعهم الخدمي وشمول منطقتهم بمشاريع التأهيل.
******************************************
أكاديميون يتطوعون لغرس الأشجار في سوق الشيوخ
متابعة – طريق الشعب
شهد قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار، اخيرا، حملة تشجير نفذها فريق متطوع من “مشروع البيت الأخضر” التابع لصندوق المبادرات المجتمعية.
الفريق الذي ضم أكاديميين متطوعين من طلبة الماجستير والدكتوراه، والذي قدم من بغداد، قام بغرس نحو 300 شتلة من الأدونيا والألبيزا والأثل والأكاسيا، في حدائق عامة ومدارس ودوائر حكومية، بالتعاون مع منتدى سوق الشيوخ البيئي والمجتمعي ومديرية البلدية، وذلك في سياق حملة التشجير التي أطلقتها الحكومة أخيرا.
ويقوم “مشروع البيت الأخضر” بالتحرك بين المحافظات، لزيادات المساحات الخضراء فيها. وقد سبق له ان نفذ حملات تشجير في مدن مختلفة، من إقليم كردستان إلى البصرة.
مسؤول المشروع أكرم السلماني يقول في حديث صحفي أن الأكاديميين الذين تطوعوا في الحملة، بينهم اختصاصيون في الزراعة والبيئة، مبينا أن أهم ما يميز مشروعهم هو الالتزام بتعهدات الاستدامة بعد عمليات التشجير، من خلال الكشف الموقعي على الأماكن المُشجرة بعد 120 يوما من تشجيرها.
ويلفت إلى انهم وجدوا في العديد من المحافظات التي نفذوا فيها حملاتهم، اهتماما غير مسبوق بالتشجير، مشيرا إلى أن العديد من أهالي سوق الشيوخ تطوعوا في حملتهم، وعملوا معهم لساعات متأخرة من الليل.
من جانبه، يقول المواطن محمد علي، أن هناك ضرورة لإطلاق المزيد من حملات التشجير في سوق الشيوخ “فمدينتنا لا يلتفت إليها أحد”. وفيما أعرب عن شكره لكادر المشروع على حملة التشجير، أكد أن الأهالي سيعملون على سقي الشتلات وإدامتها.
****************************************
اكول.. إلى النواب «المتنفذين» هذا ليس واجبكم!
آيات سعدون
يستغل اعضاء في مجلس النواب علاقاتهم مع بعض الوزراء والمسؤولين في مختلف دوائر الدولة، لتمشية معاملات مقرّبين منهم أو تلبية بعض مطالبهم. إذ يوجه النواب كتب طلب رسمية إلى المسؤولين، بذريعة الدفاع عن مصالح المواطنين وتبني مطالبهم وحل مشكلاتهم، ويقوم المسؤولون بتنفيذ تلك الطلبات من منطلق المحسوبية والعلاقة مع أولئك النواب، وليس من منطلق المسؤولية تجاه المواطن وحاجاته ومطالبه!
وفي الآونة الاخيرة نشر عدد من النواب قوائم بأسماء مواطنين، استجابت الجهات التنفيذية لمطالبهم في الحصول على راتب المعين المتفرغ او الرعاية الاجتماعية وقضايا اخرى. ولقاء ذلك يتعين على المواطنين الذهاب الى مكاتب النواب، وتقديم تعهدات بالتصويت لهم في الانتخابات القادمة، في حال رشحوا لها مجددا!
صحيح ان من واجبات اعضاء مجلس النواب متابعة شؤون المواطنين، لكن الواجب الاهم هو تشريع القوانين والرقابة على الاداء الحكومي، فضلاً عن تشريع قانون الموازنة. ولكن بسبب الظروف التي يمر بها بلدنا، وتحكّم منظومة المحاصصة والفساد بمجلس النواب وادائه، لا يجد هؤلاء النواب عملاً ينجزونه سوى ما يساعدهم في الظهور أمام الناخبين بمظهر الخدومين الذين يسهرون على تأمين حاجات الناس!
ينبغي للجهات التنفيذية ان تعامل المواطنين بسواسية، وان تستجيب لمطالبهم بلا وسيط، وألا تفضل الطلبات التي تردها عن طريق أعضاء في مجلس النواب على الطلبات التي تُقدم مباشرة من المواطن!
**************************************
العمارة اختناقات مرورية في أوقات الذروة
متابعة – طريق الشعب
تشهد مدينة العمارة يوميا عند بدء الدوام الرسمي وانتهائه، اختناقات مرورية حادة، الأمر الذي يثير استياء المواطنين.
ويشكو طلبة وموظفون من عدم قدرتهم على الوصول إلى دواماتهم في المواعيد المحددة، وأحيانا يتخلفون عن دخول المحاضرة الأولى بالنسبة لطلبة الجامعة، مشيرين في أحاديث صحفية إلى ان الازدحامات تشتد قرب الجسور ومقتربات الدوائر الحكومية، في ظل زيادة أعداد السيارات وعجلات التك تك بشكل غير مسبوق.
ويطالب أهالي العمارة، مديرية المرور بإيجاد حل لمشكلة الازدحامات، من خلال تنظيم حركة السير. كما يطالبون الحكومة المحلية بالعمل على تنفيذ مشاريع لفك الاختناقات المرورية.
وكان فريق الجهد الخدمي والهندسي في محافظة ميسان، قد كشف في أيلول الماضي عن اتفاق مع المحافظ ومسؤولي الدوائر والوحدات الإدارية على إنشاء 5 جسور جديدة وطريقين رئيسين في المحافظة، بهدف فك الاختناقات المرورية.
*****************************************
مواساة
- تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، بالتعازي الحارة للأستاذ الباحث ناجح المعموري، بوفاة زوجته الكريمة.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الكريمة خالص المواساة.
************************************************
الصفحة السادسة
الولايات المتحدة ساعدت الصهاينة بـ 18 مليار دولار لقتل الفلسطينيين! الأغذية العالمي: سكان غزة ضحايا انعدام الأمن الغذائي
متابعة – طريق الشعب
يواصل جيش الاحتلال عدوانه الغاشم على مناطق شمال قطاع غزة منذ أسبوعين، بهدف عزل المنطقة عن الجنوب تنفيذاً لخطة لما يعرف بالجنرالات التي تهدف إلى قتل جميع المتواجدين هناك إما بالقصف المدفعي والطيران الحربي، أو بواسطة الجوع.
وبحسب العاملين في الصحة الفلسطينية والدفاع المدني، فأن جثث الضحايا مرمية في الطرقات وتحت الأنقاض، ولا أحد يستطيع الوصول إليها بفعل القصف المدفعي وإطلاق النار المتكرر من الطائرات المسيرة، التي تملأ أجواء شمال القطاع.
ويواصل الصهاينة نسف المزيد من المنازل والمباني والتي طالت أكثر من 200 منزل خلال أسبوعين، وسط استمرار منع إدخال المساعدات الإغاثية الغذائية والدوائية، إذ باتت المراكز الطبية والمشافي في حالة عجز تام عن تقديم العلاج والخدمات الطبية.
الجوع يزيد معاناتهم
قال برنامج الأغذية العالمي، في تقرير جديد إن الجوع سيزيد من قسوة الشتاء على العائلات في غزة، وأن أكثر من 90 في المائة يواجهون انعدام الأمن الغذائي، داعياً إلى إيقاف القتال فوراً وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام.
وحذر مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أنطوان رينارد، من نفاد الإمدادات اللازمة لتوفير الغذاء لمئات الآلاف من الناس خلال أسبوع ونصف إذا لم يسمح الكيان الصهيوني على الفور بزيادة في تسليم المساعدات.
وقال رينارد، لفاينانشال تايمز البريطانية، إن "إمدادات الغذاء من المقرر أن تنفد قبل المهلة التي حددها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن إلى المسئولين الإسرائيليين بضرورة تحسين الأوضاع في القطاع خلال موعد أقصاه 30 يوما".
واضاف، ان "البرنامج لن يكون قادرًا على توفير وجبات ساخنة للناس في غضون أسبوع ونصف ولن نكون قادرين على توفير الخبز في غضون أسبوع واحد".
محاصرون تحت المنازل
من جانبها كشفت إيناس حمدان مسؤولة الإعلام بوكالة أونروا، أن "إسرائيل رفضت طلبا عاجلا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض" جراء الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال شمال قطاع غزة.
وقالت حمدان: "على مدى الأسبوعين الماضيين، حذرنا مراراً من أن تشديد الحصار على جباليا ومحافظة شمال غزة يزيد الأوضاع كارثية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة شمال غزة تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر محدق".
وأضافت "علاوة على ذلك، فإن الهجوم العسكري شمال غزة يقطع وصول الناس إلى الضروريات اللازمة لبقائهم، بما في ذلك الطعام والمياه". وتابعت "نتلقى معلومات عن عائلات محاصرة في منازلها. المياه والطعام على وشك النفاد، والصور الواردة من المخيم تظهر السكان يركضون للنجاة بحياتهم، دون وجود مكان آمن للجوء إليه". وأكدت وجود وفيات في المستشفى الإندونيسي بسبب انقطاع الكهرباء والإمدادات الصحية.
رقم جزئي
أفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن الولايات المتحدة انفقت مبلغ 17.9 مليار دولار على الأقل، كمساعدات عسكرية إلى الاحتلال الصهيوني منذ بدء الحرب على غزة.
وبينت الوكالة بأن هذا الرقم مستند إلى تقرير صادر عن مشروع (تكاليف الحرب) في جامعة براون، والذي صدر في الذكرى السنوية لبدء الحرب.
وبحسب نتائج التقرير، فإن "الولايات المتحدة أنفقت 4.86 مليار دولار إضافية على تكثيف العمليات العسكرية في المنطقة منذ طوفان الأقصى، يشمل ذلك تكاليف الحملة التي تقودها البحرية الأميركية لقمع الهجمات التي يشنها الحوثيون على بعض السفن التجارية التي تعبر مضيق باب المندب".
وسلمت أمريكا للاحتلال ذخائر تتراوح من قذائف المدفعية إلى القنابل الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 2000 رطل، إضافة إلى القنابل الموجهة بدقة، بحسب الوكالة، كما تتراوح النفقات بين 4 مليارات دولار لإعادة تزويد نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، إلى تمويل لشراء البنادق ووقود الطائرات، وفقاً لنتائج التقرير.
وبين التقرير، فأن المعلومات الواردة بخصوص تمويل الحرب في قطاع غزة، غير كاملة، عكس المعلومات الموثقة عن المساعدات التي قدمها الأمريكان إلى أوكرانيا ولذلك، فإن مبلغ 17.9 مليار دولار المعلن للسنة يُعتبر رقماً جزئياً فقط، بحسب ما أفاد به الباحثون.
وأشار الباحثون أيضاً إلى "جهود إدارة بايدن لإخفاء المبالغ الكاملة للمساعدات وأنواع الأنظمة" من خلال مناورات بيروقراطية.
***********************************************
الصهاينة يواصلون إجرامهم في ضاحية بيروت
بيروت - وكالات
كثف الاحتلال الصهيوني، هجماته ليلة الأحد – صباح أمس الاثنين على مناطق مختلفة من لبنان. واستهدفت الغارات مدنا مختلفة في الضاحية الجنوبية وفي منطقة البقاع شرقا، في حين دوت صفارات الإنذار بمناطق في الجليل شمالي فلسطين المحتلة بعد رصد عمليات إطلاق صواريخ من لبنان.
وقال جيش الاحتلال في بيان، إن "سلاح الجو يواصل مهاجمة عشرات المنصات الصاروخية الموجهة نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل، ومبان عسكرية وبنى عسكرية أخرى لحزب الله". مؤكداً مواصلته الأعمال العدائية في جنوب لبنان كما في قطاع غزة، واعلن في وقت لاحق سقوط 124 من جنوده جرحى يوم امس فقط، 8 منهم في قطاع غزة.
في المقابل، واصل حزب الله إطلاق الصواريخ بكثافة على المدن الفلسطينية المحتلة، موقعاً المزيد من الخسائر المادية والبشرية، وبحسب مستشفى زيف في صفد أنه استقبل 15 مصابا من منطقة القتال في الشمال ليلة الأحد.
************************************************
مسيرات عالمية حاشدة تندد بالعدوان على غزة
متابعة – طريق الشعب
خرج مئات الآلاف في تظاهرات ومسيرات حاشدة، السبت والأحد، في العديد من المدن والعواصم العالمية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وتنديدًا بالعدوان على غزة.
ففي يوم الأحد، تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة البلجيكية بروكسل رفضا للجرائم المتواصلة بحق المدنيين في غزة، وطالبوا بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مشددين على ضرورة فرض حظر على صادرات السلاح إلى الكيان الصهيوني.
والسبت، شارك الآلاف في تظاهرات نظمت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ومدينة بريمين الألمانية والعاصمة برلين، وميلانو الإيطالية، وبرمنغهام البريطانية والعاصمة لندن، واسطنبول التركية، وروتردام الهولندية، وهلسنبوري السويدية، دعمًا للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ودعا المشاركون إلى وقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره ضد الشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال، ونددوا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التظاهرات الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
*********************************************************
إيران تتوعد برد قوي على أي هجوم صهيوني
طهران - وكالات
قال مصدر عسكري إيراني إنه إذا هاجمت إسرائيل مواقع عسكرية داخل بلاده ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني، فإن رد طهران سيفوق التوقعات.
وأكد المصدر أن "أي هجوم إسرائيلي على مواقع نووية إيرانية "سيقابل بالرد مع الأخذ بالاعتبار السياسات النووية".
وأضاف أنه إذا تسبب الرد الإسرائيلي المحتمل بالتأثير بطرق مختلفة على المنشآت والبنى التحتية، فمن المؤكد أن إيران لم تقدم أي تعهد بشأن أن تلتزم بنطاق ونوع وشدة إجراءاتها بناء على الوضع السابق.
وأكد المصدر أن "إيران لن تتلكأ ولن تتسرع، إلا أن إنزال العقاب بحق المجانين لن تلغيه، وسيكون بطريقة تأتيهم بها في كل مرة بمزيد من المفاجآت".
فيما قال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي، أمس، إن "التهديدات بمهاجمة المواقع النووية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة (...) وهي مدانة".
وكشف بقائي عن تقديم مذكرة احتجاج إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهديدات التي أطلقها الكيان الصهيوني بشأن استهداف المنشئات النووية الايرانية.
وشدد على أن "أي أذى من الكيان الصهيوني سيقابل برد قاطع من إيران، والقرار بشأن كيفية الرد هو أيضا مسؤوليتنا".
من جانبه، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن "الجيش الامريكي نشر منظومة ثاد المخصصة لاعتراض الصواريخ، بعد هبوط نحو 20 طائرة عسكرية لتثبيت المنظومة" مؤكداً ان المنظومة في موقعها الآن، قائلاً: "لدينا القدرة على تشغيلها بسرعة كبيرة ونحن نسير على النهج نفسه الذي نطمح إليه".
***************************************************
في سبيل الخروج من الأزمة المؤتمر التاسع لحزب اليسار الألماني.. سعي جاد لاستعادة الأمل والثقة
رشيد غويلب
في أيام 18 – 20 تشرين الأول الحالي انعقدت في مدينة هاله على نهر "ساله"، تحت شعار: "مستعدون لغد عادل!" المرحلة الأولى من المؤتمر التاسع لحزب اليسار الالماني.
وتكمن أهمية انعقاد المؤتمر في كونه يشكل محطة للخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب، بعد الانشقاق الكبير الذي مر به، وسلسلة التراجعات المتوالية في انتخابات البرلمان الأوربي وانتخابات ثلاث ولايات شرقية كانت تشكل قبل سنوات قلاع الحزب الرئيسية. ويمكن القول إن مجريات وفعاليات المؤتمر قد نجحت، ولكن اختبارها الحقيقي سيكون في مدى قدرة الحزب على تحويل هذه النتائج إلى واقع ملموس. والتحدي الكبير يتمثل بنجاح الحزب في امتلاك كتلة برلمانية في البرلمان الاتحادي بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في نهاية أيلول 2025.
بالإضافة إلى أكثر من 500 مندوب، حضر المؤتمر العديد من أعضاء الحزب بصفة مراقبين. ونظراً لانشغال الحزب بإعادة بنائه، اقتصر حضور الضيوف على عدد محدود من الشخصيات الأوربية، وممثلي بعض النقابات والمجتمع المدني بينهم شخصيات من ضحايا عنف النازيين الجدد. وكما أعلن سابقا خلا المؤتمر من مشاركة ضيوف يمثلون أحزاب اليسار العالمي. وكان أبرز الشخصيات اليسارية التي شاركت في المؤتمر فالتر باير رئيس حزب اليسار الأوربي والسكرتير العام الأسبق للحزب الشيوعي النمساوي.
أهم المتحدثين في المؤتمر
ضمت الكلمات الرئيسية، كلمات زعيمي الحزب المنتهية ولايتهما جانين فيزلر ومارتن شيردفان، ورئيس مجموعة الحزب في البرلمان الاتحادي، وكلمتي زعيمي الحزب الجديدين للتعريف بهما قبل انتخابها، واستمع المندوبون لكلمة فالتر باير رئيس حزب اليسار الأوربي، وكلمة في ختام المؤتمر. وأكد المؤتمر استمرار عمل الحزب ضمن حزب اليسار الأوربي، بعد سحب مشروع قرار من قيادة الحزب، بحذف هذه الإشارة من النظام الداخلي، على خلفية وجود حزبين لليسار الأوربي حاليا. واستمع المندوبون إلى كلمة الرئيسة المشاركة السابقة لاتحاد شبيبة الخضر سارة لي هاينريش، التي أعلنت تعاونها مع حزب اليسار، وأكدت في كلمتها على ضرورة تبني سياسة طبقية تضامنية. وهي أحد المؤسسين للمنظمة الشبابية الجديدة "حان الوقت لشيء جديد".
المناقشة العامة
أهم ما تضمنه اليوم الأول بعد إقرار شرعية المؤتمر وانتخاب لجانه مباشرة من قبل المندوبين، مناقشة الوثيقة الأساسية المطروحة من قبل قيادة الحزب، بالإضافة إلى التعديلات والإضافات التي طرحت في المناقشات التي سبقت انعقاد المؤتمر.
جرى التركيز بشكل خاص على الوضع الخطير الذي يعيشه المجتمع الألماني في ضوء انتشار العنصرية ومعاداة السامية وإرهاب اليمين المتطرف وانعدام التضامن. وشدد المندوبون مرارا وتكرارا على الحاجة إلى ثقافة تضامنية وبناءة في النقاش وأساليب العمل داخل الحزب. وشددت المساهمات على اختلاف تنوعها على أن استمرار الحزب مطلوب، باعتباره "القوة الوحيدة التي تعارض الانزلاق إلى اليمين وتبقى متضامنة مع الشعب".
انتخاب قيادة جديدة للحزب
شهد اليوم الثاني انتخاب لجنة تنفيذية للحزب، بما فيها رئيسا الحزب المشاركان: إينيس شويردتنر (79,8 في المائة) ويان فان أكين (88 في المائة)، وأربعة نواب لرئاسة الحزب، وكذلك مدير تنفيذي للحزب ومسؤول للمالية، و16 عضوا آخرين. ومن المعروف أن تركيبة القيادة تقوم على مبدأ المناصفة بين الرفيقات والرفاق. يذكر أن زعيمي الحزب المشاركين السابقين جانين فيزلر ومارتن شيردفان قد أعلنا بوقت سابق عدم الترشح مجددا لفسح المجال أمام الحزب ليختار قيادة جديدة قادرة على تنفيذ المهام الصعبة التي تنتظر الحزب. فمن هما زعيما الحزب الجديدان؟
إينس شويردتنر
ولدت إينس شويردتنر في ولاية ساكسونيا في شرق المانيا، عام 1989 ونشأت في مدينة هامبورغ غرب البلاد. درست العلوم السياسية واللغة الإنجليزية في برلين والنظرية السياسية في جامعة فرانكفورت. عملت مؤقتًا في مجلة العلوم الماركسية "ارغمنت"، وفي سنوات 2020 - 2023 كانت رئيسة تحرير الطبعة الألمانية لمجلة "جاكوبين" اليسارية التي شاركت في تأسيسها. وقبل ذلك عملت في إعلام مؤسسة روزا لوكسمبورغ.
انضمت إلى حزب اليسار في آب 2023، وبعد ثلاثة أشهر، كانت أحد مرشحي الحزب لانتخابات البرلمان الأوربي، ولا ترى في عمرها الحزبي القصير معيقا، فقد كانت لصيقة بالحزب وتابعته كصحفية بتحليلات تناولت تطوره وتراجعه وآفاقه. وكررت في العديد من الحوارات الإعلامية، انها تعرف الحزب "ربما أفضل من بعض من سبقوني إلى عضوية الحزب، لكنهم لا يعرفونه بعمق".
يان فان آكن
ولد فان آكين عام 1961 في ولاية شليسفيغ هولشتاين، وبدأ نشاطه السياسي في حركة السلام وحركة الدفاع عن البيئة في المانيا الغربية، درس علم الأحياء في جامعة هامبورغ، ونشط في حركة السلام الأخضر لسنوات عديدة. وفي سنوات 2004 - 2006، عمل كمفتش للأسلحة البيولوجية لدى الأمم المتحدة.
عضو في حزب اليسار منذ عام 2007، وعضو في كتلة الحزب البرلمانية لدورتين متتاليتين، وعضو في اللجنة التنفيذية للحزب في سنوات 2012 – 2013 و2016 - 2022. كما عمل أخيرا في مؤسسة روزا لوكسمبورغ.
الصراع في الشرق الأوسط
منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول وبدء حرب الإبادة الجماعية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، شكل ملف الصراع في الشرق الأوسط موضوعا خلافيا داخل الحزب وأغلب قوى اليسار العالمي. أصدر المؤتمر قرارا بشأن الصراع في الشرق الأوسط تضمن جمع المقترحات الرئيسية من طرفي الخلاف في الحزب مسبقًا لتشكيل قرار توافقي. ولقد لعب زعيما الحزب الجديدان دورا في الوصول إلى صيغة اعتبرتها الأكثرية مقبولة، وحظيت الصيغة بدعم المنبر الشيوعي أحد مكونات حزب اليسار الألماني. ولكن: بالنسبة للكثيرين، فإن الموقف ليس واضحا بما فيه الكفاية. ومن الصعب أن يقنع هذا العديد من الحركات المؤيدة للشعب الفلسطيني التي ابتعدت أكثر فأكثر عن حزب اليسار، منذ اندلاع الأزمة.
أشار القرار ضمن أمور أخرى، إلى أن: " هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين. ولا بد من كسر منطق العنف والتصعيد واستئناف البحث عن الحلول السياسية. وندعو كافة الأطراف المعنية إلى عدم بدء أي أعمال عدائية جديدة واحتواء الصراع بدلاً من توسيعه". ورحب القرار بشيء من التفصيل بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن "حرب الإبادة الجماعية" و" لا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا من خلال الاعتراف المتبادل والعدالة".
وأكد القرار على أن حزب اليسار " يؤيد حل الدولتين السلمي ضمن حدود عام 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وإسرائيل ذات سيادة وآمنة إلى جانب فلسطين ذات سيادة وآمنة، بما في ذلك إمكانية التبادل الودي للأراضي على أساس قرارات الأمم المتحدة. ويتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يشاركوا على قدم المساواة في العملية المشتركة المتعلقة بمستقبل المنطقة".
وأصدر المؤتمر قرارا بدعم حملة "من أجل سلام عادل في غزة، أوقفوا صادرات الأسلحة وأوقفوا الحصار ومنع المساعدات" الذي أصدرته العديد من المنظمات الإنسانية ومنظمات السلام بضمنها: فروع المانيا لمنظمات أطباء بلا حدود، اوكسفام، منظمة مساعدة اللاجئين، منظمة باكسي كرستس للسلام، وكذلك منظمة مديكو انترنشال.
السلام العالمي
أصدر المؤتمر القرار التالي بشأن السلام العالمي:" تحقيق السلام: الدبلوماسية بدلاً من الأسلحة".
باعتباره حزب سلام، يتبنى حزب اليسار أولوية الحلول المدنية وغير العسكرية. إن الدبلوماسية والمفاوضات وخفض التصعيد والعقوبات الهادفة التي تستهدف قاعدة القوة الاقتصادية والسياسية للمعتدي وقدراته العسكرية هي الوسائل المفضلة بالنسبة لنا لإسكات الأسلحة ووقف القتل".
وقد جاء التوصل لهذه الصيغة بعد نقاشات مطولة اتسمت بالتعارض وعكست التباين الذي يعيشه الحزب بشأن الموقف من قضية السلام في العالم.
بالإضافة إلى ذلك أصدر المؤتمر قرارا للتضامن مع شعب الصحراء الغربية. واختتمت اعمال المؤتمر بالنشيد الأممي.
********************************************
الصفحة السابعة
الوقوف الألماني الأعمى خلف إسرائيل: التواطؤ الثالث في الإبادة الجماعية ترجمة وتقديم: عماد فؤاد
تقديم
تقف ألمانيا الرسمية اليوم بقوة خلف إسرائيل، سواء في حربها الشرسة ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين، أو في إبادتها الجماعية لسكان قطاع غزة، وفي الوقت ذاته تمنع وتقمع في مدن وجامعات ألمانية مختلفة أي نشاطات أو فعاليات مناصرة للحق الفلسطيني، ويرى المنتقدون لسياسات ألمانيا هذه أن الذنب الألماني في ارتكاب الهولوكوست ليس مبررًا على الإطلاق لدعم الإبادة الجماعية التي تجري اليوم في غزة، بل تكشف لنا الوقائع التاريخية - والمسكوت عنها - أن هناك ما هو أكثر من ذلك؛ فقد كانت الهولوكوست فرعًا من "إبادة جماعية" حدثت في أوائل القرن العشرين، وهي إبادة لا تزال ألمانيا ترفض الاعتراف بها، لكن المؤرّخ والمعلّق البلجيكي لودا فان أوست لم يترك الأمر يعبر أمامه من دون تمحص في بعض من هذا التاريخ المسكوت عنه.
في قراءته التالية يركز فان أوست على ما ارتكبته ألمانيا في ناميبيا، وإبادتها لشعبي الهيريرو والناما خلال السنوات الأولى من القرن العشرين، ويخلص إلى أن: "سياسات الحكومة الألمانية الحالية لا تستند فقط على ’الشعور بالذنب’ تجاه ما ارتكب في حق اليهود، بل على مجرد "إدانة" ما حدث، والذين يحدّدون هذه السياسات، مثل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك([1])، لا يزالون يؤمنون بأهمية تصنيف الأجناس البشرية بحسب العرق واللون، حتى في عام 2024"!
هنا ترجمة كاملة للمقال:
في 26 مايو/ أيار 2024، أدلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك (حزب "تحالف 90/ الخضر")، بتصريح لوسائل الإعلام تقول فيه إنها صدمت بعد مشاهدة فيديو لامرأة إسرائيلية يُزعم أن مقاتلين من حماس اغتصبوها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقد اتضح لاحقًا - وفقًا للأمم المتحدة التي أجرت تحقيقًا شاملًا في هذه الادعاءات – أنه لا وجود لهذا الفيديو المزعوم! وهذا الادعاء الصريح لا يجعل من وزيرة الخارجية الألمانية السياسية الغربية الوحيدة التي ادّعت مشاهدة مقاطع فيديو مثل هذه تعود إلى هجوم السابع من أكتوبر، فقد ادّعى الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا أنه صُدم بعد مشاهدة صور لرضع قطّعت رؤوسهم!
تستطيع وزيرة الخارجية الألمانية مواصلة قول مثل هذه التصريحات بدون أي شعور بالذنب، فهي راضية لتبرير وسائل الإعلام الألمانية والغربية لمجريات الأحداث في فلسطين، وسائل الإعلام نفسها التي تتجاهل حقيقة عدم وجود مثل هذه الفيديوهات، ما يسمح لوزيرة الخارجية الألمانية، وغيرها، بتجاهل اللقطات الحقيقية للأطفال الممزقين في غزة، وعلاوة على ذلك، يمكنها أن تستمر في تجاهل حقيقة أن تقارير استقصائية عدة تؤكد، يومًا بعد آخر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعذّب الأسرى الفلسطينيين بشكل روتيني ممنهج، بما في ذلك الاغتصاب.
ترمز وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك إلى التفكير العنصري الألماني المتجدّد، والذي تمتد جذوره عميقًا في التاريخ الألماني، هذا التفكير الذي رحّب بالصهيونية بقوة، وقبل بها كـ"ضيف شرف" في مجموعة "التفكير الغربي العنصري الأبيض" المتفوق عن بقية العالم، وتكفي ملاحظة الطريقة التي يُسمح بها بالحديث علنًا - في الإعلام الألماني بشكل خاص - عن الروس والصينيين والآسيويين بشكل عام، ليس فقط عن قادتهم، بل عن الناس العاديين في تلك البلدان، بدون أن يُطرح عليهم تساؤل نقدي أو أخلاقي واحد، يقول كل شيء عما وصل إليه إعلامنا الغربي اليوم.
لكن يبقى السؤال: هل تغيرت ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا؟
ألمانيا هي أرض الفلاسفة العظماء: ماركس وهيجل ونيتشه وأدورنو وكانط وفيتجنشتاين وشوبنهاور وآرنت وهابرماس وهايدغر وألكسندر فون همبولت، (يا إلهي، لقد نسيت دزينة كاملة)! ألمانيا هي أيضًا أرض الاحتجاجات اليومية لنشطاء السلام من أجل فلسطين وغزة، ومع ذلك، لا تشبه بايربوك ألمانيا هذه في شيء، لكنها حلقة أخرى في طابور طويل من المدافعين عن التفكير الغربي المتفوق، أولئك الذين لا يعترفون إلّا بالدوافع الطيبة والكريمة في أفعالهم، ولا يرون في كلّ شرّ إلّا يد الآخرين القذرة.
يعود هذا التفكير "الاستعلائي" إلى ما هو أعمق بكثير من رعب الهولوكوست، وأبعد بكثير من تلك الإبادة الجماعية "المنظّمة صناعيًا" لشعب بأكمله خلال الحرب العالمية الثانية، تعود جذوره في الحقيقة إلى القرن التاسع عشر، عندما كان الاستعمار والتفوق العنصري لا يزالان "قِيمًا" معلنة، وإلى ذلك الاستعمار تعود جذور النازية الحقيقية، فقد كانت النسخة الألمانية من ذلك "الخزي التاريخي" قد ظهرت لأول مرة بشكل بشع في البلد الأفريقي الذي كان يُطلق عليه سابقًا "جنوب غرب أفريقيا الألمانية"، والتي نعرفها اليوم باسم ناميبيا.
هناك المئات أو الآلاف من المقالات والدراسات التي استعرضت الإبادة الجماعية التي قامت بها ألمانيا ضد شعبي الهيريرو والناما في تلك المستعمرة الألمانية في أفريقيا، ومؤخرًا، وقبل رحيله في 4 شباط/ فبراير 2024، أدلى رئيس ناميبيا "الحاج غينغوب" بتصريح انتقد فيه ألمانيا بشدة بسبب دفاعها المستميت عن إسرائيل، وقد أشار في ذلك بشكل قاطع إلى تعاون الحكومة الألمانية النشط في الإبادة الجماعية في فلسطين، في حين لم تعترف "ألمانيا الرسمية" حتى الآن بأي لوم على الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ضد شعبي الهيريرو والناما في ناميبيا في الفترة بين 1904 و1908.
"العلّة" الألمانية
وفقًا للمستشار الألماني أولاف شولتز، فإن دعم ألمانيا لإسرائيل هو مسألة "مصلحة وطنية" أو "أحد أسس الدولة الألمانية"، وفي 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أيام من هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن شولتز قائلًا: "في الوقت الحالي، ليس أمام ألمانيا سوى خيار واحد، نحن نقف خلف إسرائيل مباشرة، وهذا ما نعنيه عندما نقول إن أمن إسرائيل هو مسألة ’مصلحة وطنية’ بالنسبة لألمانيا".
اليوم، وبعد مرور عام كامل على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وأكثر من 50 ألف قتيل هناك، لم تتحرك الحكومة الألمانية قيد أنملة عن هذا الخط الداعم بشكل أعمى لإسرائيل، أما على الصعيد الألماني الداخلي، فيتم انتقاد النشاطات المؤيدة للفلسطينيين وقمعها بشدة، بل وإدانتها باعتبارها "معاداة للسامية"! من هذا مثلًا أن تمنع السلطات الألمانية مؤخرًا، وفي أحد المؤتمرات الداعمة للحق الفلسطيني في برلين، طبيبًا بريطانيًا - من أصل فلسطيني - من الإدلاء بشهادته حول تجربته في غزة، كما حُكم مؤخرًا على متظاهرة – من أصول عربية - بالسجن بسبب تلفظها بشعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر"[2] في هتافها! فهل هذا مجرد تعبير عن "الندم" الألماني على محرقة الحرب العالمية الثانية، أم "قناعة" ألمانية؟ أم موقف تشعر ألمانيا بأنها ملزمة به أخلاقيًا؟
لا يكفي أن نعتبر مسألة الشعور بالذنب عن الهولوكوست سببًا وحيدًا لهذا النهج السياسي الألماني، فهناك ما هو أكثر من ذلك بكثير، علينا أن ننظر إلى تطوّر مستمر منذ القرن التاسع عشر، وقبل ذلك في الواقع، نتحدث هنا عن رؤية مشتركة امتلكتها جميع القوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر، قوامها التفريق بين الأعراق البشرية بحسب اللون والعرق، وقد أوصلت ألمانيا تلك الرؤية إلى ذروتها الشنيعة مع أول إبادة جماعية تم تنفيذها صناعيًا على الإطلاق خلال الحرب العالمية الثانية. وتُعد وزيرة الخارجية الألمانية بايربوك نموذجًا لتلك الرؤية الفكرية الألمانية أكثر من مستشارها، ففي النهاية يمكن اعتبار أولاف شولتز (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) مجرد سياسي كلاسيكي، صحيح أنه يملك آراءه القوية والمقنعة، لكنه في النهاية يدور مع الريح، ولا يمكن قول الشيء نفسه عن بايربوك، فتلك تتحدث عن "قناعة عميقة".
هولوكست القيصر
خلال عملي البحثي، تعثّرت في كتاب نُشر عام 2011 - قبل وقت طويل من الإبادة الجماعية التي تدور اليوم على قدم وساق في غزة - بعنوان "هولوكوست القيصر: الإبادة الجماعية المنسية في ألمانيا"، للكاتبين والمؤرخين: البريطاني ديفيد أولوسوغا، والدنماركي كاسبر دبليو إريكسن، سيفهم أي شخص يقرأ هذا الكتاب من أين حصلت النازية على "بذور الخردل" لفكرة الإبادة الجماعية، الكتاب يسهل الوصول إليه ومكتوب بسلاسة، ومزود بـ 18 صفحة من الهوامش والإحالات التاريخية في خاتمته، دراسة مكتوبة بدقة عن فترة مخزية في التاريخ الاستعماري، والتي – بالمناسبة - ليست مخزية لألمانيا فقط!
هنا بعض الاقتباسات الضرورية من هذا الكتاب:
- "هذه هي أسطورة ما بعد الحرب الكبرى: الخيال المطمئن بأن النازيين كانوا نوعًا جديدًا من الوحوش البشرية، وأن جرائمهم لم تكن مسبوقة، لم يكونوا كذلك؛ فالكثير من الأيديولوجية النازية، والعديد من الجرائم التي ارتكبت باسمها، كانت جزءًا من اتجاه طويل في التاريخ الأوروبي".
- "لو كان القضاة في محاكمات نورنبيرغ قد بحثوا بشكل أعمق في ماضي هرمان غورينغ([3]) وأمّته، لاكتشفوا قصة مختلفة عن معسكرات الإبادة العرقية، وأدركوا أن أفكار العديد من الفلاسفة والعلماء والجنود، والتي كانت ملهمة لهتلر آنذاك، قد استندت إلى محرقة ألمانية سابقة مسكوت عنها عمدًا".
- "عندما كانت قوات "الشوتزتروب" الألمانية تقوم بإبادة شعبي الهيريرو والناما في ناميبيا، كان هتلر يعيش في قارة أخرى، تلميذًا في الخامسة عشرة من عمره، مفتونًا بقصص البطولة الألمانية ضد البربرية الأفريقية في جنوب غرب أفريقيا الألمانية".
- "استشاط الضباط الألمان غضبًا حين نجح قادة شعبي الهيريرو والناما في قراءة الأوراق - المكتوبة بالألمانية - والتي قدّمت إليهم للتوقيع عليها طلبًا لاستسلامهم، كما اندهشوا أيضًا عندما وجدوا أن قادتهم كانوا يقرأون الصحف الألمانية التي تشرح خطط الاستعمار، وكان أول ما فعله الألمان هناك هو تجريد المقاتلين الأحرار الأسرى من ملابسهم الحديثة، لتصويرهم وهم يرتدون المآزر الأفريقية، وكأن اللسان الألماني يقول: "كيف يسمح هؤلاء الهيريرو والناما لأنفسهم بارتداء ما نرتديه نحن"! بل وفوق كل هذا، كانوا يخاطبون الألمان ندًا لند وعلى قدم المساواة، ما جعل أحد الجنرالات الألمان يعتبر أن مهمته الرئيسية هناك هي ’القضاء على هذه الوقاحة’"
ينتمي هذا الكتاب إلى رف كتب النضال من أجل إنهاء الاستعمار، جنبًا إلى جنب مع ذلك العمل القياسي الآخر "الهولوكوست الأميركي: غزو العالم الجديد"([4]) لديفيد ستانارد (1993)، و"الهولوكوست الفيكتوري المتأخر"([5]) لمايك ديفيس (2002)، هنا نقرأ أن العنصرية "العلمية" كانت عنصرية واضحة لدى جميع النخب الأوروبية، وليس فقط النخبة الألمانية، وهي بالمناسبة نخبة فكرت بطرق مماثلة عن العمال الذين استغلوهم في بلدانهم الأصلية، ثم ألقوا باللوم عليهم، لأن فقرهم وبؤسهم هو خطيئتهم وحدهم.
كما أن هذا الكتاب ليس تاريخًا قديمًا على الإطلاق، ففي ناميبيا، وبعد مرور 34 عامًا على الاستقلال (آخر مستعمرة أفريقية نالت استقلالها، بعد عقود من استعمار نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا)، لا يزال يعيش فيها أكثر من 30 ألف مستوطن ألماني، يملكون ما يقرب من 70 بالمئة من إجمالي الأراضي الزراعية في كامل ناميبيا، رغم أن نسبتهم لا تتعدّى 2 بالمئة فقط من السكان! وحتى تسعينيات القرن الماضي، كان هؤلاء الألمان، المستوطنون في ناميبيا، يحتفلون بذكرى ميلاد هتلر في حانة Biergarten المحلية، ويرفعون أعلام الصليب المعقوف فوق مزارعهم، صحيح أن أبناءهم لم يعودوا يفعلون ذلك اليوم، ليس عن اقتناع بالطبع، ولكن لإدراكهم أن "العالم الخارجي" لم يعد يعتبر ذلك "مناسبًا"!
في عام 2009، نشرت صحيفة Allgemeine Zeitung الناميبية والناطقة بالألمانية مقال رأي لمستوطن ألماني، يستهجن فيه قيام شعب الهيريرو في ذلك العام بإقامة نصب تذكاري في موقع معسكر الإبادة في "سواكوبموند"، ووضعوا عليه كلمة Konzentrationslager (معسكر اعتقال)! وحتى عام 2024، لا تزال ألمانيا ترفض إعادة آلاف الجماجم التي جمعتها أثناء الإبادة الجماعية لشعبي الهيريرو والناما، بحجة دراستها "علميًا"، وهي الدراسات التي انتهت إلى إثبات التفوق العرقي وفقًا لشكل وتكوين الجماجم. وقد تم بعد ذلك نزع عظام تلك الجماجم وتنظيفها من قبل نساء الهيريرو الأسيرات، اللاتي أجبرن على ذلك، وللغرابة؛ يتشابه وصف الكتاب للمجازر الدامية التي ارتكبها الجنود الألمان في مدن وقرى وبلدات جنوب غرب أفريقيا، وذبحهم النساء والأطفال والرجال بلا رحمة، بشكل مخيف مع ما يحدث اليوم في غزة.
ألا يمكن لألمانيا أن تتصرف بشكل مختلف؟
بالتأكيد يمكن لألمانيا أن تفعل ذلك، يمكن لألمانيا مثلًا أن تكتفي ببيان تقول فيه إنها تعترف بـ: "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وأن: "على إسرائيل احترام معاهدات الحرب في ممارسة هذا الحق". وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة الألمانية أن تتماشى مع المواقف التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، وأن تكون سلبية فيما عدا ذلك، وهذا لن يكون موقفًا شجاعًا على الإطلاق، ولكنه مفهوم إلى حد ما في سياق "الدَّيْن التاريخي" الهائل لألمانيا تجاه الشعب اليهودي.
ومع ذلك، فإن احترام معاناة اليهود، لا تبرّر اليوم قيام قسم منهم بارتكاب إبادة جماعية أخرى، وضد شعب لا يتحمل أي مسؤولية تاريخية عن تلك المحرقة التي تعرض لها اليهود. يمكن القول إن ألمانيا بسياساتها الحالية، والمؤيدة بشكل أعمى للصهيونية، تقف موقفًا جبانًا، متجاهلة أن جزءًا كبيرًا من يهود الشتات (خاصة في الولايات المتحدة) يدينون أيضًا الإبادة الجماعية في غزة، ورغم كل هذا، فهناك المزيد: الحكومة الألمانية لا تتخذ هذا النهج لمجرد الإعلان عن "الإحراج التاريخي" تجاه اليهود، بل عن "قناعة" بأنها يجب أن تكون مع إسرائيل. إن الموقف الحالي للحكومة الألمانية هو استمرار لأيديولوجية شريرة لا يزال يحملها جزء كبير من النخبة السياسية الألمانية: فكرة أن بعض الأعراق البشرية أدنى من غيرها.
وبعبارة أخرى، فإن سياسات الحكومة الألمانية الحالية ليست مجرد نتيجة للشعور بالذنب تجاه المحرقة، فأولئك الذين يحددون هذه السياسات ويروجون لها، مثل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك - والتي صارت ترمز اليوم إلى السقوط الأخلاقي للأحزاب الخضراء في جميع أنحاء أوروبا - لا يزالون يؤمنون بترتيب الأعراق البشرية في عام 2024، ولسوف يدين التاريخ ألمانيا مرة أخرى، وثالثة، بسبب موقفها المتواطئ والمثير للاشمئزاز تجاه ما يحدث اليوم في قطاع غزة من إبادة جماعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لودا فان أوست (مواليد 1953): مؤرخ وكاتب وسياسي فلمنكي وعضو سابق في البرلمان البلجيكي، بدأ حياته المهنية كعامل عام 1975، ثم درس العلوم السياسية في الجامعة البيروفية في فيلادلفيا، وفي عام 1982 دخل عالم السياسة التي تركها في 2012، ليبدأ في نشر تحليلاته السياسية في عدد من أبرز المنابر الصحافية الهولندية والبلجيكية. يهتم فان أوست في كتاباته وترجماته عن الإنكليزية بتأريخ وكتابات آخرين من أهمهم نعوم تشومسكي وجون بيلغر وإيلان بابيه وجوناثان كوك، مع تركيزه الخاص على الصحافة البديلة في أميركا الشمالية والاستعمار الأوروبي لأفريقيا، في عام 2019 نشر فان أوست كتابه "في خدمتك:، الخطايا السبع المنقوصة للموظف المدني"، وهو ريبورتاج استقصائي عن هموم وأحلام موظفي الدولة البلجيكية، وصعود التيارات النيوليبرالية.
إحالات:
(1) أنالينا بايربوك Annalena Baerbock (مواليد 1980): سياسية ألمانية من حزب التحالف "90/ الخضر"، وتشغل منصب وزيرة الخارجية الألمانية منذ عام 2021، كما شغلت منصب الرئيس المشارك لحزب "تحالف 90/ الخضر" إلى جانب روبرت هابيك في الفترة من 2018 إلى كانون الثاني/ يناير 2022، وكانت مرشحة الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، والتي حصل فيها أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي على منصب المستشارية.
(2)https://www.i24news.tv/en/news /international/europe/1699528989-berlin-criminalizes-slogan-from-the-river-to-the-sea-palestine-will-be-free
(3) كان هرمان غورينغ (1893 - 1946) القائد العام للقوات الجوية الألمانية، وأحد أقوى الشخصيات في الحزب النازي الذي حكم ألمانيا من 1933 إلى 1945. وقد حصل على وسام الاستحقاق، كما شغل منصب آخر قائد لجناح (JG I)، وهو الجناح المقاتل الذي كان يقوده مانفريد فون ريشتهوفن، كذلك كان غورينغ عضوًا مبكرًا في الحزب النازي، وكان من بين المصابين في انقلاب قاعة البيرة الفاشل الذي قام به أدولف هتلر عام 1923. بعد أن أصبح هتلر مستشارًا لألمانيا في عام 1933، عُيّن غورينغ وزيرًا بدون حقيبة في الحكومة الجديدة. وكان أحد أول أعماله كوزير الإشراف على إنشاء الجستابو، الذي تنازل عنه عام 1934 إلى هاينريش هيملر، وكان والده هاينريش غورينغ Heinrich Göring أول حاكم للمستعمرة الألمانية في جنوب غرب أفريقيا (ناميبيا حاليًا).
(4)David E Stannard: ‘American Holocaust: Columbus and the Conquest of the New World’, 416 p. Oxford University Press, USA; Revised ed. editie 1993.
(5) Mike Davis: ‘Late Victorian Holocausts: El Niño Famines and the Making of the Third World’, 2002.
"ضفة ثالثة" – 20 تشرين الأول 2024
****************************************************
الصفحة التاسعة
فلاح الرهيمي مناضل من طراز خاص
محمد علي محيي الدين
فلاح أمين الرهيمي من الشخصيات الوطنية التي تركت آثارا لا تنسى في مسيرتها الحياتية، فهو من الشخصيات الاجتماعية التي لها حضورها المؤثر في الأوساط الحلية، وباحث له آثار مهمة في مسيرة الحرف العربي، فقد أصدر العديد من الكتب، ونشر أكثر من 1500 مقال في الصحافة العراقية والإلكترونية، ومناضل عرفته سوح النضال بما تحلى به من جرأة وروح مبدئية.
وقد انتمى للحزب الشيوعي في سن مبكر، فكان مثالا للشيوعي الملتزم بمبادئه، المؤمن بالقيم الشيوعية والنضالية، وكلف خلال عمله النضالي بمهام حزبية متعددة، فقد عمل في صحيفة الحزب (صوت الفرات) محاسبا ومدققا في خمسينيات القرن الماضي، وعمل في اللجنة الاقتصادية مراقبا لحركة السوق والنشاط الاقتصادي، وكلف بمهام الحماية لبعض القيادات الحزبية، وتولى مسؤولية بعض الخلايا التنظيمية فكان منظما بارعا لما يمتلك من مقومات قيادية وثقافة عالية.
وكان من المشاركين في مهرجان الشباب في الاتحاد السوفيتي عام 1957 وكان ذلك سببا في حرمانه من الدراسة ما أضطره لإكمال دراسته الأولية خارج العراق، وظل الرهيمي متمسكا بمبادئه لا يحيد عنها، فكان راهبا في محراب الماركسية ونشر مؤلفات عديدة في الدفاع عنها وبيان مفاهيمها وأسسها وما تهدف اليه.
وعن بداياته النضالية ومشاركته في العمل السياسي فقد تولع بقريبه محمد عبد اللطيف مطلب ( الدكتور فيما بعد) الذي كان في طليعة المناضلين الشيوعيين في النصف الاول من القرن الماضي وتولى مسؤوليات حزبية واعتقل عدة مرات وحكم عليه بالإعدام ثم خفف بوساطة أحد المتنفذين إلى (15) سنة وأرسل إلى نقرة السلمان، وقد زاره في سجن النقرة مع عائلته ذات مرة ورأى حياة السجناء هناك، وعندما لاحظ قريبه عزيز عبد اللطيف مطلب ميله واندفاعه ربطه بعلاقة مع الشاب شعبان عبد الكريم (أعدم في انقلاب 8 شباط 1963 ) الذي كان يقود بعض الخلايا فارتبط بالحزب ونسب إلى خلية طلابية ضمت كلا من سليم مطلب، إبراهيم شويليه، حسين جويد، وجليل جواد الربيعي.
ولصغر سنه الذي لا يجلب الأنظار كان يكلف بواجبات حزبية كالتبليغ وإيصال البريد الحزبي، وبإيصال الطعام إلى دار تقع في محلة المهدية (عگد العجم) لعائلة تسكن هناك واتضح له بعد سنوات انها وكر لمنظمة الحزب في الحلة.
وكانت تعقد اجتماعات في بيت والده البراني كان يحضرها عامر الصافي ومعه ثلاثة وعباس المرعب وجبار شويليه وذات مرة أشرف على اجتماعهم رجل يرتدي الكوفية والعقال عرف فيما بعد انه حمد الله مرتضى، وبمناسبة انعقاد مؤتمر الطلبة في ساحة السباع نظم الاتحاد سفرة طلابية إلى مدينة بابل الاثرية، كذلك حضر في احتفال أقيم بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر في بساتين الطهمازية، وكلف مرات عديدة بلصق المناشير على جدران البيوت والمحلات في مركز مدينة الحلة.
وأسهم مع جماهير الحلة في المظاهرات المؤيدة لرجل السلم الشيخ عبد الكريم الماشطة في انتخابات سنة 1954 وكذلك في المظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي على الشقيقة مصر، وبعد تركه الدراسة أخبر مسؤوله الحزبي عزيز مطلب بتفرغه وأنه مستعد لأي عمل يكلفه به الحزب، وبعد أيام رافقه في زيارة للرفيق حمد الله مرتضى وأخبره بأن الحزب سيرسله للمشاركة في مهرجان الطلبة والشباب الذي سيقام في موسكو سنة 1957، ولأنه يمتلك جواز سفر نافذ سبق له السفر به إلى سوريا ولبنان ولا يحتاج لموافقات أمنية، ولأنه الأبن المدلل في الأسرة فقد أقنع والده ووافق على سفره للراحة والاستجمام في سوريا وأنه سيمكث ثلاث أشهر وكان ذلك في شهر مايس 1957، وقام بإخفاء بطاقة الدعوة في مكان سري وحجز للسفر ووصل إلى سوريا حيث اتجه إلى فندق هناك، ومنه قابل رئيس تحرير جريدة النور وأخبره بوصوله وعنوان سكنه، وفي اليوم التالي جاءه رجل أسمر اللون ومعه زوجته وطفلاه وقدم له نفسه بانه عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) وطلب منه الانتظار لحين تحديد موعد السفر وطلب منه إسكان شاب جاء معه في غرفتي وعرف انه الاستاذ المحامي كاظم الصفار، وبعد أسبوع جاء الرفيق أبو سعيد مع زوجته نظيمة وهبي واستصحبوا الأستاذ كاظم معهم، وبعد أسبوع جاء ابو سعيد ومعه شخص عرف فيما بعد أنه الأستاذ محمد شرارة، ثم أقيمت بعد أسبوع حفلة للمشاركين في الوفد، وفي أحد أيام تموز ركبوا السيارات ومنح كل منهم رقم سري عليه التعامل به أثناء السفر لكي لا يعرف الأمن أسماء المشاركين وتحركت السيارات إلى ميناء اللاذقية ومنها سافروا بباخرة إلى موسكو.
وعند وصولهم إلى محطة موسكو استقبلتهم الجماهير بالورود والأناشيد، ثم ركبوا القطار وفي كل مدينة يمر بها القطار كانت الجماهير تحيي الوفد حتى وصلوا مدينة موسكو وهناك خصص فندق موسكفايا لإسكان الوفد وكان معه في الغرفة الرفيق كاظم الصفار، ومحمد شرارة، ومعهم في الفندق الشاعر عبد الوهاب البياتي وعقيلته والسيد هاشم الحكيم والشاعر سعدي يوسف والاستاذ محمد سعيد الصكار والشهيد محمد صالح العبلي والراحل الرياضي عبد الواحد عزيز والمناضل عبد القادر البستاني وغيرهم، وقد شارك الوفد العراقي بفعالية في المهرجان وتبادلوا الهدايا التذكارية مع الوفود الأخرى وأقاموا فعاليات مميزة، وقد التقى أثناء المهرجان برفاق من أهل الحلة كانوا يدرسون في موسكو منهم الدكتور ممتاز كريدي ومحمد علي بن الشيخ عبد الكريم الماشطة ومهدي صالح المهدي الذي حصل على زمالة دراسية هناك.
وظل فلاح الرهيمي يواصل نضاله عبر مراحل حياته المختلفة، ورغم تقدمه في السن إلا انه لم يركن إلى الدعة والراحة، وواصل عطاءه الذي لا ينضب، فكان الخطيب في محافل الحزب ومناسباته، والوجه الاجتماعي المرموق في المناسبات الاجتماعية، والمثقف الوافر العطاء في التثقيف المركزي، وقد كرمته قيادة الحزب بدرع الوفاء مع مجموعة من المناضلين الذين واصلوا العطاء والنضال رغم عمرهم المديد، وكان من الداعمين للحزب ماليا في المناسبات التي تستلزم الدعم، ولم يبخل بماله وجهده في طريق النضال لذلك أصبح مهوى أفئدة المناضلين ينظرون اليه بإكبار واحترام واعجاب، ولا زال كما عهدناه عاملا في صفوف الحزب رغم تجاوزه العقد الثامن من عمره.
هذا هو وبعض من سجاياه وخصاله ومزاياه، لذلك هو أهل لكل تكريم وتبجيل فهنيئا للحلة الفيحاء بابنها البار الذي أصبح معلما من معالمها وابنا من خيرة أبنائها.
***********************************************
الصفحة العاشرة
فضاء شعبي
بلاغة الرثاء عند الشاعرة فدعة
ثامر الحاج امين
لا يمكن انكار أثر البيئة في بناء شخصية الشاعر وتنمية ثقافة الابداع لديه ، حتى ان البعض ذهب الى القول ان ( الشاعر ابن بيئته) في اشارة الى ان شعره والفاظه يستمدها من البيئة التي يعيش فيها وان ملامح بيئته من عناصر وادوات تظهر في شعره ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما ظهر لنا في الشعر الجاهلي من انعكاس لبيئة الجزيرة الصحراوية وطبيعة الصراعات الدائرة فيها والتي تركت بصمتها على نتاج الكثير من شعرائها حيث جاء شعرهم محتشدا بخطاب الحماسة وصور البطولات التي افرزها القتال بين القبائل اضافة الى خشونة اللفظ ومعان منتزعة من حياة تلك البيئة وهو ما ينسحب ايضا على الشعر العباسي الذي تميز برقة الالفاظ وسهولة التراكيب واهتم بتصوير حالة الترف والرفاهية وحياة القصور وما كان يدور فيها من غناء وغيرها من فعاليات فنية ، الا اننا نقرأ في اشعار " فدعة " التي عاشت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ما يخالف الرأي الذي يأخذ بتدخل المؤثرات البيئية على المنتج الابداعي ، فهذه الشاعرة تربت في بيئة الفرات الأوسط ذات المزارع والخضرة ولطافة الجو وترعرعت وسط قبيلة عربية فصيحة اللسان هي قبيلة خزاعة الا ان شعرها تضمن الفاظ ومفردات صعبة الفهم على العديد من القراء وربما حتى على ابناء قومها ، مع الاقرار ان شعرها جاء في جانب كبير منه منسجما مع الحالة الاجتماعية لتلك البيئة التي تميزت بكثرة النزاعات العشائرية والقبلية وانطوى على تمجيد القوة والفروسية والتفاخر ببطولات واخلاق شقيقها " حسين " الذي قتل غدرا في منازلة مع ابن عمه على زعامة القبيلة وظلت فدعة في معظم اشعارها تنعي فقدانه وتسبغ عليه من صفات الرجولة والشجاعة ما لم تصل الى بلاغاتها الكثير من اشعار النعي ومنها قولها في قوة شخصيته وشدة بأسه بحيث اذا ضرب فليس من علاج لهول ضربته وذلك في قولها :
حسين السحاب او همل جايه موحان ومشيِّل الكَرايه
يا زلزله وبيها المنايه ربّاط واعمامه ثوايه
وهوه طفل عذّب الدّايه يعربيد يا شيخ الحيايه
على كَرصتك ما ترهم آيه
كما انها تصف شجاعته بكلمات لا يمكن المرور بها على عجل بدون التأمل في عمق المفردة والصورة الشعرية المبهرة فهي تصفه :
يليث الجوافل منه تميل
يا صل الربه بروس العرازيل
فهو كالأسد الذي تجفل منه القوافل اذا مر من أمامها ، كما انه شديد عند الغضب وتصفه بالأفعى التي تربت في المرتفعات وتركت الوديان والاراضي الواطئة اشارة الى رفعته سمو مقامه .
والذي استوقفني من بين العديد من الأوصاف التي اسبغتها على شقيقها المغدور هو قولها ( نغل الماش يا الما ينطبخ بالزاد ) وهو بلا شك وصف يندرج في اطار المديح حيث تشير فيه الى رجولته الصعبة المراس والعصية على الترويض وصاحب العزيمة التي لا تلين بالنار والحديد واستعارت لوصف خصاله بـلفظة ( نغل الماش ) وهي الحبة التي تشذ عن الجماعة في شكلها ولونها وتعجز النار عن انضاجها بسبب الخصوصية في تكوينها وهذه الاستعارة شائعة في ثقافتنا الشعبية التي تكيل المديح للرجل الشاطر في تعامله وافلاته من المأزق فتصفه بـ ( النغل ) . هذا هو الشعر الذي يدعوك الى التأمل في عمق المفردة ودلالتها وتطربك انغام كلماته وصوره وقد قالها الشاعر جميل صدقي الزهاوي :اذا الشعر لم يطربك عند سماعه.. فليس خليقا أن يقال له شعر .
............................................................................................................
«إبنادم» القصيدة / الأغنية جماليات الشعر واللحن والغناء
ريسان الخزعلي
يقول الشاعر ( فرجيل ) في كتابه (أناشيد الرعاة)..، تستطيع الأغاني أن تهبط بالقمر من السموات. ويقول (غوغول).. يافرحي ياحياتي أيتها الأغاني لكم أحبك. و( يسنين) هو الآخر يقول: عليك أن تؤدي أغنيتك بنفسك حتى وإن كنت لا تُجيد اللحن. هكذا إذن هو الغناء في جوهره الروحي والحسي، إنّه الانتصار النهائي، حيث يُغني الانسان ويستمع الانسان. يغني شعراً حقيقيّاً بلحن جديد وصوت مسكون بالدهشة.
أغنية ( ابنادم ) السبعينية زمناً وذائقة، لا تزال تشرخ الذاكرة، وتستحضرها الروح ساعة أن تكون السماء قريبة من إصبع الطفل، وساعة أن تكون العشيقة متخفية برموشها، وساعة أن ينعزل الجسد في لحظة وجدٍ صوفية. وهكذا تتموج القامة مع الإيقاع الشعري والموسيقي والصوتي في رقصة واحدة.
أغنية “ابنادم” وهي قصيدة للشاعر المبدع
(ابوسرحان) وقد ضمّتها مجموعته الوحيدة (حلم وتراب) تتحدث مع الآخر بلغة النداء والشكوى، لغة واضحة مدببة، تُقيم مجاورتها بتماسّات مع الروح والعُمر والخسارة، قصيدة تشاغلت بلازمة التكرار (يبنادم) مما وفّر لها طبيعة تموّجية أدركها الملحن المبدع (كوكب حمزة) وأحالها لحنياً إلى طقوس العزاء الحسيني أصواتاً ورنين طبول وإيقاع (زنجيل). ومن ثم وجد الملائمَ الغنائي لها – الصوت الذي يرفُّ حزناً جنوبيّاً ، صوت مطربها
(حسين نعمة). وهكذا كانت تعبيراً سمفونيّا عن الحزن العراقي العميق:
ابهيده اعله بختك لا تعت بيهه..
روحي انحلت والشوكَ ماذيهه.
ما جنهه ذيج الروح يبنادم،
إولا جنهه كلهه اجروح يبنادم،
والشوكَ ماذيهه ، اشمالك تعت بيهه.
تسيوره عمري اوياك يبنادم، غفله واخذني الطيف،
إولنهه ابحلاة النوم يبنادم، روحي إعله روحك ضيف،
واغفه ابهواك اسنين يبنادم ، كيّف تراني ابكيف،
ثاريهه غيمة صيف !!
بجي الشموع الروح يبنادم بس دمع مامش صوت،
إو رفّة جنح مكسور يبنادم ، كَلبي يرف بسكوت.
لاهي سنه إو سنتين يبنادم ،
إولاهيّه صحوة موت .
حسبة عمر عطشان يبنادم ، والماي حدره ايفوت.
إنَّ (الدويَّ) الروحي الذي يواجهه “ابنادم” في الشعركنداء، كان طقساً كربلائيّاً في اللحن وترتيلاً في الأداء. وبذلك توافرت العناصر الإبداعية الفنية الصادقة في تحويل القصيدة إلى أغنية جديدة في مسيرة اللحنيّة العراقية، وفي ذاكرة الأغنية العراقية وبالتالي في ذاكرة الغناء.
وسنبقى نكرر الترديدة : ابنادم ، في إشارة وتلميح إلى كل آخر يحاول أن يسلب الانسان صبواته وتطلعاته وحريته وعشقه.
أغنية “ابنادم” حين نستعيدها هنا، لأنها النموذج الشعري / اللحني / الصوتي الذي يفتح مغاليق النفس البشرية ويمنحها القدرة لأن ترى التعارضات الحياتية على بُعدِ مدىً أبعد من مدركات حاسة البصر- الرؤية كون الآخر المُخاطب – ابنادم لا يُمثّل رمزاً رومانسيّاً ، وإنما الآخر بكل أبعادهِ، إنّه الرمز الواقعي الدّال على المحنة بما في ذلك الانكسارات السياسية والاجتماعية والعاطفية وفجيعة الخسارات، حتى غدت صحوة العمر(كتسيورة) يخطفها الطيف .
إنَّ “ابنادم” الشاعر (ابو سرحان) في القصيدة يواجهنا حياتيّاً باستمرار وقد يسلب منّا التماسك ، لأنَّ التمثّل الشعري حاد جداً : حسبة عُمر عطشان.. والماي حدره ايفوت، إلّا أنَّ القصيدة بعد أن تحوّلت إلى أغنية منحتنا الالتفات إلى الذات كعزاء صوتي ...
**********************************************
كون طير
عارف شلش
كون طير ولني يمكم
ولن احس كلي بقربكم
واتعنا ملهوف واجيكم
وحتى اتبع كل مشيكم
تسمعني واسمع حچيكمد
وريت اكون انه بحظنكم
وكون طير ولني يمكم
ولن احس كلي بقربكم
احلم اوياك الاكون
واقبلك من هالعيون
بحبك الحد الجنون
وحتى ايكون ابعلمكم
كون طير ولني يمكم
ولن احس كلي بقربكم
يبو شامه اعلى الشفايف
الغيرك المااحب اوالف
ومنك الاسمع سوالف
والله الواگع ابحبكم
كون طير ولني يمكم
ولن احس كلي بقربكم
****************************************************
حرااااامات
حامد كعيد الجبوري
حراماااااات
يا فخر الرجال
وراية الرايات
شسع نعلَك
يشرِّف شارب الحكام
هضيمه انت التموت
وتشمت العارات
وحق عمامتك
يا سيد التاريخ
جهادك يبقه مشعل
والذليل المات
عمرك عمر جدك
حيدر الكرار
وجهادك من حسينك
تستمد العون
نبراسك دليلك
عمك العباس
ما نكّس الرايه
ولا تهزه حشود
بسيف الله أكبر
قادها الغارات
زيّنت الشهاده
والشهاده تلوك
لمثلك تبتهج
تفتح جنان الله
يا زلمة مواقف
يا عزيز الذات
حسسسن
حسن روحه
ارتقت
وصلت سماء الله
نصر الله البقه
يوگع نصر؟ هيهات
ارفعت راس العرب
إن چان عدهم راس
وچازوك بأصلهم
احسن مچازات
باعوك الأراذل
شربو كاس ذلهم
قبضوا الأثمان
عنك عن جهادك
يعجز التاريخ
يكتبلك ملاحم
يطلب الثارات
ما تنتكس رايه
والزنود رجال
من يسقط شهيد
تخضر الكيعان
ولد حيدر علي
للكون والشدات
وزيتون السلام
اتبرعم الوردات
**************************************************
نصّاريه ..
تجوه حطيتك اخوي اتكظ گفاي
خاف عدواني تطگ نقطة ضعف
وامشي إمامن اعيوني مو وراي
انظر لگدامي اميز المو عرف
الشاد ظهري احزامي ياعزمي ومناي
بكل ولاءك ما اظن يوم اختلف
من اريد احلف حليب امي غلاي
ما خبط مايه نقي وتدري السلف
ابد ما راود خيالي وفكري راي
تغدر تشج خنجرك شچة صلف
تطعن الوصاك اخوي الزم گفاي
تخون اخوك وتنسه حضن امنه الشرف
تبدلت دنيانه صار الطمع داي
واليصيبه يطير فكره وعقله خف
عتبي عل الدنيه انضنك بيها فضاي
والضمير انباع كل چوم بالف
والله اشطب طيبتي والغي رضاي
لان نقطة ضعفي بيهن واعترف
**********************************************
إلى روح عادل شلش
خضير الزبيدي
على عتبة مضيفك
وكفت الروح
وصرت فنجان
يفتر بالدواوين
ما جاست كهوتي النار لولاك
ولا رجفت كفو
جفوف المعزين
يا موكد اجروحي
ابيش اطفيك
لو وشل دمعه
أو نشفت العين
ابا سلام انت تسبقنا دوما
******************************************
«تعال» نص غنائي
يوسف المحمداوي
شكثر مريت اعلى بابك بالچذب گلي تعال….
ليش حرّمت المحبة وهيه عد الله حلال….
ولك حفنه جروح بيّه
ومنك احسبهن هديه
وصفوك اطباع حيّه
واني أوصفنك غزال
شكثر مريت اعلى بابك بالچذب گلي تعال
……
ريت لا حبتك روحي ولا شفت هذا الجمال…
سهله من گتلك حبيبي ليش بس عدك محال…
چنت اظنك صافي نيه
والگمر ما ينسى ضيه
وسفه من ظنيته اليه
لليضدني اگليبه مال
شكثر مريت اعلى بابك بالچذب گلي تعال…
ليش حرّمت المحبة وهيه عد الله حلال…
…..
اليمته غرگان بعذابي وانته غارگ بالدلال…
وآنه لو مراني طيفك گهوه اصيرن للدلال…
وي الوكت صاير عليه
ذيب ما يرحم ضحيه
لو عرفنه البعد نيه
چان بطلنه السؤال
شكثر مريت اعلى بابك بالچذب گلي تعال
ليش حرّمت المحبة وهيه عد الله حلال
….
ما عشت واقع وكتنه عگلي سارح بالخيال
وصفوك الناس حنظل وآنه اصيحن برتقال
الصار واللي يصير بيه
زرعي وتحصده اديه
ورغم كل هاي الاذيه
تبقى بعيوني منال
شكثر مريت اعلى بابك بالچذب گلي تعال
ليش حرّمت المحبة وهيه عد الله حلال
*******************************************************
الصفحة الحادية عشر
جديد د. جمال حسين علي
الناقد العراقي د. جمال حسين علي اصدر مؤخراً ثلاثة كتب جديدة هي:
- لماذا يكره المثقفون بعضهم؟
- بلطجة المثقفين.
- بازار الثقافة الكبير.
الكتب الثلاثة صدرت عن دار صوفيا/ الكويت. وفيها يناقش المؤلف العوالم البارزة في حياة المثقفين وابعادها واسبابها وما نتج عنها من معطيات إبداعية وانتباهات سيرية تحمل عدة ابعاد ورؤى.
***************************************************
“شياطين” دوستويفسكي.. مسرحياً: العدمية صدى للإرهاب
د. محمد سيف*/ باريس- خاص
المسرح، هو فن الكلام، وهذا ما نميل إلى نسيانه في هذه الأيام. لديه دائماً كل ما يكسبه من ما يحمله كاتب مسرحي حقيقي، كاتب يجسد قوة الفكر بلغة فريدة ليست لغة الحياة اليومية. وهذا القول يتقاطع تقريباً، مع رؤية عمل “الشياطين” لدوستويفسكي، الذي قدمه مؤخر المخرج البلجيكي غي كاسيرس على مسرح الكوميدي فرنسيز (قاعة ريشيليو)، لا سيما أن هذا المخرج قد اعتاد على احداث ثورة في المسرح باستخدام تقنيات الصورة والصوت.
نحن نعلم أن مدير مسرح تونيلهويس في مدينة أنتويرب البلجيكية، أستاذ في فن الجمع بين المسرح والفيديو. وهو ليس الوحيد في أوروبا، حيث يوجد تيار عميق الجذور يغذي الإخراج المسرحي ويعيد ابتكاره بطريقته الخاصة، من الألماني فرانك كاستورف إلى الفرنسي جوليان جوسلين، على سبيل المثال لا الحصر. لكن لكل منهما أسلوبه الخاص، وأسلوب غي كاسيرس مذهل يقدم العديد من زوايا الرؤية المختلفة. أظهر منذ بداياته، اهتماماً خاصاً بمزج الوسائل والفنانين، وطالب بالثراء المركب المتأصل في العديد من الممارسات غير المتجانسة التي يزرعها “مسرح ما بعد الدراما”، وفقًا ـلهانس ليمان. وقد واجه في بداية حياته المهنية متطلبات المسرح للجمهور الشاب، دون أن يستسلم لتطوير جمالية شخصية تتكيف مع متطلباته الخاصة. يعشق كاسيرس الطرق الجانبية ويسعد بـ “المزج” بين الفنون، وبطمس الحدود ويجد نفسه في ديناميكية هذه الحركة “البينية”.
بهذا المعنى، فإن عروضه تجسد سلوكًا معينًا للحداثة يتمثل في هذا الانزياح الدائم، في هذا الرفض للاستقرار، في هذا السعي الخالي من النظام والتسلسل الهرمي. ومع ذلك، فإن مسرح كاسيرس ليس مسرح تيه وضياع، بل على العكس، مسرح استكشاف متنوع باسم علاقة معينة بالعالم والقيم التي تنظمه.
التنوع بالنسبة له طريق وليس هدف. إنه مصحوب بخفة خاصة، وسهولة غير عادية في الحركة، وانتقال شبه موسيقي من وسيط إلى آخر، من الجسد الحاضر إلى الصورة المعروضة. لا يتعلّق كاسيرس بجماليات القبح وازدحام الخشبة بالمادة، فهو يحافظ على المسرح من هذه التجاوزات النمطية ويتعامل معه كمكان للتأمل في العالم وتيهه. طاقم عمله غالبا ما يكون مثالياً، والتمثيل لا تشوبه شائبة، كما يستخدم عدداً من الأدوات البصرية بشكل رائع. وأكثرها لفتًا للنظر هو استخدام الفيديو. ومع ذلك، عند اكتشاف شاشات هذا العرض، من الصعب ألا نتنهد، حيث يبدو أن موضة السينما في المسرح أصبحت موضة لا مفر منها - ونادرًا ما يكون ذلك للأفضل. لكن استخدام كاسيرس للفيديو مثير للدهشة، مع مؤثرات متقنة الصنع تتجنب دائمًا الوقوع في مأزق التحايل. هذا اللعب على المظاهر والصور والاحتمالات له أصداء متعددة في حبكة مسرحية “الشياطين”، التي تضع الجيل القديم، العقيم الذي عفا عليه الزمن، في مواجهة جيل أبنائه الذين لم يعد لديهم الوقت أو الصبر على الانتظار، وهم على استعداد لحرق كل شيء دون أن يعرفوا ماذا يعيدون بناءه. بين الجنون والهياج والإرهاب، تثير رواية دوستويفسكي التي قدمها غي كاسيرس أسئلة حول مسيرة التاريخ. ما الطريق الذي يجب أن نسلكه لتغيير العالم؟ الثورة، والديكتاتورية، والقتل، والحرق المتعمد - لوحة جديرة بعام 2024.
لقد كانت محاكمة مجموعة من الإرهابيين العدميين في روسيا في ستينيات القرن التاسع عشر هي التي ألهمت دوستويفسكي لكتابة رواية “الشياطين” التي تعد الأكثر سياسية من بين رواياته. على مدى جيلين، يؤرخ الكاتب العظيم لمجتمع يتفكك ويندد بالأرستقراطية التي نأت بنفسها عن الشعب. في قصر زجاجي معزول بإحكام عن العالم الخارجي، تستحضر الستائر والمدفأة صالوناً برجوازياً من القرن التاسع عشر. تهيمن ثلاث شاشات على هذه المساحة الشاسعة، لكي تعرض وجوه الممثلين عن قرب، كما هو معتاد في المسرح. لذلك سنرى نحن، الجمهور، في كثير من الأحيان ظهور الممثلين الذين لا ينظرون إلى بعضهم البعض! جهاز محفوف بالمخاطر بالنسبة للمتفرج الذي يعرف جيدًا جاذبية الصورة على الواقع. ولكن أيضًا بالنسبة للممثلين والممثلات. والصعوبة بالنسبة لهم تكمن في أنهم لا يلعبون أبداً مع شريكهم مباشرة، وجهاً لوجه، إذا جاز التعبير، بينما يعلمون أن المتفرج، من خلال الصور، يمكن أن يكون لديه هذا الانطباع.
يهدف غي كاسيرس من خلال هذه الصور الحية المصورة، التي تكون أحيانًا جميلة مثل الأيقونات، إلى جعل عالم الأوهام ملموسًا ويتلاشى تدريجيًا. مجتمع صغير متحجر يتصارع فيه الكبار: من جهة، ترمز شخصية ستيفان فيرخوفنسكي، إلى المثقف المتراجع، وإلى الجيل القديم بكل كآبته المأساوية، وتعكس روسيا التي لم تعد تعرف تمامًا من هي أو إلى أين هي ذاهبة. لأن هذه المرآة هي أيضًا مرآة مرفوعة بين العصور وتطورها، بين روسيا هذه والغرب الذي تحتقره بقدر ما هي معجبة به. “ليحفظك الله من شياطينك يا نيكولاي”، تقول داتشا الشابة، وهي شخصية شريفة بقدر ما هي طيبة، لنيكولاي البطل المتغطرس المتخاذل المعلق بين الاضطرابات الثورية والعالم الأرستقراطي الذي جاء منه.
فهؤلاء هم “الشياطين” الذين حددهم المؤلف، وهم الثوريون العدميون الذين يلجؤون إلى العنف لتحقيق أهدافهم، فيخلون بالنظام القائم، ويحبطون بقية المجتمع ويزرعون الفوضى في أعقابهم. وفيرخوفنسكي كشخصية هو أفضل من يجسد ذلك.
فهو ابن ستيفان العدمي ومعارض لوالده بشكل جذري، ويقوم بإنشاء خلية إرهابية صغيرة لإثارة التمرد وتدمير المدينة. إنه أكثر الشخصيات إجرامًا، ومن الواضح أنه الشخص الذي سيفلت من العقاب... ومن جهة أخرى، هناك عشرات الشخصيات التي لا قيم أو مُثُل لها، والتي تخلت عن كل العواطف بما في ذلك إيمانها بروسيا المقدسة وعظمتها، بما في ذلك شخصية شاتوف الصوفي، الذي يحن إلى روسيا العظمى والذي يحمل تشابهًا قويًا مع دوستويفسكي.
وعندما تتعرى “الشياطين” وتتخذ إجراءات عنيفة لتدمير نفسها، تختفي الشاشات، ويتطور الممثلون على خشبة مسرح عارية. لكي توضح هذا التباعد المعقد بين الشخصيات وأهواء الرسالة السياسية الملتبسة للعبقرية الروسية. ولكن، في هذا الاقتباس لرواية طويلة، يصعب أحيانًا فهم ما هو على المحك بالنسبة لكل شخصية من الشخصيات، التي تنكشف بسرعة كبيرة في إطار معقد في حد ذاته. ومع ذلك، يبقى الشعور بأنه في لحظة الفراغ هذه، فإن العدميين والشعوبيين - شياطين العنوان - هم الذين سينتصرون.
من خلال الابتعاد عن السياق الروسي تحديدًا نحو مواضيع أكثر معاصرة وعالمية، فإن العرض المسرحي يمنح هذا النص كل حداثته. في الواقع، إن أوجه الشبه مع عصرنا الحالي لا حصر لها تقريبًا: خيبة الأمل، والراديكالية، والاستياء، والتآمر، والشعبوية... والأمر متروك للجمهور ليجد طريقه الخاص في هذا العالم الذي يعاني من غياب الكثير من القيم، والتقاليد، والعمق، والايمان. ما هي العواقب التي يمكن أن نخشاها عندما تسود العدمية، عندما تفرغ المُثُل والعقل من المعنى ولا تعود قادرة على أن تكون نقاطًا مرجعية؟ كيف نتعامل مع الإرهاب الأكثر خطورة لأنه يأتي من الداخل، ثمرة دوامة سلبية يستحيل نزع فتيلها؟ أم على العكس من ذلك، هل نبتهج بالفراغ الذي يمكن أن ينبثق منه تجديد بكر، بعيدًا عن هذا الانحطاط المتوقع؟ بعد التلاعب بالصور المصطنعة التي تحتل الجزء الأول من المسرحية، تختفي الكاميرات، ليرافق الإخراج تدريجيًا هذا التحلل للواقع. قبل المشهد الأخير الذي يطمس كل شيء فيه: يعود المخرج إلى الفيديو، على الشاشة الكبيرة هذه المرة، ليجعل وجوه الشخصيات الرئيسية تلتخم، لتشكل مزيجًا مرعبًا تشع في ظلامها مرحلة الدمار النهائي. كل ما يتبقى من هذه الشخصيات المفخخة هم الشياطين. وهكذا، نكون أمام عالم بلا معالم.
لسرد قصة هذه الفوضى، اختار المخرج البلجيكي استخدام الفيديو. على خشبة المسرح، سقف زجاجي ينهمر فوقه المطر بلا انقطاع. يُلمح الخارج البارد والمهجور من خلال النوافذ الكبيرة، لمبنى أرستقراطي يغمره الشفق. نحن في مقاطعة غير معروفة في روسيا. سينوغرافيا رائعة لحيلة مسرحية. تم تصميم الديكور من خلال نزول ثلاث شاشات من أعلى المنصة. وهكذا، تصل الحداثة، في تكتم، دون قرع “الطبول والأبواق” المعتادة لبعض المخرجين المتحمسين. لا حاجة لأن يواجه الممثلون بعضهم البعض. سيتحدثون من الخلف أو من خلال الملامح أو من الأمام إلى كاميرات سرية. سيكون الحوار بالصورة دون أن يفقد لحمته أو تماسكه. في هذا الضوء-الظلام الذي يخيم على المشاهد المسرحية، يتم محاصرة الممثلين ومراقبتهم والتجسس عليهم دون أن يتلامسوا أو يتعانقوا. كيف لا نفكر في عالم حديث تهيمن عليه الصور المتطفلة والعقابية؟ ولكن مع كاسيرس، فإن الإدانة والاستنكار لا تمنع الإنسانية أو تحجبها. يبدو المتفرج وكأنه يسمع الأفكار المتعرجة لكل شخصية، وأحيانًا يخترق هذه العقول المريضة. هذه هي نقطة القوة في إخراج غي كاسيرس: فهو يستخدم الصور بأناقة تامة ليظهر عزلة الشخصيات. وسواء كانوا مهرجين أو مضللين، وسواء كانوا يشككون في الدين أو في السياسة، فإن سيل كلامهم عن قرب على هذه الشاشات يبهر بقدر ما يقلق.
يخلق الإخراج الدقيق لغي كاسيرس الوهم ويفككه في الوقت نفسه. من خلال اقتراح واقع مزدوج باستمرار. على خشبة المسرح، لا يتحدث الممثلون مباشرة مع بعضهم البعض. فوضعهم في الفضاء مجزأ بشكل متعمد. الواقع المادي للخشبة هو عالم خالٍ تمامًا من الروابط. ومع ذلك، فإن المحاكاة كاملة على الشاشات الثلاث الكبيرة المعلقة في السقف. تخلق الكاميرات حيلة الحوار بين الشخصيات، أي الحوار الذي يجري وجهاً لوجه.
ومع إضاءة فابيانا بيشولي الرائعة، تصبح كل الشاشة لوحة فنية جذابة. صورة مغرية، لكنها مجرد بناء افتراضي. داخل هذه الإطارات، لا تستطيع الشخصيات المسجونة لمس بعضها البعض. بل يتمكنون من القيام بذلك عن طريق الحيلة البصرية.
لا بد من الإشادة بأداء جميع الممثلين، إذ لا يتعين عليهم ترجمة أدوارهم فحسب، بل عليهم أيضًا التمثيل بمفردهم أحيانًا، كل واحد منهم في أحد طرفي المسرح، وظهورهم لبعضهم البعض، من أجل تكوين المشاهد المصورة على الهواء مباشرة. هذه العملية هي طريقة مبتكرة لنقل أوهام الشخصيات وأوهام هذا المجتمع الذي يتفكك في العمق ويتدهور ويواجه العنف. على العموم، هذا التكيف ناجح بشكل عام، حتى وإن كان في بعض الأحيان يصيب المشاهد بالدوار قليلاً من كثرة الصور. لقد جلب كل من الممثلين شياطينه الداخلية إلى الحياة النابضة بالحياة. خلال العرض، اصبحت خشبة المسرح فضاءً يعاد استثماره بأجساد الممثلين. وفي عالم اختفت فيه الصور والأيقونات القديمة، لم يبقَ سوى الظلال الكئيبة للمتآمرين والقتلة المستقبليين. لم يعد العنف والقتل يقفان عائقًا أمام تحقيقهما.
تم تعزيز هذا الفضاء من الأوهام عبر مجموعة من المرايا التي تعكس الآخر وتعزل كل شخص في عالمه وبنائه الخاص. وتوفر الفرقة الوترية الرباعية في الجزء الخلفي من المسرح صوتاً آخر ونفحة موسيقية منعشة مرحب بها. من الناحية الملموسة، ترفرف في هذا العرض، لوحة ثلاثية من لوحات الشاشة فوق المسرح، تعكس صور الممثلين. الصورة مشوّهة بشكل غريب لأن الكاميرات مثبتة بطريقة تجعل الممثلين يظهرون جنبًا إلى جنب على الشاشة، وعليهم أن يتجهوا بشكل مختلف تمامًا على المسرح، فمرة يديرون ظهورهم وفي أخرى يوجهون وجوههم للجمهور، وفي الخلف، وفي مؤخرة المسرح... بحيث يبقى المتفرج في حيرة من أمره أمام هذا العالم من التظاهر الزائف للغاية: فهل سيصدق، الأجساد الحقيقية أم صورها؟ يتحمل الممثلون عبئًا مضاعفًا، حيث يتعين عليهم العمل على شخصياتهم مع إدراكهم أن الصورة التي نراها لهم في هذا الفيلم الحي ليست بالضرورة هي نفسها.
ارتقى غي كاسيرس إلى مستوى التحدي المتمثل في تكييف رواية “الشياطين” لدوستويفسكي بشكل مثالي، بإنتاج مصقول وممثلين ونظام فيديو مدهش بقدر ما هو فعال. وفي الوقت نفسه، أظهر إلى أي مدى تلقي أسئلة دوستويفسكي حول العدمية الضوء على هواجسنا المعاصرة. لقد قدم المخرج عرضًا استثنائيًا لرواية دوستويفسكي. هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها غي كاسيرس بإخراجها. كما أنها المرة الأولى التي يتناول فيها دوستويفسكي. لكن مسرحه سبق له أن استكشف الأدب الروسي، مع تولستوي (آنا كارنينا) وبوشكين (أونجين). وعلى غرار العديد من الفنانين المعاصرين، كان مساره غير نمطي، حيث انطلق في طريق المسرح بعد دراسته للفن وتنظيمه في البداية “مناسبات” احتفالية مزجت بين الفنون وجمعت بين المحترفين والهواة. يحب غي كاسيرس تكييف الأعمال غير الدرامية. ووجد في “الشياطين” موضوعًا يشعر بأهمية معالجته اليوم: العدمية التي يرى فيها صدى للإرهاب. في هذه الرواية يطرح دوستويفسكي السؤال التالي: لماذا يأتي جيل يريد قتل الأب بتدمير كل شيء؟ كيف يمكن أن يعتقد أن مجتمعًا جديدًا يمكن أن ينبثق من العدم المنظم؟ ليس هناك ما يضمن أن جمهور المسرحية سيغادر مسرح الكوميدي فرنسيز بأية إجابات حاسمة. وهذا أمر جيد، لان المسرح لا يجيب أو يقدم حلاً بقد ما يسأل. وكما يقول المخرج: “لا يقدم دوستويفسكي حلاً، بل يدعونا إلى البحث عن أخلاق جديدة، سواء في المجال الديني أو الفلسفي أو السياسي”. لكنهم، مع ذلك، سيغادرون بعد تجربة فنية لا تُنسى، خاصة إذا لم يكونوا على دراية بفن غي كاسيرس. هل كان دوستويفسكي سلفًا لنيتشه ورائدًا للعدمية المعاصرة؟ لقد كان ألبير كامو مقتنعًا بذلك، وقد لخصه على النحو التالي: “بالنسبة لي، دوستويفسكي هو أولاً وقبل كل شيء الكاتب الذي استطاع قبل نيتشه بوقت طويل أن يميز العدمية المعاصرة، ويحددها، ويتنبأ بعواقبها الوحشية، ويحاول أن يشير إلى طريق الخلاص (...) نحن نعلم الآن أن أبطال دوستويفسكي ليسوا مخلوقات عبثية غريبة - نحن نشبههم، ونشاركهم نفس الروح”. غالبًا ما توصف رواية “الشياطين” لدوستويفسكي بأنها نذير الديكتاتوريات العظيمة في القرن العشرين. في عام 1953، بالنسبة لكامو، كانت النبوءة تقترب من الواقع، وفي أواخر الستينيات كان ألبير كامو أول من قام بتكييف رواية “الشياطين” المكونة من ألف صفحة للمسرح. ومنذ ذلك الحين، بدأت هذه البشارات تتحقق، مرة تلو الأخرى.
إذ حاول عدد لا يحصى من المخرجين القيام بهذه المهمة، دون أن يثنيهم حجم العمل الهائل أو القائمة المتزايدة من الاقتباسات.ومن بينهم غي كاسيرس هذه الأيام.
كلمة أخيرة: نادرًا ما شاهدنا مثل هذا المستوى من التميز والقوة والخيال، حيث يبدو طاقم العمل بأكمله وكأنه مكهرب بالذكاء البصري والتشكيلي لمخرجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*مخرج وناقد مسرحي عراقي.
********************************************
تضاريس
طالب حسن
1
لابد وان يكون مجنونا
ذلك الملاك الذي بشره
بجنة عرضها
سماوات حزنك
2
تعب من تكرار
تعويذة الظمأ
من يدله على نهر
لايبتلع الأحلام ؟
3
شيء مخيف
أن تكون أوراق حزنك
على الطاولة
وهناك من يراهن عليها
من خارج اللعبة
4
على زجاج نافذته
يرى الكثير
من الأصابع المبتورة
لدرجة انه يتخيل
انها هي من تطرق
الباب
5
أولئك الموتى السعداء
يأخذون مسراتنا معهم
ويرحلون
6
بعضهم يتشبه بالملائكة
رغم وجود أكثر من دليل
على أنهم مجرد
شياطين
7
وكأنه
غادر زريبة خنازير
هذا الولد الذي مات
وهو يحمل سلة أمانيه
المثقوبة
8
شجرة وحيدة
وطائر وحيد
من حكم عليهما
أن يشيخا معا ؟
9
وجهه الذي ضاع
في متاهات الطريق
تخلى عن النسيان
وعاود التذكر
10
عندما
تستيقظ الكراسي
تمشط المؤخرات يومها
بخيوط الأساطير
11
كل شتائم الكون
لاتكفي لتحريك
ضمير متحجر
12
من هؤلاء
الذين يحتلون
حديقة بيتي ،
ويتركون خلفهم الكثير
من القمامة ؟
13
بالمناسبة
إلى اين وصلت
تلك القوارب التي كانت تحمل الكثير من وصايا
الشهداء إلى الله ؟!
**************************************************
الصفحة الثانية عشر
غدا الأربعاء مهرجان الجواهري الشعري
بغداد ـ طه رشيد
تنطلق يوم غد الأربعاء فعاليات مهرجان الجواهري الشعري بدورته الـ15، دورة الشاعر الراحل حسب الشيخ جعفر، والذي يقيمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب تحت شعار"لبنان وفلسطين رافدان يجتمعان في بلاد الرافدين"، وستكون أولى الفقرات قراءات شعرية تبدأ عند الساعة 6 مساء في باحة الاتحاد.
بينما سيكون الافتتاح الرسمي للمهرجان في اليوم التالي، الخميس، في الساعة 6 مساء على خشبة مسرح المنصور. وسيتضمن حفل الافتتاح قراءات شعرية لمجموعة من الشعراء المبدعين العراقيين والعرب. فيما تقدم الفنانة العالمية بيدر البصري، أوبريتا بعنوان "يا دجلة الخير"، وهي القصيدة الشهيرة للجواهري الكبير، ومن ألحان والدها الفنان الراحل حميد البصري.
جدير بالذكر، أن صباح الخميس، سيشهد افتتاح مكتبة ألفريد سمعان في مقر الاتحاد، إضافة إلى حفل توقيع مجموعة من الكتب الصادرة في المناسبة، وافتتاح معرض تشكيلي للفنان والشاعر د. موسى الخافور، وعرض فيلم وثائقي قصير بعنوان "نخل وزيتون وأرز".
وستتخلل أيام المهرجان قراءات شعرية أخرى، إضافة إلى طاولات نقدية.
***************************************************
تحدث عن "الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات" الكاتب والناقد حسب الله يحيى في "بيتنا الثقافي"
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، الكاتب والناقد حسب الله يحيى، محرر الصفحة الثقافية في "طريق الشعب"، الذي تحدث في جلسة عنوانها "الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات ودورها في استقطاب الأجيال الجديدة".
الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها جمع من المثقفين والصحفيين والأدباء، إلى جانب عدد من قيادات الحزب الشيوعي العراقي. فيما أدارها عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق طلعت كريم، الذي قدم نبذة عن سيرة الضيف وتجربته مع الصحافة والكتابة الأدبية، مبينا أنه ولد عام 1944 في مدينة الموصل، وفي بدايته امتهن التعليم، ثم انتقل في ستينيات القرن الماضي إلى الصحافة والأدب، ونشر العديد من القصص والمسرحيات والكتابات النقدية في صحف ومجلات محلية وعربية، واحيانا كان ينشر تحت أسماء مستعارة للتعبير عن أفكاره في نقد الواقعين السياسي والاجتماعي إبان زمن الدكتاتورية.
وأضاف قائلا أن يحيى انتقل عام 1964 إلى بغداد، وهناك تأثر بتجارب فرق "المسرح الفني الحديث" و"مسرح اليوم" و"مسرح 14 تموز"، وبات يتابع الحركة المسرحية، ويتعرض لها بالدراسات النقدية. وفي ثمانينيات القرن الماضي، ومع هبوط الحركة المسرحية وتدهورها، تصدى بالكتابة النقدية لعموم الأعمال الهابطة.
وتابع قوله أن الضيف، ورغم عدم دراسته المسرح أكاديميا، عُين محاضرا في قسم المسرح - معهد الفنون الجميلة في بغداد، مشيرا إلى ان يحيى أصدر الكثير من الكتب في مجالات السرد القصصي والنقد الأدبي والمسرحي والصحافة.
بعد ذلك، ابتدأ الضيف حديثه قائلا أن الصحافة العراقية في بدايتها، منذ صدور جريدة "الزوراء" عام 1869 مرورا بالصحف الصادرة إبان العهد الملكي، لم تكن تتضمن صفحات ثقافية، مضيفا أن هذه الصفحات ظهرت بعد ثورة 14 تموز 1958، من خلال صحف يسارية، أهمها "الحضارة" و"الإنسانية" و"اتحاد الشعب" و"الثقافة الجديدة". وتابع قائلا أن هذه الصفحات، وبالرغم من أهميتها، كان الإعلام يغلب عليها، وليس الثقافة، مستدركا "لكن (طريق الشعب) تحديدا، ومن خلال مواكبتي إياها، كانت تترك الحرية كاملة للصفحات الثقافية، كي تأخذ متنفسها في الميادين كافة".
وأشار إلى أن "الصفحات الثقافية في الصحف الأخرى، تدنو من الأدب عموما، وما يجاوره كالمسرح والفنون التشكيلية والموسيقية وغيرها، لكن في الصحافة الوطنية اليسارية، كانت الثقافة تعنى أساسا بإنتاج المعرفة وتوسيعها في الميادين كافة. فالمثقف لا يمكنه أن يتخلى عن أي من الميادين، سواء السياسية أم الاقتصادية أم الفكرية وغيرها. ولأن القارئ المثقف مجموعة نظم ثقافية ومعرفية، يُفترض بمحرر الصفحة الثقافية أن يكون عارفا بجميع تلك النظم، لا أن يكون متخصصا فقط في القصة أو المسرح وما شابه".
ومضى في قوله أنه "يفترض بمحرر الصفحة الثقافية أن يكون مطلعا على ثقافات الأمم الأخرى، لا أن ينظر إليها كثقافات أجنبية، إنما ثقافات إنسانية نتأثر بها، سواء كانت معنا أم ضدنا".
ولفت يحيى إلى ان الثقافة تنطلق من المعرفة، وتلهب في الإنسان أسئلة كثيرة تجعله يتعرف على سبل مختلفة من الحياة والوعي، مضيفا قوله: "نحن أمام معطيات جديدة في هذا العصر، بين علم وتقنيات حديثة جدا، وجهل مدقع تماما. فكيف نتعامل ثقافيا مع هذين الجانبين؟!".
وتابع قوله انه "يجب أن نحاكم الجهل، وأن نشيع الوعي بين الناس لا عن طريق مقالات تجريدية وأفعال تجريدية لا يفهمها من يعاني الجهل. فما لم نقم بمجابهة الجهل عبر توعية الناس ثقافيا، لن نكون قد فعلنا شيئا مثمرا في صفحاتنا الثقافية".
وتحدث الضيف عن ابتعاد الجيل الجديد من الكتّاب عن القراءة والتثقف، ما يجعل كتابات الكثيرين لا تبتعد عن أسلوب "الخاطرة" العابرة التي لا تترك أي تأثير في القارئ "لذلك نريد من هذا الجيل أن يقرأ ويقرأ ويقرأ، ثم يكتب، لا أن يكتب دون خزين معرفي وثقافي، على ألا تكون المعرفة فقط تخزين معلومات، إنما استخدام تلك المعلومات في التأثير في الناس".
وفي سياق الجلسة، قدم عديد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها، عقّب عليها الضيف بإسهاب.
وفي الختام، سلم مدير المنتدى د. علي مهدي، الكاتب والناقد حسب الله يحيى، باقة ورد باسم المنتدى.
**************************************************
موعد مع الاعسم
بدءا من يوم الأحد المقبل يطل الصحافي المعروف عبد المنعم الاعسم في عمود دائم، يعالج فيه بكثافة الأحداث والقضايا الراهنة.
ترقبوه في هذا المكان من هذه الصفحة.
************************************************
وسط جمهور مهرجان لندن السينمائي متظاهرة بريطانية تفضح جرائم الصهاينة في غزة
متابعة – طريق الشعب
عطّلت المتظاهرة البريطانيّة الشابّة ستار توماس، العرض الأوّل لفيلم الممثل الإنكليزي الأميركي أندرو غارفيلد، في "مهرجان لندن السينمائي". إذ ظهرت على السجادة الحمراء بين الحشود وهي تحمل العلم الفلسطيني وتهتف من أجل وقف تصدير الأسلحة البريطانية إلى الكيان الصهيوني.
وانتشر فيديو لتوماس على منصّات التواصل الاجتماعي، وهي تهتف من داخل المهرجان. وتقول أنّ "ما يحصل في غزّة ليس طبيعياً، الأطفال يتحولون إلى أشلاء والحكومة البريطانيّة تموّل هذا الإجرام". كما استذكرت توماس الشهيد الشاب شعبان الدلو، الذي قُتلَ حرقاً أثناء تواجده في خيمة تؤوي النازحين في "مستشفى شهداء الأقصى"، مشيرةً إلى أنّه "كان سيبلغ العشرين من عمره هذا الأسبوع، لكن إسرائيل قامت بحرقه". وأكدت أنّ "الطريقة الوحيدة لتحقيق العدالة هي عبر العمل المباشر. لذا سأستمر في وضع جسدي على المحك واستخدام صوتي. لا يمكننا الاستمرار في حياة طبيعيّة طالما هناك من يرتكب إبادة جماعيّة".
ولفتت إلى أنّ الحكومة البريطانية تسهّل جريمة الإبادة وأنّها شخصياً ترفض اتباع قواعد الدولة التي تستفيد من الموت الجماعي، وتظل صامتة بينما يتم تفجير الأطفال إلى أشلاء.
*********************************************
في اتحاد الأدباء المسرح الملحمي الألماني وانعكاسه في المسرح العراقي
متابعة – طريق الشعب
نظم بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، جلسة بعنوان "المسرح الملحمي الألماني وانعكاسه على المسرح العراقي"، قدمها الباحث والمترجم والكاتب المسرحي د. بهاء محمد علوان الجنابي، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن المسرحي. الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارتها د. إيمان الكبيسي، واستهلتها بالقول أن "العالم يحتاج إلى المسرح في ظل الموت المجاني للإنسان، والحروب والتجويع والتشرد، ليناهض كل ذلك".
بعدها تحدث الجنابي عن المسرح الملحمي، مبينا أنه لا يزال مثارَ جدل وسيبقى كذلك.
وقال أن الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني برتولت برشت، هو المؤسس الأول للمسرح الملحمي منذ بداية القرن العشرين، وانه أراد من خلال هذا المسرح القول أن الإنسان يستطيع أن يتغير ويغير ويتأثر ويؤثر. وأشار إلى ان برشت تأثر بالمدرسة التعبيرية كمذهب فني يستهدف في المقام الأول التعبير عن المشاعر والعواطف والحالات الذهنية التي تثيرها الأشياء أو الأحداث في نفس الفنان. ولفت الجنابي إلى أن برشت أراد أن يصنع من المتلقي عنصرا إبداعيا. وبالفعل استطاع نقل المتلقي من متفرج عادي إلى متفرج ناقد للنص والممثل والمخرج وما يلحق بالعمل المسرحي.
وتحدث الضيف عن انعكاس المسرح الملحمي الألماني في المسرح العراقي، وعن مدى نجاح الأخير في تجسيد ذلك عبر ما قدمه من أعمال. وخلال الجلسة قدم عدد من الاختصاصيين في المسرح، مداخلات أشاروا فيها إلى تجارب مسرحية عراقية عديدة، جسدت نظرية المسرح الملحمي.
****************************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- جميل علي من السويد 1000 كرون للمرة الثالثة.
- سعيد شلش (أبو ماهر) 1500 كرون سويدي.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
*********************************************
ليس مجرّد كلام.. لماذا نتظاهر ؟!
عبد السادة البصري
هل سأل مسؤول نفسه ذات يوم : لماذا يتظاهرون ؟!
وهو بالتأكيد يعرف الجواب، اذ كنّا قبل عام 2003 نمنّي النفس بآمالٍ وأحلامٍ كثيرة ستتحقق عندما تسقط الدكتاتورية، وتنقشع الغيمة السوداء التي جثمت على صدر الوطن لأكثر من ربع قرن. وعندما سقط الصنم راودتنا فرحةٌ كبيرة بقرب تحقيق أحلامنا هذه، وتغيّر احوالنا جميعاً نحو الأحسن والأفضل.
كنّا نحلم بوطنٍ حرٍ خالٍ من كل شوائب الظلم والقهر والتهميش والفساد والحروب، وبحياةٍ ملؤها الفرح والسعادة وازدهار الآمال التي كانت بسيطة جداً، هي أقل ما ترغبه النفس البشرية من حياة كريمة وعيش رغيد ببيت نمتلكه ومدنٍ يعلوها العمران الحديث، وتزدان بالعمل والجمال والفن والابتسامة، كما كنّا نفترش آمالنا لنقول لبعضنا: هاهي تباشير الفرح والخير قد أشرقت شمسها على ربوع الوطن !
ومرّت سنة وتلتها سنون، وساءت الاحوال وراحت تزداد سوءاً..
وتبخرت الاحلام وصارت سراباً وانفرطت آمالنا كحبّات المسبحة أمام عيوننا، ودخلنا دهاليز مظلمة ، فصرنا نشاهد الخراب والفساد وسوء الخدمات والموت المجاني والإرهاب الذي عاث في طول البلاد وعرضها، لتكبر تلال النفايات وتصير شوارعنا وأسواقنا عبارة عن أوساخ وروائح عفنة بسبب القمامة وطفح المجاري وسوء أعمال التبليط وبناء الأرصفة المتكرر كلما اكتمل رصيف تهدم آخر بحجّة إعادة الترميم، والمشاريع غير المكتملة التي أصبحت عبئاً على المواطنين، إضافة إلى تحطّم أحلام الشباب في مستقبل آمن بسبب انعدام فرص العمل والتعيين، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل مع ازدياد أعداد الخرّيجين من المعاهد والكليات كل عام ، بالإضافة إلى شبه توقّف الصناعة والزراعة والتجارة ونقصان مياه دجلة والفرات وما إلى ذلك .
كذلك الخدمات الصحية والتعليمية تسوء يوما بعد آخر، ومعها انقطاع التيار الكهربائي المستمر مع موجات الحر والرطوبة العالية في الصيف وفيضان الشوارع والأزقة عند المطر.
بلد لم يفكّر المسؤولون فيهة لحظةً واحدة بكيفية إنقاذه من الخراب والفساد وبآليةٍ للبناء والعمران وتشغيل الشباب بدلاً من تركهم يتسكّعون على الأرصفة ويحتجون على ماهم فيه من ضياع، وصدهم بالماء الحار والهراوات والاعتقالات، وإخراج البلد من مأزق الأزمات المتفاقمة يوما بعد يوم. كما لم يباشروا بمشاريع حقيقية تخدم المواطن، فبدلاً من بناء المولات بالإمكان إنشاء محطات تحلية للمياه ، ومحطات توليد الكهرباء ، وتشغيل المعامل والمصانع المتوقّفة منذ سنوات، والعمل على توفير مياه السقي للمزارعين وإعادة الحياة إلى أراضيهم التي أكلها البوار وغيرها !
كل شيء في وطننا يدعوك إلى التظاهر وإطلاق صيحات الحقّ بوجه المسؤولين، ومطالبتهم بأن يعوا حجم الخراب وما آلت إليه الأمور من سوء.
وسنظل نصرخ بوجوههم لأنهم حطّموا أحلامنا على صخرة الفساد بكل أشكاله وألوانه واللامبالاة حيال ما يجري في كل بقعة من بقاع الوطن!